الحاظوي
29-06-2005, 02:56 PM
قال لي صاحبي: أجد نفسي تتطلع نحو التعرف على فتاة جميلة هيفاء ممشوقة القوام متغنجة داعجة الطرف تسكب على نار الجوى من ماء الرقة وعذوبة اللفظ ما يخفف عني آلاما تعصف بي في داخلي لا يطفئ لهيبها سوى تلك الفتاة.
فقلت له: رويدك رويدك، ورفقا بنفسك من كدر الوهم والخيال، فهذا التطلع مما جبلت عليه النفوس وزين لها، وركبت عليه في خلقها الأول. ويبدو لي أنك لم تتوقف قليلا عند مدخل هذا التطلع وتسأل نفسك: لماذا أجد مثل هذا التطلع يعصف بي ولا يعصف بكثير من الناس غيري؟ ولماذا هذا التطلع نحو تلك الفتاة بتلك الصفات؟ ولماذا أرى غيري ممن يعيش مع أمثال تلك الفتاة الحسناء لا يملك السعادة التي أتخيلها عند تحقيقي لمطلبي وتطلعي هذا؟ اسأل نفسك تلك الأسئلة، ثم حاول أن تطرح عدة إجابات لها، ثم اسأل نفسك: لنفرض أنني امتلكت تلك الفتاة بتلك الصفات والتقيت بها وعشت معها سنين طويلة، هل يمكنني ملازمة دائرة السعادة المتخيلة وعدم مفارقتها؟؟ ثم اسأل: ما الغاية البعيدة من ذلك التطلع، وما الذي يشعل ناره في فكري؟؟ وهل ستبقى الحسناء على حسنها وجمالها المتطلع إليه؟؟ أسئلة كثيرة عليك بتدقيق النظر فيها ومحاولة ترويض النفس على المرور عليها.
إنك حين تطرح هذه الأسئلة المتعددة على نفسك ستجد أنك لن تصل إلى جواب مقنع لك ونهاية تأنس بها غير ما ذكره الله في كتابه في قوله تعالى: " ليبلوكم أيكم أحسن عملا" هذه الآية تحتاج لوقفات كثيرة وطويلة ذات علاقة بهذه الأسئلة والمعضلة في نظر العاقل المتأمل. وسبب إعضالها أنها لا تكشف للناظر الجاهل حقيقتها وذلك بسبب الإغراق في جهله وعدم معرفته بحقيقة هذا الوجود والغاية الحقيقة منه. تلك الحقيقة الأولية التي تجاهلتها البشرية المغرقة في الولع بالحياة الدنيا والغفلة عن الأمر المحتوم الذي لا مفر منه، وهو الموت.
تأمل معي الموت وفظاعته، ثم تأمل معي الحياة السابقة له، ثم تأمل معي الاختلاف المتيقن بين الأحياء، ثم حاول الربط بين هذه الأمور ومحاولة فهم الموت من خلال ما يسبقه، ستجد نفسك تتطلع إلى تفسير منطقي لهذا الأمر. هذا التفسير هو ما عجزت عن الوصول إليه البشرية جمعاء في ظل غياب الوحي الرباني، ولذا كان العقل يحتم على هذا المخلوق ضرورة الرجوع إلى ما فوق العقل وما وراء المعقول لكشف حقيقة ما يدور في الظاهر مما لا تفسير له في نطاق قدرة العقل البشري، وأعني بذلك حقيقة الموت وارتباطها بما يسبقه. لم يحصل اليقين والاطمئنان إلى تفسير معين كما حصل للمؤمنين بالله عن طريق الوحي الرباني الذي فسر كل ذلك الغموض الذي احتارت فيه البشرية. لقد فسر الوحي الرباني ما وراء العقل البشري تفسيرا يرتضيه العقل البشري ويجد فيه ملاذا لا يمكن تحصيل غيره من غير ذلك الطريق.
أعد النظر فيما سبق ثم تعال معي لكي أجيبك على تلك الأسئلة واحدا واحدا:
فقولك: لماذا أجد مثل هذا التطلع يعصف بي ولا يعصف بكثير من الناس غيري؟ والجواب: أن غيرك لا يخلو من:
1. مسن تلاشت شهوته، أو خصي لا تثار شهوته، أو طفل صغير لم تتفتح شهوته.
2. شخص لم يتعرض كثيرا لمحركات تلك الشهوة، قد تربى وفق نمط معين لا يثير في نفسه تلك الغريزة، فتعصف به كما عصفت بك، ومثل هذا مستبعد في مثل هذا العصر.
3. مؤمن بالله متبع لخاتم الأنبياء والبشر، لا يغفل عن الأجل المحتوم(الموت) ناظرا لما أمره به من خلقه(الله سبحانه وتعالى) من وجوب غض البصر وعدم التعرض لمثيرات الشهوة( قربان الزنا). وهذا الأخير هو واسطة العقد، والجواب عن حيرة الخلق في مسألة الموت والحياة.
وأما قولك: ولماذا هذا التطلع نحو تلك الفتاة بتلك الصفات؟ فالجواب عنه: أن النفوس البشرية جنود مجندة تتعارف وتتناكر، ومن دواعي التعارف الصورة الحسنة، هذه الصورة تحمل في طياتها لغزا محيرا، يدور حول السبب في تعلق النفوس بمثل هذه الصور الجميلة، ولعل الجواب ينطلق من كون الجمال درجات آخرها الدرجة المطلقة وتلك الدرجة المطلقة لا يمتكلها إلا من يمتلك صفات الكمال الأخرى، وهو الحق سبحانه وتعالى، فالنفس الأولى من روح الباري( فنفخنا فيه من روحنا)، وهي متصفة بصفات الجمال، وعلى هذا فتوجه النفوس نحو الجمال توجه نحو الأصل الأول وتعلق لا شعوري بالمبدأ الأول، وحتى لا ندخل في متاهات العقل العليا المحيرة، يكفينا ما سلف ذكره من كون النفوس جنود مجندة.
وأما قولك: ولماذا أرى غيري ممن يعيش مع أمثال تلك الفتاة الحسناء لا يملك السعادة التي أتخيلها عند تحقيقي لمطلبي وتطلعي هذا؟
فالجواب عنه: أن النفوس البشرية متجددة الأعراض من صغر إلى كبر ومن فرح إلى ترح، وبالجملة من ضد إلى ضد، وهذا التغير جعلها تعشق التغيير وعدم الأنس بالمخالط كثيرا، ولذا جاء في الأثر: "زر غبا تزدد حبا" أي لا تجعل زيارتك كثيرة، فيُملّ منك. ومن شدة ولع النفوس بالتغيير عشقها لكل غريب وممنوع. فأنت عندما تخالط تلك الفتاة كثيرا تتحرك النفس في طبيعتها العشقية للتغيير وطلب الغريب، فالمؤمن الصادق في إيمانه يكبح هذا التطلع في النفس فيحوله مع مر الزمن إلى رضى بالمخالط وقناعة به، فتصفو له الحياة مع مخالطه ويحول ذلك التطلع إلى تطلعات أخرى فيها مصلحته. ومثل هذا لن يتحقق إلا لهذا الصنف من البشر، أعني المؤمن بالله عن طريق الوحي الذي كشف سر الغموض الدائر بين الموت والحياة.
وأما قولك: لنفرض أنني امتلكت تلك الفتاة بتلك الصفات والتقيت بها وعشت معها سنين طويلة، هل يمكنني ملازمة دائرة السعادة المتخيلة وعدم مفارقتها؟ فجوابه مما سبق، فإن فارقت دائرة الإيمان أو ابتعدت عن مركزيته طالتك الخيالات الفاسدة وأسقمتك النظرات الثاقبة، فلا نجاة لك إلا بركوب سفينة الإيمان الحي: " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين".
وأما قولك: ما الغاية البعيدة من ذلك التطلع، وما الذي يشعل ناره في فكري؟
فالجواب: أن الغاية البعيدة هي السكن والفراش والخلاص من تلك الحرارة، فتلك الحرارة الغريزية تثير ذلك التطلع، ولا تطفأ تلك الحرارة الغريزية إلا بالتقوى أو الفاحشة، ويدخل في التقوى الزواج الشرعي، وتأمل معي قول الحبيب صلى الله لعيه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج..."، فالبصر منفذ من منافذ الوقود لتلك الحرارة الغريزية، والفرج منفذ من منافذ إطفاء تلك الحرارة، وهو يختلف من حيث المفعول والمعقولية، فإن كان بالشرع فحي هلا به، وإلا فهو منفذ وقتي(آني) وبالنظر للمستقبل منفذ هلكة لصاحبه شاء أم أبى.
وأما قولك: وهل ستبقى الحسناء على حسنها وجمالها المتطلع إليه؟ فالجواب فيما قيل: دوام الحال من المحال، وفي حال المؤمن الحق يبقى ذلك الجمال من حيث تطلع النفس والأنس بصاحبه على حاله، مع تحوله إلى رضى وقناعة بصاحبه، فيرى منها القبيح خلقة- عند غيره- جميلا في نظره قد كسته المعاشرة بالحسنى وغض الطرف عن غيره ثوب جمال لا يراه سواه، فيأنس به ويقضي بقية حياته معه في أنس وسعادة.
وخلاصة ما سبق: أن على من تطلعت نفسه إلى مثل ذلك أن يكبح تلك النفس بالتقوى وأن يبادر إلى الزواج ففي الحديث: " لم ير للمتحابين مثل النكاح"، فبمجرد حبك لغيرك من الجنس الآخر عليك بكتمان ذلك وغض الطرف عن النظر إليه، والمبادرة إلى الزواج منه إن أمكن، وإلا فبادر إلى الصوم فهو من ملطفات تلك الحرارة الغريزية، حتى ييسر الله لك النكاح، فإن كنت متزوجا، ولا تستطيع النكاح، فاكتف بما بين يديك واتق الله في زوجك وابنتك وأمك وخالتك، والله الهادي إلى الصراط المستقيم. :ciao:
فقلت له: رويدك رويدك، ورفقا بنفسك من كدر الوهم والخيال، فهذا التطلع مما جبلت عليه النفوس وزين لها، وركبت عليه في خلقها الأول. ويبدو لي أنك لم تتوقف قليلا عند مدخل هذا التطلع وتسأل نفسك: لماذا أجد مثل هذا التطلع يعصف بي ولا يعصف بكثير من الناس غيري؟ ولماذا هذا التطلع نحو تلك الفتاة بتلك الصفات؟ ولماذا أرى غيري ممن يعيش مع أمثال تلك الفتاة الحسناء لا يملك السعادة التي أتخيلها عند تحقيقي لمطلبي وتطلعي هذا؟ اسأل نفسك تلك الأسئلة، ثم حاول أن تطرح عدة إجابات لها، ثم اسأل نفسك: لنفرض أنني امتلكت تلك الفتاة بتلك الصفات والتقيت بها وعشت معها سنين طويلة، هل يمكنني ملازمة دائرة السعادة المتخيلة وعدم مفارقتها؟؟ ثم اسأل: ما الغاية البعيدة من ذلك التطلع، وما الذي يشعل ناره في فكري؟؟ وهل ستبقى الحسناء على حسنها وجمالها المتطلع إليه؟؟ أسئلة كثيرة عليك بتدقيق النظر فيها ومحاولة ترويض النفس على المرور عليها.
إنك حين تطرح هذه الأسئلة المتعددة على نفسك ستجد أنك لن تصل إلى جواب مقنع لك ونهاية تأنس بها غير ما ذكره الله في كتابه في قوله تعالى: " ليبلوكم أيكم أحسن عملا" هذه الآية تحتاج لوقفات كثيرة وطويلة ذات علاقة بهذه الأسئلة والمعضلة في نظر العاقل المتأمل. وسبب إعضالها أنها لا تكشف للناظر الجاهل حقيقتها وذلك بسبب الإغراق في جهله وعدم معرفته بحقيقة هذا الوجود والغاية الحقيقة منه. تلك الحقيقة الأولية التي تجاهلتها البشرية المغرقة في الولع بالحياة الدنيا والغفلة عن الأمر المحتوم الذي لا مفر منه، وهو الموت.
تأمل معي الموت وفظاعته، ثم تأمل معي الحياة السابقة له، ثم تأمل معي الاختلاف المتيقن بين الأحياء، ثم حاول الربط بين هذه الأمور ومحاولة فهم الموت من خلال ما يسبقه، ستجد نفسك تتطلع إلى تفسير منطقي لهذا الأمر. هذا التفسير هو ما عجزت عن الوصول إليه البشرية جمعاء في ظل غياب الوحي الرباني، ولذا كان العقل يحتم على هذا المخلوق ضرورة الرجوع إلى ما فوق العقل وما وراء المعقول لكشف حقيقة ما يدور في الظاهر مما لا تفسير له في نطاق قدرة العقل البشري، وأعني بذلك حقيقة الموت وارتباطها بما يسبقه. لم يحصل اليقين والاطمئنان إلى تفسير معين كما حصل للمؤمنين بالله عن طريق الوحي الرباني الذي فسر كل ذلك الغموض الذي احتارت فيه البشرية. لقد فسر الوحي الرباني ما وراء العقل البشري تفسيرا يرتضيه العقل البشري ويجد فيه ملاذا لا يمكن تحصيل غيره من غير ذلك الطريق.
أعد النظر فيما سبق ثم تعال معي لكي أجيبك على تلك الأسئلة واحدا واحدا:
فقولك: لماذا أجد مثل هذا التطلع يعصف بي ولا يعصف بكثير من الناس غيري؟ والجواب: أن غيرك لا يخلو من:
1. مسن تلاشت شهوته، أو خصي لا تثار شهوته، أو طفل صغير لم تتفتح شهوته.
2. شخص لم يتعرض كثيرا لمحركات تلك الشهوة، قد تربى وفق نمط معين لا يثير في نفسه تلك الغريزة، فتعصف به كما عصفت بك، ومثل هذا مستبعد في مثل هذا العصر.
3. مؤمن بالله متبع لخاتم الأنبياء والبشر، لا يغفل عن الأجل المحتوم(الموت) ناظرا لما أمره به من خلقه(الله سبحانه وتعالى) من وجوب غض البصر وعدم التعرض لمثيرات الشهوة( قربان الزنا). وهذا الأخير هو واسطة العقد، والجواب عن حيرة الخلق في مسألة الموت والحياة.
وأما قولك: ولماذا هذا التطلع نحو تلك الفتاة بتلك الصفات؟ فالجواب عنه: أن النفوس البشرية جنود مجندة تتعارف وتتناكر، ومن دواعي التعارف الصورة الحسنة، هذه الصورة تحمل في طياتها لغزا محيرا، يدور حول السبب في تعلق النفوس بمثل هذه الصور الجميلة، ولعل الجواب ينطلق من كون الجمال درجات آخرها الدرجة المطلقة وتلك الدرجة المطلقة لا يمتكلها إلا من يمتلك صفات الكمال الأخرى، وهو الحق سبحانه وتعالى، فالنفس الأولى من روح الباري( فنفخنا فيه من روحنا)، وهي متصفة بصفات الجمال، وعلى هذا فتوجه النفوس نحو الجمال توجه نحو الأصل الأول وتعلق لا شعوري بالمبدأ الأول، وحتى لا ندخل في متاهات العقل العليا المحيرة، يكفينا ما سلف ذكره من كون النفوس جنود مجندة.
وأما قولك: ولماذا أرى غيري ممن يعيش مع أمثال تلك الفتاة الحسناء لا يملك السعادة التي أتخيلها عند تحقيقي لمطلبي وتطلعي هذا؟
فالجواب عنه: أن النفوس البشرية متجددة الأعراض من صغر إلى كبر ومن فرح إلى ترح، وبالجملة من ضد إلى ضد، وهذا التغير جعلها تعشق التغيير وعدم الأنس بالمخالط كثيرا، ولذا جاء في الأثر: "زر غبا تزدد حبا" أي لا تجعل زيارتك كثيرة، فيُملّ منك. ومن شدة ولع النفوس بالتغيير عشقها لكل غريب وممنوع. فأنت عندما تخالط تلك الفتاة كثيرا تتحرك النفس في طبيعتها العشقية للتغيير وطلب الغريب، فالمؤمن الصادق في إيمانه يكبح هذا التطلع في النفس فيحوله مع مر الزمن إلى رضى بالمخالط وقناعة به، فتصفو له الحياة مع مخالطه ويحول ذلك التطلع إلى تطلعات أخرى فيها مصلحته. ومثل هذا لن يتحقق إلا لهذا الصنف من البشر، أعني المؤمن بالله عن طريق الوحي الذي كشف سر الغموض الدائر بين الموت والحياة.
وأما قولك: لنفرض أنني امتلكت تلك الفتاة بتلك الصفات والتقيت بها وعشت معها سنين طويلة، هل يمكنني ملازمة دائرة السعادة المتخيلة وعدم مفارقتها؟ فجوابه مما سبق، فإن فارقت دائرة الإيمان أو ابتعدت عن مركزيته طالتك الخيالات الفاسدة وأسقمتك النظرات الثاقبة، فلا نجاة لك إلا بركوب سفينة الإيمان الحي: " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين".
وأما قولك: ما الغاية البعيدة من ذلك التطلع، وما الذي يشعل ناره في فكري؟
فالجواب: أن الغاية البعيدة هي السكن والفراش والخلاص من تلك الحرارة، فتلك الحرارة الغريزية تثير ذلك التطلع، ولا تطفأ تلك الحرارة الغريزية إلا بالتقوى أو الفاحشة، ويدخل في التقوى الزواج الشرعي، وتأمل معي قول الحبيب صلى الله لعيه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج..."، فالبصر منفذ من منافذ الوقود لتلك الحرارة الغريزية، والفرج منفذ من منافذ إطفاء تلك الحرارة، وهو يختلف من حيث المفعول والمعقولية، فإن كان بالشرع فحي هلا به، وإلا فهو منفذ وقتي(آني) وبالنظر للمستقبل منفذ هلكة لصاحبه شاء أم أبى.
وأما قولك: وهل ستبقى الحسناء على حسنها وجمالها المتطلع إليه؟ فالجواب فيما قيل: دوام الحال من المحال، وفي حال المؤمن الحق يبقى ذلك الجمال من حيث تطلع النفس والأنس بصاحبه على حاله، مع تحوله إلى رضى وقناعة بصاحبه، فيرى منها القبيح خلقة- عند غيره- جميلا في نظره قد كسته المعاشرة بالحسنى وغض الطرف عن غيره ثوب جمال لا يراه سواه، فيأنس به ويقضي بقية حياته معه في أنس وسعادة.
وخلاصة ما سبق: أن على من تطلعت نفسه إلى مثل ذلك أن يكبح تلك النفس بالتقوى وأن يبادر إلى الزواج ففي الحديث: " لم ير للمتحابين مثل النكاح"، فبمجرد حبك لغيرك من الجنس الآخر عليك بكتمان ذلك وغض الطرف عن النظر إليه، والمبادرة إلى الزواج منه إن أمكن، وإلا فبادر إلى الصوم فهو من ملطفات تلك الحرارة الغريزية، حتى ييسر الله لك النكاح، فإن كنت متزوجا، ولا تستطيع النكاح، فاكتف بما بين يديك واتق الله في زوجك وابنتك وأمك وخالتك، والله الهادي إلى الصراط المستقيم. :ciao: