الطير الشهيبى
01-06-2005, 11:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
" ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ "
قال تعالى :
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }[الروم 41] .
قال مجاهد :
إذا وليَ الظالِم سعى بالظلم والفساد ؛ فيحبس الله بذلك القَطْرَ ، فيهلك الحرث والنسل ، والله لا يحب الفساد .
ثم قرأ :
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [الروم 41]
ثم قال :
أما والله ما هو بُحْرُكم هذا ، ولكن كلُّ قرية على ماء جار فهو بحر .
وقال عكرمة :
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } ، أما إني لا أقول لكم : بحركم هذا ، ولكن كل قرية على ماء .
وقال قتادة :
أما البر فأهل العمود * ، وأما البحر فأهل القرى والريف .
قلتُ ـ يعني ابن القيم ـ :
وقد سمى الله تعالى الماء العذبَ بَحْرًا ؛ فقال :
{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } [فاطر: 12] ، وليس في العالم بَحْرٌ حلوٌ واقفًا ، وإنَّما هي الأنهار الجارية ، والبحر المالح هو الساكن ، فسمى القرى التي عليها المياهُ الجارية باسم تلك المياه .
وقال ابن زيد :
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } [الروم 41] ؛ قال : الذنوب .
قلت : ـ يعني ابن القيم ـ
أراد أن الذنوب سبب الفساد الذي ظهرَ .
وإن أراد أن الفسادَ الذي ظهر هو الذنوب نفسها فيكون اللام في قوله :
{ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا } [الروم 41] لام العاقبة والتعليل .
وعلى الأول : فالمراد بالفساد : النقص والشر والآلام التي يحدثها الله في الأرض عند معاصي العباد فكلما أحدثوا ذنبا أحدث الله لهم عقوبة ،
كما قال بعض السلف :
كلما أحدثتم ذنبا أحدث الله لكم من سلطانه عقوبة .
والظاهر ـ والله أعلم ـ أن الفساد المراد به الذنوب وموجباتها ، ويدل عليه قوله تعالى :
{ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا} [الروم 41] ،
فهذا حالنا ، وإنما أذاقنا الشيءَ اليسير من أعمالنا ، فلو أذاقنا كلَّ أعمالنا لما ترك على ظهرها من دابة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الداء والدواء لابن قيم الجوزيه رحمه الله تعالى بتحقيق الشيخ على الحلبى حفظه الله
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
" ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ "
قال تعالى :
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }[الروم 41] .
قال مجاهد :
إذا وليَ الظالِم سعى بالظلم والفساد ؛ فيحبس الله بذلك القَطْرَ ، فيهلك الحرث والنسل ، والله لا يحب الفساد .
ثم قرأ :
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [الروم 41]
ثم قال :
أما والله ما هو بُحْرُكم هذا ، ولكن كلُّ قرية على ماء جار فهو بحر .
وقال عكرمة :
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } ، أما إني لا أقول لكم : بحركم هذا ، ولكن كل قرية على ماء .
وقال قتادة :
أما البر فأهل العمود * ، وأما البحر فأهل القرى والريف .
قلتُ ـ يعني ابن القيم ـ :
وقد سمى الله تعالى الماء العذبَ بَحْرًا ؛ فقال :
{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } [فاطر: 12] ، وليس في العالم بَحْرٌ حلوٌ واقفًا ، وإنَّما هي الأنهار الجارية ، والبحر المالح هو الساكن ، فسمى القرى التي عليها المياهُ الجارية باسم تلك المياه .
وقال ابن زيد :
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } [الروم 41] ؛ قال : الذنوب .
قلت : ـ يعني ابن القيم ـ
أراد أن الذنوب سبب الفساد الذي ظهرَ .
وإن أراد أن الفسادَ الذي ظهر هو الذنوب نفسها فيكون اللام في قوله :
{ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا } [الروم 41] لام العاقبة والتعليل .
وعلى الأول : فالمراد بالفساد : النقص والشر والآلام التي يحدثها الله في الأرض عند معاصي العباد فكلما أحدثوا ذنبا أحدث الله لهم عقوبة ،
كما قال بعض السلف :
كلما أحدثتم ذنبا أحدث الله لكم من سلطانه عقوبة .
والظاهر ـ والله أعلم ـ أن الفساد المراد به الذنوب وموجباتها ، ويدل عليه قوله تعالى :
{ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا} [الروم 41] ،
فهذا حالنا ، وإنما أذاقنا الشيءَ اليسير من أعمالنا ، فلو أذاقنا كلَّ أعمالنا لما ترك على ظهرها من دابة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الداء والدواء لابن قيم الجوزيه رحمه الله تعالى بتحقيق الشيخ على الحلبى حفظه الله