المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نشأة التصميم الداخلي التفاعلي



م.عبدالرحمن
13-05-2005, 09:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم




حاز مفهوم الذات (النفس البشرية ) على اهتمام واسع من قبل المصممين ،وذلك لأهمية وحيوية الحوار فيه،ومع اهتمام علماء الاجتماع بالتفاعل اكثر من اهتمامهم بالفاعل وبالذات الفاعلة الا إن هنالك العديد من الدراسات السوسيولوجية التي تأثرت وبشكل واضح بالدراسات النفسيـة ،قامت بتضييق الحيز المجالي للظاهرة الاجتماعية ،من خلال اختزاله في تفاعلات على نطاق ضيق تتجاوز حدود الرؤية الشمولية للعنلصر الفراغيه التي تجاذب أطرافها علماء الاتجاه الوظيفي ،نحو فهم فاعلية الذات في المواقف تجاه المكونات الفراغيه مناقشين دقائق الحياة التفاعلية ،مهما كانت بسيطة أو ساذجة في نظر المستخدمين ،وهؤلاء هم مصممي الفراغ الوظيفي المترابط الذين اختطوا منظورا خاصا بهم يعبر عن رؤية فاحصة للواقع الجمالي تعالج مشاكله وتعمل على تجاوزها ،صحيح إن هدفهم لم يكن إصلاحيا خالصا وانما كان الهدف الكشف عما يكتنف حياة الإنسان من متطلبات من خلال فهم الإنسان لذاته الفاعلة وادواره والمواقف التي يمر بها ،داخل الحيز المجالي الذي يتفاعل ويتعايش فيه .
ولذلك فإننا نلحظ اتفاقا بين علماء الأتجاه الوظيفي واصحاب الاتجاه الجمالي فلقد درس كل منهما الأفعال القصدية والذات الفاعلة ووعي الذات متأثرين بالفلسفة الفراغيه التي أكدت على خبرات الفرد الذاتية ودورها في رسم تصورات الإنسان الخاصة مع نفسه ومع الفراغ ،كما نظروا للإنسان على انه يمتلك عنصر المبادأة بالفعل مؤكدين على وجود علاقة جدلية بين الذات والفراغ المحيط الذي يحياه الإنسان.



نشأة التصميم الداخلي التفاعلي:

نشا منظور التفاعلية الرمزية بوصفه دليل عمل سوسيولوجي لفلسفة الذرائع(البراجماتية )التي اهتمت بالخبرة الإنسانية بوصفها منبعا للمعرفة منطلقة في صياغة أفكارها من الاهتمام بالخبرات السابقة أساسا لتصميم الفراغات من خلال أيمانهم بمبدأ (صحة المقدمات تقاس بصحة النتائج).

واستمرارا للفلسفة البراجماتية نشأ الفكر التفاعلي الرمزي في الولايات المتحدة الأمريكية ليكشف عن جوانب طالما عالجتها الاتجاهات الوضعية في سياق شمولي لا يستطيع إن يكشف الأبعاد الحقيقية لها ،إذ عالج هذا الاتجاه المشكلات الاجتماعية كالضجر من الفراغ والراحه وتفضيل مكان بالفراغ على آخر وكذلك الأمراض النفسية والعقلية التي ولدتها الحياة العصرية أملا في الكشف عن هذه المشكلات والعمل على وضع الحلول المناسبة لها ،لقد تقدم منظور التصميم التفاعلي ليضع نفسه منافسا قويا للاتجاه البنائي الوظيفي متخذا من المشكلات الاجتماعية والماديه منفذا لتوصيف رؤية جديدة لعـــلم الأنتريل ديزاين يؤمن بالعمل لا بالتنظير كما ولد هذا المنظور اهتماما بمفاهيم لها دور في فهم الاتصال والتفاعل مثل ،الألوان والتناسب الحجمي والكمي للفراغ وأيضا التوزيع الفراغي للمتطلبات ، فهذا المنظور ينظر إلى أن البشر يسلكون إزاء الأشياء في ضوء ما تحمله تلك الأشياء من معان ظاهرة لهم وما هذه المعاني إلا حصيلة للتفاعل ولكن البشر يستطيعون تعديل هذه المعاني واعادة تشكيلها من خلال عمليات التأويل الـتي يستخدمها الأفراد في تفاعلهم مع الرموز ،أي إن التصميم التفاعلي اتجه نحو فهم الذات الفاعــلة والنفس البشرية من خلال فهم العمليات التفاعلية والعكس صحيح ،بحيث اصبح مـوضـوع الذات والنفس البشرية أساسا في عام التصميم الداخلي وهذا ما نحاول أن نبحث فيه .

ماذا نعني بالذات المتفاعله مع الفراغ ؟

دلت الكتابات العلمية وبالذات النفسية منها حول مفهوم الذات بأنه يمثل عنصرا أساسيا في تكوين الشخصية وهو ما يتعلق عادة بتصور الفرد عن نفسه الناتج عن خبراته في التفاعل مع الأفراد الآخرين ،كما يمكن تعريف مفهوم الذات نفسيا بأنها (تكوين معرفي منظم وموحد ومتعلم للمدركات الشعورية والتصورات والتعميمات الخاصة بالذات ،يبلوره الفرد ويعتبره تعريفا نفسيا لذاته ) وعلى العموم فان مفهوم الذات واسع ويختلف علماء النفس في تفاصيله كما يختلف المصمون ،وحتى لا نتوغل في تعاريف لاطائل منها ،فإننا سنستخدم مفهوم الذات إلى انه الذات الفاعلة أو الفاعل الاجتماعي (social actor)لأنه ألا قدر على استيعاب ما كتبه علماء التفاعلية الرمزية حول مفهوم الذات لا سيما وانهم ينظرون أليها بمنظار السوسيولوجيا ، فالذات الفاعلة عندهم اقرب إلى مفهوم النفس البشرية التي هي حصيلة تفاعل عوامل داخلية وراثية وخارجية مجتمعية وان كان الانحياز للأخيرة بين على حساب الأولى ،وفي حديثنا عن الذات سنركز جهودنا على أفكار المعماريين لوكربوزيه وحسن فتحي.









(لاتنسوا الدعاء لأبي المريض)