المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بالفطرة.. على كف عفريت



ALcATRAZ
20-06-2005, 02:24 PM
منذ بداية التسعينيات والشواهد تتراكم على وجود سبب وراثي «جزئي أو كلي» وراء أعمال العنف والتهور والمخاطرة بالنفس ففي أكثر من حالة ثبت وجود خلل في كيميائية المخ يتسبب في رفع نسبة التهور والاستعداد لمواجهة الهلاك لدى البعض، فمن يقفز من الطائرة ويقتحم النار ويمشي على الحبال يستمتع بحقيقة أنه «على كف عفريت» وانه قد يواجه الهلاك في أي لحظة.. أما من يخالف القانون ويهرّب المخدرات ويقامر بممتلكاته فانه يستلذ بوضع «اللاأمن واللاسلم» ويعجبه شعور البقاء على الحافة.


هذا الدافع الغريب موجود ايضا «وإن كان بنسبة أقل» لدى الأسوياء من الناس، فنحن مثلا نقبل ركوب الطائرة رغم علمنا بخطر سقوطها، ونسلم أجسادنا للجراحين ونعلم احتمال الوفاة، ونضع مدخراتنا في البورصة ونعلم احتمال خسارتها، ونقود سياراتنا بجنون ونعلم احتمال انقلابها.
نحن ندرك في أعماقنا أن كل شيء في الدنيا خاضع لنظرية الاحتمالات، وان لكل إنجاز نسبة معينة من التضحية.. ورضانا بهذا الترتيب يجعلنا نقبل بالنتائج الخطيرة «كلما» قلت نسبة حدوثها ونتحاشى الأقل خطورة «إن» زادت نسبة تكرارها!!


وحين لا نتهور بأنفسنا نستمتع بمشاهدة مجازفات الآخرين، فحتى في أشد لحظات السكون والاستقرار تجذبنا برامج العنف ونشرات الأخبار، فرغم أن العالم ليس خطيراً «كما يبدو في نشرات التلفزيون» إلا أن شيئا بداخلنا يجعلنا نستمتع بكونه غير ذلك، حتى الأفلام والمسلسلات «رغم علمنا انها أحداث غير حقيقية» تجذبنا كلما ارتفعت فيها نسبة المغامرة والتهور ووجود البطل على الحافة!!


ولكن لماذا نملك استعدادا «زاد أو قل» للمجازفة والمقامرة بأعز ما نملك!!
قد يكون الجواب فلسفيا أكثر من اللازم.. فخبراتنا في الحياة تخبرنا أن قليلا من المجازفة والتهور ضروري لاقتحام المجهول واشباع فضولنا نحو المستقبل.. علمتنا التجارب ان اي إنجاز جديد يحتم «تجاهل» أخطار الخطوة التالية ويتطلب التضحية بجزء من وضعنا المستقر الآمن - على الأقل حتى نستعيده من جديد -.
وفي مفهوم كثير من الناس فان الحياة بدون قدر معين من المجازفة حياة رتيبة مملة لا تتطور ابداً، انهم فئة الرواد ممن يرون ان دقة النظام في خلية النحل عيباً وليس ميزة لأن ما من نحلة فكرت بتغيير الوضع الرتيب منذ ملايين السنين!
أما البعض الآخر فيرى أن قدرا محسوباً من المجازفة هونوع من «الفشخرة» وإثبات الذات وكسب الرضى عن النفس - وسواء شئنا أم أبينا فإن الحياة في كل خطواتها مجازفات لا تنتهي.


مثالين واقعيين يثبتان ان الهرب من مجازفة ما قد يوقعنا في مجازفة أكبر.. فهناك مثلا المرأة التي تركت حبوب منع الحمل حين علمت باحتمال تسببها بالجلطة، ولكنها سرعان ما حملت واصيبت بتسمم الحمل وماتت، وهناك شاب قرر عدم السفر بالطائرة بعد أن مات صديقه في حادث طائرة ولكنه في العام التالي توفي اثناء سفره بالسيارة.. في الحالة الأولى كان احتمال الاصابة بالجلطة أقل بكثير من الاصابة بتسمم الحمل، وفي الحالة الثانية كان احتمال التعرض لحادث بالطائرة أقل بثلاثين ألف مرة من احتمال التعرض لحادث بالسيارة!
مقال للكاتب القدير فهد الأحمدي...أحببت ان اطلعكم عليه.
نُقل بتصرف...

cold cloud
20-06-2005, 08:56 PM
مشكور alcatraz
مواضيع فهد الأحمدي دائم متميزة وفيها أشياء غريبة تجذبني ..
مافي احلى من المجازفة هي اللي تعطي حياتك طعم و احساس جميل وتقدير اكثر لحياتك.. vbmenu_register("postmenu_3661885", true);

ALcATRAZ
20-06-2005, 10:58 PM
مشكورة على مرورك أختي cold cloud

مثل ماقلتي المجازفة تعطي طعم للحياة...خصوصا إذا أثمرت النتيجة من المجازفة بالنجاح

على فكرة اسمك حلو cold cloud :)

فان دام
21-06-2005, 01:41 AM
موضوع مميز فعلا ..
والمجازفه فعلا لابد منها في كل الاوقات ..
ونتائجها مبنيه على الحظ غالبا ..

ALcATRAZ
21-06-2005, 01:41 PM
أشكرك أخوي فان دام على ردك...:)

*همس الورد*
22-06-2005, 02:02 AM
المقال جميييل جدااا

فعلا البعض منا يميل الى المخاطره

لكن ليس الى حد المجازفه بالحياه بل الى الحد المعقول والبعض الاخر يطبق من خاف سلم

والناس في ذلك اهواء

لكن مثلما قلت حتى الذين لايجازفون يستهوون هذا الشئ

موضوع جميييل

ALcATRAZ
22-06-2005, 02:29 AM
أشكرك أختي *همس الورد* على المرور والرد
لاشك ان المجازفة من المفترض ان لاتتجاوز حدود المعقول...لكن هذه ليست قاعدة نستطيع السير عليها
فالمجازفة تأتي عند انعدام الخيارات السهلة

cocksucker
30-08-2005, 12:04 AM
motherfuckers