المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياة الأسرية المرأه...... هي رهان المستقبل



IBRAHIM222
06-07-2005, 01:30 AM
المرأة.. ذلك "الهاجس" الذي يقض مضاجع المصلحين، ويقلق هدوءهم، ويئد راحتهم.. ليس لأن مسألتها عويصة، والرؤية حولها ضبابية.. لكنه "الواقع" المعقَّد، والمليء بالمتناقضات.. مثاليات تدَّعى، وانحرافات تطبَّق.. تاريخ نبوي مجيد في تحرير المرأة، وواقع مظلم متأزم بما فيه الكفاية.
جاء الإسلام ليعالج وضع المرأة، فتعامل مع الموقف بشفافية كاملة، ونظر إليها "شقيقة" للرجل، ومساهمة فعالة في بناء الصرح.
اليوم، وفي مجتمعنا من يتعامل مع القضية كمن يحاول أن يلمس الصفيح وهو ساخن، أو كمن يمسك بمبضع الجراح؛ ليفتق جرحاً يمتلأ صديداً.. دون أن يملك مخدراً.
نعم.. هي صعوبات ومشاق، لكنه آن لنا أن نملك زمام المبادرة قبل أن تفلت القضية من بين أيدينا.
كان الخطاب الإسلامي في زمن مضى دفاعياً أكثر منه تصحيحياً، فلم يسبر غور واقع المرأة في بلاد المسلمين، مع علمه اليقيني بما يحدث لها من ظلم فادح، وانتهاك واضح، كان يخوض معركة شرسة مع دعاة التغريب، فلم يرد أن يفتح أبواباً مغلقة، ولا أن ينشر حقائق هي عليه لاله، وكان هذا مفهوماً.
أما بعد أن تغيَّر الزمان، وزادت حدَّة العصر انفتاحاً.. فلم يعد من المفهوم أن يظل خطابنا مقتصراً على الحديث عن تهتك المرأة الغربية، وضياع شرفها، وتمريغ كرامتها.. ولا عن مثاليات الإسلام التي لم تطبق –جملة- في غير عهد الخلافة الراشدة، واستمر الوارثون يقاربون أو يباعدون.. ولا أن يقتصر على محاولات مستميتة، لتحويل اختلاف أهل القرون المفضلة إلى اتفاق يخدم واقعنا بدلاً من أن يطوعه..
لقد كان النزاع شديداً حول خلافيات لم تحسم ولن تحسم إلا أن يشاء الله، وكان الاهتمام منصباً على لباس المرأة وحشمتها الظاهرة، أما عقلها وأدبها وعواطفها واستقبال إبداعاتها وتطوير مواهبها فقد تُرك لغيرنا..
المرأة في المجتمع.. ليس لها وجود ولا رأي، فهي "ناقصة عقل ودين" بفهم زائغ، وهي "حبالة الشيطان"، وهي مثار فتنة أينما حلَّت وحيثما ارتحلت، وهي موطن "شك" في كل وضع تتضعه... هل هذه هي نظرة الإسلام النقي الخالي من شوائب التقاليد البالية والجفاء الطبعي؟ هل أولينا المرأة اهتماماً يليق بمكانتها وعظيم تأثيرها وتأثرها في المجتمع؟ هل استخدمنا الدين لإضفاء القداسة على بعض التقاليد التي تئد المرأة وتتركها تعيش ميتة بين الأحياء؟ إنه – يا سادة- لن يكون هناك تصحيح لوضع المرأة حتى تُصحح النظرة إليها، فلسنا في حاجة إلى أن نعالج أعراضاً، وندع الداء العضال يلد أعراضاً أخرى...
إن كرامة المرأة تكمن في عفتها، واستكمال حقوقها التي وهبها الله إياها.
إن على خطابنا – لكي يكون مقنعاً- أن يبـرز اهتماماً مشعاً بحقوق المرأة، كما يهتم بعفتها، وعليه أن يتلمَّس طريق عقلها كما يلتمس منافذ قلبها، وهذا يوجب علينا أن نسلِّط الضوء على الأجزاء المنتنة في واقع المرأة في مجتمع مغلق، وليس إلا الاستئصال –مع ما يكتنفه من آلام- إن لم يُجدِ العلاج.
المرأة.. ذلك الملاك المبدع.. هي رهان المستقبل.
منقول IBRAHIM222