المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ^^الحرب العالميه الثالثه^^تعلنها أمريكا



ranry999
26-09-2001, 05:50 PM
نشرت جريدة نيويورك تايمز اليوم مقالا للكاتب الأمريكي المعروف توماس فريدمان تحدث فيه عن حادثتي واشنطن ونيويورك ووصفهما بأنهما ترقيان إلى اعتبارهما مقدمة للحرب العالمية الثالثة! وحاول فريدمان باستماتة ربط الحادثتين بالمسلمين وقال: "انه في الوقت الذي ينشغل فيه مسئولونا بالحديث عن تشديد الإجراءات الأمنية في المطارات، فإن هناك مجموعة من الإرهابيين في الشرق الأوسط يرتشف أفرادها القهوة ويتفرجون على الـ CNN ويطلقون ضحكاتهم الهستيرية ابتهاجا بما جرى!
وقد بدأ فريدمان مقاله بالقول:

هذه هي الحرب العالمية الثالثة التي يخوضها مجموعة من الغاضبين ضد الدولة العظمى الوحيدة في العالم، وهؤلاء لا يشاركوننا قيمنا بل انهم ساخطون على نفوذ بلدنا وتأثيرنا على حياتهم وسياسات بلدانهم ناهيك عن دعمنا لاسرائيل، كما انهم يلقون بمسئولية فشل مجتمعاتهم في تحقيق الحداثة والتطور على أمريكا!. وما يجعلهم قوة لا يستهان بها هي انهم يستخدمون عبقريتهم في تسخير الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة التي يكرهونها .. لمهاجمتنا!.

فكروا في الموضوع على هذا النحو: لقد حول هؤلاء طائراتنا المدنية المتطورة جدا إلى صواريخ دقيقة التصويب تستهدف البشر بفضل مزجهم بين الهوس الذي يتصفون به وبين التكنولوجيا التي ابتكرناها نحن! أي "جهاد أون لاين"!! ثم تأملوا ماذا ضربوا: مركز التجارة العالمي منارة الرأسمالية التي تقودها الولايات المتحدة التي تغريهم وتغيظهم في نفس الوقت، ومبنى البنتاغون الذي يجسد التفوق العسكري الأمريكي.

ثم تأملوا الأماكن التي استهدفها الانتحاريون الفلسطينيون في إسرائيل! "انهم لم يضربوا الكنس ولا المستوطنات ولا المتعصبين اليهود"، كما يقول آري شافيت المحلل الإسرائيلي في هاآرتس. "لقد ضربوا مطعما للبيتزا ومركزا للتسوق وملهى ومرقصا ليليا"!!

إذن ما المطلوب منا كي نخوض حربا ضد أناس مثل هؤلاء؟ إننا كأمريكيين لن نستطيع اختراق مجموعات صغيرة مثل هذه تعتمد في الأساس على الروابط العائلية ويعيش رموزها في أماكن مثل أفغانستان وباكستان ووادي البقاع اللبناني. إن الجهة الوحيدة القادرة على ردع هذه المجموعات الغامضة والمتغيرة على الدوام هي مجتمعاتهم نفسها. وهي لن تتمكن من إنجاز هذه المهمة بطريقة متماسكة. لذا أعطوا الـ CIA وقتا للراحة!

سيقول لكم الإسرائيليون إن الوقت الوحيد الذي ستنعمون فيه بالهدوء الحقيقي وبالسيطرة على الانتحاريين الفلسطينيين والجماعات الراديكالية الفلسطينية مثل حماس والجهاد كان عندما تعقبتهم السلطة الفلسطينية وياسر عرفات وسجنوهم وقاموا بردعهم. لذا يصبح السؤال: كم من الوقت سيستغرقنا لجعل المجتمعات تتعقب هذه المجموعات الإرهابية وتتخذ إجراءات رادعة ضدها؟!

أولا يتعين علينا أن نكون جادين وندرك بأن الكثير من هؤلاء الإرهابيين يكرهون وجودنا ذاته وليس سياساتنا فقط. في يونيه الماضي كتبت مقالا أوضحت فيه أن بضعة تهديدات وجهت عن طريق الهاتف الخلوي من أسامة ابن لادن اضطرت الرئيس بوش إلى سحب عناصر المباحث الفيدرالية من اليمن والى سحب الأسطول الأمريكي الخامس من قاعدته في الخليج الفارسي. وقد تابعت المنطقة بأسرها هذا التقهقر الأمريكي لكنه لم يحظ بأي نوع من التغطية في أي من الصحف الأمريكية الكبرى. ولا بد أن ذلك شجع الإرهابيين!. انسوا أي شئ عن مدنيينا، كما أننا لا نريد حتى أن نغامر بحياة جنودنا لكي نواجه تهديدات تلك الجماعات.

إن من خططوا لعمليات التفجير يوم الثلاثاء كانوا مزيجا من الشر والعبقرية ذات التأثير المدمر. وما لم نفكر بطريقة محنكة في التصدي لهم بطريقة جريئة وغير تقليدية فإننا سنقع في مأزق حقيقي.

إن هذه قد تكون المعركة الأولى الكبرى في الحرب العالمية الثالثة وقد تكون المعركة الأخيرة التي يتم خوضها بأسلحة تقليدية وغير نووية! لقد سمحنا باستمرار اللعبة المزدوجة مع حلفائنا في الشرق الأوسط لسنوات طويلة، وقد آن لتلك اللعبة أن تتوقف! إن بلدا مثل سوريا يتعين عليه أن يقرر: هل يريد سفارة لحزب الله في دمشق أم سفارة أمريكية؟! إذا كانت سوريا تريد سفارة أمريكية فإنها لا تستطيع أن تستمر في إيواء المجموعات الإرهابية المنبوذة. هل هذا يعني أن على الولايات المتحدة أن تتجاهل مخاوف الفلسطينيين والمظالم الاقتصادية للمسلمين؟! لا. فالكثيرون في هذا الجزء من العالم بحاجة ماسة لأمريكا ولا نستطيع أن ننسى أننا نمثل بالنسبة لهم بصيصا من الأمل.

وفيما يتعلق بالفلسطينيين، فقد وضعت الولايات المتحدة على طاولة لمباحثات في كامب ديفيد خطة كانت ستعطي عرفات الكثير مما يزعم انه يقاتل من اجله اليوم. ربما لم تكن تلك الخطة الأمريكية كافية بالنسبة للفلسطينيين، لكن الرد على الخطة بالهجمات الانتحارية مسألة مثيرة للاشمئزاز!

إننا بحاجة إلى حوار جاد ومحترم مع العالم الإسلامي وزعمائه السياسيين لمناقشة أسباب تخلف الكثير من شعوبه. إن الحقيقة المؤلمة هي أن العالم العربي الإسلامي لا تتوفر به أية حكومة جاءت عن طريق الانتخابات الحرة وهي سمة ينفرد بها المسلمون دونا عن بقية العالم بما في ذلك دول الصحراء الأفريقية!. لماذا؟ لقد مرت مصر بفترة من النقد الذاتي بعد حرب 67 التي أنتجت بلدا أقوى، فلماذا لا يتحمل أي زعيم عربي اليوم أي قدر من النقد الذاتي؟!

أين الزعماء المسلمون الذين سينصحون أبناءهم بمقاومة الإسرائيليين، وليس قتل انفسهم أو الإجهاز على حياة أناس أبرياء وعزّل من السلاح!. إن حياة الإنسان مهما كانت مزرية فإن حقه في الحياة حق مقدس. وبالتأكيد فإن الإسلام دين عظيم ولا يسمح بأن يعاني اليهود من محرقة على غرار ما فعلت أوربا، لكن الإسلام يتعرض للتشويه عندما يصور وكأنه كتاب يحث اتباعه على القيام بتفجيرات انتحارية! ومع ذلك لا يجرؤ زعيم مسلم واحد على قول هذا الكلام!

هناك بعض القضايا التي يجب علينا أن نبحثها ونحن نخوض الحرب العالمية الثالثة!. ستكون تلك الحرب طويلة وسنخوضها ضد خصم ذكي ومتحفز.

عندما نقلت لمسئول عسكري إسرائيلي اندهاشي من الطريقة البارعة التي اختطف بها الإرهابيون الطائرات وقادوها مباشرة باتجاه اكثر المواقع هشاشة في أي مبنى قال لي: "ليس من الصعب أن يتعلم المرء قيادة طائرة عندما تكون في الجو. لكن تذكر انه لم يكن من الضروري بالنسبة لهم أن يتعلموا طريقة الهبوط بها إلى الأرض"! لا . لم يكونوا مضطرين لذلك! كان عليهم فقط أن يدمروا!. والمفارقة أن علينا نحن أن نقاتل بطريقة فعالة ودون أن ندمر المجتمع المنفتح جدا الذي نحاول أن نحميه. يتعين علينا أن نقاتل بضراوة وان نهبط بسلام!. يجب أن نقاتل الإرهابيين كما لو انه لا توجد أنظمة أو قواعد، وان نحافظ على انفتاح مجتمعنا كما لو انه ليس هناك إرهابيون.

إن المعركة لن تكون سهلة وستتطلب منا أن نحشد لها افضل استراتيجياتنا وخيرة ديبلوماسيينا واكثر جنودنا شجاعة وإقداما!!

توماس فريدمان، النيويورك تايمز، الخميس 13 سبتمبر 2001 م


المصدر:-الساحات