المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ميت يدعوني إلى الله



Exodia
22-06-2005, 11:00 AM
هذه قصة منقولة أسأل الله أن يتعض منها الجميع
كانت الساعة قرب الثانية ظهرا، وكنا قد انتهينا من مباراة ساخنة لكرة القدم، ونستعد لنزول البحر عندما رنّ موبايل صديقي الدكتور أحمد..
السلام عليكم.. من معي..

تغير وجه أحمد وهو يقول: متى حدث ذلك؟.. وأين هو الآن؟.. أنا قادم في الحال..

سألته: خيرا يا أحمد..

ابن خالي عمرو صدمته سيارة ومات.. هو الآن في مستشفى بالإسكندرية..

إنا لله وإنا إليه راجعون.. البقاء لله يا أحمد..

أنا ذاهب إلى المستشفى حالا وخالي في الطريق.. لقد سبقهم عمرو مع بعض أصدقائه للإسكندرية وكانوا جميعا سيلتقون في الإسكندرية ويصيفون معا.. كيف سيكون لقاؤهم الآن؟

حسنا يا أحمد، إني قادم معك.

وانطلقنا سويا.. كنا وقتها في إحدى قرى الساحل الشمالي..

كان أحمد يقود السيارة وهو يحدثني عن ابن خاله، وكيف أن أمه تضايقت لحصوله على مجموع قليل في الثانوية العامة.

وسألته عن حال خاله فقال: إنه متدين، وزوجته محجبة، وكذلك ابنته.

عمرو يأخذ حماما

يسر الله لنا الطريق حتى وصلنا ووجدنا أن والد عمرو قد سبقنا هو وأم عمرو وبعض الأقارب والمعارف، وفي هذه اللحظة طلب مني صديقي أحمد أن أحضر تغسيل عمرو؛ وذلك لأن والده يريد غسلا شرعيا، وإنني قد حضرت غسل والدي رحمة الله عليه.. فلم أستطع أن أرفض وبدأت أجهز نفسي للوقوف في هذا الموقف لا أنكر أنني شعرت برهبة وخوف.. كادت تمنعني من الدخول.. لكنني استعنت بالله، وتوضأت، وأخذت أذكر نفسي بالثواب العظيم، ومشيت في الممر الذي يؤدي إلى المشرحة، وفجأة وجدت عمرو راقدا على منضدة وحوله المغسل، ووالده وصديقي أحمد الذي انهمرت من عيونه الدموع.. ووجدت الجثة (عمرو) قد جردها المغسل من ملابسه، وستر عورته بقطعة من القماش، وبدأ عملية الغسل، ورفع يد عمرو وأنزلها، وقلَّبه عن اليمين والشمال، وعمرو ساكن لا يبدي رفضا أو قبولا.. رضا أو سخطا.. وظهرت عورة عمرو.. فلم يستطع أن يمد يده ويستر نفسه، فنبهت المغسل لذلك فستر عورته.. وبينما نحن كذلك دخلت أمه علينا.. لم يستطع أحد أن يمنعها.. أرادت أن تقف على غسله وتراه، وأخذت تتحسسه وتتساءل: هل رأيتم النبض؟.. وكانت تريد أن يجيبها أحد حتى بالكذب بأنه ما زال ينبض.. حمرت عيناها من كثرة البكاء، وابتلت ملابسها من غسل عمرو، وهي تتلمس جسده فهذا آخر عهد بها في الدنيا معه..

انتهينا من غسله، وبدأ تكفينه في ثلاثة أثواب..

كان عمرو شابا أنيقا، يختار ملابسه بنفسه.. الآن يرتدي ملابس الموت، لا بنطلون، ولا قميص، بل كفن أبيض ليس له جيوب، وليس له أنواع ولا موديلات.. كان يرقد على منضدة أخرى شاب من القاهرة أيضا مات غريقا في بحر الإسكندرية لم يختلف كفنه كثيرا عن كفن عمرو..

رفضت أمه كل المحاولات أن تنتظر بالخارج فأحضرنا لها مصحفا، وأخذت تقرأ القرآن في انتظار الصلاة عليه والسفر به إلى القاهرة ودفنه.

عمرو يدخل المسجد

وقف والد عمرو بعد صلاة المغرب بالمسجد عند رأسه وصلى عليه، ونحن جميعا خلفه نسأل الله أن يرحمه، وأن يصبر أباه وأمه. وهنا تذكرت كم من أناس دخلوا المسجد لا ليصلوا.. بل ليصلى عليهم، وبدأت الرحلة من الإسكندرية إلى القاهرة، والأم مع عمرو في سيارة الموتى تنكب على وجهه حينا تقبله، وتبكي ثم تستمر في قراءة القرآن فتستشعر أن ابنها سيتركها للأبد فتقترب منه تحدثه وتبكيه.. تضمه إليها..

كان الأمر مفجعا لأحمد.. فعمرو ابن خاله شاب صغير في السن ليس له أخ، وكان يمر عليه من وقت لآخر في العيادة، وكانت آخر زيارة قبل الحادثة بأسبوع.. فأخذت أحدث أحمد عن رحمة الله عز وجل بنا، وأنه يختار لنا الأفضل والأصلح في الوقت الذي يراه مناسبا لنا.

ولعل موت عمرو خير لأهله وجيرانه وزملائه.. فالموت هو الموت لا يفرق بين شاب أو شيخ.. مريض أو صحيح.. شاب أو فتاة.. ولعل "عمرو" خير له أن يموت الآن ويقابل ربه بعد حادثة مروعة تكفر عنه ذنوبه وخطاياه، ويدخله الله الجنة برحمته وعفوه وغفرانه، وهنا سرحت بخيالي برهة من الوقت وتساءلت: ماذا لو كان يعرف عمرو أنه سيموت الآن؟ ماذا عساه أن يفعل؟

بكل تأكيد سيكون متوضئا ومصليا، وذاكرا لله عز وجل حتى تقبض روحه بهذه الحالة..

إذن فحكمة الله في الموت أن يأتي فجأة هي أن يكون الإنسان مستعدا له في أي وقت مستحضرا أنه سيموت في أي لحظة، فالأفضل له أن يموت وهو على طاعة، وليس على معصية..

عمرو يدخل بيته

وصلنا إلى القبور بعد الثانية عشر مساء، وكنا نسير على ضوء السيارات وسط سكون مخيف بين المقابر عن اليمين وعن الشمال، ووقفنا حيث مقبرة عمرو، ونزلت القبر على ضوء الكشافات، وفي كل خطوة أنزلها خوف شديد يسري في جسدي.. أهو الخوف من الموت أم مما بعد الموت!!

ألقيت نظرة على القبر ووجدته مجهزا لاستقبال عمرو وبجواره جثة بالية لجده الذي مات منذ فترة كبيرة وطلبنا الأمانة (عمرو)، وأنزلوها على مهل وسط بكاء أمه وأصحابه الذين انتظروا قدومه.

وفي القبر وضعنا "عمرو"، حيث الحياة البرزخية، ووجهناه على شقه الأيمن تجاه القبلة، وفككنا عنه كفنه حتى يكون تحلل جسده سهلا بعد أن ينتفخ.. وأخذنا التراب ووضعناه عليه، وخرجنا من القبر بين دامع وباك، وتأخرت عنهم قليلا ووجدت نفسي أقول:

يا نفس كفي عن العصيان والتمسي فعلا جميلا لعل الله يرحـــمني

وأخذ الناس في غلق القبر بين الدعوات له بالمغفرة وبالرحمة، وبدأ النور يخفت تدريجيا مع غلق القبر حتى انتهى النور وأصبح القبر مظلما تماما.. بل إن أحب الناس إليه هم من أودعته في التراب، ولم يستطع أحد أن ينزل معه وتركه الجميع في التراب يواجه مصيره بمفرده

اليوم نبكي على عمرو غدا سنذكره وبعد غد سننساه..

اللهم ارحمنا يوم لا يذكرنا ذاكر.. بدأ الجميع في الذهاب، وعاد السكون والوحشة للقبور مرة أخرى، وبدأ مشوار عمرو الحقيقي والحياة التي لا موت فيها ولا نوم.

وكأن الإمام الحسن البصري يأخذ بيدي ويهمس لي، ماذا يفعل هذا الميت إذا عاد إلى الحياة؟

فرددت من بين أسى، وتأثر: يكون أفضل مما كان عليه قبل أن يموت!

فقال الحسن البصري: فإن لم يكن هو فكن أنت!!

وعدت إلى بيتي ودخلت لأستحم، ووقفت أغسل جسدي ورفعت يدي، واستطعت أن أنزلها بنفسي..

وارتديت ملابسي، وخرجت مرددا، راجيا الله أن لا يكشف عورتي على أحد..

إذن أنت تطلب الشهادة.. فالشهيد لا يغسل ولا يكفن فقلت: اللهم أمتني شهيدا

بصمة الهكر
22-06-2005, 03:54 PM
جزيت خيرا أخي
اللهم أنا نسألك شهادة مخلصة صادقة في سبيلك وأنت راض عنا يا رب العالمين
سلامي

Exodia
25-06-2005, 10:46 PM
جزيت خيرا أخي
اللهم أنا نسألك شهادة مخلصة صادقة في سبيلك وأنت راض عنا يا رب العالمين
سلامي


اللهم آمين
وأهلاً بك أخي بصمة الهكر

ابو خالد
30-06-2005, 11:42 AM
السلام عليكم
اللهم احسن ختامنا وارزقنا الشهاده فيك
واغفر لنا ولامواتنا ولاموات المسلمين
بارك الله فيك اخى العزيز
وجزاك الله خيرا
ولك السلام والتحيه

Exodia
30-06-2005, 12:20 PM
السلام عليكم
اللهم احسن ختامنا وارزقنا الشهاده فيك
واغفر لنا ولامواتنا ولاموات المسلمين
بارك الله فيك اخى العزيز
وجزاك الله خيرا
ولك السلام والتحيه


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً أخي أبا خالد
وأعاننا الله وإياك على فعل الخير
وشكراً لك

أحْـــــمَـدْ
10-07-2005, 03:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أخى الفاضل الحبيب ... جزاك الله خيرا ...

يا نفس ... الى متى ... هلا اعتبرتى واتعظتى ... هلا تبتى ورجعتى وأنبتى ...

يا نفس قد أزف ارحيل وأظلك الخطب الجليل ، فتأهبى يا نفس لا يلعب بك الأمل الطويل

حقا ... ان لم يكن هو فكن أنت ...

جزاك الله خيرا أخى الحبيب ... جعله الله فى ميزان حسناتك ونفع به الجميع ... ولا حرمنا الله منك كمذكر لنا وواعظ ...

رفع الله درجاتك فى عليين وآتاك كتابك باليمين وسقاك من حوض سيد النبيين ... آمين آمين آمين ...

لا تنسانى من صالح دعائك بظهر الغيب ...
وجزاك الله خيرا ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخوك المحب لك فى الله ...

BOOOB_2002
10-07-2005, 02:17 PM
جزاك الله كل خير

الرجل العملاق
10-07-2005, 02:34 PM
قصة مؤثرة تبكي الحجروالله وقد أحمرت عيناي وانا اقرئها
والله يعطيك الف عافية يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك
وياليت يا أخي أنك تنشر هذا القصة القية في محتوها عظيمة في معناها
في منتديات الاخرى للا ستفادة وشكرا لك
وفي الختام استودعكم الله:ciao:

Exodia
12-07-2005, 12:43 AM
أخي العزيز ensa ترددت كثيراً لكتابة ردي ...

وهذا لأنني عجزت والله أمام كلماتك الطيبة ...
فاعذرني أخي الكريم إذا لم أوفيك حقك ..
بارك الله فيك وفي أهلك ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Exodia
12-07-2005, 12:44 AM
جزاك الله كل خير


اللهم آمين
وأهلاً بك أخي BOOOB_2002

Exodia
12-07-2005, 12:46 AM
قصة مؤثرة تبكي الحجروالله وقد أحمرت عيناي وانا اقرئها
والله يعطيك الف عافية يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك
وياليت يا أخي أنك تنشر هذا القصة القية في محتوها عظيمة في معناها
في منتديات الاخرى للا ستفادة وشكرا لك
وفي الختام استودعكم الله:ciao:


الله يعافيك أخي الرجل العملاق
وبإذن الله ستصل هذه الرسالة لكل منتدى نستطيع أن نوصلها له

couita
13-07-2005, 09:32 PM
جزاك الله خير ..

Exodia
14-07-2005, 06:43 PM
جزاك الله خير ..


اللهم آمين
وتقبل الله منا جميعً صالح الأعمال
وأهلاً بك couita