سفاح الصهاينة
16-06-2005, 01:29 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
أحببت في هذه المشاركة أن أدلي بدلوي في هذا الركن المميز ركن الرواية و القصة القصيرة
و أنقل إليكم هذه القصة الجميلة و فيها بعض من تصرفي ، و ضروري جدا تعليقاتكم و ردودكم
***************
إنها قصة عجيبة ، قصة الإنسان يوم يعيش حياتين و فترتين و مرحلتين يوم يعيش الظلام والنور و الهدى والظلال و الحفظ و الضياع .
كان جنديا بإحدى المدن يحمل بندقيته في حراسة متقطعة ينفث السيجارة و راء السيجارة و كان في تلك الفترة قوي البنية لكنه ميت القلب عملاق الجسم لكنه هزيل الإيمان ، كان لا يسجد لله سجدة و لا يعرف الصلاة و قيمتها و لا يدخل المسجد إلا إذا اضطر إلى ذلك مصانعة للناس و مراءاة لهم .
و فوق هذا فإنه كان معرضا عن ذكر الله و يستهزئ بالدين الاسلامي و يرى قضاياه عتيقة أكل عليها الدهر وشرب و أن التمسك به تخلف ورجعية و إذا دعي إلى الصلاح ردد كلمته المشهورة ( كفر صراح و لا دين مخشش ) و كان أيضا لا يغتسل من الجنابة و ربما يصلي في المسجد و هو على حاله من غير غسل و لا وضوء .
أطلق لقلبه الهيام في أودية المعاصي و الشهوات و أطلق لعينه النظر إلى الحرام فكان إذا مرت فتاة فإنه يتابعها بعينين حادتين ، و أطلق أيضا لسمعه التلذذ بالغناء الفاحش والماجن وأطلق لجوارحه العبث بالقيم و المبادئ
يمضي ليله مع ثلة من الشباب التائه في السهر على كل ما هو حرام فإذا أحس بالنعاس رمى بجسمه على الارض كالجثة الهامدة من غير صلاة و دعاء و لا قراءة القرآن
و كان قاطعا للرحم هاجرا لوالديه بينه و بين والديه ما يقارب ثلاثمائة ميل لا يعرف عنهم شيئا و يسأل عن أحوالهم و هذا ليس بغريب على شخص مثله يتصف بالصفات السابقة
و استمر في لعبه و لهوه و مجونه أياما و ليالي و ساعات و دقائق حتى زار المدينة شيخ عالم و خطيب مفوه استحوذ على قلوب الناس بخطبه المؤثرة و كان ينزل إلى سوق المدينة فيعظ الناس حتى يكثر البكاء فيهم و يسقط بعض مغميا عليه من شدة تأثره بهذا الشيخ الورع.
وفي أحد الأيام صلى هذا الداعية بالمسجد القريب من مكان عمل صاحبنا المسرف على نفسه بالمعاصي و قام بعد الصلاة فتكلم و سافر بالقلوب في رحلة إلى الدار الآخرة و أنصت له الجندي العاصي و كان الشيخ يشرح قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد ...) و أفاض الداعية في ذكر الآخرة و ما فيها من عجائب و أهوال و ذكر الجنة و نعيمها و النار و جحيمها و استمر الجندي ينصت إليه
يقول الجندي عن نفسه لقد أصبحت في حالة تشبه الذهول لا أدري أنا لقد فقدت قوتي على القيام جلست على الأرض وأتاني من البكاء ما الله به عليم.
لقد تذكر هذا الجندي أيامه البائسة المليئة بالصفحات السوداء و التي ليس فيها إلا ما يغضب الله لكنه استفاق من سباته العميق و تكر وقوفه بين يدي ربه في يوم العرض الأكبر ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية )
انتهى الواعظ من موعظته و لكن هذا المذنب النادم لم يتوقف عن بكائه و إرسال الدموع
و جاءه زملائه يهرعون إليه و هو في غمرة بكائه ..مالك فلان ؟ ماذا أصابك ؟ و مارد عليهم إلا بالبكاء :إذا اشتبكت دموع في خدود تبين.... من تباكى من من تباكى
أخذوا سلاحه من يديه و قام يتوكأ على زميله و دخل غرفته يواصل النحيب و فجأة .......انفجر كالبركان يعلن توبته امام الله .. أتوب إلى الله أستغفر الله يارب تبت إليك غفرانك إني كنت من الظالمين ( قل يا عبادي الله الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )
ذهب فاغتسل من الجنابة لأول مرة و خلع ملابسه و لبس ملا بس أخرى نقية و استهل اول حياته الجديدة بصلاة المغرب،
و لما انتهت صلاة المغرب ذهب التائب إلى منزل الداعية و قص عليه قصة الضياع و الظلام التي كان يعيشها فانطلق الداعية الحكيم يصف لتائب طريق الهداية و يعلمه مبادئ الاسلام التي طالما استهزأ بها و طلب الداعية من بعض الحاضرين تعليم التائب قراءة القرآن و حفظه ، قال التائب : و الله ما نمت تلك الليلة من شدة فرحي بالهداية التي أنعم الله بها علي
و استمر التائب يعيش حياة الإيمان و قد حفظ القرآن في أربعة أشهر عن ظهر قلب و عكف عليه في ليله و نهاره قائما و قاعدا و انشرح حاله و ذهبت همومه ...و هو اليوم فوق الخمسين من عمره و هو من أعبد الناس .. يختم القرآن كل ثلاثة أيام و له أوراد يومية من الاذكار الشرعية.. طلق المحيى بشوش الوجه
و إن في قصته لعبرة لمن كان في قلبه عبرة أو ألقى السمع و هو شهيد ..
( ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بركم فآمنا ، ربنا فاغفر لنا ذنوبا و كفر عنا سيئاتنا و توفنا مع الأبرار )
لها أحاديث من ذكراك تشغلها عن الطعام و تلهيها عن الزاد
لها بوجهك نور تستضيء به و من حديثك في أعقابها حادي
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
أحببت في هذه المشاركة أن أدلي بدلوي في هذا الركن المميز ركن الرواية و القصة القصيرة
و أنقل إليكم هذه القصة الجميلة و فيها بعض من تصرفي ، و ضروري جدا تعليقاتكم و ردودكم
***************
إنها قصة عجيبة ، قصة الإنسان يوم يعيش حياتين و فترتين و مرحلتين يوم يعيش الظلام والنور و الهدى والظلال و الحفظ و الضياع .
كان جنديا بإحدى المدن يحمل بندقيته في حراسة متقطعة ينفث السيجارة و راء السيجارة و كان في تلك الفترة قوي البنية لكنه ميت القلب عملاق الجسم لكنه هزيل الإيمان ، كان لا يسجد لله سجدة و لا يعرف الصلاة و قيمتها و لا يدخل المسجد إلا إذا اضطر إلى ذلك مصانعة للناس و مراءاة لهم .
و فوق هذا فإنه كان معرضا عن ذكر الله و يستهزئ بالدين الاسلامي و يرى قضاياه عتيقة أكل عليها الدهر وشرب و أن التمسك به تخلف ورجعية و إذا دعي إلى الصلاح ردد كلمته المشهورة ( كفر صراح و لا دين مخشش ) و كان أيضا لا يغتسل من الجنابة و ربما يصلي في المسجد و هو على حاله من غير غسل و لا وضوء .
أطلق لقلبه الهيام في أودية المعاصي و الشهوات و أطلق لعينه النظر إلى الحرام فكان إذا مرت فتاة فإنه يتابعها بعينين حادتين ، و أطلق أيضا لسمعه التلذذ بالغناء الفاحش والماجن وأطلق لجوارحه العبث بالقيم و المبادئ
يمضي ليله مع ثلة من الشباب التائه في السهر على كل ما هو حرام فإذا أحس بالنعاس رمى بجسمه على الارض كالجثة الهامدة من غير صلاة و دعاء و لا قراءة القرآن
و كان قاطعا للرحم هاجرا لوالديه بينه و بين والديه ما يقارب ثلاثمائة ميل لا يعرف عنهم شيئا و يسأل عن أحوالهم و هذا ليس بغريب على شخص مثله يتصف بالصفات السابقة
و استمر في لعبه و لهوه و مجونه أياما و ليالي و ساعات و دقائق حتى زار المدينة شيخ عالم و خطيب مفوه استحوذ على قلوب الناس بخطبه المؤثرة و كان ينزل إلى سوق المدينة فيعظ الناس حتى يكثر البكاء فيهم و يسقط بعض مغميا عليه من شدة تأثره بهذا الشيخ الورع.
وفي أحد الأيام صلى هذا الداعية بالمسجد القريب من مكان عمل صاحبنا المسرف على نفسه بالمعاصي و قام بعد الصلاة فتكلم و سافر بالقلوب في رحلة إلى الدار الآخرة و أنصت له الجندي العاصي و كان الشيخ يشرح قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد ...) و أفاض الداعية في ذكر الآخرة و ما فيها من عجائب و أهوال و ذكر الجنة و نعيمها و النار و جحيمها و استمر الجندي ينصت إليه
يقول الجندي عن نفسه لقد أصبحت في حالة تشبه الذهول لا أدري أنا لقد فقدت قوتي على القيام جلست على الأرض وأتاني من البكاء ما الله به عليم.
لقد تذكر هذا الجندي أيامه البائسة المليئة بالصفحات السوداء و التي ليس فيها إلا ما يغضب الله لكنه استفاق من سباته العميق و تكر وقوفه بين يدي ربه في يوم العرض الأكبر ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية )
انتهى الواعظ من موعظته و لكن هذا المذنب النادم لم يتوقف عن بكائه و إرسال الدموع
و جاءه زملائه يهرعون إليه و هو في غمرة بكائه ..مالك فلان ؟ ماذا أصابك ؟ و مارد عليهم إلا بالبكاء :إذا اشتبكت دموع في خدود تبين.... من تباكى من من تباكى
أخذوا سلاحه من يديه و قام يتوكأ على زميله و دخل غرفته يواصل النحيب و فجأة .......انفجر كالبركان يعلن توبته امام الله .. أتوب إلى الله أستغفر الله يارب تبت إليك غفرانك إني كنت من الظالمين ( قل يا عبادي الله الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )
ذهب فاغتسل من الجنابة لأول مرة و خلع ملابسه و لبس ملا بس أخرى نقية و استهل اول حياته الجديدة بصلاة المغرب،
و لما انتهت صلاة المغرب ذهب التائب إلى منزل الداعية و قص عليه قصة الضياع و الظلام التي كان يعيشها فانطلق الداعية الحكيم يصف لتائب طريق الهداية و يعلمه مبادئ الاسلام التي طالما استهزأ بها و طلب الداعية من بعض الحاضرين تعليم التائب قراءة القرآن و حفظه ، قال التائب : و الله ما نمت تلك الليلة من شدة فرحي بالهداية التي أنعم الله بها علي
و استمر التائب يعيش حياة الإيمان و قد حفظ القرآن في أربعة أشهر عن ظهر قلب و عكف عليه في ليله و نهاره قائما و قاعدا و انشرح حاله و ذهبت همومه ...و هو اليوم فوق الخمسين من عمره و هو من أعبد الناس .. يختم القرآن كل ثلاثة أيام و له أوراد يومية من الاذكار الشرعية.. طلق المحيى بشوش الوجه
و إن في قصته لعبرة لمن كان في قلبه عبرة أو ألقى السمع و هو شهيد ..
( ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بركم فآمنا ، ربنا فاغفر لنا ذنوبا و كفر عنا سيئاتنا و توفنا مع الأبرار )
لها أحاديث من ذكراك تشغلها عن الطعام و تلهيها عن الزاد
لها بوجهك نور تستضيء به و من حديثك في أعقابها حادي
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..