المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التدخين ...(حروب عالمية) في ديار المسلمين!!



mrjordan
27-06-2005, 12:09 PM
التدخين ...(حروب عالمية) في ديار المسلمين!!




في عام 1988م قامت شركات السجائر العالمية بتأسيس اتحاد أطلق عليه اسم “META” بغرض حماية مصالحها في الشرق الأوسط، وتحديدًا الدول العربية، التي يمثل الإسلام عدوًّا لها بسبب تحريمه التدخين، ورصدت هذه الشركات ميزانية لهذا الاتحاد تقدَّر بـ 227 مليون دولار، ارتفعت إلى 350 مليونًا عام 1993م.
وأحد أهداف هذا الاتحاد هو محاربة أعداء التدخين، ودعم مؤيديها في البلاد العربية؛ سواء من رجال الأعمال والسياسيين، ووصل الأمر لتشكيل قوائم من (الحلفاء) لهذه الشركات في كل دولة على حدة تضم حكوميين وسياسيين وإعلاميين وأطباء تسخِّرهم هذه الشركات بغرض الدفاع عن مصالحها بمقابل، ويصل الأمر في هذه الحالات إلى حد السعي لإسقاط نواب في البرلمانات ممن يتقدمون بتشريعات ضد التدخين (كما حدث في مصر)، فضلاً عن رشوة صحفيين وعلماء مَدْعوّين ليقدموا دراسات وهمية حول مزايا النيكوتين!.
وقد تم الكشف بشكل غير مباشر عن هذه التحالفات الشيطانية لمحاربة كل من يعارض التدخين من خلال عدد من المؤتمرات العلمية الجادة، فضلاً عن فضح منظمة الصحة العالمية لممارسات شركات التبغ الكبرى، مثل فيليب موريس الأمريكية عبر وثائق مستخلصة من مواقع هذه الشركات عبر الإنترنت.


ضغوط ورشاوى وتهديدات!

"فلنعمل على وضع نظام يتيح لشركة فيليب موريس قياس الاتجاهات السائدة حول قضية التدخين والإسلام، ولنتعرف على القيادات الدينية الإسلامية التي تعارض التفسيرات القرآنية التي تحرِّم التدخين، ولنعمل على تعزيز آراء هذه القيادات...".
بهذه العبارة كشفت شركة "فيليب موريس" الأمريكية، التي تنتج سجائر "المارلبورو" الشهيرة في إحدى وثائقها، التي نشرت عبر موقعها على الإنترنت، عن أن شركات السجائر العالمية لا تلعب ولا تهزل، وأنها تقوم برصد دقيق لكل ما يقال عنها من جهة، وعن التدخين عمومًا من جهة أخرى؛ بهدف التصدي لمن يعارضون التدخين، والسعي لضم الملايين إلى "نادي الهلاك التبغي" كل عام لامتصاص أموالهم وضخِّها في خزينة هذه الشركات.
فالذي لا يعرفه الكثيرون هو أن شركات التبغ- شأنها شأن تجار المخدرات- تسعى للحفاظ على "تجارة الصنف"، وتتعاون فيما بينها ومع كل من يشجع التدخين، وتخوض في سبيل ذلك معارك ضارية مع الجميع.
فإذا وجدت علماء مسلمين مثلاً يدعون لمنع التدخين في خطبهم، تسعى لمحاربتهم بسبل عديدة، منها: تشجيع نظرائهم، ممن لهم آراء مائعة أو غير محرِّمة للتدخين كلية، وإذا كانت هناك مواسم إسلامية معينة مثل شهر رمضان قد تشجِّع البعض على وقف التدخين نهائيًّا (طالما يفعل ذلك مدة تمتد من الفجر حتى المغرب)، فإن هذه الشركات سعت لضخِّ ميزانية خاصة لتكثيف الدعائية الإعلانية عن التبغ وإنتاج أنواع جديدة في هذا الشهر الكريم في الدول الإسلامية تحت عنوان "سجائر أخف في النيكوتين والقطران" لجذب المدخن وإغوائه.
أما إذا تطوع البعض من علماء الطب المخلصين وعقدوا مؤتمرًا طبيًّا للتحذير من مخاطر التدخين، فإن هذه الشركات تعقد مؤتمرات مماثلة تدعو فيها (علماء مرتشين) يتقاضون منها مرتبات ثابتة؛ كي يشككوا في الأبحاث الجديدة، وينتجوا أخرى مغلوطة، وهم يربطون بين مضار التدخين على الصدر والقلب مثلاً ومضار التلوث الجوي؛ كي لا يخاف المدخن ويوقف التدخين، بل يموِّلون نشر أبحاث مضلِّلة في هذا الصدد، ويصل الأمر لإنشاء مجلات طبية وتمويلها لاستكتاب أنصارها حول التدخين بغرض (زعزعة) اليقين بين الجمهور بأن التدخين مضر!.
ويأخذ الأمر طابع الحرب الحقيقية واستغلال النفوذ إذا وصل الأمر لسعي برلمان حكومة دولة ما لإصدار أي تشريع ضد التدخين، ولو كان منع التدخين في الأماكن العامة دون تحريمه في غيرها. وقد كشف النقاب في هذا الصدد عن تدخلات غير عادية في برلمانات وحكومات دول عربية وغير عربية لوقف مثل هذه التشريعات عبر أنصار- من نفس البرلمان أو الحكومة- ووأدها قبل صدورها بحجج مختلفة!!
أما في السينما والتلفزيونات والصحف العالمية فالرشاوى والدعم المالي بالمليارات يأخذ شكل (السياسة الثابتة)، وليس سرًّا أن بعض الصحفيين والكتاب يتقاضون مرتبات ثابتة أيضًا من هذه الشركات كي يدورون في فلكها، ويحافظون على أرباحها وتجارتها المسمومة في النهاية، وهو ما أكده خبراء شاركوا في مؤتمر لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة في مايو الماضي 2001م.
ولا شك أن تأثير إمساك فنَّانة إغراء أو نجمة مشهورة- مثلاً- بسيجارة في يدها في الفيلم أو المسلسل، أو تدخين بطل الفيلم بشكل معين، يقدم القدوة للمتفرجين- شباب ونساء- على التقليد، حتى إن بعض الأفلام تصوِّر تأثير السجائر والتدخين كأنه عنصر رئيسي في الفيلم وأحد أسرار نجاحه!!.
وليس ما سبق ذكره مجرد تخمين، ولكن الوثائق التي اضطرت بعض شركات التبغ لنشرها عبر مواقعها على الإنترنت- ضمن أحكام قضائية قضت بذلك كنوع من العقاب لوفاة مدخنين في الغرب- كشفت بعض هذه الأسرار السابق الإشارة إليها، كما أن منظمة الصحة العالمية تولَّت بدورها فضح هذا الأمر وخوض حرب ضد هذه الشركات؛ لأن شركات التبغ تخصص بدورها ميزانية لمحاربة منظمة الصحة العالمية والتقليل من شأن توصياتها.
بل إن منظمة الصحة العالمية بدأت تلجأ إلى الدين لمحاربة شركات التبغ، خصوصًا إلى الدين الإسلامي؛ لوجود تحريم صريح من بعض علماء الإسلام للتدخين؛ لأضراره على صحة الإنسان، ويشعر صنَّاع التبغ بالقلق إزاء تأثير الإسلام في الدول العربية والإسلامية على تجارتهم الضارة بالإنسان. وهذه النقطة بالذات تلفت الأنظار، خصوصًا أن هذه الشركات تتبع أساليب غريبة ضد الدين لتحقيق مصالحها، تم الكشف عن بعضها، ولكن البعض الآخر لا يزال غير معروف.


يحاربون خطب الجمعة!!

ويخشى المسؤولون عن هذه الصناعة من استفادة السلطات الصحية والعلماء وخطباء المساجد من توظيف دعوة الإسلام للامتناع عن التدخين في المنطقة؛ لتشجيع إصدار التشريعات التي تقيد أنشطة صناعة التبغ والتدخين، وهو ما يحرم هذه الشركات من ملايين الدولارات.
وكدليل على رصد هذه الشركات للخطب الدينية والمواعظ التي تحضُّ على منع التدخين وتبيين أضراره، أصدرت هيئة Brown & Williamson لصناعة التبغ تقريرًا ميدانيًّا من تقاريرها الدورية في 1984م في المملكة العربية السعودية، قالت فيه: إن "الضغط الذي يمارس ضد التدخين مستمر، فخطب الجمعة في المساجد تعلن صراحة أن التدخين حرام".
ومع أن التقرير أكد أن "هذا أمر شكلي بحت، ولن يتخذ إجراء في هذا الصدد؛ لأن التدخين لم يحرَّم تحريمًا صريحًا كالخمر ولحم الخنزير، وما إلى ذلك، ومن ثَم لن تصدر تشريعات بتحريمه"، فقد واصلت شركات صناعة التبغ رصد المنشورات والتصريحات الدينية التي تدور في هذا الإطار؛ للتأكد من أن هذه الفتاوى والوصايا التي تدعو لمنع التدخين لضرره لن تلقى القبول، خصوصًا أن الأعوام التالية شهدت صدور فتاوى عديدة لتحريم التدخين من علماء مسلمين في العديد من الدول العربية، بل إن مفتي مصر أصدر فتوى رسمية تم تعليقها على أبواب المساجد، وبعض المحال التجارية، وتوزعها أيضًا منظمة الصحة العالمية عبر بوسترات كبيرة في مؤتمراتها العلمية.
أما إذا تمَّ رصد أي تأثير لهذه الدعوات الدينية فهنا تبدأ الحملات المضادة من شركات التبغ، والأدلة أيضًا كثيرة، ويكفي أن مفتي مصر صاحب هذه الفتوى الشهيرة تعرَّض لحملة صحفية ضخمة وانتقادات عديدة لمجرد أن حرَّم أيضًا مسابقات الهاتف المحمول، وقال منتقدوه: إنه يحرم كل شيء!!.
فقد دعت شركة فيليب موريس- مثلاً- في مسودَّة خطة أعدتها في 1987م إلى ما أسمته "تحسين وسائل الجدل" حول "القضية الرئيسية" المتعلقة بالتدخين والإسلام؛ حيث تتمثل إحدى الإستراتيجيات ذات الأولوية لشركة فيليب موريس في هذا الصدد للعمل على وضع نظام يتيح للشركة قياس الاتجاهات السائدة حول قضية التدخين والإسلام، و"التعرف على القيادات الدينية الإسلامية التي تعارض التفسيرات القرآنية التي تحرم التدخين، والعمل على تعزيز آراء هذه القيادات"!.
بل إن بعض شركات التبغ تسعى لتحسين صورتها أمام هذه المؤسسات الدينية بإظهار نفسها بمظهر (المتدينة)، فحرصًا من شركة فيليب موريس على تجميل صورتها أمام القيادات الدينية، أعلنت عن تقديم تبرعات خيرية للمؤسسات الإسلامية، مثلما حدث في 1989م، عندما حظيت المساهمات التي قدمتها شركة فيليب موريس لـ "بيت القرآن"- كما تقول منظمة الصحة العالمية- وهي مؤسسة ثقافية في البحرين، بتغطية إعلامية مكثفة في بلدان الخليج (لاحظ دور الإعلام).
اسلام اون لاين