المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حزمة من صفاتك الدعوية -بالقول-



life maker
17-07-2005, 06:38 AM
حزمة من صفاتك الدعوية -بالقول-





بقلم خالد سلطان السلطان




بسم الله الرحمن الرحيم




- أولا: قل الله أعلم:



قال ابن مسعود: -من علم فليقل، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم؛ فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: لا أعلم فإن الله قال لنبيه: -قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين- البخاري/ 4774.


لا تستحِ من قول: الله أعلم فإن من أعظم دلالاتها التقوى والورع الحرص على النجاة من الإثم والنار ومخالفة الشيطان في دعواه وطرقه.


وانظر إلى أدب الصحابة إذا سألهم النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: -الله ورسوله أعلم- وهذا من نصف العلم كما قال أبو داود.



- ثانيا: قل: إن شاء الله:



يقول ربك: <ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله، واذكر ربك إذا نسيت>.


وهذا أدب قرآني يدعونا إليه ربنا بطريق الأولى؛ فإن كان الخطاب لنبي الله صلى الله عليه وسلم فنحن أولى بالخطاب منه لضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، بل ولكثرة ما تجتالنا الشياطين أعاذنا الله منها أجمعين.


لما قص النبي صلى الله عليه وسلم قصة سليمان عليه السلام أو نيته للمرور على نسائه كلهن في ليلة، وأن يخرج الله من صلبه مجاهدين في سبيله لم يقل سليمان: إن شاء الله؛ فابتلاه الله بما تعرفون إذ رزقه الله بنصف طفل فقال عندها محمد صلى الله عليه وسلم : -والذي نفسي بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله-.


فليكن كامل الاعتماد على الله والقلب متصل به جل جلاله، ولتجعل لسانك وجوارحك لا تكل ولا تمل من ذكره بما يحبه ويرضاه.



- ثالثا: قل أسأل العلماء والمشايخ:



لما أمرك الله بسؤال العلماء بقوله: <فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون> إنما أمرك بالاستفسار عن المشكل ومحاولة معرفة الحق حال الظنون وما يتردد في نفسك لا علاج له إلا السؤال كما قال صلى الله عليه وسلم : -إنما شفاء العي السؤال-. قال علامة الدنيا ابن حجر العسقلاني عن حديث معاذ المشهور ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله في نهايته قال: -أفلا أبشر به الناس؟- قال ابن حجر: -وفيه جواز استفسار الطالب عما يتردد فيه- الفتح 11/239.


- جرب مثل هذه:


كنت في مجلس في -الفيحاء المحروسة- ودار النقاش حول مسألة، فلما انقطعت بنا السبل اتصلنا عبر الهاتف بطريقة -السبيكر- على سماحة الشيخ/ محمد الحمود - حفظه الله - فسألناه وأجاب والجميع يسمع والكل شفي بحمد الله.



- رابعا: قل تراجعت عن قولي:



إني أعلم أنها كبيرة على النفس، والشيطان يأخذ الإنسان بالعزة والإثم حتى لا يقول إني أتراجع أو أخطأت في كذا وكذا والصواب كذا وكذا.


وهذا التصور الخطأ إنما هو من عمل الشيطان الذي يدعوك للكبر والخيلاء ويصور لك أنك معصوم وأنك تنزل في أعين الناس إن تراجعت والحق خلاف ذلك تماما.


- كن كرسول الله صلى الله عليه وسلم :


لقد بعث صلى الله عليه وسلم بعثا وقال لهم إن لقيتم فلاناً وفلاناً فحرقوهما بالنار فلما أراد أن يودع البعث قال صلى الله عليه وسلم إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا بالنار وإن النار لا يعذِّب به إلا الله فإن أخذتموهما فاقتلوهما- البخاري/ 4592.


فلا حاجة للكلام الكثير والحُر تكفيه الإشارة، ولك برسول الله أسوة حسنة وكن شجاعا وجريئا اليوم قبل أن يأتي يوم لابيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والظالمون ليس لهم نصير ولا حول ولا قوة إلا بالله.