المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغرض الحقيقى من وراء نشر نبأ تمزيق القرآن الكريم



د. فيصل شوقى
18-05-2005, 07:52 AM
الغرض الحقيقى من وراء نشر نبأ تمزيق القرآن الكريم

أولاً مزقّ الله كل عدو للإسلام ومن مزق ويمزق القرآن ويدمر البنيان ويقتل الإنسان وكل من يتعاون مع أعداء الإسلام تحت أى شعار كان وأينما كان وكائن من كان.

فلقد أصبحت فى هذه الأيام عادة بعيدة عن العبادة، فمع كل طلعة شمس وغروبها تحمل لنا الأخبار إهانات الغرب الموجهة للعرب والمسلمين وكتاب الدين ورب العالمين، فتارة يطبعون القرآن على المناشف الصحية للحمامات، وتارة يطبعون آيات القرآن الكريم على أجساد العاهرات كما حدث فى هولندا، وتارة يطبعون أسم رب العالمين (والعياذ بالله)على أحذيتهم الرياضية وغيرها. وفى أغلب الحالات يتقدم الأذكياء من المسلمين من أفراد ومنظمات ويطلبون من شركة كذا أو مطبعة كذا بأن تقدم الاعتذار المناسب! أقول لهم تعلموا… حتى الحمار لا يقبل الاعتذار بعد الضرب والتكرار!

فالغرب لا يعتذر إلاّ بعد أن يُهين الإسلام والدين وإذا رأى بأن مصلحته تتطلب منه الاعتذار كان به، فعدوه على حسب ظنه لا يعرف أخوه من أبن عمه أى نحن بنظر الغرب قوم أغبياء لا نُفرق ما بين الألف والياء! الاعتذار برأيى لن يُقدم ولن يؤخر فى شئ، فإذا قامت شركة ما بالإساءة إلى الإسلام وذهبت مجموعة من الشجعان إلى مدير تلك الشركة وألقته فى سلة المهملات وجعلت مكتبه فوقانى تحتانى حتى لا يتبين قلم الحبر من نكاشة الأسنان والحبر الأحمر من الدم القانى، وأرسلت تلك المجموعة ذلك المدير فى إجارة ممدداً على السرير فى غرفة الطوارئ، فسيعلم حين ذلك المدير بأن الله حق وكبير وسيفهم بقدرة قادر بأن ليس كل مرة ستسلم الجرة فهذا هو فى نظرى الاعتذار المقبول، وما قلته هنا ينطبق على أى مؤلف أو صحفى أو مذيع أو مسؤول يحاول التقليل من قدر الإسلام أو إهانة القرآن أو التشكيك بما أنزله الرحمن أو كل من يقف مع أعداء الإسلام ويفتح لهم البلدان ويسمح لهم بنهب خيرات الإسلام.

وما حدث مؤخراً بخصوص نشر مقالة فى مجلة النيوزويك فيه أمر غريب وليس عجيب وهو أن الجيش الإرهابى للأمريكان يمزق القرآن فى العراق بشكل دائم وفى كل مكان حتى تمّت هتك أعراض المسلمات فى الجوامع ومع كل هذا لم تقم قائمة فى دولة إسلامية أو عربية، لكن لماذا ظهرت النتائج بعد نشر تلك المقالة بعشرة أيام فهذا سؤال يُحيّر الفهمان؟

المعتقلون السابقون فى معتقل جوانتنامو كانوا مراراً وتكراراً يصرحون بما فعله عساكر الهمج والبربرية ومعقل الديمقراطية الدموية وكانت تصريحات هؤلاء الأبطال واضحة وصريحة وهو أن تلك القوات الصليبية الكافرة والقبيحة كانت وما زالت تمُزّق القرآن الكريم وترميه فى المراحيض وتستعمل عاهرات الجيش الإرهابى الأمريكى دماء طمثهن (ستطمثهن جهنم فى نارها وحممها خالدات فيها وبأس المصير) فى تلطيخ وجوه هؤلاء الأبطال النبلاء الشرفاء وفى تلطيخ القرآن الكريم وبالتالى إهانة كافة المسلمين.

باختصار الحكاية واضحة مثل نور الشمس وكلنا علمنا بها فلماذا الآن تظهر تلك العلامات الغاضبة من شعوبنا الإسلامية وبعض البلاد العربية؟ كنت أتمنى أن تعم تلك النقمة العارمة كافة الشعوب العربية والإسلامية ومنذ زمن وذلك لتحجيم أمريكا وإسرائيل وكل من تبعها، فأمريكا قد ارتعدت عندما رأت ردة الفعل النسبية التى ظهرت فى البلاد الإسلامية والعربية فكيف لو كانت المظاهرات فى كافة أنحاء البلاد من المحيط إلى الخليج ومن المغرب إلى أرض الصين. أمريكا ستعرف مقدار حجمها وسوف تراجع حساباتها إلى حين… لأن ذيل الكلب عمره ما ينعدل.

تراجعت النيوزويك عن المقالة وذلك طبقاً لضغوط من البيت الأسود ليس إلاّ وسوف أنشر مقالة متابعة لما حدث. مع العلم بأن البيت الأسود والمسؤولين مثل سوداء القلب وزيرة الخارجية رايز لم يعلقوا على ما كُتبته المجلة إلا بعد عشرة أيام من نشرها والسكوت علامة الرضا.

والسؤال يطرح نفسه: هل كان المسؤولون فى البيت الأسود أو وزارة الإرهاب الدفاعى الأمريكى على دراية بما حدث ويحدث فى معتقل جوانتنامو بخصوص تمزيق القرآن ورميه فى المراحيض. أقول نعم وألف نعم إنهم كانوا يعلمون ذلك علم اليقين لأن الإدارة الأمريكية تمُقت الإسلام وتمُقت القرآن بشكل تام والرب الديّان. هذه هى الحقيقة صدقوها أو لا تصدقوها.

لقد كنت أشاهد (وسجلت الحلقة كاملة) حلقة ال أيه بى سى (خط الليل) (NightLine) وكان هناك مسؤول من مجلة نيوزويك ومن ضمن الأسئلة التى وجهت إليه فيما إذا كانت وزارة الدفاع الأمريكية على علم بمحتويات المقالة وعلى الأخص ما جاء بخصوص تمزيق القرآن وتدنيسه. كانت إجابة المسؤول الصحفى …. نعم. وأضاف قائلاً "لقد ذهبت بنفسى إلى وزارة الدفاع الأمريكية وناقشت وعرضت على المسؤولين تلك المقالة قبل نشــــــــــرها. فاعترضوا على بعض ما جاء فيها لكن لم يعترضوا على ما كان مذكوراً بخصوص تمزيق القرآن. سأله مضيف الحلقة وما مقدار كلمات القسم الخاص بالقرآن؟ أجاب ستة جمل كاملة.

تعليق: يعنى لم تعترض وزارة الدفاع على ما حدث لأنها كانت على علم بذلك. وكيف لا؟ والبيت الأسود والوزارة هم وراء ما حدث. هل من المعقول أن يضغط البيت الأسود على تلك المجلة كى تسحب اعترافها بالمقالة قد يسئل هذا البعض وهم معروفين…؟ أقول لهم عندما تمّ نسف الأبراج بادر رجال الدين المسيحيون من أمثال جيمى سواجرت وبات روبرتسون وفارول وغيرهم بتصريحات مشابهة وهى أن ما حدث لهم هو عقاب من رب العباد لشرهم ومكرهم فى كافة البلاد، فما كان من بوش عابد الشيطان الفعلى إلا أن دعاهم إلى البيت الأسود وطلب منهم أن "يخرسوا" وأن يقفوا بجانبه ويكفوا عما يقولونه. ووعدهم بمساعدات مالية سخية وبالفعل وفىّ بوعده وتعاونوا معه على تعبئة شعبهم ضد الإسلام والمسلمين.

يعنى كتابة المقالة كانت بعلم المسؤولين الأمريكان. ولماذا تم تسريبها ولأى سبب؟ هذا سؤال جميل للغاية وهاكم الإجابة:

تدمير المسجد الأقصى هو الهدف
=-=

لاحظنا قبل تسريب النبأ قيام شارون رئيس وزراء ما يسمى بالكيان الصهيونى بزيارات عديدة ومريبة للولايات الإجرامية المتحدة ووصل عدد تلك الزيارات إلى عشرة فى فترات زمانية متقاربة للغاية! والسؤال يطرح نفسه: لماذا كل هذه الزيارات؟ الزيارات تعنى تشاورات! والتشاورات كانت على أساس بحث أمر خطير للغاية وما هو أخطر من التمهيد لهدم المسجد الأقصى، وكلنا نعرف ما تنويه حكومة الخنازير والقرود من خلال تصريحاتها مراراً وتكراراً عن عدم قدرة قوات الشرطة الصهيودية على حماية المقدسات الإسلامية فى القدس من المتطرفين اليهود. وكلنا نعلم بأن اليهود كانوا يجسون نبط الرد العربى والإسلامى على ما ينون علمه وذلك لقيام ما يسمى بهيكل سليمان على أنقاض المسجد الحرام.

فاليهود والأمريكان يعلمون بأن حالة الأمة العربية فى أسوأ حالها وحكام العرب قد أدوا إلى خرابها وباعوها وسلّموها وخضعوا بكل ذل للغرب، والجيوش العربية أصبحت جيوش إجرامية والمخابرات أصبحت فى القتل والتعذيب خبيرة والشعوب العربية أصبحت مقهورة وذليلة فهل اكتملت الصورة؟ واليهود القرود والأمريكان يعلمون جيداً بأن قوة العرب فى الإسلام والخوف كله من صحوة الإسلام والشعوب العربية والإسلامية فما كان من هؤلاء الأوغاد إلا القيام بعملية جس نبط لردة الفعل العربية والإسلامية بخصوص تمزيق القرآن، وما حدث الآن فى بعض البلدان والغليان قد دفع أمريكا الإرهابية إلى تغيير سياستها بخصوص تدمير المسجد بطريقة مباشرة عن طريق متطرفين يهود قرود. وظهر هذا الخوف واضحاً وجلياً من تصريحات رايز التى نفت خبر تمزيق القرآن بكذبة أمريكية إرهابية جديدة خرجت "طازة" من موسوعات الأكاذيب الغربية الأمريكية معتقدة بأن العرب أغبياء كى يصدقوا مثل هذا الادعاء. وبالفعل أقول لكمن بأن الأمريكان ينظرون لنا على أننا أغبياء وهم ما شاء الله أذكى الأذكياء.

فهل تخلّت أمريكا وربيبتها إسرائيل عن تدمير المسجد الأقصى؟ لا وألف لا؟ فالهدف ما زال موجود فالأمة العربية تبدو عاجزة والبقرة الحمراء للذبح فى المعبد اليهودى قد أصبحت جاهزة، فيكف إذن سيأتى تدمير المسجد الحرام يا إنسان وتلافى ردة الفعل العربية والإسلامية؟

أقول بأن التدمير سيأتى للمسجد الأقصى بطرق أخرى وأسلحة أمريكية سرية شيطانية قد تُسبب زلزالاً كبيراً فى تلك المنطقة ويعتقد الناس بأن الطبيعة وراء هذا العمل!

ولقد أضفت هنا مقابلة مع أسير سابق حول إهانة القرآن الكريم فى جوانتنامو ونُشرت هذه المقالة من سنة تقريباً أنقلها كما هى وسوف ترون تعاون ونفاق حكومة إيران (المسلمة) وتآمرها على المجاهدين:

أسير سابق: إهانة القرآن في جوانتانامو

حتى وإن تراجعت الصحيفة الأمريكية عن ما نشرته حول تدنيس القرآن الكريم في جوانتانامو فهذه مقابلة مع مفرج عنه من جوانتانامو يؤكد ذلك في مقابلة له العام الماضي .

" ولم يُسمح لنا بالصلاة في كثير من الأحيان، وكذلك قراءة القرآن الكريم الذي كانوا يتعمدون إهانته عبر وضعه في المرحاض أو البول عليه. وكانوا يعلمون أن هذه الإهانة لها أثر أكبر من تعذيبنا جسديا".

عمان - طارق ديلواني- إسلام أون لاين.نت/ 5-7-2004


وسام عبد الرحمن

لم يكن المواطن الأردني وسام عبد الرحمن أحمد "أبو عبيدة" الذي اعتاد الخروج كل عام إلى باكستان للدعوة ضمن جماعة التبليغ والدعوة الأردنية، يتخيل أن ينتهي به المطاف في معتقل جوانتانامو الأمريكي في كوبا بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة، حيث شاهد صنوفا من العذاب والتنكيل، كان أقساها وأشدها إيلاما إهانة بالقرآن الكريم من قبل حراس المعتقل الذين لم يتورعوا عن البول عليه.

"إسلام أون لاين.نت" التقت بأول معتقل أردني يخرج من "جوانتانامو" في مارس 2004، فكان هذا الحوار حول ظروف اعتقاله وما تعرض له من تعذيب وإهانة قاسية والذي حالت ظروف أمنية دون إتمامه بعد الإفراج عنه مباشرة.

البداية في باكستان!

*كيف تم اعتقالك وكيف بدأت قصة هذا الاعتقال؟

- اعتدت الخروج في سبيل الله إلى باكستان والعودة إلى الأردن عبر إيران فالعراق فالأردن، لكن في إحدى المرات، قامت الأجهزة الأمنية الإيرانية باعتقالي من داخل منزل أحد رجال التبليغ السنة في إيران في منطقة مشهد، على الرغم من حصولي على تصريح مرور ليتم تسليمي بعد ذلك إلى الأفغان من قبل الإيرانيين في 3-1-2002.

وفي أفغانستان، سرقت أموالنا وأغراضنا، وقام محققون أمريكيون بالتحقيق معي واستجوبوني عن أمور طبيعية وأسئلة عامة في سجن أفغاني تحت الأرض في مدينة كابول لمدة سنة وشهرين، مع 10 أشخاص من بينهم أوزبكي ويمنيان وتونسي وعراقي وأردني وطاجيكي واثنان من الأفغان.

ووضعونا في غرفة ضيقة ليس فيها إضاءة، وكان طعامنا عبارة عن ثلاث قطع خبز واحدة في الصباح وأخرى في فترة الظهيرة وثالثة في المساء وبقينا لمدة شهرين ونصف في هذه الغرفة لم نر فيها الشمس مطلقا، وكنا ننام فوق بعضنا البعض.

بعد ذلك نقلونا إلى سجن آخر اسمه بالفارسية "رئاسة نمبر سي" ووضعوني في زنزانة انفرادية وعانيت في هذه الزنزانة من أمراض كثيرة من بينها جرثومة في المعدة وارتفاع الضغط أما وزني فقد هبط إلى 40 كيلوجراما فقط، وبقيت سنة كاملة على هذا الحال بدون تحقيق.

وبعد هذه السنة جاءنا محقق أمريكي ومعه مترجم لا يعرف من العربية إلا القليل، وسألني عن أسباب تواجدي في إيران وقبلها في باكستان وعن علاقتي بتنظيم القاعدة.

* حدثنا عن ظروف اعتقالك في أفغانستان؟

- هنالك أساليب كثيرة للإهانة والتعذيب تعرضت لها أنا وإخوتي في المعتقل من بينها أن بعض الإخوة كانوا يبقون 3 شهور بدون استحمام، وعندما يسمحون لنا بالاستحمام نستحم بالماء البارد.

كانوا يتعمدون إهانتنا وكانوا يتلفظون بشتائم كلما رأونا، أما الضرب والركل فكان أمرا طبيعيا. لكن ظروف الاعتقال الأصعب كانت في معتقل جوانتنامو ومن قبله في باجرام.

المحنة والعذاب في "باجرام"!

* لماذا تم نقلك مع الباقين إلى "باجرام"؟

- لا أعلم تماما لكنني كنت موقنا بأن نهايتي ستكون إما السجن طويلا أو القتل وما حصل معنا في باجرام كان أبشع بكثير مما حصل في أبو غريب من عمليات تعذيب تكشفت.

عندما دخلنا باجرام، مددونا على الأرض، وكانت أعيننا وأذننا أيضا مغطاة فيما كممت أنوفنا ولا أدري لماذا كل هذا، وتم تقييدنا أيضا بسلاسل وقيود في اليدين والرجلين ووسط ذلك كله كانت تنهال علينا الشتائم من الجنود والمجندات.

ثم كانوا يأتون بالكلاب لتقوم بملامستنا والنباح علينا وشمنا، ونحن في رعب حقيقي خوفا من أن تهاجمنا، وفي نفس الوقت كانوا يستعملون معنا أسلوب الترهيب على سبيل المثال كانوا يقومون بتشغيل مناشير خشبية وسط صياح بعض الإخوة من الضرب لإيهامنا بأنهم ينشرونهم بهذه المناشير أو يقطعون أطرافهم.

في ذات اليوم أدخلوني إلى غرفة في معتقل باجرام ورفعوا عني عصابة العينين فوجدت غرفة فيها أكثر من 30 جنديا أمريكيا ومجندة وسط أعلام أمريكية كبيرة وفي وجهي رجل أسود ضخم يصرخ: "أنت الآن في سجن أمريكي، وأتعهد لك بأن تمضي بقية حياتك هنا". كان يلقنني قواعد الاعتقال أمريكيا فيقول بأن السؤال ممنوع، والاعتراض على أي شيء ممنوع، والنظر إلى أعلى ممنوع، كما أن محادثة أي معتقل آخر أمر ممنوع.

* ماذا فعلوا لك وللباقين في باجرام؟

- ببساطة تعمدوا إهانتنا وإذلالنا عبر إجبارنا على التعري من ملابسنا بوجود المجندات الأمريكيات؛ ومن ثم تصويرنا ونحن عراة تماما من الإمام والخلف ثلاث صور.

أما الأكثر إهانة وإذلالا فهو الفحص الطبي الإجباري أسبوعيا، وهو فحص وحيد لا علاقة له بأوضاعنا الصحية وهو فحص الشرج.

في "باجرام" التي قضينا فيها 40 يوما وتحديدا في شهر إبريل 2003 ألبسونا ملابس سجن حمراء، وطلبوا منا الحديث عن علاقتنا بتنظيم القاعدة فرفضنا وتعرضنا للضرب والإهانة عبر حلق لحانا وشعر الرأس، وإجبارنا على الاستحمام ونحن عراة، وبشكل جماعي أمام المجندات مرة أخرى وهن يطلقن النكات ويضحكن ويتفوهن بكلمات بذيئة.

لم يكن لدي أي أمل بالخروج من باجرام حيا فالمعاناة كبيرة والتعذيب شديد على سبيل المثال كانوا ينادوننا كل 3 ساعات ليس بأسمائنا وإنما بأرقامنا فقد تحولنا هناك إلى مجرد أرقام ولم نكن نعرف طعم النوم بسبب آلام التعذيب والشبح والضرب.

أكثر من 70 شخصا كانوا معي في نفس المعتقل الذي كان على شكل سياج حديدي كل 6 أشخاص في غرفة حديدية خالية من كل شيء.

ولم يُسمح لنا بالصلاة في كثير من الأحيان، وكذلك قراءة القرآن الكريم الذي كانوا يتعمدون إهانته عبر وضعه في المرحاض أو البول عليه. وكانوا يعلمون أن هذه الإهانة لها أثر أكبر من تعذيبنا جسديا.

أما التعذيب الجسدي فكانوا يتفنون في استعماله ضدنا على سبيل المثال كان المحققون الأمريكيون يتعمدون تشغيل "مكيفات الهواء ليلا في فصل الشتاء حيث البرد القارس".

أيضا هنالك التفتيش اليومي عند الدخول أو الخروج من الزنازين أو حتى عند التوجه إلى المرحاض، في كل مرة كان يتم تفتيشنا، والتفتيش هنا يتم من خلال تفتيش العورات لتعمد إهانتنا وإذلالنا.

حتى عندما كنا نطلب الذهاب للمرحاض الخارجي كانوا يتعمدون مرافقة المجندات لنا.

العلاقة بتنظيم "القاعدة"!

* ماذا عن التحقيق معكم كيف كان؟ وعن ماذا كانوا يحققون؟

- التحقيق معنا كان مزاجيا في بعض الأحيان كان بشكل يومي وأحيانا بشكل أسبوعي كنا نتعرض للتحقيق فجرا، وكانت الأسئلة في البداية حول أسباب تواجدنا في إيران وباكستان وعن أسمائنا والبلاد التي نشأنا فيها وعن انتماءاتنا.

لكنهم كانوا معنيين بانتزاع اعترافات كاذبة منا حول علاقتنا بتنظيم القاعدة، لكننا كنا ننفي هذه العلاقة دائما، ونجيب بأننا من جماعة التبليغ والدعوة التي ليس لها أي نشاط إلا القيام بدعوة الناس إلى الإسلام.

هنالك مجموعة من الحراس في المعتقل تدعى مجموعة التدخل السريع مهمتها تعذيب من يرفض التعاون أو الإجابة على أسئلة التحقيق.

في نهاية المطاف.. وعندما ملوا من التحقيق معي وضعوني على جهاز كشف الكذب الذي أكد صدقي في إجاباتي، لكن المحقق قال لي بسخرية: "نعلم أنك صادق، لكننا سنأخذك في نزهة إلى "جوانتنامو".. هذه هي أمريكا.. تفعل ما تريد!

* ما هي انتماءات أغلب الذين تواجدوا معك في المعتقل في "باجرام"؟

- معظمهم بدون أي انتماءات، والباقون إما من جماعة التبيلغ والدعوة أو من السلفيين وقليل من الإخوان المسلمين.

أما جنسياتهم فهي متنوعة، لكن أكثرهم من السعوديين، وهنالك أردنيون ومصريون وكل الجنسيات العربية تقريبا ما عدا اللبنانيين بالإضافة إلى أفغان وباكستانيين وشيشان.

* ما هي مشاعرك ضد الأمريكيين بعد الذي عانيته؟

- ازددت حقدا وكرها للأمريكيين أكثر من أي وقت مضى، وبعد أن كنا نسمع بمعاناة المسلمين عشنا هذه المعاناة وذقناها، لا يمكن أن أغفر للأمريكيين ما فعلوه بي وبإخوتي وما سيفعلونه بالباقين الذي ظلوا في المعتقل.

لقد تعمدوا إذلالنا وإهانتنا وأساءوا إلى ديننا وعذبونا بشكل يفوق ما حدث في أبو غريب.. ما حدث في أبو غريب ليس إلا نزهة بالنسبة لما يحدث في باجرام وجوانتنامو لإخواننا العرب والمسلمين.

وهنا أود القول إنني لا أتفق كمسلم مع تنظيم القاعدة، لكنني أبرر لهم عداءهم وكرههم للأمريكيين، فهؤلاء -الأمريكان- ليس لديهم حتى أخلاق الحرب والأسر، وهم مجردون من إنسانيتهم.

أنا ببساطة ضحية التبجح والظلم والغطرسة الأمريكية والعداء للإسلام والمسلمين فقد كانت تهمتي الوحيدة في جوانتانامو أنني مسلم.

* كيف كانت حياتك اليومية في المعتقل؟ وهل كنتم منقطعين عن العالم؟

- لمدة سنتين ونصف في الاعتقال لم نكن ندري بما يدور حولنا في هذا العالم، ولم نعلم إلا بخبرين سربهما لنا الأمريكيون بقصد الإمعان في إذلالنا، وتحطيم معنوياتنا فقالوا لنا إن القوات الأمريكية في بغداد ثم بعد أشهر أبلغونا أن (الرئيس العراقي المخلوع) صدام وقع في الأسر، وما دون ذلك لم نكن نسمع أو ندري بأي شيء، لكن في المقابل كان يسمح لنا بإرسال الرسائل إلى أهالينا عبر الصليب الأحمر.

نهاية المطاف في "جوانتانامو"

* كيف كانت الأمور في "جوانتانامو"؟

- في تلك الليلة لم نستطع النوم بعد أن أبلغونا بنيتهم ترحيلنا إلى معتقل جوانتنامو، وكنا نسمع عن الظروف الصعبة للمعتقلين هناك.

قيدونا فجرا بسلاسل وحملنا الجنود ورمونا رميا داخل إحدى الطائرات، وكانت القيود مثبتة بأخرى داخل الطائرة؛ مما سبب لنا آلاما وجروحا.

وخلال 26 ساعة من الطيران المتواصل في الرحلة إلى "جوانتنامو" عانينا الأمرين.

بعد أن وصلنا إلى كوبا وتحديدا معتقل "جوانتنامو" أخذنا مباشرة إلى التحقيق، رغم أننا كنا متعبين بسبب القيود، وبسبب إجبارنا على الجلوس في أوضاع مرهقة ومتعبة لدرجة أن البعض أغمي عليه.

ومع ذلك حققوا معنا لثلاث ساعات متواصلة ووجهوا لنا نفس التهم ونفس الأسئلة، وأجبنا بدورنا بنفس الإجابات ليأخذونا بعدها إلى الزنازين.

وفي جوانتنامو كان الوضع أكثر سوءا، حيث الزنازين عبارة عن أقفاص حديدية مغلقة لا نوافذ لها مطلقا وبدون أي فراش للنوم، أما الطعام فكان قليلا ومن صنف واحد وفي كل يوم كان يزداد سوءا.

دون غيري من الإخوة تم عزلي في زنزانة انفرادية، والقيد في يدي وقدمي طوال اليوم وكان يتم تفتيش عورتي بشكل إجباري يوميا لإهانتي.

* وسائل الإعلام صورت "جوانتانامو" بغير ما تتحدث عنه أنت؟

- كل ما قيل عن ظروف اعتقال جيدة في جوانتنامو غير صحيح وكذب.. فالمرشد الديني الذي عينوه لنا مثلا أمر وهمي، وهو مجرد ضابط أمريكي يجيد العربية أراد أن يتجسس علينا، أما المكتبة الدينية التي وفروها لنا فتم إلغاؤها بعد ذلك بقليل.

ما فعلوه هو أنهم أرادوا أن يصوروا للعالم أننا في ظروف جيدة ونحصل على كافة حقوقنا فقاموا بإنشاء مكان في المعتقل أطلقوا عليه اسم "كامب فور"، ووضعوا فيه أناسا ليسوا من المعتقلين وصوروهم وهم يمارسون الرياضة ويلعبون كرة القدم حتى يوهموا الناس بأننا في أحسن حال.

جوانتانامو خالٍ من القاعدة

* ذكرت أن معتقل جوانتنامو كان يضم في أغلبه معتقلين لا علاقة لهم بالقاعدة هل يمكن التوضيح؟

- نعم هذا صحيح وهذا باعترافهم هم فلم تكن نسبة المنتمين إلى تنظيم القاعدة في جوانتنامو تزيد عن 5% من المعتقلين. وقد تعرفت شخصيا على معتقلين من كل الجنسيات، ولم ألتق طوال مكوثي في "جوانتانامو" بأي من معتقلي القاعدة أغلب من التقيت بهم كانوا إما يدرسون في باكستان أو يعملون مع منظمات إغاثة إسلامية، وكان هنالك بعض المعتقلين الذين تم نقلهم من العراق، وأؤكد لك أن جوانتانامو لم يكن يضم أيا من كبار قادة القاعدة، وأنا شخصيا التقيت بأربعة من الأردنيين كانوا معي في جوانتنامو من أصل 8 معتقلين وهم:

خالد الأسمر المعروف بـ عبد الله جعفر، وأبو عبد الرحمن من مدينة إربد شمال الأردن وأسامة أبو كبير من منطقة الرصيفة بمدينة الزرقاء الأردنية وأبو حذيفة الفلسطيني من منطقة جبل التاج في عمان العاصمة وإبراهيم زيدان من منطقة إربد، وهنالك أردني آخر يدعى عاصم وهو مضرب عن الطعام منذ 3 شهور.

* وما هي جنسيات المحققين هل كانوا كلهم من الأمريكيين؟

- في الأغلب كانوا من الأمريكيين كما جاء محققون أردنيون ويمنيون وسعوديون للتحقيق مع المعتقلين.. أنا شخصيا لم يتم التحقيق معي من قبل محققين أردنيين، لكن هنالك آخرين تم التحقيق معهم من قبل أردنيين وفي غرف التحقيق كانوا يعرضون لنا أشرطة فيديو تظهر أساليب تعذيب بعض قادة القاعدة للتأثير علينا نفسيا ودفعنا للاعتراف بعلاقتنا بالقاعدة.

* كيف تم الإفراج عنك في جوانتانامو؟

- تم إطلاق سراحي في مارس الماضي (2004) بعد أن تأكدوا من صدق أقوالي وعدم ثبوت أي علاقة لي بالقاعدة وأخذتني طائرة أمريكية من جوانتانامو إلى إستانبول بتركيا ووضعوني من هنالك في طائرة إلى الأردن.

وأسير مغربي سابق أكد أن بعض السجانين مزقوا المصحف الشريف أمام أعين المعتقلين لإذلالهم ورموه في المرحاض.


أكد أسير مغربي سابق في معتقل قاعدة جوانتنامو الأمريكية أن الأسرى المسلمين يتعرضون لانتهاكات وعمليات تعذيب وحشية من قبل الأمريكيين، تشمل تمزيق القرآن الكريم ورميه في المراحيض.

وروى محمد مزوز في مقابلة مع قناة "الجزيرة" بعد إطلاقه وعودته إلى المغرب، مزيدا من تفاصيل عمليات التعذيب النفسي والجسدي ، قائلا إن المعتقلين كبلوا بالأصفاد خلال احتجازهم في السجون الأمريكية في أفغانستان وحُرموا من الطعام لعدة أيام، مضيفا أن السجانين أدخلوا الكلاب إلى الزنزانات كي تنهش المعتقلين وأن جروح بعضهم تعفنت جراء ذلك ما أدى إلى بتر أطرافهم. وأكد أن بعض السجانين مزقوا المصحف الشريف أمام أعين المعتقلين لإذلالهم ورموه في المرحاض.

وتؤكد تصريحات مزوز ما جاء قبل شهرين في إفادات محامين أمريكيين يمثلون سبعة من المعتقلين الكويتيين في غوانتنامو.

وكانت مجلة "نيوزويك" الأمريكية مؤخراً قد أوردت أن المحققين في الانتهاكات التي وقعت في جوانتانامو توصلوا إلى أن القائمين على استجواب المعتقلين "وضعوا نسخا من القرآن في دورات المياه، وفي حالة واحدة على الأقل ألقوا بنسخة من القرآن في المرحاض". إلا أنه فيما يبدو تحت ضغوط بدأت تتراجع وهي ليست مرجعية للمسلمين ولا تقبل شهادتها وإنما تقبل شهادة المسلمين .
###





يتبـــــــع ... التعليق الأخير....


د. شوقى

د. فيصل شوقى
18-05-2005, 07:54 AM
تعليق أخير:
======
قلبى بالفعل يتقطع بعدما قرأت وعلمت ما فعلته بلد "التقدم والحضارة" الإرهابية الكبرى أمريكا مع إخواننا المعتقلين ومع كتاب الدين فان دّل هذا على شئ فهو يدُل على كذب ونفاق وبربرية وكراهية الغرب للمسلمين ولرب العالمين ورسوله الكريم. ويدُل بدون أدنى شك على الكذب الكامل والشامل لتلك العاهرة الكبرى - أمريكا وعلى ديموقراطيتها التى نراها الآن تُطبق فى أفغانستان عندما قام البعض بالتظاهر وهذا هو من صلب الديمقراطية فاستقبلتهم القوات الحكومية بالمدافع الرشاشة وأسلحة الإبادة، أو كما حدث فى العراق عندما قام بعض المواطنون العراقيون بعمل مظاهرات ونددوا فيها باحتلال العراق فاستقبلتهم قوات الإرهاب الأمريكية بنيران الديموقراطية، ولا يجب أن ننسى ما حدث (مع تكتم أخبارى شديد) فى أوزبكستان حيث قام آلاف المواطنون المسلمون بثورة عارمة ضد الظلم والبهتان ولقد فتحت عليهم قوات الغدر والعدوان النار وتم قتل المئات من المواطنين من قبل أعداء الدين، ولم تعطى الوسائل الإعلامية الأمريكية قيمة تُذكر للخبر! لماذا؟ لأن الرئيس الدكتاتورى المسمى بــ "إسلام" هو صديق حميم لبوش وحليفه فى حربه ضد ما يسمونه بالإرهاب أى الإسلام. أفهموها بقى… فشعار أمريكا لجميع الحكام "اقتلوا الإسلام ونحن سنقوم بعملية الكتمان…" عاشت الديموقراطية الأمريكية ودُقى يا مزيكة…

مع تحياتى للشرفاء، وليخسأ بنى صهيون والصليبيون ومن يتحالف معهم من خونة وعملاء وحكام كفرة جبناء سفهاء.

د. فيصل شوقى

الزوز الكبير
19-05-2005, 09:03 AM
مع تحياتى للشرفاء، وليخسأ بنى صهيون والصليبيون ومن يتحالف معهم من خونة وعملاء وحكام كفرة جبناء سفهاء.

صح لسانك اخوى الف مره ويسلمو
على الطرح وليخسؤ الف مره ومره

د. فيصل شوقى
19-05-2005, 02:09 PM
مع تحياتى للشرفاء، وليخسأ بنى صهيون والصليبيون ومن يتحالف معهم من خونة وعملاء وحكام كفرة جبناء سفهاء.

صح لسانك اخوى الف مره ويسلمو
على الطرح وليخسؤ الف مره ومره

شكراً أخى الكريم "الزوز الكبير" على المشاركة وعلى التعليق.

مع تحياتى،

د. شوقى

ف ابو سلمان
19-05-2005, 02:27 PM
تحليل رائع

(( فيصل ))
19-05-2005, 02:41 PM
ألف شكر أخوي فيصل على الموضوع الحلو ..... وجعله الله في ميزان حسناتك

pegassus
19-05-2005, 03:17 PM
مشكور أخوي
فيصل ..
على الطرح الرائع والتحليل الموضوعي للقضيه والله التي أقضت مضاجع الكثير من المسلمين بل المسلمين في كل أنحاء المعمورة ..
نسأل الله بقوته وعظمته وكبريائه أن يرينا فيهم هؤلاء الخنازير والقردة والصهيونيه وعبدة الشيطان يوما أسودا ونصرا مؤزرا .. عاجلا غير أجل .. أمين ..:06:



أنـــــ pegassus ــــــــــــا :ciao:

red sea
19-05-2005, 03:22 PM
الله يجزاك خير اخي على التوضيح وما هذا الذي يحصل الا انذارات اخيرة والقادم اعظم