BecKhaM Buff
08-06-2005, 05:15 PM
بطلة ؟ أو ضحية وجدت من ينقذها في
آخر لحظة ؟
قصة مدهشة , وفتاة مختلفة , أقنعتها
صديقتها بالمحاولة وجربت فعل ما يتمنى
بعض البنات فعله !!
كانت .... لنسمع لها تروي الحكاية :
أنت خلوقة !! هذه الجملة سمعتها من القريب و البعيد فأنا في الثامنة عشر من عمري
وتربيت على مبتدئ عظيمة صقلتها والدتي وكان أبى العيب الراصدة لي
لا عاني أزمات نفسية مثل باقي الفتيات , وحتى عندما أقرا باب المشاكل في
أي مجلة لا اقتنع واعتبرها تأليف قصص ومبالغات , وأقول في نفسي هذا ليس
من واقعنا , وليس من عاداتنا و تقاليدنا.
انتظمت في الدراسة في الصف الرابع ثانوي , وكنت احلم بمجموع يؤهلني
لدخول الجامعة .
جلست بقربي في الفصل طالبة لا اعرف عنها سوى اسمها .. كانت طيبة ,
حلوة اللسان , ذكية دخلت قلبي بخلقها وطابعها الكريمة , أعجبت بشخصيتها
وأصبحت علاقتي بها غير محدودة .. رسمت صداقتها لي بكتابة الرسائل
والهدايا البسيطة ..
ومع مرور الأيام ازداد حبي لها , دعتني مرة لزيارتها وبينما نحن جلوس نتحدث
أحاديث عادية إذا بها تقول لي .. انك ستدخلين الجامعة بعد شهر !
قلت لها : نعم , وما الغرابة ؟
قالت : لا .. ابدا .. ولكن جميل في هذا العمر ان يكون لديك صديق من غير
الجنس الناعم ..
صعقت بحديثها , وقلت لها : ألا تدركين ما تقولين ؟ كيف تتفوهين بهذا الحديث ؟
أنت على هذه الشاكلة ! لا اصدق ذلك !!.. قالت : أفهميني واهدئي قليلا ..
أين ذهبت عقلك ؟ أنا أقول : صديق وليش شبحا .. فأنا التي أمامك لدي صديق منذ
كنت في صف الثاني ثانوي .. صدقيني لا أجده بالفعل إلا صديقا .. إذا مررت
بمشكلة رأيت فيه الشخص المناسب لحلها ..يقدم لي الهدايا .. يتفقد أحوالي ..
قاطعتها .. كفى .. كفى , وأين آسرتك من ذلك كله ؟! ألا تحل مشاكلك وتقدم
لك الهدايا وتتفقد احوالك ؟
قالت ببرود : نعم .. نعم , ولكن هذا الشخص مختلف يسمعني ويتحدث الي وحديثه لا يمل ..
قلت لها : هداك الله دعيني افضل اخرج عن هذا الحديث المقزز ..
وعندما هممت بالخروج أوقفتني عند الباب غرفتها , وقالت : خذي هذا الرقم انه
مجرد صديق لا عليك فأنا اعرفه جيدا .. رفضت ولكني وجدتها تضعه خلسة
في حقيبتي , وقالت انه حديث بالهاتف .. يا مجنونة , وهل اطلب منك
اكثر من ذلك ؟.. ومن اليوم التالي امتنعت عن الحديث معها , ووجدت نفسي لا
أطيق رؤيتها , وكنت أتمنى أن ينتهي اليوم الدراسي بسرعة ,, مر أسبوع وأنا بين
الحين والآخر انظر لقصاصة الورق التي وضعتها بين كتبي .
وذات ليلة تسللت خفية وقلبي يخفق بسرعة وتصبب العرق مني و أدرت ثلاثة أرقام
ثم أقفلت السماعة , ومن ثم عاودت الكرة حتى أكملت الأرقام وإذا بي اسمع الطرف
الآخر يقول آلو .. آلو .. أقفلت السماعة بسرعة , وقلت لنفسي : آنت غبية ! وهل
هناك بيت لا يوجد فيه كاشف الرقم .. وما هي إلا ثوان حتى عاود الاتصال ., رفعت
السماعة بسرعة حتى لا يسمع والدي واخوتي ! قال إذن أنت المتصلة منذ قليل قلت
له ,نعم .. نعم آنا آسفة لأنني أخطأت في الرقم ..
قال أخطأت آنا أعرفك جيدا , آنت فلانة بنت فلان و تسكنين في منطقة ..!!
قلت له وما أدراك بذلك عني ؟
قال : الفضل يعود لصديقتك , فلقد أخبرتني الكثير عنك , صدقيني آنا لست من
النوع الذي في بالك , آنا مختلف آنا لدي أخوات أخاف عليهن وخاف على الفتاة
وسمعتها كمان على أختي .. ولكن ما اطلبه من هو مجرد حديث هاتفي.
قلت له : وما هو الضمان في ذلك ؟
قال : لن أقوم بالاتصال بك ثانية آنت صاحبة الاتصال , ومتى أردت الحديث معي
فأنت كوني المبادرة في ذلك .. استأذنته وأقفلت ومرت أيام أربع , وفي ليلة تسللت
وأخذت الهاتف وإذا هو في استقبال بالترحيب و الاشتياق , عاتبني على لتأخيري في
الاتصال منذ مدة , فأجبته : انه اختبار لك .
فقال : وما هي نتيجة الاختبار
قلت : نجحت ..
ضحك ضحكة اخترقت قلبي قبل أذني , وفي هذه المكالمة تحدث كثيرا عن نفسه ..
سرحت مع حديثه العذب ونبرات صوته وأعجبت بحديثه عن الأخلاقيات والدراسته
واهتمامه بها .. أدركنا الوقت عندما سمعت خطوات أبى على الدرج ..
أقفلت السماعة مسرعة وصعدت إلى غرفتي بسرعة , ومن حينها لم انم وكنت
أتخيل وأتذكر ورسمت شخصيته في عيني , وقلت : ياله من رجل رائع ! انه
يتصف بأخلاقيات عظيمة وتكررت الاتصال , وفي كل مكالمة كنت ازداد إعجابا به
, وطلبت منه آن يكتم عن صديقتي علاقتي معه , فأخبرني بأنه لم يفعل وقال : إذا
أردت آن تتأكدي اسأليها بنفسك .. صدقته .ز
ومرت الأيام وآنا في سعادة لهذه العلاقة , انه كتوم للسر وأصبحت لا أطيق اليوم
الذي لا اسمع صوته فيه ..
وذات مرة قال لي هل يصح آن يكون الإعجاب بالصوت فقط أم لابد آن أراك ؟..
غصبت من ذلك , فأقفلت السماعة وبقيت يومين لا أكلمه وبت وكان هناك حاجة في
نفسي تنقصني , اصبح اليومان ثقيلين ..لا احب الجلوس مع أحد أفراد أسرتي ..
ضعت من بعد هذا الهجران فاتصلت به غاصبة , فرد علي بحديثه العذب الرقيق
وقال : حبيبتي أفهميني وهل من شيمة الرجال آن يرجعوا في كلامهم ؟ كان قصدي
هو مجرد تبادل الصور , فأريد صورتك لأرى هذا الملاك الرائع الذي يحدثني شهورا
لا شخصك , وقلت : وماذا تريد آن تفعل بالصورة ؟
قال : أريد النظر لا شي آخر وسأعيدها لك , لن تطل عندي .. صدقته واتفقنا على
مكان لوضع الصورة وهو بدوره وضع صور.ته في الصندوق الصحف الذي علق على
باب منزلي وآنا بدوري وضعت أيضا صورتي .
وفي الليل هاتفه وإذا بي اسمع يقول : ما هذا الجمال ؟.. وما هذا الحسن الذي
عليك ؟ وما اجمل عينيك !! وما اجمل لون بشرتك !! وبعدها قال : هل تستطيعين أن
تذهبي خارج المنزل ؟!
قلت له بتعجب : ماذا ؟ ماذا تريد آن تقول ؟
قال : لا يذهب تفكيرك بعيدا .. أريدك أن تذهبي لصندوق الصحف فقد أعدت صورتك ..
قلت له : كيف , وقد آخذتها عصرا ,قال : نعم ,, لمدة ساعتين فقط .. لا أريد آن
تطل الصورة في بيتي خوفا من أن تقع بيد أحد .. ويضرك هذا الموقف !!
قلت له : آنت رائع آنت مختلف وفي هذه المكالمة زادني بحديثه قربا لنفسي و روحي
, أصبحت انتظر الليل بفارغ الصبر وكأني على موعد سعيد .. وفي المقابل صرت
أتأخر عن المدرسة وتراجعت في بعض الدروس .. ولكنني كنت اكذب نفسي .. هذا لا
يهم مادام الفتاة مصيرها الزواج , كنت أتخيله زوجا لي , وكنت احلم بيوم الزفاف .
وفي يوم مدرسي طلبت معلمتي مني توزيع الدفاتر على الطاليات , وإذا بين الدفاتر
دفتر لا يوجد اسم عليه , ففتحته لأبحث عن صاحبة الدفتر , وذا ببصري يقع على
رقم هاتف , هو نفس رقم الشاب الذي أكلمه !! صعقت وشل تفكيري , فلم استمع
ذلك اليوم للشرح ولم انتبه للدروس !!
رن الجرس المدرسة معلنا انتهاء اليوم الدراسي .. خرجت مسرعة خلف الفتاة التي
رأيت رقم الشاب في دفترها وقلت لها .. ياه صدتك ! لقد رأيت رقم الهاتف داخل
دفترك لم يكتب عليه اسم هل تتحدثين مع شاب ؟!
ادرات وجهها وقالت بكل برود : نعم مثلك تماما ..
دهشت لكلامها فقلت لها .. ماذا تقولين ألا تعرفين مع من تتحدثين ؟
فردت على بصوت هادئ كفى .. كفى تمثيلا يا فتاة المغفلة , اعلم عنك كل شي !
اخبرني هو بنفسه وصديقتك الحميمة ...
وقفت حينها كأني أصبت بشلل ولم استطع حينها التنفس فضربات قلبي تتسارع ..
دخلت غرفتي وقفلت الباب على نفسي فأوهمت أسرتي بأن لدي اختبارا في الغد ,
جلست أفكر في حديثها , وتارة أقول صادقة , وتارة أقول كاذبة فالشخص الذي احبه
لا يكذب أبدا .. امتحنته عن مرات عدة مرات و دائما ينجح في الاختبار .. أخذت التساؤلات
تدور في ذهني إلى آن أصبت بصداع شديد ..
لم أكلمه و امتنعت عن الاتصال به لمدة أربع أيام وكل يوم قول : لا , انه صادق , لو كنت
تعرفه وبينهما علاقة لباح لي بالأمر أو حاول الدفاع عن نفسه , فقررت أن اتصل به
لاستوضح الأمر .. أدرت الأرقام وكأن التاريخ يعيد نفسه , وعندما حدثته لأول مرة ..
أخذني أول الحديث بالعتاب لعدم الاتصال , فدخلت صلب الموضوع , فقال : أنت
الشخص الوحيد الذي أكلمه , إنها مجرد حاسدة لصداقتنا ولم اصدقه , وبين السؤال
والتحقيق صرخ بوجهي كفاك كفاك من تظنين نفسك , لقد تحملت منك الكثير ..
قلت : إذن لهذا الحد أريد قطع العلاقة , فضح ضحكة الاستهزاء وسخرية , وقال :
وهل الأمر بيدك ؟ لا .. اصحي يا الساذجة البريئة !! الموضوع تحت تصرفي آنا ,
وإذا لم ترضخي لأمري فستعلمين جيدا ماذا سيحصل لك !
فقلت له : وما هو الذي بيدك وما الذي تستطيع أن تفعله ؟..
قال : يا عزيزتي , أحاديثك معي مسجلة على أشرطة كاسيت , وصورتك طبعت منها
نسخا ورقمك بيدي سأوزعه على جميع أصدقائي وسأضع صورتك و الهاتف في
الانترنيت . ألا يكفيك ذلك عقابا لك , وبعد غد عند العصر عليك أن أراك في مكان
التسوق وإذا لم أجدك فستعرفين جيدا ماذا سأفعل ..
أقفلت السماعة وآنا ارتجف من الخوف , لقد شل حديثه تفكيري , وانفجرت باكية
حرقة ما وصلت ليه !!.. لقد انهارت سمعتي و أخلاقي .. أين الثقة التي زرعها
والدي في ؟ وهل هذا هو الجزاء ؟ لم اعلم أن الذي ملكته قلبي كان ذئبا شرسا كشر
عن أنيابه عندما سقطت فريسته .. أخذت أدعو يارب ..يارب أنقذني ساعدني ماذا
افعل ؟ أخذت ابكي طوال الليل , وكانت أختي تظنني مريضة , فقلت في نفسي
يا ليتني أصابني المرض ولم اصل إلى هذا الأمر, غبت عن المدرسة , تعبت نفسيتي
,لا أأكل ولا احب أن أرى أحدا , وكلما رن جرس الهاتف يتملكني الخوف و الرهبة ..
أصابني هاجس الوسواس , افتح الانترنيت وابحث عن صورتي و رقم هاتفي .. مرضت
مرضا شديدا أظل ابكي , خارت قواي وعزت أمي إصابتي بهذه الحال إلى عين
إصابتي !! مر اليوم الأول , وفي اليوم الثاني من الضحى كنت أفكر بالخلاص من هذا
الوكر .. قلت لمن ألجأ ؟!.. أريد شخصا يساعدني في حل مشكلتي ..
وإذا بي اسمع صوت خالتي في صالة المعيشة قادمة لغرفتي , قلت : الحمد لله
يارب , انك لا تنسى عبدك , خالتي نعم خالتي هي التي ستساعدني , عندما دخلت
غرفتي , لا اعلم كيف جمعت قوتي وعمت لها آخذها بالأحضان وبكيت على صدرها ,
فقالت : خذي هذه الأدعية , وهذا كوب من الماء مقروء عليه القرآن ..
قلت لها : خالتي أنا اعرف علتي .. أريد أن اخرج معك .. أرجوك أريد أن أتحدث إليك ..
خرجت معها وفي البداية كنت مترددة بالحديث ولكن صبرها ة هدوءها ساعداني
في الحديث , فقالت : تحدثي بجدية و مهما كان الأمر , ذرفت الدموع , وربط لساني
ولقيته متثاقلا عن النطق كلمة واحدة , بعدها مسحت دموعي على صدري وقالت : تكلمني
لأحمل معك همك و صدقيني مهما كان في الأمر صعوبة .. وبعدها رويت لها حكايتي
.. أخذتني بالأحضان .. وطبعت قبلة على خدي وقالت : الحمد لله انك أدركت
خطأك و استيقظت ضميرك , واحمد الله انك لم تلجئي لشخص لا يقدر السر ولا
يحصن التصرف .. ستحل الأزمة , وسترجع الأمور إلى طبيعتها بإذن الله ,
ولكن الذي أرجوه منك أن يكون هذا الأمر سرا .
أحسست عندها ببوادر انقشاع القمة , وبراحة كبيرة .. وأخبرتني أن اذهب للموعد
.. رتبت خالتي الأمور , وفي عصر اليوم حضرت للمكان ورأيته مقبلا يمشي
باستكبار و عنفوان يضحك و امسك بي و امرني بالسير إلى السيارة , وظهرت خالتي
و معها اثنان من أفراد الشرط , فرحت وقالت لي ارجعي إلى البيت , فالخادمة في
انتظارك هناك سائق وسينتهي هذا الكابوس بإذن الله .. انتظرت خالتي
ساعة أحر من الجمر , ومن ثم دخلت علي فجأة وأخذتني بالأحضان وقالت
أزيلت الغمة , ولن يكون هذا الشبح في حياتك بعد الآن .
قلت : اخبريني يا خالتي كيف رتبت الأمور ؟
قالت : بعد حديثك كلمت إحدى صديقاتي و زوجها ضابط , فحدثته بالموضوع و طلب
مني أن يمسك في جرمة المشهود , وبعدها ذهبنا إلى المخفر ليكتب تعهدا بأن لا
يتعرض لك مرة أخرى وعلى فكره فالأشرطة والصور هنا في داخل حقيبتي ...
ضحكت من افرح وذرفت دموع النصر , فقلت : أشكرك يا خالتي أراحك الله لقد
فرجت كربتي , وهمست في أذني قائلة : هذا درس لا ينسى , ويا عزيزتي الشاب الجاد
في أمره والذي يريد الاستقرار وبناء حياة زوجية .. يطرق باب بيتك و يستأذن اهلك .
صديقتي .. بعدها رجعت لعملي و أسرتي و محيطي , و رجعت بلهفة و شوف اكفر عن
خطيئتي واجتهدت وطلب الانتقال إلى فصل آخر بعيدا عن هذه الصديقة الكاذبة
.. جرعت و كأني ولدت من جديد , وفي آخر قصتي اهمس في أذن كل من سولت لها
نفسها ان تسير في هذه الطريق نفسها لأفول لها .. قد يكون الطريق جميلا وحلوا
, ولكنه لا يخلو من ألغام تضرك , فقبل الوقوع ابحثي عن شخص يكون مفتاح
خير لك ومغلاقا للشر .. لا تترددي اتخذي قرارك فورا اتخذيه الآن .
آخر لحظة ؟
قصة مدهشة , وفتاة مختلفة , أقنعتها
صديقتها بالمحاولة وجربت فعل ما يتمنى
بعض البنات فعله !!
كانت .... لنسمع لها تروي الحكاية :
أنت خلوقة !! هذه الجملة سمعتها من القريب و البعيد فأنا في الثامنة عشر من عمري
وتربيت على مبتدئ عظيمة صقلتها والدتي وكان أبى العيب الراصدة لي
لا عاني أزمات نفسية مثل باقي الفتيات , وحتى عندما أقرا باب المشاكل في
أي مجلة لا اقتنع واعتبرها تأليف قصص ومبالغات , وأقول في نفسي هذا ليس
من واقعنا , وليس من عاداتنا و تقاليدنا.
انتظمت في الدراسة في الصف الرابع ثانوي , وكنت احلم بمجموع يؤهلني
لدخول الجامعة .
جلست بقربي في الفصل طالبة لا اعرف عنها سوى اسمها .. كانت طيبة ,
حلوة اللسان , ذكية دخلت قلبي بخلقها وطابعها الكريمة , أعجبت بشخصيتها
وأصبحت علاقتي بها غير محدودة .. رسمت صداقتها لي بكتابة الرسائل
والهدايا البسيطة ..
ومع مرور الأيام ازداد حبي لها , دعتني مرة لزيارتها وبينما نحن جلوس نتحدث
أحاديث عادية إذا بها تقول لي .. انك ستدخلين الجامعة بعد شهر !
قلت لها : نعم , وما الغرابة ؟
قالت : لا .. ابدا .. ولكن جميل في هذا العمر ان يكون لديك صديق من غير
الجنس الناعم ..
صعقت بحديثها , وقلت لها : ألا تدركين ما تقولين ؟ كيف تتفوهين بهذا الحديث ؟
أنت على هذه الشاكلة ! لا اصدق ذلك !!.. قالت : أفهميني واهدئي قليلا ..
أين ذهبت عقلك ؟ أنا أقول : صديق وليش شبحا .. فأنا التي أمامك لدي صديق منذ
كنت في صف الثاني ثانوي .. صدقيني لا أجده بالفعل إلا صديقا .. إذا مررت
بمشكلة رأيت فيه الشخص المناسب لحلها ..يقدم لي الهدايا .. يتفقد أحوالي ..
قاطعتها .. كفى .. كفى , وأين آسرتك من ذلك كله ؟! ألا تحل مشاكلك وتقدم
لك الهدايا وتتفقد احوالك ؟
قالت ببرود : نعم .. نعم , ولكن هذا الشخص مختلف يسمعني ويتحدث الي وحديثه لا يمل ..
قلت لها : هداك الله دعيني افضل اخرج عن هذا الحديث المقزز ..
وعندما هممت بالخروج أوقفتني عند الباب غرفتها , وقالت : خذي هذا الرقم انه
مجرد صديق لا عليك فأنا اعرفه جيدا .. رفضت ولكني وجدتها تضعه خلسة
في حقيبتي , وقالت انه حديث بالهاتف .. يا مجنونة , وهل اطلب منك
اكثر من ذلك ؟.. ومن اليوم التالي امتنعت عن الحديث معها , ووجدت نفسي لا
أطيق رؤيتها , وكنت أتمنى أن ينتهي اليوم الدراسي بسرعة ,, مر أسبوع وأنا بين
الحين والآخر انظر لقصاصة الورق التي وضعتها بين كتبي .
وذات ليلة تسللت خفية وقلبي يخفق بسرعة وتصبب العرق مني و أدرت ثلاثة أرقام
ثم أقفلت السماعة , ومن ثم عاودت الكرة حتى أكملت الأرقام وإذا بي اسمع الطرف
الآخر يقول آلو .. آلو .. أقفلت السماعة بسرعة , وقلت لنفسي : آنت غبية ! وهل
هناك بيت لا يوجد فيه كاشف الرقم .. وما هي إلا ثوان حتى عاود الاتصال ., رفعت
السماعة بسرعة حتى لا يسمع والدي واخوتي ! قال إذن أنت المتصلة منذ قليل قلت
له ,نعم .. نعم آنا آسفة لأنني أخطأت في الرقم ..
قال أخطأت آنا أعرفك جيدا , آنت فلانة بنت فلان و تسكنين في منطقة ..!!
قلت له وما أدراك بذلك عني ؟
قال : الفضل يعود لصديقتك , فلقد أخبرتني الكثير عنك , صدقيني آنا لست من
النوع الذي في بالك , آنا مختلف آنا لدي أخوات أخاف عليهن وخاف على الفتاة
وسمعتها كمان على أختي .. ولكن ما اطلبه من هو مجرد حديث هاتفي.
قلت له : وما هو الضمان في ذلك ؟
قال : لن أقوم بالاتصال بك ثانية آنت صاحبة الاتصال , ومتى أردت الحديث معي
فأنت كوني المبادرة في ذلك .. استأذنته وأقفلت ومرت أيام أربع , وفي ليلة تسللت
وأخذت الهاتف وإذا هو في استقبال بالترحيب و الاشتياق , عاتبني على لتأخيري في
الاتصال منذ مدة , فأجبته : انه اختبار لك .
فقال : وما هي نتيجة الاختبار
قلت : نجحت ..
ضحك ضحكة اخترقت قلبي قبل أذني , وفي هذه المكالمة تحدث كثيرا عن نفسه ..
سرحت مع حديثه العذب ونبرات صوته وأعجبت بحديثه عن الأخلاقيات والدراسته
واهتمامه بها .. أدركنا الوقت عندما سمعت خطوات أبى على الدرج ..
أقفلت السماعة مسرعة وصعدت إلى غرفتي بسرعة , ومن حينها لم انم وكنت
أتخيل وأتذكر ورسمت شخصيته في عيني , وقلت : ياله من رجل رائع ! انه
يتصف بأخلاقيات عظيمة وتكررت الاتصال , وفي كل مكالمة كنت ازداد إعجابا به
, وطلبت منه آن يكتم عن صديقتي علاقتي معه , فأخبرني بأنه لم يفعل وقال : إذا
أردت آن تتأكدي اسأليها بنفسك .. صدقته .ز
ومرت الأيام وآنا في سعادة لهذه العلاقة , انه كتوم للسر وأصبحت لا أطيق اليوم
الذي لا اسمع صوته فيه ..
وذات مرة قال لي هل يصح آن يكون الإعجاب بالصوت فقط أم لابد آن أراك ؟..
غصبت من ذلك , فأقفلت السماعة وبقيت يومين لا أكلمه وبت وكان هناك حاجة في
نفسي تنقصني , اصبح اليومان ثقيلين ..لا احب الجلوس مع أحد أفراد أسرتي ..
ضعت من بعد هذا الهجران فاتصلت به غاصبة , فرد علي بحديثه العذب الرقيق
وقال : حبيبتي أفهميني وهل من شيمة الرجال آن يرجعوا في كلامهم ؟ كان قصدي
هو مجرد تبادل الصور , فأريد صورتك لأرى هذا الملاك الرائع الذي يحدثني شهورا
لا شخصك , وقلت : وماذا تريد آن تفعل بالصورة ؟
قال : أريد النظر لا شي آخر وسأعيدها لك , لن تطل عندي .. صدقته واتفقنا على
مكان لوضع الصورة وهو بدوره وضع صور.ته في الصندوق الصحف الذي علق على
باب منزلي وآنا بدوري وضعت أيضا صورتي .
وفي الليل هاتفه وإذا بي اسمع يقول : ما هذا الجمال ؟.. وما هذا الحسن الذي
عليك ؟ وما اجمل عينيك !! وما اجمل لون بشرتك !! وبعدها قال : هل تستطيعين أن
تذهبي خارج المنزل ؟!
قلت له بتعجب : ماذا ؟ ماذا تريد آن تقول ؟
قال : لا يذهب تفكيرك بعيدا .. أريدك أن تذهبي لصندوق الصحف فقد أعدت صورتك ..
قلت له : كيف , وقد آخذتها عصرا ,قال : نعم ,, لمدة ساعتين فقط .. لا أريد آن
تطل الصورة في بيتي خوفا من أن تقع بيد أحد .. ويضرك هذا الموقف !!
قلت له : آنت رائع آنت مختلف وفي هذه المكالمة زادني بحديثه قربا لنفسي و روحي
, أصبحت انتظر الليل بفارغ الصبر وكأني على موعد سعيد .. وفي المقابل صرت
أتأخر عن المدرسة وتراجعت في بعض الدروس .. ولكنني كنت اكذب نفسي .. هذا لا
يهم مادام الفتاة مصيرها الزواج , كنت أتخيله زوجا لي , وكنت احلم بيوم الزفاف .
وفي يوم مدرسي طلبت معلمتي مني توزيع الدفاتر على الطاليات , وإذا بين الدفاتر
دفتر لا يوجد اسم عليه , ففتحته لأبحث عن صاحبة الدفتر , وذا ببصري يقع على
رقم هاتف , هو نفس رقم الشاب الذي أكلمه !! صعقت وشل تفكيري , فلم استمع
ذلك اليوم للشرح ولم انتبه للدروس !!
رن الجرس المدرسة معلنا انتهاء اليوم الدراسي .. خرجت مسرعة خلف الفتاة التي
رأيت رقم الشاب في دفترها وقلت لها .. ياه صدتك ! لقد رأيت رقم الهاتف داخل
دفترك لم يكتب عليه اسم هل تتحدثين مع شاب ؟!
ادرات وجهها وقالت بكل برود : نعم مثلك تماما ..
دهشت لكلامها فقلت لها .. ماذا تقولين ألا تعرفين مع من تتحدثين ؟
فردت على بصوت هادئ كفى .. كفى تمثيلا يا فتاة المغفلة , اعلم عنك كل شي !
اخبرني هو بنفسه وصديقتك الحميمة ...
وقفت حينها كأني أصبت بشلل ولم استطع حينها التنفس فضربات قلبي تتسارع ..
دخلت غرفتي وقفلت الباب على نفسي فأوهمت أسرتي بأن لدي اختبارا في الغد ,
جلست أفكر في حديثها , وتارة أقول صادقة , وتارة أقول كاذبة فالشخص الذي احبه
لا يكذب أبدا .. امتحنته عن مرات عدة مرات و دائما ينجح في الاختبار .. أخذت التساؤلات
تدور في ذهني إلى آن أصبت بصداع شديد ..
لم أكلمه و امتنعت عن الاتصال به لمدة أربع أيام وكل يوم قول : لا , انه صادق , لو كنت
تعرفه وبينهما علاقة لباح لي بالأمر أو حاول الدفاع عن نفسه , فقررت أن اتصل به
لاستوضح الأمر .. أدرت الأرقام وكأن التاريخ يعيد نفسه , وعندما حدثته لأول مرة ..
أخذني أول الحديث بالعتاب لعدم الاتصال , فدخلت صلب الموضوع , فقال : أنت
الشخص الوحيد الذي أكلمه , إنها مجرد حاسدة لصداقتنا ولم اصدقه , وبين السؤال
والتحقيق صرخ بوجهي كفاك كفاك من تظنين نفسك , لقد تحملت منك الكثير ..
قلت : إذن لهذا الحد أريد قطع العلاقة , فضح ضحكة الاستهزاء وسخرية , وقال :
وهل الأمر بيدك ؟ لا .. اصحي يا الساذجة البريئة !! الموضوع تحت تصرفي آنا ,
وإذا لم ترضخي لأمري فستعلمين جيدا ماذا سيحصل لك !
فقلت له : وما هو الذي بيدك وما الذي تستطيع أن تفعله ؟..
قال : يا عزيزتي , أحاديثك معي مسجلة على أشرطة كاسيت , وصورتك طبعت منها
نسخا ورقمك بيدي سأوزعه على جميع أصدقائي وسأضع صورتك و الهاتف في
الانترنيت . ألا يكفيك ذلك عقابا لك , وبعد غد عند العصر عليك أن أراك في مكان
التسوق وإذا لم أجدك فستعرفين جيدا ماذا سأفعل ..
أقفلت السماعة وآنا ارتجف من الخوف , لقد شل حديثه تفكيري , وانفجرت باكية
حرقة ما وصلت ليه !!.. لقد انهارت سمعتي و أخلاقي .. أين الثقة التي زرعها
والدي في ؟ وهل هذا هو الجزاء ؟ لم اعلم أن الذي ملكته قلبي كان ذئبا شرسا كشر
عن أنيابه عندما سقطت فريسته .. أخذت أدعو يارب ..يارب أنقذني ساعدني ماذا
افعل ؟ أخذت ابكي طوال الليل , وكانت أختي تظنني مريضة , فقلت في نفسي
يا ليتني أصابني المرض ولم اصل إلى هذا الأمر, غبت عن المدرسة , تعبت نفسيتي
,لا أأكل ولا احب أن أرى أحدا , وكلما رن جرس الهاتف يتملكني الخوف و الرهبة ..
أصابني هاجس الوسواس , افتح الانترنيت وابحث عن صورتي و رقم هاتفي .. مرضت
مرضا شديدا أظل ابكي , خارت قواي وعزت أمي إصابتي بهذه الحال إلى عين
إصابتي !! مر اليوم الأول , وفي اليوم الثاني من الضحى كنت أفكر بالخلاص من هذا
الوكر .. قلت لمن ألجأ ؟!.. أريد شخصا يساعدني في حل مشكلتي ..
وإذا بي اسمع صوت خالتي في صالة المعيشة قادمة لغرفتي , قلت : الحمد لله
يارب , انك لا تنسى عبدك , خالتي نعم خالتي هي التي ستساعدني , عندما دخلت
غرفتي , لا اعلم كيف جمعت قوتي وعمت لها آخذها بالأحضان وبكيت على صدرها ,
فقالت : خذي هذه الأدعية , وهذا كوب من الماء مقروء عليه القرآن ..
قلت لها : خالتي أنا اعرف علتي .. أريد أن اخرج معك .. أرجوك أريد أن أتحدث إليك ..
خرجت معها وفي البداية كنت مترددة بالحديث ولكن صبرها ة هدوءها ساعداني
في الحديث , فقالت : تحدثي بجدية و مهما كان الأمر , ذرفت الدموع , وربط لساني
ولقيته متثاقلا عن النطق كلمة واحدة , بعدها مسحت دموعي على صدري وقالت : تكلمني
لأحمل معك همك و صدقيني مهما كان في الأمر صعوبة .. وبعدها رويت لها حكايتي
.. أخذتني بالأحضان .. وطبعت قبلة على خدي وقالت : الحمد لله انك أدركت
خطأك و استيقظت ضميرك , واحمد الله انك لم تلجئي لشخص لا يقدر السر ولا
يحصن التصرف .. ستحل الأزمة , وسترجع الأمور إلى طبيعتها بإذن الله ,
ولكن الذي أرجوه منك أن يكون هذا الأمر سرا .
أحسست عندها ببوادر انقشاع القمة , وبراحة كبيرة .. وأخبرتني أن اذهب للموعد
.. رتبت خالتي الأمور , وفي عصر اليوم حضرت للمكان ورأيته مقبلا يمشي
باستكبار و عنفوان يضحك و امسك بي و امرني بالسير إلى السيارة , وظهرت خالتي
و معها اثنان من أفراد الشرط , فرحت وقالت لي ارجعي إلى البيت , فالخادمة في
انتظارك هناك سائق وسينتهي هذا الكابوس بإذن الله .. انتظرت خالتي
ساعة أحر من الجمر , ومن ثم دخلت علي فجأة وأخذتني بالأحضان وقالت
أزيلت الغمة , ولن يكون هذا الشبح في حياتك بعد الآن .
قلت : اخبريني يا خالتي كيف رتبت الأمور ؟
قالت : بعد حديثك كلمت إحدى صديقاتي و زوجها ضابط , فحدثته بالموضوع و طلب
مني أن يمسك في جرمة المشهود , وبعدها ذهبنا إلى المخفر ليكتب تعهدا بأن لا
يتعرض لك مرة أخرى وعلى فكره فالأشرطة والصور هنا في داخل حقيبتي ...
ضحكت من افرح وذرفت دموع النصر , فقلت : أشكرك يا خالتي أراحك الله لقد
فرجت كربتي , وهمست في أذني قائلة : هذا درس لا ينسى , ويا عزيزتي الشاب الجاد
في أمره والذي يريد الاستقرار وبناء حياة زوجية .. يطرق باب بيتك و يستأذن اهلك .
صديقتي .. بعدها رجعت لعملي و أسرتي و محيطي , و رجعت بلهفة و شوف اكفر عن
خطيئتي واجتهدت وطلب الانتقال إلى فصل آخر بعيدا عن هذه الصديقة الكاذبة
.. جرعت و كأني ولدت من جديد , وفي آخر قصتي اهمس في أذن كل من سولت لها
نفسها ان تسير في هذه الطريق نفسها لأفول لها .. قد يكون الطريق جميلا وحلوا
, ولكنه لا يخلو من ألغام تضرك , فقبل الوقوع ابحثي عن شخص يكون مفتاح
خير لك ومغلاقا للشر .. لا تترددي اتخذي قرارك فورا اتخذيه الآن .