yosr
03-06-2005, 02:39 PM
حب الحياة
جلس سامي امام الكمبيوتر كعادته و بدأ يضغط ازراره بعجلة و عيناه تلتهمان المكتوب على الشاشة التهاما
مضت عليه ساعة و هو امام الكمبيوتر عندما رن فجاة هاتفه الخاص
نظر لشاشة الجوال فوجد رقما غريبا لا يعرفه تردد قبل ان يجيب قائلا :
- الو ..
- الو.
- من معي؟
- انت الدكتور سامي؟
- نعم انا هو .. هل من خدمة يا سيدتي؟
- لا استطيع إخبارك الان على الهاتف ... انا في حاجة الي خدمة طبية .. ارجو ان تاتي الى منزلي..
- لست ادري انا لست معتادا على معيانة المرضى في منازلهم و ..
- ارجوك يا بني ان المسالة مسالة حياة او موت ..
- و لكن ... امم .. طيب اين العنوان؟؟
- انه (.....................) ارجو ان تكون هنا باسرع ما يكون
- حسنا سيدتي ساتي حالا
اغلق سامي السماعة و جلس حائرا .. كالعادة لم يستطع الاستفادة من راحته و تصاعد شعور بالملل لنفسه الا ان صوت المراة المنزعج حرك مشاعره فنهض بسرعة و غير ملابسه و اخذ عدته و انطلق في سيارته
ماهي الا ربع ساعة و كان يقرع الجرس
فتحت له الباب سيدة على وجهها علامات الحب و الحنان شكرته على قدومه و ادخلته الصالة
جلس في حرج و خجل اما السيدة فقد اصرت على ان تقدم له كاس عصير قبل ان يرى المريضة
اكمل كاسه و اتجه مع السيدة الى الطابق العلوي
قرعت السيدة الباب ثم دخلت
كانت غرفة جميلة يعبق منها عطر جميل و شعر براحة تغلفه
على الفراش الذي يتوسط الغرفة دات الحيطان الزهريين كانت هناك فتاة تين على وجهها ذلك الجمال الهادئ الذي يسحر الالباب لبساطته
لم يكن جمالها صارخا و لم تكن من النوع الذي تترك من ينظر اليها مشدوها
ان شيئا في وجهها يبعث على الراحة و يجعل الانسان يتعلق بها
ابتلع مشاعره تلك و تماسك و نظر للسيدة التي ابتسمت له و طلبت منه الجلوس و بدات في الكلام :
"
ان ابنتي التي امامك تدعى ريهام و هي في ال23 و قد اتمت دراستها و كانت طوال عمرها متفوقة .. و قد خطبت السنة الفارطة لشاب من عائلة جيدة .. اراد ان تصبح صديقته الا انها رفضت و طلبت منه التقدم لها
تزوجا سريعا و عاشت معه في فرح و هناء الى ان اتى يوم وجدته متغيرة
اصبحت تكثر من القدوم لبيتنا و تذهب كثيرا لزيارة خالتها و اقاربها و كانت في كل مرة وحدها و احيانا يكلمها زوجها طالبا منها ان ياتي ليزورنا معها الا اننا نسمعها تحاول الهاءها و اقناعه بعدم القدوم و استمر الامر فترة طويلة الى ان اتى يوم طلب مني ابن شقيقتي ان اذهب لزيارة ابنتي في ذالك اليوم فقررت زيارتها في منزلها على غفلة
لما راتني امام الباب اصفر وجهها و هلعت الا اني لم اهتم و دلفت ..
كانت هناك رائحة معطرات قوية في المنزل و كان يبدو مرتبا عليه تلك اللمحة من الجمال و الذوق..
اتجهت الى غرفة صغيرة امام المطبخ و ابنتي ورائي و وجهها شاحب و تحول ابعادي ما ان دخلت لتلك الغرفة حتى رايت عجب العجاب
كان المصون زوجها ملقيا على الارض و معه شبان اخرون و حذوه كانت هناك فتاة مرمية عليه و قارورة شراب تتدلى من يده .. ذهلت مما رايت ..
ايعقل ان يصل شاب مهذب و متدين مثله الى هذا ... الهذا طلب مني ابن شقيقتي ان ادهب لزيارة ريهام في تلك الساعة المتاخرة .. كنت اشعر بالقرف .. و نظرت لريهام فرايت الدموع تترقرق من عينيها
لم انتظر لحظة اخرى و اتصلت بابن شقيقتي و طلبت من القدوم لمساعدتي على الرحيل بريهام و اغراضها ..
لم تمضي الا دقائق و كان ابن شقيقتي و اسمه ادهم قد اتى و على وجهه كل الاسف و الضيق و اخذ يواسي ريهام و بينما نحن نخرج حاجيات ريهام خرج زوجها الينا و كان يمسك قارورته و كان ينادي :
ريهام ... ريهام .. اين انت؟ اه اهلا بادهم .. لماذا خرجت؟ الم تكن مكتئبا بعض الشيء؟ لقد اتيت بك الى السعادة كلها.. خذ تجرع قليلا و .. اهلا بحماتي .. تعالي معنا سوف تستمتعين ..
و اخذ يضحك بصوت مجلجل .. شعرت بالغيظ و بالحزن عليه ..
رغم كل شيء الا انه شاب طيب و محترم و لم نرى ما يعب في تعامله معنا و مع مجتمعه .. كيف انحدر به الامر الى المشاركات في حفلات خليعة كهذه
اما ادهم فقد غضب كثيرا و انطلق نحو زوج ريهام محاولا ضربه الا ان زوجها امسك قارورة الشراب التي في يده
و كسرها و ادخل شظاياها في جسم ادهم
و تدفق الدم من جسد ادهم الذي تحامل على نفسه و كال لكمة لزوج ريهام السابق و اعلمنا انه اتصل بالشرطة قبل مجيئه .. لن اقص عليك الهلع الذي اصابنا و نحن نرى ادهم و الدم يتدفق منه .. اما ريهام فقد توقفت دمائها فجاة و اخذت تحاول مساعدة ادهم اما انا فقدسمعت صوت ضحكات ماجنة من غرفة الحرام تلك فتوجهت نحوها و ادرت المفتاح و حبست اصدقاء السوء فيها ..
ما هي الا دقائق و اتت الشرطة و الاسعاف و حملوا ادهم لمعالجته اما زوج ريهام فقد اصطحبوه و رفاقه الى القسم حيث حققوا معه و معهم..
كان الامر صدمة لنا .. ريهام الفتاة الطيبة الحساسة قاست عذابا اليما في زواجها .. فهي لم تحتمل ان ترى زوجها الطيب صباحا يتحول لوحش مبتذل ليلا .. كانت دائما تقول انه رائع بدون اولئك الاشرار .. و كان مصيره السجن لمدة 15 سنة بسبب لعبه القمار و شرب شراب غير مرخص و شروعه في القتل لان ادهم شفى من جراحه اما رفاقه فقد حبسوا بين 10 و 20 سنة لجرائم متعددة بعضها يعود لشبابهم
و هكذا انتهت هذه الحقبة المؤلمة من حياة ريهام و تمكنا جميعا منا لحفاظ عليها و احطناها بالرعاية و الحب ..
و قد شفت بصعوبة من صدمتها العصبية و عادت الى الحياة و كان اقرباءها حولها و لعبوا دورا هاما في شفاءها..
الا انه ليلة امس استيقظت لعى نحيب من غرفتها
كانت قد اغمي عليها و ردت ما في جوفها .. كانت مريضة و حسب خبراتي كام تمكنت من ان اعرف انها حاملا ..
لذا استدعيتك لترى ذلك و تعالجها و تحاول تهدئتها .. لقد اخترتك انت لان صديقة لي اخبرتني انك عملت وقتا في جناح الامهات و ساعدت الكثيرات على تخطي مشاكل عصبية مرت بهن ..
اتوسل اليك كام مخلصة ان تحاول مساعدة ابنتي ..ان مشكلتها عويصة .. ما ان تمكنت من نسيان كل ماحاق بها من اخطار تتبين انها حامل بابن يربطها للابد بزوجها و ماضيها السابق .. ماالحل يا دكتور؟؟ "
حاول سامي التحامل و حاول جاهدا ان يمنع تسرب هذه الدموع الجافة التي تساقطت و بابتسامة شاحبة قال للسيدة :
- سيدتي اعتبري ان ابنتك في الحفظ و الصون .. ستنجب ابنها و لن يحصل لها شيء .. لكن ارى ان نحاول مساعدتها على التخلص من مشكلتها النفسية اولا ...
و نظر لريهام فوجدتها تنظر له فابتسم لها مشجعا و طلب منها ان يفحصها ..
غادر المنزل و هو يشعر بالم و تاثر بالغ في هذه القصة المؤثرة .. لم يحتمل ان يحصل شيئ كذاك لتلك الفتاة البريئة و تلك الام الطاهرة ..
هو نفسه مر بتجربة صعبة .. لقد تزوج بابنة عمه و عاش معها حياة سعيدة لمدة 3 سنوات و رزق بابنة جميلة الا ان هذه السعادة لم تدم .. اذ انه قبل سنيتن اصيبت زوجته بالسرطان و توفيت بعد شهر من اكتشاف الداء .. اثر فيه الامر كثيرا و دمر له حياته الا انه اغرق نفسه في العمل و ساعدته والدته و الشغالة على رعاية ابنته
كان يشعر بالالم لاجل ريهام و قد اختلط شعور الالم لاعجاب شديد لها..
استمر على زيارته لها اسبوعا كاملا عادت فيه للابتسام و الضحك و شعر بان حب الحياة و طفلها المنتظر قد كبر.
حبنها عرف ما يريد .. انه يريد الزواج بها
لم يكن من النوع المتردد او الذي يمر بنزوات لذا دون ادني تردد طلب من ان يتزوجا :
- ريهام .. هناك امر يجب ان اطلب رايك فيه؟
- تفضل ..
- انا اب ارمل ... عمري 29 سنة .. لدي ابنة و لدى منزل و لدى حياة مستقرة ..
- اجل و ابنتك مرها 3 سنوات.. سبق و ان اخبرتني و..
- ريهام اريد ان نتزوج
غلف الصمت في تلك اللحظات الغرفة و نظر لعينها راى دمعا غزيرا يتدفق منهما فاخذ منديلا ورقيا و مسح لها دموعها و هم بالانصراف لما قالت له فجاة :
- سامي انا اقبل بك
و كان هذا ايذانا ببدء حياة جديدة لكليهما .. حياة من شانها ان تبعدهما عن ماضيهما المليء بالمتناقضات .. الماضي الذي شهدا فيه صدمات كادت تقضي على كل ما لهما في هذه الحياة
كان زواجهما جميلا بسيطة و راقيا و فخما .. و قد احبت ابنة سامي والدتها الجديدة .. و بعد ان ولدت ريهام بابنها عامله سامي كابن له و كفل له حياة جميلة و تمكنا بالحب و الحنان من ان ينشا اسرة متماسكة لابنيهما بعيدا عن اخطار الماضي و هرزم حب الحياة فيهما مشاكل و عراقيل الحياة لهم.
جلس سامي امام الكمبيوتر كعادته و بدأ يضغط ازراره بعجلة و عيناه تلتهمان المكتوب على الشاشة التهاما
مضت عليه ساعة و هو امام الكمبيوتر عندما رن فجاة هاتفه الخاص
نظر لشاشة الجوال فوجد رقما غريبا لا يعرفه تردد قبل ان يجيب قائلا :
- الو ..
- الو.
- من معي؟
- انت الدكتور سامي؟
- نعم انا هو .. هل من خدمة يا سيدتي؟
- لا استطيع إخبارك الان على الهاتف ... انا في حاجة الي خدمة طبية .. ارجو ان تاتي الى منزلي..
- لست ادري انا لست معتادا على معيانة المرضى في منازلهم و ..
- ارجوك يا بني ان المسالة مسالة حياة او موت ..
- و لكن ... امم .. طيب اين العنوان؟؟
- انه (.....................) ارجو ان تكون هنا باسرع ما يكون
- حسنا سيدتي ساتي حالا
اغلق سامي السماعة و جلس حائرا .. كالعادة لم يستطع الاستفادة من راحته و تصاعد شعور بالملل لنفسه الا ان صوت المراة المنزعج حرك مشاعره فنهض بسرعة و غير ملابسه و اخذ عدته و انطلق في سيارته
ماهي الا ربع ساعة و كان يقرع الجرس
فتحت له الباب سيدة على وجهها علامات الحب و الحنان شكرته على قدومه و ادخلته الصالة
جلس في حرج و خجل اما السيدة فقد اصرت على ان تقدم له كاس عصير قبل ان يرى المريضة
اكمل كاسه و اتجه مع السيدة الى الطابق العلوي
قرعت السيدة الباب ثم دخلت
كانت غرفة جميلة يعبق منها عطر جميل و شعر براحة تغلفه
على الفراش الذي يتوسط الغرفة دات الحيطان الزهريين كانت هناك فتاة تين على وجهها ذلك الجمال الهادئ الذي يسحر الالباب لبساطته
لم يكن جمالها صارخا و لم تكن من النوع الذي تترك من ينظر اليها مشدوها
ان شيئا في وجهها يبعث على الراحة و يجعل الانسان يتعلق بها
ابتلع مشاعره تلك و تماسك و نظر للسيدة التي ابتسمت له و طلبت منه الجلوس و بدات في الكلام :
"
ان ابنتي التي امامك تدعى ريهام و هي في ال23 و قد اتمت دراستها و كانت طوال عمرها متفوقة .. و قد خطبت السنة الفارطة لشاب من عائلة جيدة .. اراد ان تصبح صديقته الا انها رفضت و طلبت منه التقدم لها
تزوجا سريعا و عاشت معه في فرح و هناء الى ان اتى يوم وجدته متغيرة
اصبحت تكثر من القدوم لبيتنا و تذهب كثيرا لزيارة خالتها و اقاربها و كانت في كل مرة وحدها و احيانا يكلمها زوجها طالبا منها ان ياتي ليزورنا معها الا اننا نسمعها تحاول الهاءها و اقناعه بعدم القدوم و استمر الامر فترة طويلة الى ان اتى يوم طلب مني ابن شقيقتي ان اذهب لزيارة ابنتي في ذالك اليوم فقررت زيارتها في منزلها على غفلة
لما راتني امام الباب اصفر وجهها و هلعت الا اني لم اهتم و دلفت ..
كانت هناك رائحة معطرات قوية في المنزل و كان يبدو مرتبا عليه تلك اللمحة من الجمال و الذوق..
اتجهت الى غرفة صغيرة امام المطبخ و ابنتي ورائي و وجهها شاحب و تحول ابعادي ما ان دخلت لتلك الغرفة حتى رايت عجب العجاب
كان المصون زوجها ملقيا على الارض و معه شبان اخرون و حذوه كانت هناك فتاة مرمية عليه و قارورة شراب تتدلى من يده .. ذهلت مما رايت ..
ايعقل ان يصل شاب مهذب و متدين مثله الى هذا ... الهذا طلب مني ابن شقيقتي ان ادهب لزيارة ريهام في تلك الساعة المتاخرة .. كنت اشعر بالقرف .. و نظرت لريهام فرايت الدموع تترقرق من عينيها
لم انتظر لحظة اخرى و اتصلت بابن شقيقتي و طلبت من القدوم لمساعدتي على الرحيل بريهام و اغراضها ..
لم تمضي الا دقائق و كان ابن شقيقتي و اسمه ادهم قد اتى و على وجهه كل الاسف و الضيق و اخذ يواسي ريهام و بينما نحن نخرج حاجيات ريهام خرج زوجها الينا و كان يمسك قارورته و كان ينادي :
ريهام ... ريهام .. اين انت؟ اه اهلا بادهم .. لماذا خرجت؟ الم تكن مكتئبا بعض الشيء؟ لقد اتيت بك الى السعادة كلها.. خذ تجرع قليلا و .. اهلا بحماتي .. تعالي معنا سوف تستمتعين ..
و اخذ يضحك بصوت مجلجل .. شعرت بالغيظ و بالحزن عليه ..
رغم كل شيء الا انه شاب طيب و محترم و لم نرى ما يعب في تعامله معنا و مع مجتمعه .. كيف انحدر به الامر الى المشاركات في حفلات خليعة كهذه
اما ادهم فقد غضب كثيرا و انطلق نحو زوج ريهام محاولا ضربه الا ان زوجها امسك قارورة الشراب التي في يده
و كسرها و ادخل شظاياها في جسم ادهم
و تدفق الدم من جسد ادهم الذي تحامل على نفسه و كال لكمة لزوج ريهام السابق و اعلمنا انه اتصل بالشرطة قبل مجيئه .. لن اقص عليك الهلع الذي اصابنا و نحن نرى ادهم و الدم يتدفق منه .. اما ريهام فقد توقفت دمائها فجاة و اخذت تحاول مساعدة ادهم اما انا فقدسمعت صوت ضحكات ماجنة من غرفة الحرام تلك فتوجهت نحوها و ادرت المفتاح و حبست اصدقاء السوء فيها ..
ما هي الا دقائق و اتت الشرطة و الاسعاف و حملوا ادهم لمعالجته اما زوج ريهام فقد اصطحبوه و رفاقه الى القسم حيث حققوا معه و معهم..
كان الامر صدمة لنا .. ريهام الفتاة الطيبة الحساسة قاست عذابا اليما في زواجها .. فهي لم تحتمل ان ترى زوجها الطيب صباحا يتحول لوحش مبتذل ليلا .. كانت دائما تقول انه رائع بدون اولئك الاشرار .. و كان مصيره السجن لمدة 15 سنة بسبب لعبه القمار و شرب شراب غير مرخص و شروعه في القتل لان ادهم شفى من جراحه اما رفاقه فقد حبسوا بين 10 و 20 سنة لجرائم متعددة بعضها يعود لشبابهم
و هكذا انتهت هذه الحقبة المؤلمة من حياة ريهام و تمكنا جميعا منا لحفاظ عليها و احطناها بالرعاية و الحب ..
و قد شفت بصعوبة من صدمتها العصبية و عادت الى الحياة و كان اقرباءها حولها و لعبوا دورا هاما في شفاءها..
الا انه ليلة امس استيقظت لعى نحيب من غرفتها
كانت قد اغمي عليها و ردت ما في جوفها .. كانت مريضة و حسب خبراتي كام تمكنت من ان اعرف انها حاملا ..
لذا استدعيتك لترى ذلك و تعالجها و تحاول تهدئتها .. لقد اخترتك انت لان صديقة لي اخبرتني انك عملت وقتا في جناح الامهات و ساعدت الكثيرات على تخطي مشاكل عصبية مرت بهن ..
اتوسل اليك كام مخلصة ان تحاول مساعدة ابنتي ..ان مشكلتها عويصة .. ما ان تمكنت من نسيان كل ماحاق بها من اخطار تتبين انها حامل بابن يربطها للابد بزوجها و ماضيها السابق .. ماالحل يا دكتور؟؟ "
حاول سامي التحامل و حاول جاهدا ان يمنع تسرب هذه الدموع الجافة التي تساقطت و بابتسامة شاحبة قال للسيدة :
- سيدتي اعتبري ان ابنتك في الحفظ و الصون .. ستنجب ابنها و لن يحصل لها شيء .. لكن ارى ان نحاول مساعدتها على التخلص من مشكلتها النفسية اولا ...
و نظر لريهام فوجدتها تنظر له فابتسم لها مشجعا و طلب منها ان يفحصها ..
غادر المنزل و هو يشعر بالم و تاثر بالغ في هذه القصة المؤثرة .. لم يحتمل ان يحصل شيئ كذاك لتلك الفتاة البريئة و تلك الام الطاهرة ..
هو نفسه مر بتجربة صعبة .. لقد تزوج بابنة عمه و عاش معها حياة سعيدة لمدة 3 سنوات و رزق بابنة جميلة الا ان هذه السعادة لم تدم .. اذ انه قبل سنيتن اصيبت زوجته بالسرطان و توفيت بعد شهر من اكتشاف الداء .. اثر فيه الامر كثيرا و دمر له حياته الا انه اغرق نفسه في العمل و ساعدته والدته و الشغالة على رعاية ابنته
كان يشعر بالالم لاجل ريهام و قد اختلط شعور الالم لاعجاب شديد لها..
استمر على زيارته لها اسبوعا كاملا عادت فيه للابتسام و الضحك و شعر بان حب الحياة و طفلها المنتظر قد كبر.
حبنها عرف ما يريد .. انه يريد الزواج بها
لم يكن من النوع المتردد او الذي يمر بنزوات لذا دون ادني تردد طلب من ان يتزوجا :
- ريهام .. هناك امر يجب ان اطلب رايك فيه؟
- تفضل ..
- انا اب ارمل ... عمري 29 سنة .. لدي ابنة و لدى منزل و لدى حياة مستقرة ..
- اجل و ابنتك مرها 3 سنوات.. سبق و ان اخبرتني و..
- ريهام اريد ان نتزوج
غلف الصمت في تلك اللحظات الغرفة و نظر لعينها راى دمعا غزيرا يتدفق منهما فاخذ منديلا ورقيا و مسح لها دموعها و هم بالانصراف لما قالت له فجاة :
- سامي انا اقبل بك
و كان هذا ايذانا ببدء حياة جديدة لكليهما .. حياة من شانها ان تبعدهما عن ماضيهما المليء بالمتناقضات .. الماضي الذي شهدا فيه صدمات كادت تقضي على كل ما لهما في هذه الحياة
كان زواجهما جميلا بسيطة و راقيا و فخما .. و قد احبت ابنة سامي والدتها الجديدة .. و بعد ان ولدت ريهام بابنها عامله سامي كابن له و كفل له حياة جميلة و تمكنا بالحب و الحنان من ان ينشا اسرة متماسكة لابنيهما بعيدا عن اخطار الماضي و هرزم حب الحياة فيهما مشاكل و عراقيل الحياة لهم.