المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيلول الأسود



wa6an
13-06-2005, 07:57 PM
في أوائل شهر سبتمبر سنة 1970 هزت العالم العربي مأساة هائلة لا ينساها التاريخ، وقعت تحت سمع العرب وبصرهم في عاصمة عربية معروفة غير منكورة هي "عمّان" عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية! إنها مأساة "أيلول الأسود" التي قتل فيها جمٌّ غفير من أبناء فلسطين في ثلاثة أيام، برصاص الجيش الأردني الباسل!! وهجماته العنترية على إخوانه الفلسطينيين، ومنهم من قُتل في قلب منزله، وربما قُتلت معه زوجته وأولاده، أو بعض أولاده، مثل صديقنا العالم الأزهري الشيخ عزت الشريف عليه رحمة الله.

صحيح أن أعضاء فتح قد تجاوزوا في تصرفاتهم، وارتكبوا بعض الأخطاء في حق المواطنين في عمَّان، وأصبحوا دولة داخل الدولة، ولم يعودوا يعبئون بسلطة ولا قانون، ولم تبادر القيادة المسئولة بتأديب هؤلاء. ومثل هذا لا تصبر عليه دولة ترى لنفسها السيادة على أرضها.

ولكن ألم يكن ممكنا توسيط بعض القادة العرب لحل المشكلة وإخماد النار؟ ثم لماذا الضرب بكل هذه القسوة وهذا الجبروت؟ إننا لم نستعمل هذه القسوة والوحشية مع الصهاينة الذين اغتصبوا أرضنا، وسفكوا دماءنا، وشردوا أهلنا، ودنّسوا مقدساتنا، فكيف نستعملها مع إخواننا الذين هم منا ونحن منهم؟ أليس الشاعر العربي يقول:

أخاك أخاك! إن مـن لا أخـا لــه كساع إلـى الهيجا بغير سلاح!

وإن ابن عم المرء –فاعلم- جناحه وهل ينهض البازي بغير جناح؟

فكيف كسرنا سلاحنا؟ وكيف هضنا جناحنا؟ وكيف نقاوم بغير سلاح، أو نطير بغير جناح؟!

وإني لأعجب كل العجب من قسوتنا -نحن العرب- بعضنا على بعض، في حين وصف الله أصحاب رسوله بقوله: "أشداء على الكفار رحماء بينهم" [الفتح: 29].

كما وصف الله الجيل المرتقب لنصرة الإسلام عندما يمرق المارقون، ويرتد المرتدون بقوله: "أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين" [المائدة: 54].

عبَر من المأساة

وهذه إحدى العبر من هذه المأساة: أننا عند الخصومة ننسى كل الروابط التي تربطنا، ويتعامل بعضنا مع بعض بشراسة ووحشية لا نتعامل بها مع أشد الناس عداوة لنا.

وعبرة أخرى نأخذها من هذه المأساة، وهي: أن أي جماعة شعبية مسلحة لا يمكن أن تقاوم قوة الجيش النظامي المسلح؛ فقد كانت فتح تملك الرجال، وتملك السلاح، وكانت متمركزة في أسفل العمارات وفي أعلاها، وكانت مسنودة محليا، ومسنودة عربيا، بل مسنودة من قوى كبرى مثل روسيا، ومع هذا حين اصطدمت بقوة الجيش لم تستطع الصمود أمامه؛ فهو يملك من المعدات الثقيلة والإمكانات الكبيرة ما لا تملكه فتح. ولهذا تمكن من ضربها في مقاتلها، ومحاصرتها في مواقعها، والقضاء على قوتها في وقت قصير.


وفي هذا عبرة للجماعات الشعبية التي تفكر في الاستيلاء على السلطة بعمل عسكري ضد قوات الدولة المسلحة؛ فهذا تفكير سطحي، وإغراق في الخيال؛ فإن الجيوش النظامية والقوات المسلحة بما تملك من أسلحة وعتاد وطاقات هائلة.. قادرة على سحق مثل هذه المحاولات المحدودة القدرة، مهما يكن عند القائمين عليها ما لا يجحد من فضائل الشجاعة والبطولة وحب البذل في سبيل الله.

اغتيال وصفي التل

جرت هذه المأساة في عهد حكومة وصفي التل رئيس وزراء الأردن الذي باء بوزرها وحمل تبعتها.

وقد غلا مرجل الغضب بين الفلسطينيين خاصة، وبين العرب والمسلمين عامة على وصفي التل، وانصبت عليه اللعنات من كل جانب؛ لأنه هو الذي تولى كِبر هذا الأمر، وهو الذي أصدر الأوامر، ووجه النداء إلى وزير الدفاع وإلى الجيش.

حتى لو صدرت إليه الأوامر من الملك؛ فهو الذي يتولى التنفيذ، وكان يمكنه أن يرفض ويقدم استقالته، ولا يحمل عارها وشنارها عند الله وعند الناس أجمعين.

ولا عجب أن شهد شهر أيلول نفسه الانتقام السريع من وصفي التل، وهو يشارك في مؤتمر القمة في القاهرة الذي دعا إليه عبد الناصر. فوجه شاب فلسطيني إلى صدره عدة رصاصات، فأردته قتيلا.

wa6an
14-06-2005, 09:42 AM
بس في سؤال أحب اسأله
ليش احنا يا العرب ما كان عنا هذا البطش و الجبروت على اليهود و الامريكان و ما عاملناهم بهذه الطريقة بينما كان عنا هذا البطش و الجبروت لنعامل فيه الفلسطينيين
لانه معنى اللي صار انه نحن بنقدر نضرب و نقتل و نشنع طيب ليش هذا الشيء ما طبقناه على عدونا الحقيقي ؟