المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسباب ضعف الايمان ارجو التثبيت



mohamedhamdy
24-06-2005, 08:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ان الحمد لله تعالي احمده واستعين به اللهم صلي علي محمد وعلي اله محمد انك حميدا مجيد . اشهدا ان لااله الا الله وان محمد عبده ورسوله وصفيه وخليله ثم اما بعد . قبل مشاهده الموضوع اضف كلمه شكر لي والدعاء لاخواننا في العراق وفلسطين وفي كل مكان . لزيارة موقعي الشخصي www.muslm1.15x.com (http://www.muslm1.15x.com)
اترككم مع الموضوع .

ملخص لظاهرة ضعف الإيمان







أولا : من مظاهر ضعف الإيمان .

1) الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات .

2) الشعور بقسوة القلب وخشونته : قال تعالى :{ ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة }.

3) عدم إتقان العبادات : ومن ذلك شرود الذهن أثناء الصلاة وتلاوة القرآن والأدعية ونحوها ،

4) التكاسل عن الطاعات والعبادات : قال الله تعالى { وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى } .

5) ضيق الصدر وتغير المزاج وانحباس الطبع حتى كأن على الإنسان ثقلاً كبيراً ينوء به ،

6) عدم التأثر بآيات القرآن لا بوعده ولا بوعيده ولا بأمره ولا نهيه …

7) الغفلة عن الله عز وجل في ذكره ودعائه : وقد وصف الله المنافقين بقوله : { ولا يذكرون الله إلا قليلا }

8) عدم الغضب إذا انتهكت محارم الله :
كما أخبر عليه الصلاة والسلام في الحديث : (( أسود مربادا ( بياض يسير يخالطه السواد ) كالكوز مجخيا ( مائلا منكوسا ) لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه )). رواه مسلم

9) حب الظهور:
وهذا له صور منها :
أ : محبة تصدر المجالس : وقد حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بقوله :
(( ا اتقوا هذه المذابح - يعني المحاريب -)) رواه البيهقي وهو في صحيح الجامع 120
ب : محبة أن يقوم له الناس : قال صلى الله عليه وسلم : (( من سره أن يمثل له عباد الله قياما فليتبوأ بيتا من النار )) رواه البخاري

10) الشح والبخل :
فقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم ، بقوله : (( إياكم والشح فإنما هلك من كان قبلكم بالشح ، أمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا وأ مرهم بالفجور ففجروا )) . رواه النسائي وهو في صحيح الجامع 2678

11) أن يقول الإنسان مالا يفعل قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون . كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون } .

12) احتقار المعروف ،وعدم الاهتمام بالحسنات الصغيرة :
قال صلى الله عليه وسلم : (( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك من في إناء المستسقي ، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط )) .مسند الإمام أحمد وهو في السلسلة الصحيحة 1352

13) عدم الاهتمام بقضايا المسلمين :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس )) . مسند الإمام أحمد وهو في السلسلة الصحيحة 1137

14) انفصام عرى الأخوة بين المتآخيين .
قال صلى الله عليه وسلم (( ما تواد اثنان في - الله جل وعز – أو في الإسلام فيفرق بينهما أول ذنب ( وفي رواية : ففرق بينهما إلا بذنب ) يحدثه أحدهما )) . رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد وهو في السلسلة الصحيحة 637

15) الفزع والخوف عند نزول المصيبة .

16) كثرة الجدال والمراء المقسي للقلب :
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( ماضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل )). أحمد وهو في السلسلة الصحيحة 5633

17) التعلق بالدنيا ، والشغف بها ,

13) المغالاة في الاهتمام بالنفس مأكلا ومشربا وملبسا ومسكنا ومركبا .



ثانيا : من أسباب ضعف الإيمان .

1. كثرة المعاصي
الإيمان يزيد وينقص, يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي و الزلات.

2. الابتعاد عن ا لقدوة الصالحة .

3. الابتعاد عن طلب العلم الشرعي .

4. وجود الإنسان المسلم في وسط يعج بالمعاصي .

5. الإغراق في الاشتغال بالدنيا .

يقول عليه الصلاة والسلام : ((تعس عبد الدينار وعبد الدرهم )) رواه البخاري

6. الانشغال بالمال والزوجة والأولاد ،
يقول الله –عز وجل- { واعلموا أ نما أموالكم وأولادكم فتنة } سورة الأنفال آية 28

7. طول الأمل :
قال الله تعالى : { ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون } .

8. الإفراط في الأكل والنوم والسهر والكلام والخلطة ، يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح :
(( لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب )) . رواه ابن ماجة وهو في صحيح الجامع 7435

9. الإنتقاص من العلماء و أهل الفضل و غيبتهم
وقال الحافظ ابن عساكر رحمه الله :( اعلم يا أخي -وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلني وإياك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته- أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب ).

10. الابتعاد عن الأجواء الإيمانية فترة طويلة وهذا مدعاة لضعف الإيمان في النفس يقول الله عز وجل :
{ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون } .



ثالثا : علاج ضعف الإيمان

(1) تدبير القرآن العظيم . قال الله _ عز وجل _ { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } .

(2) استشعار عظمة الله عز وجل، ومعرفة أسمائه وصفاته والتدبر فيها وعقل معانيها واستقرار هذا الشعور في القلب وسريانه إلى الجوارح لتنطق عن طريق العمل بما وعاه القلب فهو ملكها وسيدها وهي بمثابة جنوده وأتباعه فإذا صلح صلحت وإذا فسد فسدت .

(3) طلب العلم الشرعي : قال الله تعالى : { إنما يخشى الله من عباده العلماء }.

(4) لزوم حلق الذكر وهو يؤدي إلى زيادة الأيمان :
قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يقعدن قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده )) . رواه مسلم

(5) الاستكثار من الأعمال الصالحة وملء الوقت بها وهذا من أعظم أسباب العلاج .
وينبغي أن يراعي المسلم في مسألة الأعمال الصالحة أمورا منها :
أ. المسارعة إليها :
لقوله تعالى { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض } .
و قال الله تعالى :{ سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماوات والأرض }.
ب. الاستمرار عليها :
يقول الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، عن ربه في الحديث القدسي : (( وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه )) البخاري
ت. المداومة على الأعمال الصالحة :
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال ( أدومها وإن قل ) رواه البخاري
ث. الاجتهاد فيها :
قال تعالى : { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم }.

(6) تنويع العبادات :
أتى النبي ، صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه فقال له صلى الله عليه وسلم : (( أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ، أرحم اليتيم وامسح رأسه ، وأطعمه من طعامك ، يلين قلبك وتدرك حاجتك )) .رواه الطبراني وله شواهد

(7) الإكثار من ذكر الموت :
يقول الرسول ، صلى الله عليه وسلم (( أكثروا ذكر هادم اللذات يعني الموت )) رواه الترمذي وهو في صحيح الجامع 1210

(8) ومن الأمور التي تجدد الإيمان في القلب تذكر منازل الآخرة .

(9) التفاعل مع الآيات الكونية :
روى البخاري ومسلم وغيرهما (( أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه )

(10) ومن الأمور بالغة الأهمية في علاج ضعف الإيمان ذكر الله تعالى وهو جلاء القلوب وشفاؤها عند اعتلالها ، وهو روح الأعمال الصالحة وقد أمر الله به فقال : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكر كثيرا }.

(11) ومن الأمور التي تجدد الإيمان مناجاة الله والانكسار بين يديه عز وجل :
قال صلى الله عليه وسلم : (( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء )) .رواه مسلم

(12) قصر الأمل : فال تعالى { كأن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار } .

(13) التفكير في حقارة الدنيا : قال الله تعالى { وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور }

(14) تعظيم حرمات الله : يقول الله تعالى : { ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه } .

(15) الولاء والبراء أي موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين .

(16) محاسبة النفس يقول جل وعلا : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد } .

(17) وختاما ، فإن دعاء الله عز وجل من أقوى الأسباب التي ينبغي على العبد أن يبذلها كما قال النبي ، صلى الله عليه وسلم : (( إن لإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم ))

بتصرف من كتاب ظاهرة ضعف الإيمان
لفضيلة الشيخ /محمد المنجد






السلام عليكم ارجو انكم قد استفدتم والسلام عليكم كان معكم الاخ محمد حمدي من مصر
www.muslm1.15x.com (http://www.muslm1.15x.com)

rajaab
25-06-2005, 11:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

وردت عدة أسئلة واستفسارات تتضمن أن الإيمان هو "التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل"، وهو تعريف شرعي للإيمان، وأن هناك آيات كثيرة تدل على أن الإيمان يزيد، ومن ذلك قوله تعالى في سورة الأنفال: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون} فهل الإيمان يزيد؟ وهل ينقص كذلك؟ وما الرأي في اختلاف علماء الأمة في هذه المسألة؟ وهل الذي يزيد هو التصديق أم أثر التصديق من خشوع وتقوى وأعمال؟ وما هي دلالة الآيات التي وردت فيها زيادة الإيمان؟

الجواب: قد اختلف في مفهوم الإيمان فقيل هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان والإتيان بالطاعات، وقيل هو التصديق بالقلب وحده وقيل هو الإقرار وحده، فلما اختلف في صلة إقرار اللسان وعمل الجوارح بتصديق القلب، وما يدخل منها في تعريف الإيمان وما لا يدخل، تفرَّع عن ذلك مسألة زيادة الإيمان ونقصانه أو عدمهما.

فمن قال بدخول الأعمال في مفهوم الإيمان قال بزيادة الإيمان ونقصانه تبعا لكثرة الأعمال وقلتها، ومن أخرج الأعمال من مفهوم الإيمان قال: لا يزيد الإيمان ولا ينقص، لأن التصديق غير مقبول بالتشكيك، فلا محل للزيادة والنقصان.

ومن قال بزيادة الإيمان ونقصانه احتج بحجج عقلية ونقلية؛ أما الحجج العقلية فهي: أن إيمان آحاد الأمة ومنهم الفُسَّاق ليس مساوياً لإيمان الأنبياء والملائكة، وأن التصديق مراتب. فتصديق المقلد ليس كتصديق العارف بالدليل، ولا كتصديق المشاهد أو المستغرِق الذي لا يشاهد إلا الله تعالى. وأن التصديق القلبي يزيد وينقص بكثرة النظر ووضوح الأدلة وعدمها، ويزيد بالتجلي، وأن إيمان الصديقين لا تعتريه الشبه فهو أقوى من إيمان غيرهم.

أما الحجج النقلية: فمنها قوله تعالى في سورة الفتح: {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم}. وقوله في سورة الأنفال: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا}. وقوله في سورة المدثر: {ويزداد الذين آمنوا إيمانا}. وقوله في سورة التوبة:{فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا}، وبحديث أنه صلى الله عليه وسلم سئل: الإيمان يزيد وينقص؟ قال: "نعم، يزيد حتى يدخل صاحبه الجنة، وينقص حتى يدخل صاحبه النار" وبحديث "لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان هذه الأمة لرجح به".

وأن الآيات ذكرت الزيادة وكل ما يقبل الزيادة يقبل النقص، ويستثنى من ذلك الأنبياء لوجوب العصمة.

والزيادة في الإيمان تكون بسبب زيادة الطاعة، والنقص يكون بنقص الطاعة، والطاعة هي فعل المأمور به واجتناب المنهي عنه.

وهذه الآيات وإن جاءت مصرحة بزيادة الإيمان إلا أن المفسرين اختلفوا في تفسيرها، فمن ذهب إلى إثبات الزيادة والنقصان في التصديق فقد فسر الآيات كما يلي: قوله تعالى في سورة الأنفال {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا} أي تصديقاً، وقالوا إن "إيمان الساعة زيادة على إيمان أمس، فمن صدق ثانيا وثالثا فهو زيادة تصديق بالنسبة لما تقدم" وأن المقصود بالزيادة ليس قوة الدليل وإنما كثرة الدلائل.

ومن ذهب إلى عدم الزيادة والنقصان في التصديق فسَّر النصوصَ كما يلي: قوله تعالى في سورة الأنفال {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا} وقوله في سورة الفتح: {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} هذا وارد في حق الصحابة؛ لأن القرآن كان ينزل في كل وقت فيؤمنون به، فتصديقهم للثاني زيادة على الأول، أما في حقنا فقد انقطع الوحي، وما زاد بالإلف وكثرة التأمل وتناصر الحجج فثمرته لا أصله. وأن قوله: {زادتهم إيمانا} وقوله في آل عمران: {فزادهم إيمانا} فالمراد به المجموعُ المركب من التصديق والإقرار والعمل لا التصديق، وأما حديث "إن إيمان أبي بكر لو وزن مع إيمان أمتي لترجح إيمان أبي بكر" فكان ترجيحاً في الثواب لأنه سابق في الإيمان، وقالوا: لا يُنكر جواز إطلاق اسم الإيمان على هذه الأفعال {وما كان الله ليضيع إيمانكم} _أي صلاتكم، و"الإيمان بضع وسبعون باباً أوله شهادة أن لا إله إلا الله، وآخره إماطة الأذى عن الطريق" من جهة أنها دالة على التصديق بالجنان ظاهراً.

وذهب بعضهم إلى أن اختلاف أبي حنيفة مع باقي الأئمة صُوري لأن كون أعمال الجوارح لازمة لإيمان القلب، أو جزءاً من الإيمان مع الاتفاق على أن مرتكب الكبيرة لا يخرج عن الإيمان، لا يبقي للخلاف معنى. والقائلون بتكفير تارك الصلاة ضمُّوا إلى هذا الأصل أدلة أخرى، واتفقوا على أن الزانيَ والسارقَ وشاربَ الخمر والمُنتهِبَ لا يزول عنه اسم الإيمان بالكلية. وأن معنى قول أهل السنة: "الإيمان قول وعمل" أن الله تعالى أراد من العباد التصديق بالقلب والإقرار باللسان.

وقد أجمعوا على أنه لو صدق بقلبه وأقرّ بلسانه وامتنع عن العمل بجوارحه أنه عاصٍ لله ورسوله، مستحقٌ للوعيد، وقال بعض من لا يُدخل الأعمال في مسمى الإيمان إن إيمانه كإيمان الصحابة والأنبياء والملائكة لأن الإيمان شيء واحد.

وقد تناول القائلون بزيادة الإيمان ونقصانه إيمان الملائكة والأنبياء فقالوا: إيمان الأنبياء يزيد ولا ينقص، لأن الكامل يقبل الكمال فحسب، وأن زيادة إيمان النبي صلى الله عليه وسلم بعد المعراج لا تستلزم تفاوتاً في الإيمان، ونقلوا الإجماع على عدم جواز نقص إيمان الملائكة والأنبياء بنقص الطاعة. وفسروا قوله تعالى في سورة البقرة: {قال أو لم تؤمن قال بلى، ولكن ليطمئن قلبي} بأن معناه أو لم يكفك إيمانك؟ فأجاب آمنت، ولكن ليطمئن قلبي من قلقه لرؤية الكيفية.

والحقيقة أن الإيمان شرعاً هو "التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل" والمقصود بالتصديق الجازم هو انعقاد القلب على موافقة العقل، أي أصله التصديق الجازم من قِبَل الوجدان بشرط موافقة العقل. أما العمل فليس داخلاً في مسمى الإيمان، وإنما هو ثمرة الإيمان لا أصله وحقيقته، والإيمان بهذا المعنى الشرعي لا يقبل الزيادة ولا النقصان، لأن الجزم المانع من النقيض لا يقبل الزيادة والنقصان؛ فإما أن يكون جزما مانعاً من نقيضه أو لا يكون، فإذا تحقق الجزم فإنه لا يقبل زيادة ولا نقصاً. فالزيادة لا وجود لها ولا قيمة لها لحصول الجزم، والنقصان هو نزول بالجزم إلى مرتبة أحط، من الظن والشك، فيكون ذلك كفراً بالاتفاق.

أما ما أوردوه من أدلة عقلية ونقلية على زيادة الإيمان ونقصانه فإن الدليل العقلي عبارة عن البرهان الذي يستقل العقل في إيجاده إثباتاً للمسألة، وما أوردوه من أدلة عقلية لا يصلح دليلاً لإثبات المسألة، فإيمان الملائكة لا يبحث عقلاً لأن الملائكة فوق الحس، وأما فيما يتعلق بنسبة إيمان الأنبياء إلى إيمان آحاد الأمة، فإذا قُصِد بالإيمان التصديق القلبي والطاعات، فإنه ثبت شرعاً تفوُّق الأنبياء على من سواهم، وإذا قصد بالإيمان التصديق الجازم وحده، فإن القول بتفاوت الإيمانين ينبني على ثبوت مراتب للجزم، وما كان كذلك لا ينهض دليلاً على ثبوته لأنه متوقف على ثبوت غيره، وهاتان قضيتان مختلف فيهما، ثم إنه إذا كان التفاوت في الإيمانين يثبت عقلا، فكيف يمكن للعقل إثبات أن إيمان لوط وهارون عليهما السلام كان دون إيمان إبراهيم وموسى في لحظة اختيارهما للنبوة، هذا لا سبيل لإثباته، والبحث فيه عبث. وأما كثرة النظر ودرجة وضوح الأدلة فقد اختلف فيهما هل هما متعلقان بأصل الإيمان أم بثمراته، وتقرير أي من الأمرين لا بد من الرجوع فيه إلى الحس مباشرة حتى يصح اعتباره دليلاً عقلياً، وإلا كان الترجيح تحكماً من غير دليل.

وأما الأدلة النقلية فإن مسألة "الإيمان" من مسائل العقيدة والتي لا بد أن يكون دليلها قطعياً، لأن العقائد لا تؤخذ إلا عن يقين، والآيات المذكورة ليست قطعية في دلالتها على زيادة الإيمان الذي هو بمعنى التصديق القلبي فضلا عن نقصانه، وقد اختلف العلماء في تفسيرها ولم يدّع فريق منهم أن تفسير غيره مخالف للدليل القطعي، ولم يكفر بعضهم بعضا، وإنما رجح كل فريق تفسيره بوجه من وجوه الترجيح، ولو كانت الآيات قطعية الدلالة لكانت حجة قائمة بألفاظها وتراكيبها من غير حاجة إلى قرينة تعين المعنى المراد منها.

وأما الأحاديث فإنه لم يصح حديث في زيادة الإيمان ونقصانه لا مرفوعاً ولا موقوفاً، ولم تعرف المسألة زمن الصحابة، وأما رواية: "لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الناس لرجح إيمان أبي بكر" فإنها ليست نصاً في محل النزاع، وقد فُسِّر بترجيح الثواب لأنه سابق في الإيمان، ثم إنه من المحال أن يراد بالإيمان هنا التصديق، فإن في الناس ألوفاً من الصحابة، وفيهم العشرة المبشرون بالجنة، وفيهم من نزل فيه خبر القرآن برضى الله عنه، والشهداء والصالحون إلى يوم القيامة، وتفسيره بالمعنى الذي ذهبوا إليه لا يبقي للأمة فضلاً ولا إيماناً. ثم إن هذا الخبر لم يصح مرفوعاً، وإنما هو من قول عمر، والرفع فيه غير متعين، ولفظه عن عمر في الشُّعب للبيهقي: "لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم" ولو صحت هذه الأخبار لما كانت حجة، لأن المسألة اعتقادية، والاعتقاد لا يثبت بالظن.

والاحتجاج بأن الآيات ذكرت الزيادة وكل ما يقبل الزيادة يقبل النقص، غير أن إيمان الأنبياء يقبل الزيادة في الإيمان بزيادة الطاعة ولا ينقص بنقصها لوجوب العصمة، وأنه لا يجوز على الأنبياء والملائكة أن ينقص إيمانهم بنقص الطاعة إجماعا، كلام غير مستقيم، لأنه إذا سُلِّم بأن كل ما يقبل الزيادة يقبل النقص وأن إيمان الأنبياء يقبل الزيادة فاستثناء قبول إيمان الأنبياء للنقص بنقص الطاعة تحكُّم، خاصةً أن دليل الاستثناء غير منطبق. فنقص الطاعة لا يقدح في العصمة، لأن الطاعة أعم من القيام بالواجبات واجتناب المحرمات، إذ الطاعة هي فعل المأمور به واجتناب المنهي عنه، وقد دلت الآيات على تفاوت درجات الأنبياء في الطاعة، ودليل العصمة عقلي وليس نقلياً، وعصمة الأنبياء مخصوصة بالتبليغ، والإجماع على استثناء الأنبياء من النقص هو بحد ذاته دليل على خطأ القول بزيادة الإيمان ونقصه، لأن الزيادة والنقص في الإيمان إذا كان ممكناً فهو ممكن على كل بشر. وعدم الاطراد أداهم إلى التعليل والتأويل، أما التعليل فإنهم قالوا بأن إيمان الأنبياء يزيد ولا ينقص لأن الكامل ما يقبل الكمال فحسب، وهذا مردود لأن الكمال المطلق هو الذي لا يقبل الزيادة ولا النقصان، وأما الكمال النسبي فيقبل الزيادة كما يقبل النقصان، وكمال الأنبياء كمال بالنسبة إلى من هم دونهم، وليس كمالاً مطلقاً يخرجهم عن بشريتهم، أما التأويل فإنهم وجدوا بأن الأنبياء يحصل لهم تجلٍ عظيمٍ في بعض الأحيان كما كان في ليلة معراج النبي صلى الله عليه وسلم، وسلّموا بأن الإيمان بعده ليس بمنزلته قبله، لكنهم قالوا بأن هذا لا يستلزم تفاوتا في إيمانهم، وهذا عجيب، لأنه إذا كان ما بعد المعراج غير الذي قبله فهو التفاوت بعينه، إذ هما شيئان ليسا بمنزلة واحدة، وما دام لم يصح في استثناء الأنبياء دليل فإنه يلزمهم إدراج إيمان الأنبياء تحت مدلول الآيات التي فسرت بزيادة الإيمان ونقصه لأن النبي صلى الله عليه وسلم داخل تحت الخطاب، ولا مناص لهم من هذا إلا بالتأويل أو العدول إلى تفسير آخر.

وبناء على ذلك كلِّه فإن الاختلافَ في زيادة الإيمان ونقصانه مبنيٌ على تعريف الإيمان، والاختلاف في تعريف الإيمان آتٍ من إدخال العمل في مسمى الإيمان، وردُّ هذا إلى أن بعض العلماء اعتمدوا في تعريفهم له على واقع الإيمان المطلوب شرعا، فقالوا بأنه تصديق بالقلب، واعتبروا الأعمالَ أثراً لهذا التصديق، والآخرون اعتمدوا على ما جاء من نصوص _آيات وأحاديث_ تعرضت للإيمان ووصفته بالزيادة والنقصان، حيث اعتبروا الأعمال داخلة في تعريف الإيمان. فقال الأولون: بأن التصديق الجازم لا يجوز أن يدخله الشك أو الخلل فيكون كفرا، لذلك فإن الزيادة والنقصان تدخلان على أثر الإيمان وهو الأعمال، وقال الآخرون: إن الزيادة والنقصان تدخلان على الجزء الثاني من تعريف الإيمان وهو العمل. لذلك نجد أن الاتفاق موجود عندهم على حكم الإيمان، والخلل فيه كفر، ومتفقون على أحكام الأعمال بالتأثيم وليس التكفير ما عدا خلافهم على حكم تارك الصلاة لاستثنائها بنصوص نطقت بتكفير تاركها، فأخذ بعضهم كالإمام أحمد بظاهر النصوص، وأوَّلَ الآخرون هذه النصوص كبقية الأئمة لإلحاق الصلاة بالأعمال لأن واقعها كذلك.

وعليه فإن زيادة الإيمان التي وردت في بعض آيات القرآن الكريم تعني قوة الصلة بالله، ونقص الإيمان معناه ضعف الصلة بالله، وليس نقص التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل، لأن نقص التصديق الجازم معناه دخول الشك والريب، وهذا كفر، فمعنى {زادتهم إيمانا} {ليزدادوا إيمانا} قويت صلتهم بالله، بتذكرهم أن الله كافيهم وهو القادر والناصر والنافع والضار ولا يصيبهم إلا ما كتب الله لهم، فالإخبار عن الزيادة إخبارٌ عن ازدياد صلتهم بالله مع وجود إيمانهم، وذلك بتذكرهم بأن لله جنود السماوات والأرض، وثقتهم بأن الله ناصرهم، وهذه الصلة تقوى بذكر الله وقراءة القرآن والاستماع إليه، ويلزم لتقوية الصلة بلورة المفاهيم المنبثقة عن العقيدة بتصور وقائع هذه الأفكار وفهم معانيها، وتقوية التصديق بها عن طريق مطابقتها للواقع والتعمق في أدلتها، والإيمان يضعف بانشغال ذهن الإنسان ووقته بالدنيا وانصرافه إلى ملذاتها.