المفكر
07-07-2005, 05:07 PM
أهمية السكك الحديدية للاقتصاد السعودي
http://www.alarabiya.net/img/pix_hi_fade.gifhttp://www.alarabiya.net/img/pix_low_fade.gifhttp://www.alarabiya.net/img/spc.gif
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/07/07/1351351.jpghttp://www.alarabiya.net/img/spc.gif
د. أحمد العثيم
يعتبر قطاع النقل والمواصلات من القطاعات المهمة في أي اقتصاد وطني خاصة في السعودية لأنها تتميز بكثرة المناطق الصحراوية والتي تحتاج الى تمهيد واصلاح حتى يمكن تحقيق نهضة في جميع المجالات. ويأتي الاهتمام بهذا القطاع انطلاقاً من عوامل عدة أبرزها: توفير تأمين حركة نقل الركاب والبضائع على المستوى الداخلي والخارجي، ويؤدي هذا القطاع دوراً رائداً في دفع حركة الاقتصاد الوطني عن طريق تقديم الخدمات المتعددة للقطاعات الانتاجية والخدمية، كما انه يعتبر من أهم القطاعات التي توفر فرصاً استثمارية ضخمة مما يؤدي الى استحداث فرص عمل جديدة، بالاضافة الى تحقيق التكامل والترابط بين التجمعات السكنية والمناطق الزراعية والصناعية.
ونظراً للأهمية التي يتمتع بها هذا القطاع في أوساط الاقتصاد السعودي، فقد أولته القيادات من الدعم والرعاية ما يجعله يساهم بدرجة كبيرة في نمو الأنشطة والقطاعات المتعلقة به مثل الصناعات الانتاجية. ويتمثل هذا الدعم مادياً، حيث بلغت ميزانية المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في عام 2005 حوالي 420.9 مليون ريال، وتتواكب هذه الميزانية مع حجم المشروعات والتوسعات الجديدة من أصل 8.8 مليار ريال هي اجمالي مخصصات قطاع النقل في الموازنة السعودية بنسبة 4.7 %. وبلغت ايرادات المؤسسة حوالي 236 مليون ريال بنسبة زيادة 21 % عن العام السابق وذلك نتيجة تحقيق انجازات عدة في مجال نقل الركاب والحاويات حيث بلغ عدد الركاب المنقولين أكثر من مليون راكب بنسبة زيادة 23 %, كما تم نقل حوالي 283 ألف حاوية بزيادة قدرها 20 %, مقارنة بالعام الماضي بالاضافة الى زيادة اجمالي الأطنان المنقولة بنسبة 50 % من 83.4 ألف طن الى 166.6 ألف طن, وهذا يرجع الى الزيادة التي حدثت في الطاقة الانتاجية نتيجة تحسن مستويات الصيانة والتشغيل بالاضافة الى الجاهزية العالية للقاطرات والعربات مع اعتماد برامج فنية متطورة في عمليات الصيانة بالاضافة الى ادخال خدمة النقل المزدوج للحاويات حيث سيتم تدشين 200 عربة شحن مزدوج يتم تجهيزها لادخالها الخدمة والتي سوف تؤدي الى رفع معدلات الشحن بما يعود بالزيادة على الايرادات بوجه عام.
ويلاحظ ان هذه المبادرات تهدف في المقام الأول الى محاولة تخفيض تكلفة النقل بالنسبة للمناطق الصناعية البيعدة وربطها بالمدن الرئيسية بما يؤدي في النهاية الى تحقيق ايرادات مرتفعة تؤدي الى نمو وازدهار الاقتصاد الوطني.
وتقوم المملكة في الوقت الحالي بتنفيذ وابرام اتفاقيات عدة لمشروعات جديدة في مجال السكك الحديدية الهدف منها توسيع وتدعيم البنية التحتية وربط أسواق المدن المهمة بالمناطق الصناعية حتى تكون مصدر جذب للمستثمرين الذين يبحثون عن التكلفة المنخفضة خصوصاً النقل وذلك مثل انشاء خط حديدي جديد بين الرياض ومكة وجدة أو بين جدة ومكة والمدينة المنورة، والمناطق الصناعية والذي يعد مطلباً من أهم متطلبات المجتمع حيث سيتم انشاؤه بمواصفات عالمية توازي المكانة والحركة التجارية والاقتصادية والسياحية التي وصلت اليها المملكة.
ولاحت في الأفق اقتراحات عدة مهمة في هذا الشأن أهمها الاقتراح الخاص بانشاء شركة مساهمة للسكك الحديدية بمشاركة من القطاع الخاص والمستثمرين السعوديين بهدف المنافسة على تنفيذ المشروعات الكبرى التي ستطرحها وزارة النقل. ويعد مشروع “الجسر البرى” من أهم مشروعات توسعة السكك الحديدية في السعودية حيث من المقرر ان يربط مدينة جدة بالرياض وصولاً لمدينة الدمام حيث سيتضمن انشاء خط حديدي بطول 950 كيلومتراً بين الرياض وجدة وانشاء خط حديدي بطول 115 كيلومتراً بين مدينتي الدمام والجبيل وربطهما بالشبكة العامة التي يصل طولها الى 1065 كيلومتراً. ويعتبر هذا المشروع عنصراً رئيسياً ضمن برنامج التوسعة وسيشكل نقل الحاويات للسوق المحلي والأسواق الخليجية المجاورة أساس نشاطه كما سيحقق المشروع تكاملاً بين موانىء المملكة الرئيسية الثلاثة ميناء جدة، ميناء الملك عبد العزيز في الدمام، والميناء الجاف في الرياض.
ومن المتوقع ان ينقل هذا الجسر كميات كبيرة من البضائع عبر المدن بأسعار مناسبة مما سيؤدي الى تحقيق الهدف الاقتصادي المتمثل في تخفيض تكلفة السلع الصادرة والواردة من دول أوروبا وأمريكا الشمالية ودول مجلس التعاون المجاورة بالاضافة الى هذا فإنه سوف يوفر وسيلة مواصلات آمنة وسريعة للركاب كما انه سيؤدي الى انسياب حركة البضائع والسلع بسهولة الى الأسواق الكبيرة وتشجيع وجذب الاستثمارات الداخلية والخارجية. وفي الوقت الحالي تمثل وسائل النقل خصوصاً السكك الحديدية ثقلاً تجارياً متزايداً وذلك لدورها في تعزيز حركة التبادل التجاري وكذلك دورها كركيزة أساسية لربط مناطق الانتاج بمناطق الاستهلاك مما يؤثر بالايجاب على كافة القطاعات الاقتصادية الأخرى.
* نقلا عن جريدة "الخليج" الاماراتية
http://www.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=14714#0)
http://www.alarabiya.net/img/pix_hi_fade.gifhttp://www.alarabiya.net/img/pix_low_fade.gifhttp://www.alarabiya.net/img/spc.gif
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/07/07/1351351.jpghttp://www.alarabiya.net/img/spc.gif
د. أحمد العثيم
يعتبر قطاع النقل والمواصلات من القطاعات المهمة في أي اقتصاد وطني خاصة في السعودية لأنها تتميز بكثرة المناطق الصحراوية والتي تحتاج الى تمهيد واصلاح حتى يمكن تحقيق نهضة في جميع المجالات. ويأتي الاهتمام بهذا القطاع انطلاقاً من عوامل عدة أبرزها: توفير تأمين حركة نقل الركاب والبضائع على المستوى الداخلي والخارجي، ويؤدي هذا القطاع دوراً رائداً في دفع حركة الاقتصاد الوطني عن طريق تقديم الخدمات المتعددة للقطاعات الانتاجية والخدمية، كما انه يعتبر من أهم القطاعات التي توفر فرصاً استثمارية ضخمة مما يؤدي الى استحداث فرص عمل جديدة، بالاضافة الى تحقيق التكامل والترابط بين التجمعات السكنية والمناطق الزراعية والصناعية.
ونظراً للأهمية التي يتمتع بها هذا القطاع في أوساط الاقتصاد السعودي، فقد أولته القيادات من الدعم والرعاية ما يجعله يساهم بدرجة كبيرة في نمو الأنشطة والقطاعات المتعلقة به مثل الصناعات الانتاجية. ويتمثل هذا الدعم مادياً، حيث بلغت ميزانية المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في عام 2005 حوالي 420.9 مليون ريال، وتتواكب هذه الميزانية مع حجم المشروعات والتوسعات الجديدة من أصل 8.8 مليار ريال هي اجمالي مخصصات قطاع النقل في الموازنة السعودية بنسبة 4.7 %. وبلغت ايرادات المؤسسة حوالي 236 مليون ريال بنسبة زيادة 21 % عن العام السابق وذلك نتيجة تحقيق انجازات عدة في مجال نقل الركاب والحاويات حيث بلغ عدد الركاب المنقولين أكثر من مليون راكب بنسبة زيادة 23 %, كما تم نقل حوالي 283 ألف حاوية بزيادة قدرها 20 %, مقارنة بالعام الماضي بالاضافة الى زيادة اجمالي الأطنان المنقولة بنسبة 50 % من 83.4 ألف طن الى 166.6 ألف طن, وهذا يرجع الى الزيادة التي حدثت في الطاقة الانتاجية نتيجة تحسن مستويات الصيانة والتشغيل بالاضافة الى الجاهزية العالية للقاطرات والعربات مع اعتماد برامج فنية متطورة في عمليات الصيانة بالاضافة الى ادخال خدمة النقل المزدوج للحاويات حيث سيتم تدشين 200 عربة شحن مزدوج يتم تجهيزها لادخالها الخدمة والتي سوف تؤدي الى رفع معدلات الشحن بما يعود بالزيادة على الايرادات بوجه عام.
ويلاحظ ان هذه المبادرات تهدف في المقام الأول الى محاولة تخفيض تكلفة النقل بالنسبة للمناطق الصناعية البيعدة وربطها بالمدن الرئيسية بما يؤدي في النهاية الى تحقيق ايرادات مرتفعة تؤدي الى نمو وازدهار الاقتصاد الوطني.
وتقوم المملكة في الوقت الحالي بتنفيذ وابرام اتفاقيات عدة لمشروعات جديدة في مجال السكك الحديدية الهدف منها توسيع وتدعيم البنية التحتية وربط أسواق المدن المهمة بالمناطق الصناعية حتى تكون مصدر جذب للمستثمرين الذين يبحثون عن التكلفة المنخفضة خصوصاً النقل وذلك مثل انشاء خط حديدي جديد بين الرياض ومكة وجدة أو بين جدة ومكة والمدينة المنورة، والمناطق الصناعية والذي يعد مطلباً من أهم متطلبات المجتمع حيث سيتم انشاؤه بمواصفات عالمية توازي المكانة والحركة التجارية والاقتصادية والسياحية التي وصلت اليها المملكة.
ولاحت في الأفق اقتراحات عدة مهمة في هذا الشأن أهمها الاقتراح الخاص بانشاء شركة مساهمة للسكك الحديدية بمشاركة من القطاع الخاص والمستثمرين السعوديين بهدف المنافسة على تنفيذ المشروعات الكبرى التي ستطرحها وزارة النقل. ويعد مشروع “الجسر البرى” من أهم مشروعات توسعة السكك الحديدية في السعودية حيث من المقرر ان يربط مدينة جدة بالرياض وصولاً لمدينة الدمام حيث سيتضمن انشاء خط حديدي بطول 950 كيلومتراً بين الرياض وجدة وانشاء خط حديدي بطول 115 كيلومتراً بين مدينتي الدمام والجبيل وربطهما بالشبكة العامة التي يصل طولها الى 1065 كيلومتراً. ويعتبر هذا المشروع عنصراً رئيسياً ضمن برنامج التوسعة وسيشكل نقل الحاويات للسوق المحلي والأسواق الخليجية المجاورة أساس نشاطه كما سيحقق المشروع تكاملاً بين موانىء المملكة الرئيسية الثلاثة ميناء جدة، ميناء الملك عبد العزيز في الدمام، والميناء الجاف في الرياض.
ومن المتوقع ان ينقل هذا الجسر كميات كبيرة من البضائع عبر المدن بأسعار مناسبة مما سيؤدي الى تحقيق الهدف الاقتصادي المتمثل في تخفيض تكلفة السلع الصادرة والواردة من دول أوروبا وأمريكا الشمالية ودول مجلس التعاون المجاورة بالاضافة الى هذا فإنه سوف يوفر وسيلة مواصلات آمنة وسريعة للركاب كما انه سيؤدي الى انسياب حركة البضائع والسلع بسهولة الى الأسواق الكبيرة وتشجيع وجذب الاستثمارات الداخلية والخارجية. وفي الوقت الحالي تمثل وسائل النقل خصوصاً السكك الحديدية ثقلاً تجارياً متزايداً وذلك لدورها في تعزيز حركة التبادل التجاري وكذلك دورها كركيزة أساسية لربط مناطق الانتاج بمناطق الاستهلاك مما يؤثر بالايجاب على كافة القطاعات الاقتصادية الأخرى.
* نقلا عن جريدة "الخليج" الاماراتية
http://www.alarabiya.net/img/totop.gif (http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=14714#0)