الناقد العربي
19-07-2005, 11:23 PM
خطاب أزجيه إلى العقلاء من الناس في أوربا وأمريكا، والدنيا كلها، نعترف أن أمتنا تخلفت مرتين: مرة عن رسالتها العظيمة ومرة عن اللحاق بالعالم، بيد أن هذه الحضارة العربية الإسلامية، قصرت في العلم ورسالتها تدعوها إلى القراءة، وقصرت في المعلومات، ورسالتها تدعوها إلى التعارف، واقتتل فيها الأخوة على عفن التاريخ، ورسالتها تدعوها إلى الصلح، وتخلفت في تقنبات العلم والمعرفة عن الناس في الغرب، غير أن البشرية تتذكر مدنية الأمة المستمدة من رسالتها العظيمة، فهذه الحضارة لم تدعُ أصحابها إلى اكتشاف الأسلحة النارية، ولم تخترع الديناميت، ولم تخترع الأسلحة الذرية التي تهدد البشرية بالفناء ليل نهار، ولم تخترع الأسلحة الجرثومية، ولا القنابل القذرة، فكيف يمكن للعقلاء في العالم أن يستغنوا عن هذه الرسالة العظيمة التي تعظم قيمة الإنسان، والتي تحسن خطاب الساسة والشعوب، ألا تعجبون من قول الرسول (ص) : [ من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم] هل يمكن للبشرية أن تسمى الدمار الحاصل للناس في فلسطين والعراق وغيرهما من بقاع الأمة مدنية؟!! وما معنى الديمقراطية التي تفرض بالسلاح، ألا ينتبه حكماء الفكر في الغرب إلى أن الأمريكان والأوربيين يتصرفون على طريقة السيد استالين وموسوليني وهتلر بفرض آرائهم ونظام حياتهم على الناس بغير خيار ولا رغبة، ليتهم ينتبهون إلى رأي الناس في أساليبهم وطرائق القهر المتبعة.. أرجو أن تناقشوا مسألة الحوار الحضاري: متى تتخلف الحضارة عن المدنية؟ وأي معنى لمدنيتنا إذا استوى سلوكنا وسلوكهم؟!! ألم تأمر الرسالة بالعفو، وينبغي لنا التفريق بين مفهوم الجهاد ومفهوم الفتنة، ومعاني القصاص في ضوء معاني الرحمة، والخطاب في هذه القضية موجه إلى أطرافها المتصارعة.. أين العقل في خلافاتنا فيما بيننا وبين الآخر الغريب، والجار القريب ؟!!