المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق والطوائف وأثرها على الأمة الاسلامية ..



النايم
16-09-2001, 04:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
إن المتبصر بتاريخ المسلمين ليرى أنه من أكبر الأسباب التي أدت إلى تأخرهم عن قيادة ركب الإنسانية وعدم تمكنهم من نشر دينهم وإيصاله إلى جميع البشر بصورة صحيحة وسليمة هو بسبب الصراع بين المذاهب والفرق والأفكار والآراء …

ففي هذا الوقت الذي يكون فيه المسلمين أحوج ما يكون إلى نبذ الفرقة وجميع العوائق التي تعوق العمل الإسلامي الذي يحتاج إلى التعاون والتناصر والتآزر من جميع أبناء هذه الأمة .. فإننا نجد أناس ممن ينتسبون إلى هذا الدين ما زالوا يحاربون طائفة أخرى من المنتسبين إلى الإسلام ويهاجمونهم في عقائدهم وطرقهم ويرمونهم بالفسق والكفر والزندقة والإلحاد فترد الطائفة الأخيرة بنفس التهم بل وبأبشع منها أحيانا على الطائفة التي بدأت… فأصبح المسلم لا يعلم الحق مع من وأي مذهب يتبع وأي طريق يسلك، ويظل كالحائر المتخبط الذي لا يعلم طريقا واضحا ومسلكا صريحا ويظل كذلك حتى ينبذ الدين وينحرف عنه ليسقط في الآثام والمعاصي وتلبية شهوات ورغبات النفس في الوقت الذي ينشغل فيه علماء الأمة بنقد بعضهم البعض دون تبصير المسلمين بتعاليم دينهم وترى كلا منهم يناقض أفكار الآخر فهذا يقول بتحريم شئ ويقوم الآخر بتحليله مما يجعل المسلمين من ضعاف النفوس يتخيرون أبسط الطرق وأسهل الأمور ويتهاونون في كثير من العبادات ويتجرءون على عمل المحرمات والمنكرات …

فمنذ حروب المرتدين وفتنة عبدالله بن سبأ إلى عصرنا الحاضر فإن المذاهب والطرق والجماعات تدعي جميعها الانتماء إلى الإسلام بشكل عام ولكن لكل منها معتقداتها الخاصة بها …

ومع قول الله تعالى في سورة المائدة : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) فهاهو أحمد التجاني زعيم التجانية - إحدى فرق الصوفية – يدَّعي بأنه التقى بالنبي - صلى الله عليه وسلم – لقاءً حسياً مادياً وأنه قد كلمه مشافهة وأنه قد تعلم منه صلاة ( الفاتح لما أغلق ) وهي مما ابتدعه هذا الرجل ويزعم أنها أيضا بمنزلة الأحاديث القدسية .. فهي من كلام الله تعالى وأن الرسول أخبره بأن المرة الواحدة منها تعدل ست مرات من القرآن .. وصيغتها كالتالي : ( اللهم صلِّ على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق ، والخاتم لما سبق ، ناصر الحق بالحق ، الهادي إلى صراطك المستقيم ، وعلى آله حق قدره، ومقداره العظيم) .. واعتقاداتهم في هذه الصلاة كثيرة لا مجال لذكرها الآن ، وهي مما لا يصدقه عقل العاقل .. ولا يغفل أي إنسان مسلم عن حقيقة كَذب وافتراء هذه الطائفة على الله سبحانه وتعالى ثم على الرسول – صلى الله عليه وسلم – بما لا يليق بهما .. والعجب العجاب هو كثرة المتبعين لهذه الطائفة ففي عام (1401هـ /1981م ) قدر عدد التِجَانِيِّن في نيجريا وحدها بعشرة ملايين نسمة .. وهي إحدى الطوائف المنحرفة عقيدة وشرعا عن صراط الإسلام وتنافيه بالكلية ..

وننتقل من التِجَانِيِّة إلى أحد الأحزاب الذي كانت نشأته حزبا سياسيا فإذا به يسعى إلى تكوين خلافة إسلامية فيبدأ بالإفتاء بفتاوى لا تقبلها شريعة الإسلام .. وهو حزب التحرير فقد قام هذا الحزب بإصدار فتاوى و إعطاء أحكام فقهية غريبة عن الفقه الإسلامي وألزم اتباعه بتبني هذه الأحكام والعمل على نشرها ومن ذلك :
 قوله بجواز أن يكون القائد في الدولة الإسلامية كافرا..
 قوله بجواز أن تلبس المرأة الباروكة والبنطال وأنها لا تكون ناشزا إذا لم تطع زوجها في التخلي عن ذلك ..
 إباحته للنظر إلى الصور العارية ..
 قوله بسقوط الصلاة عن رجل الفضاء المسلم ..
 قوله بسقوط الصلاة والصوم عن سكان القطبين ..
 قوله بالسجن عشر سنوات لمن تزوج بإحدى محارمه حرمة مؤبدة ..

كل هذا يصدر من جماعة تدعي بأنها من أهل السنة والجماعة .. وهم كذلك من حيث المبدأ ولكن المتطلع في أحوالهم وفتاواهم يرى ويدرك غير ذلك .. فالحزب يسعى لإقامة دولة إسلامية من ناحية التركيز الكبير على الناحية الثقافية والاعتماد عليها في إيجاد الشخصية الإسلامية أولا .. والأمة الإسلامية أخيرا .. ويركز على إعادة الثقة بالإسلام عن طريق العمل الثقافي من ناحية ، والعمل السياسي من ناحية أخرى .. وهذا الحزب يحرم على أعضائه الاعتقاد بعذاب القبر وبظهور المسيح الدجال .. ومن يعتقد هذا في نظرهم يكون آثما .. ، ويتميز هذا الحزب بمعاداة جميع الأنظمة التي يتحركون فوق أرضها مما ورطهم بحملات اعتقالات دائمة ومستمرة ، ولعل السرية الشديدة وطموحهم للوصول إلى الحكم هو السبب في تخوف الأنظمة منهم وملاحقتهم دون هوادة ..
هاتان الفرقتان ضربتهما كمثل والفرق الأخرى اعتقاداتها أغرب بكثير من هاتين الفرقتين ..
ولكن ما أحببت أن أشير إليه هو البون الشاسع بين أفكار هاتين الفرقتين .. ربما هذا الاختلاف يعود للفارق الزمني بين ظهور هاتين الفرقتين والذي يقارب مائة وسبعين عاما .. إلا أن أتباع هاتين الفرقتين ما زال لهم وجود وكلاهما يسعى لنشر مذهبه وطريقته وكلاهما أيضل ينتسب إلى الإسلام ..
فكيف نقف صفا واحدا في وجه حركة التغريب والعولمة التي تجتاح دول العالم بشكل عام والمسلمين بشكل خاص .. كيف سنحرر أراضينا التي مضى عليها ما يزيد عن خمسين عاما وهي تحت وطأة الاحتلال ؟؟؟؟
كيف نرجو النجاة والفوز في الآخرة ونحن نتخبط في دروب الضلال ؟؟؟
فكل شخص يأتي ويضع مذهبا ويجمع بعض الأعوان والمؤيدين الذين يقومون بتصديقه واتباعه ومن ثم تبجيله وتعظيمه لينتقل هذا التبجيل والتعظيم إلى مذهبه وطريقته وأفكاره الباطلة ..
إن هذه الفرق والمذاهب ما هي إلا أفكار وآراء في الدين يفسرها كل إنسان بمفهومه الخاص فمنهم من يقوم بنشرها بين الناس ومنهم من يحتفظ بها لنفسه فتموت معه هذه الأفكار ، وربما يكون الدافع من التفكير بهذه الأمور الباطلة هو نزوة من نزوات الشيطان أو بغية الحصول على الاحترام أو الشهرة أو السمعة أو المال ، والذي يسعى لأي من هذه الأمور ما هو إلا إنسان ضعيف لم يستطع السيطرة على رغبات نفسه فكيف يمكن له وضع تشريع كامل ليسير ملايين الناس عليه …

وننتقل من المذاهب والفرق المنحرفة عن مذهب السنة والجماعة ، إلى مذاهب أهل السنة والجماعة سواء كانت المذاهب الأربعة أو غيرها من المذاهب التي يشهد لأئمتها بالصلاح والتي لا تخرج تشريعاتها عن مصادر التشريع الإسلامي ومع ذلك نرى بينها فروقا في بعض الأمور، و لكنها جميعا تتفق في الأمور العقائدية والفقهية التي يرتكز عليها إسلام المرء وأنا هنا لن أتحدث عن هذه المذاهب ولا عن أصحابها بل عن أتباعها المتواجدين اليوم على وجه هذه الأرض .. وسوف أركز على جانب التعصب لهذه المذاهب من قبل اتباعها .. فهذه المذاهب ما هي إلا رأي أصحابها الذين استقوه من القرآن والسنة والإجماع والقياس والاجتهاد .. فهناك من يقدم الحديث الضعيف على الاجتهاد .. وهناك من اعتمد القياس والاجتهاد بعد القرآن لقلة ما ورد إليه من الأحاديث النبوية وهناك من اتخذ القرآن كمصدر أول والسنة كمصدر ثانٍ مفسرا القرآن على ضوء السنة النبوية ومستقيا منها كل تشريعاته فيخرج لنا في القرن الثاني للهجره مذهب أهل الرأي في العراق ومذهب أهل الحديث في المدينة ومن ثم خروج مذهب متوسط بينهما …
وما إن تشتد وتقوى شوكة أحد هذه المذاهب حتى يهب أتباعه لمحاربة المذاهب الأخرى فيقوم صراع المذاهب ويكون بأس الأمة واقع فيما بينها فتكون في نزاع دائم وخصام مستمر فيكون هذا الأمر شاغل لها عن الخارج وعن الأمم الأخرى وعن الأخطار التي تزحف إليها من الخارج ..
فتحل المشاكل والرزايا على الأمة وحينها لن تستطيع رد هذه الأخطار أو إبعادها عنها إذ أنها لم تتدارك الأمر منذ البداية وهذا هو الواقع المرير الذي يحصل وإن لم يكن الصراع مذهبي وعقائدي فهو صراع على الأرض أو على الحكم أو على المال ويضل الصراع دائر بين الأشقاء حتى يكتب على الأمة الشقاء ..
ونأتي هنا إلى سؤال آخر وهو هل يرث الأبناء مذهب الآباء ؟؟؟ وهل المذاهب تورث كما يورث المال ؟؟
فالمذاهب هي مجموعة من الآراء والأفكار كما أوضحنا من قبل .. فهل يجب على الابن الاعتقاد بكل ما اعتقده أباه … ؟؟؟؟
من وجهة نظري الشخصية أن لكل إنسان حرية في اتخاذ رأيه وبناء ذاته وتكوين شخصيته حسبما يريد وحسبما تملي عليه الظروف في بعض الأحيان ولكن يجب أن تكون هناك لمسة أخيرة يضفيها الإنسان على ذاته ليكون لها شخصيتها المستقلة وتفكيرها المتميز الذي تختلف به عن الباقين … فلا يجب علينا اتباع مذهب بعينه وأنا لا أقصد هنا ترك هذه المذاهب نهائيا .. فقد قام هؤلاء العلماء مأجورون بمجهود عظيم فسروا بموجبه الدين الإسلامي ولكن ما أقصده هو الربط بين جميع المذاهب فما قد يخفى على أحد من هؤلاء العلماء ربما يتضح للآخر ..

the postman
16-09-2001, 04:43 PM
ماني فاضي اقرأ

الزبده وشي

FSM
16-09-2001, 06:06 PM
مشكور على الموضوع

بس لا تطول":"

النايم
17-09-2001, 03:51 PM
العفو

FSM
17-09-2001, 04:20 PM
كتب العضو (ODIN)
الحين يحذفونه..

مشكور

ايش قصدك?: