المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وسقطت ورقة من شجرة العمر



life maker
14-07-2005, 12:39 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته





غريبة هي الدنيا ...

سميت دنيا لتدنّي منزلتها عند الله وحقارتها ... أوضاعها غريبة ...

ليل يتبعه نهار ... حياة وموت ... لقاء وفراق ... ضيق وفرح ...

آمال و آلام ... بزوغ وأفول ...

ومعادلة بسيطة ومتساوية الأطراف :

( طفل الأمس هو شاب اليوم - هو شيخ الغد )

قال الله تعالى :

"واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا "

نعم هذا مثل هذه الحياة الدنيا في سرعة ذهابها واضمحلالها وقرب فنائها وزوالها ...

هذه الحياة الدنيا لا راحة فيها ولا اطمئنان ...

ولا ثبات فيها ولا استقرار حوادثها كثيرة وعبرها غفيرة ...

دول تبنى و أخرى تزول ... مدن تعمر وأخرى تدمر ... وممالك تشاد و أخرى تباد ...

فرح يقتله ترح ... وضحكة تخرسها دمعة ... صحيح يسقم ومريض يعافى ...

وهكذا تسير عجلتها لا تقف لميلاد ولا لغياب ولا لفرح ولا لحزن ...

تسير حتى يأذن الله لها بالفناء ...

ولا يملك الناس من هذه الدنيا شيئا إلا بمقدار نزول المطر ونبات الزرع وصورته هشيما ...

بذلك ينتهي شريط الحياة ...

ما بين ولادة وطفولة وشباب وشيخوخة ثم موت وقبر ...

يطوى سجل الإنسان بعجلة وكأنها غمضة عين أو لمحة بصر أو ومضة برق ...

" اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد "

سراب خادع ... وبريق لامع ... ولكنها سيف قاطع ... وصارم ساطع ...

كم أذاقته أسى ... وكم جرعت غصصا ... و أذاقت مرضا ...

كم أحزنت من فرح ... وأبكت من مرح ...

وكبرت من صبو ... وشابت من صغير ؟!

سرورها مشوب بالحزن ... وصفوها مشوب بالكدر ...

خداعة مكارة ... ساحرة غرارة ...

كم هم فيها من صغير ... وذل فيها من عزيز ...

وترف فيها من وثير ... وفقير فيها من غني ؟!

أحوالها متبدلة وشمولها متغيرة ...


يقول صلى الله عليه وسلم :

" مالي وللدنيا , ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها "


ومن وصايا عيسى عليه السلام لأصحابه قال :

( الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها )

وقوله أيضا :

" من ذا الذي يبني فوق موج البحر دارا ؟! تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا "

وقيل لنوح عليه السلام:

( يا أطول الأنبياء عمرا كيف رأيت الدنيا ؟ قال :" كدار لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر "

إنا لنفرح بالأيام نقطعها ... وكل يوم مضى يدني من الأجل !!


.. أخواني وأخواتي في الله ...

سنودع عاما بعد عام ...

وستغيت شمسه وتتسرب أيامه ...

فبالأمس القريب كنا نستقبل الاعوام وبسرعة خاطفة سنودعه

عام سيمضى وسينقضى من أعمارنا ولن يعود إلى يوم القيامة ...

تطوى به سجلاتنا وقد دوّن الملكان فيها كل شيء ...

فسجلي وسجلك لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها

( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )

سيطوى ... ليفتح هناك بين يدي الحاكم العادل سبحانه ...

فهل يكون ذلك مذكرا لنا بسرعة زوال هذه الدنيا ...

فأيام تمر وتنقضي ... وسنوات تفر وتنتهي ...

وفي ثوب السنة سائرين والإنسان بين مخافتين ...

بين عاجل قد مضى ولا يدري مالله صانع فيه ...

وبين آجل قد بقي لا يدري مالله قاض فيه ...

وهذا العام شاهد لنا أو علينا بما أودعناه ...

فعلينا أن نفيق من سباتنا ونستيقظ من رقادنا وأن نتدارك لحظات العمر ...

فإن الموت الذي تخطانا الى غيرنا ... سيتخطى غيرنا إلينا فلنأخذ حذرنا ...

هو الموت ما منه ملاذ ومهرب ... متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب !!


نحن في ختام كل عام ...

دعونا نحاسب أنفسنا ونستلهم الدروس والعبر مما فات ...

دعونا نتساءل عن عامنا كيف أمضيناه ؟!

وعن وقتنا كيف قضيناه ؟!

فإن كان مافيه خيرا حمدناه وشكرنا ...

وإن كان ما فيه شرا تبنا إليه واستغفرناه ...


ليسأل كل واحد منا نفسه ...

كم صلاة فجر ضيعتها أو أخرتها ولم أصليها إلا عند الذهاب إلى المدرسة أو العمل ؟

كم حفظت من كتاب الله وعملت به ؟

كم يوم صمته في سبيل الله ؟

كم صلة رحم قمت بزيارتها ؟

كم من غيبة كتبت علي ؟

وكم نظرة حرام سجلت علي ؟

وكم فرصة سنحت لي لأتوب ولكني لم أتب حتى هذه اللحظة ؟

كم مرة عققت والدي ونهرتهما ؟

وكم ... وكم ...

فهل نتفادى تلك الأخطاء أخوتي في كل عام جديد؟


ففي نهاية كل عام وكل عمل مالي، ثمة حسابات معينة ...تعرف من خلالها موقفك المالي ... !!

فهلا حاسبنا أنفسنا الآن مادامت الفرصة سانحة ...

والسوق مفتوحة والبضاعة قائمة ؟!!

,,,,,,,,,,,,,,,,


وقفة مع حياة الإنسان

لو ألقينا نظرة خاطفة على حياة الإنسان في الدنيا لرأينا العجب العجاب ...

والله إني لأعجب كثيرا ممن وهب نفسه للدنيا ونسي الآخرة وكأنه لا يؤمن بها ...

مع علمه بأن المرء ليس له إلا عمر واحد ... و أجل محدود ...

ولن يعطى فوق أجله دقيقة واحدة ليعيشها ...

ومع هذا يكابر ويتكبر ويسوف التوبة و يلهو بالمعصية ويعيش حياة من لا يموت أبدا !!


أخي / أختي في الله

ألست توقن بالموت ؟!

ألست تقرأ ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ؟!

أما تساءلت أين سيد الخلق الذي لو ترك الموت أحدا لتركه ؟!

( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون )

أين آباءك و أجدادك !! أين الملوك والأبطال ؟

أو ليس غيبهم الثرى وتساوى الملوك والصعاليك في أطباق التراب ؟!

أما لك فيهم عبرة ؟! أما لك فيهم موعظة ؟! وكفى بالموت واعظا ...

ألم تشاهد منظرا للواعظ الصامت ( القبر ) ؟!

ألم تشاهد منظرا للموطن الساكن ( القبر ) ؟


الإنسان مثله كمثل الشجرة تحمل عددا من الأوراق التي هي عمره

فكلما سقطت ورقة من هذه الشجرة انقضت سنة من حياة ذلك الإنسان


وفي الختــــام ...

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الفأل ...

فاقتداءً به لنختم اعوامنا دائما بالتفاؤل ...

وبأن المستقبل لصالح المسلمين ونصرهم على عدوهم وتمكينهم في الأرض ...

و أن كل عام جديد سيكون للإسلام و أن النصر لأهله طال الزمان أو قصر ...


فينبغي ألا يزيدنا مرور الأعوام إلا صلاحا و إقبالا ...

وتمسكا بعقيدتنا الصحيحة وثوابتنا ومبادئنا السليمة ...

فهل نعتبر ونجعل أيامنا القادمة صحائف خير ...

جدير بنا أن نملأها بالحسنات تلو الحسنات ؟؟!!

ولو قدر الله أن تقترف أيدينا وجوارحنا السيئات فعلينا أن نتذكر قوله تعالى :

" إن الحسنات يذهبن السيئات "


وقوله عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لمعاذ :

" يا معاذ : اتق الله حيثما كنت و أتبع السيئة الحسنة تمحها "

وخالق الناس بخلق حسن


أقبل على صلواتك الخمس ... كم مصبح وعساه لا يمسي

واستقبل العام الجديد بتوبة ... تمحو ذنوب صحيفة الأمس



وفي ختام ورقة كل عام ...

علينا أن نعقد العزم على فعل الطاعات والاجتناب عن المحرمات ...


ونسأل الله الثبات ونعوذ به من الحور بعد الكور وعلينا بتقوى الله في السر والعلن ...


ملاك الأمر تقوى الله فاجعل ... تقاه عدة لصلاح أمرك

وبادر نحو طاعته بعزم ... فما تدري متى يمضي بعمرك !!


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قد تقارب صحيفة كل عام أن تطوى00 ولن تعود00 فأكثرمن الإستغفار


سبحانك اللهم وبحمدك00أشهد أن لا اله الا انت أستغفرك وأتوب اليك





جزى الله أختي الفاضلة خيراً عن هذا الموضوع القيم

منقول

life maker
15-07-2005, 06:58 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


كيف أبدي بأحـــرفي ما أريـــد

و بمــاذا تراه يحـكي القصيدُ

كل يوم تــدق بابـــي عظــــات

و يـهز الفؤاد خطـــب جـديدُ

ويح نفسي ألم تفق من هواهـا

أومـــا هزها ثقيـــل الوعــيدُ

يصبح العبد في بديد و ينســى

و هو تحت التراب فرد وحيدُ


أحزنني أن تكون عدد مشاهدات الموضوع 6 و فقط
كل ما رجوته أن أكون أوصلت رسالة الكاتبة
و أرجو التفضل و قراءة الموضوع فهو في حدود معرفتي أمر مهم
و لكم مني جزيل الشكر

الشيخ ماجد
15-07-2005, 07:48 PM
موضوع رائع جدا . وما راعى فيها الكاتب من سهولة الالفاظ وجزالتها وبساطة المعاني

وبالنسبة لناقل الموضوع بارك الله فيك ، اكمل مشوارك والى الامام

الشيخ ماجد
15-07-2005, 07:58 PM
كنت اريد ان انسخ هذا الموضوع لكي انشره ولكن لم استطع لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟

life maker
16-07-2005, 02:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


أخي الفاضل جزاك الله خيراً على مرورك الكريم و بالنسبة لما طلبته فقد نسخت الموضوع و لم يكن هناك مشكلة بإمكانك المحاولة ثانياً

في أمان الله

أحْـــــمَـدْ
18-07-2005, 02:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أختى الفاضلة ... جزاك الله خيرا ...

كلمات جميلة هادفة معبرة سهلة الألفاظ بسيطة المعانى كما قال أخونا الحبيب ... البــرازيــلى ... جهد مبذول تستحقى عليه جزيل الشكر والثناء ... وفى الحقيقة أبدى اعجابى الشديد بالعنوان فقد جذب انتباهى جدا ...

جعلها الله فى ميزان حسناتك ونفع بها الجميع ... مشاركة مميزة بحق ... ولك منى كل تحية وتقدير ... وفى انتظار المزيد ...

بارك الله فيك ولك ... وثبتك على الايمان ورزقك حلاوته ... رزقك الله الفردوس الأعلى من الجنة وأجارك من النار ... اللهم آمين ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخوكم فى الله ...

life maker
18-07-2005, 11:35 AM
أخي الفاضل


جزاك الله خيراً على مرورك الكريم

بم حفصة
19-07-2005, 04:23 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
مشكوووووووووورة
الموضوع هام فعلا
للتذكرة

life maker
19-07-2005, 10:54 AM
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة على مرورك الكريم


و بربكم أحتاج لدعوة صادقة تنبع من قلوبكم النقية

هذا أخر ما تبقى لي

في أمان الله