المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أجـل حقـّق ( مؤتمر بعض المعارضين ) نجاحًا باهرًا



ريماالمنصوري
18-07-2005, 11:33 AM
إن بني البشر يتفاوتون في قدراتهم وفهمهم للأمور والقضايا وبالتالي في الحكم عليهـا وذلك للعديد من العوامل والتي منها المستوى التعليمي والخبرة والعمر والقدرات والإمكانيـات والمواقف والظّروف المحيطة وغيرها ، فأضحت مقولة : " يرى الواقف ما لا يرى الجالس " ومقولة : " الحكم على الشّيء فرع من تصوره " من البديهيـات المتعارف عليـها لأنّـها من سنة الله في خلقـه أن يكون هذا التنوع والتبـاين لأجل التّـدافع والتواصل ، " ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة " ( 5/48 و 16/93 ) ، " ولو شاء ربّـك لجعل النّـاس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين . إلاّ من رحم ربّـك ولذلك خلقهم " ( 11/118-119 ) ، " ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة " ( 42/8 ) .

وطالما هذه هي طبيعة الحياة ، فإنّ أسلوب التّـناسخ أو الإكراه هو عين الديكتاتورية والتسلط واستعباد الآخرين الذين خلقهم الله أحرارًا ، أي أن الديكتاتورية في مفهومها الجوهريّ ليست قاصرة على الإجبار السياسي أو نمط الحكم الفردي المطلق ، بل هي تكمن في السلوك الإنسـاني والعلاقات الاجتماعية ، فمن يفرض رأيـه على الآخرين بدون إقنـاع أو يجبرهم على نمط تفكيره وفهمه بشتى أنواع القوّة المادية والمعنوية والاجتماعية فهو بلا شكّ ديكتاتور لا يقل خطورة عن الديكتاتور السّـياسي المهيمن على الحكم ، بل هو أسوء منه لأنّـه يمارس السيطرة وهو خال من مصادر القوة الماديّـة أو العسكرية أو الإستخباراتية ، فكيف يكون حاله ، وكيف يكون تصرفـه لو تحصّـل عليهـا ؟ إنّـه بكلّ تأكيد سيكون أقسى وأعنف وأخطر ! وهذه هي الإشـارات الواردة في حكمة " قصّة جحا والحمارين " حيث صبّ جحا غضبـه على الحمار المربوط انتقامًـا من الحمار الذي فرّ وهرب قائلاً لو يفر هذا لفعل أسوء مما فعله الآخر !!!

وطالما هناك بشر ، فهناك تفاوت ، وطالما كان هناك قضايا ومواقف فهناك تباين في الفهم والحكم ذلك لأن لكلّ قضية وجهـان ، إذًا فليس من حقّ أيّ طرف من الأطراف أن يلزم أو يجبر الآخرين أن يتناولوا أو يناقشوا أي موضوع أو قضية وفق فهمه وتصوره وإدراكه ، فالموضع أو القضية قد يكون لها أكثر من وجهة نظر وأكثر من رأي ، ولهذا السبب فالعقلاء عندمـا يدرسون موضوعًا أو قضيّـة يحاولون دراستها ومناقشتها وفق معظم الأوجه والاحتمالات والمواقف لكي يكون الحكم سديدًا ، وأنـا كإنسـان ليبي حرّ ومستقل من حقّـي أن أناقش ما يجري على السّـاحة اللّـيبيـة فأنا جزء منـها وما يمس ليبيا وطنًـا ومواطنين يمسني ، ومناقشتي وفق فهمي وقناعاتي وتصوري وللآخرين نفس الحقوق وإن اختلفنا وتباينت وجهات نظرنـا ، ولن ألزم غيري بما أراه وأعتقده ، وليس للآخرين أيضًـا حق إلزامي أو فرض رأيهم عليّ ، أو يحددون لي ما أناقشـه وما لا أناقشـه أو إلزامي بتصوراتهم واختياراتهم ، فما تراه أنت إيجابيًـا فقد يراه غيرك سلبيًـا والعكس صحيح .

إنّ قضية انعقاد مؤتمر المؤامرة لبقايا جبهة " الإنقاذ " في لندن من القضايا التي يجب تناولها من عدة زواياه ومن مختلف الرؤى ، أمّـا الحجر على العقول وإلزام كافة الليبيين بمباركته وتأييده في غياب كامل عن حقائق ودوافع عقده ومعرفة الجهة التي حركته ومصادر تمويله ودعمه فهو عين الدكتاتورية ، بل تمّ تجاوزهـا لدرجة أنّ من يحاول الحديث عنه بما لا تستسيغه " بقايا الجبهة " أو لا يتمشى وتصوراتها التي عفا عليها الزمن فإنه يصنف في إحدى خانات التآمر والعمالة وما إلى ذلك من التصنيفات الجاهزة كرد بديل على مقارعة الحجة بالحجة والمنطق والحقائق بالدليل والبرهان ! وباختصار فإن شعـار دعاة البديل الديمقراطي الراشد هو في حقيقته شعار : إن لم تكن معي فأنت ضدّي !! فيـا لها من ديمقراطية ويـاله من حكم راشد !!

ومن خلال متابعتي وقراءاتي للمواقف ( من مواد مسموعة ومكتوبة ) التي صاحبت انعقاد مؤتمر المؤامرة لبقايا " الجبهة " في لندن ، فإنّـني أوثق وأسجل للتّـاريخ النتائج التالية :

1لقد نجح المؤتمر نجاحًـا منقطع النـّظير في كشف وتعرية شجاعة ورجولة وشهامة بعض " قيادي مؤتمر بقايا الجبهة " ، ففي الوقت الذي زايدوا فيه بأرواح بعض الشّـهداء بتوريط زوجاتهم بالحضور ، واستخدامهن كعدد ومظهر إعلامي خادع ، على الرغم من اعترافهم بمعرفة عواقب هذا العمل والتّـشدق به إظهارًا للشجاعة، فإنهم لم يحضروا زوجاتهم أو بناتهم وأولادهم ، فلـماذا لـم يحضر حسن الأمين وصهد والطيّـار وقدورة زوجاتهم أو بناتهم أو أخواتهم ؟ !!، بل بعضهم قد أحضر زوجته ومنع مشاركتها في المؤتمر والمظاهرة خوفًـا من تبعة هذا السّـلوك ، ومن الطريف أنّـه قد تم نشر إحدى الصّور التي ظهرت فيها إحدى الحاضرات وهي تتحدث مع أحد أعضاء المؤتمر بزيّـه الليبي وقد وضع يديه على وجهه مخافة التعرف عليه !! ، بل أجبر ( من نسب إليه - تزلفًـا- أنه وراء انعقاد المؤتمر) من قام بتصويره أن يسحب الشّريط ، كما لم يشارك في المظاهرة خوفًـا من تصويره ! فيالها من " قيادة " ، ويالها من شجاعة ، ويالها من ......

2 لقد نجح المؤتمر نجاحًـا منقطع النـّظير في كشف وتعرية بعض " قيادي مؤتمر بقايا الجبهة " وهم يهاجمون النظـام على أنه نظام ديكتاتوري في الوقت الذي يرسلون زوجاتهم وأولادهم إلى أرض الوطن مستعملين في ذلك الجواز الأخضر الجماهيري !! وأنا هنـا لست ضدّ عودة أبنـاء الوطن لأرضهم وأهاليهم ، ولكنني ضد الكيل بمكيالين ، لأنّ التجربة أثبتت أنهم يبررون سلوكهم بالحكمة والذكاء ، وسلوك غيرهم بالخيانة والغدر للموقف الواحد !!!



ريماالمنصوري