milosin
06-06-2005, 11:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ماهو خططنا للمستقبل؟ وما هو المستقبل الحقيقي الذي نطمع إلى بنائه؟ اطلع على هذا الموضوع وستعرف حقيقة مستقبلك .. الموضوع للدكتور المتميز جاسم المطوع ..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد .. وبعد..
إن معرفة العبد لمستقبله الحقيقي أمر مفروض عليه، وذلك حتى يستعد له ويتهيأ، وإن الناس يخططون لدنياهم ومستقبلهم. وهي لا تعادل ساعة من نهار إذا ما قورنت بالحياة الحقيقية والمستقبل الحقيقي، فلهذا ينبغي للمؤمن الذكي أن يخطط للدنيا والآخرة، ولهذا قال رجل لسفيان الثوري - رحمه الله - أوصني. فقال سفيان: اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها، واعمل للآخرة بقدر دوامك فيها والسلام» وفيات الأعيان لابن خلكان جـ 2 / 287 .
فهذا هو منهج سلفنا - رضي الله عنهم - في التخطيط والاستعداد..
ولقد حرصت في البحث على البساطة في الطرح دون تطويل حتى لا يمل القارئ، ويسهل عليه الحفظ، كما أنني أستقيت الفوائد من النصوص الصحيحة من الكتاب والسنة، ويمكن للقارئ إذا أراد الزيادة أن يرجع إلى ذات المراجع المدونة في الصفحة الأولى من البحث، كما أنني اجتهدت في بيان المواقف الأخروية من خلال الرسم الهندسي ليتمكن القارئ من فهمها واستيعابها والتفكير فيها، وهذه من خير العبادات كما قال كعب: «من أراد أن يبلغ شرف الآخرة فليكثرالتفكر.. يكن عالماً» العظمة للأصبهاني / 51 . وقال الحسن رحمه الله «تفكر ساعة خير من قيام ليلة» مفتاح دار السعادة جـ 1 / 297 . وإننا نسأل الله تعالى أن يرزقنا التفكر في أهوال الآخرة وأن نتخيل أنفسنا ونحن ننتقل من محطة لأخرى مبتدئين بالدنيا ومنتهين بالجنة فنكون من أهل هذا الهم.
ولهذا أوصى المحاسبي تلميذه فقال له: «زُر القبر بهمك وجُل في الحشر بقلبك» رسالة المسترشدين / 73 .
فنسأل الله أن نكون من أهل الآخرة، ومن يخططون لها، ويوفقون للعمل والحرث لها.
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه
وإن بناها بشر خاب بانيها
النفس ترغب في الدنيا وقد علمت
أن الزهادة فيها ترك ما فيها
فاغرس أصول التقى ما دمت مجتهداً
واعلم بأنك بعد الموت لاقيها
والحمد لله رب العالمين
يمر الإنسان في محطات كثيرة في حياته وبعد مماته ، ونريد من خلال هذا البحث التعرف على تلك المحطات ابتداءا من المحطة الأولي وهي الدنيا وانتهاء بالنار والجنة بشكل مختصر وبسيط ، ولنتجاوز الدنيا وننتقل منها إلي محطة القبر .> القبر
قال تعالى: {إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون..} الأنعام / 93
- يعذب في القبر الكافر والمنافق والمؤمن.. وأما نعيم القبر فهو للمؤمن فقط.
- يعذب المؤمن في قبره على جهله بالله وإضاعة أمره وارتكاب معاصيه، والقبر إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران.
وقد ذكر النبي [ بعض المعاصي التي يعذب بها الميت في قبره ومنها:
1- عدم التنزه من البول. فيكون على نجاسة بعد قضاء حاجته.
2- النميمة (يفسد بين اثنين بالكذب).
3- الغلول (ما أخذه من الغنيمة من غير وجه حق).
4- الكذب (يشرشر شدقه حتى يبلغ قفاه).
5- هجر القرآن (يضرب رأسه بالحجارة).
6- الزنا (يعذب بالتنور ويتوقد من تحته النار).
7- الربا (يسبح بنهر الدم ويلقم الحجارة).
8- الدين (يحبس بدينه عن الجنة).
= المنجيات من عذاب القبر:
1- (الصلاة والصيام والزكاة وفعل الخيرات من الصدق والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس).
2- الاستعانة بالله من عذاب القبر.
= المعصومون من عذاب القبر:
1- الشهيد (يجار من عذاب القبر).
2- المرابط (ويأمن فتنة القبر إن مات مرابطاً في سبيل الله).
3- الذي يموت يوم الجمعة. قال رسول الله [: « ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر». رواه أحمد والترمذي.
4- الذي يموت بداء البطن. قال رسول الله [: «.. من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره» أخرجه النسائي والترمذي وحسنه.> النفخ في الصور
النفخ معروف، والصور هو قرن عظيم التقمه إسرافيل ينتظر متى يؤمر بالنفخ فيه.
= عدد النفخات:
1- نفخة الفزع: يفزع الناس ويصعقون إلا من شاء الله {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله..» الزمر / 68 .
2- نفخة البعث: يقوم الناس من قبورهم {ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث (القبور) إلى ربهم ينسلون} يس / 51 .
= كيف تنعمون؟
قال رسول الله [: «كيف أنعم، وقد التقم صاحب القرن القرن، وحنى جبهته، وأصغى سمعه، ينتظر أن يُؤمر أن ينفخ فينفخ، قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، توكلنا على الله ربنا» سلسلة الأحاديث الصحيحة 66/ 3
وعن أبي هريرة ] قال: قال رسول الله [: «إن طَرْفَ صاحب الصُّورِ منذ وُكّل به مستعد ينظر نحو العرش، مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إلى طرفه، كأن عينيه كوكبان» قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي سلسلة الأحاديث الصحيحة 65/3
= متى ينفخ بالصور؟
«يوم الجمعة» لقوله عليه الصلاة والسلام «ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة» مشكاة المصابيح 427/1 .
وفي حديث آخر أخبر النبي [ أن الساعة تقوم يوم الجمعة، وفيها يبعث العباد أيضاً، فعن أوس بن أوس قال: قال رسول لله [: «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ» رواه أبود داود والنسائي وابن ماجه والبيهقي في الدعوات الكبير.
= كم بين النفختين؟
عن أبي هريرة ] عن النبي [ قال: «ما بين النفختين أربعون» قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يوماً؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون شهراً؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون سنة؟ قالت: أبيت» رواه البخاري.
= المطر قبل النفخة الثانية:
قال عليه الصلاة والسلام «... ثم يرسل الله مطراً كأنه الطل أو الظل فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون» رواه مسلم.> البعث
البعث : هو إحياء الأموات يوم القيامة
= قال تعالى: {يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا، أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد» المجادلة / 6 .
= قال عليه الصلاة والسلام: «يبعث كل عبد على ما مات عليه» رواه مسلم.
= خواص الإنسان يوم البعث:
- إن الإنسان يُخلق خلقاً جديداً وفيه خصائص جديد، فمثلاً لا يموت مهما أصيب أو عذب، وينظر إلى الملائكة والجن.
= أول من تنشق عنه الأرض:
- قال عليه الصلاة والسلام «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر..» رواه مسلم.
- قال عليه السلام: «... لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق، أو كان ممن استثنى الله عز وجل» رواه البخاري.
= صفة البعث:
- يبعث الناس من قبورهم عراة حفاة غير مختونين (أي غير متطهرين) قال تعالى: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين} الأنبياء / 104 .
- يبعث المحرم ملبياً، ويبعث الشهيد جرحه يثعب دماً، اللون لون الدم والريح ريح المسك.
- يستحب أن يلقن الميت الشهادة حتى يبعث عليها فيكون من أهل الجنة.
= نمو الإنسان:
والإنسان يتكون في اليوم الآخر من عظم صغير اسمه «عجب الذنب» (والعجب آخر كل شيء) عندما يصيبه الماء ينمو كما قال عليه الصلاة والسلام «... ثم ينزل من السماء ماء، فينبتون كما ينبت البقل، وليس في الإنسان شيء إلا بلي إلا عظم واحد، وهو عجب الذنب منه يركب الخلق يوم القيامة» رواه مسلم.
= أجساد الأنبياء لا تبلى:
قال عليه الصلاة والسلام: «إن الله حَرَّمَ على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» رواه البخاري.> الحشر
الحشر: هو جمع الخلائق يوم القيامة لحسابهم والقضاء بينهم
= أرض المحشر:
قال الله تعالى: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار} إبراهيم / 48 . وأخبرنا عليه الصلاة والسلام عن شكل الأرض فقال: «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء (خالصة البياض) كقرصة النقي (الدقيق النقي) ليس فيها مَعْلَم لأحد (أي علامة كجبل أو صخرة..» رواه البخاري.
= حال الناس في هذا اليوم:
قال الله تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى...} الحج / 21 وقال تعالى: {قلوب يومئذ واجفة، أبصارها خاشعة} النازعات / 8 - 9
قال تعالى: {فإذا جاءت الصاخة، يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه...} عبس / 33-37
= مدة اليوم وطوله:
{تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة..} المعارج / 4
ولطول هذا اليوم يظن الناس أنهم لبثوا في الدنيا ساعة {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار} يونس / 45
{ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة} الروم / 55
= وصف الله لهذا اليوم:
{إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً} الدهر أو (الإنسان) / 27
{فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون}. المؤمنين / 101
«ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون، ليوم عظيم، يقوم الناس لرب العالمين» المطففين / 4-6
= قبض الأرض وطي السماء: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} الزمر / 67 . قال رسول الله: «يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟...» مشكاة المصابيح 3 / 53
= دك الأرض: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة، وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة..} الحاقة 13-14
= نسف الجبال: {ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا، فيذرها قاعاً صفصفاً، لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً» طه / 105-107
= تفجير البحار: {وإذا البحار فجرت} الانفطار / 3
= انشقاق السماء: {يوم تمور السماء موراً} الطور / 9 {فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان» الرحمن / 37
= تكوير الشمس: {إذا الشمس كورت} التكوير / 1 أي تجمعت وذهب ضوؤها
= تساقط الكواكب: {وإذا الكواكب انتثرت} الانفطار / 3
= خسوف القمر: {فإذا برق البصر، وخسف القمر} القيامة / 7-8
= دنو الشمس:
تدنو الشمس في ذلك اليوم إلى رؤوس الخلائق بمقدار ميل قال رسول الله [: «فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، منهم من يلجمه العرق إلجاماً، وأشار النبي بيده إلى فيه» رواه مسلم. ولولا أنهم مخلوقون خلقاً غير قابل للفناء لانصهروا وذابوا.
= التخاصم: يتخاصم في هذا اليوم الضعفاء والمتكبرون، ويتخاصم الكافر مع قرينه وشيطانه وأعضائه، ويلعن بعضهم بعضاً، ويعض الظالم على يديه ويقول يا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً وصديقاً، ويتمنى لو اتبع الرسول [ في ذلك اليوم وكان من أمته وأصحابه ومحبيه.
= خطبة إبليس:
في هذا اليوم يخطب إبليس قائلاً: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم} إبراهيم / 22
= حال الكافر:
قال تعالى: {يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيهü وصاحبته وأخيهü وفصيلته التي تؤويهü ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيهü..» المعارج / 11-14 وذلك عندما تسحب جهنم بسبعين ألف زمام على كل زمام (أي حبل) سبعين ألف ملك. فيراها الكافر ويود لو أنه يفتدي نفسه من هذا العذاب الأليم.
فيكون حال الكفار في ذلة وحسرة {يقول الكافرون هذا يوم عسر} القمر / 8 فيتمنى الموت والإهانة {ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً} النبأ / 40 .
= حال عصاة المؤمنين:
ورد في النصوص بعض الذنوب التي يعذب بها المؤمن في هذا اليوم وهي:
1- الذين لا يؤدون زكاتهم يمثل له ماله ثعباناً له نقطتان سوداوان في عينه فيطوق عنقه، ويجعل ماله صفائح من نار ثم يعذب به.
2- المتكبرون: قال عليه الصلاة والسلام «يحشر المتكبرون أمثال الذر (صغار النمل) يوم القيامة، في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان) مشكاة المصابيح 2 / 635
3- ذنوب لا يكلم الله أصحابها ولا يزكيهم (الذين يكتمون ما أنزل الله/ الذين يحلفون بأيمان كاذبة لكسب دنيوي/ المنان/ رجل بايع إماما فإن أعطاه وفى وإن لم يعطه لم يف/ رجل منع ابن السبيل فضل ماء/ الشيخ الزاني/ الملك الكذاب/ الفقير المتكبر/ العاق لوالديه/ المرأة المتشبهة بالرجال/ الديوث (وهو الذي يرى السوء بأهله ويسكت عنه)/ من أتى امرأته في دبرها/ من جر ثوبه خيلاء).
4- الأثرياء المنعمون إلا من أنفق ماله بيمينه وشماله وبين يديه وورائه.
5- الغادر: قال رسول الله: «إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء، فقيل: هذه غدرة فلان ابن فلان» رواه مسلم.
6- الغلول وهو ما يؤخذ من الغنيمة خفية، وغاصب الأرض، وذو الوجهين المتلون قال عليه السلام: «تجدون شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه» مشكاة المصابيح 2 / 478
7- الحاكم الذي يحتجب عن رعيته، والذي يسأل وعنده ما يغنيه، والذي يبصق تجاه القبلة.
= حال الأتقياء:
أما الأتقياء فلا يفزعهم هذا اليوم ولا يخيفهم ويمر عليهم كصلاة ظهر أو عصر.
قال تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون، لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون، لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون} الأنبياء/ 101-103 (والفزع الأكبر) هو يوم البعث من القبور والحشر.. حيث يناديهم المنادي عند قيامهم {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} يونس/ 62 .
- أثناء عذاب الناس ودنو الشمس على رؤوس الخلائق بمقدار ميل تستظل سبعة أصناف تحت ظل العرش وهم: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل معلق قلبه بالمساجد، والمنفق بالسر، ومن يحول خوف الله بينه وبين الوقوع في فتنة النساء، والمتحابون بجلال الله، والذاكر الله في خلوته فتدمع عيناه. ويضاف إليهم إنظار المعسر.
- قال رسول الله [ «من نَفَّسَ عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة...» مشكاة المصابيح 1 / 71
- قال رسول الله [ «كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسراً تجاوز عنه، لعل الله يتجاوز عنا، قال: فلقي الله فتجاوز عنه» مشكاة المصابيح 2 / 108
- قال رسول الله [ «إن المقسطين عند الله على منابر من نور، عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمه وأهليهم وما ولوا» رواه مسلم.
- قال رسول الله [: «للشهيد عند الله ست خصال... ويأمن من الفزع الأكبر..» مشكاة المصابيح 2 / 258
- قال رسول الله [: «.. ومن مات مرابطاً في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر..» صحيح الجامع الصغير 171/3
- قال رسول الله [: «من كظم غيظاً وهو يقدر أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي الحور العين شاء» مشكاة المصابيح 3 / 631
- قال رسول الله [: «من أعتق رقبة مسلم فهو فداؤه من النار» رواه أحمد
- قال رسول الله [: «المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة» رواه مسلم
- قال رسول الله [: «من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة» صحيح الجامع الصغير 5 / 304
- قال رسول الله [: «إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء» رواه البخاري
= أما الكافر فلا تنفعه أعماله وإن كان فيها خير من صدقة وصلة رحم وإنفاق في الخيرات. فقد وصف الله تعالى أعمالهم بقوله: {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب} النور / 39 . فهذه الأعمال يظن الكافر أنها تغني عنه شيئاً يوم الدين ولكنها لا وزن لها ولا قيمة لأنها قامت على غير أساس «ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين».> الشفاعة
الشفاعة وهي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة
= أنواع الشفاعة:
1- خاصة بالنبي [ وهي الشفاعة العظمى في أهل الموقف يوم الحشر. حتى يرفع الله العذاب عن الناس ويحاسبهم.
2- عامة: وهي فيمن دخل من المؤمنين إلى النار ليخرجوا منها وهي للنبي وغيره من الأنبياء والملائكة والمؤمنين ويشترط لهذه شرطان: (إذن الله في الشفاعة) {ومن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} البقرة / 255 (ورضاه عن الشافع والمشفوع) {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} الأنبياء / 28
1- الشفاعة العظمى:
وفي رواية قتادة عن أنس قال: قال رسول الله [: «يجمع الله الناس يوم القيامة، فيهتمون لذلك - وفي رواية: فيهمون لذلك - فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، حتى يريحنا من مكاننا هذا؟ قال: فيأتون آدم، فيقولون: أنت آدم أبو الخلق، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لست هناكم (أي بغيتكم)، فيذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي ربه منها، ولكن ائتوا نوحاً أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض. قال: فيأتون نوحاً، فيقول: لست هناكم، فيذكر خطيئته التي أصاب. فيستحي ربه منها، ولكن ائتوا ابراهيم الذي اتخذه الله خليلاً، فيأتون إبراهيم، فيقول: لست هناكم، وذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي ربه منها، ولكن ائتوا موسى الذي كله الله وأعطاه التوراة. قال: فيأتون موسى، فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي ربه منها، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته، فيأتون عيسى روح الله وكلمته، فيقول: لست هناكم، ولكن ائتوا محمداً، عبداً غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال رسول الله [: فيأتونني: فأستأذن على ربي، فيؤذن لي، فإذا أنا رأيته وقعت ساجداً فيدعني ما شاء الله، فيقال: يا محمد، ارفع، قل يسمع، سل تعطه، اشفع تُشفع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ربي، ثم أشفع، فيحد لي حداً، فأخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجداً، فيدعني ما شاء الله، فيقال: يا محمد، ارفع، قل يسمع، سل تعطه، اشفع تُشفع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ربي، ثم أشفع، فيحد لي حداً، فأخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة...» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي حديث ابن عباس من رواية عبدالله بن الحارث عنه عن أحمد.. فيقول الله عز وجل: يا محمد ما تريد أن أصنع في أمتك؟ فأقول: يا رب عجّل حسابهم...».> الحساب
= والمراد بالحساب أن الله تعالى يوقف عباده بين يديه ويعرّفهم بأعمالهم التي عملوها وأقوالهم التي قالوها وما كانوا عليه في حياتهم الدنيا من إيمان وكفر واستقامة وانحراف.
= الأمم تجثوا على الركب عندما يدعى الناس للحساب {وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون} الجاثية / 27
= قال الله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور} البقرة / 210 وهو مجيء الله تعالى ومجيء الملائكة، فهو موقف جليل
تابع ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ماهو خططنا للمستقبل؟ وما هو المستقبل الحقيقي الذي نطمع إلى بنائه؟ اطلع على هذا الموضوع وستعرف حقيقة مستقبلك .. الموضوع للدكتور المتميز جاسم المطوع ..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد .. وبعد..
إن معرفة العبد لمستقبله الحقيقي أمر مفروض عليه، وذلك حتى يستعد له ويتهيأ، وإن الناس يخططون لدنياهم ومستقبلهم. وهي لا تعادل ساعة من نهار إذا ما قورنت بالحياة الحقيقية والمستقبل الحقيقي، فلهذا ينبغي للمؤمن الذكي أن يخطط للدنيا والآخرة، ولهذا قال رجل لسفيان الثوري - رحمه الله - أوصني. فقال سفيان: اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها، واعمل للآخرة بقدر دوامك فيها والسلام» وفيات الأعيان لابن خلكان جـ 2 / 287 .
فهذا هو منهج سلفنا - رضي الله عنهم - في التخطيط والاستعداد..
ولقد حرصت في البحث على البساطة في الطرح دون تطويل حتى لا يمل القارئ، ويسهل عليه الحفظ، كما أنني أستقيت الفوائد من النصوص الصحيحة من الكتاب والسنة، ويمكن للقارئ إذا أراد الزيادة أن يرجع إلى ذات المراجع المدونة في الصفحة الأولى من البحث، كما أنني اجتهدت في بيان المواقف الأخروية من خلال الرسم الهندسي ليتمكن القارئ من فهمها واستيعابها والتفكير فيها، وهذه من خير العبادات كما قال كعب: «من أراد أن يبلغ شرف الآخرة فليكثرالتفكر.. يكن عالماً» العظمة للأصبهاني / 51 . وقال الحسن رحمه الله «تفكر ساعة خير من قيام ليلة» مفتاح دار السعادة جـ 1 / 297 . وإننا نسأل الله تعالى أن يرزقنا التفكر في أهوال الآخرة وأن نتخيل أنفسنا ونحن ننتقل من محطة لأخرى مبتدئين بالدنيا ومنتهين بالجنة فنكون من أهل هذا الهم.
ولهذا أوصى المحاسبي تلميذه فقال له: «زُر القبر بهمك وجُل في الحشر بقلبك» رسالة المسترشدين / 73 .
فنسأل الله أن نكون من أهل الآخرة، ومن يخططون لها، ويوفقون للعمل والحرث لها.
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه
وإن بناها بشر خاب بانيها
النفس ترغب في الدنيا وقد علمت
أن الزهادة فيها ترك ما فيها
فاغرس أصول التقى ما دمت مجتهداً
واعلم بأنك بعد الموت لاقيها
والحمد لله رب العالمين
يمر الإنسان في محطات كثيرة في حياته وبعد مماته ، ونريد من خلال هذا البحث التعرف على تلك المحطات ابتداءا من المحطة الأولي وهي الدنيا وانتهاء بالنار والجنة بشكل مختصر وبسيط ، ولنتجاوز الدنيا وننتقل منها إلي محطة القبر .> القبر
قال تعالى: {إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون..} الأنعام / 93
- يعذب في القبر الكافر والمنافق والمؤمن.. وأما نعيم القبر فهو للمؤمن فقط.
- يعذب المؤمن في قبره على جهله بالله وإضاعة أمره وارتكاب معاصيه، والقبر إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران.
وقد ذكر النبي [ بعض المعاصي التي يعذب بها الميت في قبره ومنها:
1- عدم التنزه من البول. فيكون على نجاسة بعد قضاء حاجته.
2- النميمة (يفسد بين اثنين بالكذب).
3- الغلول (ما أخذه من الغنيمة من غير وجه حق).
4- الكذب (يشرشر شدقه حتى يبلغ قفاه).
5- هجر القرآن (يضرب رأسه بالحجارة).
6- الزنا (يعذب بالتنور ويتوقد من تحته النار).
7- الربا (يسبح بنهر الدم ويلقم الحجارة).
8- الدين (يحبس بدينه عن الجنة).
= المنجيات من عذاب القبر:
1- (الصلاة والصيام والزكاة وفعل الخيرات من الصدق والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس).
2- الاستعانة بالله من عذاب القبر.
= المعصومون من عذاب القبر:
1- الشهيد (يجار من عذاب القبر).
2- المرابط (ويأمن فتنة القبر إن مات مرابطاً في سبيل الله).
3- الذي يموت يوم الجمعة. قال رسول الله [: « ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر». رواه أحمد والترمذي.
4- الذي يموت بداء البطن. قال رسول الله [: «.. من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره» أخرجه النسائي والترمذي وحسنه.> النفخ في الصور
النفخ معروف، والصور هو قرن عظيم التقمه إسرافيل ينتظر متى يؤمر بالنفخ فيه.
= عدد النفخات:
1- نفخة الفزع: يفزع الناس ويصعقون إلا من شاء الله {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله..» الزمر / 68 .
2- نفخة البعث: يقوم الناس من قبورهم {ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث (القبور) إلى ربهم ينسلون} يس / 51 .
= كيف تنعمون؟
قال رسول الله [: «كيف أنعم، وقد التقم صاحب القرن القرن، وحنى جبهته، وأصغى سمعه، ينتظر أن يُؤمر أن ينفخ فينفخ، قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، توكلنا على الله ربنا» سلسلة الأحاديث الصحيحة 66/ 3
وعن أبي هريرة ] قال: قال رسول الله [: «إن طَرْفَ صاحب الصُّورِ منذ وُكّل به مستعد ينظر نحو العرش، مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إلى طرفه، كأن عينيه كوكبان» قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي سلسلة الأحاديث الصحيحة 65/3
= متى ينفخ بالصور؟
«يوم الجمعة» لقوله عليه الصلاة والسلام «ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة» مشكاة المصابيح 427/1 .
وفي حديث آخر أخبر النبي [ أن الساعة تقوم يوم الجمعة، وفيها يبعث العباد أيضاً، فعن أوس بن أوس قال: قال رسول لله [: «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ» رواه أبود داود والنسائي وابن ماجه والبيهقي في الدعوات الكبير.
= كم بين النفختين؟
عن أبي هريرة ] عن النبي [ قال: «ما بين النفختين أربعون» قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يوماً؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون شهراً؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون سنة؟ قالت: أبيت» رواه البخاري.
= المطر قبل النفخة الثانية:
قال عليه الصلاة والسلام «... ثم يرسل الله مطراً كأنه الطل أو الظل فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون» رواه مسلم.> البعث
البعث : هو إحياء الأموات يوم القيامة
= قال تعالى: {يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا، أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد» المجادلة / 6 .
= قال عليه الصلاة والسلام: «يبعث كل عبد على ما مات عليه» رواه مسلم.
= خواص الإنسان يوم البعث:
- إن الإنسان يُخلق خلقاً جديداً وفيه خصائص جديد، فمثلاً لا يموت مهما أصيب أو عذب، وينظر إلى الملائكة والجن.
= أول من تنشق عنه الأرض:
- قال عليه الصلاة والسلام «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر..» رواه مسلم.
- قال عليه السلام: «... لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق، أو كان ممن استثنى الله عز وجل» رواه البخاري.
= صفة البعث:
- يبعث الناس من قبورهم عراة حفاة غير مختونين (أي غير متطهرين) قال تعالى: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين} الأنبياء / 104 .
- يبعث المحرم ملبياً، ويبعث الشهيد جرحه يثعب دماً، اللون لون الدم والريح ريح المسك.
- يستحب أن يلقن الميت الشهادة حتى يبعث عليها فيكون من أهل الجنة.
= نمو الإنسان:
والإنسان يتكون في اليوم الآخر من عظم صغير اسمه «عجب الذنب» (والعجب آخر كل شيء) عندما يصيبه الماء ينمو كما قال عليه الصلاة والسلام «... ثم ينزل من السماء ماء، فينبتون كما ينبت البقل، وليس في الإنسان شيء إلا بلي إلا عظم واحد، وهو عجب الذنب منه يركب الخلق يوم القيامة» رواه مسلم.
= أجساد الأنبياء لا تبلى:
قال عليه الصلاة والسلام: «إن الله حَرَّمَ على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» رواه البخاري.> الحشر
الحشر: هو جمع الخلائق يوم القيامة لحسابهم والقضاء بينهم
= أرض المحشر:
قال الله تعالى: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار} إبراهيم / 48 . وأخبرنا عليه الصلاة والسلام عن شكل الأرض فقال: «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء (خالصة البياض) كقرصة النقي (الدقيق النقي) ليس فيها مَعْلَم لأحد (أي علامة كجبل أو صخرة..» رواه البخاري.
= حال الناس في هذا اليوم:
قال الله تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى...} الحج / 21 وقال تعالى: {قلوب يومئذ واجفة، أبصارها خاشعة} النازعات / 8 - 9
قال تعالى: {فإذا جاءت الصاخة، يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه...} عبس / 33-37
= مدة اليوم وطوله:
{تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة..} المعارج / 4
ولطول هذا اليوم يظن الناس أنهم لبثوا في الدنيا ساعة {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار} يونس / 45
{ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة} الروم / 55
= وصف الله لهذا اليوم:
{إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً} الدهر أو (الإنسان) / 27
{فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون}. المؤمنين / 101
«ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون، ليوم عظيم، يقوم الناس لرب العالمين» المطففين / 4-6
= قبض الأرض وطي السماء: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} الزمر / 67 . قال رسول الله: «يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟...» مشكاة المصابيح 3 / 53
= دك الأرض: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة، وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة..} الحاقة 13-14
= نسف الجبال: {ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا، فيذرها قاعاً صفصفاً، لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً» طه / 105-107
= تفجير البحار: {وإذا البحار فجرت} الانفطار / 3
= انشقاق السماء: {يوم تمور السماء موراً} الطور / 9 {فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان» الرحمن / 37
= تكوير الشمس: {إذا الشمس كورت} التكوير / 1 أي تجمعت وذهب ضوؤها
= تساقط الكواكب: {وإذا الكواكب انتثرت} الانفطار / 3
= خسوف القمر: {فإذا برق البصر، وخسف القمر} القيامة / 7-8
= دنو الشمس:
تدنو الشمس في ذلك اليوم إلى رؤوس الخلائق بمقدار ميل قال رسول الله [: «فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، منهم من يلجمه العرق إلجاماً، وأشار النبي بيده إلى فيه» رواه مسلم. ولولا أنهم مخلوقون خلقاً غير قابل للفناء لانصهروا وذابوا.
= التخاصم: يتخاصم في هذا اليوم الضعفاء والمتكبرون، ويتخاصم الكافر مع قرينه وشيطانه وأعضائه، ويلعن بعضهم بعضاً، ويعض الظالم على يديه ويقول يا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً وصديقاً، ويتمنى لو اتبع الرسول [ في ذلك اليوم وكان من أمته وأصحابه ومحبيه.
= خطبة إبليس:
في هذا اليوم يخطب إبليس قائلاً: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم} إبراهيم / 22
= حال الكافر:
قال تعالى: {يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيهü وصاحبته وأخيهü وفصيلته التي تؤويهü ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيهü..» المعارج / 11-14 وذلك عندما تسحب جهنم بسبعين ألف زمام على كل زمام (أي حبل) سبعين ألف ملك. فيراها الكافر ويود لو أنه يفتدي نفسه من هذا العذاب الأليم.
فيكون حال الكفار في ذلة وحسرة {يقول الكافرون هذا يوم عسر} القمر / 8 فيتمنى الموت والإهانة {ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً} النبأ / 40 .
= حال عصاة المؤمنين:
ورد في النصوص بعض الذنوب التي يعذب بها المؤمن في هذا اليوم وهي:
1- الذين لا يؤدون زكاتهم يمثل له ماله ثعباناً له نقطتان سوداوان في عينه فيطوق عنقه، ويجعل ماله صفائح من نار ثم يعذب به.
2- المتكبرون: قال عليه الصلاة والسلام «يحشر المتكبرون أمثال الذر (صغار النمل) يوم القيامة، في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان) مشكاة المصابيح 2 / 635
3- ذنوب لا يكلم الله أصحابها ولا يزكيهم (الذين يكتمون ما أنزل الله/ الذين يحلفون بأيمان كاذبة لكسب دنيوي/ المنان/ رجل بايع إماما فإن أعطاه وفى وإن لم يعطه لم يف/ رجل منع ابن السبيل فضل ماء/ الشيخ الزاني/ الملك الكذاب/ الفقير المتكبر/ العاق لوالديه/ المرأة المتشبهة بالرجال/ الديوث (وهو الذي يرى السوء بأهله ويسكت عنه)/ من أتى امرأته في دبرها/ من جر ثوبه خيلاء).
4- الأثرياء المنعمون إلا من أنفق ماله بيمينه وشماله وبين يديه وورائه.
5- الغادر: قال رسول الله: «إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء، فقيل: هذه غدرة فلان ابن فلان» رواه مسلم.
6- الغلول وهو ما يؤخذ من الغنيمة خفية، وغاصب الأرض، وذو الوجهين المتلون قال عليه السلام: «تجدون شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه» مشكاة المصابيح 2 / 478
7- الحاكم الذي يحتجب عن رعيته، والذي يسأل وعنده ما يغنيه، والذي يبصق تجاه القبلة.
= حال الأتقياء:
أما الأتقياء فلا يفزعهم هذا اليوم ولا يخيفهم ويمر عليهم كصلاة ظهر أو عصر.
قال تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون، لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون، لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون} الأنبياء/ 101-103 (والفزع الأكبر) هو يوم البعث من القبور والحشر.. حيث يناديهم المنادي عند قيامهم {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} يونس/ 62 .
- أثناء عذاب الناس ودنو الشمس على رؤوس الخلائق بمقدار ميل تستظل سبعة أصناف تحت ظل العرش وهم: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل معلق قلبه بالمساجد، والمنفق بالسر، ومن يحول خوف الله بينه وبين الوقوع في فتنة النساء، والمتحابون بجلال الله، والذاكر الله في خلوته فتدمع عيناه. ويضاف إليهم إنظار المعسر.
- قال رسول الله [ «من نَفَّسَ عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة...» مشكاة المصابيح 1 / 71
- قال رسول الله [ «كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسراً تجاوز عنه، لعل الله يتجاوز عنا، قال: فلقي الله فتجاوز عنه» مشكاة المصابيح 2 / 108
- قال رسول الله [ «إن المقسطين عند الله على منابر من نور، عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمه وأهليهم وما ولوا» رواه مسلم.
- قال رسول الله [: «للشهيد عند الله ست خصال... ويأمن من الفزع الأكبر..» مشكاة المصابيح 2 / 258
- قال رسول الله [: «.. ومن مات مرابطاً في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر..» صحيح الجامع الصغير 171/3
- قال رسول الله [: «من كظم غيظاً وهو يقدر أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي الحور العين شاء» مشكاة المصابيح 3 / 631
- قال رسول الله [: «من أعتق رقبة مسلم فهو فداؤه من النار» رواه أحمد
- قال رسول الله [: «المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة» رواه مسلم
- قال رسول الله [: «من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة» صحيح الجامع الصغير 5 / 304
- قال رسول الله [: «إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء» رواه البخاري
= أما الكافر فلا تنفعه أعماله وإن كان فيها خير من صدقة وصلة رحم وإنفاق في الخيرات. فقد وصف الله تعالى أعمالهم بقوله: {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب} النور / 39 . فهذه الأعمال يظن الكافر أنها تغني عنه شيئاً يوم الدين ولكنها لا وزن لها ولا قيمة لأنها قامت على غير أساس «ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين».> الشفاعة
الشفاعة وهي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة
= أنواع الشفاعة:
1- خاصة بالنبي [ وهي الشفاعة العظمى في أهل الموقف يوم الحشر. حتى يرفع الله العذاب عن الناس ويحاسبهم.
2- عامة: وهي فيمن دخل من المؤمنين إلى النار ليخرجوا منها وهي للنبي وغيره من الأنبياء والملائكة والمؤمنين ويشترط لهذه شرطان: (إذن الله في الشفاعة) {ومن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} البقرة / 255 (ورضاه عن الشافع والمشفوع) {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} الأنبياء / 28
1- الشفاعة العظمى:
وفي رواية قتادة عن أنس قال: قال رسول الله [: «يجمع الله الناس يوم القيامة، فيهتمون لذلك - وفي رواية: فيهمون لذلك - فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، حتى يريحنا من مكاننا هذا؟ قال: فيأتون آدم، فيقولون: أنت آدم أبو الخلق، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لست هناكم (أي بغيتكم)، فيذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي ربه منها، ولكن ائتوا نوحاً أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض. قال: فيأتون نوحاً، فيقول: لست هناكم، فيذكر خطيئته التي أصاب. فيستحي ربه منها، ولكن ائتوا ابراهيم الذي اتخذه الله خليلاً، فيأتون إبراهيم، فيقول: لست هناكم، وذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي ربه منها، ولكن ائتوا موسى الذي كله الله وأعطاه التوراة. قال: فيأتون موسى، فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي ربه منها، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته، فيأتون عيسى روح الله وكلمته، فيقول: لست هناكم، ولكن ائتوا محمداً، عبداً غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال رسول الله [: فيأتونني: فأستأذن على ربي، فيؤذن لي، فإذا أنا رأيته وقعت ساجداً فيدعني ما شاء الله، فيقال: يا محمد، ارفع، قل يسمع، سل تعطه، اشفع تُشفع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ربي، ثم أشفع، فيحد لي حداً، فأخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجداً، فيدعني ما شاء الله، فيقال: يا محمد، ارفع، قل يسمع، سل تعطه، اشفع تُشفع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ربي، ثم أشفع، فيحد لي حداً، فأخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة...» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي حديث ابن عباس من رواية عبدالله بن الحارث عنه عن أحمد.. فيقول الله عز وجل: يا محمد ما تريد أن أصنع في أمتك؟ فأقول: يا رب عجّل حسابهم...».> الحساب
= والمراد بالحساب أن الله تعالى يوقف عباده بين يديه ويعرّفهم بأعمالهم التي عملوها وأقوالهم التي قالوها وما كانوا عليه في حياتهم الدنيا من إيمان وكفر واستقامة وانحراف.
= الأمم تجثوا على الركب عندما يدعى الناس للحساب {وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون} الجاثية / 27
= قال الله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور} البقرة / 210 وهو مجيء الله تعالى ومجيء الملائكة، فهو موقف جليل
تابع ..