المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث نجد قرن الشيطان , أرجو المساعده من طلاب العلم



قاتل المرجفين
14-06-2005, 10:41 AM
ارجو المساعده من طلاب العلم في الحديثين التالييين:

عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وهو مستقبل المشرق يقول : ألا إن الفتنة ها هنا ، ألا إن الفتنة هاهنا ، ألا إن الفتنة هاهنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان . رواه الشيخان .
وفي رواية لمسلم : رأس الكفر من هاهنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان .
ففي هذا الحديث لفظ : المشرق .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا : وفي نجدنا ، قال : اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا : يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال الثالثة : هناك الزلازل والفتن ، وبها يطلع قرن الشيطان . رواه البخاري والترمذي وأحمد .


أولا أرجو المساعده بالمقصود تحديدا بنجد في الحديث السابق وقد قرأت أقوال العلماء فوجدت بعضهم يشير إلى العراق وهم الأكثريه وبعضهم يشير ألى نجد وهم أقليه لا تتجاوز عدد الأصابع , لكني أريد معرفة قول مؤسسي المدارس الفقهيه الأربعه في الحديثين السابقين أن أمكن أحدكم تزويدنا بها وجزاه الله خير.

قاتل المرجفين
14-06-2005, 11:50 PM
يا أخوان الرجاء المساعده فيما سبق,

عـرب زايـد
14-06-2005, 11:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سمعت محاضرة للشيخ محمد حسان (لست متأكداً عما إذا كان محمد حسان ام أحداً غيره كما لا يحضرني إسم المحاضرة حالياً) وهو يروي جزء من هذا الحديث والمقصود بقرن الشيطان هو العراق وليس نجد على حسب إفادة الشيخ ... وإن شاء الله سوف أضع الوصلة للمحاضرة اليوم أو غداً.

تحياتي لك

قاتل المرجفين
16-06-2005, 11:12 AM
أولا شكرا لك أخي عرب زايد على مرورك الكريم (لكن شكلك مافهمت قصدي)..
أنا كتبت التالي

وقد قرأت أقوال العلماء فوجدت بعضهم يشير إلى العراق وهم الأكثريه وبعضهم يشير ألى نجد وهم أقليه لا تتجاوز عدد الأصابع , لكني أريد معرفة قول مؤسسي المدارس الفقهيه الأربعه في الحديثين السابقين أن أمكن أحدكم تزويدنا بها وجزاه الله خير.



وهناك تفسير لأحد المشايخ أقنعني بنسبة50%على أن المقصود هو نجد الجزيره العربيه وكان تفسيره مدعم بالخرائط والرسومات الجغرافيه لكني أريد أن أعرف أراء الأمه أبو حنيفه والشافعي والأمام مالك وأحمد بن حنبل,رحمهم الله.

وسأطرح تفسيره في رد أخر في نفس الموضوع لأثراء الحوار

قاتل المرجفين
16-06-2005, 11:26 AM
إن الحمد لله: نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، من يطع الله ورسوله فقد اهتدى ورشد، ومن يعص الله ورسوله فقد غوى، وضل ضلالاً بعيداً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وقدوتنا وشفيعنا وحبيب قلوبنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه.

{يا أيها الذين ءامنُوا اتقوا الله حق تُقاتهِ، ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون}، (آل عمران؛ 3 :102).

{يا أيُهَا النَاسُ اتقُوا ربكم الذى خلقكم من نفسٍ واحدةٍ، وخلق منها زوجَهَا، وبث مِنهُمَا رجالاً كثيرًا وِنسَاءً، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبًا}، (النساء؛ 4 :1).

{يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله، وقولوا قولاً سديدًا * يُصلح لكم أعَمَاَلَكُم، ويَغفِر لكم ذُنُوبَكُم، ومن يُطِعِ الله وَرسُولَهُ فقد فَاز فوزًا عظيمًا}، (الأحزاب؛ 33 :70).

إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، هو الأسوة الحسنة: نعم الأسوة، ونعم القدوة. وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثه بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أما بعد:



فقد كثر الجدل مؤخراً حول الحديث الصحيح، المتفق على صحته، حول (نجد): (هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان)، وهل المقصود المنطقة المشهورة المعلومة المسماة: (نجد) في وسط الجزيرة العربية، أم أنها (نجد العراق)، كما يزعم البعض. وزاد الطين بلة أن الدوافع والأهواء المذهبية، والطائفية، بل والقبلية والجهوية، دخلت في الموضوع وأوشكت أن تفسده.



ولتحرير المسألة والخروج بها من الشبهات والظنون إلى مرتبة القطع واليقين لا بد:

أولاً: من معرفة الواقع الحسي للمناطق المسماة بذلك وعلاقتها الجغرافية بعضها ببعض، ونسبتها إلى موقع المدينة النبوية المنورة الشريفة جغرافياً؛

ثانياً: استجلاء المعني اللغوي والأصل التاريخي للتسمية بـ(نجد) وكذلك (العراق) بحيث لا تبقى في معانيها أي شبهة، ومدي انطباق لفظة (نجد) على (العراق)؛

ثالثاً: ولا بد من دراسة الحديث بكافة طرقه دراسة مشبعة للتعرف على اللفظ النبوي المعصوم، على أن يكون ذلك وفق القواعد التي أصلناها في البيان التأسيسي لتنظيم التجديد الإسلامي، (ملحق أصول الأحكام، وقواعد الاستنباط)، حيث قلنا:

[مـــادة (4): لا يحل الاستشهاد، ولا تقوم الحجة، بنص من مرويات السنة إلا إذا ثبتت صحته ونسبته إلى النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إما ثبوتاً يقينياً قاطعاً بالتواتر، أو بأن يكون قد ثبت ثبوتاً يتجاوز كل شك معقول، أو مطعن مقبول، أو علة قادحة. كما لا يحل الاستشهاد بخبر ثابت صحيح إلا بعد استيعاب كل طرق روايته، وتحرير جميع ألفاظه، لتعيين اللفظ الثابت الصحيح، أو لاستنباط المعنى الثابت المشترك بين الطرق والروايات.

مـــادة (5): لا بد من اعتبار نصوص الكتاب والسنة جميعها نصاً واحداً متصلاً، على مرتبة واحدة من الحجية ومن وجوب الطاعة لها جميعها. فلا يجوز إعمال نص وإهمال آخر مطلقاً، ولا يحل تقديم نص على نص آخر أبداً، إلا ببرهان من النصوص نفسها، أو لضرورة حس أو عقل.

مـــادة (6): لا بد من إمضاء النصوص جميعها على عمومها وإطلاقها، فلا يحل تخصيص شئ منها أو تقييده إلا ببرهان منها، أو بضرورة حس أو عقل. .... إلخ (راجع: البيان التأسيسي لتنظيم التجديد الإسلامي)].

فهذه القواعد تلزم باستقصاء الأحاديث الأخرى المتعلقة بالموضوع.

رابعاً: تحرير انطباق الأحاديث: هل هي لكل الأزمنة، أم لأزمنة مخصوصة فقط، وإن أمكن: على من تنطبق؟!



فبالنسبة للجزئية الأولى: نلاحظ أن الأحاديث الشريفة تتحدث عن اليمن، والشام، ونجد، والمشرق، وربما عن (العراق)، و(مصر). وكلها قد تلفظ بها النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أبان إقامته في المدينة النبوية الشريفة المنورة (أو حولها)، فالمشرق إذاً ضرورة هو بالنسبة للمدينة المنورة، وما حولها.

و المدينة النبوية الشريفة المنورة تقع تقريباً على خط عرض مدار السرطان، لذلك فإن الشمس تتعامد عليها في قمة الصيف (حوالي 21 من يونيو) فيكون مشرق الشمس، في رأي العين، هو المشرق الجغرافي. أما في حضيض الشتاء (حوالي: 23 ديسمبر) فيكون مشرقها ، في رأي العين، هو الجنوب الشرقي الجغرافي، أي بزاوية 45 درجة نحو الجنوب، تقريباً.

ولكن جمهور المخاطبين لا يتعاملون مع الخرائط الجغرافية والمساطر، لذلك نتوقع أن يطلق الإنسان العامي لفظة (المشرق) أيضاً على (الشرق) المنحرف بشمال خفيف، لذلك فإن الحزم والاحتياط يوجب السماح بالانحراف شمالاً (في اتجاه الشمال الشرقي) بزاوية معقولة. ولما كان الشمال الجغرافي المحض يبعد عن الشرق الجغراغي المحض بتسعين درجة، فإنه من المستبعد أن يتساهل الناس فيدخلوا في مفهوم (الشرق) ما يجاوز ثلث هذه المسافة الزاوية أي نحو 30 درجة تجاه الشمال، وإلا دخلنا منطقة الشمال الشرقي بلا شبهة.

وبتأمل الخريط المرفقة يتضح أن هذا الخط الحدي الممتد من المدينة إلى الشرق بشمال خفيف (30 درجة فقط) لا يمر أصلاً في العراق، وإنما يلامس جنوب الكويت ثم يستمر نحو شمال أيران، فبلاد ما وراء النهر، حتي يصل، تقريباً، إلى منتصف بلاد المغول والتتار.
http://69.57.139.177/mailitems/images/saudi_arabia-East.jpg

قاتل المرجفين
16-06-2005, 11:30 AM
http://69.57.139.177/mailitems/images/Arabia_in_SW-Asia-E.jpg

فشرق المدينة النبوية الشريفة المنورة يضم معظم (نجد)، أي نجد جزيرة العرب المعروفة، في المسافات المباشرة القريبة. ويضم خراسان وأفغانستان، وبلاد ما وراء النهر، وشرق الصين، وبلاد الترك (ومنهم المغول والتتار) في المدى البعيد.

فالعراق المعروف هو قطعاًُ ليس إلى الشرق من المدينة، ولكن نصفه الشمالي يقع في شمال المدينة النبوية الشريفة المنورة، ونصفه الجنوبي يقع في الشمال الشرقي. هذه هي الحقائق الحسية القاطعة، التي لا يجوز إغفالها وتجاوزها، ولا بحال من الأحوال.

وبهذا يظهر لك بطلان قول الإمام الخطابي: [نجد من جهة المشرق. ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة]، ثم قال بعدها فوراً: [وأصل النجد ما ارتفع من الأرض وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة]، انتهى كلام الإمام الخطابي، وفقرته الأولى خطأ محض، لا يقول به إلا من لم يستطع تمييز يمينه من شماله، عياذاً بالله. أما جملته الثانية فصواب، وهي تنقض كلامه الأول، كما سيظهر قريباً، إن شاء الله.

كما يظهر لك بطلان قول الشيخ حكيم محمد أشرف سندهو في رسالته المعنونة: (أكمل البيان في شرح حديث نجد قرن الشيطان)، حيث قال: (مقصود الأحاديث أن البلاد الواقعة في جهة المشرق من المدينة المنورة، هي مبدأ الفتنة والفساد، ومركز الكفر والإلحاد، ومصدر الابتداع والضلال، فانظروا في خريطة العرب بنظر الإمعان، يظهر لكم أن الأرض الواقعة في شرق المدينة إنما هي أرض العراق فقط موضع الكوفة والبصرة وبغداد)!!

ونحن نقول: ها هي الخريطة أمامنا، ولا تحتاج كبير نظر وإمعان للحكم على قوله بالسخف والتهافت والبطلان. فلعل الشيخ حكيم سندهو استخدم خريطة رسمها العور والعميان!

ولا صحة أيضاً لزعم الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ أن (العراق) هو المراد بالمشرق ونجد الذي ورد ذمه في الحديث فقال: (إن المراد بالمشرق ونجد في هذا الحديث وأمثاله هو العراق؛ لأنه يحاذي المدينة من جهة الشرق، يوضحه أن في بعض طرق هذا الحديث: وأشار إلى العراق).



وأما بالنسبة للجزئية الثانية: فلعلنا نتأمل أولاً النصوص التالية، فأولها استقصاء الإمام الحافظ الحجة الكبير الخطيب البغدادي، لأصل التسمية بـ(العراق)كما هو:

* في (تاريخ بغداد، ج1، ص24): [أخبرنا علي بن أبي علي البصري قال: أنبأنا إسماعيل بن سعيد المعدل قال: قال أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال: بن الأعرابي: (إنما سمي العراق عراقا لأنه سفل عن نجد ودنا من البحر. أخذ من: عراق القربة، وهو الخرز الذي في أسفلها).

- وقال غيره: (العراق معناه في كلامهم الطير قالوا وهو جمع عرقة والعرقة ضرب من الطير . ويقال أيضا العراق جمع عرق).

- وقال قطرب: (إنما سمي العراق عراقا لأنه: دنا من البحر وفيه سباخ وشجر. يقال استعرقت ابلكم إذا أتت ذلك الموضع).

- أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال: نبأنا محمد بن العباس الخزاز قال: أنبأنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال: قال أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي: (العراق من بلد الى عبادان، وعرضه من العذيب الى جبل حلوان، وانما سميت العراق عراقا لأن كل استواء عند نهر أو عند بحر عراق، وإنما سمي السواد سوادا لأنهم قدموا يفتحون الكوفة فلما أبصروا سواد النخل قالوا ما هذا السواد!)].

وبغض النظر عن الأصل اللغوي، فلا شك أن العراق منخفض، مستوي، قريباً من سطح البحر، وهو قد سفل عن نجد، وهذه حقائق حسية، لا جدال فيها. ومن كان في شك من ذلك فليذهب بنفسه مصطحباً آلة قياس مناسبة، وليقس بنفسه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فالعراق أقرب أن يكون (غوراً)، وليس (نجداً) كما اعترف الإمام الخطابي، إذ قال: [وأصل (النجد) ما ارتفع من الأرض وهو خلاف (الغور) فإنه ما انخفض منها وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة].

وكذلك اعترف به الشيخ حكيم محمد أشرف سندهو في رسالته المشار إليها آنفاً، وهي المعنونة: (أكمل البيان في شرح حديث نجد قرن الشيطان)، حيث قال: (واتفقت كلمة شرّاح الحديث وأئمة اللغة ومهرة جغرافية العراب أن (النجد) ليس اسماً لبلد مخصوص، ولا اسماً لبلدة بعينها، بل يقال لكل قطعة من الأرض مرتفعة عما حواليها نجد، …)، مع كونه من أشد المدافعين عن القول بأن المقصود هو (العراق)، وليس نجد جزيرة العرب.

ويؤيد هذا ما قاله الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني بعد نقله كلام الإمام الخطابي، آنف الذكر، إذ حكم بضعف كلام الداودي، كما هو في (فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج13، ص 47): [وعرف بهذا وهاء ما قاله الداودي: (ان نجدا من ناحية العراق)، فإنه توهم ان نجدا موضع مخصوص وليس كذلك بل: كل شيء ارتفع بالنسبة الى ما يليه يسمى المرتفع نجداً، والمنخفض غوراً].

والعراق، فضلاً، عن كونه ليس نجداً، أي ليس مرتفعاً من الأرض، فهو بالقطع خارج جزيرة العرب، الذي جاءت النصوص الشرعية بأحكام خاصة لها، من مثل: (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)، ونحو ذلك, فمن المحال أن يكون هو المقصود بلفظة (نجدنا)، والتي تشعر الإضافة فيها إلى المتكلمين أنها مكان معلوم مخصوص، وليس مجرد أي (مرتفع) من الأرض.



وأما بالنسبة للجزئية الثالثة: فهي العمل الرئيسي ها هنا. وسنكتفي ها هنا بالتلخيص، مع ذكر كافة النصوص بطولها، وكامل أسانيدها في الملحق.

* الحديث الرئيس في هذه المسألة:

* كما هو في (الجامع الصحيح المختصر للإمام البخاري): [حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا حسين بن الحسن قال: حدثنا بن عون عن نافع عن بن عمر قال: اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال: قالوا وفي (نجدنا؟!)، قال: قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال: قالوا وفي (نجدنا؟!)، قال: قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان]

* وكما هو في (الجامع الصحيح المختصر للإمام البخاري): [حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أزهر بن سعد عن بن عون عن نافع عن بن عمر قال: ذكر النبي، صلى الله عليه وسلم، اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا قال: اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة: (هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان)]

وهو كذلك بنحو هذا اللفظ، بذكر (نجدنا)، برواية كل من: حسين بن الحسن، و أزهر بن سعد، كليهما عن بن عون عن نافع عن بن عمر، في عامة كتب الحديث، كما هو في الملحق.

* ولكن جاء في (مسند الإمام أحمد بن حنبل): [حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا سعيد حدثنا عبد الرحمن بن عطاء عن نافع عن بن عمر أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا مرتين فقال رجل وفي (مشرقنا) يا رسول الله فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من هنالك يطلع قرن الشيطان ولها تسعة أعشار الشر)]

* وهو بنحوه في (المعجم الأوسط): [حدثنا أحمد بن طاهر قال: حدثنا جدي حرملة بن يحيى قال: حدثنا بن وهب قال: حدثني سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني عبد الرحمن بن عطاء عن نافع عن بن عمر أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا فقال رجل وفي مشرقنا يا رسول الله فقال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا فقال الرجل وفي (مشرقنا) يا رسول الله فقال اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا إن من هنالك يطلع قرن الشيطان وبه تسعة أعشار الكفر وبه الداء العضال)]، ثم قال الإمام الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن عطاء إلا سعيد بن أبي أيوب تفرد به بن وهب).

قلت: ولكن عبد الرحمن بن عطاء ليس بالقوي، فلا يعارض به الثقات الأثبات من أمثال ابن عون (وعنه أبو بكر أزهر بن سعد السمان، وحسين بن الحسن). والظاهر أن أحاديث وآثار مختلفة تداخلت في ذهن عبد الرحمن بن عطاء فنشأ هذا المتن المنكر، ولعله هو الذي استبدل لفظة (نجدنا) بلفظة (مشرقنا)، وهو استبدال مقبول محتمل، لأن نجداً المعروفة تقع في مشرق المدينة!

* وجاء أيضاً في (المعجم الكبير): [حدثنا الحسن بن علي المعمري حدثنا إسماعيل بن مسعود حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عون عن أبيه عن نافع عن بن عمر ان النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك في يمننا فقالها مرارا فلما كان في الثالثة أو الرابعة قالوا يا رسول الله وفي (عراقنا) قال: إن بها الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان]

قلت: وهذا أيضاً لا شئ: عبيد الله بن عبد الله بن عون ليس بذلك المشهور، وليس هو من أكابر أهل الحديث، ولم يخرج له الستة، ولا الإمام أحمد، وقال البخاري عنه في التاريخ الكبير: (معروف الحديث)، وقال أبو حاتم في (الجرح والتعديل): (صالح الحديث) فقط، فلا يعارض به الثقات الأثبات المشاهير من أمثال: أبي بكر أزهر بن سعد السمان، وحسين بن الحسن!

ولم يأت هذا عن سالم بن عبد الله عن أبيه إلا في روايتين، فيهما نظر:

* أولاهما كما هي في (المعجم الأوسط ج: 4 ص: 245): [حدثنا علي بن سعيد قال: حدثنا حماد بن إسماعيل بن علية قال: حدثنا ابي قال: حدثنا زياد بن بيان قال: حدثنا سالم بن عبد الله بن عمر عن ابيه قال: صلى النبي، صلى الله عليه وسلم، صلاة الفجر ثم انفتل فأقبل على القوم فقال اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا فقال رجل (والعراق) يا رسول الله فسكت ثم قال: اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا في حرمنا وبارك لنا في شامنا ويمننا فقال رجل (والعراق) يا رسول الله قال: (من ثم يطلع قرن الشيطان وتهيج الفتن)]

قلـت: زياد بن بيان، وإن كان صدوقاً عابداً، كما نص عليه الحافظ، إلا أنه ليس من أهل الحديث المشاهير، وليس له من الحديث إلا هذا الحديث أعلاه، وحديث مرفوع آخر : (المهدي من ولد فاطمة)، وقد أنكر الإمام البخاري رفعه، وأثر في التسليم عن أبي بكر الصديق، رضوان الله وسلامه عليه، فليس هو بالذي ينهض لمقابلة الإمام الثقة الثبت المشهور عبد الله بن عون.

وشيخ الطبراني علي بن سعيد بن بشير، أبو الحسن الر ازي، حافظ مختلف فيه: تكلم فيه الدارقطني، وغيره. ولكن هذا لا يضر لأن الإمام ابن عساكرأخرجه في (تاريخ دمشق، ج: 1 ص: 131) بسنده إلى محمد بن عبدوس: حدثنا حماد بن إسماعيل بن علية به إلى منتهاه. كما أخرحه بإسناد آخر إلى سليمان بن عمر بن خالد الأقطع حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية به إلى منتهاه. ونسبه الألباني في (السلسلة الصحيحة، ج: 5 ص: 302)، عند دراسة الحديث رقم (2246) أيضاً إلى كل من: الربعي في (فضائل الشام ودمشق)؛ وأبي علي القشيري الحراني في (تاريخ الرقة) من طريق: العلاء بن إبراهيم حدثنا زياد بن بيان به.

قاتل المرجفين
16-06-2005, 11:46 AM
وعلى كل حال فإن سالم بن عبد الله، على وثاقته وجلالة قدره، لا يتقدم على نافع. وجمهور الأئمة على تقديم نافع على سالم في حالة الخلاف، وإن كنا نرجح أن الخطأ هنا إنما إنما هو من زياد بن بيان، ولعله سمع كلام سالم لأهل العراق، أو علم به، فظن أن سالماً يعتقد انطباق الحديث على العراق أو أن (نجداً) المذكورة في الحديث تعني (العراق)، فتساهل في لفظ الحديث ورواه بالمعنى حسب فهمه.

* وربما استند البعض، كما فعل الألباني، على ما جاء في (مسند الشاميين): [حدثنا عبد الله بن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي حدثني أبي أخبرني أبي حدثني عبد الله بن شوذب حدثني عبد الله بن القاسم ومطر الوراق وكثير أبو سهل عن توبة العنبري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (اللهم بارك في مكتنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا اللهم بارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا فقال رجل يا رسول الله وعراقنا فأعرض عنه فرددها ثلاثا وكان ذلك الرجل يقول وعراقنا فيعرض عنه ثم قال: بها الزلازل والفتن وفيها يطلع قرن الشيطان]،

قلت: لم يبين عبد الله بن شوذب من أي الثلاثة (عبد الله بن القاسم ومطر بن طهمان الوراق وأبو سهل كثير بن زياد) أخذ اللفظ، لا سيما وأن مطر بن طهمان الوراق معروف بكثرة الخطأ. فيحتمل أن يكون هذا هو لفظه، أو تداخلت الألفاظ في بعضها البعض، وما كان هكذا فلا تقوم به حجة قاطعة، خصوصاً وأن مدار البحث يدور حول لفظة واحدة بعينها، فلا بد إذاً من المبالغة في تحرير الألفاظ، والتشدد في ذلك.

* وجاء في (حلية الأولياء، ج: 6 ص: 133) ما يقوي مخاوفنا، إذ قال الإمام أبو نعيم الأصبهاني: [حدثنا عبدالله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبدالله حدثنا الحسن بن رافع الرملي حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن توبة العنبري عن سالم بن عبدالله عن أبيه أن عمر قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا، ... إلخ)، فرددها ثلاث مرات، فقال الرجل: (يا رسول الله ولعراقنا)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بها الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان)].

وهذا إسناد منقطع مدلس، ثم قال الإمام أبو نعيم: (كذا رواه ضمرة عن ابن شوذب عن توبة ورواه الوليد بن مزيد عن ابن شوذب عن مطر عن توبة)، ثم ساقه: [حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن جامع الحلواني حدثنا عباس ابن الوليد بن مزيد حدثنا أبي حدثنا ابن شوذب حدثني عبدالله بن القاسم ومطر وكثير أبو سهل عن توبة عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مكتنا وبارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا وبارك لنا في صاعنا ومدنا فقال رجل يا رسول الله وفي عراقنا فأعرض عنه فقال فيها الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان]

وقد أخرج الإمام ابن عساكر في (تاريخ دمشق، ج: 1 ص: 130) إسناد بن شوذب المدلس، فقال: [أخبرنا أبو الفرج جعفر بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي بمدينة الرسول في مسجده بين قبره ومنبره، أنبأنا الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن فراس أنبأنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي حدثنا أبو عمير عيسى بن محمد بن النحاس حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن توبة العنبري عن سالم، أراه عن أبيه بنحوه]، ثم قال الإمام ابن عساكر: (كذا أخبرنا أبو جعفر، وكان أول كتابه قد ذهب، فكتب إسناده من لا يعرف فقال فيه: أخبرنا الديبلي؛ وإنما يرويه ابن فراس عن العباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة عن أبي عمير؛ ورواه غير أبي عمير عن ضمرة بغير شك: أخبرناه أبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر الزاغوني ببغداد أنبأنا محمد بن أحمد بن مسلمة حدثنا أبو طاهر المخلس ...). ثم أخرج إسنادين مختلفين إلى العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي بمثل حديث الطبراني في (مسند الشاميين).

ودرسه الألباني في (السلسلة الصحيحة، ج: 5 ص: 302)، الحديث رقم (2246)، فنسبه إلى ما ذكرنا أعلاه من المراجع باستثناء (مسند الشاميين) الذي فاته، كما نسبه أيضاً إلى كل من: الفسوي في (المعرفة، ج: 2 ص: 746)؛ والمخلص في (الفوائد المستقاة، ج: 7 ص: 2)؛ والجرجاني في (الفوائد، ج: 2 ص: 164). ثم قال الألباني: (من طرق عن توبة العنبري عن سالم عن أبيه أن النبي دعا، فقال: فذكره. قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين).

فنقول: هذا في أحسن أحواله تدليس شنيع، إن لم يكن خيانة صريحة. فكل الطرق تنتهي إلى عبد الله بن شوذب ثم تصعد ملسة منقطعة، أو عن ثلاثة من الرواة لا يدرى لفظ من منهم هو، وبعضهم ليس بالمتقن: فكيف يكون هذا على شرط الشيخين؟؟!!

فهذه اللفظة: (عراقنا) في هذه الرواية إذاً في أحسن أحوالها شاذة ، وإن كان الأرجح أنها منكرة، فهي لا تثبت أصلاً، ولا تجوز نسبتها إلى نبي الله، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من الله، ولا بحال من الأحوال .

وشذت رواية عن نافع عن بن عمر لا يعتد بها، لا سنداً ولا متناً:

* كما هي في (مسند الشاميين): [حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي حدثني أبي عن أبيه حدثني أبو رزين الفلسطيني عن أبي عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وفي مكتنا وفي مدينتنا وفي شامنا وفي يمننا!)، فقال رجل: يا رسول الله: وفي العراق ومصر؟!)، فقال: (هناك يطلع قرن الشيطان؛ وثم الزلازل والفتن)]، وقد أخرجه الإمام ابن عساكر في (تاريخ دمشق، ج: 1 ص: 135) من عدة طرق كلها إلى محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي هذا عن أبيه، وفيما أعلم لم يتابعهما أحد في العالم على هذا قط.

قلت: وهذا إسناد ساقط، بل هو ظلمات بعضها فوق بعض:

يزيد بن سنان الرهاوي، وكذلك ابنه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي ضعاف.

و أبو رزين الفلسطيني مجهول، ولعله مسرة بن معبد اللخمي الفلسطيني مختلف فيه: ذكره بن حبان في الثقات، وقال: (كان ممن يخطى)؛ ثم ذكره في الضعفاء فقال: (لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد: يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات).

وشذ حديث عن ابن عباس، لا يعتد به، لا سنداً ولا متناً:

* وهو في (المعجم الكبير): [حدثنا محمد بن علي المروزي حدثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن المنيب حدثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال: دعا نبي الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: (اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وبارك لنا في مكتنا ومدينتنا وبارك لنا في شامنا ويمننا!)، فقال رجل من القوم: (يا نبي الله، وعراقنا؟!) فقال: (إن بها قرن الشيطان، وتهيج الفتن. وإن الجفاء بالمشرق!)]، وقد أخرجه الإمام ابن عساكر في (تاريخ دمشق، ج: 1 ص: 138) من طريق الطبراني هذه,

ولكن: عبد الله بن كيسان، هو أبو مجاهد عبد الله بن كيسان المروزي، وهو كثير الخطأ، لا تقوم به حجة. وابنه إسحاق بن عبد الله بن كيسان أضعف منه، وهو (منكر الحديث) كما قال الإمام البخاري، لا سيما إذا روى عن أبيه.

قلت: فظهر بذلك أن قول الهيثمي في (مجمع الزوائد) عند تعقيبه على هذا الحديث: [رجاله ثقات] وهم فاحش. وبذلك تكون لفظة (عراقنا) في الحديث لفظة منكرة (رواية)، أي من حيث الإسناد، لمخافة الضعيف للثقات، وهي كذلك منكرة (دراية)، أي من حيث المتن، بقرينة لفظة (المشرق)، والعراق ليس بمشرق المدينة أصلاً، كما حررناه أعلاه، على فرض ثبوت الحديث عن ابن عباس أصلاً، وهو لا يثبت بمثل هذا الإسناد الساقط!!

ولا شك أنه من المحال أن يكون العراق بعينه هو نجد لأنهما مكانين مختلفين، ومن المحال أيضاً أن يكون المقصود هو العراق، ويسميه نبي الله الخاتم: نجداً، فيكون قد لبس علينا، ولم يقم بما أوجب الله عليه من البيان الكافي، لا سيما أنه أن خاتمة أنبياء الله، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من الله، وقت لأهل نجد (قرن المنازل) يهلون منه، ووقت لأهل العراق (ذات عرق): فما باله هنا صرح وأبان، وهناك تكلم بالأحاجي والألغاز؟!

فلابد إذاً من أن أحد ثلاث احتمالات:

(1) اللفظ النبوي هو (نجدنا). ولفظة (عراقنا) من أوهام الرواة. وهذا هو ما ترشد إليه دراسة الأسانيد وفق أصول هذا الفن؛

(2) اللفظ النبوي هو (عراقنا). ولفظة (نجدنا) من أوهام الرواة، وهذا بعيد جداً؛

(3) اللفظ النبوي هو (مشرقنا). ولفظتا: (نجدنا)، و(عراقنا) كلاهما من تصرفات أو أوهام الرواة، وهذا أبعد وأبعد؛

والإحتمال الأول هو الحق المقطوع به، كما تشهد به الأحاديث التالية، التي تقطع الشك باليقين، وتبرهن أن لفظة (المشرق) قد وردت في أحاديث أخرى، فتداخل الأمر في أذهان بعض الرواة الضعاف أو المتساهلين في الرواية بالمعنى:

(1) حديث عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر: (ها: إن الفتنة ههنا، إن الفتنة ههنا، من حيث يطلع قرن الشيطان)، كما رواه عنه النجوم الثواقب: مالك، وسفيان بن عيينة، و إسماعيل بن جعفر.

وهو مروي بنحوه عن نافع عن عبد الله بن عمر، رواه عنه: ليث بن سعد، عبيد الله بن عمر، أيوب بن موسى.

وهو مروي بنحوه أيضاً عن سالم بن عبد الله عن أبيه، رواه عنه محمد بن شهاب الزهري، وعكرمة بن عمار. و أبو خريم عقبة بن أبي الصهباء الباهلي، و عمر بن محمد، وفضيل بن عزوان، و علي بن زيد بن جدعان قولاً واحداً، واضطرب فيه راوية أو إثنان، كما سيأتي قريباً، إن شاء الله:

* كما هو في (الجامع الصحيح المختصر للإمام البخاري): [حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يشير إلى المشرق فقال: (ها إن الفتنة ها هنا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان)]، وتجد في الملحق كافة الأسانيد والطرق التي لخصناها أعلاه.

* وعقب الإمام أبو حاتم محمد بن حبان في (صحيح ابن حبان) بعد ذكر الحديث بنحوه قائلاً: [مشرق المدينة هو البحرين ومسيلمة منها وخروجه كان أول حادث حدث في الإسلام]، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : (إسناده صحيح على شرطهما).

* وفي (صحيح الإمام مسلم) ذكر المكان الذي تكلم فيه النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بذلك: [وحدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن المثني (ح) وحدثنا عبيد الله بن سعيد كلهم عن يحيى القطان (قال القواريري: حدثني يحيى بن سعيد) عن عبيد الله بن عمر حدثني نافع عن بن عمر أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قام عند باب حفصة فقال بيده نحو المشرق: (الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان)، قالها مرتين أو ثلاثا]، وقال الإمام مسلم: (وقال عبيد الله بن سعيد في روايته قام رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عند باب عائشة).

قلت: الصحيح هو (عند باب عائشة) كما يظهر من مجموع الروايات المضافرة، وتجد طرفاً منها في الملحق.

* ولكن جاء في (الجامع الصحيح المختصر): [حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال: قام النبي، صلى الله عليه وسلم، خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال هنا الفتنة ثلاثا من حيث يطلع قرن الشيطان].

قلت: هذا اللفظ: (فأشار نحو مسكن عائشة) شذوذ وخطأ فاحش، تفرد به جويرية عن نافع. وبقية الرواة يقولون كلهم: (كان قائما عند باب عائشة)، وجاء أيضاً: (خرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من بيت عائشة):

* كما هو في (صحيح الإمام مسلم): [حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن عكرمة بن عمار عن سالم عن بن عمر قال: خرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من بيت عائشة فقال: (رأس الكفر من ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان)، يعني المشرق]، وهو بنحوه في (مسند الإمام أحمد بن حنبل)، وغيرهما.

* وجاء في (صحيح الإمام مسلم): [حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان وواصل بن عبد الأعلى وأحمد بن عمر الوكيعي (واللفظ لابن أبان) قالوا: حدثنا ابن فضيل عن أبيه قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يقول: (يا أهل العراق، ما أسألكم عن الصغيرة، وأركبكم للكبيرة: سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: (إن الفتنة تجيء من هاهنا)، وأومأ بيده نحو المشرق، (من حيث يطلع قرنا الشيطان!). وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض؛ وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ فقال الله عز وجل له: {وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا}]. وقال الإمام مسلم: (قال: أحمد بن عمر في روايته عن سالم لم يقل سمعت)، وهو بعينه في (مسند أبي يعلى) وقال الشيخ حسين أسد: (إسناده صحيح)، قلت: نعم هو كذلك، وهو أيضاً على شرط مسلم!

قلت: أما توبيخ سالم بن عبد الله بن عمر لأهل العراق، كما جاء في الحديث الصحيح، آنف الذكر، فإنما هو اجتهاد من سالم فقط، فليس هو إذاً حجة، وإنما الحجة في روايته، لا في رأيه. فلعل سالماً توهم أن العراق يقع شرق المدينة أو شرق جزيرة العرب. أو توسع في تطبيق لفظة (المشرق) كما جاءت في الحديث فأدخل فيها (العراق)، والله أعلم.



* ولكن جاء في (مسند الإمام أحمد بن حنبل): [حدثنا بن نمير حدثنا حنظلة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن بن عمر قال: رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يشير بيده يؤم العراق ها ان الفتنة ههنا ها ان الفتنة ههنا ثلاث مرات من حيث يطلع قرن الشيطان]

قلت: هذه شذ بها عبد الله بن نمير عن حنظلة، خالفه إسحاق بن سليمان العبدي الرازي، وهو أثبت في حنظلة، وخالفه الجمهور، ومنهم الإمام الحافظ الحجة محمد بن عبد الله بن نمير (ولد عبد الله بن نمير) فأخرجه عن إسحاق بن سليمان العبدي الرازي باللفظ الصحيح (المشرق)، كما هو عند الإمام مسلم في الصحيح، ولم يخرجه عن أبيه عبد الله بن نمير!

وشذوذ هذه اللفظة يظهر من متابعة الروايات الأخرى عن سالم بن عبد الله بن عمر، رضوان الله عليهم، من غير طريق حنظلة، والصحاح منها تجمع كلها على لفظة: (المشرق) أو (من حيث يطلع قرن الشيطان)، وليس فيها لفظة (العراق) البتة، كما هو في رواية الإمام محمد بن شهاب الزهري (وهو أجل وأحفظ وأثبت من حنظلة)، وكل من: عكرمة بن عمار. و عقبة بن أبي الصهباء أبو خريم الباهلي، وعمر بن محمد، وفضيل بن غزوان، وكلهم ثقات مشاهير، وكذلك علي بن زيد بن جدعان (وليس هو بالقوي).

قلت: فهذا الحديث نص صريح على صحة وثبوت لفظة: (المشرق) عن رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

(2) ويؤيده (أي حديث الباب) ، ويزيده بياناً، أيضاً الحديث التالي، وهو الحديث الثاني: عن أبي مسعود عقبة بن عمرو: [أشار رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بيده نحو اليمن فقال: (الإيمان يمان ها هنا؛ ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر)]

* كما هو في (الجامع الصحيح المختصر): [حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل قال: حدثني قيس عن عقبة بن عمرو أبي مسعود قال: أشار رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بيده نحو اليمن فقال: (الإيمان يمان ها هنا؛ ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر)]. وهو بنحوه من عدة طرق عند البخاري، وفي (صحيح مسلم)، و(مسند الإمام أحمد بن حنبل)، و(المعجم الكبير) من طرق كثيرة، وفي (مسند الحميدي)، و(الآحاد والمثاني)، و(مسند الشهاب)، وربما غيرها.

قلت: وهذا الحديث أكثر صراحة في ذكر (نجد) جزيرة العرب ، فهي:

(1) أرض الفدادين، رعاء الإبل. والعراق أرض زراعة وصناعة وتجارة، وما كانت آنذاك أرضاً لرعاء الإبل، ولا هي كذلك الآن؛

(2) و (نجد) جزيرة العرب، هي بلاد ربيعة ومضر. وليس بالعراق آنذاك من مضر أحد يعتد به. وفي أقصى جنوبه (المناطق التي يسمونها الكويت وما حولها) يسكن بعض بني شيبان، من ربيعة، رهط المثنى بن حارثة الشيباني، رضي الله عنه. أما العراق فعامة أهله من الفرس والأكراد والنبط، ثم بطون من قبائل اليمن.

(3) ويؤيده الحديث الثالث: حديث أبي هريرة، وتمام نصه، كما هو من مجموع الروايات الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما، التي تجدها في الملحق، إذا ألفت تأليفاً صحيحاً: [لما نزلت: {إذا جاء نصر الله والفتح}، قال: النبي صلى الله عليه وسلم: (أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً (وفي رواية: أضعف قلوباً) وأرق أفئدة: الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان؛ (وجاءت رواية بزيادة: وأجد نفس الرحمن من قبل اليمن)؛ السكينة والوقار في أهل الغنم؛ والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل؛ والجفاء والقسوة وغلظ القلوب في الفدادين أهل الوبر عند أصول أذناب الإبل من ربيعة ومضر، و رأس الكفر نحو المشرق)].

وهو كالمتواتر عن أبي هريرة، رواه كل من: الأعرج، وأبو صالح ذكوان، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن سيرين، وسعيد بن المسيب، و همام بن منبه، و أبي مصعب هلال بن يزيد المازني البصري، و أبي الغيث سالم مولى أبي مطيع المدني، و أبي رزين مسعود بن مالك الأسدي الكوفي، وثابت بن الحرث، و أبي روح شبيب بن نعيم، وموسى بن مطير عن أبيه.

ورواه كذلك العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، وزاد فيه (أي: العلاء): [ويأتي المسيح من قبل المشرق وهمته المدينة، حتى إذا جاء دبر أحد تلقته الملائكة: فضربت وجهه (وقال مرة: صرفت وجهه) قبل الشام هنالك يهلك، هنالك يهلك!]

قلت: وهذا الحديث الصحيح الصريح كسابقه ينص على (نجد) جزيرة العرب، ولكن فيه زيادة فائدة تبين أن المسيح الدجال هو أحد ما تصدق عليه جملة: (رأس الكفر نحو المشرق)، فيكون المشرق ها هنا هو المشرق الأقصى من بلاد الترك، وما وراء النهر، حيث يخرج عدو الله الأعور الدجال، لعنه الله.

وأهل اليمن هنا، كما يدل عليه مجموع الروايات، هم جميع قبائل اليمن، وليس فقط الأنصار، ولا هم أهل تهامة، كما ظنه الإمام سفيان بن عيينة عندما قال: (وإنما يعني قوله أتاكم أهل اليمن أهل تهامة لأن مكة يمن وهي تهامة وهو قوله الإيمان يمان والحكمة يمانية).

(4) ويؤيده أيضاً الحديث الرابع: حديث جابر بن عبد الله: (الإيمان في أهل الحجاز، والقسوة وغلظ القلوب قبل المشرق في ربيعة ومضر)

* كما هو في (مسند أبي يعلى): [حدثنا أبو بكر حدثنا يحيى بن آدم عن أبي الأحوص عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: (الإيمان في أهل الحجاز، والقسوة وغلظ القلوب قبل المشرق في ربيعة ومضر)]، وقال الشيخ حسين أسد: (إسناده صحيح)، وهو كما قال في غاية الصحة، لا سيما مع المتابعات الآتية:

* كما هي في (مسند أبي يعلى): [أخبرنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول القسوة وغلظ القلوب قبل المشرق في ربيعة ومضر والإيمان في أهل الحجاز]، وقال الشيخ حسين أسد: (رجاله رجال الصحيح)

* ومتابعة أخرى في (المعجم الأوسط): [حدثنا أحمد قال: حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الإيمان في أهل الحجاز والقسوة والغلظة في ربيعة ومضر]، وقال الإمام الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن أبي بكر إلا أحمد).

(5) ويؤيده أيضاً الحديث الخامس: حديث بشر بن حرب عن عبد الله بن عمر: (اللهم بارك لنا في مدينتنا وفي صاعنا ومدنا ويمننا وشامنا ثم استقبل مطلع الشمس فقال: من ههنا يطلع قرن الشيطان، من ههنا الزلازل والفتن)،

* كما هو في (مسند الإمام أحمد بن حنبل): [حدثنا يونس حدثنا حماد بن سلمة عن بشر بن حرب سمعت بن عمر يقول سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: (اللهم بارك لنا في مدينتنا وفي صاعنا ومدنا ويمننا وشامنا ثم استقبل مطلع الشمس فقال من ههنا يطلع قرن الشيطان من ههنا الزلازل والفتن)]، قلت: بشر بن حرب صدوق، ولكنه ليس بالقوي، والظاهر أنه أدخل حديثاً في حديث!

(6) ويشهد لبعضه أيضاً الحديث السادس: حديث أبي سعيد الخدري: (أهل اليمن أرق أفئدة وألين قلوبا)

* كما هو في (الآحاد والمثاني): [حدثنا دحيم حدثنا بن أبي فديك حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أهل اليمن أرق أفئدة وألين قلوبا)]، قلت: وهذا إسناد جيد على شرط مسلم.

(7) والحديث السابع: حديث أبي سعيد الخدري: [افتخر أهل الإبل عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (السكينة والوقار في أهل الغنم، والفخر والخيلاء في أهل الإبل]

* كما هو في (مسند الإمام أحمد بن حنبل): [حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا حجاج بن أرطاة عن عطية بن سعد عن أبي سعيد الخدري قال: افتخر أهل الإبل والغنم عند النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (الفخر والخيلاء في أهل الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم)؛ وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (بعث موسى عليه السلام وهو يرعى غنما على أهله وبعثت أنا وأنا أرعى غنما لأهلي بجياد)]، وهو عند أحمد من طريق أخرى، وكذلك في (المنتخب من مسند عبد بن حميد). قلت: ولكن هذا لا تقوم به حجة: حجاج بن أرطاة كثير الخطأ والتدليس، وفي عدالته ودينه نظر، وعطية بن سعد العوفي أيضاً كثير الخطأ والتدليس!

(8) والحديث الثامن: أثر عبد الله بن مسعود: [الإيمان يمان]

* كما هو في (فضائل الصحابة): [حدثنا أبو كامل قال: حدثنا إسرائيل قال: حدثنا أبو إسحاق عن قيس بن أبي حازم قال: قال عبد الله بن مسعود: (الإيمان يمان)]، قلت: هذا إسناد رجاله ثقات، رجال الصحيح، ولا خوف إلا من تدليس أبي إسحاق السبيعي.

(9) والحديث التاسع: حديث أنس بن مالك: [الإيمان يمان (هكذا إلى لخم وجذام) والجفاء في هذين الحيين من ربيعة ومضر]

* كما هو في (مسند الشاميين): [حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي حدثنا علي بن عياش الحمصي حدثنا محمد بن مهاجر عن عروة بن رويم عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: (الإيمان يمان، هكذا إلى لخم وجذام؛ والجفاء في هذين الحيين من ربيعة ومضر)]، قلت: وهذا إسناد صحيح!

* وبعضه مع قصة في (في مسند الإمام أحمد بن حنبل): [حدثنا على بن عياش حدثنا محمد بن مهاجر عن عروة بن رويم قال: أقبل أنس بن مالك إلى معاوية بن أبي سفيان وهو بدمشق قال: فدخل عليه فقال له معاوية حدثني بحديث سمعته من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليس بينك وبينه فيه أحد قال: قال أنس سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: (الإيمان يمان: هكذا إلى لخم وجذام)]، قلت: وهذا أيضاً إسناد في غاية الصحة.

* ويشهد له ما جاء في (الآحاد والمثاني): [حدثنا يعقوب بن حميد حدثنا معن بن عيسى حدثنا عبد الله بن راشد عن عروة بن رويم عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (الإيمان يمان)].

* ويشهد له كذلك ما جاء في (مسند الشاميين): [حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثنا محمد بن عائذ حدثنا الهيثم بن حميد حدثنا ثور بن يزيد عن الحجوري قال: سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: (الإيمان يمان إلى هذين الحيين لخم وجذام، (....)وربيعة ومضر)]. هكذا في الأصل بسقط: (....)، فلعله: (والجفاء في هذين الحيين: ربيعة ومضر)، كما سبق آنفاً.

قاتل المرجفين
16-06-2005, 11:50 AM
10) والحديث العاشر: حديث أنس بن مالك: [قد أقبل أهل اليمن وهم أرق قلوبا منكم: فهم أول من جاء بالمصافحة]

* كما هو في (الأدب المفرد للإمام البخاري): [حدثنا حجاج قال: حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس بن مالك قال: لما جاء أهل اليمن قال: النبي صلى الله عليه وسلم: (قد أقبل أهل اليمن وهم أرق قلوبا منكم: فهم أول من جاء بالمصافحة)]، وقلت: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم. وهو بنحوه في (فضائل الصحابة).

(11) والحديث الحادي عشر: حديث عقبة بن عامر: [أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة وأنجع طاعة]

* كما هو في (مسند الإمام أحمد بن حنبل): [حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا حيوة أخبرنا بكر بن عمرو ان مشرح بن هاعان أخبره انه سمع عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: (أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة وأنجع طاعة)]

* وأيضاً في (الآحاد والمثاني): [حدثنا أحمد بن الفرات حدثنا عبد الله بن يزيد عن حيوة بن شريح عن بكر بن عمرو عن مشرح بن هاعان رضي الله تعالى عنه سمع عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه يقول سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: (أهل اليمن ألين افئدة وأرق قلوبا وأنجع طاعة)]، قلت: هذه أسانيد حسنة جياد!







(12) والحديث الثاني عشر: حديث عقبة بن عامر: [الإيمان يمان ومضر عند اذناب الإبل]

* كما هو في (المعجم الكبير): [حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بن لهيعة عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (الإيمان يمان ومضر عند اذناب الإبل)]، قلت: سماع قتيبة بن سعيد من ابن لهيعة صحيح لأنه كان يقرأ عليه من كتب ابن وهب؛ فهذا إسناد جيد.

(13) والحديث الثالث عشر: حديث جبير بن مطعم: [آتاكم أهل اليمن كقطع السحاب خير أهل الأرض]

* كما هو في (مسند الإمام أحمد بن حنبل): [يحيى بن إسحاق قال: أخبرنا بن لهيعة عن الحرث بن يزيد عن الحرث بن أبي ذباب ان شاء الله عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه ان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رفع رأسه إلى السماء فقال: (أتاكم أهل اليمن كقطع السحاب خير أهل الأرض!)، فقال له رجل ممن كان عنده: (ومنا يا رسول الله؟!)، قال، كلمة خفية: (إلا أنتم)].

قلت: هذا إسناد لا بأس به لأن سماع يحيى بن إسحاق السيلحيني من ابن لهيعة قديم صحيح، والحارث بن أبي ذباب هو الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله صدوق، يهم، من رجال مسلم في الصحيح. كما أن الحديث يعتضد بالإسناد المستقل التالي:

* كما هو في (مسند الحارث): [حدثنا يزيد أنبأ بن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: كنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في سفر فقال: (أتاكم أهل اليمن كأنهم السحاب هم خيار من في الأرض!)، فقال رجل من الأنصار: (الا نحن؟!)، فسكت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: (الا نحن يا رسول الله!)، فسكت، فقال: (الا نحن يا رسول الله؟!)، فقال: (إلا أنتم)، كلمة ضعيفة].

* وأيضاً في (المعجم الكبير): [حدثنا إدريس بن جعفر العطار حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا بن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: كنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بطريق مكة قال: (أتاكم أهل اليمن مثل السحاب خيار من الأرض)، فقال رجل من الأنصار يا رسول الله: (إلا نحن؟!)، فسكت، ثم أعادها، فسكت، ثم أعادها فقال، كلمة خفية: (إلا أنتم)].

(14) والحديث الرابع عشر: حديث أبي كبشة الأنماري: [الإيمان يمان، والحكمة ههنا إلى لخم وجذام]

* كما هو في (مسند الشاميين): [حدثنا أحمد بن خليد الحلبي حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع حدثنا محمد بن مهاجر عن عروة بن رويم عن أبي كبشة الأنماري قال: خرجنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غزوة من مغازية فنزل منزلا فأتيناه فيه فرفع يديه وقال: (الإيمان يمان والحكمة ههنا إلى لخم وجذام)]، قلت: هذا إسناد صحيح. وهو بعينه في (المعجم الأوسط)، وقال الإمام الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن عروة بن رويم عن أبي كبشة إلا محمد بن مهاجر).

(15) والحديث الخامس عشر: حديث بن عباس: [قوم رقيقة قلوبهم، لينة قلوبهم، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية]

* كما هو في (معجم الطبراني الكبير): [حدثنا زكريا بن يحيى الساجي حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا أبو عوانة عن هلال بن خباب عن عكرمة عن بن عباس قال: لما نزلت: {إذا جاء نصر الله والفتح}، حتى ختم السورة قال: نعيت لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، نفسه حين نزلت. قال: (فأخذ بأشد ما كان قط اجتهاداً في أمر الآخرة)، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بعد ذلك: (جاء الفتح، ونصر الله، وجاء أهل اليمن)، فقال رجل: (يا رسول الله: وما أهل اليمن؟!)، قال: (قوم رقيقة قلوبهم، لينة قلوبهم، الإيمان يمان، والفقه يمان)].

* وهو أيضاً بنحوه في (معجم الطبراني الكبير): [أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا سعيد بن سليمان عن عباد بن العوام عن هلال بن خباب عن عكرمة عن بن عباس عن النبي، صلى الله عليه وسلم، مثله، وزاد: (والحكمة يمانية)].

قلت: وهذا إسناد رجاله عن آخرهم ثقات، إلا أن هلال بن خباب تغير بآخرة لكبر سنه،( كما نص عليه الإمام يحيى بن سعيد القطان، ولكن أنكر ذلك الإمام يحيى بن معين)، ولكن سماع عباد بن العوام كان قبل التغير، إن صح أن هلال بن خباب تغير أصلاً!

(16) والحديث السادس عشر: حديث عثمان بن عفان: [الإيمان يمان ورحى الإسلام في قحطان]

* كما هو في (الآحاد والمثاني): [حدثنا محفوظ بن أبي توبة حدثنا يزيد بن موهب عن عيسى بن يونس عن مجالد عن الشعبي عن حفاف بن عرابة عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (الإيمان يمان ورحى الإسلام في قحطان)]

ولكن هذا إسناد مظلم:

- حفاف بن عرابة لم أعرفه،

- ومجالد بن سعيد ليس بالقوي،

- ومحفوظ بن أبي توبة، وهو محفوظ بن الفضل، كان يسمع ولا يكتب، فضعفه الإمام أحمد جداًً!!

أما يزيد بن موهب، فهو أبو خالد يزيد بن خالد بن يزيد بن موهب الهمداني الرملي، ثقة، من شيوخ أبي داود والنسائي.

(17) والحديث السابع عشر: حديث عبادة بن الصامت: [الإيمان يمان]

* كما هو في (الآحاد والمثاني): [حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن سعيد بن بشير عن قتادة عن عمير بن هانئ (قال سعيد: فلقيت عميرا فحدثني) عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (الإيمان يمان)].

قلت: سعيد بن بشير الأزدي ضعيف، لا تقوم به حجة!

(18) والحديث الثامن عشر: حديث روح بن زنباع: [الإيمان يمان]

* كما هو في (الآحاد والمثاني): [حدثنا يعقوب حدثنا بن وهب حدثنا عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن عبيدة بن سفيان عن روح بن زنباع رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (الإيمان يمان)]، قلت: وهذا إسناد جيد.

(19) والحديث التاسع عشر: حديث عمرو بن عبسة: [الإيمان يمان]

* كما هو (مسند الإمام أحمد بن حنبل): [حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو حدثني شريح بن عبيد عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن عمرو بن عبسة السلمي قال: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يعرض يوما خيلا وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أنا أفرس بالخيل منك)؛ فقال عيينة: (وأنا أفرس بالرجال منك!)، فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: (وكيف ذاك؟!) قال: (خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم لابسو البرود من أهل نجد!)، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (كذبت: بل خير الرجال رجال أهل اليمن، والإيمان يمان: إلى لَخْمٍ وَجُذَامَ وَعَامِلَةَ وَمَأْكُولُ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا، وَحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ، وَقَبِيلَةٌ خَيْرٌ مِنْ قَبِيلَةٍ، وَقَبِيلَةٌ شَرٌّ مِنْ قَبِيلَةٍ. وَاللَّهِ مَا أُبَالِي أَنْ يَهْلِكَ الْحَارِثَانِ كِلَاهُمَا. لَعَنَ اللَّهُ الْمُلُوكَ الْأَرْبَعَة:َ جَمَدَاءَ وَمِخْوَسَاءَ وَمِشْرَخَاءَ وَأَبْضَعَةَ وَأُخْتَهُمْ). ثُمَّ قال: (أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أَلْعَنَ قُرَيْشًا مَرَّتَيْنِ فَلَعَنْتُهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ، مَرَّتَيْنِ). ثُمَّ قال: (عُصَيَّةُ عَصَتْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ غَيْرَ قَيْسٍ وَجَعْدَةَ وَعُصَيَّةَ). ثُمَّ قال: (لَأَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ وَأَخْلَاطُهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ خَيْرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَتَمِيمٍ وَغَطَفَانَ وَهَوَازِنَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). ثُمَّ قال: (شَرُّ قَبِيلَتَيْنِ فِي الْعَرَبِ نَجْرَانُ وَبَنُو تَغْلِبَ وَأَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجٌ وَمَأْكُولُ)]. ثم قال الإمام أحمد: قال: قال أبو المغيرة قال: صفوان حمير حمير خير من آكلها قال: من مضى خير ممن بقي).

* وهو في (الآحاد والمثاني) مختصر جداً: [حدثنا دحيم حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا أبو حمزة العنسي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير وراشد بن سعد وشبيب الكلاعي عن جبير بن نفير عن عمرو بن عبسة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (الإيمان يمان)].

* والحديث العشرين: حديث عبد الله بن عوف: [الإيمان يمان في حندس وجذام]

* كما هو في (الآحاد والمثاني): [حدثنا أبو بكر أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد بن سلمة عن جبلة بن عطية عن عبد الله بن عوف رضي الله تعالى عنه أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (الإيمان يمان في حندس وجذام)]، قلت: هذا إسناد صحيح إلى عبد الله بن عوف، ولكنه مرسل: عبد الله بن عوف ليست له صحبة!



ويؤيده (أي حديث الباب) أيضاً الحديث التالي، بل هو أبلغ في دفع التهمة عن (العراق):

(21) وهو الحديث الحادي والعشرين: حديث زيد بن ثابت: [اللهم أقبل بقلوبهم]

* كما هو في (المعجم الكبير): [حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت قال: نظر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قبل اليمن فقال: (اللهم أقبل بقلوبهم!)، ونظر قبل العراق فقال: (اللهم أقبل بقلوبهم)، ونظر قبل الشام فقال: (اللهم أقبل بقلوبهم، وبارك لنا في صاعنا ومدنا!)]

* وهو في (فضائل الصحابة) مختصراً: [حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: حدثنا سليمان بن داود قال: حدثنا عمران عن قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، اطلع قبل اليمن فقال اللهم اقبل بقلوبهم واطلع من قبل كذا فقال اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا]

قلت: وهذه أسانيد جياد على شرط البخاري، والحديث صحيح بالمتابعة الطريفة التالية:

* كما هي في (المعجم الصغير)، بإسناد صحيح: [حدثنا إسحاق بن خالويه الواسطي حدثنا علي بن بحر بن بري حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني أخبرنا معمر حدثنا ثابت البناني وسليمان التيمي عن أنس بن مالك أن النبي، صلى الله عليه وسلم، نظر قبل العراق والشام واليمن فقال: (اللهم أقبل بقلوبهم على طاعتك، وحط من وراءهم)]، ثم قال الإمام الطبراني: ( لم يروه عن التيمي الا معمر ولا عنه إلا هشام بن يوسف القاضي تفرد به عنه علي بن بحر). قلت: كل هذا التفرد لا يضر لأنهم كلهم ثقات مشاهير.


وهناك أيضاً مراسيل في هذا الموضوع، منها:

* ما جاء في (فضائل الصحابة): [حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (الإيمان يمان، إلى ههنا)، وأشار بيده حتى جذام، (صلوات الله على جذام)]، قلت: هذا مرسل صحيح الإسناد إلى قتادة

* وما جاء أيضاً في (فضائل الصحابة): [حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الله بن الحارث قال: حدثني حنظلة أنه سمع طأوسا يقول: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة. الإيمان يمان، والحكمة يمانية)، قال: حنظلة فقلت يا أبا عبد الرحمن ما يعد اليمن قال: المدينة]، قلت: وهذا أيضاً مرسل صحيح الإسناد إلى طاوس

قاتل المرجفين
16-06-2005, 11:58 AM
أما بالنسبة للجزئية الرابعة، ألا وهي: هل تنطبق الأحاديث كل الأزمنة، أم لأزمنة مخصوصة فقط، وعلى من تنطبق؟!

فالظاهر أن الأحاديث المتعلقة بالشرق القريب، أي بنجد جزيرة العرب، إنما تنطبق أنطباقاً أولياً على زمن النبي، عليه وعلى آله الصلاة والسلام. فقبائل نجد جزيرة من ربيعة ومضر كانت هي رأس الكفر والحرب والعداوة لله ورسوله، لا سيما مسيلمة الكذاب، لعنه الله، وقومه من بني حنيفة.

وأما الأحاديث المتعلقة بالشرق البعيد فالأظهر أنها إنما تنطبق أنطباقاً أولياً على زمن رأس الكفر: المسيح الدجال، لعنه الله. على أنه ليس من المستبعد انطباقها على أزمنة أخرى قبل ذلك كزمن هجمة المغول بقيادة جنكيزخان وأبنائه وأحفاده، الذين استعرت بنارهم بلاد المشرق الأقصى، وعلى أزمنة أخرى بعد ذلك كزمن خروج يأجوج ومأجوج (والصحيح الراجح أنهما قبيلتان من قبائل الصين!) بعد هلاك الدجال بقليل.

والأحاديث كلها تتكلم عن (قرن الشيطان) أو (قرنا الشيطان)، وكذلك عن (رأس الكفر) فالحزم والاحتياط يوجب تطبيقها فقط على الفتن والأهواء من نوع الكفر الأصلي، أو المخرجة من الإسلام إلى الكفر . فلا يجور تطبيقها على الأهواء والانحرافات غير المخرجة من الملة، التي وقعت، ولا تزال تقع، تقع من أهل الإسلام.

وكذلك ما ذكر فيها من الزلازل والكوارث الطبيعية والبلايا إنما ينصرف، بقرينة ذكر رأس الكفر والمسيح الدجال، إلى تلك الزلازل والخسوف العظمى بين يدي الساعة.

على أن بعض الأحاديث تربط ذلك بجفاء أولئك القوم، وما فيهم من الغلظة والقسوة، المرتبطة بطريقة عيشهم، أي بوصفهم (الفدادين) رعاء الإبل. فالأحاديث تنطبق إذاً إنطباقاً ثانوياً على كل من كان في المشرق، المشرق القريب (نجد جزيرة العرب المعروفة) أو المشرق البعيد (بلاد الصين والتتار)، بهذه الصفة في جميع الأزمنة، ومن جميع القبائل والشعوب، بشرط أن يكونوا من أهل الكفر، أو ممن خرجت بهم أهواؤهم وبدعهم عن حد الإسلام إلى حمئة الكفر، وذلك إعمالاً لجميع النصوص، وتخوفاً من الحكم بالكفر على أهل الإسلام من غير حجة يقينية قاطعة.

فيجوز إذاً تطبيقها على آل سعود، وفقهائهم الأشرار، لأنهم أظهروا الكفر البواح، وتولوا الكفار الحربيين من الإنجليز والأمريكان، وانضووا تحت رايتهم الكفرية المعتدية الخبيثة الآثمة، فقاتلوا وقتلوا أهل الإسلام، لا سيما في العراق، وتركوا أهل الأوثان: فهم إذاً من رؤوس الكفر، قطعاً ويقيناً. وهم أحد مصاديق الأحاديث الشريفة!

ويجب تطبيقها على القرامطة الكفار، عليهم لعائن الله، الذين ظهروا في القرن الرابع والخامس في البحرين، شرق جزيرة العرب المسمى حالياً: الأحساء، وبلغ شرهم بيت الله الحرام.

كما أن نجد الجزيرة العربية لها نصيب وافر من الفتن والأهواء التي لا تخرج من الإسلام. ولا ينطبق عليها ما جاء في الأحاديث المذكورة أعلاه. فمثلاً: أسس الخوارج، خوارج نجد واليمامة، دولة توالوا عليها من عهد معاوية إلى عهد عبد الملك بن مروان. كان عليها نجدة بن عامر الحروري، وخلف عليها، بعد أن قتل، أبوفديك الحروري، ثم خرج فيها ثائراً مهيار بن سلمى من عهد الوليد بن يزيد إلى عهد مروان الحمار فهذا طول عهد بني أمية. ثم بعد ذلك صار الأمر في نجد إلى الأخيضريين في عهد العباسيين وهم شيعة روافض. ثم هي بعد ذلك سبات لا يعرف فيها إلى عصر قريب إلا الجهل والظلم والفتن وسوء الخلق. ولا يكاد يوجد فيها من العلم والحضارة عشر معشار ما كان في العراق.

فلا يغرنك ما قاله، مثلاً، علامة العراق محمود شكري الآلوسي: (ولا بدع فبلاد العراق معدن كل محنة وبليّة، ولم يزل أهل الإسلام منها في رزية بعد رزية، فأهل حروراء وما جرى منهم على الإسلام لا يخفى، وفتنة الجهمية الذين أخرجهم كثير من السلف من الإسلام إنما خرجت ونبغت بالعراق، والمعتزلة وما قالوه للحسن البصري وتواتر النقل به … إنما نبغوا وظهروا بالبصرة، ثم الرافضة والشيعة وما حصل فيهم من الغلو في أهل البيت، والقول الشنيع في الإمام علي، وسائر الأئمة ومسبّة أكابر الصحابة..، كل هذا معروف مستفيض).

ولا ما أكده الشيخ عبد الرحمن بن حسن: (فقد جرى على العراق من الملاحم والفتن، ما لم يجر في نجد الحجاز، يعرف ذلك من له اطلاع على السير والتاريخ، كخروج الخوارج بها، وكمقتل الحسين، وفتنة ابن الأشعث، وفتنة المختار وقد ادعى النبوة … وما جرى في ولاية الحجاج بن يوسف من القتال، وسفك الدماء، وغير ذلك مما يطول عده).

ولا ما قاله الخطابي: (فظهر أن هذا الحديث خاص لأهل العراق؛ لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، فسَّر المراد بالإشارة الحسيّة، وقد جاء صريحاً في (المعجم الكبير) للطبراني النص على أنها العراق. وقول ابن عمر وأهل اللغة وشهادة الحال كل هذا يعين المراد..).

ولا ما أفحش به الشيخ حكيم محمد أشرف سندهو، عندما زعم: (مقصود الأحاديث أن البلاد الواقعة في جهة المشرق من المدينة المنورة، هي مبدأ الفتنة والفساد ومركز الكفر والإلحاد، ومصدر الابتداع والضلال، فانظروا في خريطة العرب بنظر الإمعان، يظهر لكم أن الأرض الواقعة في شرق المدينة إنما هي أرض العراق فقط موضع الكوفة والبصرة وبغداد).

ولا ما شغب به الشيخ ناصر الدين الألباني في تعليقه على حديث (اللهم بارك لنا في شامنا..): (وقد تحقق ما أنبأ به عليه السلام، فإن كثيراً من الفتن الكبرى كان مصدرها العراق كالقتال بين سيدنا علي ومعاوية، وبين علي والخوارج، وبين علي وعائشة وغيرها مما هو مذكور في كتب التاريخ. فالحديث من معجزاته، صلى الله عليه وسلم، وأعلام نبوته..).

كل ذلك، ونحوه من الأقوال، يدل فقط على:

(1) أن قائله قد جمحت به العصبية المذهبية الطائفية، فانغمس في (الإرهاب الفكري)، وخرج من العدل والإنصاف إلى (الفجور في الخصومة). وهذه من شعب النفاق: (إذا خاصم فجر)؛

(2) أو إن عند قائله نزعةً خوارجيةً، إن لم يكن من الخوارج الغلاة المارقين أنفسهم، المكفرين بالذنوب، والمكفرين لجمهور المخالفين. فهؤلاء انطلقوا، تماماً كالخوارج من الحرورية والصفرية والأزارقة والنجدات، إلى نصوص جاءت في أهل الكفر، فجعلوها في أهل الإسلام. والخطوة التالية هي بعدئذ، عياذاً بالله: سل السيف على أهل الإسلام وقتالهم. وقد تأتي خطوة ثالثة بالكفر الصريح، عياذاً بالله، بتولي الكفار الحربيين المعتدين، وقتال المسلمين تحت الرايات الكفرية، أي تحت راية الكفار الحربيين، كما فعل ويفعل آل سعود: أخزاهم الله، ولعنهم، وأبادهم!

وكل هذه الأصناف تعاني من الداء الشيطاني الملعون: الكبر، والعجب بالنفس، وتزكيتها، على طريقة اليهود والنصارى، إذ قالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ}، فأكذبهم الله إذقال: {قُلْ: فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ؟! بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ، وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }، (المائدة؛ 5 :18)؛ أو طريقة الذين قالوا:{لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً}، فأكذبهم الله إذقال: {قُلْ: أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ، أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ * بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{، (البقرة؛ 2 :80)؛ أو الذين قالوا مرة أخرى: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ}، فسفه الله رأيهم قائلاً: {وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}، (آل عمران؛ 3 :24).

فحذار، حذار أخي المسلم أن تكون منهم!!

انتهى كلامه

قاتل المرجفين
16-06-2005, 12:04 PM
على فكره الكلام للشيخ محمد المسعري, وهو شيخ معارض للحكومه السعوديه ومؤسس لتنظيم التجديد الأسلامي والغريب أنه من منطقة نجد .

Mr.alOne
16-06-2005, 12:24 PM
على فكره الكلام للشيخ محمد المسعري, وهو شيخ معارض للحكومه السعوديه ومؤسس لتنظيم التجديد الأسلامي والغريب أنه من منطقة نجد .]

المسعري صاحب الفكر المنحرف ، ليس من منطقة نجد بل هو من منطقة الجنوب... وهو ليس من اصحاب التخصصات الشرعية بل من مشاهير التجار.. وهذا الرجل المسعري ضال مضل..

توتو المتوحش
16-06-2005, 12:33 PM
جزاك الله خيرا

قاتل المرجفين
17-06-2005, 05:03 AM
وأياك أخي توتو المتوحش جزاك الله خير , صراحه زادت نسبة قناعتي بأقوال الدكتور المسعري بنسبة 70% بعد ما أطلعت على أقوال العلماء ,,ممن قالوا بأن المقصود هو العراق واكتشفت بأن رواياتهم ضعيفه مقارنة بروايات المسعري.

لكني لن أقتنع بنسبة 100% حتى أرى أقوال الأئمه الأربعه ,الفزعه يا طلاب العلم .