تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : و كان ألما( توبة في رحاب الحرم المكي ) .. قصه قصيره بقلمي



فارسة القلم
05-07-2005, 09:58 AM
بداية هذه قصة استوحيتها من قصة واقعيه حدثت في احدى دول الخليج ..






و كان ألما( توبة في رحاب الحرم المكي ) ..
.
.

ها نحن اليوم ننتظر مرور شهر لنتمم عامنا السابع عشر ..
فلم يبق سوى أيام نختم بها عامنا السادس عشر .. أسأل الله أن نختمه بخير و نصل عامنا الجديد بأنهار خير يهبنا الله تعالى إياها ..

لم أره من قبل كما أراه الآن..لا أعرف مالذي حدث ويحدث له.. السرحان يغلف إلتفاتاته..والحزن والخوف والقلق ممزوج بالألم يحتمي بعينيه..أحاول باستماتة أن أعرف مالذي يدور في خلده..مالذي يعيش في فكره..مالذي يقتل به وقته..ولاشيء سوى الصمت الذي يخلفه برحيله المؤقت عني..
حاولت مرارا بأن أكون كظله..علني أفهم الأمر فيرتاح عقلي ويطمئن قلبي..ولكن ماكنت لأجد من محاولاتي المتكرره سوى الصمت ردا على تساؤلاتي الحائره..

بعد أسبوع من حالته هذه زففت إليه خبرا جميلا كنا ننتظره في مثل هذا الوقت من كل عام..وقد كان الخبر شد رحالنا إلى جوار البيت الحرام..قد ظننت لحظتها بأن الابتسامة التي اعتدتها منه كلما نثرت على مسامعه ورود الفرح برحلتا المباركه هي ماسيستقبلني عبر قسمات وجهه الفتي..ولكن الصدمة قد شلت فكري حين بدى الضيق جليا على ملامحه..هنا كتمت غصة في حلقي لحاله المتردي وأخفيت في نفسي ألا أنساه في دعائي إن كتب لي الوصول لأرض الحرم المكي..ولا أخفيكم فلم أكن لأنساه من دعائي في قيام ليلي الذي أداوم عليه منذ سنة بفضل من الله ومنته ثم بفضل ذلك المعلم القدير الذي أخذ على عاتقه ايقاظ شباب أمتنا من غفلتهم.. وكنت و رفيقي من بين أولئك الفتيان الذين روتهم سحائب الرحمة على يديه..

عذرا لكم يبدو أنني خرجت قليلا عن حكاية رفيقي..أين وصلنا؟ أجل توقفت حين بدى الضيق جليا على ملامح صاحبي بعدما استمعت أذناه لنبأ رحلتنا السنويه التي كنا ننتظرها بلهفة واضحه..
وكان لنا ما تمنيناه بفضل القدير القادر..
كانت جده هي محطتنا الأولى بعد أن أحرمنا على متن الطائره حين مررنا بميقات ذي الحليفه و هو ميقات القادمين من الكويت..وهكذا أكملنا رحلتنا وألسنتنا تلهج بالتلبية والدعاءمكملة ما بدأناه على متن الطائره منذ أن توجهنا شطر مكة المكرمه..لندخل البيت الحرام ملبين بأفواهنا قائلين "لبيك اللهم لبيك
لبيك لاشريك لك لبيك
إن الحمدا والنعمة لك والملك لا شريك لك"
أما صاحبي فلا أعرف مالذي اعتراه..فقد رأيته يدخل الحرم المكي مطأطأ الرأس رغم أنني قد شككت بعدم مصاحبته لنا بعد ردة فعله المؤلمه..كان منظره وكأنه قد حمل على عاتقه ذنوب من جبال يستحي المرء مواجهة ربه بها..هكذا أوحي إلي حين ابصرته..
رافقت صاحبي في جميع المناسك وقد انفصلنا عن البقيه..في طوافنا حول الكعبة كانت مقلتاصاحبي حمراء وكأنها باكيه وقد صدق حدسي فما إن أنهيناالشوط الأول حتى انهمرت دموعه كالسيل الجارف و لسانه يلهج بالدعاء..لا أعرف مالذي اعتراني حين رأيته بهذه الحاله ولشدة صدمتي أضعته من بين الزحام..ولم أجده حتى أنهيت الأشواط السبع..فقد أبصرته خلف مقام ابراهيم يصلي ركعتا مابعد الطواف..اقتربت منه وصليت بجانيه..حين انتهيت طلبت منه أنني أود رأيت الكعبة من الطابق العلوي ومن ثم نكمل السعي..وافق صاحبي على مطلبي وكان لي ماأردت..
وقفنا بجانب السور الذي يطل على الكعبة المشرفه..كانت الساعة تشير إلى الثانية ليلا..الجو ذا برودة متوسطة والسكون يحيط الصحن المتوسط للحرم المكي ومنظر رائع لايمكن نسيانه..مضت علينا دقائق معدودة لألتفت لصاحبي وأنادي عليه..كان رده بأن أدار وجهه لي والتقت عيناي بعيناه..كانت عينا باك متندم..هذا ما استشففته منها..وقبل أن أنطق بحرف انهالت أحرفه كالمطر المنهمر من بين شفتيه راسمة لوحة الذنب التي كانت سببا في غياب نفسه وعقله..
كانت لمسه ..
نعم كانت لمسه ..
ولم أكن لأعلم عظم أثر هذه اللمسةإلا حين انقضت تلك اللذة الزائفه .. لألعق أصابع الندم
و الموت يرنو أمام ناظري ..
ماذا لو مت و قد تعلقت يدي بيديها؟
ماذا سيكون حالي؟
كيف ساقابل ربي؟
هل سأشتم رائحة الجنه أم النار ستأوي جسدي؟
ماذا لو؟ و ماذا لو؟

كان ذاك الزيف المطعم بالمر هو من سول لي
كان ذلك هو الحب
أجل الحب الذي صور لنا بنظرة يعقبها ابتسامة فسلام فكلام فلقاء فنعيم..
ولم أكن لأعلم بأن النعيم لم يكن سوى جهنم الندم و الذنب..

كانت كلماته المتتابعه و حروفه المتلاصقه قد عقدت لساني و ما كنت لأستفيق من غيبوبة لوحة الندم
سوى ختامه لها بأن تلك اليد ماكانت سوى يد ابنة عمه التي لم تتجاوز الرابعة عشر و قد تركت أمانة في أعناقهم حتى يعود والداها من رحلة العلاج..

لا أعرف مالذي دهاني لحظتها..لا أذكر شيئا سوى أن الغضب قد تملكني لأتقدم إليه وقد جذبته نحوي بقوة لم أكن لأعلم مدى ألمها إلا فيما بعد .. وقد أمسكت بوجهه مديرا إياه نحو الكعبة المشرفة ..ليرنو أمام ناظريه منظرالكعبة لاغير تاليا عليه قول الباري عزوجل" قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله "
ثم أكملة قائلا : انظر لعظمة من عصيت
ثم تركته وذهبت لحال سبيلي ولأكمل عمرتي..أما صاحبي فلم أره إلا حين وقفت أشيع الكعبة ببصري قبل أن أخرج من الحرم..لاشهد رفيقي مقبلا علي وقد غسلت دموع ندمه تلك الذنوب و أضاء وجهه بنور التوبه..وما إن اقترب منى حتى عانقني قائلا: أنا الآن أخاك الذي عرفت

لحظة جميلة أدمعت لها عيناي وكان لسان حالي يلهج الحمدلله الحمدلله..والأحرف تتناثر من بين شفتي فليباركك الله تعالى و ليديم نعمته عليك فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له..

كانت تلك الايام التي سردتها عليكم من صندوق ذكرياتي من جميل سنيني معه أما الآن
فلم يعد سوى جسدا ضمه الثرى بين حباته الرمليه بعدما نثرت طلقات العدو دماءه الزكيه التي طيبت بمسك إلهي أحسبه شهيدا والله حسيبه ..

فارسة القلم
09-08-2005, 09:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله

من فتره و انا منزله هالقصه و كنت حابه انب اشوف رايكم خاصه اني شفت المنتدى يشجع القصص الي مألفينها اصحابها م ناقلينها ..

فحبيت اشوف رايكم بقصتي الأولى ..

رابعة العدوية
09-08-2005, 10:14 PM
السلام عليكم اختي
برأي لديك اسلوب كتابي رائع ووصف جميل جدا للاحداث
تقبلي شكري
قصة رائعة جدا

اهــــلاوي
10-08-2005, 01:20 AM
قصه رائعه ومفيده

فارسة القلم
14-08-2005, 09:19 PM
رابعه العدويه

وعليكم السلام والرحمه ...
اسعدني مرورك و كلماتك المشجعه ..

فارسة القلم
14-08-2005, 09:21 PM
اهلاوي

شكرا لمرورك ..