نجود
07-06-2005, 07:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه المقالة كتبت بقلم نجود للقسم الاسلامي بالمنتدى تقديرا واحتراما لمشرفيها وروادها
نتكلم عن اليونان تحديدا عندما قام مثقفوها في ذلك التاريخ في البحث عن ماهية الاشياء المادية والروحيةوبدا الكثير منهم في البحث والتقصي حتى تجاوزا العقل .. وبدأ افلاطون تحديدا لغة ماوراء الطبيعة او ماوراء العقل وذلك تشجيعا لطلبته في البحث عما يخفي عنهم .. وقالوا ان السديم الاعلى يخفي اسرارا وان علينا ان نصل لهذه الاسرار عن طريق فتح مدارك العقل وتنشيطه كي ينتقل الى مرحلة الهلامية الكاملة فينطلق في استنتاجات نأخذ اصلحها للمنطق .. وقالوا ان كانت هذه الغيبيات مخفية عن عقولنا فان هناك شيئا فينا يريد بحثه واكيد ان هذا الشي هو خارج نطاق العقل وان علينا ان نطلق سراحه ثم جاءت بعدها العديد من المذاهب الفلسفية التي لم تختلف بشيء عن هذا الاطار ولكن عندما استبدت الكنيسة وبدأ البابا يتحيز لطبقة النبلاء والاقطاعيين واصبح المواطن او الفرد في هذا المجتمع لاقيمة له وانما هو مجرد عبد في دولة البابا .. اصبح هناك همهة في الخروج من هذا السجن .. ولم يجدوا افضل واحسن من الفلسفة اليونانية .. وانطلقوا بها انطلاق الصاروخ ولم تستطع الكنيسة ان تقف بوجه هذا المد الذي غذته اليهودية .. فأخذوا يتسائلون من هو الله سبحانه .. ولم خلق الجنة والنار .. وماالذي يستفيده رب العالمين من تعذيب الناس في النار اذا كفروا او وضعهم في الجنة ان امنوا به ثم لم يعذبهم وهو الذي يستطيع ان يهديهم جميعا ولم يعذب ناس هو يعلم مسبقا انهم في النار .. وامتدت هذه الاسئلة كالنار في الهشيم ..وبدأت الاسئلة تزداد احراجا للكنيسة واخذوا يشككون في الباباويه وفي الكنيسة وبدأت مذاهب اخرى تطل برأسها بقوة ينادون في المادية وان هذا الكون تشكل لوحده وانه لا وجود اساسا لله سبحانه وان الدين هو افيون للشعوب وان الانسان الاول هو الذي ابتدعه من خيالاته كي يشعر بالامان والاستقرار .. وبسبب هذه الثورة الفكرية انهارت دولة البابا السلطوية وبدأ في الغرب تظهر علامات المادية في كل شيء حيث حرروا المرأة وادمجوها في مجتمع الرجال وبدأت الصناعات تنهض بشكل قوي بعد ان كانت الكنيسة تعارضها .. واليوم وفي عصرنا الحاضر لازال شبح الكنيسة يسطير على اصحاب المصانع واصحاب النهضة ولا يمكنهم ان يعلنوا الايمان الكامل الصريح لله سبحانه خوفا من يأتي لهم البابا ويقول لهم حسنا انا خليفة الله في ارضه ثم يصدر قراراته التي لا يريدونها لكن المشكلة ليست هنا .. نعم المشكلة ان هذه الافكار وهذه المذاهب انتقلت من الغرب الى دولة العرب والاسلام كون ان الكثير من العرب هم من المسيحين .. وبدأ بعض المسلمين اما جهلا وبحسن نية او عن قصد واصرار يعتنقون هذه المذاهب واخذوا يتسائلون كما تسائل سلفهم هل الله ظالم .. هل الله موجود .. هل وهل وهل .. وهي نفس اسئلة الثورة الفكرية التي فجرها الغرب في وجه الكنيسة .. ولكن نسأل هل الاسلام كان يعارض العلم .. هل كان ضد فكرة التصنيع وبناء الحضارات الجواب بالتأكيد سيكون لا .. لان الاسلام حث على التعلم وحث على القراءة والكتابة وتلقي العلوم والتعرف على الشعوب واخذ منهم المفيد من العلوم .. كما اصبح العلم اليوم يظهر بشكل واضح ادلة على وحدانية الله سبحانه وتفرده بالملك والجلال سبحانه وتعالى ..
ومن ضمن الصرعات التي خرجت علينا في الغرب او في بعض الدول العربية اضافة لمحنة الفكر الضال ان اوجدوا شيئا وهو الشيطان ذاته .. وعبدوه صراحة لانهم احسوا بانه مظلو م .. ولهم في ذلك طقوس وهذيان .. الا انني لن اتطرق لهذا الموضوع ولكني سأتكلم عن الشيطان بصفته المطلقة وماكتب عنه في الغرب من تعاطف وانه لم يذنب ذنبا كبيرا حتى يطرد بهذه الطريقة وبيعد عن رحمة الله سبحانه ..
وبصراحة من يكتب هذا الكلام لا نلومه لانه لا يعرف الحقيقة التي قررها كتاب الله سبحانه في الشيطان .. واذا قرأها لن يفهمها الا اذا كان مؤمنا صادقا يريد المعرفة ويريد طريق الله سبحانه .. لقوله جل وعلا :
(( ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاؤوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين ))
وقوله سبحانه :
(( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ))
وقوله سبحانه :
(( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا ))
اما سبب عدم لومنا له فلانه يستقصى المعرفة من كتبهم الضالة والمحرفة ويستقصي معرفته من الموروثات المعرفية الموغل بالقدم والتي اغلبها من الخرافات .. ولكن بالنسبة لنا فنحن نستقصى حقيقة الشيطان من كتاب الله سبحانه الذي لا يأتي الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. هذه مقدمة اما عن الشيطان ..
فان ماقام به من عمل يعد خرقا عظيما للمكان الذي هو فيه .. فهو مكان طاهر مقدس يقترب من حضرة رب العالمين وبالتالي فان يجب من يكون بداخل هذا المكان على قدر هيبته وحرمته .. ولكن الذي حصل ان الشيطان خرق هذه الشيء ثلاث مرات
الاولى والثانية انه امتنع من السجود وداخله الكبر لقوله سبحانه
(( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ))
انظروا للخرق امتنع عن السجود واستكبر في حضرة رب العالمين .. ولاحظوا هنا شيء مهم جدا وجدا .. الان ابليس يتخاطب مع الله سبحانه فكيف يكون من الكافرين .. هنا الكفر تعني التغطية كما ذكرت سابقا ولا تعني نفي وجود الله سبحانه .. اذن هنا مخالفتين في مكان عظيم جدا
اما الثالثة
فهي انه يعلم ان هذا المكان مقدس لقوله سبحانه ( وكان من الكافرين ) ولكنه غطىّ هذه المعرفة وتجاهلها .. فاصبحت المخالفة ثلاثة واين في اقدس مكان ,, فكيف نعرف ان هذا المكان مقدس وانه قام بعمل مشين ولا يغفر له انظروا معي واقرأو قول الله سبحانه :
(( قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين ))
لاحظو قولة الله سبحانه (( ان تتكبر فيها )) اي في المكان الذي انت فيه الان ولو كان غير ذلك لقال الله سبحانه (( ان تتكبر )) فقط ... فالمكان اذن مقدس ومن يكلم الله سبحانه مباشرة او عن طريق ملك فهو مقدس
وانظروا عندما قدم موسى عليه السلام الى جبل طوى وعندما ناداه ربه
قال له الحق سبحانه :
(( إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى ))
نعم .. بمجرد ان تكلم الله سبحانه في هذا الجبل اصبح مقدسا .. ويجب على موسى عليه السلام بان يخلع نعليه .. اذن جريمة الشيطان كانت عظيمة وعظيمة جدا .. لانه يعلم هذا المقام ولكن انتبهوا لنقطة مهمة وهي ان الله سبحانه شرح لنا تكبره ولم يغفله ولم يظلمه
في قوله :
(( مامنعك ان تسجد اذ امرتك قال انا خير منه ))
لقد كان الله سبحانه يعلم انه سيقول هذا الكلام ولكنه سأله حتى يقولها بلسانه وتكون دليلا عليه وسندا .. فهل ظلم الله سبحانه الشيطان .. حشى لله سبحانه ان يظلم عبدا من عباده
ثم نقول لهؤلاء المتشككيين من جلدتنا او من الغرب الذي يصدر هذيانه لنا نقول لهم ببساطة مهلا .. لقد سبقكم الاسلام وعلمه عندما اعلن العلماء انهم اكتشفوا امرا عظيما في السديم الاعلى ونشرت مجلاتهم المتخصصة هذا الاكتشاف .. هلل العالم لهذا الانجاز العلمي الهائل حيث وقف عالمهم بيل بريجستون ليعلن انه اليوم تم اكتشاف الثقوب السوداء .. وفسر هذا الاكتشاف انه يعلل اسباب عدم وصول بقايا الانفجار الكوني الهائل للارض . . حيث تعمل هذه الثقوب السوداء على بلع النجوم والكواكب الميتة .. وانها تكنس الفضاء .. وتخلص الكواكب من بقايا من احجار فيها خطورة عظيمة لو انها ارتطمت بها .. وتحول هذه الثقوب كل شي يدخل بها الى ذرات لا ترى بالعين ..
كان هذا الانجازبالنسبة للغرب شي عظيم وعظيم جدا .. لكن
لو قرأوا القران الكريم لعلموا ان محمد عليه الصلاة والسلام وهو الرجل الامي الذي لا يقرأ ولا يكتب ولم يكن في عصره مناظير كما هي موجودة الان .. هذا النبي اخبره الله سبحانه في كتابه عن هذا العلم الذي ظنوا الغرب انهم اكتشفوه
قال الله سبحانه :
(( فلا اقسم بالخنس .. الجواري الكنس ))
الخنس : الشي الميت الساكن
اذن الشي الخانس الساكن الميت هناك جوار له يعني جار قريب منه يكنسه وينظفه .. وهو يتفق مع اكتشافهم الذي شاهدوه عبر مناظيرهم الضخمة تصديقا لقول الله سبحانه
(( سنريهم اياتنا في الافاق ))
فهل يوجد اعظم واكبر من هذا الدليل بان كتاب الله سبحانه منزل من رب العالمين وان محمدا بن عبدالله عليه الصلاة والسلام هو رسول رب العالمين للناس كافة ..
اما الامر الثاني :
فانهم اجتهدوا في تفسير بعض الايات القرانية لاخراج المرأة من فطرتها السليمة حيث اجازوا العمل غير الائق في الزوجة مخالفين الطبيعة التي خلقها الله سبحانه لها في انجاب الولد واعمار الكون بالناس التي امرت في عبادة الله سبحانه وتوحيده .. وقالوا ان لا شي في اتيان الزوجة بطريقة شاذة تعافها النفس السليمة وتنفر منها الفطرة الايمانية .. مدللين في قوله سبحانه
(( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ))
ومع ان هذه الاية الكريمة فسرت في غير معناها حيث ان الله سبحانه لا يأمر بعمل شائن فيه مضرة للنفس البشرية
ولكنهم غيروا معناها الحقيقي لشي في نفوسهم .. والحقيقة ان اتيان الزوجة بهذه الصورة حرام ومخالف لما خلقها الله سبحانه عليه .. والدليل من نفس الاية الكريمة واقرأوا معي بتمعن :
((( نساؤكم حرث )))
اي ارض للزراعة وتعني ان تضع البذرة في مكان صالح للزراعة حتى تنبت
والمكان الذي يأتونه او يحرضّون عليه مكان بور لا يصلح للزراعة ولا السقي ولا النبات ..
اذن هذه الاية تطلب اتيان المرأة من المكان الذي ينبت ويخرج منه النبات
ولماذا اختار رب العالمين هذا المثل
لان النبات اصله بذرة ولكن انظر لهذه البذرة كم تخرج من نباتات
وهو تصديق لقول الحق سبحانه:
(( اتوهن من حيث امركم الله ))
اي من المكان الذي تحرثونه للزراعة والنبت
ثم تكلموا عن الخمر وتكلموا عن الرجم وتكلموا عن حجاب المرأة وهكذا حاولوا بكل مالديهم من فطنة وذكاء ولعب بالالفاظ بان يحرجوا المسلم من عقيدته لالحاقه في ركابهم .. وساهم الكثير للاسف من جلدتنا بهذا العمل اما جهلا او ايمانا بفكرهم الضال .. واقول انتبهوا جيدا لهذه الاقلام .. وتعرفوا على منطقهم
ولا تشاركون ابدا في مقالاتهم التي يريدون بها انحرافا وتشكيكا اما جهلا او علما
أسال الله سبحانه ان يلهمنا طريق الرشاد وان يجنبنا مزالاق الشيطان وان يحفظنا من شرورهم
وافكارهم وانحرفاتهم انه سميع عليم
هذه المقالة كتبت بقلم نجود للقسم الاسلامي بالمنتدى تقديرا واحتراما لمشرفيها وروادها
نتكلم عن اليونان تحديدا عندما قام مثقفوها في ذلك التاريخ في البحث عن ماهية الاشياء المادية والروحيةوبدا الكثير منهم في البحث والتقصي حتى تجاوزا العقل .. وبدأ افلاطون تحديدا لغة ماوراء الطبيعة او ماوراء العقل وذلك تشجيعا لطلبته في البحث عما يخفي عنهم .. وقالوا ان السديم الاعلى يخفي اسرارا وان علينا ان نصل لهذه الاسرار عن طريق فتح مدارك العقل وتنشيطه كي ينتقل الى مرحلة الهلامية الكاملة فينطلق في استنتاجات نأخذ اصلحها للمنطق .. وقالوا ان كانت هذه الغيبيات مخفية عن عقولنا فان هناك شيئا فينا يريد بحثه واكيد ان هذا الشي هو خارج نطاق العقل وان علينا ان نطلق سراحه ثم جاءت بعدها العديد من المذاهب الفلسفية التي لم تختلف بشيء عن هذا الاطار ولكن عندما استبدت الكنيسة وبدأ البابا يتحيز لطبقة النبلاء والاقطاعيين واصبح المواطن او الفرد في هذا المجتمع لاقيمة له وانما هو مجرد عبد في دولة البابا .. اصبح هناك همهة في الخروج من هذا السجن .. ولم يجدوا افضل واحسن من الفلسفة اليونانية .. وانطلقوا بها انطلاق الصاروخ ولم تستطع الكنيسة ان تقف بوجه هذا المد الذي غذته اليهودية .. فأخذوا يتسائلون من هو الله سبحانه .. ولم خلق الجنة والنار .. وماالذي يستفيده رب العالمين من تعذيب الناس في النار اذا كفروا او وضعهم في الجنة ان امنوا به ثم لم يعذبهم وهو الذي يستطيع ان يهديهم جميعا ولم يعذب ناس هو يعلم مسبقا انهم في النار .. وامتدت هذه الاسئلة كالنار في الهشيم ..وبدأت الاسئلة تزداد احراجا للكنيسة واخذوا يشككون في الباباويه وفي الكنيسة وبدأت مذاهب اخرى تطل برأسها بقوة ينادون في المادية وان هذا الكون تشكل لوحده وانه لا وجود اساسا لله سبحانه وان الدين هو افيون للشعوب وان الانسان الاول هو الذي ابتدعه من خيالاته كي يشعر بالامان والاستقرار .. وبسبب هذه الثورة الفكرية انهارت دولة البابا السلطوية وبدأ في الغرب تظهر علامات المادية في كل شيء حيث حرروا المرأة وادمجوها في مجتمع الرجال وبدأت الصناعات تنهض بشكل قوي بعد ان كانت الكنيسة تعارضها .. واليوم وفي عصرنا الحاضر لازال شبح الكنيسة يسطير على اصحاب المصانع واصحاب النهضة ولا يمكنهم ان يعلنوا الايمان الكامل الصريح لله سبحانه خوفا من يأتي لهم البابا ويقول لهم حسنا انا خليفة الله في ارضه ثم يصدر قراراته التي لا يريدونها لكن المشكلة ليست هنا .. نعم المشكلة ان هذه الافكار وهذه المذاهب انتقلت من الغرب الى دولة العرب والاسلام كون ان الكثير من العرب هم من المسيحين .. وبدأ بعض المسلمين اما جهلا وبحسن نية او عن قصد واصرار يعتنقون هذه المذاهب واخذوا يتسائلون كما تسائل سلفهم هل الله ظالم .. هل الله موجود .. هل وهل وهل .. وهي نفس اسئلة الثورة الفكرية التي فجرها الغرب في وجه الكنيسة .. ولكن نسأل هل الاسلام كان يعارض العلم .. هل كان ضد فكرة التصنيع وبناء الحضارات الجواب بالتأكيد سيكون لا .. لان الاسلام حث على التعلم وحث على القراءة والكتابة وتلقي العلوم والتعرف على الشعوب واخذ منهم المفيد من العلوم .. كما اصبح العلم اليوم يظهر بشكل واضح ادلة على وحدانية الله سبحانه وتفرده بالملك والجلال سبحانه وتعالى ..
ومن ضمن الصرعات التي خرجت علينا في الغرب او في بعض الدول العربية اضافة لمحنة الفكر الضال ان اوجدوا شيئا وهو الشيطان ذاته .. وعبدوه صراحة لانهم احسوا بانه مظلو م .. ولهم في ذلك طقوس وهذيان .. الا انني لن اتطرق لهذا الموضوع ولكني سأتكلم عن الشيطان بصفته المطلقة وماكتب عنه في الغرب من تعاطف وانه لم يذنب ذنبا كبيرا حتى يطرد بهذه الطريقة وبيعد عن رحمة الله سبحانه ..
وبصراحة من يكتب هذا الكلام لا نلومه لانه لا يعرف الحقيقة التي قررها كتاب الله سبحانه في الشيطان .. واذا قرأها لن يفهمها الا اذا كان مؤمنا صادقا يريد المعرفة ويريد طريق الله سبحانه .. لقوله جل وعلا :
(( ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاؤوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين ))
وقوله سبحانه :
(( وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ))
وقوله سبحانه :
(( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا ))
اما سبب عدم لومنا له فلانه يستقصى المعرفة من كتبهم الضالة والمحرفة ويستقصي معرفته من الموروثات المعرفية الموغل بالقدم والتي اغلبها من الخرافات .. ولكن بالنسبة لنا فنحن نستقصى حقيقة الشيطان من كتاب الله سبحانه الذي لا يأتي الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. هذه مقدمة اما عن الشيطان ..
فان ماقام به من عمل يعد خرقا عظيما للمكان الذي هو فيه .. فهو مكان طاهر مقدس يقترب من حضرة رب العالمين وبالتالي فان يجب من يكون بداخل هذا المكان على قدر هيبته وحرمته .. ولكن الذي حصل ان الشيطان خرق هذه الشيء ثلاث مرات
الاولى والثانية انه امتنع من السجود وداخله الكبر لقوله سبحانه
(( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ))
انظروا للخرق امتنع عن السجود واستكبر في حضرة رب العالمين .. ولاحظوا هنا شيء مهم جدا وجدا .. الان ابليس يتخاطب مع الله سبحانه فكيف يكون من الكافرين .. هنا الكفر تعني التغطية كما ذكرت سابقا ولا تعني نفي وجود الله سبحانه .. اذن هنا مخالفتين في مكان عظيم جدا
اما الثالثة
فهي انه يعلم ان هذا المكان مقدس لقوله سبحانه ( وكان من الكافرين ) ولكنه غطىّ هذه المعرفة وتجاهلها .. فاصبحت المخالفة ثلاثة واين في اقدس مكان ,, فكيف نعرف ان هذا المكان مقدس وانه قام بعمل مشين ولا يغفر له انظروا معي واقرأو قول الله سبحانه :
(( قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين ))
لاحظو قولة الله سبحانه (( ان تتكبر فيها )) اي في المكان الذي انت فيه الان ولو كان غير ذلك لقال الله سبحانه (( ان تتكبر )) فقط ... فالمكان اذن مقدس ومن يكلم الله سبحانه مباشرة او عن طريق ملك فهو مقدس
وانظروا عندما قدم موسى عليه السلام الى جبل طوى وعندما ناداه ربه
قال له الحق سبحانه :
(( إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى ))
نعم .. بمجرد ان تكلم الله سبحانه في هذا الجبل اصبح مقدسا .. ويجب على موسى عليه السلام بان يخلع نعليه .. اذن جريمة الشيطان كانت عظيمة وعظيمة جدا .. لانه يعلم هذا المقام ولكن انتبهوا لنقطة مهمة وهي ان الله سبحانه شرح لنا تكبره ولم يغفله ولم يظلمه
في قوله :
(( مامنعك ان تسجد اذ امرتك قال انا خير منه ))
لقد كان الله سبحانه يعلم انه سيقول هذا الكلام ولكنه سأله حتى يقولها بلسانه وتكون دليلا عليه وسندا .. فهل ظلم الله سبحانه الشيطان .. حشى لله سبحانه ان يظلم عبدا من عباده
ثم نقول لهؤلاء المتشككيين من جلدتنا او من الغرب الذي يصدر هذيانه لنا نقول لهم ببساطة مهلا .. لقد سبقكم الاسلام وعلمه عندما اعلن العلماء انهم اكتشفوا امرا عظيما في السديم الاعلى ونشرت مجلاتهم المتخصصة هذا الاكتشاف .. هلل العالم لهذا الانجاز العلمي الهائل حيث وقف عالمهم بيل بريجستون ليعلن انه اليوم تم اكتشاف الثقوب السوداء .. وفسر هذا الاكتشاف انه يعلل اسباب عدم وصول بقايا الانفجار الكوني الهائل للارض . . حيث تعمل هذه الثقوب السوداء على بلع النجوم والكواكب الميتة .. وانها تكنس الفضاء .. وتخلص الكواكب من بقايا من احجار فيها خطورة عظيمة لو انها ارتطمت بها .. وتحول هذه الثقوب كل شي يدخل بها الى ذرات لا ترى بالعين ..
كان هذا الانجازبالنسبة للغرب شي عظيم وعظيم جدا .. لكن
لو قرأوا القران الكريم لعلموا ان محمد عليه الصلاة والسلام وهو الرجل الامي الذي لا يقرأ ولا يكتب ولم يكن في عصره مناظير كما هي موجودة الان .. هذا النبي اخبره الله سبحانه في كتابه عن هذا العلم الذي ظنوا الغرب انهم اكتشفوه
قال الله سبحانه :
(( فلا اقسم بالخنس .. الجواري الكنس ))
الخنس : الشي الميت الساكن
اذن الشي الخانس الساكن الميت هناك جوار له يعني جار قريب منه يكنسه وينظفه .. وهو يتفق مع اكتشافهم الذي شاهدوه عبر مناظيرهم الضخمة تصديقا لقول الله سبحانه
(( سنريهم اياتنا في الافاق ))
فهل يوجد اعظم واكبر من هذا الدليل بان كتاب الله سبحانه منزل من رب العالمين وان محمدا بن عبدالله عليه الصلاة والسلام هو رسول رب العالمين للناس كافة ..
اما الامر الثاني :
فانهم اجتهدوا في تفسير بعض الايات القرانية لاخراج المرأة من فطرتها السليمة حيث اجازوا العمل غير الائق في الزوجة مخالفين الطبيعة التي خلقها الله سبحانه لها في انجاب الولد واعمار الكون بالناس التي امرت في عبادة الله سبحانه وتوحيده .. وقالوا ان لا شي في اتيان الزوجة بطريقة شاذة تعافها النفس السليمة وتنفر منها الفطرة الايمانية .. مدللين في قوله سبحانه
(( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ))
ومع ان هذه الاية الكريمة فسرت في غير معناها حيث ان الله سبحانه لا يأمر بعمل شائن فيه مضرة للنفس البشرية
ولكنهم غيروا معناها الحقيقي لشي في نفوسهم .. والحقيقة ان اتيان الزوجة بهذه الصورة حرام ومخالف لما خلقها الله سبحانه عليه .. والدليل من نفس الاية الكريمة واقرأوا معي بتمعن :
((( نساؤكم حرث )))
اي ارض للزراعة وتعني ان تضع البذرة في مكان صالح للزراعة حتى تنبت
والمكان الذي يأتونه او يحرضّون عليه مكان بور لا يصلح للزراعة ولا السقي ولا النبات ..
اذن هذه الاية تطلب اتيان المرأة من المكان الذي ينبت ويخرج منه النبات
ولماذا اختار رب العالمين هذا المثل
لان النبات اصله بذرة ولكن انظر لهذه البذرة كم تخرج من نباتات
وهو تصديق لقول الحق سبحانه:
(( اتوهن من حيث امركم الله ))
اي من المكان الذي تحرثونه للزراعة والنبت
ثم تكلموا عن الخمر وتكلموا عن الرجم وتكلموا عن حجاب المرأة وهكذا حاولوا بكل مالديهم من فطنة وذكاء ولعب بالالفاظ بان يحرجوا المسلم من عقيدته لالحاقه في ركابهم .. وساهم الكثير للاسف من جلدتنا بهذا العمل اما جهلا او ايمانا بفكرهم الضال .. واقول انتبهوا جيدا لهذه الاقلام .. وتعرفوا على منطقهم
ولا تشاركون ابدا في مقالاتهم التي يريدون بها انحرافا وتشكيكا اما جهلا او علما
أسال الله سبحانه ان يلهمنا طريق الرشاد وان يجنبنا مزالاق الشيطان وان يحفظنا من شرورهم
وافكارهم وانحرفاتهم انه سميع عليم