المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشخصية المتفجرة



wa6an
24-06-2005, 08:28 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:ciao:

سأعرض عليكم خصائص الشخصية المتفجرة و سماتها أرجو ان يعجبكم الموضوع و هو منقول من الحوار المتمدن (رزجار):31:


ان فكرة تصنيف كل الناس الى اصناف ربما لا تروق للبعض منا ، وهناك الكثير من علماء النفس يقولون انه لايمكن تصنيف الناس الى صنفين او الى ستة او ثمانية او حتى عشرين ، والبعض منهم يقول هناك من اصناف الناس بعدد الناس ، وكل شخص يمكن ان يكون نوعاً مختلفاً من الاشخاص في اوقات مختلفة . فالانسان كائن بشري معقد ، تنتابه الانفعالات في لحظة ما ووقت ما ولكن لايمكن ان يكون دائماً بهذا الحال ، رغم ان هناك فروقاً فردية بين الناس . اننا ازاء نمط من انماط الشخصية ربما اتفق عليه الناس وعلماء النفس معاً ، هذه الشخصية هي الشخصية المتفجرة ، واعتاد الناس تسميتها بالشخصية الانفعالية .
من اهم صفات هذه الشخصية هي سرعة التأثر والانفعال الظاهري مما قد يؤدي الى زيادة في الحركة او العنف الكلامي او ربما حتى الفعلي . اذن صاحب هذه الشخصية ينفعل بسرعة ، ويتفاعل مع شتى المواقف الحياتية التي لاتتلائم ومزاجه بشكل عنيف وسريع وغاضب سواء كان بالكلام او بالفعل ، وهو لايستطيع كبح جماح انفعاله المتفجر .
اننا كبشر اسوياء نتعامل مع مواقف الحياة المختلفة في الشارع وفي مكان العمل واثناء تواجدنا في اماكن اجتماعية كالمناسبات الدينية او الافراح او المناسبات المحزنة التي تستدعي المشاركة الجماعية، يظهر البعض منا اعلى درجات الضبط الانفعالي ، وتكون مشاركته خلاقة الى الحد الذي يبهر الاخرين في حضوره ومشاركته الصادقة ، والبعض الآخر ربما تكون مشاركته شكلية ، وكأنها مراسم يؤديها على مضض دون اي اعتبار ، والبعض من الناس يشارك وتبدو على ملامحه علامات الانفعال والتشنج، وكأن هذا الحدث محزناً كان او مفرحاً ، وطنياً ام دينياً ، عاماً ام طارئأ ، بأنه الحدث الاول والاخير في هذه الدنيا ، فتراه يحاول ان يتعامل بكل خشونة مع هذا الشخص او ذاك ، يسمُع الاخرين كلمات ربما كانت قاسية لايرضى سماعها احد من الحضور ، وهوبنفس الوقت لايرضى على ما يؤديه الاخرين من عمل كـلُ حسب قدرته واداءه .
هذا الشخص يتعامل بشدة دائماً مع الاخرين بمناسبة او بدون مناسبة ، وقد يكون سريع الانفعال بشكل عام ولإتفه الامور ، وقد ينحصر انفعاله في مواضيع معينة تثير حساسية وتخلق هذه الحساسية بسبب تجارب سابقة تطبع على الانفعال بسببها . ويرى علماء النفس ان هذه السمة تبرز عادة منذ الطفولة ، على انها يمكن ان تبدأ او ان تتعزز في وقت لاحق من مراحل العمر الاخرى ، مثل المراهقة والبلوغ ، بسبب التجارب الحياتية النفسية والمعنوية او المادية في الجسم كالمرض .
ان الغضب والانفعال اللذان يبدوان بشكل واضح على الانسان في ملامح وجهه وتعبيراتها يرتبطان بالمكونات الفسيولوجية ، اما الاحساسات والمشاعر فتبدوان في المكونات السلوكية ، ورأى علماء النفس ان الحالات الفسيولوجية وتغير ملامح الوجه وتعبيراته تسبق بدورها الاحساسات والسلوك على الاقل لبعض الوقت . وعليه يبدو ان تعقيد الانفعالات يرجع لسبب آخر هو انها تتغير باستمرار وبصفة عامة لاتتحكم المشاعر العنيفة القوية في الافراد بصورة مستمرة ولكن تسود الانفعالات دائماً على شخصية الفرد الذي يتسم بالانفجار والانفعال .
يقول علماء النفس ان عقولنا تحاول المحافظة وجود توازن انفعالي أمثل عن طريق اختزال شدة المشاعر الموجبة والسالبة ويرى البعض من علماء النفس بقولهم : قد تعمل الخبرات على نشأة انفعالات قوية نسبياً ، وترتفع شدة تلك الانفعالات الى ان تبلغ اوجها ، ربما يتحول الصوت الصادر من الشخص المنفعل الى كلمات غير مفهومة او حتى الى زمجرة وعواء ، وهنا يفقد العقل التحكم في مجرى التفكير ، وهو الجزء المسؤول في دماغ الانسان عن تكوين المفاهيم وترتيبها بشكل لا ارادي ، حيث تخرج بصورة جمل منسقة وافكار مرتبة ، ما ان يسمعها المقابل حتى يفهم كنهها ، حتى وان كانت على مستوى راقٍ او على المستوى البسيط ، ففي حالة صاحبنا ، صاحب الشخصية الانفعالية المتفجرة ، ان غضبه وانفعاله اثناء الموقف يفقده هذه السمة التي اختص بها الانسان دون غيره من الكائنات الحية الاخرى . هذه النواتج السلوكية من نمط الشخصية الانفجارية تشابه الى حد كبير سمات انماط اخرى من الشخصيات ، كالشخصية القلقة ، التي عندما تتعرض الى موقف صادم ، تفقد السيطرة على النطق وتكوين استجابات مفهومة يمكن الاهتداء اليها وفهمه لدى سماعها من الاخرين ، وكثيراً ما يحدث هذا الامر في الحروب والمنازعات واثناء المعارك او الانسحاب العسكري غير المنظم من ساحات القتال او عند الاحساس بالخطر الشديد الذي لا يمكن تحمله مثل حالة اصدام سيارة امام الناظرين فجأة بشكل غير متوقع وما الى ذلك من مواقف صعبة .
يشابه نمط هذه الشخصية ايضاً بعض الانماط الاخرى منها نمط الشخصية الهستيرية اثناء تعرضها الى نوبات انفعالية شديدة يصعب التحكم فيها او حالات التجوال النومي وما شاكل ذلك . اننا حينما نعرض لمثل هذه الانماط البشرية ، لانبالغ او نجافي الحقيقة كثيراً يقدر ما هو واقع ملموس في حياتنا اليومية المعاشة ، لا في مشارق الدنيا وعالمها المتخلف فحسب ، بل في مغاربها وعالمها المتحضر في علوم التكنولوجيا والهندسة ، فالانسانية تتشابه جميعها في انماط الشخصية من حيث مرضها وسواها "صحتها" من حيث تدهورها وتحسنها ، وعليه فيمكننا القول وليس بالقول القاطع ولكن ربما ان من اهم المهيئات للانفعال في مثل هذا النوع من الشخصية هو الارهاق الجسمي والنفسي ، والتثبيط الدائم الناجم عن فشل او تفشيل الفرد في تحقيق اهدافه .
يرى اطباء النفس ان الانفعالات قد تحدث بسبب المرض او التحسس به ، وقد يلي بعض الالتهابات البسيطة كالرشح او اصابات الشدة على الرأس او لدى بعض المصابين بالصرع ، كما انه قد يكون عارضاً لحالات انخفاض السكر في الدم وزيادة افرازات الغدة الدرقية وفي حالات الخرف العضوي في اي مرحلة من مراحل العمر .
الشخصية الانفجارية انفعالياً ، ينتابها ميلاً شديداً نحو التصرف تبعاً للاندفاعات دون مراعاة التبعات فضلاً عن وجود مزاج غير مستقر يتسم بالنزوة ، فهو لايستطيع التحكم بسلوكه وما يؤول اليه تصرفه ، فكما قلنا ان هذه التصرفات من الغضب الشديد تؤدي كثيراً ما الى العنف او انفجارات سلوكية وقد يوجه صاحب هذه الشخصية نقداً لاذعاً للاخرين ، او اعتراض الاخرين ويكون بشدة عالية . ان اهم ما يميز صاحب هذه الشخصية هو :

- الاندفاع وعدم التنبؤ بالسلوك .
- الغضب غير المناسب او ضعف التحكم في الغضب .
- اضطراب الهوية الداخلية مثل اهتزاز الصورة الذاتية ، اهتزاز القيم والولاء والصداقة اثناء الغضب .
- ضعف التوازن الوجداني وتذبذب العاطفة اثناء الانفعال الشديد .
- اثناء لحظات الغضب والانفجار يتراوح سلوك الشخص من الغضب الى العصبية الزائدة لعدة ساعات الى القلق ويستقر اخيراً الى الاكتئاب ثم يعود بعدها الى وضعه الطبيعي .
ان صاحب الشخصية الانفعالية المتفجرة سرعان ما يدرك انزلاقه وغضبه وانفعاله ونزوته المزاجية ، وما دفعته اليه ، يشعر بعدها بالندم او بالاثم بينما في الشخصيات الاخرى المشابهة " القلقة ، العدوانية، المضادة للمجتمع " لايحدث هذا الشعور اطلاقاً .