المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الامام العادل خامـس الخـلفاء الراشــديـن السيره كامله إقراء واستمع



ابو خالد
25-06-2005, 06:54 PM
http://becker.jeeran.com/besm1.gif

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اليوم اخوتى فى الله نلقى نظره ونستمع على سيرة الامام العادل خامس الخلفاء الراشدين

اشج بنى اميه

استمع للماده من الشيخ احمد فريد بالضغط على ادناه


عمر بن عبد العزيز (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=4926)


مغير مجرى التاريخ
إن في أعماق التاريخ أمثلة نادرة ذات أثر بالغ في الحياة ، لا يطويها الزمان ، ولا ينساها إنسان ، وإن تخليد سيرة الرجالات العظام المشتملة على المقدرة و التفوق، والخبرة و الكفاءة المتميزة ، والنزاهة و الاستقامة ، والتأثير في جوانب الحياة المتعددة واجب كل مخلص منصف غيور.


ومن أروع هذه الأمثلة سيرة أبي حفص عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الذي أجمعت القلوب على محبته ، والنفوس على صفائه و عدله و استقامته ، وصلاحه و إصلاحه أمور الناس ، وسطر له التاريخ الإسلامي بأحرف من نور سيرة تفوح بالأريج المعطار في كل نواحي الحياة الخاصة و العامة ، فكان بحق كما أجمع المؤرخون خامس الخلفاء الراشدين ، و إمام الصالحين العادلين . . .


ذاعت أخباره ! وخلدت غرة التاريخ اسمه، وأترعت الكتب بحكاياته العجيبة ، وقصصه النادرة ؛ لأنه حول مجرى الحياة و التاريخ ، وأحدث انقلاباً في مفاهيم الناس و تصوراتهم و سلوكهم ، وصحح أخطاءهم في ضوء الإسلام و هديه بالدعوة السامية إلى الله تعالى ودينه ، وبالأخلاق الإسلامية ، و بالسياسة و الحكم السديد و إصلاح ميزان الاقتصاد وشؤون الإدارة و المال ، فجعل طريق الحكم على النمط الراشدي بالشورى و نشر العدل والتزام المساواة ، وأصلح شؤون المال و الأرضيين على وفق المنهج الإسلامي


الفصل الثاني
نسبه -رضي الله عنه -
للنسب و السلالة الأصيلة تأثير كبير في تكوين الرجال ، وأصالة النسب تنتج آثارها الناضجة الطيبة إذا استقامت على أمر الإسلام ونهجه ، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه جد عمر بن عبد العزيز لأمه رضي الله عنهم ، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الذي زوج ابنه عاصما من الفتاة الهلالية التي أبت غش اللبن في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقد ورث عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عن جده ابن الخطاب كثيراً من شمائله من إيثار الحق ومناصرة العدل ، والعفة و الورع و التقوى والجرأة في الحق .


وأبوه هو عبد العزيز بن مروان رضي الله عنه والي مصر المتوفى في جمادى الأولى سنة 86 هـ و عمه الخليفة عبد الملك بن مروان رضي الله عنه أحد كبار فقهاء المدينة المتوفى في شوال سنة 86 هـ ، وجده من أبيه مروان بن الحكم رضي الله عنه (64 - 65هـ ) شيخ بني أمية وقريب عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.


وعمر بن عبد العزيز من أبناء عمومة الصحابي الجليل كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ( 41 - 60 هـ ) مؤسس الدولة الأموية و جدته أم أمه فتاة من بني هلال التي أبت غش اللبن في عهد عمر بن الخطاب ؛ لأن الله يراها ، وهي زوجة عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم ، وابنتها أم عاصم زوجة عبد العزيز بن مروان و أم عمر بن عبد العزيز هي أم عاصم رضي الله عنهم .
فعمر بن عبد العزيز قبل استخلافه أمير و ابن أمير ، ومن سلالة الأتقياء الطاهرين ، فصار الدم الطاهر الكريم و الجوهر النقي الأصل الطيب متمثلاً كله في عمر
( ذرية بعضها من بعض ، والله سميع عليم )

وترجمته رضي الله عنه هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو حفص القرشي الأموي أمير المؤمنين


مولده _ رضي الله عنه _
رأى رجل في المنام ليلة ولد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أو ليلة ولي الخلافة أن مناديا بين السماء و الأرض ينادي : أتاكم اللين والدين و إظهار العمل الصالح في المصلين فنزل فكتب في الأرض ع.م.ر
ولد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه 63 هـ ، وهي السنة التي ماتت فيها ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ويقال : كان مولده في سنة 61 هـ ، وهي السنة التي قتل فيها الحسين بن علي رضي الله عنه بمصر ، وقيل سنة 63 هـ وقيل سنة 59 هـ ، فالله أعلم ولد عمر بحلوان ، قرية في مصر ، و أبوه عبد العزيز بن مروان أمير عليها ، وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ، وكان بوجه عمر شجه ، ضربته دابة في جبهته - وهو غلام - فجعل أبوه يمسح الدم عنه ويقول : إن كنت أشج بني أمية إنك لسعيد ، أخرجه بن عساكر .وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : من ولدي رجل بوجهه شجة يملأ الأرض عدلا ، فصدق ظن أبيه فيه ، فكان هو عمر بن عبد العزيزرضي الله عنه


تربيته - رضي الله عنه -
منذ نعومة أظفار عمر حرص والده عبد العزيز رضي الله عنهعلى أن ينشأ ولده على الصلاح والاستقامة فأختار له البيئة الخصبة التي سيترعرع فيها فكانت هي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يعيش بعض من بقي من الصحابة رضي الله عنهم.


عندما أراد عبد العزيز بن الحكم إخراج ابنه عمررضي الله عنه معه إلى مصر من الشام وهو حديث السن طلب عمر منه أن يرسله إلى المدينة رغبة في العلم والأدب ، فأرسله أبوه إلى المدينة ومعه الخدام ، فقعد مع مشايخ قريش و فقهائها فتأدب بآدابهم ، وتجنب شبابهم ومازال ذلك دأبه حتى أشتهر ذكره وذاع صيته


كان عمر تابعياً جليلاً حيث قال فيه أحمد بن حنبل رضي الله عنه :
( لا أدرى قول أحد من التابعين حجة إلا قول عمر بن عبد العزيز )

بكى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وهو غلام صغير فبلغ ذلك أمه فأرسلت إليه وسألته عن ما يبكيه فقال ذكرت الموت ، فبكت أمه ، هذه هي بوادر التقوى والخوف من الله عند عمر ، ثم إن عمر قد جمع القرآن الكريم وهو صغير ، وكان صالح بن كيسان رضي الله عنه يؤدبه حيث قال عنه : ما خبرت أحدا الله أعظم في صدر من هذا الغلام وحدث أن عمر قد تأخر عن صلاة الجماعة يوماً ، فقال له صالح بن كيسان : ما شغلك ؟ فقال : كانت مرجلتي تسكن شعري ، فقال له : قدمت ذلك على الصلاة ؟ فكتب إلى أبيه وهو والي على مصر يعلمه بذلك ، فبعث أبوه إليه رسولاً فلم يكلمه حتى حلق رأسه


وكان قبل الخلافة على قدم الصلاح أيضا ، إلا أنه كان يبالغ في التنعم ، فكان الذين يعيبونه من حساده لا يعيبونه إلا في الإفراط في التنعم والاختيال في المشية ولكن هذا تغير عند توليه ولاية المدينة ثم ظهر ذلك جليا عند توليه أمانة الخلافة على بلاد المسلمين .


زواجه
مات والد عمر بن عبد العزيز فأخذه عمه أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان وجعله كمنزلة أبنائه حتى زوجه بابنته فاطمة التي قال فيها الشاعر :
بنت الخليفة والخليفة جدها أخت الخلائف والخليفة زوجها
حيث لا يعرف امرأةٌ بهذه الصفة إلى يومنا هذا سواها ، ولفاطمة ابنة عبد الملك مواقف رائعة مع زوجها عمر بن عبد العزيز فهي مثال للمرأة المسلمة والزوجة الصالحة
وقدوة مضيئة لمن أراد أن يقتدي بسيدة فاضلة


الفصل الثالث
توليه إمرة المدينة المنورة
توفي عم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عبد الملك بن مروان رضي الله عنه فحزن عمر حزنا شديداً عليه لأنه كان له بمنزلة الأب و اليد الحانية التي غمرته بالمحبة و السرور ، فتولى الوليد بن عبد الملك رضي الله عنه الخلافة و كانت دار الخلافة آن ذاك بدمشق ، فعامل الوليد عمر بن عبد العزيز بما كان أبوه يعامله به وولاه إمرة المدينة و مكة و الطائف من سنة 86 هـ إلى سنة 93 هـ ، فأقام عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه للناس الحج سنة 89 هـ و 90 هـ ، وفي فترة ولايته بنى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ووسعه بأمر من الوليد ، فدخل فيه قبر النبي صلى الله عليه وسلموقد كان في هذه المدة من أحسن الناس معاشرة ، كان إذا وقع أمر مشكل جمع فقهاء المدينة ، وقد عين عشرةً منهم رضي الله عنهم ، ولا يقطع أمراً بدونهم ، وكان لا يخرج عن قول سعيد بن المسيب رضي الله عنه ، وقد كان سعيد لا يأتي أحداً من الخلفاء ، وكان يأتي على عمر بن عبد العزيز وهو بالمدينة ، وقد قال الصحابي الجليل خادم صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك رضي الله عنه: ما صليت وراء إمام أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى - يعني عمر بن عبد العزيز - قالوا : كان يتم السجود ويخفف القيام و القعود


وقد أثنى عليه من عاصره في المدينة من علماء و تابعين و فقهاء و غيرهم لما لمسو في عمر من إخلاص وتفاني لخدمة دين الله وحمل لأمانة الولاية على أتم وجه قال أحد الناس : رأيته في المدينة وهو أحسن الناس لباساً ومن أطيب الناس ريحاً ومن أخيل الناس مشيته ، ثم رأيته بعد ذلك يمشي مشية الرهبان


وقال الإمام مالك رضي الله عنه : لما عزل عمر بن عبد العزيز عن المدينة - يعني سنة 93 هـ - وخرج منها ألتفت إليها و بكى ، وقال لمولاه مزاحم : نخشى ممن نكون ممن نفت المدينة - يعني أن المدينة تنفث خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد - فنزل بمكان قريب منها يقال له السويداء،ثم قدم دمشق على بني عمه


بوادر توليه أمانة الخلافة
مات الوليد بن عبد الملك سنة 96 هـ ، وبويع بالخلافة لسليمان رضي الله عنه ، وتولى عمر بن عبد العزيز بنفسه أخذ البيعة لسليمان ، فضم سليمان إليه عمر مستشاراً ينصحه ويشير عليه ، و ولاه على المدينة مرةً ثانية ، وكانت تجارب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في ولاية المدينة ، وقربه من الخلفاء ، ناصحاً أو مستشاراً ، مفيدة في مراقبة الأوضاع عن كثب ، وفي الإعداد للخلافة ، وقيامة بعد استخلافه بحركته الإصلاحية الكبرى في جميع البلاد الإسلامية .


وكان لعمر مع سليمان مواقف نصح و ارشاد و تذكير بشدة الحساب يوم القيامة و في نفس الوقت كان سليمان يقدر عمر ويحرص على ملازمته له أشد الملازمة ، إلا أن هذا التقدير لم يصل إلا حد التفكير بأن يعهد لخلافته من بعده ، وإنما كان تفكيره في توليه أحد أولاده ، لولا اقتراح رجاء بن حيوة الذي كان وزير صدق للأمويين


خلافة عمر بن عبد العزيز
في عام 99 هـ مرض سليمان بن عبد الملك فكتب الخلافة لبعض بنيه وهو غلام صغير ، فقال له رجاء بن حيوة : ما تصنع يا أمير المؤمنين ! إنما يحفظ الخليفة في قبرة أن يستخلف على المسلمين الرجل الصالح ، فاستخار سليمان الله ، ثم دعا رجاء بن حيوة فقال له : ماذا ترى في داوود بن سليمان ؟ فقال : هو غائب عنك في القسطنطينية و أنت لا تدري أحي هو أو ميت ! فقال له سليمان : فمن ترى ؟ قال : رأيك يا أمير المؤمنين - وهو يريد أن ينظر من يذكر - . فقال سليمان : كيف ترى عمر بن عبد العزيز ؟ قال : أعلمه و الله خيراً فاضلاً مسلماً ، فقال سليمان : هو و الله على ذلك ، والله لئن وليته ولم أول أحدا سواه لتكونن فتنة ، فكتب :

(( بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتابٌ من عبد الله سليمان بن عبد الملك لعمر بن عبد العزيز ، إني قد وليتك الخلافة من بعدي ، ومن بعده يزيد بن عبد الملك ، فاسمعوا له وأطيعوا ، و اتقوا الله ولا تختلفوا فيُطمع فيكم )) فدخلوا على سليمان و سمعوه وبايعوه رجلاً رجلاً ثم خرج بالكتاب مختوماً في يد رجاء بن حيوة


قال رجاء : فلما تفرقوا جاءني عمر بن عبد العزيز فقال : أخشى أن يكون هذا أسند إلي شيئاً من هذا الأمر ، فأنشدك الله وحرمتي و مودتي إلا أعلمتني إن كان ذلك حتى استعفيه الآن قبل أن تأتي حال لا أقدر فيها على ما أقدر عليه ! قال رجاء : لا و الله ما أنا بمخبرك حرفاً ؛ قال : فذهب عمر غضبان خرج رجاء بن حيوة بعد أن قبض الله سليمان ونادى كعب بن جابر العبسي صاحب شرطته وجمع أهل بيت سليمان في مسجد دابق فاجتمعوا ، فقال : بايعوا ، فقالوا : قد بايعنا مرة ، قال : وأخرى هذا عهد أمير المؤمنين فبايعوا ، فلما أحكم رجاء بن حيوة الأمر قال : قوموا إلى صاحبكم فقد مات ، قالوا : إنا لله و إنا إليه راجعون ، و قرأ الكتاب عليهم تغيرت وجوه بني مروان ، ونهض الناس إلى عمر بن عبد العزيز وهو في مؤخر المسجد، ولم تحمله رجلاه فأصعدوه على المنبر ، فسكت حيناً ، فقال رجاء بن حيوة : ألا تقوموا إلى أمير المؤمنين فتبايعوه ، فنهض القوم فبايعوه فخطب الناس خطبةً بليغة


فحمد الله و أثنى عليه ثم قال :
(( أيها الناس إنه لا كتاب بعد القرآن ، ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ، ألا و أني لست بفارضٍ و لكني منفذ ، و لست بمبتدع ، ولكني متبع ، ولست بخير من أحدكم ، ولكني أثقلكم حملاً ، وإن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بظالم ، ألا لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق ))


ثم نزل ، فأخذوا في جهاز سليمان فصلى عمر بن عبد العزيز عليه ودفن بدابق ، ثم أتي بمراكب الخلافة وهي تنشر في الأرض رجة فقال : ما هذا ؟ فقيل : مراكب الخلافة يا أمير المؤمنين قربت إليك لتركبها ! فقال : ما لي ولها ، نحوها عني قربوا إلى بغلتي ، فقربت إليه بغلته فركبها وانصرف مع الناس ثم مالوا به إلى دار الخلافة فأبى النزول بها قائلاً : لا أنزل إلا في منزلي ، وهكذا نجد أن مخايل الورع و الدين و التقشف و الصيانة و النزاهة ، من أول حركة بدت منه،حيث أعرض عن ركوب مراكب الخلافة ، وهي الخيول الحسان و الجياد المعدة لها وسكن منزله رغبةً عن منزل الخلافة
يتبع بفضل الله

ابو خالد
25-06-2005, 06:59 PM
إصلاحاته - رضي الله عنه -
صارت بلاد المسلمين تحت خلافة عمر بن عبد العزيز ، ورأى عمر أن ما آل إليه هو تكليف عظيم من الله وليس بتشريف ، فباع الدنيا برضا الله وسار في الناس سيرة الراعي الصالح والخليفة العادل فبدأ بنفسه وأهل بيته فصادر ما في حوزتهم وضمه لبيت المال باعتباره مالاً للمسلمين و ولى الولايات لمن رأى فيهم الصلاح والخير و رد المظالم لأصحابها، فكان يسعد بسعادة الرعية وهذا ما وضعه نصب عينية .


قال عمر بن عبد العزيز : إن لي نفساً تواقة ، لقد رأيتني وأنا بالمدينة غلام من الغلمان ، ثم تاقت نفسي إلى العلم ، إلى العربية و الشعر ، فأصبت منه حاجتي، وما كنت أريد ، ثم تاقت نفسي في السلطان ، فاستعملت على المدينة .


ثم تاقت وأنا في السلطان ، إلى اللبس و العيش و الطيب ، فما علمت أن أحداً من أهل بيتي ، ولا غيرهم ، كان مثل ما كنت فيه .


ثم تاقت نفي إلى الآخرة والعمل بالعدل ، فأنا أرجو ما تاقت إليه نفسي من أمر آخرتي ، فلست بالذي أهلك آخرتي بدنياهم


قالت فاطمة زوجة عمر بن عبد العزيز : دخلت يوماً عليه وهو جالس في مصلاه واضعً خده على يده ودموعه تسيل على خديه ، فقلت : مالك ؟ فقال : ويحك يا فاطمة ، قد وليت من هذه الأمة ما وليت ، فتفكرت في الفقير الجائع ، والمريض الضائع ، والعاري المجهود ، و اليتيم المكسور ، والأرملة الوحيدة و المظلوم المقهور ، والغريب و الأسير ، والشيخ الكبير ، وذي العيال الكثير والمال القليل ، وأشباههم في أقطار الأرض و أطراف البلاد ، فعلمت أن ربي عز وجل سيسألني عنهم يوم القيامة ، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم فخشيت أن لا يثبت لي حجة عند خصومته فرحمت نفسي فبكيت وأصلح كثيراً من الأرض الزراعية ، وحفر الآبار ، وعمر الطرق ، وأعد الخزانات لأبناء السبيل ، و أقام المساجد ولكنه لم يعتن بزخرفتها و هندستها، أما الأرض المغتصبة والتي لا سجل لها فقد أعلن عمر عودتها إلى بيت مال المسلمين . فقد تمكن بإصلاحاته التي عمل بها طول مدة خلافته أن يقضي على الفقر و الحاجة ، ولم يعد لهما وجود ، ولم يبق من يأخذ من أموال الزكاة


وفاته و نهايته - رضي الله عنه -
قيل لعمر بن عبد العزيزرضي الله عنه ، لو أتيت المدينة فإن مت دفنت في موضع القبر الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : والله لأن يعذبني الله بكل عذاب إلا النار أحب إلي من أن يعلم الله مني أني أراني لذلك الموضع أهلاً ، قيل أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه توفي بالسم ، حيث سقاه بنو أمية لأنه شدد عليهم و انتزع من أيديهم كثيراً مما اغتصبوه وكان قد أهمل التحرز فسقوه السم ، فقيل له ألا تتداوى ؟ فقال : قد علمت الساعة التي سقيت فيها ، ولو كان شفائي أن أمسح شحمت أذني أو أوتي بطيب فأرفعه إلى أنفي ما فعلت ، ولما أحتضر عمر بن عبد العزيز قال : أخرجوا عني ، فقعدوا له على الباب فسمعوه يقول : مرحباً بهذه الوجوه ليست بوجوه إنس ولا جان ، ثم قال تلك الدار الآخرة ثم هدأ الصوت ، فدخلوا فوجدوه قد قبض ، رضي الله عنه وجاء نعيه إلى سيد التابعين الحسن البصري رضي الله عنه فقال : مات خير الناس


ودخل أحدهم على عمر يعوده فإذا عليه قميص وسخ فقيل لفاطمة بنت عبد الملك زوج عمر بن عبد العزيز ،اغسلي قميص أمير المؤمنين ،قالت : نفعل إن شاء الله ، ثم عاد فإذا القميص على حاله فقال : يا فاطمة ألم آمركم أن تغسلوا قميص أمير المؤمنين ؟ فإن الناس يعودونه ، فقالت : والله ما له قميصٌ غيره


توفي عمر بن عبد العزيز بدير سمعان من أرض حمص بسوريا حالياً يوم الجمعة وله 39 سنة ، وكانت خلافته سنتين و خمسة أشهر وخمسة و أياماً ، و عندما دفن وسوي بالتراب عليه إذ سقط رق من السماء مكتوبٌ فيه : بسم الله الرحمن الرحيم: أمان من الله لعمر بن عبد العزيز من النار


قال أحدهم : رأيت الذئاب ترعى مع الغنم في البادية في خلافة عمر بن عبد العزيز ، فقلت : سبحان الله ذئب في غنم لا يضرها ! فقال الراعي : إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس ، وقال مالك بن دينار : لما ولي عمر بن عبد العزيز قالت رعاء الشاء : من هذا الصالح الذي قام على الناس خليفة ؟ عدله كف الذئاب عن شائناً ودخل رجل على ملك الروم فرآه حزيناً فقال : ما شأن الملك ؟فقال : وما تدري ما حدث ؟ قال : ما حدث ؟ قال : مات الرجل الصالح ، قال من ، قال : عمر بن عبد العزيز ، ثم قال ملك الروم : لأحسب أنه لو كان أحد يحييى الموتى بعد عيسى بن مريم ، لأحياهم عمر بن عبد العزيز ، ثم قال : إني لست أعجب من الراهب أن أغلق بابه ورفض الدنيا ، وترهب وتعبد ، ولكن أعجب ممن كانت الدنيا تحت قدميه فرفضها وترهب وهكذا كان عمر رضوان الله عليه نجيب الأمة ، ومجدد دينها ، ومصلح زمانها على رأس المائة الأول من الهجرة، كما ألمح النبي و انطبق عليه في قوله : إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ( وهو أيضا من التابعين وخير القرون القرن الثاني بعد النبي ومن فقهاء التابعين رحم الله عمر بن عبد العزيز و جزاه عن الإسلام والمسلمين خير جزاء أنه نعم المولى و نعم المجيب)
يتبع بفضل الله

ابو خالد
25-06-2005, 07:08 PM
من خطب سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله
التذكير بالموت

أيها الناس انكم لم تخلقوا عبثا, ولم تتركوا سدى, وانكم لكم معاد ينزل الله تبارك وتعالىللحكم فيه والفصل بينكم, فخاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء, وحرم الجنة التي عرضها السموات والأرض, ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين, وسيخلفها بعدكم الباقون, حتى ترد الى خير الوارثين, في كل يوم تشيّعون غاديا الى الله ورائحا قد قضى نحبه, وانقضى أجله, ثم تغيّبونه في صدع من الأرض غير موسّد ولا ممهد, قد فارق الأحباب, وخلع الأسلاب, وواجه الحساب, وسكن التراب, مرتهنا بعمله, غنيّا عمّا ترك, فقيرا الى ما قدّم. وايم الله اني لأقول لكم هذه المقالة, وما أعلم عند أحد منكم من الذموب أكثر مما أعلم عندي, فأستغفر الله وأتوب اليه, وما أحد منكم تبلغني حاجته الا حرصت أن أسد من حاجته ما قدرت عليه, وما أحد لا يسعه ما عندي الا وددت أنه بدئ بي وبلحمتي الذين يلونني حتى يستوي عيشنا وعيشكم. وايم الله لو أردت غير هذا من رخاء أو غضارة عيش لكان اللسان مني ذلولا, ولكنه مضى من الله كتاب ناطق أمرني فيه بطاعته, ونهاني فيه عن معصيته.


يا أيها الناس! انّ امرءا أصبح ليس بينه وبين آدم أب حي لمعرق له في الموت.


أيها الناس! ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين, وفي بيوت الميتين, وفي دور الظاعنين, جيرانا كانوا معكم بالأمس, أصبحوا في دور خامدين, بين آمن روحه الى يوم القيامة, وبين معذب روحه الى يوم القيامة, ثم تحملونه على أعناقكم, ثم تضعونه في بطن من الأرض, بعد غضارة من العيش وتلذذ في الدنيا, فانا لله وانا اليه راجعون, أم والله لو أردت غير هذا من الكلام لكان اللسان به مني منبسطا, ولكنت بأسبابه عارفا

_______________

الخاتمة
إن عمر بن عبد العزيز أعاد الثقة للأمة بأنها تستطيع أن تعود لمنبعها الصافي متى أرادت ذلك ، فرغم الفوضى و الفساد والأخطار و الذي كانت تهدد بلاد الإسلام - وما أشبه الليلة بالبارحة - إلا أن بريق الأمل وشعاعه أقوى من كل ذلك فتى ظهر معدن الإخلاص جليا حباً لله ورسوله ولهذا الدين العظيم الذي أكرم الله به الإنسانية . . .
كذلك فإن سيرة عمر مثال راق من تاريخنا المجيد فتفانيه و زهده و تقواه وخوفه يزرع في النفس السكينة و يحسسنا بروعة هذا الدين و أهله . . .
ولا أبلغ من كلام أحمد بن حنبل حينما قال :
(( إذا رأيت الرجل يحب عمر ويذكر محاسنه وينشرها فأعلم أن من وراء ذلك خيراً إن شاء الله )) وهذه دعوة للجميع . . . لغرس شمائل هذه الشخصية و تقديمها للمجتمع بصورتها البراقة الناصعة دون ما زيف أو تضليل و تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية منها و ذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة و الفعالة في هذا العصر .
ونخرج من بحثنا بأن ما قام به عمر بن عبد العزيز يعود إن أخلص المرء في نيته و سار على نهج سيرته العطرة مهما تغير الزمن و تبدلت أحوال الأمة.
رحم الله عمر بن عبد العزيز وجزاه عن الإسلام كل خير و أسكنه فسيح جناته
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
واتمنى لكم الفائده وصالح الاعمال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
___________

المصادر

ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، مراجعة و تصحيح د.محمد يوسف الدقاق ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1995م ، الطبعة الثانية.

3ابن الجوزي ، سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز الخليفة الزاهد ، شرح و تعليق الاستاذ نعيم زرزور ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1984م ، الطبعة الأولى .

الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1994 م الطبعة العاشرة .

د.وهبة الزحيلي ، الخليفة الراشد العادل عمر بن عبد العزيز ، دار قتيبة ، بيروت ، 1998م ، الطبعة الثالثة .

السيوطي ، تاريخ الخلفاء ، نقحة و علق عليه محمود رياض الحلبي ، دار المعرفة ، بيروت ، 1996م ، الطبعة الثانية .

الطبري ، تاريخ الأمم و الملوك ،دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1991م ، الطبعة الثالثة .
ابن كثير ، البداية و النهاية ، تحقيق أحمد عبد الوهاب فتيح ، دار الحديث ، القاهرة ، 1992م ، الطبعة الأولى . محمود شاكر ، التاريخ الإسلامي ، ، المكتب الإسلامي ، بيروت ، 1991م، الطبعة السابعة

الشيخ ماجد
25-06-2005, 07:30 PM
بارك الله فيك اخي ابو خالد . نورت المنتدى بموضوعك الجميل .
ورحم الله الخليفة عمر بن عبد العزيز . واسأل الله تعالى ان يجعل خلافاء من امثاله
والسلام

soe_lover
25-06-2005, 11:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك يا أخى الكريم

(أبو خالد )

على هذا الموضوع الجميل و جعله الله بإذنه فى ميزان حسانتك الى يوم الدين و وفقك الله دائما فيما يحب و يرضى .

أخوك
Soe_Lover

ReD_EyeS
26-06-2005, 12:15 AM
طيب الله أنفاسك ابو خالد على هذه السيرة العطرة من التابعي الجليل عمر بن عبدالعزيز
عمر بن عبدالعزيز فخر بني امية و خيرة ابنائها .

لكن عندي تحفظات قليلة على مقالكم اخي ابو خالد
عمر بن عبدالعزيز على العين و الراس لكن تسميته بخامس الخلفاء فيها نظر
و لإن كان لابد من الخلفاء خامساً فمعاوية رضي الله عنه أولى منه بذلك فمعاوية كاتب الوحي
و صحابي جليل لم تجتمع الامة المحمدية بعد تشرذمها لأحزاب الا على معاوية بعد ان كادت تهلك
بسبب الفتنة و مقتل الخليفة الثالث و الرابع .

ابو خالد
26-06-2005, 07:06 AM
بارك الله فيك اخي ابو خالد . نورت المنتدى بموضوعك الجميل .
ورحم الله الخليفة عمر بن عبد العزيز . واسأل الله تعالى ان يجعل خلافاء من امثاله
والسلام

السلام عليكم
بارك الله فيك ولك اخى الكريم
واشكر لك مرورك الطيب العطر
لك السلام والتحيه

ابو خالد
26-06-2005, 07:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك يا أخى الكريم

(أبو خالد )

على هذا الموضوع الجميل و جعله الله بإذنه فى ميزان حسانتك الى يوم الدين و وفقك الله دائما فيما يحب و يرضى .

أخوك
Soe_Lover



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بك اخى ومرحبا
جزاك الله خيرا وبارك لك وفيك طيب مرورك العطر
وتقبل تحيتى وسلامى

ابو خالد
26-06-2005, 07:20 AM
طيب الله أنفاسك ابو خالد على هذه السيرة العطرة من التابعي الجليل عمر بن عبدالعزيز

عمر بن عبدالعزيز فخر بني امية و خيرة ابنائها .



السلام عليكم

جزاك الله خيرا لخى وبارك الله فيك ولك




لكن عندي تحفظات قليلة على مقالكم اخي ابو خالد



على الرحب والسعه اخى الكريم وتفضل




عمر بن عبدالعزيز على العين و الراس لكن تسميته بخامس الخلفاء فيها نظر



لا يا اخى الكريم لا تقل ذلك واسمح لى ان اوضح نقطه ربما غابت عن اخى هدانا الله واياك

لست ابتدع اسما للخليفه الراشد العادل عمربن عبد العزيز رضى الله عنه وارضاه وحشرنا معه يوم المشهد العظيم

ولكن هذا ما اطلقه عليه كبار التابعين والمؤرخين كسفيان الثورى وغيرهم ولم يكذب هذا احدا قبلك

وإليك موقع وزاره الاوقاف والدعوه والارشاد تقول عنه مثلما جاء فى موضوعى ولا اختلاف

http://history.al-islam.com/display.asp?f=sub00068.htm

وتسميه بخامس الخلفاء الراشدين واعتقد انهم اعلم منى ومنك بالمسموح وغير المسموح فى ذلك الامر

وان بقى لديك بعض النظر او الاعتراض فحاور من هم اعلم منى بهذا الامر واطلقوا عليه نفس التسميه




و لإن كان لابد من الخلفاء خامساً فمعاوية رضي الله عنه أولى منه بذلك فمعاوية كاتب الوحي

و صحابي جليل لم تجتمع الامة المحمدية بعد تشرذمها لأحزاب الا على معاوية بعد ان كادت تهلك

بسبب الفتنة و مقتل الخليفة الثالث و الرابع .



كما بينت سلفا الموضوع ليس موضوع لابد او لا وانما هو يستحق هذا اللقب بل واكثر انه الامام العادل

برغم انه فترة حكمه لم تتعدى الثلاثون شهرا فسبحان الله العظيم الذى ياتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ، وفضل معاويه رضى الله عنه وارضاه لا يختلف عليه اثنين ولا ينكر فضله سوى حاقد

ولكن اسمح لى ان اقول راى الشخصى المحض فى عمر رضى الله عنه وارضاه

يا اخى الكريم ان امير المؤمنين ولد وفى فمه ملعقة من ذهب ولم يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعايش الصحابه وبرغم عن ذلك حينما تولى شئون البلاد والعباد كان عادلا رشيدا فى حكمه واتمنى لو اخى تعمق فى القراءه عنه باستيفاض وستحبه فى الله حبا غير عادى بل وتتمنى لو اصبح كل خليفه او حاكم ان يكون مثله رحمه الله ورضى عنه وعن كل من عمل لرفعه دينه

واشكرك اخى الكريم الفاضل على مرورك العطر الطيب واهلا بك دوما وابدا

والسلام عليكم ورحمة الله

ReD_EyeS
26-06-2005, 01:50 PM
ابو خالد

لا مشاحنة في فضل الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز و هو خيراً من سلفه و خلفه
((أقصد من أخذ منه الحكم و من حكم بعده))

لكن كما قلت قفز الأمير العادل معاوية الصحابي الجليل رضي الله عنه و تسمية عمر بالخليفة الخامس فيها نظر
عندي رغم أن المسلمين لم ينعموا بالآمان الا بعد أن حكم معاوية طيلة عقدين من الزمان .

وقيل لابن المبارك: ما نقول في معاوية؟ هل هو عندك أفضل أم عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: ( لتُرابٌ في مِنْخَري معاوية مع رسول الله خيرٌ ـ أو أفضل ـ من عمر بن عبدالعزيز ). فعمر بن عبدالعزيز , مع جلال قدره، وعلمه، وزهده، وعدله، لا يقاس بمعاوية؛ لأن هذا صحابي؛ وذاك تابعي!، ولقد سأل رجل المعافى بن عمران رحمه الله تعالى قائلاً: يا أبا مسعود! أين عمر بن عبدالعزيز من معاوية؟ فغضب وقال: ( يومٌ من معاوية أفضل من عمر بن عبدالعزيز عُمُره )، ثم التفت إليه فقال: ( تجعل رجلاً من أصحاب محمد مثل رجل من التابعين )

و أعتقد ولازلت عند قولي خامس الخلفاء هو معاوية ان كان ولا بد للخلفاء خامساً و ليكن من يكن سادساً

فهذا صحابي و ذاك تابعي هذا أخذ من المنهل الصافي مباشرة و ذاك تابعه بما سمعه و اخبر به عنه

فأين الثرى من الثريا .

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أحْـــــمَـدْ
26-06-2005, 07:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خيرا أخى الحبيب على هذا الموضوع الرائع الجميل ...

مع خالص أسفى واعتذارى لتأخرى فى الرد لسببين :-
كان عندى اختبارات ... أنهيتها بحمد الله أمس ... دعواتك لى بالتوفيق ...
وكان الموضوع طويلا يحتاج الى قراءة بتأنى ...

جعله الله فى ميزان حسناتك ...
وفى انتظار المزيد دوما ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخوك المحب لك فى الله ...

أحْـــــمَـدْ
27-06-2005, 07:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



قال محمد بن كثير : قال عمر بن عبد العزيز يلوم نفسه ويعاتبها


أيقظان أنت اليوم أم أنت نائم


وكيف يطيق النوم حيران هائم



فلو كنت يقظان الغداة لحرقت


مدامع عينيك الدموع السواجم



نهارك يا مغرور سهو وغفلة


وليلك نوم والردى لك لازم



بل أصبحت في النوم الطويل وقد دنت

إليك أمور مفظعات عظائم



وشغلك فيما سوف تكره غبه


كذلك في الدنيا تعيش البهائم


ونظر عمر بن عبد العزيز وهو في جنازة ، إلى قوم قد تلثموا من الغبار والشمس ، وانحازوا إلى الظل ، فبكى وأنشد


من كان حين تصيب الشمس جبهته


أو الغبار يخاف الشين والشعثا



ويألف الظل كي تبقى بشاشته


فسوف يسكن يوما راغما جدثا



في قعر مظلمة غبراء موحشة

يطيل في قعرها تحت الثرى لبثا



تجهزي بجهاز تبلغين به


يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا



ومن شعره الذي أنشده ابن الجوزي


أنا ميت وعز من لا يموت


قد تيقنت أنني سأموت



ليس ملك يزيله الموت ملكا


إنما الملك ملك من لا يموت



وقال عبد الله بن المبارك : كان عمر بن عبد العزيز يقول


تسر بما يبلى وتفرح بالمنى


كما اغتر باللذات في النوم حالم



نهارك يا مغرور سهو وغفلة


وليلك نوم والردى لك لازم



وسعيك فيما سوف تكره غبه


كذلك في الدنيا تعيش البهائم



دخل جرير عليه وهو يقول :

إن الذي بعث النبي محمدا جعل الخلافة في الإمام العادل
وسع الخلائق عدله ووقاره حتى ارعووا وأقام ميل المائل
إني لأرجو منه نفعا عاجلا والنفس مولعة بحب العاجل
والله أنزل في الكتاب فريضة لابن السبيل وللفقير العائل

فلما مثل بين يديه قال : يا جرير ! اتق الله ولا تقل إلا حقا
فأنشأ يقول :

كم باليمامة من شعثاء أرملة ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر
ممن بعدلك يكفي فقد والده كالفرخ في العش لم يدرج ولم يطر
أأذكر الجهد والبلوى التي نزلت أم قد كفاني ما بلغت من خبري

إنا نرجو إذا ما الغيث أخلفنا من الخليفة ما نرجوا من المطر
إن الخلافة جاءته على قـــدر كما أتى ربه موسى على قــدر
هذي الأرامل قد قضيت حاجتها فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر
الخير ما زلت حيا لا يفارقنا بوركت يا عمر الخيرات من عمر

وفى رثائه رضى اله عنه :

ما أنشده أبو عمرو الشيباني لكثير عزة يرثي عمر بن عبد العزيز

عمت صنائعه فعم هلاكه


فالناس فيه كلهم مأجور



والناس مأتمهم عليه واحد


في كل دار رنة وزفير



يثني عليك لسان من لم توله


خيرا لأنك بالثناء جدير



ردت صنائعه عليه حياته


فكأنه من نشرها منشور



وقال جرير يرثي عمر بن عبد العزيز، رحمه الله تعالى


ينعي النعاة أمير المؤمنين لنا


يا خير من حج بيت الله واعتمرا



حملت أمرا عظيما فاضطلعت به


وقمت فيه بأمر الله يا عمرا



الشمس كاسفة ليست بطالعة


تبكي عليك نجوم الليل والقمرا



وقال محارب بن دثار رحمه الله يرثي عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى


لو أعظم الموت خلقا أن يواقعه
لعدله لم يصبك الموت يا عمر



كم من شريعة عدل قد نعشت لهم


كادت تموت وأخرى منك تنتظر



يا لهف نفسي ولهف الواجدين معي


على العدول التي تغتالها الحفر



ثلاثة ما رأت عيني لهم شبها


تضم أعظمهم في المسجد الحفر



وأنت تتبعهم لم تأل مجتهدا

سقيا لها سنن بالحق تفتقر



لو كنت أملك والأقدار غالبة


تأتي روحا وتبيانا وتبتكر



صرفت عن عمر الخيرات مصرعه


بدير سمعان لكن يغلب القدر

الحاظوي
28-06-2005, 10:51 AM
تسمية عمر بن عبد العزيز بـ(خامس الخلفاء الراشدين) أطلقها الإمام الشافعي والثوري، ولم ينكرها الأئمة عليهم وقد أجمعت الأمة على فضله وتقدمه في سياسة البلاد من جميع الجوانب ويكفي مشابهته التامة لجده عمر بن الخطاب في الزهد والورع في ولايته وهو أول من أمر بتدوين الحديث وجمعه، كما فعل أبو بكر في جمعه للقرآن، فهذا وجه مشابهة أخرى، وهو ممن أعاد للدولة الإسلامية ثقتها في حاكمها والقائم بشؤنها، ولا أريد أن أطيل في الحديث عنه هنا؛ لما قام به الأخ الفاضل أبو خالد، ولما سطر عنه في الكتب المطولة والمختصرة من فضائل ومناقب، والله الموفق.

الحاظوي
28-06-2005, 04:24 PM
يضاف إلى ما سبق ما أخرجه ابن المقرئ في معجمه(ص 291) بإسناده إلى هشام بن عمار: " الخلفاء الراشدون المهديون خمسة....، وعمر بن عبد العزيز رحمة الله عليهم". وهشام ممن أخرج لهم أصحاب السنن. وأما ما نقلته عن الشافعي فهو مثبت في مناقب الشافعي لابن أبي حاتم، وكذا ذكر الحافظ ابن حجر في التقريب قول الثوري موافقا له، ومثله المباركفوري في شرحه على الترمذي.

ابو خالد
30-06-2005, 11:58 AM
السلام عليكم
بارك الله فيكم اخوتى الكرام
ensa
الحاظوى
بارك الله فيكم ولكم واشكر لكم
اضافتكم العطره الطيبه
لكم منى جزيل الشكر
وتقبلوا تحيتى وتقديرى
والسلام عليكم

ReD_EyeS
30-06-2005, 02:13 PM
يا أخوان كيف يقدم التابعي على الصحابي

:31:

الحاظوي
30-06-2005, 04:33 PM
أخي الفاضل القائل: كيف يقدم التابعي على الصحابي؟ والجواب: هذا ليس من باب التفضيل المطلق، أعني أفضيلة عمر بن عبد العزيز على معاوية رضي الله عنه من جميع الجهات، بل معاوية يفضل عمر بن عبد العزيز من جهة صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الفضيلة مما فاز بها جميع الصحابة على غيرهم.

وأما من الجهات الأخرى فللعلماء كلام مشهور في هذا عند حديث أبي ثعلبة الخشني: "إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك يعني بنفسك ودع عنك العوام فإن من ورائكم أيام الصبر الصبر فيه مثل قبض على الجمر للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله وزادني غيره قال يا رسول الله أجر خمسين منهم قال أجر خمسين منكم".
لاحظف قوله: " أجر خمسين منكم" يعني من الصحابة، ولابن عبد البر كلام في هذا كذلك لابن حجر وغيرهم، مجمله ما ذكرت مع ذكرهم أن تلك الأفضلية لا يدخل فيها من شهد بدرا والحديبية، فهم مستثنون مما دل عليه هذا الحديث. وبالجملة فقد يكون بعض الصحابة أفضل من الصحابي من جهة معينة بالنسبة لمثل فعل الصحابي، مثلا قد يفضل الصحابي في جانب الصبر، مع ملاحظة ما ذكرته من الاستثناء وأفضلية الصحابي من جهة الصحبة. والناظر لعصر معاوية رضي الله عنه يدرك ما وقع في عصره من الفتن وقبيل عصره مباشرة، وتحول الخلافة إلى ملكية، وقد ورد في الحديث: " مسند الإمام أحمد بن حنبل ج5/ص220
عن سفينة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( الخلافة ثلاثون عاما ثم يكون بعد ذلك الملك) قال سفينة أمسك خلافة أبى بكر رضي الله عنه سنتين وخلافة عمر رضي الله عنه عشر سنين وخلافة عثمان رضي الله عنه أثنى عشر سنة وخلافة علي رضي الله عنه ست سنين رضي الله عنهم.
فجعل العلماء ولاية معاوية رضي الله عنه ملكا لاخلافة بناء على هذا الحديث الذي أخرجه أحمد وابن حبان وغيرهم.
وقبل الختام أحب أن أؤكد أن هذا لا يعني التنقص من شأن كاتب الوحي معاوية رضي الله عنه بل له فضل الصحبة والحزم وغيرها، ولم يوجه له من النقد إلا كذب الرافضة في التنقص من شأنه، رضي الله عنه، ونشهد الله على حبنا له وتقديمنا عليا عليه، والإسماك عن كل فتنة حصلت في عصر الصحابة، فتلك أمة قد خلت، ونحن أمة نسأل عن أعمالنا ولا نسأل عما كانوا عاملين، وليتق الله كل من تسول له نفسه التنقص من أحد من الصحابة وليذكر أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
وبالجملة فكون عمر بن عبد العزيز خليفة لا ينقص من شأن معاوية شيئا كما هو ظاهر للمتأمل والله من وراء القصد وهو الهادي إلى صراطه المستقيم. :ciao:

زعيم حمووودي
01-07-2005, 03:35 PM
بارك الله فيك اخي ابو خالد . نورت المنتدى بموضوعك الجميل .
ورحم الله الخليفة عمر بن عبد العزيز . واسأل الله تعالى ان يجعل خلافاء من امثاله
والسلام

the freedom
09-07-2005, 03:09 PM
الله واكبر

جزاك الله الف الف خير على هالموضوع

واتمنى تتحفنا بمثله بالقريب العاجل