المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغرب "المتأرهب".......



AL Zarooni
26-06-2005, 03:43 PM
كنا والى وقت قريب نعاني من سوء فهم الغرب لنا، او ضحالة ثقافته تجاه العرب، حين كانوا يربطون
كل عربي بتفاصيل لا تتجاوز خيمة وبئر نفط وجملاً وسيارة “رولزرويس”!

ورغم ان الكثير من العرب كانوا يكافحون لنهل الثقافات المختلفة ويتحدثون لغات الغرب المتعددة،
ويتعايشون معهم بكل ما يوائمهم، إلا ان العين العامة هناك، كانت تتسلّط على حفنة المال دون
ادراك الوجود والتبصر لهذه العقول العربية خصوصا المهاجرة منها والتي أسهمت وبشكل فاعل
في صنع الكثير من آليات الحضارة الغربية.

الآن، أظننا قد أخرجنا من هذه الصورة، رغم أنها كانت تثير أعصابنا عندما يمازحنا بعض البسطاء هناك،
فيقول، كم حقلاً من البترول تملك؟

تبدلت صورة العربي في الغرب، حيث تبدو رمزا لإرهابي ملثم يقف على رؤوس حان قطفها،
او جثث متفحمة مرفقة بشريط فيديو يذكر فيه الانتحاري الشهادة والاسباب التي تعتري كل عربي ومسلم.

وليتنا لم نخرج من الصورة الأولى الاقرب الى سذاجة وترف أغدقه علينا هذا المال الاسود الذي بدّل حياتنا الى بياض
وأحال رمالنا الظامئة الى ذهب، حين أفقنا على تعدد المشاهد القدرية لاخراج صورة العربي من نفق سطحي
وهامشي، الى نفق مظلم لا يتفاعل الا مع الموت، وحين التصقت بنا تهمة الارهاب وأصبحت تعميما شاملاً، وأن
تتوالى الكارثة على العقول المفكرة هنا وهناك، وتصل بأوزارها الى الدبلوماسية، التي تعرّف بأنها فن الممكن وليس
المستحيل، فقد بقي الفهم قاصرا، ولم يبعد كثيراً عن سذاجة البسطاء الذين لا يفقهون ما يقولون دائما ولهم العذر
في ذلك .

وبعد ان تبدّل السيناريو الغربي عن العرب، وقفز فوق منطق السطحية والاسراف، حتى وصل الى وصم هذه الأمة
بالارهاب، ولم يُستثن أحد من هذا الاثم، فقد كان من الطبيعي ان يتجاوز الجدل حدوده الدنيا، لينال اكثر الوسائل
المقربة للشعوب، كالرياضة التي تغفر آثام السياسة وتجمع ما تفرق منها، حين يأتي وصف الفريق الوطني السعودي
بأنه “حفنة من الإرهابيين” على لسان رئيس وزراء المجر الذي لعب فريقه امامها، رغم انه صرّح في مناسبة خاصة،
بأن الامر لم يعد كونه مزحة!

فلم يعد مهما ابدا ان كان هذا الدبلوماسي وبوزنه السياسي مازحاً او هادفاً، بقدر ما هي نظرة الغرب الناقصة الى
العرب، والذي يبدو على أثرها كما لو انه “تأرهب”، كأنهم كائنات غريبة تطفلت على الوجود وأصبحت تعيش على
هامش الكون، كأنها مقصية عن دوائر الوعي والتقدير!

للكاتبة نورة بنت مسلّم