المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية وثيقة أوربية: انتقاد إسرائيل "معاداة للسامية"



mathematician
19-05-2005, 08:04 PM
أحمد المتبولي– إسلام أون لاين.نت/ 19-5-2005



كشف صحفي ألماني كبير وثيقة "غير معلنة" أعدها خبراء أوربيون تحوي تعريفا موسعا لمصطلح "معاداة السامية" ليشمل أيضا "الانتقادات التي توجه لإسرائيل وسياساتها" و"اتهام اليهود بالسيطرة على الإعلام والاقتصاد العالميين" و"إنكار المحرقة (الهولوكوست)" وحالات أخرى.

ونشر الصحفي "أولريش سام" -الذي يعمل مراسلا في الشرق الأوسط لعدد من وسائل الإعلام الألمانية منذ عام 1975، ويقيم حاليا في القدس المحتلة- على موقعه الإلكتروني تلك الوثيقة باللغة الإنجليزية وترجمتها الألمانية. وأعد الوثيقة خبراء في الإتحاد الأوربي والمركز الأوربي لـ"مراقبة النزعات العنصرية وكراهية الأجانب"، ومقره فيينا.

وفى مقال نشره مساء الأربعاء 18-5 -2005 الموقع الإلكتروني للشبكة الإخبارية الألمانية "إن تي في" التي يعمل "أولريش سام" مراسلا لها، قال سام: إن المركز الأوربي حاول إخفاء تلك الوثيقة، إلا أنه تم تسريبها وهي منشورة الآن على الإنترنت.

وتأسس المركز الأوربي لمراقبة النزعات العنصرية وكراهية الأجانب عام 1997 بناء على توصية المجلس الأوربي، ويهدف إلى توفير معلومات أمام الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي بشأن العنصرية وعداء الأجانب ومعاداة السامية من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة لقمعها. كما يبحث تطور الظواهر العنصرية والمعادية للأجانب والمعادية للسامية وأشكالها وتحليل أسبابها وتأثيراتها وتقديم مقترحات عملية للوقاية منها.


حالات معاداة السامية


وتشتمل الوثيقة الأوربية على تعريف أقره خبراء الإتحاد الأوربي لمفهوم "معاداة السامية" ليشمل أيضا توجيه النقد لسياسات إسرائيل. وجاء في مقدمة الوثيقة الأوربية السرية أن معاداة السامية هي تصور خاص ومرتبط باليهود فقط دون غيرهم، وتعبر عن حالات متنوعة من الكراهية الموجهة ضد اليهود.

وعددت الوثيقة حالات يدرجها الخبراء الموقعون عليها تحت مفهوم "معاداة السامية"؛ مثل التصريحات التي تنتقد إسرائيل، والانتهاكات الفعلية والنفسية ضد اليهود وممتلكاتهم واتهامهم بأنهم يحيكون المؤامرات ويسعون إلى الإضرار بالإنسانية.

ومن حالات معاداة السامية أيضا بحسب الخبراء:

- القول بأن اليهود يسيطرون على الإعلام العالمي والاقتصاد ويسيرون الحكومات المختلفة وفق خططهم.
- تحميل اليهود مسئولية أفعال يرتكبها أفراد من اليهود أو الجماعات اليهودية المختلفة.
- إنكار المحرقة (الهولوكوست) أو أي شي يتعلق بها مثل غرف الغاز أو أن يقال إن اليهود كشعب أو إسرائيل كدولة قد اخترعوا الهولوكوست وبالغوا في وصفها.
- اتهام اليهود بأن ولاءهم لإسرائيل وللكيانات اليهودية المنتشرة في جميع أنحاء العالم أكثر من ولائهم للدول التي يعيشون فيها كمواطنين.
- اتهام دولة إسرائيل بأنها من الدول التي تمارس العنصرية.
- مقارنة السياسات الإسرائيلية الحالية بما كان يمارس من سياسات في فترة حكم النازي، وكذلك الرأي القائل بأن جميع اليهود مسئولون عن السياسات التي تنتهجها دولة إسرائيل.

الموافقة رسميا


ويقول الصحفي الألماني إنه وفق معلومات أوردها مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في برلين فإن إدارات الجاليات اليهودية في فيينا وميونيخ ودوسلدورف وبرلين لا يعرفون شيئا عن هذه الوثيقة.

لكن "أندرو بيكر" من اللجنة اليهودية الأمريكية في واشنطن أكد أن الوثيقة التي أصدرها المركز هي عبارة عن ورقة عمل تم الاتفاق فيها على توسيع تعريف معاداة السامية وتمت الموافقة على جعل هذا التعريف رسميا.

وأشار إلى أنه قد تمت كتابة هذه الوثيقة في 28 يناير 2005؛ وتم توزيعها يوم 18 مارس 2005 على الدول الأوربية التي تستخدم هذا التعريف الآن كقاعدة للتعرف على حالات معاداة السامية في الدول الأوربية.

وأكد "جون كوليك" المتحدث باسم المركز الأوربي لرصد النزاعات العنصرية وكراهية الأجانب أن المركز -وبالتعاون مع اللجنة الأمريكية اليهودية ومنظمات دولية أخرى- قام بإعداد تعريف لمعاداة السامية، مشيرا إلى أن هناك ورقة عمل موجودة لدى المركز بهذا الشأن، إلا أنه رفض تأكيد صحة ما ورد في الوثيقة السرية على اعتبار أن المركز لم ينشرها.

وفى حالة تطبيق مثل هذا التعريف الجديد فلن يمكن إجراء استطلاعات للرأي في أوربا حول الممارسات التي ترتكبها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويتنافى هذا التعريف الجديد مع حرية الرأي والتعبير والقيم الديمقراطية التي تتشدق بها الدول الغربية وأمريكا التي يبدو أنها لا تعترف بها إلا في حالة انتقاد الإسلام وتوجيه الأحكام المسبقة ضد المسلمين سواء في أوطانهم أو في الدول الأوربية التي يقيم فيها عدد غير قليل منهم.

وكانت الخارجية الأمريكية قد أصدرت في مطلع 2005 تقريرها السنوي الأول الذي حمل عنوان "تقرير معاداة السامية العالمي" عن معاداة السامية في العالم، وكررت فيه اتهامات كانت قد وجهتها منظمات يهودية ضد صحافة مصر وحكومة سوريا والأقلية المسلمة في أوربا باستهداف اليهود.

ويعتبر هذا التقرير أول تطبيق عملي لقانون "تعقب الأعمال المعادية للسامية عالميا" الذي وقعه الرئيس الأمريكي جورج بوش في أكتوبر 2004، ويلزم الخارجية الأمريكية بإحصاء الأعمال المعادية للسامية حول العالم وإجراء تصنيف سنوي للدول وفقا لمعاملتها لليهود.

المصدر

http://www.islamonline.net/Arabic/news/2005-05/19/article04.shtml