المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجياد العربيه اصل وتاريخ



الزوز الكبير
29-05-2005, 04:33 AM
يعدالجواد العربي الأصيل أكثر الخيول جمالا ً، ونقاء والأقدم بين كل سلالات الخيول في العالم ،إذحرص مالكوه وعبر آلاف السنين ، على استيلاده بعناية للمحافظة عليه ، وهي تفوق أنواع الخيول الأخرى في الحجم والسرعة ، ولا وجه للمقارنة بينها وبين السلالات الأخرى في اللياقة البدنية والصبر وقوة التحمل.
ومع ذلك لا يوجد دليل واضح ومحدد حول أصل الجواد العربي، لكن الدلائل والمعلومات التي جمعت من الرسوم والحفريات توضح أن فصيلة من هذه السلالة كانت تعيش في منطقة الجزيرة العربية منذ حوالي 2.500 سنة قبل العصر المسيحي .
ويرجع البدو الذين كانوا لصيقين بجواد الصحراء بداية علاقاتهم بالخيول إلى حوالي 3.000 عام قبل الميلاد ، كما أنهم يرجعون أصل خيولهم العربية إلى الفرس (باز) والفحل (هشابا).
وتروي القصص القديمة أن الفرس(باز) تم صيدها في اليمن بواسطة(باكس) حفيد سيدنا نوح عليه السلام، ومروض الحيوانات البرية.
يرجع الفضل في انتشار الدماء العربية للخيول في كل أرجاء العالم إلى الفتوحات الإسلامية التي بدأها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في القرن السابع عندما رفرفت رايات الإسلام الخضراء عالية خفاقة، تحملها خيول الصحراء لتغمر فضاء البلاد عبر شبه جزيرة ايبريا إلى أوروبا المسيحية.
إذا أردنا لعلاقتنا مع الخيول أن تثمر وتنجح، فعلينا أن نفهم جيدا خصائص هذا الكائن النبيل ومميزاته الذهنية والبدنية.
فعقل الجواد يحكم تصرفاته وسلوكه الذي ينطلق من غريزة اكتسبها خلال فترة التطور التي شهدها جنسه عبر ملايين السنين، والتي طورت ودعمت بمجموعة من الأحاسيس المرهفة والسامية لتمنح الجواد شخصيته المستقلة والمتميزة.
وفي مسيرتها نحو التطور اكتسبت الخيول عدداً من الغرائز من خلال مراحل التطور التي مر بها.
فالخيول كالإنسان لها خمس حواس :الذوق ،اللمس ،السمع، الشم، والبصر.
وتتميز هذه الحواس عند الخيل بالحدة ،وهي أكثر تطورا من حواسنا .
إضافة إلى ذلك، توجد لدى الخيول حاسة سادسة مبهمة وهي حاسة الإدراك
الحسي العميق التي يفتقر إليها الإنسان.

الـذوق:
تتوفر معلومات قليلة عن حاسة الذوق عند الجواد بالرغم من أننا نعرف أنها مرتبطة باللمس، وتلعب دورا هاما في تسييس الجواد، فإذا افترضنا أن الجواد يميل إلى الأطعمة حلوة المذاق لكن لا يوجد لدينا دليل على ذلك، حيث نجد أنواعا كثيرة من الخيول تأكل نباتات مرة المذاق كنبات "الهندبا البرية والسنفينون(عشب معمر، ومن أفضل الأطعمة لدى الخيول وهي مرة المذاق)

اللمـس:
حاسة اللمس أقرب إلى تصورنا عند التعرف على شخصية الجواد ،فهي تستخدم كوسيلة من وسائل الاتصال بين الجواد والإنسان، وتكتسب الخيول الثقة والطمأنينة من خلال لمسها للأشياء الغريبة بالأنف أو القدم في مزج بين حاستي اللمس والشم.

السمـع:
تعتبر حاسة السمع عند الخيول أقوى من مثيلتها عند الإنسان، فالخيل يملك آذاناً كبيرة ومتحركة تدور بحرية لإ لتقاط الصوت من كل الجهات، كما يميزها بردة الفعل الخاص لصوت الإنسان، وهذا من أبرز العوامل المساعدة عند التدريب.
ويعد الصوت مع لمسة حانية عاملا فعالاً في بث الهدوء والطمأنينة في نفس الجواد، أما الصوت الحاد العالي نسبياً فيعتبر أحد الأساليب الناجحة في تشجيع وتحريك الجواد الكسول أو الخامل.

الشـم:
هذه الحاسة حادة جداً وتلعب دوراً فاعلاً في الجهاز الدفاعي للجسم لتمكن الخيول من التعرف بعضها على بعض، وكذلك التعرف على مأواها وما يحيط بالبيئة التي تعيش فيها.
ويعتقد أن حاسة الشم قد تكون مرتبطة بغريزة المأوى عند الجواد ، وهي دليله للتعرف على الطريق إلى مسكنة.
كما يستطيع الجواد شم رائحة الإنسان، ومن خلال هذه الحاسة يتمكن من اكتشاف أي توتر أو عصبية تطرأ على سائسة أو مدربة أو فارسة.
والخيول حساسة بشكل خاص لرائحة الدم ، وغالباً ما يبدو عليها القلق والانزعاج عندما تكون قريبة من المسلخ أو الملحمة، كما تلعب حاسة الشم دوراً كبيراً في السلوك الجنسي لدى الخيول.

البصـر:
حاسة البصر عند الخيول خارقة بكل المقاييس فعيناه كبيرتان جداً مقارنة مع الحيوانات الأخرى، وكل الخيول تتميز بدرجة من الرؤية الجانبية التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الأجهزة الدفاعية لها، وتستطيع تحريك العينين بحرية تامة.
وتتوفر للخيول رؤية كاملة في كل الاتجاهات دون حاجة إلى رفع الرأس
أو الاستدارة، ومن الممكن أيضاً أن يرى الجواد الفارس الذي يمتطيه، وبالرغم من أن الخيول لا تصنف ضمن الحيوانات الليلية، إلا أن الجواد يستطيع أن يرى جيداً في الظلام بسبب الحجم الكبير لعينية.

الحـاسـة السـادسـة:
هناك أمثلة عديدة لخيول تظهر قدرات على الفهم وقوة الملاحظة بشكل لا نجد له تفسيراً، كما نجد الكثير من الدلائل والمعلومات الموثقة التي تؤكد بأن الخيول لديها ما يسمى بالحاسة السادسة، فللخيول قدرات على الإحساس المسبق بالخطر.
كما وتستطيع الإحساس بمزاج سائسها وفرسانها وحالتهم النفسية.

ولا ريب في أن الخيول تتميز بكل هذه الصفات الجمة مما أهلها لحب البشر والعرب خاصة له منذ أقدم العصور لما أدته لهم من نفع كثير، لذلك كانت عنايتهم بها، واهتمامهم بتربيتها، عناية تفوق كل شيء.
وحفلت قصص الفروسية العربية بذكر كثير من أسماء الخيل التي كانت تمثل الأصحاب الحقيقيين لها، والتي لا تقل بطولاتها عن بطولات
فرسانها، فاستحقت بذلك الإعجاب والتقدير .
ومن هنا نستطيع القول إنه ليس في مملكة الحيوان نوع يتداخل تاريخه مع تاريخ الإنسان كالخيل، ولسنا نخشى الاتهام بالمغالاة إذا قلنا : إن ظهورها وترويضها لخدمة الإنسان كان من العوامل الحاسمة في سير التاريخ، لأن قيام كثير من الممالك القديمة كان رهناً بمدى اقتناء الخيول السريعة، أو بمدى معرفتها لوسائل استخدامها.

وطبيعي- بعد كل ما ذكرناه- أن نجد من يتغنى بامتلاكه الفرس، ويفخر باهتمامه بها، وولعة بركوبها، ولم يمنعه الإقتار من الحصول عليها، لأنها مكسبة في كل رهان وحصن يتحصن به تجاه كل معتد ووسيلة يستعملها في الحرب والصيد، وقد جمع أبو دؤاد في ديوانه من منافعها ما برر له الاحتفاظ بها، فقال:
علق الخيل حب قلبي وليداً
وإذا ثاب عـندي الإكثار

علقت همتي بهن فما يمـــ
نــــع مني الأعنة الإقتـار

جنة لي في كل يوم رهان
جمعت في رهانها الأعشار

وانجراري بهن نحو عدوي
وارتحالي البـلاد والتيسار
وقد صور القران الكريم أهميتها، فأقسم بها، وهي تضبح بأصواتها اللاهثة فتوري الشرر بحوافرها القادحة، فتثير النقع، وتتوسط الجمع في اندفاع وقوة.