تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خطط مستقبلك ؟



milosin
06-06-2005, 11:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ماهو خططنا للمستقبل؟ وما هو المستقبل الحقيقي الذي نطمع إلى بنائه؟ اطلع على هذا الموضوع وستعرف حقيقة مستقبلك .. الموضوع للدكتور المتميز جاسم المطوع ..

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد .. وبعد..
إن معرفة العبد لمستقبله الحقيقي أمر مفروض عليه، وذلك حتى يستعد له ويتهيأ، وإن الناس يخططون لدنياهم ومستقبلهم. وهي لا تعادل ساعة من نهار إذا ما قورنت بالحياة الحقيقية والمستقبل الحقيقي، فلهذا ينبغي للمؤمن الذكي أن يخطط للدنيا والآخرة، ولهذا قال رجل لسفيان الثوري - رحمه الله - أوصني. فقال سفيان: اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها، واعمل للآخرة بقدر دوامك فيها والسلام» وفيات الأعيان لابن خلكان جـ 2 / 287 .


فهذا هو منهج سلفنا - رضي الله عنهم - في التخطيط والاستعداد..
ولقد حرصت في البحث على البساطة في الطرح دون تطويل حتى لا يمل القارئ، ويسهل عليه الحفظ، كما أنني أستقيت الفوائد من النصوص الصحيحة من الكتاب والسنة، ويمكن للقارئ إذا أراد الزيادة أن يرجع إلى ذات المراجع المدونة في الصفحة الأولى من البحث، كما أنني اجتهدت في بيان المواقف الأخروية من خلال الرسم الهندسي ليتمكن القارئ من فهمها واستيعابها والتفكير فيها، وهذه من خير العبادات كما قال كعب: «من أراد أن يبلغ شرف الآخرة فليكثرالتفكر.. يكن عالماً» العظمة للأصبهاني / 51 . وقال الحسن رحمه الله «تفكر ساعة خير من قيام ليلة» مفتاح دار السعادة جـ 1 / 297 . وإننا نسأل الله تعالى أن يرزقنا التفكر في أهوال الآخرة وأن نتخيل أنفسنا ونحن ننتقل من محطة لأخرى مبتدئين بالدنيا ومنتهين بالجنة فنكون من أهل هذا الهم.
ولهذا أوصى المحاسبي تلميذه فقال له: «زُر القبر بهمك وجُل في الحشر بقلبك» رسالة المسترشدين / 73 .
فنسأل الله أن نكون من أهل الآخرة، ومن يخططون لها، ويوفقون للعمل والحرث لها.
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه
وإن بناها بشر خاب بانيها
النفس ترغب في الدنيا وقد علمت
أن الزهادة فيها ترك ما فيها
فاغرس أصول التقى ما دمت مجتهداً
واعلم بأنك بعد الموت لاقيها
والحمد لله رب العالمين
يمر الإنسان في محطات كثيرة في حياته وبعد مماته ، ونريد من خلال هذا البحث التعرف على تلك المحطات ابتداءا من المحطة الأولي وهي الدنيا وانتهاء بالنار والجنة بشكل مختصر وبسيط ، ولنتجاوز الدنيا وننتقل منها إلي محطة القبر .> القبر
قال تعالى: {إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون..} الأنعام / 93
- يعذب في القبر الكافر والمنافق والمؤمن.. وأما نعيم القبر فهو للمؤمن فقط.
- يعذب المؤمن في قبره على جهله بالله وإضاعة أمره وارتكاب معاصيه، والقبر إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران.
وقد ذكر النبي [ بعض المعاصي التي يعذب بها الميت في قبره ومنها:
1- عدم التنزه من البول. فيكون على نجاسة بعد قضاء حاجته.
2- النميمة (يفسد بين اثنين بالكذب).
3- الغلول (ما أخذه من الغنيمة من غير وجه حق).
4- الكذب (يشرشر شدقه حتى يبلغ قفاه).
5- هجر القرآن (يضرب رأسه بالحجارة).
6- الزنا (يعذب بالتنور ويتوقد من تحته النار).
7- الربا (يسبح بنهر الدم ويلقم الحجارة).
8- الدين (يحبس بدينه عن الجنة).
= المنجيات من عذاب القبر:
1- (الصلاة والصيام والزكاة وفعل الخيرات من الصدق والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس).
2- الاستعانة بالله من عذاب القبر.
= المعصومون من عذاب القبر:
1- الشهيد (يجار من عذاب القبر).
2- المرابط (ويأمن فتنة القبر إن مات مرابطاً في سبيل الله).
3- الذي يموت يوم الجمعة. قال رسول الله [: « ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر». رواه أحمد والترمذي.
4- الذي يموت بداء البطن. قال رسول الله [: «.. من يقتله بطنه فلن يعذب في قبره» أخرجه النسائي والترمذي وحسنه.> النفخ في الصور
النفخ معروف، والصور هو قرن عظيم التقمه إسرافيل ينتظر متى يؤمر بالنفخ فيه.
= عدد النفخات:
1- نفخة الفزع: يفزع الناس ويصعقون إلا من شاء الله {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله..» الزمر / 68 .
2- نفخة البعث: يقوم الناس من قبورهم {ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث (القبور) إلى ربهم ينسلون} يس / 51 .
= كيف تنعمون؟
قال رسول الله [: «كيف أنعم، وقد التقم صاحب القرن القرن، وحنى جبهته، وأصغى سمعه، ينتظر أن يُؤمر أن ينفخ فينفخ، قال المسلمون: فكيف نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، توكلنا على الله ربنا» سلسلة الأحاديث الصحيحة 66/ 3
وعن أبي هريرة ] قال: قال رسول الله [: «إن طَرْفَ صاحب الصُّورِ منذ وُكّل به مستعد ينظر نحو العرش، مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إلى طرفه، كأن عينيه كوكبان» قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي سلسلة الأحاديث الصحيحة 65/3
= متى ينفخ بالصور؟
«يوم الجمعة» لقوله عليه الصلاة والسلام «ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة» مشكاة المصابيح 427/1 .
وفي حديث آخر أخبر النبي [ أن الساعة تقوم يوم الجمعة، وفيها يبعث العباد أيضاً، فعن أوس بن أوس قال: قال رسول لله [: «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ» رواه أبود داود والنسائي وابن ماجه والبيهقي في الدعوات الكبير.
= كم بين النفختين؟
عن أبي هريرة ] عن النبي [ قال: «ما بين النفختين أربعون» قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يوماً؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون شهراً؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون سنة؟ قالت: أبيت» رواه البخاري.
= المطر قبل النفخة الثانية:
قال عليه الصلاة والسلام «... ثم يرسل الله مطراً كأنه الطل أو الظل فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون» رواه مسلم.> البعث
البعث : هو إحياء الأموات يوم القيامة
= قال تعالى: {يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا، أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد» المجادلة / 6 .
= قال عليه الصلاة والسلام: «يبعث كل عبد على ما مات عليه» رواه مسلم.
= خواص الإنسان يوم البعث:
- إن الإنسان يُخلق خلقاً جديداً وفيه خصائص جديد، فمثلاً لا يموت مهما أصيب أو عذب، وينظر إلى الملائكة والجن.
= أول من تنشق عنه الأرض:
- قال عليه الصلاة والسلام «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر..» رواه مسلم.
- قال عليه السلام: «... لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق، أو كان ممن استثنى الله عز وجل» رواه البخاري.
= صفة البعث:
- يبعث الناس من قبورهم عراة حفاة غير مختونين (أي غير متطهرين) قال تعالى: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين} الأنبياء / 104 .
- يبعث المحرم ملبياً، ويبعث الشهيد جرحه يثعب دماً، اللون لون الدم والريح ريح المسك.
- يستحب أن يلقن الميت الشهادة حتى يبعث عليها فيكون من أهل الجنة.
= نمو الإنسان:
والإنسان يتكون في اليوم الآخر من عظم صغير اسمه «عجب الذنب» (والعجب آخر كل شيء) عندما يصيبه الماء ينمو كما قال عليه الصلاة والسلام «... ثم ينزل من السماء ماء، فينبتون كما ينبت البقل، وليس في الإنسان شيء إلا بلي إلا عظم واحد، وهو عجب الذنب منه يركب الخلق يوم القيامة» رواه مسلم.
= أجساد الأنبياء لا تبلى:
قال عليه الصلاة والسلام: «إن الله حَرَّمَ على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» رواه البخاري.> الحشر
الحشر: هو جمع الخلائق يوم القيامة لحسابهم والقضاء بينهم
= أرض المحشر:
قال الله تعالى: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار} إبراهيم / 48 . وأخبرنا عليه الصلاة والسلام عن شكل الأرض فقال: «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء (خالصة البياض) كقرصة النقي (الدقيق النقي) ليس فيها مَعْلَم لأحد (أي علامة كجبل أو صخرة..» رواه البخاري.
= حال الناس في هذا اليوم:
قال الله تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى...} الحج / 21 وقال تعالى: {قلوب يومئذ واجفة، أبصارها خاشعة} النازعات / 8 - 9
قال تعالى: {فإذا جاءت الصاخة، يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه...} عبس / 33-37
= مدة اليوم وطوله:
{تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة..} المعارج / 4
ولطول هذا اليوم يظن الناس أنهم لبثوا في الدنيا ساعة {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار} يونس / 45
{ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة} الروم / 55
= وصف الله لهذا اليوم:
{إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً} الدهر أو (الإنسان) / 27
{فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون}. المؤمنين / 101
«ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون، ليوم عظيم، يقوم الناس لرب العالمين» المطففين / 4-6
= قبض الأرض وطي السماء: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} الزمر / 67 . قال رسول الله: «يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟...» مشكاة المصابيح 3 / 53
= دك الأرض: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة، وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة..} الحاقة 13-14
= نسف الجبال: {ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا، فيذرها قاعاً صفصفاً، لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً» طه / 105-107
= تفجير البحار: {وإذا البحار فجرت} الانفطار / 3
= انشقاق السماء: {يوم تمور السماء موراً} الطور / 9 {فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان» الرحمن / 37
= تكوير الشمس: {إذا الشمس كورت} التكوير / 1 أي تجمعت وذهب ضوؤها
= تساقط الكواكب: {وإذا الكواكب انتثرت} الانفطار / 3
= خسوف القمر: {فإذا برق البصر، وخسف القمر} القيامة / 7-8
= دنو الشمس:
تدنو الشمس في ذلك اليوم إلى رؤوس الخلائق بمقدار ميل قال رسول الله [: «فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، منهم من يلجمه العرق إلجاماً، وأشار النبي بيده إلى فيه» رواه مسلم. ولولا أنهم مخلوقون خلقاً غير قابل للفناء لانصهروا وذابوا.
= التخاصم: يتخاصم في هذا اليوم الضعفاء والمتكبرون، ويتخاصم الكافر مع قرينه وشيطانه وأعضائه، ويلعن بعضهم بعضاً، ويعض الظالم على يديه ويقول يا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً وصديقاً، ويتمنى لو اتبع الرسول [ في ذلك اليوم وكان من أمته وأصحابه ومحبيه.
= خطبة إبليس:
في هذا اليوم يخطب إبليس قائلاً: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم} إبراهيم / 22
= حال الكافر:
قال تعالى: {يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيهü وصاحبته وأخيهü وفصيلته التي تؤويهü ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيهü..» المعارج / 11-14 وذلك عندما تسحب جهنم بسبعين ألف زمام على كل زمام (أي حبل) سبعين ألف ملك. فيراها الكافر ويود لو أنه يفتدي نفسه من هذا العذاب الأليم.
فيكون حال الكفار في ذلة وحسرة {يقول الكافرون هذا يوم عسر} القمر / 8 فيتمنى الموت والإهانة {ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً} النبأ / 40 .
= حال عصاة المؤمنين:
ورد في النصوص بعض الذنوب التي يعذب بها المؤمن في هذا اليوم وهي:
1- الذين لا يؤدون زكاتهم يمثل له ماله ثعباناً له نقطتان سوداوان في عينه فيطوق عنقه، ويجعل ماله صفائح من نار ثم يعذب به.
2- المتكبرون: قال عليه الصلاة والسلام «يحشر المتكبرون أمثال الذر (صغار النمل) يوم القيامة، في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان) مشكاة المصابيح 2 / 635
3- ذنوب لا يكلم الله أصحابها ولا يزكيهم (الذين يكتمون ما أنزل الله/ الذين يحلفون بأيمان كاذبة لكسب دنيوي/ المنان/ رجل بايع إماما فإن أعطاه وفى وإن لم يعطه لم يف/ رجل منع ابن السبيل فضل ماء/ الشيخ الزاني/ الملك الكذاب/ الفقير المتكبر/ العاق لوالديه/ المرأة المتشبهة بالرجال/ الديوث (وهو الذي يرى السوء بأهله ويسكت عنه)/ من أتى امرأته في دبرها/ من جر ثوبه خيلاء).
4- الأثرياء المنعمون إلا من أنفق ماله بيمينه وشماله وبين يديه وورائه.
5- الغادر: قال رسول الله: «إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء، فقيل: هذه غدرة فلان ابن فلان» رواه مسلم.
6- الغلول وهو ما يؤخذ من الغنيمة خفية، وغاصب الأرض، وذو الوجهين المتلون قال عليه السلام: «تجدون شر الناس يوم القيامة ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه» مشكاة المصابيح 2 / 478
7- الحاكم الذي يحتجب عن رعيته، والذي يسأل وعنده ما يغنيه، والذي يبصق تجاه القبلة.
= حال الأتقياء:
أما الأتقياء فلا يفزعهم هذا اليوم ولا يخيفهم ويمر عليهم كصلاة ظهر أو عصر.
قال تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون، لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون، لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون} الأنبياء/ 101-103 (والفزع الأكبر) هو يوم البعث من القبور والحشر.. حيث يناديهم المنادي عند قيامهم {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} يونس/ 62 .
- أثناء عذاب الناس ودنو الشمس على رؤوس الخلائق بمقدار ميل تستظل سبعة أصناف تحت ظل العرش وهم: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل معلق قلبه بالمساجد، والمنفق بالسر، ومن يحول خوف الله بينه وبين الوقوع في فتنة النساء، والمتحابون بجلال الله، والذاكر الله في خلوته فتدمع عيناه. ويضاف إليهم إنظار المعسر.
- قال رسول الله [ «من نَفَّسَ عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة...» مشكاة المصابيح 1 / 71
- قال رسول الله [ «كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسراً تجاوز عنه، لعل الله يتجاوز عنا، قال: فلقي الله فتجاوز عنه» مشكاة المصابيح 2 / 108
- قال رسول الله [ «إن المقسطين عند الله على منابر من نور، عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمه وأهليهم وما ولوا» رواه مسلم.
- قال رسول الله [: «للشهيد عند الله ست خصال... ويأمن من الفزع الأكبر..» مشكاة المصابيح 2 / 258
- قال رسول الله [: «.. ومن مات مرابطاً في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر..» صحيح الجامع الصغير 171/3
- قال رسول الله [: «من كظم غيظاً وهو يقدر أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي الحور العين شاء» مشكاة المصابيح 3 / 631
- قال رسول الله [: «من أعتق رقبة مسلم فهو فداؤه من النار» رواه أحمد
- قال رسول الله [: «المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة» رواه مسلم
- قال رسول الله [: «من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة» صحيح الجامع الصغير 5 / 304
- قال رسول الله [: «إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء» رواه البخاري
= أما الكافر فلا تنفعه أعماله وإن كان فيها خير من صدقة وصلة رحم وإنفاق في الخيرات. فقد وصف الله تعالى أعمالهم بقوله: {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب} النور / 39 . فهذه الأعمال يظن الكافر أنها تغني عنه شيئاً يوم الدين ولكنها لا وزن لها ولا قيمة لأنها قامت على غير أساس «ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين».> الشفاعة
الشفاعة وهي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة
= أنواع الشفاعة:
1- خاصة بالنبي [ وهي الشفاعة العظمى في أهل الموقف يوم الحشر. حتى يرفع الله العذاب عن الناس ويحاسبهم.
2- عامة: وهي فيمن دخل من المؤمنين إلى النار ليخرجوا منها وهي للنبي وغيره من الأنبياء والملائكة والمؤمنين ويشترط لهذه شرطان: (إذن الله في الشفاعة) {ومن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} البقرة / 255 (ورضاه عن الشافع والمشفوع) {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} الأنبياء / 28
1- الشفاعة العظمى:
وفي رواية قتادة عن أنس قال: قال رسول الله [: «يجمع الله الناس يوم القيامة، فيهتمون لذلك - وفي رواية: فيهمون لذلك - فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، حتى يريحنا من مكاننا هذا؟ قال: فيأتون آدم، فيقولون: أنت آدم أبو الخلق، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لست هناكم (أي بغيتكم)، فيذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي ربه منها، ولكن ائتوا نوحاً أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض. قال: فيأتون نوحاً، فيقول: لست هناكم، فيذكر خطيئته التي أصاب. فيستحي ربه منها، ولكن ائتوا ابراهيم الذي اتخذه الله خليلاً، فيأتون إبراهيم، فيقول: لست هناكم، وذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي ربه منها، ولكن ائتوا موسى الذي كله الله وأعطاه التوراة. قال: فيأتون موسى، فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب، فيستحي ربه منها، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته، فيأتون عيسى روح الله وكلمته، فيقول: لست هناكم، ولكن ائتوا محمداً، عبداً غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال رسول الله [: فيأتونني: فأستأذن على ربي، فيؤذن لي، فإذا أنا رأيته وقعت ساجداً فيدعني ما شاء الله، فيقال: يا محمد، ارفع، قل يسمع، سل تعطه، اشفع تُشفع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ربي، ثم أشفع، فيحد لي حداً، فأخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجداً، فيدعني ما شاء الله، فيقال: يا محمد، ارفع، قل يسمع، سل تعطه، اشفع تُشفع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ربي، ثم أشفع، فيحد لي حداً، فأخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة...» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي حديث ابن عباس من رواية عبدالله بن الحارث عنه عن أحمد.. فيقول الله عز وجل: يا محمد ما تريد أن أصنع في أمتك؟ فأقول: يا رب عجّل حسابهم...».> الحساب
= والمراد بالحساب أن الله تعالى يوقف عباده بين يديه ويعرّفهم بأعمالهم التي عملوها وأقوالهم التي قالوها وما كانوا عليه في حياتهم الدنيا من إيمان وكفر واستقامة وانحراف.
= الأمم تجثوا على الركب عندما يدعى الناس للحساب {وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون} الجاثية / 27
= قال الله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور} البقرة / 210 وهو مجيء الله تعالى ومجيء الملائكة، فهو موقف جليل

تابع ..

milosin
06-06-2005, 11:18 PM
التتمه ..

ويؤتى بالعباد الذين عقد الحق محكمته لمحاسبتهم ويقومون صفوفاً للعرض على رب العالمين.... {وعرضوا على ربك صفا} الكهف / 48
= الكفار يحاسبون لتوبيخهم وإقامة الحجة عليهم، {ويوم يناديهم فقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون} القصص / 62 . والكفار يتفاوتون بالعذاب كل على حسب عمله. فالنار درجات بعضها تحت بعض، وكلما كان المرء أشد كفراً كلما كان أشد عذاباً.
= يقيم الله تعالى على الكافرين الشهود {ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه} يونس / 61 فأعظم الشهداء عليهم هو ربهم وخالقهم كما أنه يشهد الناس عليهم وكذلك الأرض والأيام والليالي والمال والملائكة وأعضاء الإنسان كل ذلك من الشهود.
= يسأل الله العباد عما عملوه في دنياهم {فو ربك لنسئلنهم أجمعينü عما كانوا يعملون} الحجر / 92-93 . ويسأل العبد عن أربع: عمره وشبابه ماله وعلمه، ويسأل عن النعيم الذي تمتع به {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} التكاثر / 8 . ويسأل عن العهود والسمع والبصر والفؤاد.
= والمؤمن يخلو الله به فيقرره بذنوبه حتى إذا رأى أنه هلك قال الله له: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، وأما الكافر والمنافق فينادى بهم على رؤوس الخلائق ويحاسبون أمام الناس.
= والحساب عام لجميع الناس إلا من استثناهم النبي وهم سبعون ألفاً منهم عكاشة بن محصن -]- ومن صفاتهم أنهم لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون.
= أول أمة تحاسب أمة محمد عليه الصلاة والسلام فنحن آخر الأمم وأول من نحاسب.
= وأول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الله الصلاة، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء.> تطاير الصحف
= في ختام مشهد الحساب يعطى كل عبد كتابه المشتمل على سجل كامل لأعماله التي عملها في الحياة الدنيا.
= والكتاب هو: الصحيفة التي أحصيت فيها الأعمال التي كتبها الملائكة على العامل {فأما من أوتي كتابه بيمينهü فسوف يحاسب حساباً يسيراًَü وينقلب إلى أهله مسروراًü وأما من أوتي كتابه وراء ظهرهü فسوف يدعو ثبوراًü ويصلى سعيراً} الانشقاق / 7-12 .
= طريقة استلام الكتب:
1- المؤمن: يستلم كتابه بيمينه من أمامه وإذا اطلع عليه سر واستبشر. قال تعالى واصفاً حال المؤمن: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيهü إني ظننت أني ملق حسابيهü فهو في عيشة راضيةü قطوفها دانيةü كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخاليةü} الحاقة / 19-24 .
2- الكافر والمنافق يستلمون كتبهم بشمائلهم من وراء ظهورهم ثم يدعون بالويل والثبور. قال تعالى واصفاً حالهم: {وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيهü ولم أدر ما حسابيهü يا ليتها كانت القاضيةü ما أغنى عني ماليةü هلك عني سلطانيةü خذوه فغلوهü ثم الجحيم صلّوه} الحاقة / 25-31 .
= الموقف الرهيب:
وعن عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي «هل تذكرون أهليكم؟ قال: أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدا:
1- عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل.
2- عند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في شماله أو وراء ظهره.
3- وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم حتى يجوز» رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح على شرطهما.
= عندما يعطى العباد كتبهم يقال لهم: {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} الجاثية / 29 .> الميزان
الميزان: وهو ما يضعه الله يوم القيامة لوزن أعمال العباد {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً} الأنبياء/ 47 والميزان لوزن أعمال العباد ويكون ذلك بعد الحساب والوزن للجزاء فهذا يكون بعد المحاسبة والمحاسبة لتقدير الأعمال.
- وهو ميزان حقيقي له كفتان فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت وهو ميزان دقيق {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين} الأنبياء / 47
- وروى الحاكم عن سلمان عن النبي [ قال: «يوضع الميزان يوم القيامة، فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت، فتقول الملائكة: يا رب لمن يزن هذا؟ فيقول الله تعالى: لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك» سلسلة الأحاديث الصحيحة 656/2
= الأعمال التي تثقل الميزان:
- قال رسول الله [: «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» جامع الأصول/ 4 / 397 (2462)
- الطهو شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السماء والأرض» صحيح الجامع الصغير/ 239 (5843)
- «إن أثقل شيء يوضع في ميزان العبد يوم القيامة خلق حسن وإن الله يبغض الفاحش البذيء» رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح.
= حديث البطاقة:
- روى الترمذي في سننه عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله [ قال: «إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر له تسعة وتسعين سجلاً، كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئاً؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول ألك عذر؟ فيقول: لا يا رب. فيقول الله تعالى: فيقول الله تعالى: «بلى إن لك عندنا حسنة، فإنه لا ظلم اليوم». فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فيقول: أحضر وزنك. فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟! فيقول: فإنك لا تظلم. فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله شيء» جامع الأصول/ 10 / 459 قال المحقق إسناده صحيح.> الحوض
يكرم الله عبده محمداً [ في الموقف العظيم بإعطائه حوضاً واسع الأرجاء
= صفة الحوض:
- ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل.
- وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء.
- يأتيه هذا الماء من نهر الكوثر الذي أعطاه الله لرسوله في الجنة.
- ترد عليه أمة محمد عليه الصلاة والسلام من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً.
- طوله شهر وعرضه شهر وزواياه سواء.
- ولكل نبي حوض ولكن حوض النبي عليه الصلاة والسلام أكبرها وأعظمها وأكثرها لقوله عليه الصلاة والسلام: «إن لكل نبي حوضاً وإنهم ليتباهون أيهم أكثر وارده وإني لأرجو أن أكون أكثرهم وارده» رواه الترمذي.
- وإن بعض أمة محمد عليه الصلاة والسلام ليردون على الحوض فيمنعون فيقول عليه السلام: «فأقول: أي رب: أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك». رواه البخاري ومسلم
- عن أبي هريرة -]- قال: قال رسول الله [: «إن حوضي أبعد من أيلة (مدينة العقبة بالأردن) من عدن لهو أشد بياضاً من الثلج، وأحلى من العسل باللبن، ولآنيته أكثر من عدد النجوم، واني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه». قالوا: «يا رسول الله! أتعرفنا يومئذ؟! قال: «نعم لكم سيماء (علامة) ليست لأحد من الأمم، تردون علي غراً محجلين من أثر الوضوء» رواه مسلم.
وفي رواية أخرى لمسلم عن أن قال: «ترى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء».> امتحان المؤمنين
- وفي آخر يوم من أيام الحشر، يحشر العباد ويساقون إما إلى الجنة وإما إلى النار، فأما الكفار فكل أمة منهم تتبع الإله الذي كانت تعبده فالذين يعبدون الشمس يتبعونها، فيحشر الكفار إلى النار كقطعان الماشية جماعات جماعات {وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً} الزمر/ 71 . أو يحشرون على وجوهم {الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم} الفرقان/ 34 . ولا يبقى إلا المؤمنون، المنافقون فيأتيهم ربهم فيقول لهم ما تنتظرون؟ فيقولون، ننتظر ربنا، فيعرفونه بساقه عندما يكشفها فيخرون سجداً إلا المنافقين فلا يستطيعون {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} القلم/ 42 .
ثم يتبع المؤمنون ربهم وينصب لهم الصراط ويعطى المؤمنون أنوارهم ويسيرون على الصراط ويطفأ نور المنافقين.
- روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي هريرة أن الرسول [ قال في إجابته عندما سألوه عن رؤيتهم لله: «هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال فإنكم ترونه يوم القيامة، كذلك يجمع الله الناس، فيقول: من كان بعيد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه، ويضرب جسر، قال رسول الله [: «فأكون أول من يجيز ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلِّم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان، أما رأيتم شوك السعدان؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس بأعمالهم الموبوق بعمله، ومنهم المخردل، ثم ينجو....».> الصراط
الصراط: وهو الجسر الممدود على جهنم ليعبر عليه إلى الجنة {وإن منكم إلا واردها} مريم/ 71
صفته:
- سئل النبي عليه الصلاة والسلام عنه فقال: مدحضة مزلة عليها خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقباء تكون بنجد يقال لها السعدان» رواه البخاري
- وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد قال بلغني أنه أدق من الشعرة وأحد من السيف.
- ويمر عليه المؤمنون والمنافقون فقط بعدما يلقى الكفار بالنار.
= والورود نوعان:
1- ورود الكفار على النار وهذا ورود دخول قال تعالى: {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود} هود/ 98
2- ورود المؤمنين الموحدين وهذا ورود أي مرور على الصراط على قدر أعمالهم «فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في جهنم» متفق عليه.
- أول من يعبر الصراط من الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام، ومن الأمم أمته، لقوله: «فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعاء الرسل يومئذ اللهم سلم سلم» رواه البخاري.
- ينجي الله المتقين من الصراط لقوله تعالى: {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً} مريم/ 72
يقول شارح الطحاوية: «وفي هذا الموضع يفترق المنافقون عن المؤمنين، ويتخلفون عنهم، ويسبقهم المؤمنون، ويحال بينهم بسور يمنعهم من الوصول إليهم. روي البيهقي بسنده عن مسروق، عن عبدالله، قال: «يجمع الله الناس يوم القيامة» إلى أن قال: «فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه، ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك، ومنهم من يعطى مثل النخلة بيمينه، ومنهم من يعطى دون ذلك بيمينه، حتى يكون آخر من يعطى نوره في إبهام قدمه، يضيء مرة ويطفأ أخرى، إذا أضاء قدم قدمه، وإذا أطفأ قام، قال: فيمر ويمرون على الصراط، والصراط كحد السيف دحض مزلة، ويقال لهم: امضوا على قدر نوركم، فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالطرف، ومنهم من يمر كشد الرجل، يرمل رملاً على قدر أعمالهم، حتى يمر الذي نوره على إبهام قدمه، تخر يد، وتعلق يد، وتخر رجل وتعلق رجل، وتصيب جوانبه النار، فيخلصون فإذا خلصوا، قالوا: الحمد لله الذي نجانا منك، بعد أن أراناك، لقد أعطانا ما لم يعط أحد».
وقد حدثنا الحق تبارك وتعالى عن مشهد مرور المؤمنين على الصراط، فقال: «يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم (12) يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب (13) ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور (14) فاليوم لا يؤخذ فدية ولامن الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير} سورة الحديد من الآية 12 - 14> النار
ويدخل الكافرون النار وأما المؤمنون وفيهم المنافقون فيتوجهون إلى الصراط
= أبوابها:
لها سبعة أبواب وإن نارنا في الدنيا جزء من سبعين جزءاً من حر جهنم.
= صفات أهل النار
ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاث أيام للراكب السريع، وضرسه مثل جبل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث.
= شرابهم وطعامهم:
الماء الحار شرابهم، يصب على رؤوسهم فينفذ حتى يخلص إلى جوفه ويمرق من قدميه ثم يعاد كما كان، ولو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم، وطعامهم الغسلين، وهو ما سال من جلود أهل النار من القيح والصديد وهو ما يسيل من لحم الكافر.
= أهون المعذبين:
أهون أهل النار عذاباً من توضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه.
= قعرها:
لو أن حجراً ألق في جهنم يهوي بها سبعين سنة لا يصل إلى قعرها.
= وقود النار:
الناس وهم الكفرة والمشركون والحجارة هم وقود النار وقال ابن مسعود في حجارة من كبريت.
= شدة حرها:
فهواؤها السموم وهو الريح الحارة، وظلها اليحموم وهو قطع من الدخان، وماؤها الحميم. وإنها تكل لا تُبقي ولا تَذر. تحرق الجلود وتصل إلى العظام وتطلع على الأفئدة.
= كلامها:
إذا رأوها من بعيد يسمعون لها تغيظا وزفيراً وتنادي ثلاثة أصناف: الجبار العنيد، وكل من دعا مع الله إلهاً آخر، والمصورين.
= كثرة أهلها:
من يدخل النار أكثر ممن يدخل الجنة {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} يوسف/ 103
= لباسهم:
تفصل لهم ملابس من النار.
= أنواع العذاب:
إنضاج الجلود، والصهر وهو صب الحميم على رؤوسهم، واللفح فيكون على وجوههم، والسحب سحب الكفار على وجوههم، وتسويد الوجوه، وإحاطة النار بهم، واطلاعها على الأفئدة، واندلاق الأمعاء فيها ويقيدون بالسلال والأغلال والمطارف وقرن معبوداتهم وشياطينهم معهم.> القنطرة
= روى البخاري عن أبي سعيد الخدري ] قال: قال رسول الله [: «يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا ذهبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا».
فيحبس أهل الجنة بعدما يجوزون الصراط حتى يؤخذ لبعضهم من بعض ظلاماتهم في الدنيا ويدخلون الجنة وليس في قلوب بعضهم على بعض غل. قال الله تعالى: {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين} الحجر/ 47
= عن أبي هريرة ] قال: «من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يُؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه. رواه البخاري.
= أخرج الحاكم وأحمد من حديث جابر بن عبدالله بن أنيس رفعه «لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده مظلمة حتى أقصه منه، حتى اللطمة، قلنا يا رسول الله كيف وإنما نُحشر عراة؟ قال بالسيئات والحسنات» فتح الباري جـ1 / 397 .> الجنة
= بناؤها:
لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران ومن صلى في اليوم اثنتي عشرة ركعت بني له بيت في الجنة.
= أبوابها:
فيها ثمانية أبواب وفيها باب اسمه الريان لا يدخله إلا الصائمون وعرض الباب مسيرة الراكب السريع ثلاثة أيام ويأتي عليه يوم يزدحم الناس فيه.
= درجاتها:
فيها مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها، ومنها تفجر أنهار الجنة ومن فوقها عرش الرحمن.
= أنهارها:
فيها نهر من عسل مصفى، ونهر من لبن، ونهر من خمرة لذة للشارين، ونهر من ماء، وفيها نهر الكوثر للنبي محمد عليه الصلاة والسلام أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر - أي الجمل.
= أشجارها:
إن فيها شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها وإن أشجارها دائمة العطاء قريبة دانية مذللة.
= خيامها:
فيها خيمة مجوفة من اللؤلؤ عرضها ستون ميلاً في كل زاوية فيها أهل يطوف عليهم المؤمن.
= أهل الجنة:
أهل الجنة جرد مرد مكحلين لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم وأول زمرة يدخلون على صورة القمر ليلة البدر لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومباخرهم من البخور.
= نساء أهل الجنة:
لو أن امرأة من نساء الجنة طلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا ويرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها.
= أول من يدخل الجنة:
نبينا محمد [ وأبو بكر الصديق، وأول ثلاثة يدخلون الشهيد، وعفيف متعفف، وعبد أحسن عبادة الله ونصح مواليه.
= نعيم آخر أهل الجنة:
يقال له تمنَّ فعندما يتمنى يقال له لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا.
= سادة أهل الجنة:
سيدا الكهول أبو بكر وعمر، وسيدا الشباب الحسن والحسين، وسيدات نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد [، ومريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.
= خدم أهل الجنة:
ولدان مخلدون لا تزيد أعمارهم عن تلك السن إذا رأيتهم كأنهم اللؤلؤ المنثور ينتشرون في قضاء حوائج السادة.
= النظر في وجه الله تعالى:
من أعظم النعيم لأهل الجنة رؤية الرب عز وجل {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} القيامة/ 22-23 .> الخلود
= قال الله تعالى: {وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض، إلا ما شاء ربك، عطاء غير مجذوذ} هود/ 108 . أي غير مقطوع.
= قال رسول الله [: «إذا أدخل الله أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، أتى بالموت: فيوقف على السور، الذي بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة، فيطلعون خائفين، ثم يقال: يا أهل النار، فيطلعون مستبشرين يرجون الشفاعة، فيقال لأهل الجنة وأهل النار: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: قد عرفناه، وهو الموت وكل بناء، فيضجع فيذبح على السور بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود لا موت، ويا أهل النار خلود لا موت» رواه مسلم.> خاتمة
أخي القارئ.. أختي القارئة..
وبعد هذه الجولة الإيمانية في مراحل الإنسان وسياحته الأخروية نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يثبتنا على الإسلام، وألا يجعلنا من الأشقياء المحرومين، وأن نكون من الصنف الذي أذهب الله عنهم الحزن يوم القيامة، {وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور، الذي أحلنا دار المقامة من فضله، لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب» فاطر/ 34-35
كما نسأله تبارك تعالى أن يجعل همنا هم الآخرة فقد قال ابن القيم الجوزية رحمه الله في كتابه الفوائد: «إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمّل الله سبحانه حوائجه كلها وحمل عنه كل ما أهمه وفرغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره وجوارحه لطاعته.
وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكله إلى نفسه فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق ولسانه عن ذكره بذكرهم وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم فهو يكدح كدح الوحوش.
قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين} الزخرف/ 36
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
من مراجع البحث
1- مجموعة الدكتور عمر الأشقر «اليوم الآخر» الجزء الأول والثاني والثالث.
2- الإيمان باليوم الآخر وبالقضاء والقدر لأحمد عز الدين البيانوني.
3- شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد لمحمد صالح العثيمين.
الدنيا
ملاحظة : طبع هذا الكتاب أكثر من نصف مليون نسخة وبأكثر من لغة وهذا من فضل الله .

اتمنى ان الموضوع افادكم إنشاء الله .. استودعكم الله :ciao:

سهم الاسلام
06-06-2005, 11:52 PM
شكراً لك ,,

بارك الله فيك ,, موضوع مهم
و الله يحفط الأستاذ جاسم المطوع

سلامات

milosin
07-06-2005, 07:29 PM
العفو أخوي وشاكرين مرورك .. الله يحفظنا اجمعين ..