تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة من الدروس للدعاة



Exodia
28-06-2005, 09:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة من الدروس للدعاة
مجموعة من الدروس تحوي بإذن الله كل ما يحتاجه الداعية في طريقه إلى الدعوة
راجياً الله أن يبارك لنا في ذلك






( توجيهات للدُعاة)

أيها الداعية :
وظيفتك عالية ، وغالية ، فأنت سائر في طريق المرسلين .
الإخلاص أولاً ، والاتباع ثانيا ...سر على منهج الرسل ) قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة ).
عليك بحسن الأسلوب في الدعوة ، واختيار الأمر المناسب من الأقوال ، والأعمال ، والأوقات.
ثم عليك بحسن الكلام ، فلا تغلظ في دعوتك ، بل كن هيّناً سهلاً وفي قصة موسى لما ذهب لفرعون ، قال الله له ولأخيه هارون ) فقولا له قولاً ليّناً لعله يتذكر أو يخشى ( والكلمة القوية القاسية ليس لها قبول ، فلماذا تقولها؟
مع أنك تستطيع أن تقول بدلها كلمة أخرى أحسن منها ...
ثم عليك بمجاهدة النفس على هذه الدعوة ، واصبر على ما تواجهه( واصبر على ما أصابك )

أخي الداعية
قد يصيبك الفتور ، وهذا ليس بغريب , ولكن انتبه ، لا تجعل الفتور يأخذ فترة طويلة من وقتك .
عليك بالتزود من الصلاة ، والصيام والقرآن، وطلب العلم ، وغيرها من الأعمال الصالحة كما قال الله تعالى ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) فالعبادات زادُ كبير في طريق الدعاة

أخي الداعية
الوقت الوقت ، حافظ عليه ، فهو رأس مالك ، فاجعله كله لله

وأوصيك أخي :
ابدأ بنفسك فانهها عن غيّها ، وأعطها من الأعمال الصالحة ، وحاسبها .
ثم عليك بأهلك ، فادعهم إلى الله( وأنذر عشيرتك الأقربين )

أخي الكريم
لا تنتظر نتيجة دعوتك ، ولا تنتظر أن يأتيك المدعو ويقول لك جزاك الله خيرا ً
ولاتكن ممن ينتظر ثناء الناس على دعوته
أو ممن يريد من الناس أن يغيروا منكراتهم بين يوم وليلة ، لا ، لا لا تنتظر ذلك .
ولا أي شيءٍ من ذلك , ألم تعلم بأنه سيأتي ( نبي ) يوم القيامة ، وليس معه أحد . فلماذا أنت تنتظر … ؟
ولماذا تتوقف عن الدعوة بحجة : أن الناس مازالوا على منكراتهم ؟
ولماذا تركت الدروس والأعمال الدعوية ..؟
هل أنت ( تهدي قلوبهم ) ( إن عليك إلا البلاغ )

أخي المبارك
إن كنت تعمل وتكدح وتتعب , فاعلم أن الأعداء يعملون ويكدحون
( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون )

أيها الموفق
لابد من كسب قلب المدعو ، حتى يحبك ، فإن أحبك أحب ما تقول
فأحسن للناس وذلك بالخلق الحسن وبذل المال للمحتاج وبذل الوقت لحل مشاكل الناس .
وداوم على الابتسامة فهي مفتاح القلوب وتواضع للخلق ، وسترى حب الناس لك .

وقفة
لا بد لك أيها الداعية من معرفة حال المدعو , ومدى علمه ، وعقله ، وفهمه ، ونفسيته , وبالتجربة فإن معرفة ذلك من أكبر أسباب نجاح الدعوة

إشارة
استخدم أسلوب ( العمل ) أحياناً , فالتأثير بالقدوة أبلغ في النفوس من الكلام المجرد , ولا مانع من الدعوة بالكلام .
ولكن ممارسة التنويع مهم ،مثال : لو أردت دعوة الناس لصيام الأثنين والخميس , فلوأنك داومت على صيامهما لتأثر الناس بك حتى لو لم تقل لهم صوموا , ولا يمنع أيضاً من أن تخبرهم بفضائل الصيام

همسة
عليك بأسلوب (القصة) لأن القصة لها لذة في الاستماع , والقرآن مليء بذلك ( فاقصص القَصص لعلهم يتفكرون ) , ولكن لا تحدث الناس إلا بالقصص الحقيقية ، ولا تكذب.

خاطرة
داوم على مطالعة سيرة الأنبياء وأخبارهم لترى فقه الدعوة , وترى صبرهم ، وإخلاصهم ( لقد كان في قصصهم عبرة ) .

عبرة
قد ينالك أذى في نفسك أو في أهلك ، أو في دعوتك ، وهذا ليس بغريب , فهذا طريق الأنبياء( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين ) .

همسة
انتبه لأفعالك ، فالناس ينظرون إليك ، يلاحظون أفعالك , واعلم أن الناس يعتقدون أنك ( قدوة) فلا تكن مثالا ًسيئاً للدعاة .

أخي الداعية
تزود من العلم ، وواظب على مطالعة الكتب ، وخاصة كتاب الله ، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم , فالعلم من أعظم الضروريات للدعاة , والناس عندهم أسئلة ومشكلات يريدون منك إجابة عليها
فكيف تجيب إذا لم يكن لديك العلم الكافي ؟؟

انتبه
لا تكن ( موسميا ً) ولا ( حماسياً ) , فإن بعض الدعاة يتحمس للدعوة لأجل شريط سمعه ، أو قصة , ولكن هذا الحماس يتوقف بعد أيام لا , إننا نريد دعوة مستمرة , دعوة لها منطلقات صحيحة ، دعوة مدروسة ، دعوة باقية ما بقي العمر.

أخي الكريم
أوصيك أن يكون نَفَسَك طويل فكن بعيد النظرة ، واسع الأفق ، فلا تستعجل , لا تستعجل ثمرة الدعوة ,لا تستعجل زوال المنكرات , لا تستعجل العذاب الذي ينزل بالكافرين( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم )

وصية لك
نريد الغضب لله ، لا للهوى ، لا لحظ النفس ، ونبيك صلى الله عليه وسلم كان يغضب لله فقط ، ولم يكن ينتصر لنفسه ,وما أصعب ذلك في وقت الغضب .

همسة خاصة
تعرّف إلى أعداءك ، وتعرّف على مكائدهم ، وصفاتهم ,واعلم بأنهم يدرسون الصحوة دراسة قوية ، ثم يُصدرون عقب ذلك الأعمال المدمّرة ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون)

يا أيها (الداعية) ألم تقرأ هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله ) هذا نداء من الله للمؤمنين ، أن ينصروا دين الله ، أن ينصروا الدعوة , فما شعورك عندما تقرأ هذه الآية ؟ وهل استجبت لدعوة الله

وقفة
قد يضيق صدرك من كيد الأعداء ، وانتشار الفساد ، وجهود العلمانيين , فما عليك منهم ولكن عليك بالتقوى والصبر ( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً )

إشارة
لا تكن ممن يسب الواقع ويتأفف دائما ً، ويتضجر في كل حين
نعم .. نحن نريد العمل , نعم إن الواقع مرير وكلنا يعرف ذلك
والأعداء يعملون ولا ننتظر منهم أن يتوقف كيدهم نريد بكل صراحة ( عملاً قوياً ) عملاً من منطلق الحكمة ,والذي يوقد شمعة خير من الذي يسب الظلام

الابتلاء
لا بد لك أيها الداعية من أن تتجرع كأس ( الابتلاء ) وتشرب من ماءه , لا بد ، شئت أم أبيت إن لم يكن اليوم فقد يكون غداً ، فإن لم يكن غدا ًفبعد شهر ، أو سنة أو سنوات ،لا بد ومن هو النبي الذي لم ينله أذى ؟ من الذي سلم من كلام الناس ) ولقد كُذّبت رُسلٌ من قبلك) ) ولقد استهزئ برسل من قبلك( (وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين(

آيات كثيرة دلت على هذا الأصل العظيم
فما عليك إلا التزود بالتقوى والصبر ، والاستعداد لمواجهة عاصفة الابتلاء ومن كان مع الله كان الله معه , ومن أراد الآخرة ، فليصبروالدنيا قليلة , والآخرة هي دار القرار . فاصبر ......نعم ….. الصبر زادك ، الصبر على كل شيء

أمامك الصبر على انتشار الباطل والفساد ......
أمامك الصبر على تأخر استجابة الناس لك ...
أمامك الصبر على خذلان أهل الحق للحق ..
أمامك الصبر على كلام الناس فيك ، وسخريتهم .. نعم . نعم .. الصبر . الصبر.. أمامك الصبر على ترك زخرف الحياة الدنيا
أمامك الصبر على فتنة الشهرة والثناء والمدح
أمامك الصبر على : القتل في سبيل الله .. أمامك الصبر على السجن لأجل كلمة الحق .. الصبر .. الصبر ..هو زاد الأنبياء كلهم نعم .. كلهم .. ) فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ( فهذا نوح لم يؤمن معه إلا قليل ، فهل كان زاده إلا الصبر .

وهذا يوسف ( يُسجن )
وهذا عيسى أرادوا قتله
وهذا محمد صلى الله عليه وسلم يتعرض لأنواع الأذى والقتل
وهذا عمر ( قُتل ) وعثمان ( قتل ) وعلي ( قُتل )
وهذا خبيب بن عدي يوضع على المشنقة
وهذا أحمد بن حنبل يُجلد ثم يُسجن
وهذا مالك بن أنس يُطافُ به على البعير وهو يجلد
وهذا ابن تيمية يُسجن - حتى مات في السجن
هذه سيرة الأنبياء والدعاة إلى الله ، (فهل كان زادهم .. ) فمانصيب الصبر عندك ؟

همسة من محب
لاتكن كالشمعة تضيء للناس وتحرق نفسها
اجعل من وقتك شيء لمحاسبة النفس ومراجعة أعمالك
لترى ما قدمت ولكي تنظر في منهجك وطريقتك
وهل صدر منك خطأ لكي تتوب منه
لا بد من مراجعة أعمالكم أيها الدعاة

إشارة على الطريق
أخي الداعية
ينبغي لك أن تستشير العلماء والدعاة في أعمالك الدعوية( وشاورهم في الأمر ) وبالتجربة فإن الإقدام على بعض الأعمال بدون استشارة العلماء والدعاة يكون سببا ًفي الوقوع في الأخطاء .

وقفة
حاول أن تغرس ( هم الإسلام ) في نفوس الناس بقدر ما تستطيع
لأن وجود ذلك في نفوسهم يدفعهم للبذل والتضحية

أيها الداعية
عليك بالزهد ، نعم ، عليك بالزهد في كل ما في هذه الحياة
الزهد في زخرف الحياة ومتاعها ، الزهد في ثناء الناس ومدحهم
الزهد في الرئاسة والمناصب ، الزهد في المراكب الفاخرة
والقصور الشامخة ، ألم تتأمل في سيرة إمام الزاهدين صلى الله عليه وسلم فماذا كان يركب ؟
وماذا كان في بيته ؟
ولا تفهم من ذلك ترك التجمل والزينة المعتدلة لا ، المقصود
( رفض الدنيا عن قلبك )
...........
عفوا
لقد أطلت عليك
لأني أحبك
............

لا أدري كيف أشكرك على قراءتك لهذه الكلمات
منقول

Exodia
28-06-2005, 09:59 AM
أيها الداعية نريد ( كيف )


تأملت في كثير من توجيهات الدعاة وكلماتهم وأشرطتهم فرأيت فيها الخير الكثير 000


ولكني أقول بكل صراحة : إننا بحاجة إلى أن يكون من ضمن التوجيهات التي يسمعها الناس منا ،
هو ( كيف )
نعم
فذلك الداعية يتكلم عن التقوى ويحث الناس عليها ويورد الآيات والأحاديث
ثم الأبيات والقصص وبعد ذلك يختم كلامه 0
ولكن
لو أنه ذكر في نهاية كلمته : كيف تكون من المتقين ؟
وما هي الوسائل التي تعين على تحقيق التقوى لكان أجمل وأفضل 0
..............

موقف آخر
ذلك الخطيب ، يخطب للجمعة ويتكلم في خطبته عن فضل الدعوة إلى الله ، ومكانتها و000
ولكن
لو أنه ذكر : كيف تدعو إلى الله ، وكيف تكون ممن يحمل هم الإسلام ، لكان أجمل وأفضل
...............
موقف
ذلك الداعية يتكلم عن فضل العلم وعلو همة السلف فيه 0
ولكنه
يختم كلمته تلك بإرسال عبارات العتاب للناس ويلومهم في تقصيرهم في طلب العلم ، ويودعهم 000
أخي الكريم
والله إن الناس يحتاجون إلى (كيف)
لماذا لم تتكلم عن كيفية طلب العلم
وماهي الطرق الميسرة لأجل الوصول للعلم
لا تقل
إن الناس يعرفون ويفهمون
والله
إنهم يحتاجون إلى إشعارهم بأن طلب العلم سهل ويسير وهم بحاجة إلى أن نوضح لهم ( كيفية طلب العلم )
...................
موقف
يأتي أحد الفضلاء إلى ذلك المسجد ، ويتحدث عن فضل التوبة ومكانتها ، ويبدأ بسرد القصص المؤثرة والمبكية ، ثم يعود إلى بيته
أقول وبلا تردد
إن الناس سمعوا الكثير من تلك القصص وذلك الكلام ولكنهم قل أن يسمعوا من يبين لهم كيفية التوبة وماهي شروطها ، وما هي الوسائل العملية لها
إن الناس
عندهم أسئلة على كلمتك أخي الداعية
وأنت تستطيع الإجابة عليها
إذا استخدمت ( كيف )
..........................
منقول

Exodia
28-06-2005, 10:01 AM
إذن كيف لو رجموك بالحجارة



أخي الداعية

إنك تمارس عملاً جليلاً وعظيماً عند الله تعالى ولا بد أن تواجه بعض العقبات والصعوبات فيا ترى ماذا تعمل عند هذه العقبات ؟
إنه الصبر ... نعم ... إنه الصبر
إن الذي يخالط الناس ويدعوهم وينصحهم فلا بد أن يعادونه ، ويتكلمون عليه وقد يصدر منهم بعض الصور من الأذى لذلك الداعية .


أيها الداعية
لا بد أن تعلم علم اليقين أن طريق الدعوة والإصلاح مليء بالأشواك .
ألم تعلم بأن رسولنا صلى الله عليه وسلم رجموه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه ؟
وأريدك أن تقف معي وقفة يسيرة حول هذا المشهد
يذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ليبلغهم دين الله وينصحهم فلما وصل إليهم ردوه ورفضوه وطردوه .
ويا ليتهم توقفوا عند هذا الحد .
ولكنهم أرسلوا الصبيان والمجانين لكي يرجموه بالحجارة وفعلاً ذهب الصبيان والمجانين ومعهم الحجارة وبدأو يرمون بها إلى ذلك النبي الكريم .


ما أعجب ذلك المشهد
الداعية الكبير والإمام الرحيم يُرجم بالحجارة
ما أعجب ذلك المشهد
الرسول صلى الله عليه وسلم يمشي ... والحجارة تضرب جسده الشريف حتى يسيل الدم من قدميه
ما أروع ذلك المشهد
ولا زال الصبيان يرجمون ... ولا زال الصبر يزيد والرحمة والشفقة لدى ذلك النبي تزيد فعجباً لصبر ذلك النبي
يا ترى كيف كان شعور النبي صلى الله عليه وسلم ... والحجارة تأتي إليه ؟
كيف كان يفكر ؟
كيف كان ينظر إلى هؤلاء .
إنه الصبر يا أيها الدعاة
إنه القلب النقي والتقي الذي لا يعرف الانتقام ولا الإساءة .


والقصة لم تنتهي ويستمر الرسول صلى الله عليه وسلم .. ولا زالت قطرات الدم تسيل ...
وفجأة ... إذا بجبريل عليه السلام ... ومعه ملك الجبال ... يقفان أمام الرسول ... " يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك ، فإن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين "
ومعنى ذلك الكلام
أي : يا محمد إن الله يراك ويرى الأذى الذي تعرضت له والإصابات التي نزلت بك ...
وإن الله أرسلني لكي أنتقم لك وأدافع عنك فهل تريد أن أغلق عليهم الجبلين الذين يحيطان بمدينة الطائف ؟
فيا ترى ماذا قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
ذلك الرحمة المهداة ... ذلك الرسول المختار؟
لقد قال : لا .. لا ...
" لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً "


إذن أخي الداعية .... راجع صبرك ... وابك على حالك ... فأين أنت عن محمد صلى الله عليه وسلم؟؟

Exodia
28-06-2005, 10:04 AM
وسائل في التأثير على القلوب

هذه سهام لصيد القلوب، أعني تلك الفضائل التي تستعطف بها القلوب، وتستر بها العيوب وتستقال بها العثرات، وهي صفات لها أثر سريع وفعّال على القلوب، فإليك أيها المحب سهاماً سريعة ما أن تطلقها حتى تملك بها القلوب فاحرص عليها، وجاهد نفسك على حسن التسديد للوصول للهدف واستعن بالله.


الوسيلة الأول: الابتسامة :

قالوا هي كالملح في الطعام، وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي مع ذلك عبادة وصدقة، ( فتبسمك في وجه أخيك صدقة ) كما في الترمذي، وقال عبد الله ابن الحارث ( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم).



الوسيلة الثانية : البدء بالسلام :

سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسط الوجه والبشاشة، وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف، وهو أجر وغنيمة فخيرهم الذي يبدأ بالسلام، قال عمر الندي (خرجت مع ابن عمر فما لقي صغيراً ولا كبيراً إلا سلم عليه)، وقال الحسن البصري (المصافحة تزيد في المودة) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ). وفي الموطأ أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء ) قال ابن عبد البر هذا يتصل من وجوه حسان كلها.



الوسيلة الثالثة : الهدية :

ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب، وما يفعله الناس من تبادل الهدايا في المناسبات وغيرها أمر محمود بل ومندوب إليه على أن لا يكلف نفسه إلا وسعها، قال إبراهيم الزهري (خرّجت لأبي جائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل بيته ففعلت، فقال لي تذكّر هل بقي أحد أغفلناه ؟ قلت لا قال بلى رجل لقيني فسلم علي سلاماً جميلاً صفته كذا وكذا، اكتب له عشرة دنانير) انتهى كلامه.

انظروا أثّر فيه السلام الجميل فأراد أن يرد عليه بهدية ويكافئه على ذلك.



الوسيلة الرابعة : الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع :

وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس، وإياك وتسيد المجالس وعليك بطيب الكلام ورقة العبارة (فالكلمة الطيبة صدقة) كما في الصحيحين، ولها تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلاً عن إخوانك وبني دينك، فهذه عائشة رضي الله عنها قالت لليهود ( وعليكم السام واللعنة) فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله) متفق عليه، وعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عليك بحسن الخلق وطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما ) أخرجه أبو يعلى والبزار وغيرهما.


قد يخزنُ الورعُ التقي لسانه حذر الكلام وإنه لمفوه




الوسيلة الخامس: حسن الاستماع وأدب الإنصات :

وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الحديث حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه، ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا به بعكس الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة، واسمع لهذا الخلق العجيب عن عطاء قال : ( إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد).



الوسيلة السادسة : حسن السمت والمظهر:

وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله جميل يحب الجمال ) كما في مسلم. وعمر ابن الخطاب يقول ( إنه ليعجبني الشاب الناسك نظيف الثوب طيب الريح )، وقال عبد الله ابن أحمد ابن حنبل ( إني ما رأيت أحداً أنظف ثوبا و لا أشد تعهدا لنفسه وشاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبا وأشده بياضا من أحمد ابن حنبل).



الوسيلة السابعة : بذل المعروف وقضاء الحوائج :

سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب صوره الشاعر بقوله:


أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم … فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ


بل تملك به محبة الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أحبُ الناس إلى الله أنفعهم للناس )، والله عز وجل يقول { وأحسنوا إن الله يحب المحسنين }.


إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتى …….. مملوك لكل رفيق
وكن مثل طعم الماء عذبا وباردا ……… على الكبد الحرى لكل صديق


عجباً لمن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه، ومن انتشر إحسانه كثر أعوانه.



الوسيلة الثامن: بذل المال :

فإن لكل قلب مفتاح، والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منه خشية أن يكبه الله في النار ) كما في البخاري.

صفوان ابن أمية فر يوم فتح مكة خوفا من المسلمين بعد أن استنفذ كل جهوده في الصد عن الإسلام والكيد والتآمر لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم الأمان ويرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب منه أن يمهله شهرين للدخول في الإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لك تسير أربعة أشهر، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين والطائف كافراً، وبعد حصار الطائف وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر في الغنائم يرى صفوان يطيل النظر إلى وادٍ قد امتلأ نعماً وشاء ورعاء.
فجعل عليه الصلاة والسلام يرمقه ثم قال له يعجبك هذا يا أبا وهب؟
قال نعم، قال له النبي صلى الله عليه وسلم هو لك وما فيه.
فقال صفوان عندها : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي، اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

لقد استطاع الحبيب صلى الله عليه وسلم بهذه اللمسات وبهذا التعامل العجيب أن يصل لهذا القلب بعد أن عرف مفتاحه.

فلماذا هذا الشح والبخل؟ ولماذا هذا الإمساك العجيب عند البعض من الناس؟ حتى كأنه يرى الفقر بين عينيه كلما هم بالجود والكرم والإنفاق.



الوسيلة التاسعة : إحسان الظن بالآخرين والاعتذار لهم :

فما وجدت طريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه، فأحسن الظن بمن حولك وإياك وسوء الظن بهم وأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم، فتحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب، واسمع لقول المتنبي:

إذا ساء فعل المرءِ ساءت ظنونه …… وصدق ما يعتاده من توهم
عود نفسك على الاعتذار لإخوانك جهدك فقد قال ابن المبارك ( المؤمن يطلب معاذير إخوانه، والمنافق يطلب عثراتهم ).



الوسيلة العاشرة : أعلن المحبة والمودة للآخرين :

فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنه سهم يصيب القلب ويأسر النفس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ( إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه ) كما في صحيح الجامع، وزاد في رواية مرسلة ( فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة)، لكن بشرط أن تكون المحبة لله، وليس لغرض من أغراض الدنيا كالمنصب والمال، والشهرة والوسامة والجمال، فكل أخوة لغير الله هباء، وهي يوم القيامة عداء (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).

والمرء مع من أحب كما قال صلى الله عليه وسلم - يعني يوم القيامة -، إذا فإعلان المحبة والمودة من أعظم الطرقِ للتأثير على القلوب. فإما مجتمع مليء بالحب والإخاء والائتلاف، أو مجتمع مليء بالفرقة والتناحر والاختلاف، لذلك حرص صلى الله عليه وسلم على تكوين مجتمع متحاب فآخى بين المهاجرين والأنصار، حتى عرف أن فلانا صاحب فلان، وبلغ ذلك الحب أن يوضع المتآخيين في قبر واحد بعد استشهادهما في إحدى الغزوات.، بل أكد صلى الله عليه وسلم على وسائل نشر هذه المحبة ومن ذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) كما في مسلم.

وللأسف، فالمشاعر والعواطف والأحاسيس الناس منها على طرفي نقيض ، فهناك من يتعامل مع إخوانه بأسلوب جامد جاف مجرد من المشاعر والعواطف، وهناك من يتعامل معهم بأسلوب عاطفي حساس رقيق ربما وصل لدرجة العشق والإعجاب والتعلق بالأشخاص. والموازنة بين العقل والعاطفة يختلف بحسب الأحوال والأشخاص، وهو مطلب لا يستطيعه كل أحد لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء.



الوسيلة الحادي عشر: المداراة :

فهل تحسن فن المداراة؟ وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة؟ روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ( أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما راءه قال بئس أخو العشيرة، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل، قالت له عائشة يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا عائشة متى عهدتني فاحشاً؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس لقاء فحشه) قال ابن حجر في الفتح (وهذا الحديث أصل في المداراة) ونقل قول القرطبي ( والفرق بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معا، وهي مباحة وربما استحبت، والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا ).

إذا فالمداراة لين الكلام والبشاشة للفساق وأهل الفحش والبذاءة، أولاً اتقاء لفحشهم، وثانيا لعل في مداراتهم كسباً لهدايتهم بشرط عدم المجاملة في الدين، وإنما في أمور الدنيا فقط، وإلا انتقلت من المداراة إلى المداهنة فهل تحسن فن المداراة بعد ذلك؟ كالتلطف والاعتذار والبشاشة والثناء على الرجل بما هو فيه لمصلحة شرعية، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( مداراة الناس صدقة ) أخرجه الطبراني وابن السني، وقال ابن بطال ( المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس، وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة)

Exodia
28-06-2005, 10:08 AM
" الدعاء للمدعو قبل ... دعوته "



أحياناً نكون حريصين على هداية " فلان أو فلانة " ونبذل وسائل كثيرة في التأثير عليه لعله " يهتدي " ويعود إلى ربه .
ولعل من أشهر تلك الوسائل الدعوية التي يبذلها الكثير في التأثير في الآخرين هذه الوسائل " الشريط ، الكتيب ، المطوية " وفي الحقيقة أن هذه الوسائل نفعت الكثير ، واهتدى بسببها خلقُ كثير – ولله الحمد -.





ولكننا قد ننسى وسيلة عظيمة ، تعتبر من أعظم الوسائل في التأثير في الآخرين .
ألا وهي وسيلة " الدعاء " .
ووالله إن الكثير من الذين يمارسون الدعوة إلى الله يغفلون عن " الدعاء للمدعو قبل دعوته " .

أحبتي الدعاة
إن الدعاء سلاح قوي ، له تأثير واضح في الأشخاص والأحوال والأمراض .
لقد أمرنا الله تعالى بأن ندعوه ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) .
فانظر في هذا الأمر " ادعوني " وانظر إلى الوعد الرباني " استجب لكم " .

أيها الداعية
تأمل ما هي الخواطر حول " الدعاء للمدعو قبل دعوته ":


1- ذلك الشاب يشتكي من والده الذي يؤذيه بسبب استقامته وإرخاءه للحيته .
أخي الشاب : أين أنت عن الدعاء لوالدك ؟
2- تلك المرأة تُعاني من ذلك الزوج القاسي الذي يمارس القوة والغضب والسب والشتم لها ولأبنائها .. يا أختي أين أنت عن الدعاء لزوجك .. لعل الله أن يهديه ...
3- وذلك الزوج يتألم من حال زوجته لأنها مقصرة في صلاتها ودينها وحجابها ، وقد نصحها كثيراً ولكنها لم تستجب ، بل إنه فكَّر في طلاقها مراتٍ كثيرة ... أخي الزوج : هل مارست الدعاء لزوجتك في سجودك ؟

.................


4- وفي ذلك البيت ولد قد سقط في شباك المخدرات ، وهو يسبح في بحار الشهوات ، أما والده فهو كبير السن قد بلغ من الكبر عتيا وقد نصح ولده ولكن دون جدوى ... أيها الأب : أين أنت عن الدعاء لولدك ، وما يدريك لعل الله أن يفتح باباً من أبوابه فيستجيب لك ، ويفتح قلب ولدك و يمنحه الهداية...

أيها الأب : إن دعاءك لولدك خيرُ من دعاءك عليه .


5- وذلك الأخ قد منَّ الله عليه بالهداية ، ولكنه يتمنى لأصدقائه أن يذوقوا لذة الهداية التي ذاقها فبدأ يدعوهم ، وينصحهم ، ويعطيهم الأشرطة النافعة ...
أخي : استمر على النصيحة ... ولكن لا تنس أن تدعو لهم ، قبل مغرب يوم الجمعة ....

أحبتي الكرام ... أيها الأخوات
إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ... فلا نيأس من هداية الناس فلعل الله أن يشرح الصدور بالإيمان ... ويزيل عنهم وساوس الشيطان ...
ولنبدأ بالدعوة ... ولكن كما سبق....... لا بد أن ندعو للمدعو قبل دعوته .

.......

Exodia
28-06-2005, 10:12 AM
وسيلة لكسب الأجر عن طريق المنتديات في الانترنت !


مقالة بسيطة هي عبارة عن رؤوس أقلام عن طرق كسب الأجر والثواب في المنتديات العربية :




1- نشر عنوان موقع إسلامي جديد وما يحتويه من مواد شرعية وأهم ميزاته
2- نشر بعض محتويات موقع إسلامي متميز مناسب في وقت مناسب
3- نشر جديد موقع إسلامي مع روابط متكاملة للمواضيع الجديدة .
4- المشاركة الفعالة والجيدة والمتميزة في مقال ما.
5- رفع مقال متميز.
6- تشجيع كاتب متميز مقل .
7- تشجيع كاتب عليه ملاحظات لكسب وده وقلبه لمناصحته لاحقا .
8- جمع مقالات متفرقة في موضوع معين وسبكها في موضوع واحد متكامل.
9- جمع روابط موضوع معين تمس الحاجة إليه .
10- الربط بين موضوعين متشابهين يكمل بعضهما البعض .
11- الربط بين أفضل مقالات كاتب متميز وسبكها في موضوع واحد .
12- تذكير الناس بعبادة يحين وقتها قريبا كصيام عاشوراء والأيام البيض .
13- تذكير الناس بأحكام فقهية يحين وقتها كالحج وصيام رمضان .
14- تنبيه الناس على بدعة أو منكر أو خطأ يقع فيه بعض الناس .
15- تنبيه الناس على منكر معين والمساهمة الفعلية في محاولة إزالته .
16- تنبيه الناس على خطأ وقع فيه صاحب مقال في حدود آداب الإسلام في الحوار والنصيحة بالتي هي أحسن .
17- وعظ الناس وتذكيرهم بالله عزوجل .
18- دلالة الناس على باب من الخير كمشروع خيري من جمعية أو مؤسسة خيرية .
19- دلالة الناس على محتاج إلى خدمة عاجلة كمحتاج إلى فصيلة دم نادرة مثلا .
20- إفادة الناس بخبر جديد وبشرى للمسلمين .
21- تجميع أخبار وبشائر للمسلمين والربط بينها وتحليلها
22- التأكد من صحة خبر أورده شخص ما إن أمكن ذلك بسهولة .
23- تفنيد خبر كاذب وإشاعة باطلة بالدليل والبرهان .
24- التاكيد على خبر شخص وإثبات صحته .
25- توثيق خبر أو مقال أورده شخص ونسي ذكر المصدر.
26- تصليح رابط وضعه شخص في مقال ولم يكن صحيحا أو كان هناك رابط أفضل منه .
27- التعاون في مجال الدعوة ونقاش أفضل الطرق والوسائل في باب معين .
28- نجدة الزوار من محتاجي المساعدة بالدلالة على موقع أو مقال أو أي مساعدة
29- نسخ مقال متميز في منتدى نشط إلى منتدى يكثر فيه غير الملتزمين .
30- إصلاح ذات البين بالحسنى بين من تحصل بينهم مشاحنات أو مناقشات حادة .

Exodia
28-06-2005, 10:15 AM
متى نستخدم البلوتوث الدعوي ؟؟؟


** إبتلانا الله بعقول تنفرد بإستخدام الجوانب السيئة للأجهزة والتقنيات الحديثة من إتصالات وإلكترونيات وفضائيات وغيرها ، فأصبحنا منها نعاني من الهدر المستمر لأموالنا وأخلاقنا وضياع لمبادئ ديننا وواجباتنا تجاه أنفسنا وأبنائنا وبناتنا وللأسف الشديد ..

** ونظام (البلوتوث) في أجهزة الجوال الحديثة (بالكاميرا) نظام يخدم أهدافا تقنية وعلمية ومعرفية لمستخدميه بإرساله المباشر للرسائل الصوتية والمقاطع المرئية وبمدة زمنية تختلف بإختلاف مدة المحتوى وخصائص الجهاز ، لكننا وبعقولنا (المنفردة) فقد أصبحت هذه التقنية وسيلة لكثير من أبنائنا وبناتنا بل و(ذكورنا) لنقل الصور الخليعة والمقاطع غير الأخلاقية ..

ووسيلة للضحك على الآخرين وإستغفالهم وإستدراجهم لكل منقصة أوعيب أو منقصة أو سخرية وخاصة في التصوير المرئي والتسجيل الصوتي ، وباتت الأجهزة لا تخلو من كل فضيحة أو صورة أو قلة أدب وحياء لكثير ممّن حولنا وفي مجتمعنتا وخاصة (الشباب) المرهق هداهم الله ..

** وقد قام الكثير من الأخوة الصالحين والمجتهدين من الشباب الصالح بعمل تسجيلات صوتية ومرئية خاصة بالبلوتوث عبر شرائح تحوي كل شئ نافع وطيّب وأطلقوا عليها (البولوتوث الدعويّ) وقاموا بنشرها مجاناً كبديل للصور والتسجيلات ومقاطع الفيديو وذلك بين الشباب والفتيات من أجل حفظهم من الإستخدام السلبي والسيئ لهذه التقنية .

** ويحتوي هذا البلوتوث الدعويّ على كثير من الملفات النافعة مثل تلاوة القرآن والأناشيد والرقائق والصور المباحة ومقاطع الفيديو التي تحض الهمّم وتسمو بالنفس نحو المعالي والقيم الإسلامية الرائعة والبريئة والهادفة ..

وهي ملفات أو تسجيلات تنقل عبر البلوتوث كبديل جميل نحثكم عليه ونحث أنفسنا بالإحتساب في ذكره ونشره والنصيحة إليه ، وخاصة بين الشباب والفتيات في المدارس والأندية والمراكز الصيفية والتجمعات الإجتماعية والأخوية وغيرها ، وليس لنا ولكم إلا الأجر والثواب .

** نسأل الله أن يثيب ويوفق كل الشباب الصالحين الذين يحملون هموم إخوانهم من الشباب والفتيات الذين يستخدمون هذه التقنيات في معصية الله والذين يجتهدون في إيجاد البدائل لكل منكر والإحتساب عند الله في كل هذه الجهود الدعوية الرائعة ، ونسأل الله أن يهدي شبابنا وبناتنا لطريق الخير والصلاح ليكونوا أدوات بناء وحماية لديننا وبلادنا وأخلاقنا . آمين .

Exodia
28-06-2005, 10:21 AM
فتور الدعاة .. الأسباب والعلاج




دعونا نتفق ابتداء على أن هذا الموضوع إنما نتوجه به إلى فئة عاشت لهذه الدعوة، وقاست معاناة السعي لهداية الناس، وكابدت الأشواق لإقامة شرع الله، وجاهدت في سبيل ذلك، ثم بعد ذلك أصابهم الفتور لعلة أو لأخرى.

أما الذين تحملهم الدعوة ولا يحملونها، ويعيشون فيها ولا يعيشون لها، ويحتاج كل جهد ضئيل منهم إلى الاستنفار والاستفزاز، ويؤثرون الكلام على العمل، أو من ألقت بهم الأقدار في حقل الدعوة، وارتبطت بها معيشتهم على غير اختيار منهم ولا رغبة، فعليهم أن يراجعوا أولا جلال الله في قلوبهم، ووضوح منهجه، وطبيعة دينه في عقولهم، وأن يراجعوا ثانيا إيمانهم بضرورة القيام بواجب الدعوة إلى الله عز وجل.

والفتور الذي نقصده هنا هو الفتور في الدعوة، أما الفتور في العبادة أو في طلب العلم أو غير ذلك فغير مقصود هنا، رغم أن الأسباب وطرق العلاج تتشابه، بل إن الفتور نفسه لا يصيب عادة جانبا واحدا من جوانب الداعية، بل يصيب جوانب متعددة بنسب مختلفة.


تعريف الفتور
يعرف علماء اللغة الفتور بعدة تعريفات متقاربة، ففي مختار الصحاح: الفترة: الانكسار والضعف، وطرف فاتر إذا لم يكن حديدا، أي قويا. وقال الراغب الأصبهاني في مفردات القرآن: الفتور: سكن بعد حدة، ولين بعد شدة، وضعف بعد قوة، قال تعالى: { يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل } ، أي سكون حال عن مجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوله: لا يفترون، أي لا يسكنون عن نشاطهم في العبادة.
ونخلص من هذا إلى أن الفتور هو ضعف وتراخ بعد جد وهمة.
يقول ابن حجر رحمه الله : " الملال استثقال الشيء، ونفور الناس عنه بعد محبته، وهو داء يصيب بعض العباد والدعاة وطلاب العلم، فيضعف المرء ويتراخى ويكسل، وقد ينقطع بعد جد وهمة ونشاط. وفي القرآن الكريم قال الله تعالى مثنيا على الملائكة: { يسبحون الليل والنهار لا يفترون } .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لكل عالم شِرّة، ولكل شرة فترة، فمن فتر إلى سنتي فقد نجا، وإلا فقد هلك ) .
ولما بكى ابن مسعود في مرض موته رضي الله عنه قيل له: ما يبكيك؟ قال: إنما أبكي؛ لأنه أصابني في حال فترة، ولم يصبني في حال اجتهاد.
ويقول ابن القيم رحمه الله: " تخلل الفترات للسالكين أمر لا بد منه، فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد، ولم تخرجه من فرض، ولم تدخله في محرم رجي له أن يعود خيرا مما كان " .
وكذلك ورد عن علي رضي الله عنه أنه قال : " إن النفس لها إقبال وإدبار، فإذا أقبلت فخذها بالعزيمة والعبادة، وإذا أدبرت فأقصرها على الفرائض والواجبات " .


الأسباب والعلاج
للفتور أسباب كثيرة، فمنها :

1- انخفاض معدل الإنجاز، أو الإخفاق دون توقع
حيث الإفراط في التفاؤل، فتتلبس بالنفس المثبطات، فتضطرب وتقلق، ثم تفتر وتقعد.
ومثال ذلك ما حدث للمسلمين يوم أحد حيث استثقلوا الهزيمة، وتساءلوا عن ذلك وهم المؤمنون، فقال تعالى: { قل هو من عند أنفسكم } ، { منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة } .
فإذا أخذ الداعية بأسباب النجاح ثم جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن رأيته يائسا قانطا، أو مؤديا فاترا.
وعلاج ذلك ما عالج به رب العالمين المسلمين يوم أحد، حيث بين لهم أسباب الهزيمة، من ضعف الأسباب، ومخالفتهم لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، حتى يستكملوا عدتهم، ويثبتوا على أوامر الله ورسوله، ثم ربت على أكتافهم برحمته وحنانه: { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } .



كما يجب أن يعلم الداعية أننا متعبدون بالأسباب والعمل والجهاد، ولسنا متعبدين بالنتائج، فهذه بيد القدرة تحركها كيف تشاء، فلا يجب أن نستعجلها، { وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم } .



2- العيش في بيئة دعوية غير ملائمة



فيتأثر الداعية بما فيها من أمراض دعوية، مثل :



* أن تكون البيئة الدعوية مليئة بالفاترين وأصحاب الهمم الضعيفة.



* عدم وضع الفرد في مكانه الصحيح، أو عدم تكليفه بالأعمال المناسبة له .



* أن تكون معاملة المربي للداعية سيئة، فيتخذ منه موقفا يكون سببا في ضعف حركته وفتور همته .



* مقارنة النفس بمن هم أقل في المستوى، والنظر دائما إلى أسفل .



* أن يكون التاريخ التربوي للداعية فيه خلل، مما يؤدي إلى استعجال للنتائج أو الإهمال أو غيره .



وعلاج ذلك في الآتي:



* رفع شعار الأخوة والحب، وفي ظله تذوب الفتن والمشكلات .



* ابدأ بنفسك واستكمل زادك، ولا تترك نفسك للفراغ { فإذا فرغت فانصب * والى ربك فارغب } .



* وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، مع اعتبار الشفافية في كل التعاملات والتصرفات .



* عدم إنكار الأخطاء الموجودة في المحيط الدعوي، ومحاولة إصلاحها، وعدم التستر عليها تحت دعاوى مختلفة .



* مجالسة ومصاحبة أصحاب الهمم العالية والتأسي بهم .



* القراءة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة رضوان الله عليهم، وسير المصلحين عبر التاريخ، واستلهام القدوة منهم .



* احتساب الأعمال عند الله عز وجل واصطحاب معيته .



3- الشعور بضخامة الباطل وكثرة التحديات التي تواجه الدعوة



فذلك يورث في النفس شعورا بالضعف أمام هذه التحديات وعدم القدرة على مواجهتها .



وعلاج ذلك في:



* الثقة في نصر الله عز وجل، ووعده للمؤمنين بالاستخلاف والتمكين والأمن .



* الشعور بعظم الأجر عند الله بسبب الاشتراك في إعادة بناء صرح الإسلام بعد أن تنحت الأرض عن شرائعه، كما فعل السابقون إلى الإسلام في مكة، بل منهم من استشهد ولم ير النصر .



4- تراجع الإيمانيات عند الداعية



ومن مظاهر ذلك :



* بعض الدعاة يذنب بطبيعته البشرية، فيفرط في تضخيم الذنب، فيفتر ثم يتهم نفسه بأنه ليس أهلاً لهذه الدعوة. أو على العكس فيستصغر الذنب حتى يكون له عادة، فيتكاثر الران في قلبه، فيتثاقل وينشغل عن الدعوة .



* ضعف الصلة بالله، وقلة ذكره ودعائه، والكسل في أداء الفرائض .



* التقصير في عمل اليوم والليلة، من أذكار ونوافل وأوراد .



* هجر القرآن وعدم تدبره .



* إهمال الدعاء بالتثبيت، والاستهانة به .



* عدم تذكر الموت، والغفلة عن الآخرة .



وعلاج ذلك في الآتي:



* المسارعة إلى التوبة من الذنوب، وعدم استصغارها أو استعظامها، فالاستصغار يوجب التفريط، والاستعظام يوجب القنوط. ويجب استشعار رحمة الله وإحسان الظن به سبحانه، وإتباع السيئة الحسنة فتمحها، { إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } ، وقد وصف الله تعالى المؤمنين بقوله: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم } .



* الحرص على إقامة الفرائض في أوقاتها تحت أي ظرف، وعدم التهاون فيها .



* ملازمة القرآن، مع الحرص على القراءة بتدبر واستحضار لمعاني الآيات .



* ذكر الله تعالى على جميع الأحوال، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودوام الاستغفار .



* التأمل في السيرة النبوية، والتدبر في حال النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه، وكذلك صحبه الكرام .



* تذكر الموت دائما وأحوال الآخرة، والمطالعة فيها، وزيارة القبور وأصحاب العلل والعاهات، ففي ذلك جلاء للقلوب .



* تهيئة أوقات للعزلة المنضبطة، وتخصيصها للتفكر والمراجعة والمحاسبة، والعزم على الاستدراك .



* مجالسة الصالحين ومصاحبتهم .

أحْـــــمَـدْ
28-06-2005, 02:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قد تعجز الكلمات ويجف القلم ويتلعثم اللسان في وصف ابداعكم ... ولكن فى النهاية يجب أن يخط القلم ولو لم يعبر ولو بالقليل القليل ...
أخى ...
جزاك الله خيرا ...
لا تحرمنا من هكذا مقالات ... بانتظارك أخى الحبيب دوما ...
بارك الله فيك ولك ورزقك الفردوس الأعلى من الجنة وأجارك من النار ...

لا تنسانا من صالح دعائك بظهر الغيب ...
وجزاك الله خيرا ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخوك المحب لك فى الله ...

Exodia
28-06-2005, 05:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




قد تعجز الكلمات ويجف القلم ويتلعثم اللسان في وصف ابداعكم ... ولكن فى النهاية يجب أن يخط القلم ولو لم يعبر ولو بالقليل القليل ...

أخى ...
جزاك الله خيرا ...
لا تحرمنا من هكذا مقالات ... بانتظارك أخى الحبيب دوما ...
بارك الله فيك ولك ورزقك الفردوس الأعلى من الجنة وأجارك من النار ...

لا تنسانا من صالح دعائك بظهر الغيب ...
وجزاك الله خيرا ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخوك المحب لك فى الله ...









بارك الله فيك وفي أهلك
أهلاً بك أخي الغالي
وشكراً لكلامك العطر
ولك مني خالص الشكر والتقدير
وأهلاً بك مرةً أخرى

soe_lover
28-06-2005, 06:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك يا أخى الكريم

( Exodia )

على هذا الموضوع الأكثر من رائع و جعله الله بإذنه فى ميزان حسانتك الى يوم الدين و وفقك الله دائما فيما يحب و يرضى و إلى الأمام دائماً .

أخوك
Soe_Lover

Exodia
28-06-2005, 07:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك يا أخى الكريم

( Exodia )

على هذا الموضوع الأكثر من رائع و جعله الله بإذنه فى ميزان حسانتك الى يوم الدين و وفقك الله دائما فيما يحب و يرضى و إلى الأمام دائماً .

أخوك
Soe_Lover




اللهم آمين
بارك الله فيك أخي soe_lover
وهذا ما نرجوا منكم الدعاء لنا فنحن بأمس الحاجة
وهدانا الله وإياكم لما يحب ويرضى

بنت الأسلام
28-06-2005, 07:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرً يا أخى
ووفقك إلى ما يحب ويرضى وجعله فى ميزان حسناتك

Exodia
29-06-2005, 08:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرً يا أخى
ووفقك إلى ما يحب ويرضى وجعله فى ميزان حسناتك


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزانا الله وإياك خيراً
أهلاً بك بنت الإسلام
وأهلاً بتواجدك الجديد معنا
وننتظر منك المشاركة معنا بالمواضيع المفيده والهادفة
وأعانا الله وإياك
وشكراً لك

ابو خالد
30-06-2005, 11:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخى العزيز اكسوديا
مشاركه مميزه كالعاده

http://img153.imageshack.us/img153/2507/momizh4mw.gif

بارك الله فيك ولك وجزاك الله خيرا اخى
وننتظر جديدك وتميزك دوما

Exodia
30-06-2005, 12:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخى العزيز اكسوديا
مشاركه مميزه كالعاده

http://img153.imageshack.us/img153/2507/momizh4mw.gif

بارك الله فيك ولك وجزاك الله خيرا اخى
وننتظر جديدك وتميزك دوما




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بك أخي العزيز أبو خالد
تشرفت بتواجدك معنا
وكنت أتمنى أن أرى الصورة ولكنها لم تظهر عندي :02:
ولكن لا بأس يكفيني تواجدك قلمك معي دائماً
وأهلاً وسهلاً بك

زعيم حمووودي
01-07-2005, 03:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرً يا أخى
ووفقك إلى ما يحب ويرضى وجعله فى ميزان حسناتك

Exodia
01-07-2005, 08:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرً يا أخى
ووفقك إلى ما يحب ويرضى وجعله فى ميزان حسناتك


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً أخي الكريم
وشكراً لك

Empress uae
10-07-2005, 06:10 AM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته




جزاك الله خيراً يا أخي على الموضوع و أعذرني على التأخر في الرد. :)



بارك الله فيك. :)

Exodia
10-07-2005, 10:05 AM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

جزاك الله خيراً يا أخي على الموضوع و أعذرني على التأخر في الرد. :)

بارك الله فيك. :)


لا عادي Empress uae
وحياك الله