المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية ابنة كوهين تشتري ابيها بالأسري و شام فضائية لو سمح النظام!



إبن رواحة
19-06-2005, 01:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

عدلي صادق

ربما تخطو سورية، نحو انفتاح تلفزيوني، بإطلاق فضائية خاصة، تكون إقامتها المؤقتة، في مدينة دبي الإعلامية. وتقف وراء القناة الجديدة، شركة الانتاج الفني، التي قدمت للتلفزة العربية، المسلسل الاجتماعي الكوميدي حديث المرايا لياسر العظمة، الفنان الذي يراه كاتب هذه السطور، أعظم كوميدي عربي في تاريخ التمثيل. فهو القادر علي أداء كل الأدوار الإنسانية، بكفاءة عالية، فضلاً عن كونه ممن يكتبون بعض نصوص أعمالهم، من خلفية ثقافية رفيعة. والقناة السورية الخاصة، التي ستطلقها شركة عرب للإنتاج والتوزيع الفني، تستبشر خيراً فضائياً، من البيان الختامي للمؤتمر القطري العاشر لحزب البعث الذي أوصي بالسماح بإقامة قنوات تلفزة خاصة، لكي تصبح المنافسة، أحد أسباب تطوير الإعلام السوري، ولفتح المجال أمام القطاع الخاص، للإسهام في نقل صورة حضارية موضوعية، عن سورية حسبما جاء في البيان الختامي للمؤتمر. فمن مألوف الكلام الدمشقي الرسمي والحزبي، أن تتحدد أسباب غير الأسباب الحقيقية، لكل خطوة علي أي صعيد، دونما اكتراث بأن تأخر اكتشاف هذه الوصفة، لتطوير الإعلام السوري، الي هذا التاريخ (الداخلي واللبناني والإقليمي والدولي) يعكس المدي الزمني، الذي استغرقته معاندة كل أسباب التطور السياسي والاقتصادي والإعلامي، وهو مدي يُحسب علي النظام، في اللحظة التي يظن فيها، أنه في قمة التجلي والذكاء. وكان أجدي وأوفر، أن تُطرح الأسباب الحقيقية بصراحة، لعدم وجود تشريعات تتيح إطلاق مؤسسات إعلامية خاصة، في سورية، التي تزخر بالطاقات والمواهب.
ومن المنتظر أن تبدأ قناة شام الفضائية الخاصة، بثها التجريبي في بداية شهر آب المقبل، عبر القمر الاصطناعي عربسات .
وبدا واضحاً من خلال تصريح مقتضب، للمدير العام لشركة عرب أن القناة السورية الخاصة، ستكون متحررة من واجبات العرض المراسمي للأخبار، بخلاف ما هو عليه الحال بالنسبة للفضائية الرسمية، إذ ستُغطي الأحداث، بمهنية وصدقية عالية، و ستخاطب العقل لا الغرائز علي مستوي مواد التسلية والمنوعات، وستتحاشي الإسفاف. غير أن قناة شام التي ستنطلق مؤقتاً من دبي، ريثما يتم إصدار التشريعات السورية، الناظمة لعملية إشراك القطاع الخاص، بقوة، في ميدان الإعلام، ستعرف خلال المدة التي تفصلها عن بداية شهر آب (اغسطس)، ما إذا كانت الحكومة السورية، تحث الخطي في اتجاه هذه التشريعات، أم أنها ستراوح مكانها، إن توافر لها مخرج أمريكي من مأزق الاستهداف. فالخشية تظل قائمة، بأن يعطي النظام السوري لواشنطن، وأن لا يعطي لـ عرب و شام والمجتمع العربي في سورية، لأن الولايات المتحدة، لن يعنيها تطور النظام السياسي في دمشق، ولا تطور الإعلام، وإنما تعنيها أجندتها، ومدي التكيف السوري الرسمي معها. وبالطبع، سيكون المخرج المشرّف، من المأزق، هو الوصفة الشاملة، التي لا يبدو ـ حتي الآن ـ أن الحاكمين يطيقونها، علي الرغم من أن الشفاء سيكون مؤكداً. فالسوريون في انتظار إصلاح سياسي، وإصلاح دستوري، وإصلاح اقتصادي مصرفي، وإصلاح إعلامي، وإطلاق للحريات، وفي انتظار احترام حقيقي لحقوق الانسان، لا بعض الاحترام خوفاً من ردود الأفعال الأمريكية، كأن واشنطن أحرص علي كرامة إنساننا. والسوريون في انتظار تكريس تقاليد احترام الرأي الآخر، لكي لا ينشأ في بيئة سحق الإنسان، إنسان معارض، مشوّه، يعاني العراقيون من أنموذجه، الذي هو الآن، في الحكم وفي أكناف الحكم، في هذه الأوضاع الكارثية!

أسري سوريون ورفات كوهين

التقت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، صوفي كوهين، إبنة الجاسوس الشهير إيلي، الذي أعدم في دمشق في العام 1965. وقالت صوفي إن رفات أبيها، ستُدفن قريباً في إسرائيل، بموجب صفقة، يطلق فيها سراح أسري سوريين، كانت قد اجتمعت بهم في السجن. غير أن الأسري أنفسهم، طلبوا من ذويهم نقل رسالة الي النائب العربي د. عزمي بشارة، لكي يزورهم لإيضاح موقفهم. وعندما زارهم عزمي بشارة، أبدوا امتعاضهم من وضعية المقايضة، بين رفات جاسوس أراد إلحاق الأذي ببلادهم، ومصيرهم كأسري للحرية والتحرر من الاحتلال. وأكد هؤلاء، علي أن عنوانهم، بخصوص هذه القضية، هو دمشق والرئيس بشار الأسد. غير أن التزيّد في هذا السياق، بدا غير متساوق مع المنطق، سيما وأن انزعاج الأسري، كان من وصول صوفي كوهين اليهم، مع طاقم للتصوير. فقد رأوا في هذه المناسبة، محاولة لإظهارهم كمساكين وفي حاجة الي المساعدة، علي الرغم من أنهم قادرون علي إظهار موقفهم، بغير مسكنة أو تهافت. ثم إن أية عملية للتبادل، في حالات العداء والحرب، تكون بين طرفين يري كل منهما في الآخر، مجافياً للحق وللعدالة، لكن الصفقات تتم. وهنا، ننتهز هذه المناسبة، لكي نرسل تمنياتنا بأن تتم صفقة، يتحرر بموجبها أسري سوريون، لأن رفات إيلي كوهين، لم تعد مفيدة علي أي صعيد، بعد أن استنفدت الحكاية أغراضها. فقد اخترقت إسرائيل بالجاسوس، وأمسكته سورية، وحاولت إسرائيل إنقاذه، وأعدمته سورية في الساحة العامة، وهو أصلاً لم يكن مواطناً سورياً، وإنما وصل الي سورية في مهمة تجسس، وبالتالي لن يكون معني تسليم رفاته، تسليماً من سورية بفرضية تكريم جاسوس خان وطنه، مثلما حدث بالنسبة للأردنية آمنة المفتي، عندما سلمتها منظمة التحرير الفلسطينية حيّة ترزق، بموجب صفقة. فالمقاومون السوريون أبطال، والجاسوس الإسرائيلي، بالنسبة لليهود الصهاينة، أدي واجبه وكان بطلاً. ومن هذه الفرضية الإسرائيلية، تتحرك الضغوط علي سورية. وصيغة الصفقة، يمكن أن تكون رابحة، لأن لا قيمة لرفات جاسوس، وهناك قيمة لإطلاق أسري!

كاتب من فلسطين
adlisadek@yahoo.com.www


المصدر (http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=2005\06\06-17\qpt2.htm&storytitle=ffابنة%20كوهين%20تشتري%20ابيها%20بالأسري%20و%20شام%20%20فضائية%20لو%20سمح%20النظام!fff)