METALLICA
24-09-2001, 12:32 PM
الروح القتالية والهدف المبكر أصابا الفريق الأوزبكي بصدمة
عاد التاريخ الى الوراء خمس سنوات عندما كرر لاعبو المنتخب الوطني السيناريو الذي كتبه زملاؤهم عام 97 يوم فازوا على منتخب أوزبكستان وعلى ستاد بختاكور 3/2 في تصفيات كأس العالم·
وفوز أمس الاول هو الثالث للأبيض الاماراتي على نظيره الاوزبكي والثاني له في طشقند وأمام العيان من الجماهير الاوزبكستانية العاشقة لكرة القدم·
ذلك الفوز الذي أعاد المنتخب الوطني الى صلب المنافسة بعد أن رفع رصيده الى 7 نقاط مما جدد الأمل في المنافسة على بطاقة التأهل الى مونديال كوريا واليابان ·2002
وكما لم ينس لاعبو المنتخب الأوزبكي عدنان الطلياني وروزنامة عام 97 فإنهم لن ينسوا محمد عمر الذي هز مرماهم أول أمس بهدف انتزع من خلاله المنتخب الوطني الثلاث نقاط·
وما أثلج صدر جماهير الكرة الاماراتية والمسؤولين أن لاعبي المنتخب كان لديهم شعور قوي بالمسؤولية وبأهمية مرحلة الإياب من التصفيات·· فكما كانت بداية مشوار تصفيات كأس العالم قوية ومؤثرة يوم فاز المنتخب يوم 17 اغسطس في أولى مبارياته على المنتخب الأوزبكي 4/1 على ستاد آل نهيان·· هاهو يعود ليبدأ المرحلة الثانية والحاسمة بفوز مهم من شأنه أن يعزز من موقفه في التصفيات ويجعله يقبل بروح معنوية مماثلة وهدف واضح على مباراة الخميس القادم الثأرية أمام المنتخب الصيني·· تلك المباراة التي يضعنا الفوز فيها في صلب المنافسة والمركز الأول حيث في تلك الحالة يتساوى المنتخب مع الصين صاحبة الصدارة في رصيد النقاط عندما يصبح لديه عشر نقاط·
عودة الروح وهدف عمر
عندما نتحدث عن عودة الروح فبالطبع لن يطال الحديث القصة التي كتبها الكاتب المصري الشهير توفيق الحكيم وتحمل هذا الاسم لكننا نتحدث هنا عن عودة الروح القتالية للفريق والتي لعبت الدور الأكبر في فوز الفريق وغطَّت على السلبيات الفنية والخططية·· فالروح القتالية في عالم كرة القدم الحديثة واللياقة البدنية قد تلعبان دوراً يعادل الى حد ما النقص الواضح في الجوانب الخططية والفنية·· لكن يجب أن يعلم اللاعبون وكما يقول المثل ليس في كل مرة تسلم الجرة ·
لكن أمس الاول كان المنتخب الوطني على موعد مع الفوز وقطف ثمار الثلاث نقاط·
فأول دقيقة كان لها فعل السحر عندما تصدى الحارس معتز عبدالله لأول هجمة اوزبكية ومنع الكرة من دخول مرماه ببراعة·· هذا النجاح الذي رفع من الروح المعنوية للحارس معتز وزملائه وجعل الدفاع يتماسك بكل قوة أمام سيل الهجمات الاوزبكية·
ولم يمض سوى خمس دقائق فقط واذا بعبدالعزيز العنبري ينطلق من الناحية اليسرى ويرسل كرة عرضية على الطريقة الاوروبية وتجد محمد عمر في انتظارها ليمتصها بمهارة عالية ويسكنها بقدمه اليسرى شباك اليكس حارس منتخب اوزبكستان·
الطير فوق رؤوسهم
يصاب أكثر من 40 ألف متفرج ساندوا منتخب اوزبكستان بصدمة من هول المفاجأة وهدف محمد عمر وحلق الوجوم في المدرجات وكأن الطير فوق رؤوسهم·
وبدت العشوائية تسيطر على أداء لاعبي اوزبكستان·· صحيح سيطروا على مجريات اللعب وهاجموا مرمى معتز عبدالله بكل ضراوة لكن تألق الحارس وثلاثي خط الدفاع بالتحديد جليل عبدالرحمن وفهد علي وعبدالرحمن ابراهيم ومعهم سلطان راشد وعبدالرحيم محمد حال دون هز الشباك·
عاب المنتخب الوطني بعد أن سجل محمد عمر الهدف التراجع الواضح للدفاع وترك المبادرة كاملة للاعبي اوزبكستان لدرجة أن لاعبي خط الوسط انصهروا بصورة شبه كاملة مع خط الدفاع·· وكان الأولى أن يزيد لاعبونا من تصدير الضغط والاحباط للمنتخب الأوزبكي عن طريق استهلاك الوقت الايجابي بالتمريرات المتقنة والمتنوعة والابتعاد عن الأخطاء في المنطقة الخطرة أمام المرمى خاصة وأن هناك أكثر من لاعب في المنتخب الأوزبكي يجيدون تسديد الضربات الثابتة خاصة قاسيموف كابتن الفريق ولاعب خط الوسط·· لكن هذا لم يحدث كثيراً وساعدنا على ذلك عدم التركيز لدى لاعبي أوزبكستان·
العذر لمحمد قاسم وفهد لم يستثمر إمكاناته
أشرك المدرب تيني ريخس محمد قاسم في مركز لاعب الوسط من ناحية اليسار وأعتقد أن قاسم يلعب للمرة الأولى في هذا المركز ويبدو أن لاعبي اوزبكستان فطنوا لذلك فشددوا الضغط من الناحية اليسرى للمنتخب الوطني وتحول سافينوف الظهير الايمن للفريق الاوزبكي الى جناح في أغلب الوقت·· فكثر تهديد مرمى المنتخب من هذه الناحية في الشوط الاول وكثرت الأخطاء والضربات الركنية·· لكن صمود لاعبي الدفاع ومن ورائهم معتز وقلة تركيز لاعبي أوزبكستان·· كل هذه الأمور مجتمعة حالت دون احراز المنتخب الاوزبكي لهدف التعادل·· صحيح كان محمد قاسم يمثل مدافعاً رابعاً في كثير من الأحيان نظير الضغط الأوزبكي المتواصل لكن ذلك كان على حساب الجانب الأيسر الذي كان مكشوفاً في كثير من الأحيان·
نجح المدرب تيني ريخس في سد فجوة الجهة اليسرى للمنتخب مع بداية الشوط الثاني عندما كلف عبدالرحيم جمعة بمساعدة محمد قاسم ونزول محمد عمر الى منطقة وسط الملعب من تلك الناحية لمنع تقدم الظهير الايمن الأوزبكي·· لكن فطن ساليكوف مدرب منتخب اوزبكستان الى ذلك فحوّل هجمات فريقه الى الناحية اليمنى لمنتخبنا والتي يقطن فيها فهد مسعود·· ولا أدري ماذا أصاب فهد في تلك المباراة حيث لم يستفد الفريق من انطلاقاته في الجهة اليمنى وتسديداته القوية لدرجة انه لم ينطلق أو يسدد سوى مرة واحدة ذهبت معها الكرة الى خارج المرمى·· ولو نجح فهد في التقدم والتسديد والتمرير لخفض الضغط على خط الدفاع وزاد من ترابط خط الوسط·· لكنه كان حائراً بين الدفاع والهجوم·· لذلك لم يؤد الجانبين على أكمل وجه كما تعودنا منه·
فجوة سببها نقص الخبرة
مايزال المنتخب الوطني يعاني من فجوة واضحة في أداء خط الوسط والذي يميل كل الميل الى الدفاع خاصة في المباريات الخارجية لدرجة ان ينصهر مع لاعبي الخط الخلفي وبالتالي يترك المساحات واضحة في منطقة المناورات لكي يبني منها الفريق المنافس هجماته·· وهذا الأمر تكرر كثيراً وظهر واضحاً في لقاء أمس الاول حيث اتجهت بوصلة محمد قاسم وفهد مسعود وعبدالرحيم جمعة وسلطان راشد الى الدفاع بينما ترك العنبري وحده في وسط الملعب·· وانقطعت وسائل الاتصال في مرات كثيرة بين الوسط والهجوم·· لذلك بذل كل من محمد عمر وياسر سالم مجهوداً كبيراً سواء لاستغلال الكرات القليلة التي كانت تصل اليهما أو الركض وراء الكرات الضالة التي كانت تأتي من خط الدفاع·
الهدف المبكر وراء تألق معتز وعمر
اذا كان أمس الاول هو يوم تألق معتز عبدالله حارس مرمى المنتخب الوطني والذي عاد في تلك المباراة الى سيرته الأولى وذكرنا بالأيام الخوالي حيث كان في قمة تألقه·· ثقة وخروج من مرماه لالتقاط الكرات في الوقت المناسب وتألق في إبعاد الكرات العرضية وانقاذ مرماه من عدة كرات خطرة لو دخلت واحدة منها مالامه أحد·
لكن كان هناك من شارك معتز عبدالله في تألقه وهو المهاجم محمد عمر الذي نجح في اصابة أكثر من 40 ألف متفرج أوزبكي بصدمة بعد خمس دقائق فقط من بداية المباراة بعدما أحرز هدف الابيض والمنتخب الوحيد·
هذا الهدف فتح نفس محمد عمر وجعله يبذل مجهوداً لم نره عليه منذ فترة طويلة وسبب إزعاجاً مستمراً للدفاع الاوزبكي الذي استخدم معه كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة للحد من خطورته·· وللحق كان محمد عمر أحد أبرز نجوم الابيض في هذا اللقاء·
ياسر سالم يرفض راحة زملائه
رفض المهاجم ياسر سالم راحة زملائه من الضغط العصبي جراء الهجمات الاوزبكية المتواصلة وبالتحديد بعد مرور نصف ساعة على بداية المباراة عندما قاد محمد عمر هجمة مرتدة وأهدى ياسر سالم هدية انفرد على أثرها بالمرمى الاوزبكي لكن سدد الكرة في اقدام الحارس اليكس بدلاً من ايداعها المرمى·· ولو نجح ياسر في احراز الهدف الثاني لرمى لاعبو اوزبكستان الفوطة ولغادرت الجماهير المدرجات·· ولم يتعظ ياسر سالم من تلك الفرصة التي تكررت بعد دقيقة واحدة لكنه في تلك المرة لعب الكرة في يد الحارس·· وكم قلنا مراراً أن المهاجم يجب أن يجيد استثمار الفرص لأن في مثل تلك المباريات الدولية قد تتاح له فرصة واحدة فإما أن يضع فريقه من خلالها في موقع جيد أو يضيع كل شيء·· فاذا كان هناك عذر لياسر سالم فإنه ليس هناك عذر للمدربين الذين أشرفوا على تدريباته منذ نعومة أظفاره وحتى الآن·
سلطان زمانه
حسناً فعل تيني ريخس عندما أعاد سلطان راشد الى التشكيلة الاساسية للمنتخب·· فسلطان يمتلك قدرات عالية كصانع ألعاب يجيد التمريرات الدقيقة وتهدئة اللعب وقت الحاجة·
والتحكم في ايقاع المباراة بدرجة عالية علاوة على قدرات دفاعية جيدة·· فرغم سيل الهجمات الاوزبكية إلا أن سلطان راشد ومعه العنبري وعبدالرحيم جمعة نجحوا في بعض الأوقات في امتصاص حماس لاعبي اوزبكستان عن طريق التمريرات السريعة وفتح اللعب على الجانبين وهذا ساهم بشكل مباشر في زيادة الضغط النفسي على المنتخب الاوزبكي·· لكن عاب خط الوسط الانكماش والدفاع من منتصف ملعبنا وبالطبع كان للاعبي الجانبين دور واضح في ذلك·
17 دقيقة فقط للولد الشقي
دفع المدرب تيني ريخس بكابتن المنتخب زهير بخيت في الدقيقة 18 من الشوط الثاني بدلاً من ياسر سالم وكان الهدف من مشاركته هو ايقاف مساندة مدافعي اوزبكستان للاعبي خطي الوسط والهجوم واستثمار الوقت عن طريق اكتسابه لفاولات من قدرته على الاحتفاظ بالكرة·· ونجح زهير بخيت في أداء الخطة المطلوبة لكنه وبسبب عدم إجراء الإحماء الكافي اصيب في الدقيقة 35 بشد في العضلة الخلفية حرمه من تكملة المشوار ليشارك سبيت خاطر بدلاً منه·
تغيير متأخر
طال الاجهاد من عبدالعزيز العنبري بعد الجهد الكبير الذي بذله خلال الشوط الاول والنصف ساعة الأولى من الشوط الثاني فقام المدرب تيني ريخس باستبداله واشراك المخضرم بخيت سعد في الدقيقة ,·35 وفي رأيي الشخصي كان يجب اجراء هذا التغيير مع بداية الشوط الثاني حتى يستفيد الفريق من قدرات بخيت الجسمانية وتصويباته القوية والتحاقه مع لاعبي المنتخب الاوزبكي الذين استخدموا كل الطرق على أمل احراز التعادل على أقل تقدير·
ولولا الروح القتالية التي كان عليها جميع اللاعبين في تلك المباراة لخرجت النتيجة بصورة غير مرضية·· وفي نفس الوقت ليس من المعقول أن يحرز فريق هدف بعد مرور 5 دقائق ويدافع بقية عمر المباراة بما فيها الوقت الضائع·· فمن رحمة ربنا أن الفريق نجح في احراز هدف مبكر أصاب لاعبي اوزبكستان بالصدمة وخلط أوراقهم·· وكلنا قلنا سلفاً وقبل المباراة: اذا أردنا أن نخرج من ستاد بختاكور بفوز فعلينا الصمود والخروج بنتيجة ايجابية خلال الشوط الأول·· لأن الفريق الاوزبكي اذا نجح في احراز أهداف في الشوط الاول يستطيع أن ينهي المباراة لصالحه وربما بعدد وافر من الأهداف
عاد التاريخ الى الوراء خمس سنوات عندما كرر لاعبو المنتخب الوطني السيناريو الذي كتبه زملاؤهم عام 97 يوم فازوا على منتخب أوزبكستان وعلى ستاد بختاكور 3/2 في تصفيات كأس العالم·
وفوز أمس الاول هو الثالث للأبيض الاماراتي على نظيره الاوزبكي والثاني له في طشقند وأمام العيان من الجماهير الاوزبكستانية العاشقة لكرة القدم·
ذلك الفوز الذي أعاد المنتخب الوطني الى صلب المنافسة بعد أن رفع رصيده الى 7 نقاط مما جدد الأمل في المنافسة على بطاقة التأهل الى مونديال كوريا واليابان ·2002
وكما لم ينس لاعبو المنتخب الأوزبكي عدنان الطلياني وروزنامة عام 97 فإنهم لن ينسوا محمد عمر الذي هز مرماهم أول أمس بهدف انتزع من خلاله المنتخب الوطني الثلاث نقاط·
وما أثلج صدر جماهير الكرة الاماراتية والمسؤولين أن لاعبي المنتخب كان لديهم شعور قوي بالمسؤولية وبأهمية مرحلة الإياب من التصفيات·· فكما كانت بداية مشوار تصفيات كأس العالم قوية ومؤثرة يوم فاز المنتخب يوم 17 اغسطس في أولى مبارياته على المنتخب الأوزبكي 4/1 على ستاد آل نهيان·· هاهو يعود ليبدأ المرحلة الثانية والحاسمة بفوز مهم من شأنه أن يعزز من موقفه في التصفيات ويجعله يقبل بروح معنوية مماثلة وهدف واضح على مباراة الخميس القادم الثأرية أمام المنتخب الصيني·· تلك المباراة التي يضعنا الفوز فيها في صلب المنافسة والمركز الأول حيث في تلك الحالة يتساوى المنتخب مع الصين صاحبة الصدارة في رصيد النقاط عندما يصبح لديه عشر نقاط·
عودة الروح وهدف عمر
عندما نتحدث عن عودة الروح فبالطبع لن يطال الحديث القصة التي كتبها الكاتب المصري الشهير توفيق الحكيم وتحمل هذا الاسم لكننا نتحدث هنا عن عودة الروح القتالية للفريق والتي لعبت الدور الأكبر في فوز الفريق وغطَّت على السلبيات الفنية والخططية·· فالروح القتالية في عالم كرة القدم الحديثة واللياقة البدنية قد تلعبان دوراً يعادل الى حد ما النقص الواضح في الجوانب الخططية والفنية·· لكن يجب أن يعلم اللاعبون وكما يقول المثل ليس في كل مرة تسلم الجرة ·
لكن أمس الاول كان المنتخب الوطني على موعد مع الفوز وقطف ثمار الثلاث نقاط·
فأول دقيقة كان لها فعل السحر عندما تصدى الحارس معتز عبدالله لأول هجمة اوزبكية ومنع الكرة من دخول مرماه ببراعة·· هذا النجاح الذي رفع من الروح المعنوية للحارس معتز وزملائه وجعل الدفاع يتماسك بكل قوة أمام سيل الهجمات الاوزبكية·
ولم يمض سوى خمس دقائق فقط واذا بعبدالعزيز العنبري ينطلق من الناحية اليسرى ويرسل كرة عرضية على الطريقة الاوروبية وتجد محمد عمر في انتظارها ليمتصها بمهارة عالية ويسكنها بقدمه اليسرى شباك اليكس حارس منتخب اوزبكستان·
الطير فوق رؤوسهم
يصاب أكثر من 40 ألف متفرج ساندوا منتخب اوزبكستان بصدمة من هول المفاجأة وهدف محمد عمر وحلق الوجوم في المدرجات وكأن الطير فوق رؤوسهم·
وبدت العشوائية تسيطر على أداء لاعبي اوزبكستان·· صحيح سيطروا على مجريات اللعب وهاجموا مرمى معتز عبدالله بكل ضراوة لكن تألق الحارس وثلاثي خط الدفاع بالتحديد جليل عبدالرحمن وفهد علي وعبدالرحمن ابراهيم ومعهم سلطان راشد وعبدالرحيم محمد حال دون هز الشباك·
عاب المنتخب الوطني بعد أن سجل محمد عمر الهدف التراجع الواضح للدفاع وترك المبادرة كاملة للاعبي اوزبكستان لدرجة أن لاعبي خط الوسط انصهروا بصورة شبه كاملة مع خط الدفاع·· وكان الأولى أن يزيد لاعبونا من تصدير الضغط والاحباط للمنتخب الأوزبكي عن طريق استهلاك الوقت الايجابي بالتمريرات المتقنة والمتنوعة والابتعاد عن الأخطاء في المنطقة الخطرة أمام المرمى خاصة وأن هناك أكثر من لاعب في المنتخب الأوزبكي يجيدون تسديد الضربات الثابتة خاصة قاسيموف كابتن الفريق ولاعب خط الوسط·· لكن هذا لم يحدث كثيراً وساعدنا على ذلك عدم التركيز لدى لاعبي أوزبكستان·
العذر لمحمد قاسم وفهد لم يستثمر إمكاناته
أشرك المدرب تيني ريخس محمد قاسم في مركز لاعب الوسط من ناحية اليسار وأعتقد أن قاسم يلعب للمرة الأولى في هذا المركز ويبدو أن لاعبي اوزبكستان فطنوا لذلك فشددوا الضغط من الناحية اليسرى للمنتخب الوطني وتحول سافينوف الظهير الايمن للفريق الاوزبكي الى جناح في أغلب الوقت·· فكثر تهديد مرمى المنتخب من هذه الناحية في الشوط الاول وكثرت الأخطاء والضربات الركنية·· لكن صمود لاعبي الدفاع ومن ورائهم معتز وقلة تركيز لاعبي أوزبكستان·· كل هذه الأمور مجتمعة حالت دون احراز المنتخب الاوزبكي لهدف التعادل·· صحيح كان محمد قاسم يمثل مدافعاً رابعاً في كثير من الأحيان نظير الضغط الأوزبكي المتواصل لكن ذلك كان على حساب الجانب الأيسر الذي كان مكشوفاً في كثير من الأحيان·
نجح المدرب تيني ريخس في سد فجوة الجهة اليسرى للمنتخب مع بداية الشوط الثاني عندما كلف عبدالرحيم جمعة بمساعدة محمد قاسم ونزول محمد عمر الى منطقة وسط الملعب من تلك الناحية لمنع تقدم الظهير الايمن الأوزبكي·· لكن فطن ساليكوف مدرب منتخب اوزبكستان الى ذلك فحوّل هجمات فريقه الى الناحية اليمنى لمنتخبنا والتي يقطن فيها فهد مسعود·· ولا أدري ماذا أصاب فهد في تلك المباراة حيث لم يستفد الفريق من انطلاقاته في الجهة اليمنى وتسديداته القوية لدرجة انه لم ينطلق أو يسدد سوى مرة واحدة ذهبت معها الكرة الى خارج المرمى·· ولو نجح فهد في التقدم والتسديد والتمرير لخفض الضغط على خط الدفاع وزاد من ترابط خط الوسط·· لكنه كان حائراً بين الدفاع والهجوم·· لذلك لم يؤد الجانبين على أكمل وجه كما تعودنا منه·
فجوة سببها نقص الخبرة
مايزال المنتخب الوطني يعاني من فجوة واضحة في أداء خط الوسط والذي يميل كل الميل الى الدفاع خاصة في المباريات الخارجية لدرجة ان ينصهر مع لاعبي الخط الخلفي وبالتالي يترك المساحات واضحة في منطقة المناورات لكي يبني منها الفريق المنافس هجماته·· وهذا الأمر تكرر كثيراً وظهر واضحاً في لقاء أمس الاول حيث اتجهت بوصلة محمد قاسم وفهد مسعود وعبدالرحيم جمعة وسلطان راشد الى الدفاع بينما ترك العنبري وحده في وسط الملعب·· وانقطعت وسائل الاتصال في مرات كثيرة بين الوسط والهجوم·· لذلك بذل كل من محمد عمر وياسر سالم مجهوداً كبيراً سواء لاستغلال الكرات القليلة التي كانت تصل اليهما أو الركض وراء الكرات الضالة التي كانت تأتي من خط الدفاع·
الهدف المبكر وراء تألق معتز وعمر
اذا كان أمس الاول هو يوم تألق معتز عبدالله حارس مرمى المنتخب الوطني والذي عاد في تلك المباراة الى سيرته الأولى وذكرنا بالأيام الخوالي حيث كان في قمة تألقه·· ثقة وخروج من مرماه لالتقاط الكرات في الوقت المناسب وتألق في إبعاد الكرات العرضية وانقاذ مرماه من عدة كرات خطرة لو دخلت واحدة منها مالامه أحد·
لكن كان هناك من شارك معتز عبدالله في تألقه وهو المهاجم محمد عمر الذي نجح في اصابة أكثر من 40 ألف متفرج أوزبكي بصدمة بعد خمس دقائق فقط من بداية المباراة بعدما أحرز هدف الابيض والمنتخب الوحيد·
هذا الهدف فتح نفس محمد عمر وجعله يبذل مجهوداً لم نره عليه منذ فترة طويلة وسبب إزعاجاً مستمراً للدفاع الاوزبكي الذي استخدم معه كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة للحد من خطورته·· وللحق كان محمد عمر أحد أبرز نجوم الابيض في هذا اللقاء·
ياسر سالم يرفض راحة زملائه
رفض المهاجم ياسر سالم راحة زملائه من الضغط العصبي جراء الهجمات الاوزبكية المتواصلة وبالتحديد بعد مرور نصف ساعة على بداية المباراة عندما قاد محمد عمر هجمة مرتدة وأهدى ياسر سالم هدية انفرد على أثرها بالمرمى الاوزبكي لكن سدد الكرة في اقدام الحارس اليكس بدلاً من ايداعها المرمى·· ولو نجح ياسر في احراز الهدف الثاني لرمى لاعبو اوزبكستان الفوطة ولغادرت الجماهير المدرجات·· ولم يتعظ ياسر سالم من تلك الفرصة التي تكررت بعد دقيقة واحدة لكنه في تلك المرة لعب الكرة في يد الحارس·· وكم قلنا مراراً أن المهاجم يجب أن يجيد استثمار الفرص لأن في مثل تلك المباريات الدولية قد تتاح له فرصة واحدة فإما أن يضع فريقه من خلالها في موقع جيد أو يضيع كل شيء·· فاذا كان هناك عذر لياسر سالم فإنه ليس هناك عذر للمدربين الذين أشرفوا على تدريباته منذ نعومة أظفاره وحتى الآن·
سلطان زمانه
حسناً فعل تيني ريخس عندما أعاد سلطان راشد الى التشكيلة الاساسية للمنتخب·· فسلطان يمتلك قدرات عالية كصانع ألعاب يجيد التمريرات الدقيقة وتهدئة اللعب وقت الحاجة·
والتحكم في ايقاع المباراة بدرجة عالية علاوة على قدرات دفاعية جيدة·· فرغم سيل الهجمات الاوزبكية إلا أن سلطان راشد ومعه العنبري وعبدالرحيم جمعة نجحوا في بعض الأوقات في امتصاص حماس لاعبي اوزبكستان عن طريق التمريرات السريعة وفتح اللعب على الجانبين وهذا ساهم بشكل مباشر في زيادة الضغط النفسي على المنتخب الاوزبكي·· لكن عاب خط الوسط الانكماش والدفاع من منتصف ملعبنا وبالطبع كان للاعبي الجانبين دور واضح في ذلك·
17 دقيقة فقط للولد الشقي
دفع المدرب تيني ريخس بكابتن المنتخب زهير بخيت في الدقيقة 18 من الشوط الثاني بدلاً من ياسر سالم وكان الهدف من مشاركته هو ايقاف مساندة مدافعي اوزبكستان للاعبي خطي الوسط والهجوم واستثمار الوقت عن طريق اكتسابه لفاولات من قدرته على الاحتفاظ بالكرة·· ونجح زهير بخيت في أداء الخطة المطلوبة لكنه وبسبب عدم إجراء الإحماء الكافي اصيب في الدقيقة 35 بشد في العضلة الخلفية حرمه من تكملة المشوار ليشارك سبيت خاطر بدلاً منه·
تغيير متأخر
طال الاجهاد من عبدالعزيز العنبري بعد الجهد الكبير الذي بذله خلال الشوط الاول والنصف ساعة الأولى من الشوط الثاني فقام المدرب تيني ريخس باستبداله واشراك المخضرم بخيت سعد في الدقيقة ,·35 وفي رأيي الشخصي كان يجب اجراء هذا التغيير مع بداية الشوط الثاني حتى يستفيد الفريق من قدرات بخيت الجسمانية وتصويباته القوية والتحاقه مع لاعبي المنتخب الاوزبكي الذين استخدموا كل الطرق على أمل احراز التعادل على أقل تقدير·
ولولا الروح القتالية التي كان عليها جميع اللاعبين في تلك المباراة لخرجت النتيجة بصورة غير مرضية·· وفي نفس الوقت ليس من المعقول أن يحرز فريق هدف بعد مرور 5 دقائق ويدافع بقية عمر المباراة بما فيها الوقت الضائع·· فمن رحمة ربنا أن الفريق نجح في احراز هدف مبكر أصاب لاعبي اوزبكستان بالصدمة وخلط أوراقهم·· وكلنا قلنا سلفاً وقبل المباراة: اذا أردنا أن نخرج من ستاد بختاكور بفوز فعلينا الصمود والخروج بنتيجة ايجابية خلال الشوط الأول·· لأن الفريق الاوزبكي اذا نجح في احراز أهداف في الشوط الاول يستطيع أن ينهي المباراة لصالحه وربما بعدد وافر من الأهداف