life maker
09-07-2005, 06:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت موضوع مراقبنا الفاضل أخي أبو خالد الأخير عن شبهات النصارى حول الإسلام جزاه الله عنا كل خير و زاده الله من الهدى و الإيمان
وددت لو أعرض دين النصارى بشيء من التوضيح زيادة في إيماننا و اقتناعنا الكامل بدين الحق ذاك التوضيح هو خلاصة دراسة أو قل تجربة شخصية خضتها
العقيدة عند النصارى
و تلك هي العقيدة التي يشترك فيها النصارى بجميع فرقهم
التثليث
وضع قانون الإيمان المسيحي و هو الإيمان بالثالوث في مجمع نيقية و قد اجتمع فيه قساوسة من أغلب بلدان العالم المسيحي و قدموا هذا القانون لشعوبهم و كان إجباراً أن يؤمنوا به بفعل قوة القيصر الروماني قسطنطين و معروف أن هذا المجمع كان مبني على خداع فأصحاب مقالة التوحيد و يمثلهم أريوس كانت مقالتهم أقوى فلجا القيصر للحيلة فانقص عدد القساوسة من 2048 إلى 318 و استبعد أصحاب مقالة التوحيد فغلب التثليث المقارب لديانة القيصر الوثنية و قد حكم على أريوس باللعن و الخروج من الكنيسة و كانت مقالته تقول أن الآب وحده الله و الابن مخلوق و قد كان الآب و لم يكن الابن و أيده في ذلك 700 أسقف ممن اجتمعوا في المجمع
و التثليث هو الإيمان بإله واحد مؤلف من ثلاثة أقانيم الآب و الابن و الروح القدس و الواحد ثلاثة و الثلاثة واحد ويشبهونها بقرص الشمس و نورها و حرارتها و الآب (اللاهوت) و هو الخالق و الابن جمع بين اللاهوت و الناسوت و هو الفادي و الروح القدس و هو المظهر المنبثق من الآب
ألوهية المسيح
في مجمع نيقية أيضاً قررت ألوهية المسيح و في هذا المجمع عرضت عدة أقوال عن السيد المسيح
رأي قال هو و أمه من الآلهة و أصحاب هذا الرأي هم المريميين
رأي قال أن هناك ثلاثة آلهة صالح و اعتبروه المسيح و طالح و بسذاجة اعتبروه الله و عدل بينهم و هؤلاء أتباع مرقيون
رأي قال أن المسيح من الآب بمنزلة شعلة نار انفصلت من شعلة نار
رأي قال أن المسيح إنسان خلق من اللاهوت كواحد منا في جوهره و أن ابتداء الابن من مريم و قد اصطفي ليخلص الجوهر الإنساني و قد صحبته النعمة الإلهية و سمي بذلك بابن الله و يرون أن الله جوهر واحد قديم و أقنوم واحد مسمى بثلاث أسماء و لا يؤمنون بالكلمة و الروح القدس و كان أصحابها هم أتباع بطريرك أنطاكيا
رأي قال أن مريم لم تحبل به تسعة اشهر لأن الكلمة دخلت في أذنها (و لا أدري سر الدخول من الأذن ذاك) و خرج منها في ساعتها!!! و هؤلاء أصحاب إليان
ورأي قال بألوهية المسيح المطلقة
و صدرت قرارات المجمع بإثبات ألوهية السيد المسيح و تكفير كل من اعتقد بأنه إنسان فترتب على ذلك تكفير آريوس و بإحراق كل الكتب التي لا تقول بألوهية السيد المسيح
ثم جاء بعد ذلك مجمع صور و قد كان أوسابيوس أسقف نيقومدية كان من أنصار آريوس و لعن لذلك في مجمع نيقية فأظهر انه وافق على مقالة المجمع فأصبح بطريرك القسطنطينية و عاد ثانياً للوحدانية و في مجمع صور أعاد مقالة آريوس و صدر قرار المجمع بإثبات وحدانية الله و أن السيد المسيح رسوله لكن سلطان الإمبراطورية الرومانية أدى إلى إلغاء مجمع صور وأسقطوا قراراته و ذلك في المجمع الذي يليه و هو مجمع القسطنطينية و حرم فيه أوسابيوس و أسقطت رتبته و انتهى التوحيد في النصرانية بهذا الشكل المؤسف
ألوهية الروح القدس
الروح القدس في نظر المسيحيين هو الروح الذي حل في مريم لدى البشارة بالمسيح و على المسيح في العماد على يد يوحنا المعمدان (يحيى) وعلى رسل المسيح بعد صعوده للسماء و في مجمع نيقية قرر التثليث لكن في ذات الوقت لم يحدد قراراً شافياً في شأن ألوهية الروح القدس فلما قام مجمع القسطنطينية قرر ألوهية الروح القدس و الحرمان الكنسي لكل مخالف لهذا
الروح القدس من الآب وحده أم من الآب و الابن
لم يكتف رجال الكنيسة بالتثليث بل امتد الخلاف و ظل هناك سؤال هل الروح القدس منبثق عن الآب وحده أم عن الآب و الابن فعقد مجمع طليطلة و قرر فيه أن الروح القدس منبثق من الآب و الابن معاً
و إلى اليوم هناك خالف بين الكنيسة المصرية و اليونانية و بين الكنيسة الكاثوليكية حيال تلك النقطة فالكنيسة المصرية و اليونانية لم يقبلوا بقرار مجمع طليطلة و رأيهم أن الروح القدس من الآب وحده
و من السرد السابق نلاحظ أن تلك المجامع منحت نفسها سلطة أعظم من سلطة الآلهة فهي التي قررت ماهية الآلهة و اصبحوا يملكون قدرة صنع الآلهة بل و قرروا لرعيتهم ما يؤمنوا به و ما لا يؤمنوا به و تحديد ما يقرءوا و ما لا يقرءوا
الصلب و الفداء
و بناء على العقيدة السابقة و التي على أساسها كانت عقيدة الصلب و الفداء رأى النصارى أن السيد المسيح صلب تكفيراً لخطيئة البشر و في تلك المرحلة رأى النصارى أن الله ظهر في الجسد و بنيت تلك العقيدة على أساس واهي بشكل واضح فرأى المسيحيين أن الله يملك صفتين هي صفة العدل و الرحمة و العدل يقضي معاقبة بني آدم بسبب خطيئة آدم و استحققنا بتلك الخطيئة البعد عن الله أما الرحمة فتقضي بغفران الذنب و لحل تلك المشكلة كان لابد لابن الله أن يعيش كإنسان و يتوسط للبشر عند الله فيصلب ظلماُ ليكفر خطيئة البشر و هذا يسمى بالخلاص
"ابن الإنسان(السيد المسيح) أيضاً لم يأت ليُخدم بل ليخدم و ليذل نفسه فدية عن كثيرين" إنجيل مرقص و أظن في الإصحاح10
"لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين بل ليخلص به العالم" إنجيل يوحنا
و رسائل بولس مليئة بتلك المعاني
للناقش تلك القضية ببعض العقل
يقولون كان ضرورياً أن يصلب السيد المسيح لتكفير خطيئتنا كيف لم يجد الله حلاً سوى هذا الحل أكان من المستحيل على رب العزة أن يجد وسيلة أخرى بدل تلك القسوة؟؟!
قالوا أن السيد المسيح بصلبه محى عنا الخطيئة الأولى و عاد العالم طاهر فماذا يقولوا في ذنوب اليوم و الغد؟؟! و إذا قالوا بل محت الخطيئة الأولى و فقط فماذا عن الخطايا اليوم و هي أقبح من خطيئة آدم كيف يأتي السيد المسيح ليمحو خطيئة واحدة و تترك كل تلك الخطايا؟؟!
نعرف جميعاً أن الجزاء من جنس العمل و في هذا لا عدل أبداُ أكانت خطيئة آدم تستحق قتل السيد المسيح و صلبه بل ذلك الظلم بعينه في الإسلام كان العقاب فعلاُ من جنس العمل في تلك الخطيئة فالإخراج من الجنة عقاب كاف و عادل
إذا كان هذا الصلب لابد منه و شئ مقدر و جاء السيد المسيح له فلما كرهوا اليهود و حقدوا عليهم لأنهم قتلوا السيد المسيح؟؟!
بعد خطيئة آدم أين كان عدل الله و رحمته كل تلك القرون من خروج آدم لظهور المسيح هل كان الله_معاذ الله- حائراً بين صفة العدل و الرحمة ؟؟!
ولنبدأ في المناقشة من خلال النصوص المقدسة
و يبدو الخلاف واضحاً بين النصوص مما يشكك في صحة زعم الصلب و مثال لذلك
حامل الصليب: يقول مرقص في إنجيله أن حامل الصليب هو سمعان القيرواني " بعد ما استهزءوا به (السيد المسيح) نزعوا عنه الأرجوان و ألبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه فسخروا رجلاً مجتازاً كان آتياً من الحقل و هو سمعان القيرواني أبو الكسندروس و روفس ليحمل صليبه و كانت الساعة الثالثة فصلبوه "
و في الإنجيلين (متى و لوقا) أيضاً هو سمعان القيرواني
لكن في يوحنا يقول أن يسوع كان حامل صليبه " أخذوا يسوع و مضوا به فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة حيث صلبوه"
فما سر مخالفة يوحنا للباقين؟؟!
و تعج الأناجيل بمظاهر هذا الاختلاف فهناك اختلاف في قصة مسح جسد المسيح بالطيب و قصة خيانة يهوذا و اختلفوا في العشاء الأخير و كيفية تحضيره و وقته و دور يهوذا و اختلفوا في أحداث الليلة الأخيرة و اختلفوا في محاكمة السيد المسيح و زمنها و مكانها و من حاكمه و خلاف كبير في توقيت الصلب و اختلفوا في الدفن و اختلفوا في نهاية يهوذا الخائن
نص يوضح الخلاص ليس أبداً بالصلب
جاء واحد للسيد المسيح فقال له "أيها المعلم
الصالح أي صلاح أعمال لتكون لي الحياة الأبدية فقال له لماذا تدعوني صالحاً ليس أحد صالح إلا واحد و هو الله و لكن إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا فقال أية وصايا فقال يسوع لا تقتل لا تزن لا تسرق لا تشهد زوراً اكرم أباك و أمك و أحب قريبك كنفسك قال له الشاب هذه كلها حفظتها منذ حداثتي فماذا يعوزني بعد قال له يسوع إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب و بع أملاكك و أعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء و تعال اتبعني" إنجيل متى
لم يأمر السيد المسيح بالإيمان بالصلب ليفوز بالحياة الأبدية ووضح له كيف يكون الخلاص بحفظ الوصايا و العمل بها
نص يوضح فساد فكرة الخطيئة
"الابن لا يحمل من إثم الأب و الأب لا يحمل من إثم الابن بر البار عليه يكون و شر الشرير عليه يكون" سفر حزقيال
ما ورد في إنجيل متى عما قاله المسيح في صلبه "إلهي إلهي لم تركتني" خير دليل على أن المصلوب غير السيد المسيح و هذا النص يهدم عقيدة الصلب من الأساس فالسيد المسيح بحسب افتراضهم هو من أراد فداء خطيئتنا فكيف يجزع و يضعف مع أن ذلك هو هدفه
القيامة
يرى النصارى أن السيد المسيح بعد صلبه قام من بين الأموات
و تلك القضية شابها الكثير من الملابسات أيضاً و ما بني على باطل فهو باطل و الصلب باطل فموت السيد المسيح باطل و قيامته أيضاً باطل و سأكتفي بعرض الاستنتاج من النصوص لأختصر و تلك النصوص هي ما قيلت عن قيام المسيح ثم ذهاب النساء لقبره فلم يجدوه و وجدوا آخرون أخبروهم بقيامة المسيح
1-في رواية مرقص ذكر أن النساء اللاتي زرن القبر كانوا ثلاثة نسوة (مريم المجدلية و مريم أم يعقوب و سالومة) لكن متى يقول هن اثنتين (مريم المجدلية و مريم الأخرى) بينما يقول لوقا كن جمعاً من النساء و يوحنا يجعلها واحدة و هي مريم المجدلية
فهناك اختلاف في العناصر الرئيسية للقصة لكن في ما يبدو أن الأساس في كل الروايات هي مريم المجدلية و حسب ما قالوا هي من أخرج منها المسيح سبعة شياطين
2-عند القبر بحسب رواية مرقص فإن النساء رأين شاباً جالساً عن اليمين لابساً حلة بيضاء بينما في رواية متى كان من رأينه هو ملاك الرب و كان منظره كالبرق و لباسه أبيض كالثلج بينما في رواية لوقا فقد رأين رجلان بثياب براقة أما في رواية يوحنا فهما ملاكين بثياب بيض جالسين واحد عند رأس المسيح و الآخر عند قدمه
3-في رواية مرقص أن النساء لم يخبرن التلاميذ لأنهن كن خائفات أما في رواية متى فكن فرحتين و ركضوا ليخبروا التلاميذ و أيضاً في رواية لوقا فقد أخبروا التلاميذ أيضاً و في رواية يوحنا فقد أخبرت فقط بطرس و يوحنا
4-في كل الروايات ذكر أن المسيح قام و لم تره النساء في القبر ما عدا رواية يوحنا فتذكر أن التلميذين وجداه ميتاً لكن مريم رأته بعدهم عند باب القبر حياً
5- رواية مرقص و متى قالوا أن ظهور المسيح لتلاميذه كان في الجليل لكن في رواية لوقا و يوحنا ففي أورشليم
6- ذكرت روايات مرقص و يوحنا و متى أن ظهور المسيح الأول كان من نصيب مريم المجدلية لكن لوقا قال أن أول من رأوه فكانا اثنين كانا ذاهبين لقرية عاموس
7- في رواية مرقص و متى و لوقا كان الظهور للتلاميذ هو مرة واحدة لكن في رواية يوحنا فكانت ثلاث مرات
قرأت موضوع مراقبنا الفاضل أخي أبو خالد الأخير عن شبهات النصارى حول الإسلام جزاه الله عنا كل خير و زاده الله من الهدى و الإيمان
وددت لو أعرض دين النصارى بشيء من التوضيح زيادة في إيماننا و اقتناعنا الكامل بدين الحق ذاك التوضيح هو خلاصة دراسة أو قل تجربة شخصية خضتها
العقيدة عند النصارى
و تلك هي العقيدة التي يشترك فيها النصارى بجميع فرقهم
التثليث
وضع قانون الإيمان المسيحي و هو الإيمان بالثالوث في مجمع نيقية و قد اجتمع فيه قساوسة من أغلب بلدان العالم المسيحي و قدموا هذا القانون لشعوبهم و كان إجباراً أن يؤمنوا به بفعل قوة القيصر الروماني قسطنطين و معروف أن هذا المجمع كان مبني على خداع فأصحاب مقالة التوحيد و يمثلهم أريوس كانت مقالتهم أقوى فلجا القيصر للحيلة فانقص عدد القساوسة من 2048 إلى 318 و استبعد أصحاب مقالة التوحيد فغلب التثليث المقارب لديانة القيصر الوثنية و قد حكم على أريوس باللعن و الخروج من الكنيسة و كانت مقالته تقول أن الآب وحده الله و الابن مخلوق و قد كان الآب و لم يكن الابن و أيده في ذلك 700 أسقف ممن اجتمعوا في المجمع
و التثليث هو الإيمان بإله واحد مؤلف من ثلاثة أقانيم الآب و الابن و الروح القدس و الواحد ثلاثة و الثلاثة واحد ويشبهونها بقرص الشمس و نورها و حرارتها و الآب (اللاهوت) و هو الخالق و الابن جمع بين اللاهوت و الناسوت و هو الفادي و الروح القدس و هو المظهر المنبثق من الآب
ألوهية المسيح
في مجمع نيقية أيضاً قررت ألوهية المسيح و في هذا المجمع عرضت عدة أقوال عن السيد المسيح
رأي قال هو و أمه من الآلهة و أصحاب هذا الرأي هم المريميين
رأي قال أن هناك ثلاثة آلهة صالح و اعتبروه المسيح و طالح و بسذاجة اعتبروه الله و عدل بينهم و هؤلاء أتباع مرقيون
رأي قال أن المسيح من الآب بمنزلة شعلة نار انفصلت من شعلة نار
رأي قال أن المسيح إنسان خلق من اللاهوت كواحد منا في جوهره و أن ابتداء الابن من مريم و قد اصطفي ليخلص الجوهر الإنساني و قد صحبته النعمة الإلهية و سمي بذلك بابن الله و يرون أن الله جوهر واحد قديم و أقنوم واحد مسمى بثلاث أسماء و لا يؤمنون بالكلمة و الروح القدس و كان أصحابها هم أتباع بطريرك أنطاكيا
رأي قال أن مريم لم تحبل به تسعة اشهر لأن الكلمة دخلت في أذنها (و لا أدري سر الدخول من الأذن ذاك) و خرج منها في ساعتها!!! و هؤلاء أصحاب إليان
ورأي قال بألوهية المسيح المطلقة
و صدرت قرارات المجمع بإثبات ألوهية السيد المسيح و تكفير كل من اعتقد بأنه إنسان فترتب على ذلك تكفير آريوس و بإحراق كل الكتب التي لا تقول بألوهية السيد المسيح
ثم جاء بعد ذلك مجمع صور و قد كان أوسابيوس أسقف نيقومدية كان من أنصار آريوس و لعن لذلك في مجمع نيقية فأظهر انه وافق على مقالة المجمع فأصبح بطريرك القسطنطينية و عاد ثانياً للوحدانية و في مجمع صور أعاد مقالة آريوس و صدر قرار المجمع بإثبات وحدانية الله و أن السيد المسيح رسوله لكن سلطان الإمبراطورية الرومانية أدى إلى إلغاء مجمع صور وأسقطوا قراراته و ذلك في المجمع الذي يليه و هو مجمع القسطنطينية و حرم فيه أوسابيوس و أسقطت رتبته و انتهى التوحيد في النصرانية بهذا الشكل المؤسف
ألوهية الروح القدس
الروح القدس في نظر المسيحيين هو الروح الذي حل في مريم لدى البشارة بالمسيح و على المسيح في العماد على يد يوحنا المعمدان (يحيى) وعلى رسل المسيح بعد صعوده للسماء و في مجمع نيقية قرر التثليث لكن في ذات الوقت لم يحدد قراراً شافياً في شأن ألوهية الروح القدس فلما قام مجمع القسطنطينية قرر ألوهية الروح القدس و الحرمان الكنسي لكل مخالف لهذا
الروح القدس من الآب وحده أم من الآب و الابن
لم يكتف رجال الكنيسة بالتثليث بل امتد الخلاف و ظل هناك سؤال هل الروح القدس منبثق عن الآب وحده أم عن الآب و الابن فعقد مجمع طليطلة و قرر فيه أن الروح القدس منبثق من الآب و الابن معاً
و إلى اليوم هناك خالف بين الكنيسة المصرية و اليونانية و بين الكنيسة الكاثوليكية حيال تلك النقطة فالكنيسة المصرية و اليونانية لم يقبلوا بقرار مجمع طليطلة و رأيهم أن الروح القدس من الآب وحده
و من السرد السابق نلاحظ أن تلك المجامع منحت نفسها سلطة أعظم من سلطة الآلهة فهي التي قررت ماهية الآلهة و اصبحوا يملكون قدرة صنع الآلهة بل و قرروا لرعيتهم ما يؤمنوا به و ما لا يؤمنوا به و تحديد ما يقرءوا و ما لا يقرءوا
الصلب و الفداء
و بناء على العقيدة السابقة و التي على أساسها كانت عقيدة الصلب و الفداء رأى النصارى أن السيد المسيح صلب تكفيراً لخطيئة البشر و في تلك المرحلة رأى النصارى أن الله ظهر في الجسد و بنيت تلك العقيدة على أساس واهي بشكل واضح فرأى المسيحيين أن الله يملك صفتين هي صفة العدل و الرحمة و العدل يقضي معاقبة بني آدم بسبب خطيئة آدم و استحققنا بتلك الخطيئة البعد عن الله أما الرحمة فتقضي بغفران الذنب و لحل تلك المشكلة كان لابد لابن الله أن يعيش كإنسان و يتوسط للبشر عند الله فيصلب ظلماُ ليكفر خطيئة البشر و هذا يسمى بالخلاص
"ابن الإنسان(السيد المسيح) أيضاً لم يأت ليُخدم بل ليخدم و ليذل نفسه فدية عن كثيرين" إنجيل مرقص و أظن في الإصحاح10
"لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين بل ليخلص به العالم" إنجيل يوحنا
و رسائل بولس مليئة بتلك المعاني
للناقش تلك القضية ببعض العقل
يقولون كان ضرورياً أن يصلب السيد المسيح لتكفير خطيئتنا كيف لم يجد الله حلاً سوى هذا الحل أكان من المستحيل على رب العزة أن يجد وسيلة أخرى بدل تلك القسوة؟؟!
قالوا أن السيد المسيح بصلبه محى عنا الخطيئة الأولى و عاد العالم طاهر فماذا يقولوا في ذنوب اليوم و الغد؟؟! و إذا قالوا بل محت الخطيئة الأولى و فقط فماذا عن الخطايا اليوم و هي أقبح من خطيئة آدم كيف يأتي السيد المسيح ليمحو خطيئة واحدة و تترك كل تلك الخطايا؟؟!
نعرف جميعاً أن الجزاء من جنس العمل و في هذا لا عدل أبداُ أكانت خطيئة آدم تستحق قتل السيد المسيح و صلبه بل ذلك الظلم بعينه في الإسلام كان العقاب فعلاُ من جنس العمل في تلك الخطيئة فالإخراج من الجنة عقاب كاف و عادل
إذا كان هذا الصلب لابد منه و شئ مقدر و جاء السيد المسيح له فلما كرهوا اليهود و حقدوا عليهم لأنهم قتلوا السيد المسيح؟؟!
بعد خطيئة آدم أين كان عدل الله و رحمته كل تلك القرون من خروج آدم لظهور المسيح هل كان الله_معاذ الله- حائراً بين صفة العدل و الرحمة ؟؟!
ولنبدأ في المناقشة من خلال النصوص المقدسة
و يبدو الخلاف واضحاً بين النصوص مما يشكك في صحة زعم الصلب و مثال لذلك
حامل الصليب: يقول مرقص في إنجيله أن حامل الصليب هو سمعان القيرواني " بعد ما استهزءوا به (السيد المسيح) نزعوا عنه الأرجوان و ألبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه فسخروا رجلاً مجتازاً كان آتياً من الحقل و هو سمعان القيرواني أبو الكسندروس و روفس ليحمل صليبه و كانت الساعة الثالثة فصلبوه "
و في الإنجيلين (متى و لوقا) أيضاً هو سمعان القيرواني
لكن في يوحنا يقول أن يسوع كان حامل صليبه " أخذوا يسوع و مضوا به فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة حيث صلبوه"
فما سر مخالفة يوحنا للباقين؟؟!
و تعج الأناجيل بمظاهر هذا الاختلاف فهناك اختلاف في قصة مسح جسد المسيح بالطيب و قصة خيانة يهوذا و اختلفوا في العشاء الأخير و كيفية تحضيره و وقته و دور يهوذا و اختلفوا في أحداث الليلة الأخيرة و اختلفوا في محاكمة السيد المسيح و زمنها و مكانها و من حاكمه و خلاف كبير في توقيت الصلب و اختلفوا في الدفن و اختلفوا في نهاية يهوذا الخائن
نص يوضح الخلاص ليس أبداً بالصلب
جاء واحد للسيد المسيح فقال له "أيها المعلم
الصالح أي صلاح أعمال لتكون لي الحياة الأبدية فقال له لماذا تدعوني صالحاً ليس أحد صالح إلا واحد و هو الله و لكن إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا فقال أية وصايا فقال يسوع لا تقتل لا تزن لا تسرق لا تشهد زوراً اكرم أباك و أمك و أحب قريبك كنفسك قال له الشاب هذه كلها حفظتها منذ حداثتي فماذا يعوزني بعد قال له يسوع إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب و بع أملاكك و أعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء و تعال اتبعني" إنجيل متى
لم يأمر السيد المسيح بالإيمان بالصلب ليفوز بالحياة الأبدية ووضح له كيف يكون الخلاص بحفظ الوصايا و العمل بها
نص يوضح فساد فكرة الخطيئة
"الابن لا يحمل من إثم الأب و الأب لا يحمل من إثم الابن بر البار عليه يكون و شر الشرير عليه يكون" سفر حزقيال
ما ورد في إنجيل متى عما قاله المسيح في صلبه "إلهي إلهي لم تركتني" خير دليل على أن المصلوب غير السيد المسيح و هذا النص يهدم عقيدة الصلب من الأساس فالسيد المسيح بحسب افتراضهم هو من أراد فداء خطيئتنا فكيف يجزع و يضعف مع أن ذلك هو هدفه
القيامة
يرى النصارى أن السيد المسيح بعد صلبه قام من بين الأموات
و تلك القضية شابها الكثير من الملابسات أيضاً و ما بني على باطل فهو باطل و الصلب باطل فموت السيد المسيح باطل و قيامته أيضاً باطل و سأكتفي بعرض الاستنتاج من النصوص لأختصر و تلك النصوص هي ما قيلت عن قيام المسيح ثم ذهاب النساء لقبره فلم يجدوه و وجدوا آخرون أخبروهم بقيامة المسيح
1-في رواية مرقص ذكر أن النساء اللاتي زرن القبر كانوا ثلاثة نسوة (مريم المجدلية و مريم أم يعقوب و سالومة) لكن متى يقول هن اثنتين (مريم المجدلية و مريم الأخرى) بينما يقول لوقا كن جمعاً من النساء و يوحنا يجعلها واحدة و هي مريم المجدلية
فهناك اختلاف في العناصر الرئيسية للقصة لكن في ما يبدو أن الأساس في كل الروايات هي مريم المجدلية و حسب ما قالوا هي من أخرج منها المسيح سبعة شياطين
2-عند القبر بحسب رواية مرقص فإن النساء رأين شاباً جالساً عن اليمين لابساً حلة بيضاء بينما في رواية متى كان من رأينه هو ملاك الرب و كان منظره كالبرق و لباسه أبيض كالثلج بينما في رواية لوقا فقد رأين رجلان بثياب براقة أما في رواية يوحنا فهما ملاكين بثياب بيض جالسين واحد عند رأس المسيح و الآخر عند قدمه
3-في رواية مرقص أن النساء لم يخبرن التلاميذ لأنهن كن خائفات أما في رواية متى فكن فرحتين و ركضوا ليخبروا التلاميذ و أيضاً في رواية لوقا فقد أخبروا التلاميذ أيضاً و في رواية يوحنا فقد أخبرت فقط بطرس و يوحنا
4-في كل الروايات ذكر أن المسيح قام و لم تره النساء في القبر ما عدا رواية يوحنا فتذكر أن التلميذين وجداه ميتاً لكن مريم رأته بعدهم عند باب القبر حياً
5- رواية مرقص و متى قالوا أن ظهور المسيح لتلاميذه كان في الجليل لكن في رواية لوقا و يوحنا ففي أورشليم
6- ذكرت روايات مرقص و يوحنا و متى أن ظهور المسيح الأول كان من نصيب مريم المجدلية لكن لوقا قال أن أول من رأوه فكانا اثنين كانا ذاهبين لقرية عاموس
7- في رواية مرقص و متى و لوقا كان الظهور للتلاميذ هو مرة واحدة لكن في رواية يوحنا فكانت ثلاث مرات