نجود
13-06-2005, 05:39 PM
السلام عليكم
تمهيد:
اعشق النزق .. واحب الحرية .. وان اكون شيئا ما يتحرك في محيطي وعالمي
لا يهم ان تكون هناك فروقات .. او مخالفة رأي .. عندما احس ان عالمي لا يمس
لنرحل الان مع هذه المقالة التي كتبتها لكم ...
موضوعنا هو عن غربة المثقف ...
نعم هذا صحيح .. هناك غربة يحس بها بعض المثقفين عندما يدخل في متاهات الفكر والانتماء لابوابه ودهاليزه المغلقة وخاصة تلك الافكار الشيطانية التي تجرد العقل من قيوده وتدفعه دفعا للتحليق في بوهيمية لا نهاية لها .. انها لحظات باردة تتجمد بها الرؤا وتشوش الاذهان
اتذكر حين كنت في فرنسا وكنت وقتها صغيرة في الاعدادية .. كنت ادرس هناك .. اتذكر اني لم اكن العب ولم اكن احب اللعب .. وكنت دائما سارحة مهمومة حزينة .. مع اني لم اكن أحمل من ثقافة الفكر شيئا ولكن اصطدامي في ثقافتين .. الفيرنسية والعربية .. جعلت مني انسانة مذبذبة محطمة .. لا تعرف لمن تنتمي كفر وثقافة وليس عقيدة وعندما كبرت وفهمت .. كبرت الغربة معي وبدأت اشعر ان سبب همومي ومشاكلي هي في فكر حملته صغيرة وتعبت به كبيرة تلك غربة الثقافة .. وتلك ضريبة الفكر .. وربما اكثر حدة يجدها المثقف هو من يحمل بداخله ثقافتين لا يمكن أن ينزع واحدة عن اخرى وهذا ماحصل للكاتب المصري توفيق الحكيم .. فقد عاش فترة في فرنسا واحب هناك فتاة فيرنسية وتشبع من الفكر الفيرنسي وعندما عاد لمصر احس بالغربة .. وعاش عمره غريبا مات وحيدا وعاش في بيته وحيدا لم تكن له لقاءات .. ولم تكن له زيارات .. ولا صداقات وعاش مع عصاه وحماره .. يكتب لعصاته وحماره ويسقط كتاباته على مجتمعه العربي
وعندما دعي لحفل اقامه المطرب الراحل محمد عبدالوهاب .. وحضر مرغما ولكنه اختفى وتم البحث عنه في كل ارجاء القاعة وممراتها وغرفها ولكن لم يعثر له على اثر فاستغرب عبدالوهاب وسأل الخدم فاجابوه بانهم رأوه يقفز من النافذة للخارج هربا من الزحام هذا هو توفيق الحكيم .. كان يجر حماره معه في الشارع .. ويربطه تحت البناية وعندما دعي للقاء تليفزيوني اصر باحضار حماره معه .. كان يكره النساء واشتهر بالبخل ولكنه صرح في اخر ايامه انه لم يكن بخيلا ولكنه كان لا يرغب باستقبال احد في منزله .. لقد عشت احلى سنين عمري مع توفيق الحكيم
احببته حبا لا يمكن وصفه من خلال مسرحياته الذهنية .. قرأتها كلها .. وكنت احرص علىاقتناء كتبه القديمة وايضا مسرحياته التي نشرها في الصحف .. وقد وجدت معظم ذلك في ارشيف بابا وخصوصا الصحف القديمة .. لكنه في اواخر حياته خرج لنا بأمر غريب
عندما قام بكتابة حوار بينه وبين الله سبحانه .. وقد ضج العالم الاسلامي كله على هذا العمل وادان عمله علماء الامة ومنهم الراحل محمد متولي الشعراوي الذي طالبه بمناظرة ولكن توفيق الحكيم رفض واصر على مواصلة الحوار مما اضطرت اللجان الاسلامية والمعاهد والدوائر ذات الصلة باقامة دعوى سريعة لايقاف الحكيم عن الكتابة وبالفعل اصدرت المحكمة امرا عاجلا بايقاف العمل وتقديمه للمحاكمة ولكنه توفي قبل ذلك لا احد يعلم حتى الان لم اقدم الحكيم على هذه الخطوة الجنونية وعلى هذه المغامرة التي اصعقت كل محبيه من العالم الاسلامي .. وكان قبلها عمل حوارا مع الشيطان وعمل مسرحيات عن بلقيس وسليمان الحكيم وغيرها وغيرها من المسرحيات الذهنية وفي كتابه عصفور من الشرق اوضح اسباب هذا التناقض وارجعه للثقافة التي حملها معه ومع انها ثقافة سريعة استمدت من غربته في فرنسا لكنها اثرت على تكوين شخصيته الفكرية وقد انبهرت في شخصيته لدرجه لا يمكن وصفها .. وكنت اتمنى الالتقاء به لكنه مات للاسف قبل ان انضج واكبر .. وستظل هذه حسرة في قلبي وايضا لو لاحظنا ماكتبه كولن ولسون وهذا الكاتب اعشقه وهو كاتب انجليزي .. وهو مؤلف كتاب الامنتمي .. لو اطلعنا على هذا الكتاب لعرفنا غربة المثقفين .. وتفهمنا اكثر مايعانونه من تشتت وضياع .. انهم بالفعل غير منتمين .. والمقصود بالانتماء ليس العقيدة .. فمعظم كتاب الغرب ماديين .. ولكن المقصود غربة الانتماء للمجتمع ..
وقد يرد علينا من يقول ان في الاسلام دار امان واستقرار .. نعم هذا صحيح ولكننا نتكلم عن غربة المثقف في عالمه الذي يعيشه ويعيش واقعه .. لقدحاولت مرارا ان اكتب مثلهم ولكن للاسف غير مقبول في عالمنا العربي هذا النمط من النقد حيث انه يكتنفه عواطف لابد من اظهارها اولا .. وهذا ماحصل للكاتب توفيق الحكيم عميد الادب العربي .. عندما اصدر كتابه نقد الشعر الجاهلي ثارت الدنيا كلها عليه واتهموه بالزندقه والكفر واقيل من الوزارة بسبب كتابه .. واقيل من الجامعة .. لماذا كل هذا لانه اتبع مدرسة النقد التجريدية .. اي التي تناقش بتجرد تام لم يتقبلها العالم العربي في ذاك الوقت .. وللاسف لم يتقبلها اليوم
الحديث في هذا الموضوع ذو شجووون
وهي فرصة هنا بالتعبير عما تختلجه نفوسنا من هذا الباب الذي اظن انه باب ريح ولازم نسكره عشان نستريح متأسفه .. ولكن هناك امر اخر غفلت عن ذكره وهو ان الكاتب الانجليزي الذي قام بتاليف كتاب اللا منتمي .. الغريبه انه كتبه وهو في سن الرابعة والعشرين .. ونلاحظ في كتابه انه خصصه بشكل كبير للكاتب الالماني جوته في كتابه الام فارتر لقد اعجب به حد الهوس .. ولا ضير في ذلك فانا ايضا همت به في كتبه فهو كاتب قلما يوجد مثله ومن يقرأ له لا يتوقف عن الاعجاب به وعندما قام كولن ولسن بتاليف كتابه اصول الدافع الجنسي ايضا خصص جزء كبير من كتابه لفارتر بطل قصة الام فارتر للكاتب الالماني جوته
انه توهان عجيب وغريب .. وربما يستوقف فارتر عندما حكم عليه بالاعدام في زنزاته القذرة
عندما حضر اليه القس ليسمع منه كلمة الايمان لقد مج سيجارته بامتعاض وطلب انصراف القس انه ليس بحاجة اليه هذا ولسن لم يتوقف عن البحث في هذه الفقرة لقد اشبعها بحثا
وفي فترة من الفترات توقفت مثله واخذت اسال نفسي هل جوته غير منتمي .. انه يسقط ابطاله بشكل على مجتمعه ..وفي كتاب مذكرات من بيت الموتى للكاتب الروسي فيدور ديوستوفسكي ايضا تستوقفك مسألة
الانتماء .. لقد رفض الكاتب مجتمعه بشكل ضجر واخذ يبحث في مجتمعات عديدة بحثا عن هويته .. يتضح هذا بصورة رمزية في كتابه مذكرات من بيت الموتى عندما عاش مع المساجين بحجة تأليف كتابه لكنه خطط للهرب مع مجموعة من السجناء
انه ليس بحاجة للهرب فهو غير مسجون اصلا انها رمزية عجيبة للضياع والانفلات وايضا حققها على ارض الواقع والغريبة ان ولسن لم يتطرق للكتب الروسية الا لماما .. لا ادري السبب ربما تأثره بالحرب الباردة وقتها الله اعلم
وبالمناسبة هناك جملة تقول (( إن المثقف يستطيع أن يعيش النقيضين من نفس الزاوية )) غريبة انها بالفعل لمست جرحا عانى منه المثقفين على مدى العصور فهذا الموضوع لا ينحصر على مجتمعاتنا الحالية فالمثقف المتخم بالمعرفة او الذي يعيش دوره الخاص قد يصطدم بمجتمع متخلف .. او ربما يعيشه .. سيان .. انها مشكله بالفعل ..
في كتاب المرأتان للكاتب الايطالي البرتو مورافيا لقد شخص هذه الحالة تمام لقد قام بتمثيل هذا الفيلم مارلون براندو واجاد الدور بشكل عجيب انصحكم بمشاهدته حتى تصل لكم هذه المقالة بشكلها الاروع ربما هذا الكتاب ممنوع في الاسواق العربية .. بل حتما ممنوع .. لكن يمكنكم الحصول عليه من خلال البحث في الشبكة العنكبوتية . ., انه يتحدث عن حالات انفصالية يعيشها المجتمع الغربي بالطبع
سأبدي سرا
لم تشدني اية مقالة تكتبها بعض الصحف او المجلات الاباحية والتي تتحدث عن الجنس كمتعة او تلك التي تتحدث عن الانتماء كتجربة لكني اشعر بالانجذاب لمثل الفقرات التي ذكرتها لكم اعلاه ربما بها ملامسة للشعور اكثر وهي تشبه المقالة برغم قصرها فهي جملة وليست عامودا بصحيفة لكنها مهمة جدا ربما لا تتصورون انه عقد مؤتمر في روسيا حضره المفكر اليهودي هيرتزل كان مخصصا لموضوع الانتماء والهوية كان المؤتمر يبحث عن ضياع الهوية الفكرية اليهودية - اي المثقفة - وكان هيرتزل حريص على زرع الانتماء في نفوس هذه النخبة اليهودية بسبب تأثرهم التقليدي بالفكر الاوروبي
كان تخوف هيرتزل انهم قد يتخلصون من هويتهم اليهودية الاهوتية وكان هذا الامر يقلقه بالطبع ..... لكن مابالنا اليوم .. هذه النخبة المثقفة من العالم العربي .. هل تعيش الضياع بالفعل والضياع يعني ايجاد ارضية لممارسة فكرهم .. من انتاج وابداع .. لا ادري .. هذه اجابة صعبة .. ومعقدة .. لكن حتما ان المثقف العربي لا يجد هويته بصورة حسنة ليس بالتخلف فقط .. ولكن بالاحساس الدوني الذي يلمسه من قبل الانظمة .... انه يشكل له هاجس في منع ابداعه .. هذا مثل .. وبالطبع هناك امثلة عديدة حول نفس الموضوع
الحقيقة الموضوع متخم ومشبع واخشى بان استمر اكثروالسبب خوفا من الاسترسال الممجوج .. لان مثل هذه المواضيع مملة بذاتها لانها تخص طبقة معينة من المثقفين انه هم يومي اعيشه انا بالذات وانجرح منه
ترى هل نحن مثقفين بالفعل .. هل انا مثقفه وعلى راسي ريشه .. تظل الاسئلة لا اجابات لها ...
تمهيد:
اعشق النزق .. واحب الحرية .. وان اكون شيئا ما يتحرك في محيطي وعالمي
لا يهم ان تكون هناك فروقات .. او مخالفة رأي .. عندما احس ان عالمي لا يمس
لنرحل الان مع هذه المقالة التي كتبتها لكم ...
موضوعنا هو عن غربة المثقف ...
نعم هذا صحيح .. هناك غربة يحس بها بعض المثقفين عندما يدخل في متاهات الفكر والانتماء لابوابه ودهاليزه المغلقة وخاصة تلك الافكار الشيطانية التي تجرد العقل من قيوده وتدفعه دفعا للتحليق في بوهيمية لا نهاية لها .. انها لحظات باردة تتجمد بها الرؤا وتشوش الاذهان
اتذكر حين كنت في فرنسا وكنت وقتها صغيرة في الاعدادية .. كنت ادرس هناك .. اتذكر اني لم اكن العب ولم اكن احب اللعب .. وكنت دائما سارحة مهمومة حزينة .. مع اني لم اكن أحمل من ثقافة الفكر شيئا ولكن اصطدامي في ثقافتين .. الفيرنسية والعربية .. جعلت مني انسانة مذبذبة محطمة .. لا تعرف لمن تنتمي كفر وثقافة وليس عقيدة وعندما كبرت وفهمت .. كبرت الغربة معي وبدأت اشعر ان سبب همومي ومشاكلي هي في فكر حملته صغيرة وتعبت به كبيرة تلك غربة الثقافة .. وتلك ضريبة الفكر .. وربما اكثر حدة يجدها المثقف هو من يحمل بداخله ثقافتين لا يمكن أن ينزع واحدة عن اخرى وهذا ماحصل للكاتب المصري توفيق الحكيم .. فقد عاش فترة في فرنسا واحب هناك فتاة فيرنسية وتشبع من الفكر الفيرنسي وعندما عاد لمصر احس بالغربة .. وعاش عمره غريبا مات وحيدا وعاش في بيته وحيدا لم تكن له لقاءات .. ولم تكن له زيارات .. ولا صداقات وعاش مع عصاه وحماره .. يكتب لعصاته وحماره ويسقط كتاباته على مجتمعه العربي
وعندما دعي لحفل اقامه المطرب الراحل محمد عبدالوهاب .. وحضر مرغما ولكنه اختفى وتم البحث عنه في كل ارجاء القاعة وممراتها وغرفها ولكن لم يعثر له على اثر فاستغرب عبدالوهاب وسأل الخدم فاجابوه بانهم رأوه يقفز من النافذة للخارج هربا من الزحام هذا هو توفيق الحكيم .. كان يجر حماره معه في الشارع .. ويربطه تحت البناية وعندما دعي للقاء تليفزيوني اصر باحضار حماره معه .. كان يكره النساء واشتهر بالبخل ولكنه صرح في اخر ايامه انه لم يكن بخيلا ولكنه كان لا يرغب باستقبال احد في منزله .. لقد عشت احلى سنين عمري مع توفيق الحكيم
احببته حبا لا يمكن وصفه من خلال مسرحياته الذهنية .. قرأتها كلها .. وكنت احرص علىاقتناء كتبه القديمة وايضا مسرحياته التي نشرها في الصحف .. وقد وجدت معظم ذلك في ارشيف بابا وخصوصا الصحف القديمة .. لكنه في اواخر حياته خرج لنا بأمر غريب
عندما قام بكتابة حوار بينه وبين الله سبحانه .. وقد ضج العالم الاسلامي كله على هذا العمل وادان عمله علماء الامة ومنهم الراحل محمد متولي الشعراوي الذي طالبه بمناظرة ولكن توفيق الحكيم رفض واصر على مواصلة الحوار مما اضطرت اللجان الاسلامية والمعاهد والدوائر ذات الصلة باقامة دعوى سريعة لايقاف الحكيم عن الكتابة وبالفعل اصدرت المحكمة امرا عاجلا بايقاف العمل وتقديمه للمحاكمة ولكنه توفي قبل ذلك لا احد يعلم حتى الان لم اقدم الحكيم على هذه الخطوة الجنونية وعلى هذه المغامرة التي اصعقت كل محبيه من العالم الاسلامي .. وكان قبلها عمل حوارا مع الشيطان وعمل مسرحيات عن بلقيس وسليمان الحكيم وغيرها وغيرها من المسرحيات الذهنية وفي كتابه عصفور من الشرق اوضح اسباب هذا التناقض وارجعه للثقافة التي حملها معه ومع انها ثقافة سريعة استمدت من غربته في فرنسا لكنها اثرت على تكوين شخصيته الفكرية وقد انبهرت في شخصيته لدرجه لا يمكن وصفها .. وكنت اتمنى الالتقاء به لكنه مات للاسف قبل ان انضج واكبر .. وستظل هذه حسرة في قلبي وايضا لو لاحظنا ماكتبه كولن ولسون وهذا الكاتب اعشقه وهو كاتب انجليزي .. وهو مؤلف كتاب الامنتمي .. لو اطلعنا على هذا الكتاب لعرفنا غربة المثقفين .. وتفهمنا اكثر مايعانونه من تشتت وضياع .. انهم بالفعل غير منتمين .. والمقصود بالانتماء ليس العقيدة .. فمعظم كتاب الغرب ماديين .. ولكن المقصود غربة الانتماء للمجتمع ..
وقد يرد علينا من يقول ان في الاسلام دار امان واستقرار .. نعم هذا صحيح ولكننا نتكلم عن غربة المثقف في عالمه الذي يعيشه ويعيش واقعه .. لقدحاولت مرارا ان اكتب مثلهم ولكن للاسف غير مقبول في عالمنا العربي هذا النمط من النقد حيث انه يكتنفه عواطف لابد من اظهارها اولا .. وهذا ماحصل للكاتب توفيق الحكيم عميد الادب العربي .. عندما اصدر كتابه نقد الشعر الجاهلي ثارت الدنيا كلها عليه واتهموه بالزندقه والكفر واقيل من الوزارة بسبب كتابه .. واقيل من الجامعة .. لماذا كل هذا لانه اتبع مدرسة النقد التجريدية .. اي التي تناقش بتجرد تام لم يتقبلها العالم العربي في ذاك الوقت .. وللاسف لم يتقبلها اليوم
الحديث في هذا الموضوع ذو شجووون
وهي فرصة هنا بالتعبير عما تختلجه نفوسنا من هذا الباب الذي اظن انه باب ريح ولازم نسكره عشان نستريح متأسفه .. ولكن هناك امر اخر غفلت عن ذكره وهو ان الكاتب الانجليزي الذي قام بتاليف كتاب اللا منتمي .. الغريبه انه كتبه وهو في سن الرابعة والعشرين .. ونلاحظ في كتابه انه خصصه بشكل كبير للكاتب الالماني جوته في كتابه الام فارتر لقد اعجب به حد الهوس .. ولا ضير في ذلك فانا ايضا همت به في كتبه فهو كاتب قلما يوجد مثله ومن يقرأ له لا يتوقف عن الاعجاب به وعندما قام كولن ولسن بتاليف كتابه اصول الدافع الجنسي ايضا خصص جزء كبير من كتابه لفارتر بطل قصة الام فارتر للكاتب الالماني جوته
انه توهان عجيب وغريب .. وربما يستوقف فارتر عندما حكم عليه بالاعدام في زنزاته القذرة
عندما حضر اليه القس ليسمع منه كلمة الايمان لقد مج سيجارته بامتعاض وطلب انصراف القس انه ليس بحاجة اليه هذا ولسن لم يتوقف عن البحث في هذه الفقرة لقد اشبعها بحثا
وفي فترة من الفترات توقفت مثله واخذت اسال نفسي هل جوته غير منتمي .. انه يسقط ابطاله بشكل على مجتمعه ..وفي كتاب مذكرات من بيت الموتى للكاتب الروسي فيدور ديوستوفسكي ايضا تستوقفك مسألة
الانتماء .. لقد رفض الكاتب مجتمعه بشكل ضجر واخذ يبحث في مجتمعات عديدة بحثا عن هويته .. يتضح هذا بصورة رمزية في كتابه مذكرات من بيت الموتى عندما عاش مع المساجين بحجة تأليف كتابه لكنه خطط للهرب مع مجموعة من السجناء
انه ليس بحاجة للهرب فهو غير مسجون اصلا انها رمزية عجيبة للضياع والانفلات وايضا حققها على ارض الواقع والغريبة ان ولسن لم يتطرق للكتب الروسية الا لماما .. لا ادري السبب ربما تأثره بالحرب الباردة وقتها الله اعلم
وبالمناسبة هناك جملة تقول (( إن المثقف يستطيع أن يعيش النقيضين من نفس الزاوية )) غريبة انها بالفعل لمست جرحا عانى منه المثقفين على مدى العصور فهذا الموضوع لا ينحصر على مجتمعاتنا الحالية فالمثقف المتخم بالمعرفة او الذي يعيش دوره الخاص قد يصطدم بمجتمع متخلف .. او ربما يعيشه .. سيان .. انها مشكله بالفعل ..
في كتاب المرأتان للكاتب الايطالي البرتو مورافيا لقد شخص هذه الحالة تمام لقد قام بتمثيل هذا الفيلم مارلون براندو واجاد الدور بشكل عجيب انصحكم بمشاهدته حتى تصل لكم هذه المقالة بشكلها الاروع ربما هذا الكتاب ممنوع في الاسواق العربية .. بل حتما ممنوع .. لكن يمكنكم الحصول عليه من خلال البحث في الشبكة العنكبوتية . ., انه يتحدث عن حالات انفصالية يعيشها المجتمع الغربي بالطبع
سأبدي سرا
لم تشدني اية مقالة تكتبها بعض الصحف او المجلات الاباحية والتي تتحدث عن الجنس كمتعة او تلك التي تتحدث عن الانتماء كتجربة لكني اشعر بالانجذاب لمثل الفقرات التي ذكرتها لكم اعلاه ربما بها ملامسة للشعور اكثر وهي تشبه المقالة برغم قصرها فهي جملة وليست عامودا بصحيفة لكنها مهمة جدا ربما لا تتصورون انه عقد مؤتمر في روسيا حضره المفكر اليهودي هيرتزل كان مخصصا لموضوع الانتماء والهوية كان المؤتمر يبحث عن ضياع الهوية الفكرية اليهودية - اي المثقفة - وكان هيرتزل حريص على زرع الانتماء في نفوس هذه النخبة اليهودية بسبب تأثرهم التقليدي بالفكر الاوروبي
كان تخوف هيرتزل انهم قد يتخلصون من هويتهم اليهودية الاهوتية وكان هذا الامر يقلقه بالطبع ..... لكن مابالنا اليوم .. هذه النخبة المثقفة من العالم العربي .. هل تعيش الضياع بالفعل والضياع يعني ايجاد ارضية لممارسة فكرهم .. من انتاج وابداع .. لا ادري .. هذه اجابة صعبة .. ومعقدة .. لكن حتما ان المثقف العربي لا يجد هويته بصورة حسنة ليس بالتخلف فقط .. ولكن بالاحساس الدوني الذي يلمسه من قبل الانظمة .... انه يشكل له هاجس في منع ابداعه .. هذا مثل .. وبالطبع هناك امثلة عديدة حول نفس الموضوع
الحقيقة الموضوع متخم ومشبع واخشى بان استمر اكثروالسبب خوفا من الاسترسال الممجوج .. لان مثل هذه المواضيع مملة بذاتها لانها تخص طبقة معينة من المثقفين انه هم يومي اعيشه انا بالذات وانجرح منه
ترى هل نحن مثقفين بالفعل .. هل انا مثقفه وعلى راسي ريشه .. تظل الاسئلة لا اجابات لها ...