من لا إسم له
18-06-2005, 01:57 PM
مجدداً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
محاولة لكي ألج لقلوبكم عبر هذه الإطلالة التي آمل أن تعجبكم ...
(عشـرون عامــــــا في قرقمزيان ) قصة من تأليفي ولم يسبق لي نشرها إلا في هذا المنتدى (ولي الشرف) .
ملاحظة : جميع الحقوق محفوظة عند الله ومتروكة للذمم والحساب يــــــــــــــــــــــــــــوم القيامــــــــــــــــة .
************20 عاما في قرقمزيان *************
* الحديث سجالا بيني وبين شخصية القصة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في تلك الليلة الماطرة .. كان عماد يسير بسيارته القديمة محاولا عبور الطريق والعودة إلى أهله سالماً.
ولكن هل هذه السيارة ستوصله لمراده؟!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حينها بدأت السيارة بالاهتزاز وحينها أيقنت أنها ستتوقف قريبا .
أوقفتها على قارعة الطريق ونزلت من السيارة في ذلك الجو المطير. ولكن هذا الطريق مهجور من قديم الزمان ولا تمر به سيارة إلا نادرا!.
ولكنها محاولة لعل وعسى أن أجد أحدا يساعدني . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نصف الليل .. وعماد ينتظر أحدا ينقذه والجو لا يزال ماطرا .
هنا تذكر عماد فندق الشيخ سالم وبدأ المسير إليه ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحين وصلت إلى الوادي الأول تحيرت هل في هذا الوادي فندق الشيخ سالم أم لا .
ولكنني قطعت الشك باليقين حين رأيت ذلك القصر المنير .
وبدأت بالنزول إلى ذلك القصر بهدوء ووقار .
وقفت أمام ذلك القصر الكبير المنير دون أن أحرك ساكنا فقد أبهرني نور القصر فلم يخرج عنها مترا واحد طرقت الباب مرة ومرتين ولكن لا مجيب ...
أدنيت جسمي من الأرض لأجلس بعد سير طويل لم أتوقف فيه أبدا ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحين أنزل رأسه ... سُمع صوت فتح الباب فرفع عماد رأسه وانعقد حاجبيه حين رأى الباب مفتوحا ؟!!.
أدخلت رأسي في ذلك البيت ... فإذا ببيت مظلم غامض ... ألم يكن ذلك منورا قبل قليل لكن قد تكون غرف البيت هي المنيرة وحدها ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جذبت عماد تلك الشمعة المتوسطة الصالة فتقدم نحوها وعيناه لا تغادرها أبدا ...
ودنى عماد منها وحين رفعها ...
أقَُفل الباب نعم لقد اقُفل الباب انطلق عماد نحو الباب محاولا فتحه فجذبه ذلك النور الصادر من عين الباب نظر إليه عماد متلهفا لعله يجد من يساعده خارج القصر ..
ولكنه وجد ما يزيده إحباطا وكرها في هذا البيت ...
تلك العبارة (( عليك إكمال الطريق )) هي التي أحبطت عماد لم تحمله من معاني كثيرة لم يستطع لها تفسير وهذا أول لغز يواجهه في هذا القصر الفسيح فكيف بالباقي ؟! .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدأت أمشي في هذا القصر محاولا فتح الغرف ولكن لا جدوى ...
فقد كانت الأبواب تتحرك وأصوات غريبة تخرج من خلف تلك الأبواب ...
أخيرا ..
وجدت ضالتي .. باب مفتوح .
فتحت الباب بهدوء .. بهدوء .
فإذا بتلك المخلوقات الغريبة التي تسبح في الهواء التي ما إن لبثت حتى رأتني وولت هاربة منه وانفتح هناك باب من أحد الجدر وبدأت تلك المخلوقات تجمع أبناءها وتهرب .!
حينها حاولت إدراكهم .. ووصلت هناك في آخر لحظة وقفزت مادًا يدي نحو الباب ووضعتها على الباب والباب يقفل ببطء ..
قذفت بجسمي داخل الغرفة واقُفل الباب الذي كاد أن يبتر قدمي لولا فضل الله علي ..
تنفست تنفس الصعداء وبدأت يفكر في تلك المخلوقات .. وماهيتها ؟!!! أقدام جمعت بين رجلي الفيلة والحمر الوحشية ووجوه لم ترتبط بأي حيوان كان وشعر كشعر الأسد يلتف على عاتقيهم ..
ما هذا الظلام الدامس .. سقطت أمامي لوحة أخرى (( لا تجلس .)) هاهو لغز آخر لا أعرف له معنى .
أكملت طريقي حتى أضَناني التعب والسؤال الذي يحيرني عن تلك المخلوقات أي طريق سلكت وليس هناك غير هذا الطريق سقطت من التعب ...
حينها بدأت الأرض تهتز من تحتي وقفت ونظرت إلى الخلف.. كانت مفاجأة لي .
فيضان عظيم..
ركضت ولكن لا جدوى من الهرب وغمرتني المياه وألقت بي أرض في قعر مياهها..
فتحت عيناي أمام تلك السمكة التي تحاول إيقاظي :عماد استيقظ يا عماد ...جلست وانثنيت إليها باهتمام.
يا عماد لقد رأفت لحالك فاسمع ..
اجمع الحجر وامنع الجدار من النزول عليك...في هذه اللحظات ضاق النفس بي نظرت إليها وطلبت منها المساعدة فقالت :- خذ خياشمي وتنفس واستفد من موتك
يا عماد .
كررت تلك الجملة حتى تلاشى صوتها وبدأت أفكر فيما يحدث وفي معاني تلك الكلمات الغريبة التي تفوهت بها السمكة فجأة بدأ الجدار العلوي بالنزول نظرت إليه باستغراب وهولا يزال ينزل ببطئ ماذا أفعل ؟ جمعت الحصى المتوفر هناك وبدأت أجمعه فوق بعضه حتى تراء لي بين تلك الحجرات كلام تلك السمكة وخاصة (( استفد من موتك يا عماد )) بدأ عقلي يبحث عن طريقة للخلاص وقد ساعدتني السمكة في حل هذا اللغز : وجدتها بعد أن رأيت تلك الأنوار خلف الجدر مع مسامات الجدر وخلفه بشر يحركون العجلة وخلفهم ذلك المخلوق العجيب الذي يضربهم بالسوط ضرب مبرحا كن ميتا يا عماد تلك الفكرة التي تفوه بها عقلي فتمثلت كميت في الماء ولكن هؤلاء المجانين لم يعتبروا بموتي بل كانوا شاكين في ذلك فرفعوا مستوى المياه ليروا هل أطفو كميت أو لا وقد ساعدتني خياشمي بعد التوكل بالله في
أن أطفو .
ثم وجهوا الأنوار العالية نحوي وانفتح في تلك اللحظة باب مقفل وخرجت تلك المخلوقات عرفت أنهم يريدون حملي إلى داخل بلادهم والتأكد من موتي . إنها اللحظة الحاسمة للخروج من هذا القصر وحينما أدنو رؤوسهم منى ضربت أحدهم في وجهه وانطلقت نحو الباب وقد أضناني التعب والإرهاق حاولت الوصول إلى الباب وهم يقفلونه أمامي ولكن لا أمل ...
فجأة قفزت سمكتي نحو الباب فحالت دون أن يقفل وهي تقول هيا يا عماد لا تفقد الأمل بالله هيا.
أحييت تلك السمكة من قوتي وبدأت أنطلق وأنطلق دفعت الباب هل هذا بر الأمان استلقيت على ظهري من التعب وأغمضت عيناي أمام شاطئ البحر !!! .
أحسست بركل مبرح وأنا نائم فتحت عينيي فإذا بتلك المخلوقات مرة أخرى ولكن هذه المرة يشهرون السيوف على وجهي وقفت مرعوبا منهم ولا تزال سيوفهم شاهرة في وجهه حتى أتى ذلك المخلوق الغريب وبدا لي أنه يحمل رتبة عسكرية كبيرة وهذا واضح لي من زيه والشارات الممتلئة على جنبيه ابتعد الحرس من أمامي وأصبحت وجها لوجه أمام قائدهم .
القائد : يسرنا يا عماد أنك اجتزت متاهة الملك المعظم متاهة دولة قرقمزيان .
عماد : شكرا أيها القائد .
القائد : أما الآن فيسرنا أن تذهب لملاقاة الملك المعظم .
فتبعتهم إلى ذلك الكهف الغريب ووقف هناك الجند عند باب الكهف وتقدم القائد وأمرني بإتباعه ودخلنا الكهف كان كهف غريبا جدا فهو مغطى بالنيران ولكن الجو بارد هناك أمرني القائد بالتقدم نحو النار فأجبته: هل أنا مجنون لأرمي نفسي لتهلكة وانتحر!
ضحك ونظر إلي باستهزاء قائلا : لقد انتهت المتاهة يا عماد تقدم .
كنت بين لحظتي تردد وضعف فيما أعمل وهو يريدني التقدم لدخول أمام النار أخيرا قررت التقدم إلى تلك النار وما إن وضعت قدم قربها حتى أفسح لي للخطوة التالية وقدمت القدم الأخرى فيفسح لي مثل الأولى وتقفل النار مكان الخطوة الأولى وكلما ترفع قدمي عن موضع يقفل بالنار وهكذا وبدأت أمشي وأفكر هل أنا في حلم أم حقيقة ومن هو قرقمزيان وما هذه الدنيا العجيبة هل نحن فوق الأرض أم تحتها أم وراء السماء نحن ! لا أدري لا أدري أبدا .
وبدأت أمشي داخل تلك النار لا أدري إلى أي طريق ستوقفني عندها .
وفي هذه اللحظة ...
رأت عيني مالا يصدق أبدا... قاعة فسيحة ملئت بالأشجار والشلالات الكبيرة التي تهبط على ذلك النهر الممتد إلى نهاية القاعة والجموع الغفيرة التي ملئت القاعة والأهول من ذلك عرش الملك الذي يتوسط الشلال الذي يصب من جانبي الكرسي دون أن يمس الكرسي بقطرة واحدة وقفت هناك مذهولاً لا أدري ما هذه المخلوقات وماذا تريد بي اجتزت متاهتهم فليدعوني وحالي ...
كان الملك ينظر إلي بإمعان ببذلته الحمراء وقبعته المرصعة بالمرجان والياقوت أبعد كفه عن وجهه وقال : إذا أنت عماد من اجتزت متاهة قرقمزيان التي لا يدخلها أحد حتى لا يخرج منها سالم أبدا .
وحينما رأينا أن ذكاءك أخرجك منها .
أمرنا أن نكرسك للعمل عندنا فقد رأينا لك عقل راجح ومهم أن تكون موجود بيننا.
في هذه اللحظة دخل الجندي وهو يلهث من التعب قائلا : مولاي أن جيوش أقزام سياه تتجه نحو البلاد وهم لا يريدون خيرا.
وقف الملك وأمر بالحاجب بأن ينادي في الشعب أن الحرب قد بدأت .
وبدأ المنادي ينادي أن(( يا معشر قرقمزيان من أراد الدفاع عن أهله وماله ووطنه وعرضه عليه أن يبادر باللحاق بجيشنا المعظم لمقابلة أقزام سياه))
(( يا معشر قرقمزيان ... إلخ )).
وهناك في مجلس الوالي جلس الملك يسأل المفكرين العظماء الذين قد ملئت القاعة من أشباههم وقد أعياهم التفكير في طريقة للخلاص غير تلك الذي فعلها الملك وهنا التفت الوالي إلي وقال أعطني مم عندك يا عماد؟
باشرته بالسؤال من هم أقزام سياه يا حضرة الوالي ؟
أشار الملك إلى أحد علماؤه وفتح الخريطة وأشار إلى تلك البقاع الكبيرة هذا عالمنا وهذا الدولة العظمى هي دولتنا وباقي العالم دويلات صغيرة أكبرها أقزام سياه واوربانيا وقد أسقطت دول أقزام سياه الكثير من حصوننا فهم أكثر منا عدة وعتادا وهم يقتربون من مركزنا العاصمة .
في هذه اللحظات التي كنت أفكر في خطة أساعد بها قرقمزيان . خطرت في بالي تلك الفكرة الجهنمية طويلة المدى ولا أعلم كيف حدث ذلك .
طلبت من الملك أن يدع لي مهلة يوم لتفكير في أمرهم فأجاب: لك ذلك .
يتبع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
محاولة لكي ألج لقلوبكم عبر هذه الإطلالة التي آمل أن تعجبكم ...
(عشـرون عامــــــا في قرقمزيان ) قصة من تأليفي ولم يسبق لي نشرها إلا في هذا المنتدى (ولي الشرف) .
ملاحظة : جميع الحقوق محفوظة عند الله ومتروكة للذمم والحساب يــــــــــــــــــــــــــــوم القيامــــــــــــــــة .
************20 عاما في قرقمزيان *************
* الحديث سجالا بيني وبين شخصية القصة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في تلك الليلة الماطرة .. كان عماد يسير بسيارته القديمة محاولا عبور الطريق والعودة إلى أهله سالماً.
ولكن هل هذه السيارة ستوصله لمراده؟!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حينها بدأت السيارة بالاهتزاز وحينها أيقنت أنها ستتوقف قريبا .
أوقفتها على قارعة الطريق ونزلت من السيارة في ذلك الجو المطير. ولكن هذا الطريق مهجور من قديم الزمان ولا تمر به سيارة إلا نادرا!.
ولكنها محاولة لعل وعسى أن أجد أحدا يساعدني . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نصف الليل .. وعماد ينتظر أحدا ينقذه والجو لا يزال ماطرا .
هنا تذكر عماد فندق الشيخ سالم وبدأ المسير إليه ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحين وصلت إلى الوادي الأول تحيرت هل في هذا الوادي فندق الشيخ سالم أم لا .
ولكنني قطعت الشك باليقين حين رأيت ذلك القصر المنير .
وبدأت بالنزول إلى ذلك القصر بهدوء ووقار .
وقفت أمام ذلك القصر الكبير المنير دون أن أحرك ساكنا فقد أبهرني نور القصر فلم يخرج عنها مترا واحد طرقت الباب مرة ومرتين ولكن لا مجيب ...
أدنيت جسمي من الأرض لأجلس بعد سير طويل لم أتوقف فيه أبدا ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحين أنزل رأسه ... سُمع صوت فتح الباب فرفع عماد رأسه وانعقد حاجبيه حين رأى الباب مفتوحا ؟!!.
أدخلت رأسي في ذلك البيت ... فإذا ببيت مظلم غامض ... ألم يكن ذلك منورا قبل قليل لكن قد تكون غرف البيت هي المنيرة وحدها ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جذبت عماد تلك الشمعة المتوسطة الصالة فتقدم نحوها وعيناه لا تغادرها أبدا ...
ودنى عماد منها وحين رفعها ...
أقَُفل الباب نعم لقد اقُفل الباب انطلق عماد نحو الباب محاولا فتحه فجذبه ذلك النور الصادر من عين الباب نظر إليه عماد متلهفا لعله يجد من يساعده خارج القصر ..
ولكنه وجد ما يزيده إحباطا وكرها في هذا البيت ...
تلك العبارة (( عليك إكمال الطريق )) هي التي أحبطت عماد لم تحمله من معاني كثيرة لم يستطع لها تفسير وهذا أول لغز يواجهه في هذا القصر الفسيح فكيف بالباقي ؟! .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدأت أمشي في هذا القصر محاولا فتح الغرف ولكن لا جدوى ...
فقد كانت الأبواب تتحرك وأصوات غريبة تخرج من خلف تلك الأبواب ...
أخيرا ..
وجدت ضالتي .. باب مفتوح .
فتحت الباب بهدوء .. بهدوء .
فإذا بتلك المخلوقات الغريبة التي تسبح في الهواء التي ما إن لبثت حتى رأتني وولت هاربة منه وانفتح هناك باب من أحد الجدر وبدأت تلك المخلوقات تجمع أبناءها وتهرب .!
حينها حاولت إدراكهم .. ووصلت هناك في آخر لحظة وقفزت مادًا يدي نحو الباب ووضعتها على الباب والباب يقفل ببطء ..
قذفت بجسمي داخل الغرفة واقُفل الباب الذي كاد أن يبتر قدمي لولا فضل الله علي ..
تنفست تنفس الصعداء وبدأت يفكر في تلك المخلوقات .. وماهيتها ؟!!! أقدام جمعت بين رجلي الفيلة والحمر الوحشية ووجوه لم ترتبط بأي حيوان كان وشعر كشعر الأسد يلتف على عاتقيهم ..
ما هذا الظلام الدامس .. سقطت أمامي لوحة أخرى (( لا تجلس .)) هاهو لغز آخر لا أعرف له معنى .
أكملت طريقي حتى أضَناني التعب والسؤال الذي يحيرني عن تلك المخلوقات أي طريق سلكت وليس هناك غير هذا الطريق سقطت من التعب ...
حينها بدأت الأرض تهتز من تحتي وقفت ونظرت إلى الخلف.. كانت مفاجأة لي .
فيضان عظيم..
ركضت ولكن لا جدوى من الهرب وغمرتني المياه وألقت بي أرض في قعر مياهها..
فتحت عيناي أمام تلك السمكة التي تحاول إيقاظي :عماد استيقظ يا عماد ...جلست وانثنيت إليها باهتمام.
يا عماد لقد رأفت لحالك فاسمع ..
اجمع الحجر وامنع الجدار من النزول عليك...في هذه اللحظات ضاق النفس بي نظرت إليها وطلبت منها المساعدة فقالت :- خذ خياشمي وتنفس واستفد من موتك
يا عماد .
كررت تلك الجملة حتى تلاشى صوتها وبدأت أفكر فيما يحدث وفي معاني تلك الكلمات الغريبة التي تفوهت بها السمكة فجأة بدأ الجدار العلوي بالنزول نظرت إليه باستغراب وهولا يزال ينزل ببطئ ماذا أفعل ؟ جمعت الحصى المتوفر هناك وبدأت أجمعه فوق بعضه حتى تراء لي بين تلك الحجرات كلام تلك السمكة وخاصة (( استفد من موتك يا عماد )) بدأ عقلي يبحث عن طريقة للخلاص وقد ساعدتني السمكة في حل هذا اللغز : وجدتها بعد أن رأيت تلك الأنوار خلف الجدر مع مسامات الجدر وخلفه بشر يحركون العجلة وخلفهم ذلك المخلوق العجيب الذي يضربهم بالسوط ضرب مبرحا كن ميتا يا عماد تلك الفكرة التي تفوه بها عقلي فتمثلت كميت في الماء ولكن هؤلاء المجانين لم يعتبروا بموتي بل كانوا شاكين في ذلك فرفعوا مستوى المياه ليروا هل أطفو كميت أو لا وقد ساعدتني خياشمي بعد التوكل بالله في
أن أطفو .
ثم وجهوا الأنوار العالية نحوي وانفتح في تلك اللحظة باب مقفل وخرجت تلك المخلوقات عرفت أنهم يريدون حملي إلى داخل بلادهم والتأكد من موتي . إنها اللحظة الحاسمة للخروج من هذا القصر وحينما أدنو رؤوسهم منى ضربت أحدهم في وجهه وانطلقت نحو الباب وقد أضناني التعب والإرهاق حاولت الوصول إلى الباب وهم يقفلونه أمامي ولكن لا أمل ...
فجأة قفزت سمكتي نحو الباب فحالت دون أن يقفل وهي تقول هيا يا عماد لا تفقد الأمل بالله هيا.
أحييت تلك السمكة من قوتي وبدأت أنطلق وأنطلق دفعت الباب هل هذا بر الأمان استلقيت على ظهري من التعب وأغمضت عيناي أمام شاطئ البحر !!! .
أحسست بركل مبرح وأنا نائم فتحت عينيي فإذا بتلك المخلوقات مرة أخرى ولكن هذه المرة يشهرون السيوف على وجهي وقفت مرعوبا منهم ولا تزال سيوفهم شاهرة في وجهه حتى أتى ذلك المخلوق الغريب وبدا لي أنه يحمل رتبة عسكرية كبيرة وهذا واضح لي من زيه والشارات الممتلئة على جنبيه ابتعد الحرس من أمامي وأصبحت وجها لوجه أمام قائدهم .
القائد : يسرنا يا عماد أنك اجتزت متاهة الملك المعظم متاهة دولة قرقمزيان .
عماد : شكرا أيها القائد .
القائد : أما الآن فيسرنا أن تذهب لملاقاة الملك المعظم .
فتبعتهم إلى ذلك الكهف الغريب ووقف هناك الجند عند باب الكهف وتقدم القائد وأمرني بإتباعه ودخلنا الكهف كان كهف غريبا جدا فهو مغطى بالنيران ولكن الجو بارد هناك أمرني القائد بالتقدم نحو النار فأجبته: هل أنا مجنون لأرمي نفسي لتهلكة وانتحر!
ضحك ونظر إلي باستهزاء قائلا : لقد انتهت المتاهة يا عماد تقدم .
كنت بين لحظتي تردد وضعف فيما أعمل وهو يريدني التقدم لدخول أمام النار أخيرا قررت التقدم إلى تلك النار وما إن وضعت قدم قربها حتى أفسح لي للخطوة التالية وقدمت القدم الأخرى فيفسح لي مثل الأولى وتقفل النار مكان الخطوة الأولى وكلما ترفع قدمي عن موضع يقفل بالنار وهكذا وبدأت أمشي وأفكر هل أنا في حلم أم حقيقة ومن هو قرقمزيان وما هذه الدنيا العجيبة هل نحن فوق الأرض أم تحتها أم وراء السماء نحن ! لا أدري لا أدري أبدا .
وبدأت أمشي داخل تلك النار لا أدري إلى أي طريق ستوقفني عندها .
وفي هذه اللحظة ...
رأت عيني مالا يصدق أبدا... قاعة فسيحة ملئت بالأشجار والشلالات الكبيرة التي تهبط على ذلك النهر الممتد إلى نهاية القاعة والجموع الغفيرة التي ملئت القاعة والأهول من ذلك عرش الملك الذي يتوسط الشلال الذي يصب من جانبي الكرسي دون أن يمس الكرسي بقطرة واحدة وقفت هناك مذهولاً لا أدري ما هذه المخلوقات وماذا تريد بي اجتزت متاهتهم فليدعوني وحالي ...
كان الملك ينظر إلي بإمعان ببذلته الحمراء وقبعته المرصعة بالمرجان والياقوت أبعد كفه عن وجهه وقال : إذا أنت عماد من اجتزت متاهة قرقمزيان التي لا يدخلها أحد حتى لا يخرج منها سالم أبدا .
وحينما رأينا أن ذكاءك أخرجك منها .
أمرنا أن نكرسك للعمل عندنا فقد رأينا لك عقل راجح ومهم أن تكون موجود بيننا.
في هذه اللحظة دخل الجندي وهو يلهث من التعب قائلا : مولاي أن جيوش أقزام سياه تتجه نحو البلاد وهم لا يريدون خيرا.
وقف الملك وأمر بالحاجب بأن ينادي في الشعب أن الحرب قد بدأت .
وبدأ المنادي ينادي أن(( يا معشر قرقمزيان من أراد الدفاع عن أهله وماله ووطنه وعرضه عليه أن يبادر باللحاق بجيشنا المعظم لمقابلة أقزام سياه))
(( يا معشر قرقمزيان ... إلخ )).
وهناك في مجلس الوالي جلس الملك يسأل المفكرين العظماء الذين قد ملئت القاعة من أشباههم وقد أعياهم التفكير في طريقة للخلاص غير تلك الذي فعلها الملك وهنا التفت الوالي إلي وقال أعطني مم عندك يا عماد؟
باشرته بالسؤال من هم أقزام سياه يا حضرة الوالي ؟
أشار الملك إلى أحد علماؤه وفتح الخريطة وأشار إلى تلك البقاع الكبيرة هذا عالمنا وهذا الدولة العظمى هي دولتنا وباقي العالم دويلات صغيرة أكبرها أقزام سياه واوربانيا وقد أسقطت دول أقزام سياه الكثير من حصوننا فهم أكثر منا عدة وعتادا وهم يقتربون من مركزنا العاصمة .
في هذه اللحظات التي كنت أفكر في خطة أساعد بها قرقمزيان . خطرت في بالي تلك الفكرة الجهنمية طويلة المدى ولا أعلم كيف حدث ذلك .
طلبت من الملك أن يدع لي مهلة يوم لتفكير في أمرهم فأجاب: لك ذلك .
يتبع