المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر من مذكرات رجل



الحاظوي
29-06-2005, 10:33 PM
وقفت مع الشات وقفة تأمل، فتقنعت بقناع زائر شاتي، ذالكم الزائر، هو شاب يشكو من الفراغ الروحي، ويقضي معظم وقته في الشات، فنسجت من ذاكرته هذه القصة، التي لا تجاوز الممكن، بل تدور في دائرة الإمكان الوقوعي، يحكي فيها زمانين، هما: زمان الغفلة:sad2: وزمان الصحوة:bigeyes: ، فقلت:




أكثر من سنتين في الشات، حلقت في الكثير من الشاتات، مررت بما يجاوز الخمسين شاتا، تعرفت على المئات من الزوار، وليتني ما تعرفت!!!! وها أنا ذا لم استفد من رحلتي سوى الحسرة والندامة، قد ذهب الكثير من الأصدقاء الصالح والطالح، ذهبت الأيام التي عشناها معا، ذهبت كأباهيم القطا.....

كم من فتاة حسناء استعرضت لي بحسنها في الشات، كم من فتاة غرها الإبداع في كلامي، وما أزينه لها من مقام اجتماعي، كم من فتاة أجبرتها عواطفها على التصريح بحبي والهيام بي، كم وكم وكم، الكثير والكثير أسلمن إلي أداة الاتصال المباشر، وبعثن بالإيميل وهن كواسر، بل هناك البعض منهن قد بعثن بصور الفتنة التي تخضع لها المحابر، وقد تؤدي بصاحبها إلى المقابر!!....

وانتقل البعض معي إلى الدردشات الصوتية، استمتعت بأصواتهن واستمتعن بكلامي العاطفي، كن في يدي مثل العجين، تلاعبت بعواطفهن يمنة ويسرة، لعمري لقد كن حيارى سكارى عرضن العرض منهن، والشرف لي بأرخص الأثمان، وأنا في كل ذلك في غفلة من أمري وحيرة من تهافت ذلك الجنس الناعم والغافل علي.

تلك هي سعادتي الموهومة في كل تلك الفترة، أُمنّي نفسي، وألبي لها ما تشتهي، أتخذ من فكرة الزواج زماما أزم به الفتاة، فأروضها كما تروض القطة الوحشية، كانت عملية الترويض سهلة ميسرة لشاب مثلي، بمجرد اتباع أسلوب البرمجة العصبية تتماوت الفتاة في بوتقة فكري وترمي بعواطفها في ساحل قلبي، كالسمكة التي ألقت بها الأمواج من بحر لجي متراكم الظلمات.

قالت لي إحداهن أنتم يا معشر الرجال يمكن ترويضكم ببسمة تشرق من شفة عنابية اللون، فقلت لها حقا ما تقولين ولكنك تروضين ذئبا فيرتاض معك حتى يخمش حياؤك ويلقي بك في صحاري الهم والغم، تبحثين عمن يروي عطشك من جديد، فتجدين الغافل الثاني وقد ألقى إليك بعواطفه الكاذبة، فيأخذ منك حظه ويلقي بك، كأداة يتداولها المستخدمون من غني لفقير لأحمق للئيم، وكلنا زوار الشات ممن هم على شاكلتي ذلك اللئيم.

وفي يوم من الأيام حاورت فكري :33: ‍‍!! وقلت لنفسي: ها أنتِ قد بلغتي من العمر الشاتي عتي:12: ا، وتفننتي في ضرب أوتار شبكة العنكبوت، وأحكمتِ قبضتك في تلك الشبكة، حتى تكاثرت فيها الحشرات الغافلات، وتمتعتي بما ترينه متعة لك، ولكن!!! ولكن سرعان ما هجم قرصان العناكب، وهو بيت من الشعر أذاقني لوعة الخوف من الله::

تفنى اللذاذات ممن ذاق صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار


تبقى عواقب سوء في مغبتها لاخير في لذة من بعدها النار

وأخذت أسائل نفسي.... كم تلاعبتِ بمشاعر حسناء غافلة، غرها منك حسن مبسمك_ هههههههههههه_ وروعة بيانك، وكم تيمتِ بك من فتاة عاشت في سراديب الغفلة، كم! وكم!! وكم!!! وزاد حسرتي وحرقة لوعتي ((ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم))، فوقعت على قلبي كالصاعقة، أو كالصارم على قلبي، فراجعتُ نفسي كثيرا، وترحمت على أخلاقي الحسنة التي فقدتها في زمني الماضي، وترحمت على حياء فتياتنا في الشاتات، وترحمت على حال شباب أمتنا- وأنا منهم_ إذ غرنا الهوى واستضفنا الشيطان في قلوبنا، وتنكبنا طريق نبينا، وأصبحنا مقيدي الأيدي لشهوات آنية زائلة، لغفلة مفرطة، لجنون أرعن، حتى أصبحنا وقد اكتظت نفوسنا بعقد نفسية، فأصبحنا نتمايل على أشواك القلق النفسي، والنرجسية النفسية، وجنون العظمة، وغير ذلك من العقد.

مساكين نحن الشباب:02: نلعب على أنفسنا يوم أن نمنيها باللقاء بفتاة حسناء تطفيء نار الجوى، نمنيها بلقاءٍ حار بفتاةٍ داعجة العين معتدلة القوام، تحقق لنا وهما رسمه خيالنا في لقاء على الشات مع فتاة تدعي الحسن كلاما وابتساما، قد دخلت في صورة امرأة كساها الشيطان من دعاوي الهوى سرابيل من قطران، فتحولت لشدة غلمتنا إلى صورة حقيقية بريشة الوهم، في لوحة الغم والهم، في غياب الواقعية، وتحت وطأة البدعة الفرويدية.

مساكين الفتيات:02: ، لأنهن وثقن فينا معشر الشبان، وكأنهن لم يدركن أن المحرك لنا في الحديث معهن والإبداع في سرد الأحاسيس والعواطف الجياشة، هي تلك الشهوة التي يذكيها الشيطان بأشد أنواع الوقود.

مساكين الفتيات:02: ، لأنهن يطرحن ثقتهن فينا يوم أن نمنيهن بالزواح، وكأني بهن لم يدركن أن تلك الفكرة جاءت، في ثوب زور، كثمرة حنظل من ثمار خيال العاطفة التي تفجرت من داخلنا بفعل تحريك تلك الغريزة، حتى أصبحنا نقسم بالله وبما نعبده ونعظمه، نقسم على أننا نحب وأننا صادقون في الحب والهوى، وأننا سنحقق في عالم الواقع ما ارتسم في خيال العاطفة. كل ذلك يجري منا على غير شعور منا تحت وطأة سكرة الهوى.

إنها قصة طويلة وحوارات مؤنبة لنفس كانت في وحل الجهل والبعد عن الله. اللهم اغفر لي ما بدر مني وما أنت أعلم به مني. ردني إليك ردا جميلا، تبت إليك ربي، فأنا لم أجد راحة في كل ما مضى، فرحماك رحماك رحماك بعبد وقف ببابك يسائلك العفو والمغفرة، ويدعوك أن تصلح حاله وتستره يوم العرض، وفوق الأرض، وتحت الأرض. والسلام ختام. :ciao:

رنا الصائغ
30-06-2005, 12:52 PM
اخي العزيز الحاظوي :

السلام عليكم:

يقف تعبيري عاجزا امام جمال اسلوبك ورصانته وعمق معانيه ولا املك سوى كلمة واحدة( رائع) حفظك الله ووفقك دوما ايها المبدع.