المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : روايات عالميه ( بلاجزاء وبالغة العربية)



A&A&A
20-06-2005, 02:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://img244.echo.cx/img244/8174/sse8fp.gif


سأقدم لكم هنا , عدد كبير جدا من الرويات العالمية والعربية , على فترات كل ما تثنى لي الوقت وسمح لي .
وساضع الرويات بالطريقة التاليه
صورة الغلاف
العنوان
المؤلف
الرأي الشخصي
الاحداث باختصار
أحلى جزء
واذا امكن اين اجد الروايه

للعلم هذه دعوة عامة للكل للمشاركه بنفس الطريقة حتى تكون لنا مرجع وارجو الالتزام بالضوابط وفي حاله عدم وجود صورة البحت في النت عن صورة مشابهه واو صوره لها معني من القصه
للتذكير فقط ان هذه الرويات تحكي واقع كل مجتمع حدثت فيها فأرجو من القارئ المسلم التميز بين الصح والخطأ

A&A&A
20-06-2005, 02:18 AM
http://www.darelhilal.com/books/396.gif
العنوان: الفارس الخالد

تأليف: ميشال زيفاكو

الرأي الشخصي: ممتع جدا

الإحداث باختصار: حدثت هذه الرواية في أزهى عصور الفروسية والسيف في فرنسا و أوربا كلها وفي هذه الرواية تبين لنا كيف استطاع بطلنا الفارس الخالد ريكبمرج أن ينتصر على مكائد خصومه وخصوم بلاده وهم من أصحاب الوجاهة والنفوذ. ميشال زيفاكو روائي تملكت نفسه مشاعر الرغبة بانتصار الحب والعدل والإخلاص في هذا العالم الملئ بالظلم. ورواية الفارس الخالد واحدة من رواياته التي نالت شهرة كبيرة وترجمت إلى الكثير من اللغات ولاقت وما تزال تلاقي الرواج لما تحمله في طياتها من هذه المعاني العظيمة.


أحلى جزء:
كانت الساعة بعد الظهر حين سار ريكمبرج على جواده في أثر المركبة وكانت المركبة قد برحت باريس في الساعة الثامنة من الصباح فتكون قد تقدمته بسبع ساعات.
غير انه لم يكترث لذلك فان فرنسواز كان لابد لها من الوقوف للغداء وعلف جواد مركبتها كما أنها كنت مضطرة إلى أن تسير الهوينا وتريح جوادها فانه كان يجر مركبة فيها خمسة أنفس ولم يكن في ذلك العهد غير طريق واحد من باريس إلى تورين ولاسيما للمركبات فسار ريكمبرج في هذه الطريقة وقد سار في البدء مسرعا فاجتاز ثماني مراحل بمدة ساعتين ثم واصل السير إلى الساعة السادسة فرأي عن بعد تلك المركبة التي رآها عند باب الكونت دي مورلاي

ثم رأى تلك المركبة وقفت عند باب فندق ورأى فرنسواز وفيرجيني نزلتا منها ثم هرمين في ذلك الغلام اللابس ملابس الجديدة ثم ابن فرنسواز وكان ينظر إلى تلك الملابس بعين الحسد وقد لاحظ ريكمبرج أن هرمين نفسها مدت يدها إلى ذلك الغلام تعينه على النزول من المركبة.

وكان الهواء شديدا فسقطت قبعة ذلك الغلام وهوى شعره فاسترسل إلى كتفيه فلم يبق شك لدى ريكمبرج أنها امرأة متنكرة بزي غلام.

وقد أسرعت هرمين إليها وهي تضحك فأعنتها على رفع شعرها وستره تحت القبعة ثم دخلوا جميعهم الى قاعة الفندق.

ولكنهم لم يكدن يدخلن إليها ويجلسن فيها حتى دخل ريكمبرج فجأة فصاحت مرغريت صيحة دهش ورعب وحاولت الاختباء وراء هرمين.

غير أن ريكمبرج عرفها قبل أن تتمكن من الاختباء وكاد يظهر دهشته لو لم تبادر هرمين الى وضع سبابتها على فمها فاحمر وجهه وباحت هرمين بهذه الأشاره البسيطة بكل سرها.

ويذكر القراء أن ريكمبرج كان قد فحص منزل الدوق فيلان من الخارج فحصا دقيقا فأيقن انه يستحيل على مرغريت أن تستطيع الفرار من النوافذ لعلوها ثم خطر له اتصال منزل الدوق بمنزل دي مورلاي وذكر ما اخبره به رينالد عن وجود ذلك المنفذ السري فأيقن ان مرغريت قد وجدت ذلك المنفذ وخرجت منه إلى غرفه هرمين واتفقت وإياها على السفر.

وعند ذلك أشار إلى هرمين اشاره طمأنتها ثم دنا منها وقال لها أتأذن حضرة الآنسة دي مورلاي بمقابلة ..

فاضطربت هرمين ولم تدري أتجيبه أم ترفض سؤاله ولكنها أجابته بالإيجاب دون أن تعلم ما تقول.

ورأى ريكمبرج ما كان من اضطرابها فقال لها كوني واثقة سيدتي أني احترمك احترام الأولياء وإذا كنت خائفة من الاختلاء بي فلك ان ............

فقاطعته هرمين قائلة، ان من كان له مثل نبلك يا سيدي لا تخافه العذارى

ثم أشارت إليه ان يتبعها وتقدمنه الى الردهة فتبعها ريكمبرج ولما خلا بها قال لها.

لا تتهميني يا سيدتي بالفضول واني قفوت أثرك ولكن الكونت دي لورجييري اخبر في هذا الصباح صديقي ابن عمك المركيز باختفاء بنت أخته مرغريت فبات رينالد في حالة تحمل على الإشفاق ولم أجد بدا من ان أتولى عنه البحث عمن يحب.

ولم أكن أتوقع الظفر بهذه الضالة بمثل هذه السهولة ولكن هي الصدفة (كلمت صدفه حرام الاحرى تكون قدرا) سهلت لي أسباب اللقاء بك لأشكرك بلسان ابن عمك عن إحسانك إليه.

ثم حكى لها كيف اتفق له انه اهتدى على أثرها بالتفصيل.

فقال له: والآن ماذا عزمت ان تفعل؟

فقال: ان ذلك منوط بك على الأخص وبحضرة الدوقة.

- ماذا تعني بما تقول؟

- اعني انك أحسنت إلينا إحسانا عظيما قيدني وهو سيكون خير ضاغط على ما انويه فان إحسانك لم يقتصر على ابن عمك المركيز يا سيدتي بل تعداه إلي وقد عرفت أمس بالبرهان الجلي حقيقة عطفك علينا.

- أوصل إليكما إنذاري؟

- نعم يا سيدتي

- وهل استفدتما به؟

- كلا يا سيدتي لسوء الحظ

- فارتجفت هرمين وقالت أهاجموكما؟.

- نعم واأسفاه

فارتعدت هرمين وجعلت تلح عليه بأسئلة حتى حكى لها جميع حوادث المعركة بالتفصيل الدقيق.

فجعلت الفتاة تنظر الي ريكمبرج بملأ الإعجاب دون ان تحاول إخفاء إعجابها بهذه البسالة النادرة العجيبة ولا تكاد تصدق ان رجلا فردا يستطيع الفتك بعشرين.

فلما أتم حديثه قالت له: لقد عملت الان السبب في وجودك قرب منزل ابي في صباح اليوم فانك أردت بذلك ان تظهر لي انك نجوت من الخطر الذي كان يتهددك ويتهدد المركيز.

وقد أدركت وأدركت الدوقة حسن قصدك فسافرنا مطمئنين بعد الخوف الشديد.

ثم سكتت هنيئة مفكرة وعادت إلى الحديث فقال:

ولكن كيف اتفق يا سيدي الكولونيل إننا لا نرى سواك في كل هذه الحوداث؟

- كيف ذلك يا سيدتي.

- ذلك انك أنت الذي أنقذ ابن عمي من كل ما كان يتهدده من الأخطار وأنت الذي خطر لم في صباح اليوم هذا الخاطر الشريف فأتيت لتطمئننا بسلامتكما من الأخطار وأنت الذي قفوت إثرنا الليلة حتى أدركتنا ووقفت على الدوقة فكيف اتفق ان تعمل كل ذلك أنت وإننا لا نرى المركيز؟

- ذلك لأني أكثر تجربة من المركيز يا سيدتي ولاني الفت المشاق منذ حداثتي فلم اعد اكترث لتعب بعد ان بلغت مبلغ الكهولة؟

- ولكنك يا سيدي لم تتجاوز الثلاثين من العمر بعد

- بل بلغت الخامسة والثلاثين وإذا صح ما يقال بان أعوام الشقاء مزدوجة فقد بلغت الخمسين

- ولكن ما لذي دعاك إلى هذا النهج فليس ذلك لفائدة خاصة كما أرى؟

- أشكرك يا سيدتي لأنك لم تظني بي هذا الظن نعم إني لا فائدة خاصة لي. ولكني ميال بالطبع إلى نصرة الضعيف والأخذ بيد كل مظلوم وقد لقيت رينالد وعرفت أمره اتفاقا ورأيت انه مظلوم لا ناصر له ولا معين فدفعني ميلي الفطري إلى نجده وهذا هو كل السبب.

- ولكن من أنت يا سيدي؟

- إني رجل لا اسم له ولا منصب ولا ثروة وليس لي احد في هذا الوجود اتصل به بصلة قربي ولذلك جعلت أطوف طواف الشريد الوحيد وأعالج بهذا الطواف همي لعلمي أني لا أجد عيلة احن إليها وتحن إلي فكنت اصرف كل ما وعاه قلبي من الحنو إلى الإشراف الطاهرين وانتزع الرحمة من ذلك القلب حين ألقى الأشقياء المفسدين كاني انتقم منهم عما أساءت به إلى الانسانيه على إني احمد الله في كل حال أخذه بيدي بعد أن تخلى عني الإنسان فخرجت من الإشراف واوحي لي قلبي عواطف النبل والإخلاص فجعل عزائي خدمة الناس ولكنها خدمة لا جزاء فيها.

- وأي جزاء تطمع به يا سيدي بعد هذا الجزاء الذي نلته ألا يكفيك أن تكون في طليعة أهل النبل الشرف وكيف تبالي بالاسم والثروة فان المرء يتسعين بهما على نيل الشرف وقد نلت من الشرف ما يغنيك عن ذلك الاسم وتلك الثروة؟

فنطر ريكمبرج إلى هرمين نظرة المعجب وقد اتقدت عيناه ببارق من السرور لم تره الفتاة لاستفحال الظلام ولكن هذه البارق انطفأ مسرعا كما اتقدت عيناه وقال: هذه أول مره سمعت فيها هذا القول يا سيدتي

- كيف ذلك العلك تحسب إني أقول غير ما اضمر؟

- معاذ الله ان يخطر لي هذا الخاطر يا سيدتي ولكن الناس تخلقوا بلأدناس في هذا العهد وما اعتمدوا من الصفات غير الدهاء والمكر والحسد فلا تلقين بينهم كريما ولذلك لا اعجب لسماع هذه الأقوال من فمك

- لماذا؟

- لأنك نشأت بعيدة عن أهل الخديعة والنفاق وتربيت تربية صالحة أساسها الطهر وعمادها الدين

- كيف ذلك، أتعلم ............

- نعم فان رينالد اخبرني بكل أمرك فانا اعلم ان أباك هجرك خمسة عشر عاما ربيت في خلالها في قصر بوليري وتولت تربيتك امرأة زرعت في نفسك الكريمة خير بذور التقوى والصلاح فنشأت مفطورة على حب العدالة والحق.

- إذن أنت تعلم يا سيدي أننا متفقان بالحظيين وان مستقبلي لا يزيد تألقا عن مستقبلك مازلت تعلم ان أبي بعد ان أقامني في منزله ثلاثة أعوام عاد فنفاني إلى الريف؟

- ولكن الفرق بيني وبينك ان أباك اذا مات أصبحت غنية

- وأين هي هذه الثروة يا سيدي أتحسب إنني اتداني إلى قبض درهم من مال أبي وهو مال ابن أخيه؟

إذن لقد أخطأت فراستك بي فاني لا أدنس يدي بمال مسروق ونعم إن لأبي مالا وهبه إياه أخوه المركيز وهو يعود إلى بعد موته ولكن إيه فائدة لي من هذا المال وأنا مشوهة وقد قضى على بالتبتل إلى الموت.

- وأنا يا سيدتي أسألك بدوري كيف تحسبين جمال الجسد فوق جمال النفس ألم يخلق الله لك تلك النفس الطاهرة الشريفة وجمالها فوق كل جمال أتحسبين أن صفاتك الشريفة لا تجذب إليك قلب رجل شريف لا يروقه غير جمال النفوس وهو الجمال الخالد؟

- وأين أجد هذا الرجل العجيب الم تقل لي أنت أن الناس قد تخلقوا بالادناس؟

- نعم إنها قاعدة عامه ولكن لكل قاعدة شواذا وذلك كاف لتشجيعك وأما أنا فقد قلت لك إني لا أجد عزاء بغير نصرة المظلوم ولذلك التمس منك الاعتماد على صداقتي إلا إذا كانت صداقة شقي مثلي تمس شعورك الراقية.

فمدت هرمين له يدها وقالت: أيخطر لك هذا الخاطر أيها الكولونيل هذه يدي أصافحك بها واقسم ان كلامك خير بلسم لجراحي وانه سيظل مطبوعا في قلبي إلى الأبد.

فضغط ريكمبرج على يدها وقال:

نعم اقبلي هذه الصداقة الخالصة فاني صديقك قبل أن أعرفك وقبل ان اسمع من شفتيك هذا الكلام المعزي فقد كنت اشعر بدافع عظيم يدفعني إليك لاسيما حين علمت بما عانيته وبما قد تعانيه فاني لم افتكر إلا بك وما عرفت حقيقة الحنو الأكيد إلا حين كنت تمثلين لضميري.

ولبث ريكمبرج ضاغطا بيديه على يد هرمين فلم تنتزع يدها من يديه وقد مهدت الأقدار لهذين القلبين سبيل الاتحاد وربطاهما برباط وثيق.

وقد لا يكون هذا الوثاق وثاق حب في تلك الساعة ولكنه كان وثاقا سريا قيد هاتين النفسين الكريمتين ووصل بينهما بصلة من الإخاء لا تفصم بل قد يكون كل منهما أحب الآخر دون أن يعلم فانهما نسيا انهما مختليان في ظلام الليل على قارعة الطريق وكلاهما مضطرب النفس خافق القلب.


لشراء هذه القصه: موقع http://www.darelhilal.com/bookdisplay.asp?396


أو
مكتبة دار الآداب في الامارات بالشارقة

RICH BOY
20-06-2005, 11:39 AM
موضوع جميل
وهناك موقع لبيع الروايات
www.adabwafan.com

(The Shark)
20-06-2005, 02:34 PM
موضوع قمة في الروعة , يلا هات لنا قصص اخرى

A&A&A
20-06-2005, 04:08 PM
موضوع جميل
وهناك موقع لبيع الروايات
www.adabwafan.com (http://www.adabwafan.com)

شكرا RICH BOY واتمنى التفاعل

A&A&A
20-06-2005, 04:10 PM
موضوع قمة في الروعة , يلا هات لنا قصص اخرى

شكرا أخي على التشجيع واتمنى التفاعل والمشاركه حتى نبني اول موسوعه عربيه بالقصص

A&A&A
20-06-2005, 06:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المزيد من القصص


http://www.neelwafurat.com/images/LB/abookstore/covers/normal/105/105312.gif
العنوان: عجائب الأقدار أو عبث الأقدار (لا يجوز القول بأن للاقدار قدرة)

تأليف: نجيب محفوظ

الرأي الشخصي: جيد ولكن الكثير من التجوازات الدينية على الرغم من ان الكاتب مسلم الرواية ايظا تحتوى على كثير من جمل رقرآنيه الرواية فقد تصف مرحلة زمنية كانت الوثنية على أصولها.


الإحداث باختصار: "قال الملك للساحر: أحسنت أيها الرجل القادر. لكن هل لك سلطان على الغيب أيضاً؟ فأجابه الساحر: نعم يا مولاي. فقال له الملك: إلى متى يظل عرش مصر لملوك من ذريتي؟ فبدا على الرجل القلق والتهيب. ففطن فرعون وأدرك، فأمنه على نفسه. فاستغرق الرجل في صلاة حارة، ولبث ساعة لا يتحرق ولا يتكلم. نفذ صبر الأمير حفوف فقال له: لقد أعطاك فرعون الأمان على نفسك. فما لك لا تتكلم؟ فكتب الرجل أنفاسه وقال للملك: مولاي، لن يجلس على عرش مصر من بعدك، أحد من ذريتك"!

نبوءة تأخذ بسرديات الرواية إلى عالم نجيب محفوظ المفعم دائماً بالخيال الرائع، وبالسبك الروائي الذي يثير شغف القارئ فيمضي متشوقاً في أثر الأحداث ليصبح جزءاً منها. وكما قدم نجيب محفوظ للقراء بصورة عامة نمطاً روائياً متميزاً، يقدم من خلال روايته "عجائب الأقدار" نمطاً روائياً يتناسب ومستوى الناشئ، فكراً وأسلوباً ولغة وقالباً ومغزىً.

أحلى مقطع:

الجزء الأول

مضى العام السادس والأخير لددف في المدرسة الحربية.

وأقامت المدرسة حفلتها التقليدية السنوية التي يتبارى فيها المتخرجون قبل توزيعهم على فرق الجيش المختلفة وأشرقت حياة الفرح – ذلك اليوم- على المدرسة العظيمة وازينت أسوارها بأعلام الفرق الحربية وصدح جوها بأنغام الموسيقى الحماسية.

وفتحت أبوابها تستقبل المدعوين نساء ورجلا، الذين يتكون جمهورهم من أسر الضباط والقواد والمتخرجين وكبار الموظفين

وبعد أن انتصف النهار حضر كبار رجال الدولة يتقدمهم الكهنة والوزراء وعلى رأسهم صاحب القداسة خومينى وقواد الجيش العظام وعلى رأسهم القائد أربو وكثير غيرهم من خاصة الموظفين والكتاب والفنانين ليكونوا جميعا في استقبال حضرة السمو الفرعوني الأمير رعخعوف ولي عهد المملكة الذي أنابه صاحب الجلالة عن ذاته في ترؤس الحفلة

ولما أزف موعد الأمير هرع كبار رجال الدولة الى مدخل المدرسة ووقفوا ينتظرون بين صفوف من الجنود وما لبت أن ظهر في الميدان الفسيح المنبسط أمام المدرسة موكب ولي العهد تتقدمه كوكبه من عربات الحرس الفرعوني فصدحت الموسيقى بالتحية ووقف الجهمور اجلالا وتعالي هتافهم لفرعون وولي العهد

ووصل موكب الأمير الى مدخل المدرسة فتقدم مديرها حاملا بين يديه نمرقة من الحرير المحشو بريش النعام ترجل عليها صاحب السمو الفرعوني وكان في صحبة الامير شقيقته صاحبة السمو الأميره مرى سى عنخ واخوته الامراء رعباوف وحردوف وحرسادف وكاعب وسددف وخوفو خفع وهنا ومراب...

وانحنى الكبراء بين يدي الأمير وسار سموه بقامته الربعة ووجهه الصلب الذى زادته الكهولة صلابة وصلفا وسارت الى يمينة الأميرة مرى سى عنخ واتخذ مجلسة في الوسط وجلست الى يمينه الاميرة والامراء والى يساره خوميني والوزراء والقواد وكبار الموظفين وبعد وصول لأمير سكت الهتاف وجلس المدعوون وابتدأت الحفلة ونفخ في الصور فصدحت الموسيقى وظهرت فرقة الضباط المتخرجين من ناحية الثكنات تسير أربعة أربعة يتقدمها قائد المدربين حاملا علم المدرسة وقد ارتدوا للمرة الأولى ملابس الضباط ذات الوزرة الخضراء والقميص الأخضر والسترة المصنوعة من جلد النمر فلما أن صاروا بأزاء العرش الجالس عليه صاحب السمو سلو سوفهم ومدوا بها أذرعهم وهي عمودية أذبتها الى السماء فرد التحية واقفا

وابتدأت بعد ذلك المبارة العظيمة بسباق الخيل فامتطى الضباط الجياد المطهمة ووقفوا صفا ثم نفخ في الصور فاندفعوا كالسهام المنطلقة عن أقواس مردة وزلزلت أرجل الخيل زلزالا شديدا وكادت لشدة عدوها تغيب عن الأبصار وثبت البواسل عليها كأنهم سمروا في ظهورها تسميرا وكانوا صفا ثم فرق بينهم العدو الشديد ثم شذ عنهم فارس كان لسرعته كأنه يركب ريحا مجنونة وكان أسبقهم في العودة الى المبتدأ وقد أذاع المدرب اسم الفارس الفائز " ددف بن بشارو" فاستقبل بهتاف شق عنان السماء ولو أتيح للشاب أن يسمع أباه وهو يهتف "لابن بشارو" بصوت كالرعد لما تمالك نفسه من الضحك

وبعد مدة وجيزة بدأ سباق العربات فركب الضباط وانتظروا صفا ثم نفخ في الصور فانطلقوا كالعمالقة يبعثون بين أيديهم رهبة ويتركون خلفهم دويا كشق الصخور وانهيار الجبال وكانوا على ظهور العربا يتمايلون ولا يتزحزحون كأنهم سيقان نخل راسخة هبت عليها ريح عاصفة تريد اقتلاعها فارتدت عنها خائبة مولولة ثم انطلق من بين صفوف العادين راكب سبقهم بقوة مارد فبدا وبدوا كأنه عاد وهم وقوف وتوجه الفوز حتى النهاية وأعن المدرب اسم الفائز " ددف بن بشارو" وتعالى باسمه الهتاف واشتد له التصفيق..

ثم أعلن المنادى عن سباق القفز على الحواجز فامتطى الضباط جيادهم وأقيم في وسط الفناء الطويل المصاطب من الخشب يزداد مع التقدم ارتفاعها رويدا رويدا ونفخ في الصور فعدت الخيل بعنف وطارت فوق الحاجز الأول كأنها نسور منقضة وقفزت على الثاني كانها أمواج الشلال الكاسرة وتقدموا يكلل هاماتهم النصر المبين ولكن خان الحظ البعض فعجزت الجياد غير صائخة الى صراخ فرسانها البواسل وسقط آخرون بين أصوات الاشفاق الا فارسا قفز الحواجز جميعا كأنه قدر محتوم أو فوز مجسم وأعن المنادى اسمه "ددف بن بشارو" بين التهليل والتكبير.

وحالفة الفوز في جميع المباريات فكان المبرز في إصابة الأهداف بالرمح والقوس وكان المنتصر في المبارزة بالسيف ولأضرب بالمزاريق وآتته الآلهة (لا آله الا الله) نصرا مبينا جعله بطل اليوم دون شريك ونابغة المدرسة العديم النظير وأحله مكانه الاعجاب والتقدير في كل قلب

وكان على الفائزين أن يذهبوا الى ولي العهد ليهنئهم على نبوغهم فذهب ددف – ذلك اليوم- وحده وأدى للأمير التحية العسكرية فوضع الأمير يده في يده وقال له:

- إني أهنئك أيها الضابط البأس: أولا على تفوقك وثانيا على اختياري لك ضابطا في حرسي الخاص.

فطفح وجه الشاب بالفرح وأدى التحية للأمير وعاد مثلج الصدر سعيدا وسمع في أثناء مسيره المنادى يعلن للحاضرين تهنئة الأمير واختياره له في حرسه فخفق قلبه وذكر بالفرح أسرته: بشارو وزايا وخنى ونافا الذين يسمعون خطاب المنادى ويفرحون له الفرح الذي يجل عن الوصف

وسارت بعد ذلك فرقة الضباط الجدد الى عرش الأمير ليخطب فيهم وقام الأمير وخطب فيهم قائلا بصوته الشديد النبرات:

أيها الضباط البواسل:

- اني أعلن على الملأ إعجابي العظيم بشجاعتكم ومهارتكم وحماستكم وتميزكم بسجايا الجندية الجليلة ورجائي أن تظلو كمن سبقكم من لإخوانكم عنوان مجد للوطن ولفرعون رب العالمين ( استغفر الله استغفر الله)

وهتف الضباط للوطن ولفرعون وبذلك اعلن بانتهاء الحفلة وغادر الأمير المدرسة وعاد موكبه الرسمي الى القصر الفرعوني وانصرف المدعوون

وكان ددف في تلك الأثناء في حالة غريب من الذهول أشذته عما حوله لا يرجع تفسيرها الى نشوة الفوز ولكنه الى أمر أعظم رهبة في نفسه وأمعن أثرا

اذا كان يسمع مع زملائه الى خطاب المير وتحركت عيناه الى الخطيب فعثرتا في طريقهما بوجه الأميرة مرى سى عنخ فرأى منظرا عجبا انخلع له قلبه في صدره كد لقوة المباغتة أن يصعق صعقا ويخر على وجهه خرا يا ألهة السموات (لا آلة الا الله) ما هذا الذى يرى انه وجه الفلاحة التى يحمل صورتها على قلبه وود لو يستطيع أن يديم النظر اليه ولكنه خشى أن يفتضح أمره فنظر الى الأمام لا يلوى على شئ وانتهت الحفلة ولما يفق من وقع المفاجأة والدهشة فعاد الى الثكنات كمن به مس.

ترى هل يمكن أن تكون فلاحته الجميلة هي صاحبة السمو الأميرة مرى سي عنخ؟ ياله من أمر بعيد عن التصديق عسير على تصور الخيال!

ومع هذا هل من الميسور أن يصدق بوجود وجهين بهذا الجمال الفتان؟ هل ينسى ما لاقته به صاحبة الصورة من كبرياء لم يكن قط من أخلاق الفلاحات ؟ ولكن جميع هذا لا يسوغ له قبول هذا الفرض الغريب فليته استطاع أن يتحقق من قسمات وجهها !

أما لو كانت هى الأميرة فقد أتى أمرا كبيرا لا يستطيع أن يتنبأ بعواقبه لم يتمالك عند ذلك من أن يضحك ضحكة ساخرة مريرة ويقول في لنفسه: ياللغرابة! ان ددف بن بشارو يحب الأميرة مرى سى عنخ! ثم نظر الى الصورة طويلا بعينين حزينتين وتنهد قائلا:

- هل حقا أنت الأميرة الجليلة كوني فلاحة بسيطة فرب فلاحة مفقودة أقرب الى القلب من أميرة موجودة

الجزء الثاني

وكان في قصر ولي العهد يحس من الأعماق بأنه قريب من ذلك السر الغامض وأنه يعيش في الأفق الذي يشرق فيه وأن لا بد أن يشع عليه شعاع من أشعته الوهاجة وكان ينتظر على أمل وخوف ولذة وإنه ليتجول في مروج القصر المطلة على النيل والوقت يسير بين العصر والأصيل وشمس هاتور تنسكب أنوار بهيجة ترد الزمان الهرم الى عنفوان الشباب وبهاء الفتوة واذا به يرى سفينة ملكية ترسو الى سلم الحديقة ولم يكن في استقبالها أحد من الحجاب فأسرع كما يقضي الواجب واجبه الى استقبال الرسول الكريم ووقف تلقاء السفينة كالتمثال الجميل

ورأى صورة اليهية كريمة تتخفى في ثياب الأميرات تنزل من السفينة وتصعد أدراج السلم في عظمة فرعونية ورشاقة خيالية كأن ثقلها ينجذب إلى أعلى لا إلى أسفل رأى صاحبة السمو الأميرة مرى سي عنخ

واستل سيفه الطويل وأدى التحية العسكرية ومرت به الأميرة كالحلم الجميل وسرعان ما غيبتها متعرجات الحديقة

كيف لا تكون هي هي ؟

إن البصر يخدع والسمع يخدع أما القلب فلا يخدع أبدا ولو لم تكن هي ذاتها ما خفق هذه الخفقة الشديدة التى كاد لها ينخلع ولما تركه من النشوة كالسكران المترنح ولكن ما بالها لا تحس به ولا تذكره وقد جرى بينهما من الأمر ما يتسحق التذكر؟ هل يمكن أن تنسى هكذا سريعا تلك المقابلة الغريبة؟ أن أنها تتناساها ترفعا عن ذكرها؟ وما الفائدة من أن تذكره أو لا تذكره؟ وما الفرق بين أن تكون الأميرة هي صاحبة الصورة أو تكون أخرى تشابهها فالقلب ما خفق إلا لهذه الصورة البهية وسيظل يخفق لها سواء أحلت بجسم أميرة من البيوت الفرعوني أم بجسم فلاحة من قرى منف.

لشراء هذه القصه: موقع http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=LBb105312-65459&search=books



أو
مكتبة دار الآداب في الامارات بالشارقة

إسلام إسماعيل
20-06-2005, 07:31 PM
"بسم الله الرحمن الرحيم"

مشكور عل الفكرة.............

وأرى أنها فكرة صائبة.........

وأتوقع المزيد............

A&A&A
20-06-2005, 09:13 PM
"بسم الله الرحمن الرحيم"

مشكور عل الفكرة.............

وأرى أنها فكرة صائبة.........

وأتوقع المزيد............
شكرا على التفاعل واتمنى المشاركه :biggthump

A&A&A
21-06-2005, 11:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المزيد من القصص

http://www.geocities.com/asakher8/maqdisee.jpg


العنوان: ليلة القبض على ........

تأليف: همام

الرأي الشخصي: ممتاز ومضحكة وممتعة


الإحداث باختصار: ليلة القبض على ........ هي جزء من سلسلة قصيصة للكاتب الكويتي همام يحكي فيها عن تجاربة كشاب مجاهد ولكن قصص همام تتميز عن غيرها بحق له أسلوب غريب لم أعهدة في أحد. اللغة هي اللغة العامية.

أحلى مقطع:


ليلة الخميس ..
بعد صلاة العشاء
الساعة التاسعة مساءاً .. على وجه التحديد ..
البيت ما فيه أحد .. و بينما كنت أغير ملابسي للذهاب للربع ..
فإذا بجرس الباب يرن ..
غريبة .. من هذا الذي يدق علي الباب في هذا الوقت ..
أنا أصلاً .. نادراً ما ينطق بابي .. تخبرون الكرم و لوازمه ..
أوجست في نفسي خيفة .. و الفار بدأ يلعب مرة ثانية ( لا حنا و لا هالفار ) ..
تذكرت الشباب الذين يأخذون من بيوتهم .. ثم لا يرجعون ..
رفعت سماعة الأنتركوم .. على وجل ..
قلت بكل أدب .. نعم ..
فإذا بصوت خشن جهور .. يتكلم بلهجة آمرة .. لا تخلو من القسوة ..
واجهني عند الباب الله لا يهينك ..
بس .. رحت فيها يا ولد .. قلت له .. سم طال عمرك ..
تخيلت الجيب واقف عند الباب ..
شلون الحين ؟؟ .. أروح أفتح لهم .. و إلا أطل عليهم من السطح ؟؟ .
و إلا أروح أجرد الأشرطة اللي في البيت و الأوراق ..
و الله ما عندي شي يخرّع .. كله الدويش و المنجد و ابن عثيمين .. و (الطفل و البحر) ..
و أنزل الدرج و أنا أحاول أتذكر الدعاء الطويل .. ما ذكرت منه إلا كلمة
.. إلا طارق يطرق بخير يا رحمن .. ما أدري وش قبلها وش بعدها ..
أنا كنت متوقعهم من زمان .. لكن ما استعديت .. ما قالوا لي ..
تذكرت الطراقات .. و الكفوف و الرفسات ..
قلت مو مشكلة كل هذا يهون .. لكن .. نزع الأظافر و الكهرباء ..
شلون أسولف على الماسينجر بدون أظافر ؟؟ .. هذا إذا طلعت من السجن .. يا خسارة شبابك يا همّام ..
قعدت أفكر .. مين مين ؟؟ .. من اللي سواها فيني
معقولة يكون فدغون .. مو بعيدة ..
لا لا ..لا .. فدغون رجال طيب .. شامل أجل ؟؟ .. لكن شامل أطيب من فدغون بواجد ..
محب الجهاد ؟؟ ..أكيد .. ما في غيره .. حاسدني .. و يبي يكوش على المنتدى ..
طيب يا محب الجهاد . إذا ما سحبتك معي ..
المهم . وصلت للباب .. بعد عناء .. بسبب ما يسمى بأم الركب ..
و أنا أعد في بالي أجوبة للأسئلة .. و أعد أيضا قائمة بالشباب اللي بأسحبهم يونسوني بالسجن ..
إينعم .. على قولة حسينوه .. يا نروحش سوى .. يا ما نروحش سوى ..
فتحت الباب .. فإذا برجل طويل عريض ذو قسمات صارمة .. شكله ضابط كبير ..
وجه قاسي الملامح .. و نظرات واثقة خارقة حارقة .. يعرفون من يرسلون في مثل هذي المهمات ..
مديت يدي أسلم عليه .. و أنا أتلفت يمين و يسار .. وين السيارات و السيفتي ؟؟
أكيد منتشرين في الطرقات و السكك علشان يسدون علي الطريق إذا انحشت ..
فإذا به يتكلم بصوت عالي .. رافع الرأس بلهجة الواثق من نفسه
و ينظر إلي بعينين كالصقر قتلننا ثم لم يحيين قتلانا ..
كان يتحدث بلهجة صفرسبعية ما فهمت منها شي .. و أنا ما غير أتلفت .. و أدوّر الجيوب ..
و أثناء كلامه أدخل يده في جيبه ليخرج ورقة .. ( أمر بالاعتقال ؟؟ )
.. تذكرت عيالي .. و قلت أشوى إنهم عند خوالهم .. لا يشوفون أبوهم مكبل بالحديد ..
لكن مو معقولة .. نروح السجن بليموزين .. الرجال ما معه سيارة ..
و صراحة . ما نيب رايح معه بسيارتي .. نكد على الحكومة بعد ؟؟ .. إلا كان يعطوني فلوس البنزين ..
الرجال خلص كلامه و سكت .. حاولت أتذكر الكلام اللي قاله .. لأني ما كنت حوله يوم يقوله ..
ما تذكرت إلا بعض الكلام مثل ( الوجيه الطيبة شرواكم ) .. و ( مقادير الله )
.. قعدت أتفرس في وجهه .. و هو ساكت .. و أنا أتفرس .. و هو ساكت ..
أنطره يتكلم .. يكفخني طراق .. يسحبني على وجهي .. ماش .. مو حافظ السيناريو ..
و هو ينطرني أتكلم .. ينتظر الجواب .. فكان الصمت أبلغ جواب ...
تخبرون المصاب بأم الركب .. يفقد القدرة على النطق مؤقتاً ..
أثناء ذلك ..حاولت أفك الشفرة اللي قالها .. بتحليل بعض الكلمات اللي فهمتها ..
و بربط الجمل ببعضها البعض .. و لعدم وجود الجيب ..
خمنت بفطنتي و ذكائي المعهود .. أنه سائل .. و الورقة اللي معه .. صك إعسار ..
بلعت ريقي .. بردت أطرافي .. بدأ قلبي يرجع لمكانه الطبيعي ..
عقب ما أخذ جولة مكوكية في أنحاء بطني .. و بغيت أطيح على وجهي ..
أحس كأني راكب أصنصير .. وش أسوي فيك الحين .. ؟؟
وش أســــــــــوي فـيـــــــــــك ؟؟؟ ....
تذكرت قول الله تعالى ( و أما السائل فلا تنهر ) ..
فاعتذرت له بصوت مبحوح لا يكاد يسمع .. هو أقرب إلى الشهيق منه إلى الكلام
الله يرزقنا و إياك ..
الله يعطينا و يعطيك ..
قلت له ذلك .. و أنا أقاوم رغبة ملحة في بكس أفرغ فيه كل هالخرعة ..


همام



للحصول على السلسة القصصية: موقع


http://www.saaid.net/Doat/hamad/1/index.htm

أو
http://www.saaid.net/Doat/hamad/index.htm

A&A&A
21-06-2005, 09:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



المزيد من القصص

http://www.uaezayed.com/uae79/2/23.jpg




العنوان: الأمير الثائر


تأليف: د. سلطان بن محمد القاسمي

الرأي الشخصي: القصة تعتبر من وجهة نظري كتاب تاريخي أكثر منه رواية فالمؤلف يملك غزارة معلوماتية هائلة ولكن روايته افتقدت أساليب الرواية واعتقد ان افتقاد المؤلف يرجع لكون القصة حقيقة فكان المؤلف يلتزم بالقصة الحقيقة. ولكن تبقى الرواية تستحق القرأة

الإحداث باختصار: " إن قصة الأمير الثائر قصة حقيقية، كل ما جاء فيها من أحداث وأسماء وشخصيات ومواقع موثقة توثيقاً صحيحاً في مكتبتي .. ولا يوجد بها أي نوع من نسج الخيال أو زخرف الكلام.. أقدمها للقارئ العربي ليطلع من خلالها على جزء من تاريخه في الخليج العربي".
هكذا يقدم الكاتب نصه الروائي بدون زخرف مستلهماً تاريخ المنطقة في رواية قصة مشوقة وشائقة حول حياة وكفاح وموت أمير عربي ثائر هو الأمير مهنا الذي ( مع رفاقه استطاع أن يهزم أقوى الدول، ويوم أن غدر برفاقه كان سقوطه المخزي.. فما أكثر أشباه الأمير مهنا في وطننا العربي). للمزيد من المعلومات عن القصة انقر هنا (http://www.albayan.co.ae/albayan/1998/12/05/mnw/2.htm)


الجزء الأول

كانت إمارة بندر الرق الواقعة على الساحل الفارسي يحدها من الشمال مقاطعة دشتستان التي كانت تحكم من قبل أمراء من أصل فارسي ومن الشرق أبو شهر التي كان يحكمها الشيخ ناصر المطروشي العربي الأصل والفارسي التوجه أما من الغرب فكانت تحدها جناوة والتي كان يحكمها الشيخ كايد بن حيدر العربي الأصل والتوجه حيث كان متاخما لإمارة بني كعب العربية الواقعة على الضفة الجنوبية لشط العرب كانت هناك جزيرتان تابعتان لإمارة بندر الرق هما جزيرتا خرك وخركو وتقعان قبالة بندر الرق وعلى مسافة لا تزيد على اثنين وعشرين ميلا كانت إمارة بندر الرق في القرن الثامن عشر كغيرها من إمارات ساحل فارس العربية تعتمد في رزقها على التجارة الساحلية بين بندر عباس والبصرة وفي موسم صيد اللؤلؤ كانت مراكبهم تنتقل جميعها الى مصائد اللؤلؤ بالقرب من جزيرة البحرين كان أهالي بندر الرق يثيرون كثيرا من المصاعب للصيادين الآخرين لرغبتهم في السيطرة على مصائد اللؤلؤ

كان أمير إمارة بند الرق والجزر التابعة لها كخرك وخركو الأمير حمد الزعابي أمير قبيلة الزعاب وهي قبيلة بجانب تواجدها في تلك المنطقة من ساحل فارس تتواجد كذلك في الجزيرة الحمراء التابعة لإمارة رأس الخيمة وكذلك في خور كلباء بالقرب من بلدة كلباء التابعة لإمارة الشارقة (J) حكم الأمير حمد بندر الرق في بداية القرن الثامن عشر وبوفاته دخلت إمارة بندر الرق في صراع على السلطة بين خلفائه الأمر الذي منع الكثيرين من التجار عربا كانوا أو أجانب من الوصول الى بندر الرق الى ان وصل الى السلطة رجل حكيم يدعى الأمير ناصر الذي استطاع بحزمه ان يسيطر على رجال قبيلته وبلطفه وكرمه للتجار الأجانب كون مركز تجاريا مرموقا يستقبل السفن التجارية القادمة من الهند وشرق آسيا والأخرى القادمة من البصرة محملة بالتمر وفواكه لوانئ الخليج الأخرى فكثرت زراعة القمح وتربية الأغنام والماعز في تلك الفترة لحاجة السفن العابرة لتلك المنتجات

الى جانب حكمته وحزمه ولطفه وكرمه لم يخل الأمير ناصر من المخادعة وهي الصفة التي تميز هذه العائلة عن غيرها من العوائل الحاكمة لإمارات ساحل فارس فقد استطاع الأمير ناصر كسب الشيخ ناصر حاكم أبو شهر الى صفه في احتلاله لجزيرة البحرين والتي كانت بيد آل حرم من ساحل فارس حلفاء القواسم استولى الأمير ناصر على البحرين وساعده في ذلك الشيخ ناصر حاكم أبو شهر عندها طلب الأمير ناصر من الشيخ ناصر العودة الى بلده أبو شهر فطالبة الشيخ بغنائم البحرين التي وعده الأمير ناصر بها فرفض الأمير ناصر ذلك الطلب مما اضطر الشيخ ناصر للعودة الى أبو شهر

في أبو شهر كان الشيخ ناصر يفكر في حيلة يستطيع بها ان ينتقم من الأمير ناصر الذي خدعه بعد ان ضحى ببعض رجاله في احتلال البحرين كان الأمير ناصر عندما ترك بندر الرق متجها الى البحرين قد عين الشيخ كايد بن حيدر حاكم بلدة جناوة نائبا عنه في بندر الرق فهو أخ زوجته أم الأمير مهنا أوسط أبناء الأمير ناصر حيث كان له من الأبناء ثلاثة الأمير حسين وهو أكبرهم والأمير على وهو أصغرهم من أمهم الزعابية لما كان الشيخ كايد يحمل كرها للشيخ ناصر حاكم أبو شهر لمحاباته للفرس ولحب الشيخ كايد للعرب من قبيلة بني كعب المستقلة من النفوذ الفارسي والتركي في البصرة اطمأن الأمير ناصر لتعيينه نائبا له في بندر الرق لكن الشيخ ناصر استطاع بحيله ان ينتقم من خصمه حيث أوعز للشيخ كايد من خلال المقربين لديه ان يستقل بحكم بندر الرق وانه الشيخ ناصر سيتصدى لأمير ناصر اذا هو حاول الرجوع الى بندر الرق انتقاما منه لغدرة به

راقت الفكرة للشيخ كايد فبدلا من تلك البلدة الصغيرة جناوة الى أمير إمارة بندر الرق فأخذ يكاتب جيرانه باسم أمير بندر الرق عندها بعث الشيخ ناصر حاكم أبو شهر برسول الى البحرين ليخبر الأمير ناصر بتصرفات الشيخ كايد فما كان من الأمير ناصر الا ان جمع رجاله وركب سفنه واتجه بها الى بندر الرق حيث وجد القلعة خاليه من الرجال فقد هرب الشيخ كايد ورجاله عند مشاهدتهم سفن الأمير ناصر قادمة الى بندر الرق وفر مسرعا الى بلدته جناوة أما سفن الشيخ ناصر المحملة بالرجال والعتاد فكانت في طريقهما لاحتلال البحرين حيث احتلتها بدون مقاومة واتبعت البحرين لأمارة أبو شهر تحت حكم الشيخ ناصر.




للحصول على هذه الرواية: موقع




http://www.neelwafurat.com/locate.aspx?search=all&entry=%c7%e1%c3%e3%ed%d1%20%c7%e1%cb%c7%c6%d1&Mode=0




أو
المركز الثقافي في الشارقة

mr. anas
22-06-2005, 06:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


أول شي صعب جداً ألاقي صورة معبرة لأنها رواية للقراءة فقط

العنوان :

ذهب مع الريح


المؤلفة :

ماغريت ميشيل

وهي مؤلفة أمريكية



الرأي الشخصي :

من أجمل روايات العالم العالمية ......تعتمد على القصة ككل وليس على المواقف الحساسة

( يعني لا تفكر النهاية مثلاً هي أجمل شئ ...... لكن القصة كلها هي أجمل شئ )


الأحداث باختصار :

تدور أحداث القصة قبل قرنين تقريباً في أمريكا

وتتكلم عن الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب و عن البطلة ( سكالرت )

تمتزج القصة بالأحداث التاريخية و الحب العفيف ..... وارادة حب البقاء

يظهر فيها ملامح الغناء والفقر ...... والعلم والجهل

طبعاً....... صعب جداً اختصار القصة لأنها مجلدين كاملين

اللي ملزم عليها يدور على فلم نزل بعنوانها ...... بطولة (جين فوندا)

أنا طبعاً أقترح قراءة القصة أولا

طبعا أنا لقيتها بالسوق مترجمة بنفس الكتاب لغتين عبي - إنجليزي

ولقيتها كمان مجلدين بس عربي .

بس ما قرأتهم

لأني لقيت بالجامعة الترجمة الكاملة وقرأتها ( مجلدين الواحد 800 صفحة )

أحلى جزء :

لا تسأل عن أحلى جزء ..... لأني مثل ما قلت قبل شوي القصة ما تعتمد علىالمواقف الحساسة بل تعتمد على القصة ككل

( والصراحة كمان أن القصة غير متوفرة عندي الحين )


طبعا أكيد صاحب الموضوع حقد علي ............... <===== :vereymad:

لأني ما جبت إلا 3 أشياء من المطلوب في الموضوع

بس الشكوا لله

تحياتي لكم

A&A&A
22-06-2005, 06:49 AM
مــــــــــــــــــــــــــــــــــرحبا الأخ mr. anas

شكرا على المشاركه بالنسبه للصورة لو دخلت هذا الموقع وهو عباره عن شبكه عربيه لبيع الكتب

http://www.neelwafurat.com/index.aspx

اكتب اسم الكتاب في خانه البحث وسوف يطلع لك الكتاب والصوره اضغطي رايت كليك (right click)

وبعدين بروبرتيز وبعدين كوبي على الادريس (عنوان الصوره)


http://www.neelwafurat.com/images/LB/abookstore/covers/normal/135/135792.gif


لشراء ذهب مع الريح يمكنك زياره هذا الموقع
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=LBb135792-95893&search=books

او

(أي مكتبه بالقرب من منزلكم)

مرة أخرى اكرر شكري لتفاعلك :biggthump

A&A&A
22-06-2005, 10:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المزيد من القصص
http://www.besteleenspel.nl/images/Borgia.jpg

العنوان: بُورجيا

تأليف: ميشال زيفاكو

الرأي الشخصي: قد يستغرب البعض أنني وضعت رواية مثل "بورجيا" فمثل هذا الرواية تحكي عالم ملئ بالشهوات والشرور والانحراف والقتل وكل ما يخطر في بال أحد قصة بورجيا تحكي قصة شاب فرنسي رحل الى ايطاليا بحثا عن الثروة وأراد الانضمام تحت قيادة قيصر بورجيا ولكن مبادئ الحق والعدل انتصرت في قلب الشاب الذي ما لبث ان وقف ضد كل مبادئ قيصر بورجيا ولوكريس بورجيا وأراد مساعدة بريمفيرا الحسناء (أبنت عائلة نبيلة) من براثن هذه العائلة الجهنمية

الإحداث باختصار: هناك عدة أسر مالكة اشتهرت في التاريخ بقسوتها وتحجر قلبها في سعيها للحصول على القوة والنفوذ، أسرة بروجيا هي واحدة من تلك الأسر الحاكمة عاشت في إيطاليا في القرن الرابع عشر.

جاءت أسرة بورجيا إلى إيطاليا من إسبانيا، وفي عام 1455 جعلت من كاليكستوس الثالث البابا ومالبث أن صار ابن عمه ردوريجو بورجيا بابا أيضاً مثله في ذلك مثل ألكسندر السادس.

كان رودريجو البابا الأكثر شراً وأذى في العالم بأسره، عمل على كسب الثروة والنفوذ لأسرته وقد كان له عدة أولاد بالرغم من الحقيقة تقول يحظر على القساوسة الزواج، نصب ابنه قيصر كاردينالاً، وزوّج ابنته الجميلة لوسي ريزيا أربع مرات، الزواجان الأوليان كانا باطلين أما زوجها الثالث قتله أخوها.

كانت أسرة بورجيا محترفة في الجريمة ولا سيما في تناول السم والانتحار للوصول للنهاية.

وكان قيصر مقاتلاً بارعاً وقد استطاع أن يبسط نفوذ أسرة بورجيا على إيطاليا الوسطى وما حققه من أمجاد ما لبث أن تزعزع وانحط بعد موت أبيه.


الجزء الأول:






بريمفيرا الحسناء

هذه روما أقدم عاصمات العالم المتحضر تنام وعلى كاهلها كلكل من الحزن القاتم وكان رعب غامض يجمد المدينة الرائعة فإذا هي تلتفع بالصمت وتصلي وتختنق وفي المكان ذاته الذي كان يجلجل فيه صوت شيشرون على منصة ميدان الفوروم الصاخب كانت تتعالي بعض الترانيم بأصوات شجيه حزينة وفي هذا المكان بالذات الذي قاتل فيه آل كراكوس دفاعا عن الحرية كان يضغط كابوس رهيب من طغيان آل بورجيا ولم يكن رودريك بورجيا سوى فرد من الثالوث المرعب الذي كان يبسط سلطانه على روما مدينة المدن ذلك أنه كان لرودريك أيضا ابن يمثل العنف وابنة تجسد الحيلة تجسيدا أما الفتى فقد كان يدعى قيصر وأما الفتاة فقد كانت تدعى لو كريس بورجيا

وها نحن الآن في شهر نوار من عام 1501 في هذا النهار بزغت الشمس في سماء صافية زاهية فالصبيحة مشرقة والفرح يغمر الأجواء غير أن روما كانت ما تزال ساكنة متجمدة وكأنها تعيش في ظل الكهنة الذين يرزح كابوسهم في كل مكان من أنحاء المدينة فقط أمام بوابة قصر "سانت آنج" الضخمة وقريبا من الفاتيكان كان قد احتشد بعوامل الفضول عدد من رجال الشعب وها هم بأقدامهم الحافية وآسمالهم ورؤوسهم المغطاة بقبعات حمراء يتأملون بدهشة واحترام شرذمة من الأسياد الشبان الذين اجتمعوا في الساحة وراحوا يتمازحون صاخبين ويتضاحكون ويترفعون عن أن يرمقوا بنظرة واحدة الجماعة التي وقفت مشرئبة الأعناق تنظر إليهم من بعيد

وكان هؤلاء الفرسان المكتسون بالمخمل والحرير فوق دروع رقيقة الصنع والممتطون أحصنة جميلة قد تجمهروا بالقرب من باب القصر وفجأة إذا بالباب ينفتح عريضا فيجثم الصمت على المكان وتنكشف الرؤوس وإذا برجل بشرته سمراء قاتمة متوشح بالمخمل الأسود يبرز على صهوة حصان أدهم ويتقدم نحو الأسياد الشبان الذين شرعوا يصطفون لتحيته وبعد أن ترك عينه تشردان على المدينة التي بدت أكثر صمتا وكأنما هي تعتلج بأسى عميق أخذ يهمهم هذه الكلمات التي لم يسمعها أحد:

- إن حبك ليحرقني يا بريمفيرا! آه فليهلكني الله إذا لم أمتلك جسدك في هذا النهار بالذات!

حينئذ أومأ بيده إلى الفرسان فأخذت شر\متهم تسير نحو باب من أبواب روما بينما سرت كقشعرية في الجماعة المكتظة هناك هذه الكلمة التي رددتها الأفواه الخائفة:

- إنه ابن البابا غبطة قيصر بورجيا!

وفي هذه الصبيحة نفسها من نوار على بعد سبعة فراسخ من روما تقريبا وعلى طريق فلورنسا كان يسير منفردا على صهوة حصان مطهم فارس دلج متجها نحو مدينة المدن وكان يبدو عليه أنه في التاسعة والعشرين من العمر ذو بزة بالية فد رأفت سترتها مرات عديدة وحزمة علتها الرقعة غير أنه كان يملك وجها عزيزا وشعرا طويلا متهدلا على كتفيه في عقد طبيعية وشاربين دقيقين مرفوعين وقامة فارعة وعينين حييتين ثاقبتين وكان يملك خصوما هذا الدفق من الفرح البرئ المشع على وجهه

وكان يبدو على الشاب أنه يحلم بشئ منزها نظرة في أرجاء الريف الروماني القاحل العاري الذي تحرقه الشمس وإذا به يهتف محدثا نفسه:

- يا لبؤس هذا الريف! فإنه لا يشبه مطلقا الضواحي الزاهية في باريس الحبية لا بغاباتها ولا بحاناتها ذات الخمور اللذيذة والبنات الغويات (قد حرم الإسلام شرب الخمر والزنا) هيا يا " كابيتان" اجر بي يا صديق فلعلنا نقع على نزل مريح

أما كابيتان فإنه اسم الحصان الذي انطلق يعدو بصاحبه ولم تمض عشر دقائق حتى شاهد الفارس بعيدا غمامة صغيرة من الغبار كانت تتقدم نحوه وبعد برهة وجيزة ميز حصانين كان ينهبان الأرض نهبا وكان يخفق فوق أحدهما رداء أسود: إنه كاهن! وفوق الآخر رداء أبيض: إنها امرأة

وما كان أسرع دنوها منه ! وكان الفارس يتأهب لتحية السيدة البيضاء عندما أوقفت فجأة فرسها المسرعة مصطفة إلى جانبه وهي تصرخ مرتجفة:

- أغثني ، أغثني يا سيدي! فأجاب الفارس بحرارة:

- يشرفني يا سيدتي أن أعرف بماذا أستطيع خدمتك

- أنقذني من هذا الرجل! وباصبعها دلت على الكاهن الذي توقف بدوره

- فصاح الفرنسي متعجبا:

- - رجل كنيسة !

- بل إنه شيطان وإني أتوسل اليك أن تساعدني لكي أستأنف الطريق وحدي.

فزمجر راكستان قائلا:

أيها الكاهن ، هل سمعت؟ عندئذ خاطب الرجل الأسود الثياب الصبية قائلا:

- لسوف تندمين ولكن ساعة لا ينفع الندم! فانفجر به الفارس الشاب قائلا:

- - صه أيها الكاهن! أو وحق السماء لأقصن ظهرك بهذا السيف!

- أو تجرؤ على تهديد كاهن؟

- أما أنت فإنك تجرؤ على تهديد امرأة! ألا عد القهقرى حالا ولإ تقوتك فرصة تهديد أي كان بعد اليوم!

وفي الوقت نفسه كان الفرنسي قد شهر سيفه متجها نحو الكاهن الذي رمى الشاب بنظرة حاقدة ثم أعاد وجهة حصانه وفر هاربا باتجاه روما وظل رداءة الأسود يخفق طيلة دقيقة في الريح ثم أخذ يتوارى حينئذ عاد الفارس الشاب نحو السيدة فوجد صبية في حدود الثامنة عشرة حسناء عجيبة الحسن وفي هذه البرهة بالذات كان الاستياء يورد وجهها ويصبغه بالأرجوان فيزداد حسنها ألف مرة أكثر وكانت هي أيضا تبعت بنظراتها الكاهن المخيف ثم استدارات نحو مخلصها وقالت بصوتها العذب الطروب:

- إني أحفظ لك عرفان الجميل يا سيد؟ 00000000000فأجابها الفارس:

- راكستان 00

- فرنسي؟!

- باريسي يا سيدتي !

- حسنا يا سيد راكستان إني أشكرك على الخدمة التي أديتها لي.

- لكم كنت أتمنى يا سيدتي أن أشهر السيف على عدو ذي شأن كرامة لسيدة كاملة مثلك ولكن هل أستطيع أن أعرف ما شأن هذا الراهب؟

- لقد ارتكبت حماقة بابتعادي عن البيت وحيدة أكثر مما كان يجب فإذا بهذا الرجل يقترب مني ويشتمني بكلامه فأزمعت على الهرب ولكنه لحق بي وو -000000 هذا كل شي!

- لقد كان واضحا أن السيدة لم تفه بالحقيقة كلها . فأعاد الشاب كلامه قائلا:

- وأنت ، ألا تعرفينه ؟

فترددت برهة ثم حملت نفسها على القول:

- بلى اعرفه ويالتعاستي! إنه آله سافلة في يد رجل مشؤوم قادر آه يا سيدي لقد قلت إنه عدو غير ذي شأن بالعكس إن هذا الكاهن هو بالنسبة إليك منذ الآن عدو يخشى جانبه فإذا صادفته مره أهرب منه وإذا قادك القدر إلى الإلتقاء به فلا تقبل منه شيئا وعليك أن تخشى أولا أن يلقى بك في زانزانه من قصر " سانت أنج" فهذا الكاهن هو " دون كاركوني!" فأجاب الفارس راكستان:

- إني أشكرك يا سيدتي على المخاوف التي تخامرك بشأني غير أنني لا أخاف شيئا.

- على يا سيدي أن أطلب منك خدمة ثانية

- تكلمي يا سيدتي

- بألا تحاول النظر إلى أيه جهة سأمضى ولا معرفة من أنا

- ماذا يا سيدتي ألن يكون لدي أي تذكار من هذه المقابلة ولن أعرف أي اسم سأطرحه على هذا الوجه الساحر الذي سيلازم أحلامي!

وكان الفارس يتكلم بصوت متأثر فنظرت إليه وقد جعلت الابتسامه ترتسم على شفتيها وقالت:

- لا أستطيع أن أفوه باسمي حتى لك انت الذي انقذتني ولكني أستطيع أن أقول لك اللقب الذي أدعي به

فسألها الفرنسي:

- وما هو هذا اللقب؟

- إنني أدعى بريمفيرا

وبعد أن أشارت إشاة الوداع أعطت السيدة البيضاء قوائم فرسها للريح واندفعت باتجاه فلورنسا

فبقى الفارس مذهولا من هذه الرؤيا وظل بصره معلقا على الرداء الأبيض الذي كان يخفق في غمامة من الغبار ولقد أبصرها تعرج إلى اليمين وتندفع في الرحب من الريف ثم تغيب في قعر طريق جوفاء؟ . وإذا به يقول في نفسه:

- بريمفيرا يالاسم الجميل بريمفيرا أي الربيع إنها بالحقيقة حسناء كالربيع المزهر ولكن ماذا يفيدني أن أفكر بها فلسوف تنساني بعد ساعة ثم ماذا يمكنني أن أرجو أنا المغامر الفقير الآتي الى إيطاليا لأطلب العمل في خدمة شريف من الأشراف!

وبهذه الفكرة القاتمة راح الفارس راكستان يكمل ما انقطع من طريقة إلى روما










راكستان فارس الصمام

لقد كان موكب قيصر بورجيا من النبلاء الشبان يخب بزهو منذ ساعتين تقريبا على طريق فلورنسا وكان ابن البابا يخاطب الريف ومن وقت لآخر كان سباب يفلت من شفتيه وإذا به يصرخ:

وأخيرا هذا هو! ثم اندفع إلى أمام فارس يكر نحوه

- دون كاركونيو!

- هوذا أنا يا مولاي!

- فل، أيه أخبار وراءك؟

- لدي أخبار حسنة وأخرى سيئه لقد أبصرت الفتاة

فاصفر وجه بورجيا وقال مرتجفا: أبصرتها؟

- ولقد كلمتها أيضا

- كاركونيو! سأجل أبي يهبك أرباح دير " القديسة مريم الصغرى"

- إنك سيد كريم يا مولاي!

- ولكن تابع الحديث لقد كلمتها إذن؟ وماذا قالت؟

- هنا تصبح الأخبار سيئه في تتجنبنا ولكننا سوف نبلغ الهدف

- أما عرفت اسمها الحقيقي؟ أما تبعتها؟ أما عرفت مخبأها؟

- لقد طاردت الفتاة يا مولاي وفقا لأوامرك ولكنني إذا لم أوفق إلى اكتشاف أمرها فالغلطة ليست غلطتي.

- يا للجحيم! لقد أفلتت إذن من قبضتي!

- لقد صادفتها (لا يجوز القول الصدف بل بلقدر) قرب غابة الزيتون فاقتربت منها وكلمتها كلاما رقيقا ولكنا أرادت الهرب فالتصقت بها وهي تكاد تجن وكنت على وشك أن أعرف حقيقة أمرها لولا التقاؤنا بقاطع طريق انبرى يخاصمني ثم هجم علي والسيف في يده وإذا بالطائر الأبيض يسلم جناحيه للريح ويطير.

- ياللعنة وهذا الرجل أين هو؟ ماذا ألم به؟ أتركته أيضا يغيب عن بصرك أيها الجبان؟

- كلا! لقد رصدته وإن هذا الغريب يتناول الآن فطوره في مطعم " الفورش" على بعد عشرين دقيقة من هنا فزمجر ابن البابا وقد أدخل مهمازية الذهبين في خاصرتي حصانه

- هيا في الطريق إليه

فاندفعت الشرذمة في عدو جهنمي ولم يطل بها الوقت حتى كانت أمام النزل الذي سماه الكاهن أما هذا النزل فقد كان أشبه بحانة في الطابق اسفلبي حيث كان المسافر لا يجد لتبريد عطشه سوى نبيذ ردئ وماء فاتر وكان هناك حديقة تمتد أما هذا الكوخ على طول الطريق التي لم تكن تنفصل عن الحديقة بأية حفرة ولا بأي سياج وكان يرتفع في هذه الحديقة نفق ردئ المظهر وفي هذا النفق المسقوف بالقماش لفقدان الأغصان الخضراء كان الفارس راكستان يتناول الفطور ولم يكد الكاهن يراه حتى هتف قائلا:

-هو ذا الرجل!

فتفرس قيصر في الشاب الذي حيا الفرسان عند وصولهم ثم جلس يستأنف فطوره ولقد عرف راكستان الكاهن فسوى حالا منطقو الجلد التي تحمل سيفه كما أن عينه الثاقبة وهي تجوب الجمع كانت قد عرفت رجلا آخر هو قيصر بورجيا فتمتم الفارس في نفسه قائلا" إنه لقاء رائع! وإن نجمته السعيدة قد هيأت لي مفاجأة موفقة

أما قيصر بورجيا فكان قد استدار نحو النبلاء الشبان المحيطين به وصاح بأحدهم ساخرا:

- كيف يبدو لك يا " أسطور" هذا النبيل الشهير الذي يفطر في هذا القصر؟

ولم يسه الفارس عن حرف واحد من هذا السؤال كما انه فهم محتواه المهين فشرع يفكر قائلا: أظن أن المفاجأة لن تكون موفقه بشئ وأن نجمتي السعيدة غائبة عنها.

أما النبيل الذي ألقى عليه السؤال فكان قد تقدم بعض خطوات وهو رجل يناهز الثلاثين من العمر قوى البنية ذو رقبة غليظة كرقبة الثور وكان معروفا عنه في روما أنه مبارز رهيب ذلك أن خمس عشرة مبارزة المعروفة كان حصادها خمسة عشر قتيلا:

وراح الرجل الضخم يحدج الفارس ثم انفجر ضاحكا وقال:

إني أفكر بأن أعطي هذا المجهول عنوان الإسكافي الذي يرقع أحذية خدامي.

فانفجر الجميع بضحك عام. لكن بورجيا ظل رزينا إلا أنه غمز " أسطور" فتابع كلامه بإصرار"

- سوف أعطيه أيضا عنوان خياط لترقيع سترته ثم تقدم أيضا وقال: زه أيها السيد! أريد أن أؤدي لك خدامة

فنهض الفارس عندئذ وتقدم منه بدوره قائلا: أية خدمة تقصد يا هذا؟ أو تقرضني قليلا من هذه الروح التي تؤجج في خطابك؟

- كلا! ولكن إاذا مررت على فإنني أعتقد أن حاجبي قد وضع جانبا بزته الأخيرة وهو يخلعها هبه عليك لأن بزتك هه تبدو في حاله يرثى لها.

- إنك تقصد ولا شك يا سيدي الرتوق العديدة التي تزين سترتي؟

- لقد حزرت من اللحظة الأولى!

- حسنا إذن! فهذه الرتوق هي موضة جديدة أريد أن أجعلها معروفة في إيطاليا ثم إنه ليسيئني أن تكون سترتك أنت سليمة وإني أطمع في أن أفتح لك فيها شقوقا بعدد الرتوق في صدري

- وبأي شئ من فضلك؟ فأجاب الفارس مستلا سيفه من غمده:

-







إن الحصول على هذه الرواية صعب جدا ولكن سوف اذكر الدار التي تم النشر فيها


دار الروائع – بيروت

أو

مركز الشارقة الثقافي

NouR.FaYe
23-06-2005, 05:48 PM
رااااااائع
موضوع في منتهى الروووعة
متى سأمتلك الوقت لأقرأ كل هذا ^_^
أخذت عنكم فكرة لمعظم الكتاب والقصص الذين ابحث عنهم
أود المشاركة معكم في الموضوع
سأعرض قريبا قصة للكاتب محمد المر

شكرا لك A&A&A

A&A&A
23-06-2005, 10:48 PM
NouR.FaYe شكرا على مرورك وتفاعلك الصادق ونعم اتمنى ان تتحفينا بما لديك

A&A&A
23-06-2005, 11:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المزيد من القصص
http://www.neelwafurat.com/images/LB/abookstore/covers/normal/94/94554.gif

العنوان: الإخوة كرامازوف


تأليف: دوستويفسكي


الرأي الشخصي: غاص دستويفسكي في الأغوار البعيدة للنفس البشرية وهو يرصد ويحلل سلوك شخصيات روايته (الإخوة كرامازوف) التي طبقت شهرتها الآفاق وكانت موضوع فيلم سينمائي يعد من أهم علامات الفن السادس. إن كلاً من الأب وأبنائه الثلاثة في هذه الرواية عالم قائم بذاته مناقض للآخر، ولا سبيل إلى اللقاء بين تلك الشخصيات في رواية الكاتب الروسي المتفرد في الأدب الواقعي بحيث يعد في موقع القمة من أعلامه في الشرق والغرب. (منقول) هذه النوع من الروايات يحتاج لدماغ صافا وشاي حليب:09: لاني ما فهمت المغزى من وراء الرواية (يمكن رقدت في جزء معين:31: )



الأحداث باختصار: لقد ظل سائداً على وجه العموم أن دوستويفسكي هو كاتب قاس ومتشائم، تنتابه هواجس يصعب تفسيرها، يتناول فيها طبيعة الإنسان وميله إلى ارتكاب الجريمة. ولكنه برز ككاتب أول للقراء وكان دائماً يذهب إلى تقديم أفكاره بأسلوب سائغ، ويعتبر روح الدعابة نقطة جوهرية في الرواية. إن "الأخوة كارامازوف" التي يضم هذا الكتاب نصها بانوراما دوستويفسكي هي بانوراما دوستويفسكي المؤمنة بعمق بالمعتقدات الراسخة: وجود الرب وخلود الروح وحرية المرء والحال المشؤومة للعالم القائم بدون إله على مبادئ نسبية فقط. وهذه القضايا لم تناقش من قبل شخصيات دوستويفسكي فحسب، وإنما غرزت أيضاً عمله الفلسفي.
لقد عالجت "الأخوة كارامازوف" كثيراً من القضايا التي تتعلق بالبشر، كالروابط العائلية وتربية الأطفال والعلاقة بين الدولة والكنيسة وفوق كل ذلك مسؤولية كل شخص تجاه الآخرين. ضم الكتاب بطبعته هذا نصاً للقصة باللغة الإنكليزية يقابلها ترجمتها بالعربية، مع ملحق ضم مجموعة من الأسئلة تساعد الطفل والناشئ على استيعاب المعلومات وتحرك فيه ملكة التفكير والبحث والاستنتاج.


من الجزء الأول



....................................


" على أنه كان يتصف بصفة حملت جميع رفاقه ، كبارهم وصغارهم على السواء ، أن يطمعوا في الهزء منه ، لا لسوء نية بل على سبيل التسلية والمرح . ولم تكن هذه الصفة سوى امعانه في التواضع والفخر والعفة . فكان مثلا لا يطيق سماع تعابير معية أو أحاديث معينة عن النساء . ولكن ثمة تعابير وأحاديث "معينة" لا يمكن لسوء الحظ استئصالها من المدارس . فالصبيان الذين ما زالت تغلب عليهم طهارة النفس والقلب ، وبراءة الطفولة، كلفون بالتحدث سرا وجهرا في المدرسة، عن صور ورسوم قد يستحي حتى الجنود من الحديث عنها . وأكثر من هذا ، فإن كثيرا مما يجهله الجنود ، أو مما لا يفهمونه أصبح أمرا مألوفا بين صغار أبناء طبقاتنا العليا والمثقفة . وليس ذلك انحطاطا خلقيا ، أو ميلا داخليا للاستهتار ، بل لا يعدو كونه نوعا من الإباحية الظاهرية السطحية ، كثيرا ما يرى فيه الأولاد علامة من علامات التهذيب والفطنة والجرأة تستحق التقليد . وكانوا إذا ما رأوا أليوشا كرامازوف يسارع إلى سدّ إذنيه بأصابعه عندما يرددون مثل " تلك الأحاديث" ، حلا لهم أحيانا أن يلتفوا حوله ، ويبعدوا يديه عن أذنيه ويصرخوا بعبارات بذيئة ، بينما هو يتخبط بينهم ويلقي بنفسه على الأرض ، محاولا أن يختبيء منهم ، ويتحمل إهاناتهم صامتا ، ولا تخرج من بين شفتيه كلمة بذيئة واحدة . وينتهي بهم الأمر الى أن يتركوه وشأنه ، ويكفون عن تعييره " بالأنوثة" ، بل انهم يحولون نظرتهم إليه بالسخرية الى نظرة عطف واشفاق . وكان أليوشا دائما من الطلاب النجباء في صفه ولكنه لم يتفوق قط فيكون أولهم . " (منقول)



للحصول على الرواية : موقع


http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=LBb94554-54815&search=books (http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=LBb94554-54815&search=books)

أو

دار الآداب في الشارقة

A&A&A
25-06-2005, 10:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المزيد من القصص



http://www.vibrani.com/images/Purple.jpg




الصورة:





العنوان: حسناء الحجاز

تأليف: إميل حبشي الأشقر (http://www.neelwafurat.com/locate.aspx?mode=1&search=author1&entry=إميل%20حبشي%20الأشقر)

الرأي الشخصي: ممتع جدا

الإحداث باختصار:قصة رائعة تحكي عن قصى وفيما أعتقد هو جد جد الرسول ولكن باسلوب مقرب للنفس فالكاتب يجعلك تتخيل الرواية وكأنها حدثت امامك.

أحلى مقطع:


حبى بنت حليل

نحن الآن في أواخر الجيل الرابع للمسيح وقد مضى على دولة بنى خزاعة في الكعبة زهاء ثلاث اجيال وهم يرثون الأمارة وسدانة الكعبة ويولون بعض الناس غير ذلك من المناصب ولم تكن مناصب الدولة كثيرة في ذلك الجيل ان عظمة الحجاز وشهرته تقومان بالناس الذين يحجون البيت وجميع المناصب التي تسند الى النبلاء تتعلق بالحجاج واصحاب المناصب امراء، امراء في حياتهم وفي جميع المظاهر التي تكتنفهم العبيد والجواري في قصورهم واسباب الرفاه والنعم تحيط بتلك القصور

سيدهم جميعا صاحب الكعبة الملك أو أمير الأمراء

وكانت الحجابة في ذلك الزمن قد انتهت الى حليل بن حبشية الخزاعي سليل اولئك الملوك الذين تولوا أمر الكعبة وهو رجل طاهر الوجدان شريف القصد خدم الكعبة كما يجب ان يخدمها الحاجب الصادق باشد ما منحه الله من أدب نفس واخلاص

الرأي في الحجاز رأيه والأمر امره والناس يطيعونه ويمشون وراءه في كل ما يحدث له من امور وحوله بنو خزاعة قومه وبطن آخر هو بنو بكر يشدون أزره ويعينونه في الملمات

ولحليل ولدان ذكر وانثى هما المحترش وحبى الاول ضعيف الارادة فاسد الرأي استسلم الى اللذات وملاهي الشباب، وحبى نبيلة الخلق كثيرة الذكاء بعيدة النظر لها بين فتيات الحجاز ونسائه المقام الأول ليس لانها بنت حاجب البيت بل لأن لها من الأدب ما عظمها في عيون القوم حتى ان اباها كان شديد الوثوق بها الى حد انه لا يصدر امرا الا اذا استشارها فيه فهي كاتبة اسراره وامين داره ومجلس مشورته وهي النور الذي يضئ في تلك الدار التي تغص بجماعات الناس كل يوم

واخوها المحترش لا يعبأ بشئ من هذا كأن امر الكعبة التي جعلتها الاقدار في يد ابيه لا يعنيه بل كأن الحجاز كله بما له من شهرة ومجد لا يساوي في نظرة ساعة واحدة من ساعات لهوه وضعف نفسه

وليس لسادان الكعبة الذي تنحنى له الجباه حيلة في رد ذلك الولد الطائش الى الهدى ولم يكن له قوة على تثويم ما اعوج من اخلاقة على رغم جميع وسائل التهديد والنصح التى يلجأ اليها الأباء مع البنين !

والخمر ان الخمر احب شئ الى المحترش يشربها في الصباح وفي المساء لا يأنف من شربها ولا يرتوي وحبى ترى كل ذلك بكآبه وألم لأن اخاها لا يستطيع ان يخلف اباه في السدانه والامارة وهو على الحالة التي قرأت

أجل ان والدها شيخ جاوز السبعين وقد يموت في ساعة لا يجد فيها امامه ولد صالحا يسلم اليه مفاتيح البيت وكانت تعلم ان الامارة لا تثبت لأخيها بعد موت حليل لانه اضعف من ان يقوم بأمور الناس فبانت حزينة يملأ صدرها الهم وهي تفكر في الأمر الذي تصير اليه الكعبة بعد موت ابيها الشيخ

وحبى في الثامنة عشرة غير ان في صدرها نفسا كبيرة عاقلة تعرف جيمع معاني الحياة وهي تأبي الزواج ولا تريد ان تنظر في امره ان خروجها من بيت ابيها يفقد ذلك البيت نفوذه وقوته

وكان الفتيان الأشراف من خزاعه وبكر وبني كنانة النازلين في مكة يرون حبى ويتمنى كل واحد منهم ان تنظر اليه نظرة رضى ليجسر على ان يخطبها الى ابيها حليل فلم تكن هذه النظرة لتفلت من عيني الفتاة ولم يرها الناس تبتسم لفتى ابتساوة حب واغراء

كانت تعلم نسب اولئك الفتيان وشرفهم ومنزلتهم في القوم وكانت ترى العز يمشى حيث يمشون والكرامة تكتنفهم حيث يقيمون والعبيد والخيل بسروجها المذهبة تتبعهم حيث يرحلون ولكن ولكن جيمع هذه المظاهر لا تؤثر في حبى ولا تحملها على التفكير في اولئك الفتيان الا كما تفكر الملكة في الرعية التي سلطها عليها الله

كأنها لم تجد بين نبلاء مكة على رغم عواطف الشباب وميوله فتى كفؤا لها في المقام بل لعلها لم تجد كفؤا لها الاخلاق انها لم تكن اكرم نسبا من ابناء قومها الذين ينتمون وتنتمى الى اصل واحد ومن بنى كنانة المتحدرين من معد وهم فرعة اسماعيل

نعم وكانت تنظر الى النفس النبيلة قبل ان تنظر الى المحتد النبيل والشباب الذي يطوفون حول الكعبة وبجولون في ساحات مكة واسواقها وميادينها لا يعبأون الا بما يخلب الألباب من مظاهر وصور هؤلاء الشباب لا تريد احدا منهم زوجا لها وعندما كان ابوها يسألها رأيها في فتيان قومه ويحدثها بأمر الزواج كانت تقول له باسمة دعني يا ابي فلا ارغب في هذا الآن اين ان سادن الكعبة لم يكن يزوج ابنته قبل ان يستشيرها وذلك مالم تتعوده العرب في الجاهلية

كان الناس يخطبون الى الأباء وينتهى امر الزواج دون ان يكون للفتاة رأي ان المرأة كانت سلعة يساوم بها بين البائع والشاري كالسلع التي تباع في الأسواق الا نفر قلائل هذبتهم التجارب فلا يزوجون بناتهم الا بعد ان يسألوهم وحليل بن حبشية من هؤلاء

حتى ان لتجد اليوم في هذا الجيل الجماعات الكثيرة من الناس تقذف بناتها الى المستقبل الاسود لا تحترم لهم عاطفة لا تسمع لهن رأيا

الوالد لا ينظر الا الى مصلحته ولام تخضع لمشيئة زوجها القاسية عن جهل او عن عجز وبين تلك القساوة وهذا الجهل تضيع الفتاة في مجاهل هذه الحياة

فكف حليل عن السؤال جاعلا لحبى مجالا واسعا لاختيار من تشاء من الرجال

وحبى وحدها عزاء ذلك الشيخ في كأبة نفسه التى اوجدها طيش اخيها المحترش وفساد اخلاقه




ليلى بنت زياد

كان الناس عندما يفرغون من سوق عكاظ يقفون في عرفة " موضع بينه وبين مكة بضعة اميال" ثم اذا اتو منى وارادوا الذهاب الى مكة فبنو صوفة وحدهم هم الذين يجيرونهم أي يعطونهم الأذن في المسير

ذلك منصب كبير من مناصبهم كان لبني صوفة لا يخطو احد الحجاج خطوة واحدة بدون اذن هؤلاء وكانوا يقولون عندما يريدون ان يتركوا منى

" اجيزي صوفة"

فيمشى القائم بالامر امام الناس امام الألوف الذين قدموا ليزرورا البيت ثم تندفع تلك الالوف بعد ذلك تريد مكة

نعم ليس لأحد من العرب ان ينفر من منى يوم النفر قبل ان ينفر اولئك النبلاء وقد عرفت العرب ذلك الحق لبنى صوفة وجعلوه دينا في انفسهم قبل ان تصبح ولاية الكعبة في يد خزاعةلا ينازعونهم اياه ولا يحاولون الخروج عنه كما كانت النسأه " أي تأخير الشهور الحرم" كما مر لبنى مالك بن كنانة وهي منصب آخر له شأنه

اما أمير صوفه في ذلك الحين فزياد بن كعب وهو احد الاشراف الذين يجرون في الحجاز اذيال النعم وله ملا لأمثاله من النفوذ والجاه وقد وفر له الذهب وكثرت الخيرات بين يديه يعيش منها عبيده وموالية والمقربون اليه

وله فتاة هي ليلى ليس له غيرها

ولم يتزوج زياد بعد موت امها لئلا ترى من زوجته ما لا تحب وهي التي نشأت في احضان الدلا وبلغت الخامسة عشرة من السنين محمولة على اكتاف الجوارى والعبيد

نعم ان زياد لا يطيق ان يكون في بيته الذي يشبه بلاط ملك سلطان فوق سلطان ليلى وصوت يرتفع قبل صوتها وقد عرفت الفتاة ذلك وأكبرت تلك العاطفة العالية التي تجول في صدر ابيها البار.

لأجل هذا لم يكن لها هم الا ان يكون ذلك الوالد راضيا في جميع الايام التي يقضيها في قصره بين ابناء قومه واضيافه وكانت توصى جميع غلمانه باعداد وسائل الراحة والعناية به عندما يكون في سفر وليس لفي ديار بنى صوفة من يعصى لليلى امرا او يرد لها قولا فهي سيد القوم بعد زياد ولها الارادة النافذة في جميع الشؤون

وفي الحجاز كله من اقصاه الى اقصاه لا تقع عيون الناس على جمال اروع من جمال ليلى ووجة احسن من وجهها الضاحك كأن الله ارد ان يرسلها آيه الجمال

عينان فيهاما الخلابة وجفنان فيهما الفتور وثغر هو العذوبة التي ليس لها حد

سبحان من خلق ليلى لقد جلعها في ذلك البهاء وذلك الحسن فتنة للناظرين وفي خفة روحها وابتسامتها الدائمة سحرا خلابا للعقول

وكان جدها ابو زياد حيا لا يخرج من المنزل الا ليرى الشمس الطالعة من وراء الجبال ويشهد الناس يروحون ويجيئون في السواق مكة ذاكرا ايام الصبا وحياة الشباب وهو من الرجال الذين خبروا العالم من جميع نواحيه وقد تخلى عن منصبه لزياد ليستريح من تاعب ماضية ولكي يذب المعترك البشري ولده وينتشر نفوذه في الحجاز وهو حي فيفرح قلبه ويرحل الى الآخر مطمئن الضمير وهو الشيخ المحترم النافذ الكلمة في بيته على زياد وليلى ان يمهدا له سبل الهناء والراحة وليس لها ان يراجعاه في شئ

وابو زياد احرس الناس على الشرف الموروث وعلى التقاليد التي قدسهااجداده لا ينزل عن شئ منها ولو قتلوه

وكان عزيزا أبيا لا يصبر على ضيم ولا ينام على ذل

وليس غريبا ان يكون كذلك فبنو صوفه قومه يمنعونه في المحن والعز والاباء شيمه الاشراف والعامة من العرب

وام ليلى التي ماتت منذ اثنتى عشرة سنة لم تكن من بنى صوفه بل هي احدى بنات بنى الخزرج من المدينة " يثرب" ولها في المدينة خمسة اخوة اخوال ليلى جميعهم احياء ولهم فيها المقام والشرف والمال

حبى وليلى صديقتان أحبت الواحدة منهما اخلاق الأخرى ووثقت الايام على المودة بين الاثنتين

الولى في الثامنة عشرة والثانية في الخامسة علشرة كما قرأت وهو العمر الذي تثبت فيه العاطفة وتكثر الآمال والقلبان يغمرهما الشعور والاحساس ولكنهما لا يعرفان الغرام

كانت الفتاتان مع فريق من بنات النبلاء معهن الجواري يصعدن في الجبل ويهبطن الوادي فوق مكة وحولها يتنزهن في الخلاء والحياة عند العذراء ذات القلب الخالي مرح وطرب لهو وفرح لا تعرف تعبا ولا تحمل هما وهي لا تشعر بالنار تذيب حشاشتها الا بعد ان تصيبها سهام الحب

وعلى كثيب او على قمة تجلس عزارى الحجاز ينظرن الى طوائف النوق تحجب وجه الافق والى الرعاة الفتيان يتغنون ويرتجزون

وقد يمر بهم فريق من الفتيان النبلاء هذا يطلب ابله وهذا يطلب خيله فتحدق العيون الى جمال حبى وليلى السافرتين ثم تتيه نظرات الفتيان وفي قلوبهم لوعة غرام

يستهويهم ذلك الجمال ولكنهم لا يجرأون على الظهرو اما الاميرتين بمظهر المحبين

وكثيرا ما كانت الاثنتان تنفردان عن الجماعة لتتحدثا عن هذا الفتى وعن الآخر ثم يتنهي الحديث بينهما الى الضحك ولاستهزاء ان تلك النظرات التي احاطهما بها القوم ليس فيها نظرة واحدة تفتح القلبين الخليين

على ان حبى لا تستسلم الى الضحك حتى تعود الى التفكير في امراخيها المحترش وفي هذا العز الذي قد يسلبها ايام الزمان فتنقبض نفسها وتظهر الألم في عينيها الطافيتين وليلى لا ترى تلك الصورة ولا تفكر في الآلام ولولا الخامسة عشرة اجل لاولا سن الاحلام والمنى لكانت ترى في المستقبل خطرا اشد واروع من الخطر الذي يهدد حبى

جدها شيخ وابوها ليس له ذكر يرث منصبه العالي فاذا مات الاثنان الجد والوالد اصبحت ليى وحيدة في البيت الذي نشأت فيه وامتدت الى امارة زياد ايدي قومها الطامعين فتنتقل من عز الى ذل وقد يجور الزمان فتخسر كل شئ

وهب ان اباها جعل امراة النفر الى واحد من ابناء صوفه قبل ان يموت فالأمر على كل حال خارج من يد ليلى لا الانثى لا يولونها المناصب التي لا يستطيع القيام بها الا الرجال

وهي ترضى العرب ان تجيزها فتاة وتنفر قبلها من منى الى مكة ؟ وهل منى الحجاز بقحط في الرجال حتى تقوم النساء بأمره؟

وماذا تصنع ليلى وزياد يرفض الزواج ويكره ان يسلط امرأة غريبة على ابنته؟

اذن فالفتاة على شفير الهاوية وهي لا تدري وزياد ايضا الذي هو صاحب الامر لا يفكر فيه

أما حبى فقد اضناها التفكير وعليها بالاشتراك مع ليلى ان تجد لهما وسيلة تضمن في الزمن الأتي بهجة البنتين والعز الذي يعيشان فيه

بين نبلاء صوفه فتى ربعة في الخامسة والعشرين من عمره اسود العينين صغيرهما واسع الجبهو كبير الوجه قصير العنق حتى يبدو كانه لا عنق له وهو ذو مال كثير وتركه له ابوه كله كما ترك له المئات من صنوف النوق

تزوج فتاة من خزاعة وابوه حي ثم طلقها بعد موته ليختار له فتاة أخرى من بنات الاشراف وليس على صاحبنا من بأس اذا هو اختار في كل يوم زوجة بطلاق او بدون طلاق ان الذهب يملأجرابه ومواشيه تملأ السهل وعاطفته الهوجاء لا تستقر على حال

اما اسمه فجبير بن عبادة

وكانت له هيبة في نفوس القوم ليس لأنه ذو سلطان وذو مال بل لأنه حسود خبيث يحب السعايه والشر

والذكاء الكثير الذي وهبه الله لجبير وجهه كله الى الفساد والاكاذيب لا يثنيه شء ولا يمل وهو – بفضل المال الذي انتهي اليه- كثير الخيلاء وكثير الغرور وقد يقوم في ذهنه ان مكة بمن فيها من النبلاء والامراء وما حولها من قبائل وأمم بحاجه الى رضاه وكثيرون في هذا الزمن لهم جنون جبير حتى دفعه ذلك الغرور الى الطمع بالامارة امارة زياد وحتى بات واثقا بان هذه الامارة تسعى اليه عندما يرتفع في بنى صوفه اول صوت له

لكن مولى له من اليمن نصح له بالعدول عن هذا الرأي لان بنى صوفه لا يتركون زيادا وسائر بنى بكر لا يطيعون سواه وهذان الحيان لا يؤخذان بالسيف

وطلب الامارة في مثل تلك الجرأة الغريبة يفضى الى حرب تستعر نارها في قلب الحجاز وجبير لسوء حظة لا يملك شيئا من اسباب هذه الحرب اضف الى ذلك ان بنى خزاعة انفسهم وعلى رأسهم امير الكعبة يكونون عونا لزياد فيكون الموت طعنا بالرماح نصيب المغرور

فلم يقبل جبير نصيحة مولاه واستمر على رأيه يفكر في امر الحصول على المنصب الكبير الذي لم يخلق الا له

وعبده اليمنى الذي نشأ في بيت عباده ابي جبير لا يطيق ان يرى سيده في ذلك الموقف الصعب الذي لا يستطيع اذا اصبح فيه ان ينجو منه

ففي ليلة من ليالي الشتاء هجر النوم جفني جبير فنهض يهمبال1هاب الى عشراء صباه يستشيرهم في امره انلأمل الذي يجول في صدره ولم يبح به الا لعبده عدوان لم يعد قادرا على حفظة في ذلك الصدر ولم يب بجد بين رفاقه من يكون عونا له على بلوغ الغاية لكنه لم يلبس قلنسوته ويتناول العباءة حتى استفاق عدوان من نومه فرأى سيده يهم بالخروج فنهض مذعورا:ماذا تفعل يا مولاي؟

قال: اخرج من هذا المنزل كما ترى

- الى اين

- الى حيث اجد اعوانا يجملون السيف عندما ادعوهم الى حمله

- فقال: اصبر يا مولاي حتى اقص عليك ما رأيته في الحلم

- ليست القضية قضية احلام ايها اللعين

- ولكنها قصة جديدة يخيل الى ان ملاكا من السماء راوها لي وانا بين مستيقظ ونائم

- سيكون حلمك نصيحة اخرى تبعدني عما ارغب فيه فلا حاجه لي اليه

وجعل عباءته على رأسه ومشى الى الباب

فتصدى له عدوان وهو يقول:

- اسألك بتربة عبادة ان تصغي الى ما اقول (استغفر الله)

فتراجع جبير الى فراشه وجلس عليه ثم قال:

- اتريد ان تهزأ بي يا عدوان؟

- لا ورب الكعبة يا جبير ما اردت لك ولأبيك من قبلك الا الخير

- واي خير تراه الأن؟

قال: التمس من مولاي ان يطلعني على اسماء اصحابه ال1ين اراد ان يفضى اليهم بسره

فقال: حسبت انك استوقفتني لتقص على حلمك

- هو ذاك يامولاي ولكن بعد ان تذكر لي هذه الاسماء

- واذا أبيت

- بل تفعل وقد استحلفتك بتربة عبادة

قال: اذكر لك فلانا

قال هذا لا خير فيه ولا لا يملك الا سيفه

فذكر له رجلا آخر فقال:

وهذا يعيش من بيت زياد

ثم جعل يذكر اوصاف الرجال الذين سماهم جبير فكانوا جيمعهم من الفتيان الأغرار

- اذن فانت لا ترى في بنى صوفة الا زيادا اتظن ان عشيرتنا كلها تحب صاحبك؟

قال: ما راأيت احدا يكرهه يا مولا ي

قال: انا

n ولكنك وحدك وهذا لا يكفي

n نعم وكلن سترى بعد قليل ان خلفي جيشا جرار يطلبون الامارة في بنى صوفه لا بن عباده

n واظن انك ستشرتي هذا الجيش بالمال

n اجل وزياد لا يستيطع ان يعطي الناس شيئا

فابتسم الرجل قائلا:

خير لك يا مولاي ان تحفظ هذا المال لأيام السود

قال: أتنحني الرؤوس لابن الكعب وانا حي؟

- ذلك ارث اجداده لم يستول فيه على حق احد

- ولكني لا اطيق هذا وانا أغنى رجال العشيرة

- وماذا تفعل ان الحرب لا قبل لك بها وجميع ما عندك من المال يذوب في يوم

- اذن اقتل زيادا وينتهي الأمر

قال كأنك نسيت ان الرجل من ابطال العرب

-أقتله غدرا في ليلة من ليالي هذا الشتاء

- وبعد ذلك؟

- يثور الانصار الذين حولي ويجعلوني سيد القوم

قال أفلا تعلم يا مولاي ان امارة زياد بن كعب دين في انفس العرب لا يريدون ان تخرج من بيته؟

- ولكنه سيقتل وليس له ولد

- عنده ليلي يا مولاي

قهقه جبير ضاحكا وقال:

وليلي هذه تدفع بالناس من عرفة وتجيرهم لينفروا من منى كما يفعل ابوها؟

- قد يكون ذلك

- بل لا يكون وفي العرب شرف

- انهم يفعلون هذا ليقهروا قاتل زياد الذي هو انت

- اراك تجعل النور في وجهه مولاك ظلاما كأنك حليف اعدائه

- ومن هم اعداؤك يا مولاي؟

- زياد ومن ينتمى اليه من العرب

A&A&A
25-06-2005, 10:32 PM
فاستوى عدوان في مجلسه وهو يقول: ان هؤلاء لم يفكروا قط في ان يكونوا اعداء لك لقد خلقت هذه العداوة الآن خلقت في صدرك الطامع بالامارة والناس لا يعلمون عنها شيئا نعم يا مولاي ان زيادا وقمه ابرياء ولو رجعت الى نفسك لرأيت انك أنتالجاني وان الاقدام على قتل البرئ جريمة لا تغفرها لك العرب ولا يغفرها الزمان

- قلت اني لا اطيق ان يكون رجل من قومي سيدا لي

- اذ كان ذلك فادخل على السيادة من الابواب

- ومعنى هذا؟

- معناه انك تستطيع ان تخلف زيادا دون ان تهرق الدماء

فتردد الرجل في الجواب ثم قال:

بالاستعطاف ام بماذا؟

بالدهاء الذي تصبح معه سيد الناس

فجعل يتفرس فيه وقد برقت عيناه

أما عدوان فاستطرد قائلا:

الا تعرف ليلى؟

- اعرفها وهي تلعب في فناء الدار

- انها تبلغ الخامسة عشرة من السنين

- اجل وهي اميرة الحسان في الحجاز وكلني لم أزر زيادا بعد موت أبي ولم أفكر في طفلته

قال: واراك ترغب في الزواج وتبحث عن حسان العرب

قال نعم

- وقد نسيت ليلي كأنك لا تعرفها وكأنك في اليمن أو في الشام

- أتريد أن اجعل ليلي زوجة لي؟

- نعم و في الزواج تضم اليك الجمال والشرف وترث زيادا

قال: لم أر في هذا الرأي شيئا من الدهاء الذي ذكرت

- لماذا؟

- لأن ابن كعب في مقتبل عمره وقد يموت بعد خمسين سنة

- بل قد تموت قبله وليس هذا الذي أردت

- اذن كيف أرث الرجل؟

- ترثه وهو حي..

قال: اما الارث فلا يكون قبل الموت

- ألم يكن كعب سيد الناس قبل زياد؟

- بلى

- وأنت ترى الآن زيادا في منصب أبيه وأبوه في الوجود

- ولكنه ولده وقد جعله أميرا في حياته

- كما يوليك زياد الامارة بعد أن تصبح زوجا لليلي ان هذه الطفلة هي في نظرك حياة الوالد والجد وسيده البيت الذي ولدت فيه ولولاها جل لوال اليلى لكان لزياد بضع زوجات له منهن بضعة عشر ولدا

- واذ لم ينزل الرجل عن منصبه فماذا نفعل

- إن إردته وارداة أبيه تضيعان عندما تريد ليى فاذا رغبت في السيادة فمن هذه الناحية ليس غير

فأخذ جبير يفكر فيما سمع وقد بدت له الآمال من وراء ذلك التفكير ثم قال: لكنك نسيت امرا يا عدوان

- اذكر هذا الامر يا مولاي؟

- قال: أليس الرضى هو الشرط الأول للزواج؟

- نعم

- ومن يضمن لنا رضى ليلاك؟

- ليس لنا أن نضمن رضاها عندما يرضى زياد

قال: ان هؤلاء الامراء جعلوا الراي لفتياتهم وعلموهن الدلال أفلم تر ان حليل بن حبشية سادن الكعبة لا يزف حبى الا الى من تختار؟

- وهل يكون زياد مثله؟

- ومن يعلم فقد يتردد في الرضى ريثما يسأل ابنته

قال: لا اظن أن في مكة رجلا يأبى ان تكون فتاته زوجة لك

- وإذا حدث ملا تظن؟

- تعود عنئذ إلى رأيك الأول الذي هو الحرب أم القتل

- فقال دون ان يتردد: لقد رضيت ولم يبق الا أن أرى ليلى

- احذر أن تحدثها بأمر الزواج قبل ان ترى أباها

- بل اريد أن أرى وجهها بعد أن اضحت سيدة الحسان فأين يكون هذا؟

قال: لو أردت أن ترى جميع عزارى مكة لتم لك ذلك

قال: ان فيهن من لا تنزع عن وجهها الحجاب

ذلك في بيوتهم اما خارج المدينة فجميعهن سافرات

- أتعر فلهن موضعا يخرجن اليه؟

قال: في هذا الجبل الذي يقوم شرقي مكة بقعة حمراء تنبسط امامها الأرض

اعرفها وهنالك وترعى الخيل والفصلان

- وراء البقعة الحمراء صخرا أملس كبير يسع قبيلة

- واعرف هذا ايظا

- اذن فأعلم أن حبى وليلى ومن يتبعهما من الجواري والفتيات يخرجن الى ذلك الموضع مرتين او ثلاثا كل ثمانية ايام

- ومن يلحق بهن من العبيد؟

- انك لاترى وراءهن احدا

- وهل رأيت ليلى عن قرب؟

- اكثر من عشرين مرة يا مولاي ووجهها يفيض نورا وعيناها تفيضان سحرا

ثم قال: وقد تقع عينيك قبل غروب الشمس على فريق من فتيان مكة يدورون حول ذلك الصخر الاملس كما يدورون حول الكعبة وهو يطمعون بابتسامة ولا يتالونها

= وفيهم من بنى صوفه؟

ومن جميع بطون بني بكر وخزاعة ومن بي لؤي أنسبا زهرة بن كلاب الكناني وليس لحبى ذكر بين هؤلاء الفتيان يا مولاي انهم جميعهم يريدون ليى التي يحجب جمالها جمال بنت حليل

- اذن نذهب غدا الى البقعة الحمراء فنرى من وصفت

قال: لقد ذهلت عن هذا الشتاء العزير الذي ازعجنا منذ يومي فانتظر ريثما يصحو الجو

قال: أصبت ويظهر أن ليلى ستنسينا كل شئ

وقد اكتفى بما سمع فطرح عباءته وفلنسوته وقال لعدوان:




للحصول على هذه الرواية: موقع

http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=LBb11690-11054&search=books








أو
المركز الثقافي في الشارقة
أو
دار الآداب