Dr.MoDmEn
04-07-2005, 06:31 PM
ظننت أن اللص الذي دخل منزلا ولم يجد ما يسرقه، فرفع سماعة الهاتف وطلب رقما دوليا ثم ترك السماعة مرفوعة،
مجرد نكتة! لكن الواقع يقول إن النكات هي في الأصل حدوتة واقعية معدلة بإتقان، إلا أن إتقان الواقع أحيانا يفوق
النكتة في شدة إضحاكها.
فقريبتي (قدر الله عليها) سُرقت سيارتها مرتين; المرة الأولى عادت السيارة بعد يوم واحد فقط بعد أن استخدمها
اللصوص الصغار في جولة (تفحيط) ناجحة لم تكلف السيارة غير خدوش بسيطة. ولأن فطنة قريبتي، وربما رصيدها
البنكي المتواضع، جعلاها لا تُقرَص من جحر مرتين، وضعت قفلا على (الدركسون)، ما جعل اللص العائد بعد يومين
فقط يكتئب، وحين لم يجد ما يسرقه مما خف وزنه وغلا ثمنه، أضاء لمبة السيارة الداخلية وتركها مضاءة عقابا لهؤلاء
الناس الأشرار الذين ينكدون على لصوص السيارات بمفاجآت لم يحسبوا لها حسابا.
من المعروف أن من يحنق ويحقد هو صاحب الحق المعتدى عليه، ولكن ما يحصل أن سلوك اللص هو ما يعكس
سيكولوجية إنسان حاقد لديه رغبة في تخريب كل ما يقع في يده حتى ولو لم ينتفع به، انتقاما واستهتارا بالقانون
واحتقارا له.
يشبه اللصوص الذين نسمع بهم هذه الأيام الطيور لكثرتهم وشدة قرب مسافتهم من المسروقين، فلم يعد اللصوص يشبهون لصوص أيام زمان الذين كانوا عاقلين ومهذبين يخجلون من مواجهة المسروق إلا مضطرين، لهذا كانت تقتصر
سرقاتهم للمنازل وللسيارات في الليل. أما لصوص اليوم فقد أصبحوا جسورين وقليلي التهذيب، يسرقونك في وضح النهار، وهم ينظرون إلى عينيك ويتحدونك من دون قناع ساتر لملامحهم.
أكثر من مرة قابلت شكوى من رجال خطفت هواتفهم الجوالة من أيديهم، وهم يتحدثون بها، أما لصوص السيارات فهم لا يبيعون السيارة المسروقة، ويرتزقون من ثمنها، بل يلعبون بها ساعتين ويفحطون بها، ثم يرمونها على جانب الطريق!
من أين خرجت هذه السيكولوجية المستهترة بالعقاب وبالفعل؟! هل جاءت من الغرب، عادة دخيلة علينا كعادتنا في تحليل أمورنا؟ هل تظن أن يد الأمن بعيدة عنها ومشغولة في ملاحقة الإرهاب مثلا.. أم أنها تشك في سطوة العقاب، وأن هناك طرقا متعددة يحول بينها وبينه؟!
إن تنامي الجريمة مرتبط بزيادة السكان التي حملت معها زيادة في نسبة اللصوص، لكن هل هذه الزيادة السكانية زيادة مسؤولة تعرف ما هي مقبلة عليه وما هي حقوق وواجبات هذا التكاثر؟ أم أنها زيادة عشوائية فوضوية تشبه قصة طفل في التاسعة ضبط يدخن الحشيش في احد الأحياء الفقيرة، وعندما ذهبت الدوريات لتحضر والده وجدته رجلا في التسعين لا يدري في أي شارع يقف أبناؤه، ولا يدري بأي قرنة يموت غدا؟
:ciao: :ciao: :ciao: :ciao: :ciao: :ciao:
مجرد نكتة! لكن الواقع يقول إن النكات هي في الأصل حدوتة واقعية معدلة بإتقان، إلا أن إتقان الواقع أحيانا يفوق
النكتة في شدة إضحاكها.
فقريبتي (قدر الله عليها) سُرقت سيارتها مرتين; المرة الأولى عادت السيارة بعد يوم واحد فقط بعد أن استخدمها
اللصوص الصغار في جولة (تفحيط) ناجحة لم تكلف السيارة غير خدوش بسيطة. ولأن فطنة قريبتي، وربما رصيدها
البنكي المتواضع، جعلاها لا تُقرَص من جحر مرتين، وضعت قفلا على (الدركسون)، ما جعل اللص العائد بعد يومين
فقط يكتئب، وحين لم يجد ما يسرقه مما خف وزنه وغلا ثمنه، أضاء لمبة السيارة الداخلية وتركها مضاءة عقابا لهؤلاء
الناس الأشرار الذين ينكدون على لصوص السيارات بمفاجآت لم يحسبوا لها حسابا.
من المعروف أن من يحنق ويحقد هو صاحب الحق المعتدى عليه، ولكن ما يحصل أن سلوك اللص هو ما يعكس
سيكولوجية إنسان حاقد لديه رغبة في تخريب كل ما يقع في يده حتى ولو لم ينتفع به، انتقاما واستهتارا بالقانون
واحتقارا له.
يشبه اللصوص الذين نسمع بهم هذه الأيام الطيور لكثرتهم وشدة قرب مسافتهم من المسروقين، فلم يعد اللصوص يشبهون لصوص أيام زمان الذين كانوا عاقلين ومهذبين يخجلون من مواجهة المسروق إلا مضطرين، لهذا كانت تقتصر
سرقاتهم للمنازل وللسيارات في الليل. أما لصوص اليوم فقد أصبحوا جسورين وقليلي التهذيب، يسرقونك في وضح النهار، وهم ينظرون إلى عينيك ويتحدونك من دون قناع ساتر لملامحهم.
أكثر من مرة قابلت شكوى من رجال خطفت هواتفهم الجوالة من أيديهم، وهم يتحدثون بها، أما لصوص السيارات فهم لا يبيعون السيارة المسروقة، ويرتزقون من ثمنها، بل يلعبون بها ساعتين ويفحطون بها، ثم يرمونها على جانب الطريق!
من أين خرجت هذه السيكولوجية المستهترة بالعقاب وبالفعل؟! هل جاءت من الغرب، عادة دخيلة علينا كعادتنا في تحليل أمورنا؟ هل تظن أن يد الأمن بعيدة عنها ومشغولة في ملاحقة الإرهاب مثلا.. أم أنها تشك في سطوة العقاب، وأن هناك طرقا متعددة يحول بينها وبينه؟!
إن تنامي الجريمة مرتبط بزيادة السكان التي حملت معها زيادة في نسبة اللصوص، لكن هل هذه الزيادة السكانية زيادة مسؤولة تعرف ما هي مقبلة عليه وما هي حقوق وواجبات هذا التكاثر؟ أم أنها زيادة عشوائية فوضوية تشبه قصة طفل في التاسعة ضبط يدخن الحشيش في احد الأحياء الفقيرة، وعندما ذهبت الدوريات لتحضر والده وجدته رجلا في التسعين لا يدري في أي شارع يقف أبناؤه، ولا يدري بأي قرنة يموت غدا؟
:ciao: :ciao: :ciao: :ciao: :ciao: :ciao: