المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخطاب الجماهيري ودوره في بناء المجتمعات



نجود
08-06-2005, 07:00 AM
نعم .. لا بد من تغيير الخطاب الجماهيري
هناك فرق بين سياسة الخطاب المباشر وبين الغضب فالاول يتطلب فكرا طليعيا
والثاني يتوقف على ردود افعال .. نحن ننشد الافضل بالتأكيد
ونريد ان يكون الخطاب متفقا مع روح التطور
مع الابقاء على موروثاتنا وعدم المساس بها فهذا لا يمنع اذا احسّن التوفيق بينهما ..
وقد يكون من اسباب رفض الخطاب المباشر هي في مساحات لغتنا العربية الهائلة
مما يدفع المتكلم لاختيار جمل اخرى مخافة من ردة فعل لا يريده
فابتدعنا رمزية ماسبقنا بها احد .. ان كلام البعض عن فصل الخطاب السياسي عن الشارع العام خطأ..
والحديث عن عدم المساس بالصفة الاعتبارية ايضا خطأ
فهناك فرق في مخاطبة الذات سواء مسؤول او حاكم وبين الصفة الاعتبارية له ..
فالاخيرة لا تمس ولها حشمة وتقدير .. لانها تتعلق بذاتية الشخص
هذا شيء يجب الانتباه له بشكل جيد
ان منع اي خطاب مباشر يتفق مع روح العصر يعني حتما ردّة وتخلف
ويعني ايضا اننا نعيش ونسير عكس الركب
علينا ان نكون مستعدين لمثل هذه الخطوات الحساسة
ونحن عندما انتسبنا لهذا المنتدى كنا ندرك تميزه ليس بعدد الانتساب
ولكن بالفكر الناضج الذي يتبع ادارته ..
ولا يمكن ابدا ان نقول انه متميز باعداد منتسبيه
فالكثرة لا تعني شيء امام التميز المطلوب
فهناك دول تعداد سكانها مئات الملايين لكنها دول متخلفة
بينما دول اخرى تعدادها عشرات الملايين وصلت للمريخ
وعلى ادارة المنتدى بان تتفهم جوانب السفينة
وان لا تتركها في بحر متلاطم الكل فيه قبطان ...
حيث يختلط به الصفة الاعتبارية بالصفة الذاتية
ويكتب عن دول بقصد الاساءة وليس البناء .. وهذا امر لا يجوز تمريره
وهذا ينسحب ايضا على دور الاعلام والمؤسسات الثقافية
وبالطبع ندرك ان قضية كهذه تحتاج لوقت حتى تصل للنفوس ..
لكن هذا لا يمنع من المحاولة ..
لانها في النهاية ستحرر هذه العقول من التخلف الذي عشش في نفوسنا ..
فنحن جادين كمثقفين في نشر المفاهيم الانسانية المبنية على الاخلاق والقيم والفهم الناضج
و بما يدور حولنا من مشكلات في عالمنا العربي الذي بات سجينا لافكار ذاتية وبعضها تخريببية
لاننا نريد لعالمنا العربي ان يتفهم خطابه السياسي
وان يدرك انه معني به بالدرجة الاولى
ان تجاهل العالم من حولنا عملية غير عقلانية
ومقولة نحن العرب وبس او لنا تاريخ مجيد وبس دون العمل على التطوير والبناء والتصنيع
لم تعد صالحة في عالمنا اليوم
وربما ايضا منطق اثارة الشارع العام لم يعد مقبولا
في وقت اصبح كل شيء مكشوفا ...
فالكتابة اخلاق .. والقلم امانة ..
وعلى الكاتب ان يكتب بما ينفع الناس