Exodia
06-06-2005, 07:57 PM
وقعت في يدي هذه القصة لإحدى التائبات
عسى الله أن يجعل بتوبتها عضة وعبرة وأن نستفيد منها ....
تختلف أوضاع الزمان، وتزهر أحلام الأيام وتذبل أوراق الليالي ويمضي العمر وكلنا ساعون نحو أجل مسمى فما الحياة سوى غربة يكابد فيها الإنسان ويسعى، يسعد فيها وربما يشقى، يعيش أيام العمر يكافح، قد يكون غنياً أو فقيراً يعيش كما كتب له في جبينه، ثم لا يلبث أن يفارق الحياة الدنيا وقد عاصر فيها أنواعاً من التغيرات والأوضاع، قد يذرف ذلك الإنسان الدموع لفراق عزيز إما لسفر أو لأي ظرف آخر وقد يبكي على حبيب عانق الثرى وتوارى فيه.. كل هذه الأنواع من البكاء تمر على كل إنسان في هذه الحياة، ولكن هناك نوع آخر لا يمر إلا على أفراد من الناس، يختلف إختلافاً كبيراً عن جميع أنواع الحزن والبكاء... إنه البكاء على الذات.. عندما يبكي الإنسان على نفسه لا يجد من يرى الدمعة ولا يقوى على البوح بما يختلج في صدره، كما أنه لا يجرؤ على الشكوى، هذا هو البكاء المؤلم الذي تفيض منه العين دموعاً حارة يضخها ذلك القلب الأسير، حيث أني أعتبر نفسي إحدى الباكيات على أنفسهن المتحسرة على أيام انقضت دون أن يكون لها معنى ويحق لي الافتخار بها، فقد كانت بداية البكاء المرير في ليلة الرابع والعشرين من شهر شعبان. ففي تلك الليلة أحسست بألم شديد في رأسي فخلدت إلى النوم علَّ ما أشكو منه يتلاشى، ولكن أقلق مضجعي ذلك الحلم المخيف الذي يشيب له الرأس وتقشعر منه الأبدان، فقد رأيت في منامي أني جالسة مع مجموعة من الأهل والأصحاب حيث لم تتبين لي معالمهم بشكل دقيق ولكن ظهرت لي ملامح تـُشير إلى وجود أمي وخالتي وعدد من إخوتي وبينما كنّا نتسامر ونتجاذب أطراف الحديث.. فجأة.. سقط علينا لهيب من النار ففزع من حولي من هول المنظر ولكني قلتُ لهم متأملة إنه بقايا آثار للألعاب النارية، ولكن الحجم بدأ يتضاعف والسماء بدأت تتلون وتتشقق فإذا بي أسمع أصوات عالية.. صُراخ.. القيامة.. القيامة.. فبدأت أتلفت يمنة ويسرة فرأيت من حولي وقد شخصت أبصارهم.. يبكون ويصطرخون وكل شيء يتهدم... ومن شدة هول الموقف انشقت الأرض وتبعثرت القبور وخرج الموتى.
فاستيقظت من نومي وأنا فزعة وأجهشتُ بالبكاء فحمدت الله أن هذا الحلم لم يكن حقيقة- وأنا أعلم أن هذا واقع لا محالة- ولكن قلت ماذا أعددت لهذه اللحظة؟ وكيف سأقابل ربي وأنا على هذه الغفلة، على الرغم من أنني لم أكن على درجة كبيرة من العصيان ولكنه الانغماس في ملذات الدنيا والتشبث بدار الفناء وعدم التفكير في دار الخلود والبقاء، بعد ذلك صليت ركعتين وأمسكت بكتاب الله وأخذت أقلب في صفحاته وبينما أنا على ذلك إذا بي أقرأ آية في منتهى العظمة (وءاخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وءاخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم ).
كم كنت غافلة عنك يا ربي؟ كم يوم غابت شمسه وقلبي غائب؟ وكم ظلام أسبِل ستره وأنا في عجائب؟ وكم أُسبغت عليّ نعمة وأنا للمعاصي أجاهر؟ وكم صحيفة ملأها الكرام الكاتبون بالذنوب؟ وكم وكم ......... ولقد كنت قبل استقامتي ميتة ولكن ليس الموت الذي يعرفه الناس إنه موت القلب , أسأل الله لي وللجميع العافية من ذلك, وكانت حياتي حياة غير مستقرة أعيش في صراع نفسي دائم لا هدف لي لا سعادة لا أمان كان الخوف يلازمني في كل زمان كان الشيطان يطاردني في كل مكان. فقررت التوبة , الرجوع إلى الله, واعتزمت أن تكون أول خطوة لي حفظ كتاب الله, وذلك من خلال التحاقي بمدرسة لتحفيظ القرآن الكريم, على الرغم من رفض أهلي بحجة أن ذلك سوف يؤثر على دراستي ولكن الله أمددني بعون ٍ وتوفيق منه. وعندما أنار الله بصيرتي إلى طريق الحق والهداية أحسستُ بشيء في صدري وكأنني قد ولدت ُ في تلك اللحظة, أحسست بأني إنسانه أخرى قد تغيرت شخصيتها ووالله ثم والله إني وجدت ُ السعادة الحقيقية مع كلمات ابن القيم وكتب ابن كثير, وكما قررت أن أصرف جُل وقتي في كل ما يرضي الله, وحتى في المدرسة وذلك بأن أقرأ كتاب مفيد على صديقاتي وحيث أني كنت ُ أقوم بمناصحة اللاتي يستمعن للأغاني وكنّ يصفنني بأني متعصبة وأفكاري أفكار امرأة عجوز. بالتالي شعرت بفقدان العزيمة وإثباط في همتي, وفي يوم من الأيام فتحتُ التلفاز بعد صلاة العصر فإذا بي ببرنامج محبب لديّ وهو نبض الشباب , ذلك البرنامج بشيوخه الأفاضل أعاد لي الأمل من جديد , وكان يتحدث عن مراحل خلق الإنسان وعن التوبة والموت. سبحان الخالق ما أضعف المرء أمام الله وقدرته. شعرت بوهني في تلك اللحظة. وكما أن لإحدى معلماتي الفضل بعد الله في رجوعي إليه وذلك من خلال إلقائها لندوة شيقة وفي غاية الروعة والجمال, وأقسم في هذه اللحظة بأني معترفة بما جنيت, إني معتذرة إلى ربي ومولاي إني تائبة من خطاياي, فإن نيران الاعتراف تأكل خطايا الاقتراف , ومياه الحسرات تغسل أنجاس المعاصي , لذلك أنصح كل مقصرة وغافلة بالرجوع إلى الله بالتوبة النصوح فلذة الحياة وجمالها وقمة السعادة وكمالها لا تكون إلا في طاعة الله التي لا تكلف شيئاً سوى الاستقامة على أمره وسلوك طريقه.
فالحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله ...
عسى الله أن يجعل بتوبتها عضة وعبرة وأن نستفيد منها ....
تختلف أوضاع الزمان، وتزهر أحلام الأيام وتذبل أوراق الليالي ويمضي العمر وكلنا ساعون نحو أجل مسمى فما الحياة سوى غربة يكابد فيها الإنسان ويسعى، يسعد فيها وربما يشقى، يعيش أيام العمر يكافح، قد يكون غنياً أو فقيراً يعيش كما كتب له في جبينه، ثم لا يلبث أن يفارق الحياة الدنيا وقد عاصر فيها أنواعاً من التغيرات والأوضاع، قد يذرف ذلك الإنسان الدموع لفراق عزيز إما لسفر أو لأي ظرف آخر وقد يبكي على حبيب عانق الثرى وتوارى فيه.. كل هذه الأنواع من البكاء تمر على كل إنسان في هذه الحياة، ولكن هناك نوع آخر لا يمر إلا على أفراد من الناس، يختلف إختلافاً كبيراً عن جميع أنواع الحزن والبكاء... إنه البكاء على الذات.. عندما يبكي الإنسان على نفسه لا يجد من يرى الدمعة ولا يقوى على البوح بما يختلج في صدره، كما أنه لا يجرؤ على الشكوى، هذا هو البكاء المؤلم الذي تفيض منه العين دموعاً حارة يضخها ذلك القلب الأسير، حيث أني أعتبر نفسي إحدى الباكيات على أنفسهن المتحسرة على أيام انقضت دون أن يكون لها معنى ويحق لي الافتخار بها، فقد كانت بداية البكاء المرير في ليلة الرابع والعشرين من شهر شعبان. ففي تلك الليلة أحسست بألم شديد في رأسي فخلدت إلى النوم علَّ ما أشكو منه يتلاشى، ولكن أقلق مضجعي ذلك الحلم المخيف الذي يشيب له الرأس وتقشعر منه الأبدان، فقد رأيت في منامي أني جالسة مع مجموعة من الأهل والأصحاب حيث لم تتبين لي معالمهم بشكل دقيق ولكن ظهرت لي ملامح تـُشير إلى وجود أمي وخالتي وعدد من إخوتي وبينما كنّا نتسامر ونتجاذب أطراف الحديث.. فجأة.. سقط علينا لهيب من النار ففزع من حولي من هول المنظر ولكني قلتُ لهم متأملة إنه بقايا آثار للألعاب النارية، ولكن الحجم بدأ يتضاعف والسماء بدأت تتلون وتتشقق فإذا بي أسمع أصوات عالية.. صُراخ.. القيامة.. القيامة.. فبدأت أتلفت يمنة ويسرة فرأيت من حولي وقد شخصت أبصارهم.. يبكون ويصطرخون وكل شيء يتهدم... ومن شدة هول الموقف انشقت الأرض وتبعثرت القبور وخرج الموتى.
فاستيقظت من نومي وأنا فزعة وأجهشتُ بالبكاء فحمدت الله أن هذا الحلم لم يكن حقيقة- وأنا أعلم أن هذا واقع لا محالة- ولكن قلت ماذا أعددت لهذه اللحظة؟ وكيف سأقابل ربي وأنا على هذه الغفلة، على الرغم من أنني لم أكن على درجة كبيرة من العصيان ولكنه الانغماس في ملذات الدنيا والتشبث بدار الفناء وعدم التفكير في دار الخلود والبقاء، بعد ذلك صليت ركعتين وأمسكت بكتاب الله وأخذت أقلب في صفحاته وبينما أنا على ذلك إذا بي أقرأ آية في منتهى العظمة (وءاخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وءاخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم ).
كم كنت غافلة عنك يا ربي؟ كم يوم غابت شمسه وقلبي غائب؟ وكم ظلام أسبِل ستره وأنا في عجائب؟ وكم أُسبغت عليّ نعمة وأنا للمعاصي أجاهر؟ وكم صحيفة ملأها الكرام الكاتبون بالذنوب؟ وكم وكم ......... ولقد كنت قبل استقامتي ميتة ولكن ليس الموت الذي يعرفه الناس إنه موت القلب , أسأل الله لي وللجميع العافية من ذلك, وكانت حياتي حياة غير مستقرة أعيش في صراع نفسي دائم لا هدف لي لا سعادة لا أمان كان الخوف يلازمني في كل زمان كان الشيطان يطاردني في كل مكان. فقررت التوبة , الرجوع إلى الله, واعتزمت أن تكون أول خطوة لي حفظ كتاب الله, وذلك من خلال التحاقي بمدرسة لتحفيظ القرآن الكريم, على الرغم من رفض أهلي بحجة أن ذلك سوف يؤثر على دراستي ولكن الله أمددني بعون ٍ وتوفيق منه. وعندما أنار الله بصيرتي إلى طريق الحق والهداية أحسستُ بشيء في صدري وكأنني قد ولدت ُ في تلك اللحظة, أحسست بأني إنسانه أخرى قد تغيرت شخصيتها ووالله ثم والله إني وجدت ُ السعادة الحقيقية مع كلمات ابن القيم وكتب ابن كثير, وكما قررت أن أصرف جُل وقتي في كل ما يرضي الله, وحتى في المدرسة وذلك بأن أقرأ كتاب مفيد على صديقاتي وحيث أني كنت ُ أقوم بمناصحة اللاتي يستمعن للأغاني وكنّ يصفنني بأني متعصبة وأفكاري أفكار امرأة عجوز. بالتالي شعرت بفقدان العزيمة وإثباط في همتي, وفي يوم من الأيام فتحتُ التلفاز بعد صلاة العصر فإذا بي ببرنامج محبب لديّ وهو نبض الشباب , ذلك البرنامج بشيوخه الأفاضل أعاد لي الأمل من جديد , وكان يتحدث عن مراحل خلق الإنسان وعن التوبة والموت. سبحان الخالق ما أضعف المرء أمام الله وقدرته. شعرت بوهني في تلك اللحظة. وكما أن لإحدى معلماتي الفضل بعد الله في رجوعي إليه وذلك من خلال إلقائها لندوة شيقة وفي غاية الروعة والجمال, وأقسم في هذه اللحظة بأني معترفة بما جنيت, إني معتذرة إلى ربي ومولاي إني تائبة من خطاياي, فإن نيران الاعتراف تأكل خطايا الاقتراف , ومياه الحسرات تغسل أنجاس المعاصي , لذلك أنصح كل مقصرة وغافلة بالرجوع إلى الله بالتوبة النصوح فلذة الحياة وجمالها وقمة السعادة وكمالها لا تكون إلا في طاعة الله التي لا تكلف شيئاً سوى الاستقامة على أمره وسلوك طريقه.
فالحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله ...