المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير أمريكي خطير وراء قرار بوش بالتفاوض مع المقاومين



إسلامية
12-07-2005, 12:18 PM
تقرير أمريكي خطير وراء قرار بوش بالتفاوض مع المقاومين




تقرير يكتبه مصطفي بكري الاسبوع المصرية
لم تكن جولة المفاوضات بين قوات الاحتلال الامريكية وعناصر تنتمي للمقاومة في العراق محض صدفة، بل جرت بترتيب خاص من وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بعد حصوله علي موافقة الرئيس الأمريكي جورج بوش.
لقد سعت واشنطن خلال الفترة الماضية إلي الترويج لبعض التصريحات التي تؤكد انها لن تجلس أبدا في جولات للحوار مع من تسميهم بالارهابيين إلا أنها عادت مؤخرا لتعترف وعلي لسان كبار المسئولين فيها بأنها اجرت بالفعل هذه الحوارات مع من اسمتهم بالمسلحين في العراق.
كانت الصحافة البريطانية هي اول من كشف النقاب عن هذه الحوارات التي تجري بين عسكريين امريكيين وعناصر مقربة من المقاومة العراقية، وبعدها علي الفور اضطرت الادارة الامريكية إلي الاعتراف بهذه المفاوضات التي جري التكتم علي سريتها لعدة أسابيع.
وبالرغم من أن الرئيس الأمريكي جورج بوش بدا في خطابه الاخير، كمن يحاول أن يرفع من معنويات جنوده وأن يتصدي للمشككين في امكانية تحقيق الانتصار ورفض تحديد جدول زمني للانسحاب إلا أن حقائق الامور كانت تقول إن مواقف واشنطن السرية تختلف مع المواقف المعلنة، وأن هناك ازدواجية في الخطاب الأمريكي، وأن هناك محاولات جادة تجري للبحث عن مخرج للقوات الامريكية التي تغرق في مستنقع العراق..
'الأسبوع' حصلت من مصادر هامة علي معلومات حول فحوي المفاوضات التي جرت بين وفد أمريكي معين من قبل الرئيس بوش مع وفد مقرب من المقاومة العراقية والتي جرت في المنطقة الخضراء في بغداد في الرابع من يونيو الماضي.
لماذا الآن؟
وفقا لمعلومات علي جانب كبير من الأهمية حصلت عليها 'الأسبوع' من مصادر سياسية هامة فإن تقريرا كان قد قدمه السيناتور الأمريكي 'كارل لي÷ن' إلي مجلس الشيوخ كان له وقع الصدمة علي نواب المجلس، حيث جري تصعيد الأمر إلي الرئيس الأمريكي شخصيا الذي اطلع علي التقرير الذي أصابه بحالة من الهلع خاصة مع تنامي الدعوات داخل الكونجرس ومجلس الشيوخ بضرورة الزام الادارة الأمريكية بالاعلان عن جدول زمني للانسحاب من العراق في ضوء تردي الاوضاع وازدياد حجم الخسائر التي رصد التقرير بعضا منها.
يقول صاحب التقرير الذي ترفض واشنطن اعلانه: 'انه استقي معلوماته من أرض الواقع والمعارك في داخل العراق، وانه قام برحلة بحث مع العديد من الضباط والجنود علي الساحة العراقية علي مدي عدة أيام تجول فيها في العديد من المناطق الساخنة خاصة في بغداد والانبار والموصل.
واكد السيناتور 'لي÷ن' في تقريره انه أحصي تقريبا سقوط اكثر من الفي قتيل أمريكي وعشرات الآلاف من الجرحي الذين سقطوا بيد من اسماهم 'بالارهابيين' في العراق منذ احتلال العاصمة العراقية بغداد. وقال 'لي÷ن' انه لمس تراجعا كبيراس في الروح المعنوية للجنود والضباط الامريكيين داخل العراق، وان الكثيرين اشتكوا إليه من سوء حالتهم النفسية ورغبتهم في العودة إلي بلادهم بعد أن أصبحت الحياة لا تطاق علي أرض العراق بفعل العمليات العسكرية الدقيقة التي ينفذها من اسماهم التقرير 'بالارهابيين'.
واكد التقرير أنه استمع من الجنود إلي رصد مئات الحالات التي هربت إلي خارج العراق خوفا علي حياتهم من الموت، مشيرا إلي أن ذلك سوف يمثل كارثة كبري بدأت تتسرب إلي صفوف الجيش الامريكي في العراق.
وقال التقرير إن الجنود الامريكيين اصبحوا يعانون من الامراض العصبية التي تدفع بعضهم الي ارتكاب جرائم كبيرة في حق المدنيين والمعتقلين العراقيين، وأن الجندي الامريكي اصبح في حالة خروج دائم علي القيم الاخلاقية التي تربي عليها بفعل هذه الحالة!!
وحذر التقرير من لجوء العديد من المجندين الامريكيين الي الاسلام، مشيرا الي ان هناك فرقا دينية خاصة مكونة من رجال ونساء عراقيين وأجانب تسعي إلي جذب المجندين لدين 'محمد'، وهي حالة ستكون لها انعكاساتها علي اداء هؤلاء الجنود الذين يفضل بعضهم الزواج بعراقيات ورفض القيام بالمهام الموكلة إليهم، بل وتحول بعضهم الي جواسيس لحساب من اسماهم 'بالارهابيين'.
وقال السيناتور 'كارل لي÷ن' ان العلاقة بين الضباط والجنود ساءت إلي اقصي حد متصور، وان الخسائر المالية اقتربت خلال شهري فبراير ومارس من مليار دولار بفعل عمليات الحرب التي شنها من اسماهم 'بالارهابيين' الذين وحدوا صفوفهم في شكل جبهة قوية تزايدت اعداد المنضوين تحت رايتها حتي وصل عددهم في الوقت الراهن إلي مليون شخص يحملون السلاح ضد القوات الامريكية وحلفائها.
واكد التقرير ان تأهيل 160 الف جندي عراقي للقيام بمهام الامن وحفظ النظام في داخل العراق لايمكن أن يحقق اهدافه في ظل الاعداد المتزايدة من 'الارهابيين' والاجانب الذين نجحوا في تكوين مركز جديد ومتطور لتنظيم القاعدة علي الاراضي العراقية.
واشار التقرير إلي أن بوش وادارتيه المدنية والعسكرية يتعمدون تضليل الرأي العام الامريكي واختلاق الاكاذيب والافتراءات التي لا تبني علي سند من الواقع حتي نقبل بسياسات فاشلة وتخطيط عاجز عن ان يواجه الحقائق علي ارض العراق.
وقال التقرير ان جنودنا الذين يقتلون كل يوم، ويموتون ضحية للاعمال الارهابية لايمكن ان نلقي بهم في ظل هذا الفشل الذريع، وانه لايمكن القول إن استتباب الامن او تحقيق الاستقرار في العراق يمكن ان يكون قريبا أو أن له رؤية محددة وواضحة، بل ان العراق سيمثل بؤرة 'الارهاب' الدولية في خلال العقد القادم، ولن تستطيع اي دولة ان تسيطر علي هذا الارهاب
واشار التقرير الي أن التقدم الذي تحقق حتي الآن في العراق يعتبر هشا وضعيفا ولايمكن ان نبني عليه أي سياسات مستقبلية خاصة ان متوسط عدد الهجمات العسكرية 'للارهابيين' في اليوم الواحد بلغ 78 هجوما، وهذا يدل بوضوح علي أن البنتاجون لايقوم بالقاء القبض علي 'الارهابيين' بل يزج بالمدنيين والابرياء مما يمثل مشكلة كبيرة للقوات الامريكية في العراق.
وأكد التقرير الذي وافق عليه عدد كبير من اعضاء مجلس الشيوخ ان الوسائل العسكرية وحدها لايمكن أن تحقق الانتصار في العراق وان هذه الوسائل العسكرية يمكن ان تكون ذات جدوي في مواجهة جيوش نظامية، ولكن الامر يختلف في مواجهة شعب اصبح غالبيته من 'الارهابيين' مما يعني ان الجنود الامريكيين قادمون علي ملاقاة حتفهم في مستنقع عميق.
وأكد التقرير ان هذا الفشل العسكري في العراق سيؤدي الي فشل كامل لبرنامج التطبيق الديمقراطي في الشرق الاوسط، وأن ايا من الدول العربية سترفض الاخذ بأي توجهات امريكية سواء في اطار الديمقراطية او الانتخابات او غيرها.
واشار التقرير إلي ان الخيار الاكثر نفعا في التعامل مع العراقيين هو ان نقبل بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق، وان يبدأ ذلك فعليا في اطار خطة قد تبدأ او تنتهي مع العام القادم وقبل نهاية نصفه الأول، وإلا فإن المستقبل في هذه المنطقة لن يكون لصالح اي مشروع امريكي سواء كان سياسيا أو اقتصاديا، وأن العراق قد تمثل الحلقة الاساسية في هذه المنطقة والتي ستؤدي إلي زعزعة الاستقرار والامن في كل ربوع الشرق الاوسط، وأن هزيمة القوات الامريكية في العراق ستعني انتصار التطرف العربي علي الاعتدال الذي يبديه بعض القادة العرب وان ذلك سيؤدي الي انحسار نهائي للنفوذ في منطقة الشرق الأوسط.
وقال التقرير إن العواقب والتداعيات الخطيرة لما يحدث في العراق قد تتجاوز ابعاده النطاق الدولي والاقليمي مما يتأكد معه اننا بدأنا في المرحلة العكسية للقوة العسكرية الامريكية، وهذا ما يشير اليه العديد من الكتابات السياسية في العالم.
واكد التقرير ان بوش مطالب الآن بكل قوة لان يوقف التيار العكسي والتناقض التدريجي في المقدرات للقوات الامريكية، فالقوة العسكرية الامريكية لابد وأن تظل هي السائد في العالم علي الأقل لمدة 50 عاما قادمة وان التخلي عن ذلك مبكرا سيمثل خسارة كبيرة للأمة الامريكية.
كان هذا هو ملخص التقرير الذي أعده السيناتور 'كارل ليفن' والذي كانت له تداعياته علي صناع القرار في الولايات المتحدة مما دفع الرئيس بوش إلي تكليف وزير دفاعه دونالد رامسفيلد للبدء فورا في مفاوضات مع عناصر تنتمي للمقاومة العراقية.
حوار بلا شطآن
بعد اجتماع ضم عددا من القيادات الامنية والعسكرية الكبري مع الرئيس بوش تم الاتفاق علي تشكيل الوفد الأمريكي المفاوض من اربعة من رؤساء الاقسام والافرع في المجلس القومي الامريكي وخمسة من رجال المخابرات الامريكية برئاسة نائب رئيس 'السي.آي.إيه' .. وقد كلفوا جميعا باجراء الاتصالات اللازمة مع عناصر المقاومة والبدء في التفاوض معها فورا. كان الموعد هو الرابع من يونيو الماضي، وكان المكان هو المنطقة الخضراء في بغداد.
كان الوفد العراقي مكونا من عدد من زعماء كبار ومقاومين ينتمون للسنة العراقيين خاصة أن المعلومات الامريكية كانت قد اشارت إلي ان هذه العناصر لها فاعلية كبري داخل صفوف المقاومة.
وعلي الرغم من أن الجانب العراقي المفاوض كان قد أبدي استعداده للتوسط لدي بعض عناصر المقاومة من العرب والاجانب وتحديدا مجموعات الزرقاوي للمشاركة في المفاوضات إلا أن الجانب الأمريكي رفض ذلك وصمم علي أن تقتصر المفاوضات علي الجانب العراقي في المرحلة الحالية علي الاقل، بل واعتبروا أن توصلهم لاتفاق مع السنة العراقيين سيجبر الاجانب علي مغادرة اراضي العراق وتتبعهم من جانب القوات الامريكية.
وفي بداية اللقاء سلم المفاوضون العراقيون رسالة من 'ابو مصعب الزرقاوي' طلب من المفاوضين ان ينقلوها للجانب الأمريكي لينقلها إلي الرئيس بوش وقد اكد الزرقاوي في رسالته 'انه لا مجال لتحقيق أي انتصار امريكي في العراق وان كتيبة الشهداء الابرار تقدر بالملايين، وانهم بعد أن ينتهوا من امر القوات الأمريكية وابادتها في داخل العراق، فإن هذه الكتيبة ستزحف إلي البيت الأبيض فيما بعد لتقتل قادة الاجرام الذين استباحوا دم وعرض الشعب العراقي'.
وأكدت الرسالة ان كل مسئول في الادارة الأمريكية سواء كان مدنيا او عسكريا اصبح هدفا في حد ذاته بعد تدنيس القرآن الكريم، وانه مع كل شمس جديدة في العراق لابد وأن نقتل جنودا او ضباطا ينتمون اليكم، وان التاريخ اذا كان قد علمكم دروسا في فيتنام، فإن درس العراق سيكون اصعب وامر، وان التاريخ سيقول كلمته الفاصلة بأن انهياركم الحقيقي بدأ من العراق، وأن أدوات السلطة التي تشكلونها في العراق عاجزة عن أن تدير أمن منازلها، أو أن يحكموا اسرهم، وان الطريق إلي الجهاد أصبح مفروشا بالورود أمام كل المجاهدين لانهم في شوق حقيقي لان يلاقوا ربهم وهو راض عنهم بعدما ضاقت بهم كل سبل الحياة.
وقالت الرسالة: انتم لا تمثلون لنا سوي قوم موسي الذين استباحوا النساء وقتلوا الاطفال وشردوا المؤمنين، انتم احفاد من نكلوا بالمسيح وحاولوا القضاء علي رسالة الايمان والتوحيد، ونحن ابناء وأمة محمد صلي الله عليه وسلم لا نقر بالارهاب ولكن نموت من اجل الدفاع عن ارضنا وشرفنا، فاخرجوا من العراق بدون ان تضعوا أي شروط مسبقة وغادروا منازلنا بلا رجعة ولا يكون لديكم قلق لان اهل العراق سيكونون اكثر قدرة علي حكم بلادهم وبما يحقق نفعهم.
وقالت الرسالة: يا بوش اخرج من العراق ولابد أن تعترف بهزيمتك، فخروجك لن يكون إلا بذل وتحقير.
كانت تلك هي الرسالة التي سلمها وفد المقاومة المفاوض في بداية الحوار مع الجانب الأمريكي، والذي اصابته الرسالة بحالة شديدة من الغضب والاحباط.
في بداية اللقاء أوضح الوفد الامريكي اهمية التوصل إلي اتفاق هدنة عسكرية تتوقف فيها العمليات 'الارهابية' داخل العراق طالما ان المفاوضات قد بدأت، وأن تستمر هذه الهدنة لحين الانتهاء من هذه المفاوضات.
رفض وفد المقاومة العراقية هذه الهدنة، واعتبروا ان الهدنة العسكرية لايمكن ان تكون إلا من خلال انسحاب القوات الامريكية إلي خارج المدن العراقية وان تتوقف القوات الامريكية نهائيا عن اي عمليات عسكرية، وأن تبدأ في اطلاق سراح الاسري والمسجونين العراقيين.
وقال وفد المقاومة انه اذا ما استجابت الولايات المتحدة لهذه الشروط فإنه سيتم تطبيق الهدنة العسكرية، رافضين ان تكون من جانب واحد دون التزام امريكا بوقف عملياتها ضد العراقيين.
وقال الوفد ان المفاوضات لن يكتب لها النجاح اذا تم التعامل بسياسة الاملاءات او فرض الشروط الامريكية علي المقاومين، وأن المقاومة يمكن ان تكون قوية الي الحد الذي يجب أن تستمع فيه الادارة الامريكية الي مطالب المقاومين العراقيين.
وأبدي وفد المقاومة دهشته من ان يبدأ الجانب الامريكي مفاوضاته من خلال طلب الاقرار بالهدنة.
الجانب الامريكي: نحن نوافق علي ذلك من حيث المبدأ ولكن اتركوا لنا الأمر للتشاور مع القيادة وسنرد عليكم في اقرب وقت ممكن.
الوفد العراقي: لدينا مطلب آخر بتوسيع الحوار ليشتمل علي اكبر عدد من المقاومين.
الوفد الامريكي: موافقون علي ذلك شريطة الحصول علي موافقتنا علي الاسماء أولا شريطة أن يكون هذا الحوار هدفه كيفية تحقيق الامن والاستقرار في داخل العراق.
الوفد العراقي: ونحن نبدي تحفظنا علي ذلك، امريكا لا يمكن الوثوق في وعودها تجاه العراق، وانهم لايمثلون كل قوي المقاومة وان هناك العديد من الجماعات وقادة المقاومة يرون ان نقطة البداية الاساسية هي أن تنسحب القوات الامريكية من العراق، وبعد ذلك سيكون كل شيء قابلا للتفاوض وان وجود القوات الامريكية وتحت اي مسمي ولأي غرض هو احتلال، وان الشعب العراقي لن يقبل باستمرار الاحتلال مهما كان الثمن او دواعيه.
الوفد الامريكي: ان توسيع نطاق المفاوضات يجب أن يرتبط في البداية بأن تكون هناك امكانية للتفاوض والحوار علي اسس معينة مثل التخلي عن السلاح في مقابل الانضمام إلي العملية السياسية في العراق وأن ذلك يعني ان أي جماعة مسلحة لن تقبل بهذا الشرط فلن يكون لها مكان في نطاق المفاوضات.
الوفد العراقي: نحن نطلب منكم ان تستمعوا إلي شروطهم اولا قبل الحديث عن امكانية تكرار جولات المفاوضات في الفترة القادمة، اننا نطرح عليكم عددا من الاسئلة التي حملنا بها من المقاومين:
هل الولايات المتحدة علي استعداد لأن تضع جدولا زمنيا لانسحاب القوات الأمريكية؟!
هل ستكون الولايات المتحدة معنية فعلا بتسليم الحكم للعراقيين وعدم التدخل في شئونهم الداخلية وفرض اي قرارات علي الشعب العراقي؟!
هل الولايات المتحدة علي استعداد للافراج عن الأسري والمسجونين العراقيين؟!
الوفد الأمريكي: نحن نرفض هذه الصيغة من الاسئلة، ونري أن الهدف من اللقاء هو التحاور والنقاش حول مستقبل العراق بعيدا عن الدور الامريكي وإن الولايات المتحدة معنية بذاتها ان تضع جدولا زمينا للانسحاب لأن الهدف من بقاء القوات الامريكية في العراق هو تأمين انتقال السلطة والقضاء علي الارهاب والعنف الذي اصبح متفشيا في داخل الاراضي العراقية علي يد العناصر 'الارهابية'.
الوفد العراقي: نحن نحتج ونرفض وصف المقاومين بالارهابيين ونطلب منكم الغاء هذه الكلمة نهائيا من قاموس التعامل، لأن المقاومة العراقية تقوم باعمال الدفاع عن الارض في مواجهة الاحتلال وهذا حق مشروع من الناحية القانونية.
الوفد الامريكي: ولكن هذه العمليات تقتل العديد من المدنيين العراقيين، والعراقيون انفسهم يرونها عمليات 'ارهابية'.
الوفد العراقي: هذه مغالطات نرفضها ونحن نحمل الجانب الامريكي مسئولية العنف في العراق، لقد كان العراق بلدا آمنا ومستقرا، فانتم الذين جئتم إلي بلادنا وخربتم كل شيء علي ارضها قتلتم وسجنتم مئات الالاف، ماذا كنتم تنتظرون، هل كان مطلوبا منا الصمت؟
الوفد الأمريكي: ولكن الاجانب هم الذين يحرضونكم علي العنف.
الوفد العراقي: هذه أكذوبة، الشعب العراقي هو الذي يقاوم ويضحي من اجل استقلاله، هناك اشقاء لنا جاءوا للتضامن، وهؤلاء ليسوا إرهابيين لكنهم يرفضون الظلم الذي وقع علي اشقائهم في العراق، ونود أن نقول لكم ان عددهم محدود، ولكن الشعب العراقي كله في حالة مقاومة ضدكم. إن كل ما يهمنا الآن هو الافراج عن الاسري ووضع جدول زمني للانسحاب.
الوفد الامريكي: لو كان موقفكم هذا، فهل تعرفون اين يختبئ ابو مصعب الزرقاوي؟
الوفد العراقي: نحن لا نعرف، وهذه الرسالة وصلتنا في اللحظة الاخيرة ثم اننا نحتج علي هذا السؤال، فنحن لسنا في جلسة تحقيق، وانكم اذا اردتم استدراجنا للحصول علي اي معلومات فهذا لن يحدث، واذا امرتم بالقبض علينا داخل هذه القاعة، فنحن لا تعنينا حياتنا، ولكن ستعرفون بعد ذلك مع من كنتم تتحدثون.
الوفد الامريكي: نحن نرفض هذه الصيغة في الحديث والتفاوض.. ان الهدف من الحوار هو التوصل إلي نقاط اتفاق.. ونحن نسألكم ايضا: من انتم حتي تستطيعوا السيطرة علي وقف عمليات العنف من العناصر العراقية.
الوفد العراقي: ان السياسات الامريكية علي ارض العراق هي وحدها التي يمكن أن توقف او تشعل العنف.
الوفد الامريكي: ان خروج القوات الامريكية الان سيؤدي إلي انتشار المذابح والصراعات المسلحة بين الطوائف العراقية وبعضها البعض.
الوفد العراقي: العراقيون مهما اقتتلوا مع بعضهم البعض ففي النهاية لابد ان يتفقوا علي كيفية ادارة بلادهم، وان لبنان لن تكون افضل من العراق في ذلك، ان العراقيين لن يسمحوا بالحرب الأهلية وقد حاولتم كثيرا وفشلتم.
الوفد الامريكي: هل يعني ذلك ان الحكومة الحالية غير شرعية وغير مقبولة.
الوفد العراقي: أي حكومة مدعومة من قوات الاحتلال لن تكون مدعومة من الشعب وسينظر إليها كل العراقيين بالشك والريبة وعدم المصداقية لأنهم في النهاية هم مجرد أدوات ينفذ جيش الاحتلال من خلالهم سياسات محددة، وأيا كانت هذه السياسات فإنها لن تكون معبرة عن إرادة وذاتية الشعب العراقي.
الوفد الأمريكي: ان تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية والسلفية والدينية المتطرفة في العالم كله تتخذ من العراق مكانا للانطلاق بعد حصارهم في أفغانستان ونعتقد أنكم لن تقبلوا بأن تكون بلادكم علي هذا الوضع.
الوفد العراقي: كل العناصر الدينية التي دخلت إلي العراق أنتم تتحملون مسئوليتها، لأن هذه العناصر تتحرك وراءكم في كل مكان، والسبب واضح أنكم ضد حقوق العرب وتؤيدون وتدعمون 'إسرائيل' وتشنون حربا علي الإسلام بدون مبرر وأخيرا تحتلون أرضا عربية إسلامية هي العراق، ونحن علي ثقة كاملة بأنكم إذا خرجتم من العراق فإن الجماعات الدينية التي تتحدثون عنها ستخرج وراءكم.
الوفد الأمريكي: هل صدام حسين كان يستعين بعناصر القاعدة؟
الوفد العراقي: لا نعرف شيئا عن ذلك، وقد ثبت كذب كافة الادعاءات التي روجتموها عن ذلك، ومع ذلك فإذا كانت هناك أخطاء لنظام حكم صدام حسين، فإنكم عندما احتللتم العراق وجئتم بتابعيكم وسلطتوهم علي الشعب العراقي فإن أخطاء صدام حسين تهون إلي جوار ما نراه الآن، بل يحسب لصدام حسين ان البلاد كانت آمنة في عهده ومستقرة، أما الآن فإن الخوف يسيطر علي العراقيين في منازلهم أو في الشوارع لأن كلا منهم ينتظر قذيفة أو رصاصة تأتيه في أي وقت، كما أن ما حدث في سجن أبو غريب وبقية السجون العراقية يؤكد لنا أنكم جئتم لإذلال الإنسان العراقي وإشاعة الفوضي في بلاده وتخريب منشآته ونهب ثرواته.
الوفد الأمريكي: نبلغكم أننا قبلنا بتوسيع المفاوضات بحيث تمثل كل من لهم السيطرة علي العمليات المسلحة في العراق.
الوفد العراقي: هذا يتوقف علي نجاح هذه الجلسة، اننا نسألكم: هل تسيطر الولايات المتحدة علي هذا المكان؟ ألا تخشون أن تكون هناك أعمال عنف ضد هذا المكان الآن؟!
الوفد الأمريكي: هل نعتبر هذه رسالة تهديد؟!
الوفد العراقي: هذا ليس تهديدا، خاصة اننا نجلس في المنطقة الخضراء التي تعتبر أكثر الأماكن تحصنا، لكن ما نود أن نقوله، انه لا أحد يستطيع أن يسيطر علي شيء في العراق الآن، أنتم لا تسيطرون والحكومة لا تسيطر والمقاومة لا تسيطر أيضا، لأن القانون غاب فعلا، وأصبحت الحركة العشوائية في كل مكان واتجاه، وأي شخص يريد أن يفعل شيئا في العراق الآن يستطيع أن يفعله، وأن ذلك يتطلب أن تستمعوا فعلا إلي مطالبنا.
الوفد الأمريكي: لقد استمعنا إليها، نريد خطوات عملية.
الوفد العراقي: نحن الذين نطالبكم بذلك، المقاومة علي استعداد لأن تضع أسلحتها علي الأرض إذا قررتم الانسحاب .. وإذا كانت لديكم رغبة في الحفاظ علي أرواح جنودكم وان تكون هناك علاقة بينكم وبين الشعب العراقي فليس أمامكم سوي الانسحاب فورا.
الوفد الأمريكي: نحن نطلب لقاء آخر للحديث في مثل هذه المسائل ومن بينها أن يكون هناك جدول زمني للانسحاب، وسنخطركم بموعد اللقاء في وقت لاحق، ولكن كل ما نتمناه أن توافونا مسبقا بأسماء من يمكن دعوتهم إلي جواركم!!
انتهي اللقاء


http://69.72.226.92/npage/print.php?action=news&id=2185

TheCAge
04-08-2005, 05:10 AM
ايه ...كيف حالك