المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تكن كتلك الضفادع



الزنكلوني افندي
17-06-2005, 08:27 PM
في تلك الغابة الجميلة.....تتداخل أصوات الهديل مع نغمات الجداول...في تناسب بديع....يفتح آفاقا من التأمل في مبدع هذا الكون العظيم....وبالقرب من الجدول...تتجمع الحيوانات المختلفة في مشهد بهي...يبهج الأبصار الناظرة....ويستدعي الخواطر الحاكية

ذات يوم....خرجت الضفادع كعادتها تلهو بين تلك الرياض الماتعة...وتمرح بقفزاتها وتتباهى بمناظرها الفاتنة....وبينا هي على تلك الحال....وفي لحظات خاطفة....سمعت الضفادع صوتا غريبا

لم يكن ذلك الصوت منسجما مع صوت الطيور الجميل....ولا مع صوت الأشجار حين يهب عليها الهواء العليل

أنقذونا......انقذونا.....أنقذونا.............................

إنه صوت مريب مخيف يبعث على الغرابة ....وفي لحظة ذهول واستنكار....راحت الضفادع تبحث في ذلك الغاب ....وتتبع الصوت علها تجد مصدر ذلك الصوت الذي كان يزداد على مر الثوان

لقد عرفنا مصدر الصوت...تعالوا وانظروا....إنهما ضفدعتان قد سقطتا في هذا البئر.............................

منظر يبعث على الشفقة.....وسط بئر عميق ...سقطت تلك الضفدعتان المسكينتان.....وفي تلك اللحظات الصعبة.....كانت تلك الضفدعتان تحاول القفز والخروج من البئر.....وقد تعلقتا بحافة ذات مرتكز....على شفاها ظلام ينبعث من أعماق البئر.....قد كشر أنيابه مستعدا للفريسة التي سوف تسقط من على تلكم الحافة

ووسط هذه المحاولات المتكررة...وهذا الصراع الذي مبدأه البقاء.....التفت الضفادع على حافة البئر وراحت تصرخ وتقول

لا مجال للحياة.....ارموا بأنفسكم إلى وسط البئر....لن تستطيعوا الخروج.....كفاكم إضاعة للوقت..................
محال أن تخرجوا....هيا استسلموا....استسلموا..................

وفي هذه اللحظات الصعبة....و وسط هذا التشجيع المنكوس من تلكم الضفادع....استسلمت احدى الضفادع.....ورمت بنفسها في قعر البئر ...ورضخت للحقيقة المزعومة....والتي ادعتها الضفادع الصارخة....من أعلى ذلك البئر
فأحدثوا لها انهزاما نفسيا ...كانت نهايته ذلك الرحيل المر

ولكن الأخرى لم تيأس.....وحاولت مرارا الخروج من البئر.....لقد كانت تنظر إلى النور من أعلى ذلك البئر....وتتذكر تلك المشاهد الواعدة في تلك الغابة الساحرة.....وكانت اشارات الضفادع من أعلى ذلك البئر....قد أثرت في تلك الضفدعة....لكن لم يكن كحال ذلك التأثير....الذي صير حال تلك الضفدعة الاخرى إلى الهاوية

وفي لحظات حاسمة....شاء خالق الغاب ....أن تنحسم تلك اللحظات....بانتصار عظيم....كانت غنائمه خروج تلك الضفدعة من تلك الظلمات العاتية

وفي لحظة استغراب من الضفادع التي أحاطت بذلك البئر.....والذي يظهر على قسمات أوجهها العابسة.....شكرت تلك الضفدعة الله على نجاتها....ثم أوصلت الشكر أيضا إلى تلك الضفادع المتخاذلة....لقد كانت تظن أنهم كانوا يشدون من عزائمها العازمة
لقد كانت تلك الضفدعة صماء لا تسمع....وكانت تظن أن الضفادع التي من أعلى البئر تشجعها على الخروج من البئر

http://graphics.hotmail.com/greypixel.gif
إن هذا المشهد التصويري والذي لطلما قرأناه في الأساطير والكتب البالية.....يتكرر مرارا في حياة كل انسان يتطلع إلى غد مشرق واعد....
إننا في منظومة الحياة المتداخلة نتطلع إلى الرقي المستمر....ولكننا نتفاجئ بمحيط نتعايش معه يشبه ذلك المحيط الضفادعي الذي أحاط بذلك البئر.....إن عبارات التخذيل -التي تتكرر على مسامعنا عند طرحنا لمشاريعنا الدعوية أو عندما نتخصص في مجال من مجالات الحياة الجديدة والتي نعاني فيها من الثغر الكبير الذي يتسع بمرور الزمان-ماهي إلا انموذجا لتلك هي المحيطات المخذلة
إن الذي يسعى إلى المضي قدما نحو تحقيق أهدافة النبيلة....يجب عليه أن لا يلتفت إلى المتقاعسين أو المثبطين.....بل إن عليه أن يصنع من الليمون شرابا حلوا.....و أن يتذكر النتائج الحميدة لأهدافه...فتكون محفزا له على المواصلة وان يتذكر قول من قال


أهم بالشئ والليالي كأنها
تطاردني عن كونها وأطارد
فريد عن الخلان في كل بلدة
إذا عظم المطلوب قل المساعد


وعليه أن يسعى جاهدا إلى تطوير ذلك المحيط....وبث روح الطموح الجموح في أرواحهم وبنات أفكارهم....فإن شعر بأنه لا يزيدهم ذلك إلا فرارا.....فليبتعد فإن في بعض المحيطات الأخرى ماهو أليق بأمثاله

كتبه
رائد بن صالح مساء يوم الجمعة
4/5/1426



وصلني عن طريق الايميل

*المحقق كونان*
17-06-2005, 08:51 PM
موضوع حلو وجميل مع أنه منقول

الزنكلوني افندي
18-06-2005, 04:26 PM
لو مو حلو مانقلته ولك التحايا