المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ¤©§][§©¤][موت السيده ماغينتي ][¤©§][§©¤



H.A.M.M.O.D.I
26-06-2005, 08:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



رائعــة ..


~*¤®§(*§ اجاثا كريستي §*)§®¤*~ˆ°











¤©§][§©¤][موت السيده ماغينتي ][¤©§][§©¤












¨¨¨°~* الفصل الأول *~°¨¨¨







خرج هيركيول بوارو من مطعم فييل غراندمير الى سوهو , ورفع ياقة معطفه الى عنقه من قبيل الحذر لا من قبيل الحاجة , اذا ان الطقس لم يكن بارداً تللك الليلة . وكأن لسان حاله يقول : " ولكن المرء في مثل سني لا يجازف " .


كانت في عينيه سعاده ناعسه متأملة , وكانت وجه المأكولات البحريه في مطعم فييل غراندمير شهية .
ذاللك المطعم الصغير البسيط كان كسباَ بالنسبه لبوارو الذي راح يمرر لسانه على شفتيه متأملاً كالكلب الشبعان ثم أخرج منديلة من جيبه ومسح به شاربيه .

نعم , لقد تناول عشاءاً جيداً , فماذا يعل الان ؟ تباطأت سيارة أجرة كانت تمر بجانبه كأنها تدعوه للركوب . وتردد بوارو قليلاً ولكنه لم يصدر أي أشاره , فلماذا يستأجر سيارة ؟ انه سيصل الى بيته _ على ايه حال _ في وقت مبكر عن موعد نومه .

تمتم مخاطباً شاربه : " من المؤسف أن لا يستطيع المرء أن يأكل اكثر من ثلاث مرات في اليوم " .
ذللك أن الوجبه التي يتناولها الأنكليز مع الشاي عصراً كانت وجبة لم يستطع بوارو التألقم معها .
وكان يشرح ذللك قائلاً :" أن تناول أي شيئ عند الساعه الخامسة سيفقد المرء شهيته للعشاء , ويجب
أن لا ننسى أن وجبة العشاء هي وجبة اليوم الفاخرة ! "

ولم يكن أيضاً معتاداً على شرب قهوه الضحى . لا , بل كان يفضل مشروب الشكلاتة مع بعض المعجنات في وجبة الفطور , ثم يتناول الغداء في حدود الساعة الثانية عشر والنصف أن امكنه ذللك .
بشرط أن لا يتجاوز العشاء الساعة الواحدة . وأخيراً تأتي وجبة التتويج : العشااااء .

كانت تللك المواعيد هي لحظة الذروه في يوم هيركيول بوارو . كان رجلاً يأخذ حاجة معدته على محمل الجد , وها هو ذا يحصد ثمار ذللك في شيخوخته . لم يعد الطعام متعه جسدية فحسب بل اصبح عمليه بحث عقلية , لأانه كان _ بين الوجبات _ يبحث ويفتش عن مصادر جديده للطعام الشهي .
وكان مطلعم فييل غراند مير نتيجة احدى عمليات البحث التي قام بها , وقد حظي هاذا المطعم لتوه بقول بوارو ورضاه . والان بقي عليه _ وللأسف _ أن يقضي فتره المساء .

تنهد هيركيول بوارو , وفكر قليلاً لنفسه : لو أن هيستغنز كان كوجوداً فقط !

استغرق بسرور في ذكرياته مع صديقه القديم : أنه اول صديق لي في هذه البلاد ... ومازال اعز اصدقائي . صحييح انه كان يغضبني احياناً , ولكن هل أتذكر ذللك الان ؟ لا . انني لا اذكر الا تعجبه الساذج وتقديره - بفم مفتوح - لقدراتي ... البساطة التي كنت أضلله بها دون أن انطق بكلمه واحدة غير صحييحة , وحيرتة , ودهشتة الهائلة وهو يدرك _ في النهاية _ الحقيقة التي كانت واضحة جلية لي
منذ البداية . ااه ياصديقي العزيز ! ان نقطة ضعفي كانت دوماً حبي للمباهاة . تللك الصفة التي لم يفهمها
هستغنز أبداً . ولكن من الضروري جداً _ في الحقيقة _ أن يعجب رجلاً له مثل قدراتي بنفسة ... ومن
اجل ذللك لا بد له من محفز خارجي . أنيي لا أستطيع , لا أستطيع حقاً , الجلوس على كرسي طوال اليوم
وأنا أفكر كم انا مثير للأعجاب , فالمرء يحتاج الى لمسه أنسانية . يحتاج _ كما يقولون في هذه الأيام _الى التابع الذي تظهر بالنقيض مع عبقرية المرء .

تنهد هيركيو ل بوارو وانعطف الى شارع شافتسبري . أيقطع الشارع ويذهب الى ساحه ليستر ليقضي مساءه في احدى دور السينما ؟ هز رأسه بالنفي وهو متهجم قليلاً , أذ غالباً ماكانت السينما تثير غضبة
بسب ضعف حبكة أفلامها وقله الترابط المنطقي في حواراتها وحتى التصوير _ الذي كان الكثير يسهبون في امتداحه _ لم يبد في نظر هيركيول بوارو الا مجرد رسم لمشاهد وأشياء بحيث تبدو
مخالفه تماماً لحقيقتها في الواقع .

مر بوارو بجانب بائع صحف ووقف قليلاً يستعرض العناوين : (( نتيجة محاكمة كاغنتي . الحكم النهائي )) .
لم يثر ذللك اهتمامه , وتذكر _ بشكل مبهم _ فقره صغيرة قرأها في الصحف . لم تكن حاله قتل مثيره
فقد قتلت امرأه عجوز بائسة بضربه على رأسها من أجل جنيهات قليله , وكل ذللك جزء من الوحشية
الفظه القاية لهذه الأيام .

دخل بوارو الى ساحه المجمع الذي توجد به شقته . وكعادته , امتلأ قلبه للأستحسان للمجمع . وكان
فخوراً ببيته , ذللك البناء الرائع المتناسق . وحمله المصعد الى الطابق الثالث حيث توجد شقته الفاخره
المفروشه بكنبات مربعة الشكل وتحفيات مستطيلة بشكل صارم جداً . يمك القول _ بالفعل _ ان البيت
يخلو من اي شكل منحني .

وفيما هو يفتح الباب ويدخل الصاله المربعة البيضاء , تقدم خادمه جورج لاستقبالة قائلاً :" مساء الخير ياسيدس , يوجد ..... سيد ينتظر مقابلتك " . ثم قام بمساعه بوارو على خلع معطفه برفق .

انتبه بوارو لتلك الوقفة الخفيفة جداً قبل كلمه سيد . لقد كان جورج خبيراً باعتباره ممن يكنون تقديراً
مبالغاً به للمكانة الأجتماعية .
سألة بوارو : حقاً ؟ وماأسمه ؟

_ رجل يدعى السيد سبنس ياسيدي .
_ سبنس ؟

لم يعن هاذا الأسم شيئاً بالنسبة لبوارو لأول وهله , ومع ذللك أدرك أنه يجب أن يعني شيئاً .

وقف قليلاً أمام المراه ليعدل شاربية الى درجه الكمال , ثم فتح باب غرفة الجلوس ودخل . ونهض
الرجل الذي كان يجلس في احد الكنبات المربعه الكبيرة وقال : مرحباً ياسيد بوارو . أرجو أنك تتذكرني
, لقد مضى وقت طويل . أنا المفتش سبنس .

_ بالطبع !

صافحه بوارو بحراره . المفتش سبنس من شرطة كيلشستر . كانت تللك قضية مثيره جداً ... قبل زمن طويل كما قال سبنس .


عرض بوارو على ضيفة انواعاً مختلفة من المرطبات , عصير الرمان , أو شراب النعناع , او الكاكاو الحار ؟ وفي تللك اللحظه دخل جورج يحمل طبقاً عليه ابريق الشاي وقال : لعلك تفضل الشاي يا سيدي.

تهلل وجه المفتش سبنس الأحمر الضخم وقال : نعم . هاذا ما أفضلة .

وعندما قدم لسبنس كوب الشاي سكب بوارو لنفسه كأساً من شراب النعناع الأخضر الامع وقال : كم هو رائع منك أن تأتي لزيارتي . من أين جئت ؟
_ جئت من كيلشستر . سأتقاعد خلال سته أشهر , وقد استحق موعد تقاعدي عملياً قبل سنه ونصف ,
ولكنهم طلبوامني البقاء في الخدمه ففعلت .
قال بوارو بحراره : لقد كان قراراً حكيماً .... حكيماً جداً .
_ أحقاً ؟ أشك في ذللك . لست متأكداً من صحه قراري .

أصر بوارو قائلاً : بلى , لقد كنت حكيماً في قرارك . انك لا تتصور الساعات الطويلة التي ستقضيها
بممل وسأم .
_ اه سيكون لدي الكثير من الأعمال عندما أتقاعد , فقد انتقلنا الى بيت جديد في العام الماضي وفيه
حديقة لا بأس بها ولكنها مهمله الى حد معيب , ولم يسعفني الوقت _ بعد _ لأعتني بها بالشكل المناسب

_ اه , نعم , أنت ممن يحبون ترتيب الحدائق . أما أنا فقد قررت _ مره _ أن أعيش بالريف وأزرع الكوسا , ولكن محاولتي لم تنجح , ليس لدي الميل لذللك .

قال سبنس متحمساًُ : كان يجب أن ترى ثمار الكوسا التي أنتجتها العام الماضي , كانت عملاقه !
والأزهار ايضاً .. أنا مغرم بزراعتها , وسأحصل على ...

ثم توقف عن الحديث فجأه وقال : ليس هاذا ماجئت للحديث عنه .
_ نعم , نعم , لقد جئت لترى صديقاً قديماً لك , وهذا لطف منك . انني اقدر ذللك
_ أظن أن الأمر أكبر من ذللك ياسيد بوارو سأكون صادقاً معك , أني اريد شيئاً .

همهم بوارو بحذر : لعل بيتك مرهون ؟ وأنت تريد قرضاً ...
قاطعه سبنس بصوت مرتعب : يا الهي ! ليست المساله مسألة مال ! لا شيئ من هذا القبيل .

لوح بوارو بيديه معتذراً وقال ك أرجو المعذره .

_ سأخبرك مباشره . ان مجيئي الى هنا وقاحه , ولن أستغرب اذا ماأخرجتني مذموماً .
_ لن يكون ذم . أكمل .

_ انها قضيه ماغينتي . لعلك قرأت عنها ؟

هز بوارو رأسه بالنفي وقال : لم أقرأ عنها باهتمام . السيده ماغنتي ... امرأه عجوز في بيت أو دكان
.. وقد ماتت , نعم . كيف ماتت ؟؟

حملق سبنس في بوارو وقال : يا الهي ! ان هاذا يذكرني بالماضي . أمر غريب , ولم أفكر به حتى هذه اللحظه . _ عفواً ماذا تقول ؟

_ لا شيئ مجرد لعبه .. لعبه للأطفال كنا نمارسها ونحن أطفال .كنا نقف معاً في صف واحد ثم يسأل واحد ويجيب الاخر , وهذا تستمر الى النهايه . " ماتتت السيده ماغينتي " .. " كيف ماتت ؟ "
" متكئه على ركبه واحده كما أتكئ أنا " ثم يسأل السؤال الثاني :"السيده ماغنتي ماتت " .. " كيف ماتت " .. " ماده يدها كما أمدها أنا " . ثم نركع جميعاً رافعيين ايادينا اليمنى . ثم يأتي السؤال : " السيده ماغينتي ماتت " . " كيف ماتت " .. " هكذا " وهوب .. يسقط من في رأس الصف جانباً فنسقط
جميعاً معه حزمه العيدان !

ضحك سبنس بصوت عال على هذه الذكرى وقال : لقد رجعتني الى الأيام الخوالي فعلاً .
أنتظر بوارو بأدب . كانت تللك لحظه من اللحظات التي وجد فيها الأنكليز غير مفهومين رغم انه أمضى
نصف حياته في انكلترا . لقد كان يعلب العاباً كثره في طفولتة , ولكنه لم يشعر برغيه في التحدث عنها , ولا حتى بالتفكير فيها .

وعندما سيطر سبنس على أفعاله أعاد بوارو السؤال بأثر بسيط من السأم : كيف ماتت ؟

زالت اثار الضحك عن وجه سبنس وعاد الى طبيعته فجأه وقال : ضربت على موخره راسها بأداه ثقيلة حادة , وقد اخذت مدخراتها التي تبلغ ثلاثين جنيهاً بعد أن تم تفتيش غرفتها . كانت تعيش وحيده في بيت صغير , باستثناء مستأجر اسمه جيمس بنتلي ,

_ اه , نعم , بنتلي .

_ لم يقتحم البيت بالكسر والخلع , ولا اثار للعبث بالنوافذ والأقفال . كان بنتلي مفلساً , اذ فقد عمله , وتراكمت عليه عليه أجره شهرين . وقد عثر على الأموال مخبأه تحت حجر خلف المنزل , ووجدت على
كم ستره بنتلي بعض الدماء والشعر . وكان الدم من نفس زمره دم القتيله , وكان الشعر من شعرها .
ووفقاً لما قاله بنتلي في أول افاده له فأنه لم يقترب من الجثه ابداً , ولذلك لا يمكن أن يكون الدم والشعر قد جاء الى كمه بالمصادفه .

_ من الذي عثر عليها ؟

_ جاء الخباز اليها بالخبز في اليوم الذي يتقاضى فيه حسابه . وفتح له الباب جميس بنتلي وقال انه طرق باب غرفه نوم السيده ماغنتي فلم يرد عليه احد .. اقترح الخباز انها قد تكون أصيبت بسوء ،
فطلبا من صاحبة البيت المجاور أن تصعد وترى . لم تكن السيده ماغينتي في غرفه نومها , ولم تكن قد نامت على الفراش , ولكن الغرفة قد فتشت وقد تم خلع الالواح الخشبية عن أرضيتها . ثم فكروا بالنظر
في صاله الأستقبال , فوجدوها هناك ممده على الأرض , وانفجرت جارتها بالضراخ بأعلى صوت ها .
ثم أستدعي الشرطة بالطبع .

_ وهاكذا تم القبض على بنتلي وقدم للمحاكمة , أليس كذللك ؟

_ بلى , وقد انتهت القضية في المحكمة العليا بالأمس , وكانت قضية مباشره لا خلاف حولها . اجتمعت هيئه المحلفين لمده عشرين دقيقة فقط , وكان الحكم انه مذنب , وحكم عليه بالأعدام .

أومأ بوارو برأسه وقال : وبعد ذللك , وبعد صدور الحكم , ركبت القطار وجئت الى لندن لتقابلني . لماذا ؟

كان المفتش سنبس جالساً يتأمل كوب الشاي . مرر أصبعة على حافه الكوب ببطء وقال : لانني لا أحسب أنه أرتكب الجريمة !

................. يتبع


نهايه الفصل الأول

تعليقي .. في البدايه القصصه ممله قليلاً ولاكن كعادت اجاثا كريستي الغموض دائماً في البدايه
أتمنى ان تعجبكم الرواية ..

BecKhaM Buff
26-06-2005, 09:03 AM
مشكـــــــــــــــــــــور حمود

amarant thebest
26-06-2005, 09:29 AM
مشكور أخوي حمود على المجهود

ولكن اذ كنت انت كاتب القصة وتكسب من بيعها مالا هل ترضى بأن ينشرها أحد على الانترنت لكي يقرأها الجميع
وشكرا

H.A.M.M.O.D.I
26-06-2005, 11:47 AM
مشكور أخوي حمود على المجهود

ولكن اذ كنت انت كاتب القصة وتكسب من بيعها مالا هل ترضى بأن ينشرها أحد على الانترنت لكي يقرأها الجميع
وشكرا


اذا كاتب اسمي عليها ماتبناها لنفسة ... ايه ارضى اكيييددد

ومو اول واحد انا .. يالله ولا تزعل الموضوع اغلق

sanra bullock
26-06-2005, 02:39 PM
مشكور على القصة:)


واتمنى منك المزيد ;)