المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسائل في الخروج على الولاة يجيب عليها الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله



السلفي1
20-07-2005, 11:16 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على امام المتقن وعلى اله زصحبه اجمعين اما بعد.
قال القاضى صدر الدين على بن محمد ابن ابى العز الحنفى .رحمه الله فى شرح الطحاويه (312).عند قول اىمام الطحاوى . ولا نرى الخروج على ائمتنا وولاة امورنا ,وان جاروا.ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يداًمن طاعتهم ,ونرى طاعتهم من طاعة اللع عز وجل فريضه مالم يأمروا بمعصيه وندعوا لهم بالصلاح والمعافاه..
الشرح .. قال تعالى (( يأيها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم)).وفى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال {من اطاعنى فقد اطاع الله ,ومن عصانى فقد عصا الله, ومن يطع الامير فقد اطاعنى ,ومن يعصى الامير فقدعصانى } وعن ابى ذر رضى الله عنه قال .ان خليلى اوصانى ان اسمع واطيع وان كان عبداً حبشياًمجدع الاطراف..وعند البخارى ..ولولحبشى كأن رأسه زبيبه..وفى الصحيحين ايضاً .{على المرء المسلم السمع والطاعه فيما احب وكره الا ان يؤمر بمعصيه فان امر بمعصيه فلا سمع ولا طاعه } وعن حذيفه بن اليمان قال {كان الناس يسألون رسول الله صلى اللله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشرمخافة ان يدركنى فقلت ..يا رسول الله ..انا كنا فى جاهليه وشر فجاءناالله بهذا الخير ,فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال ..نعم..فقلت .هل بعد ذ لك الشر من خير؟قال .نعم وفيه دخن قال ..قلت وما دخنه؟ قال..قوم يستنون بغير سنتى ,ويهدون بغير هديى تعرف منهم وتنكر ,فقلت.. هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال ..نعم .دعاة على ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيها , فقلت ..يا رسول الله صفهم لنا قال ..نعم قوم من جلد تنا يتكلمون بألسنتاقلت ..يا رسول الله فما ترى ان ادركنى ذلك ؟ قال ..تلزم جماعة المسلمين وامامهم فقلت ... فان لم يكن لهم جماعه ولا امام ؟ قال .. فأعتزل تلك الفرق كلها , ولو ان تعض على اصل شجره حتى يدركك الموت وانت على ذلك }
وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال. قال . رسول الله صى الله عليه وسلم{ من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر فأنه من فارق الجماعه شبراً فمات فميتته جاهليه}.
وفى روايه. فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه.وعن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { اذا بويع لخليفتين فا قتلوا الاّخر منهما}.
وعن عوف بن مالك رضى الله عنه .عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.{خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم ,وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم فقلنا.. يا رسول الله افلاء ننابذهم بالسيف عند ذلك؟ قال .لا .ما اقاموا فيكم الصلاه, الاّ من ولى عليه وال ٍ فراّه اتى شيئاً من معصية الله فليكره ما اتى من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعه}.
فقد دل الكتاب والسنه على وجوب طاعة اولى الامر ,ما لم يأمروا بمعصية ,فتأمل قوله تعالى (( اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم)). كيف قال ((واطيعوا الرسول)). ولم ..يقل .. واطيعوا اولى الامر منكم ,لأن اولى الامر لا يفردون بالطاعه , بل يطاعون فيما هو طاعة الله ورسوله ,واعاد الفعل مع الرسول , لأن من يطع الرسول فقد اطاع الله فأن الرسول لا يأمر بغير طاعة الله, بل هو معصوم فى ذلك, وأما اولى الامرفقد يأمر بغير طاعة الله , فلاء يطاع الا فيما هو طاعة لله ورسوله.
واما لزوم طاعتهم وأنجاروا فلأ نه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد اضعاف ما يحصل من جورهم بل فى الصبر على جورهم تكفير السيئات ومضاعفة الاجور، فأن الله تعالى ما سلطهم علينا الا لفساد اعمالنا ، والجزاء نت جنس العمل ،فعلينا الاجتهاد فى الاستغفار والتوبه واصلاح العمل ، قال تعالى(( وما اصا بكم من مصيبه فبما كسبة ايديكم ويعفو ا عن كثير ))).
وقال تعالى ((اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم انى هذه قل هو من عند انفسكم )).وقال تعالى((( ماّ اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك)).
وقالتعالى((وكذلك نولى بعض الظالمين بعضاًبما كانوا يكسبون )).فأذا اراد الرعيه ان يتخلصوا من ظام الامير الظالم فليتركوا الطلم .
واليك اخى مثال فى الصبر والسمع والطاعه .

ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله فى البدايه والنهايه (10_288).
فقال ..ما كان من امر الامام احمد بعد المحنه .فذكر طرف مما حدث للامام احمد رحمه الله الى ان قال . ثم .ان رجل من المبتدعه يقال له ابن البلخى وشى الى الخليفه شى فقال . ان رجلا من العلويين قد أوى الى منزل احمد بن حنبل وهو يبايع له الناس فى الباطن ..فأمر الخليفه تأئب بغداد ان يكبس منزل احمد من الليل .
فلم يشعروا الا والمشاعل قد احاطت بالدار من كل جانب حتى من فوق الأسطحه ، فوجدوا الامام احمد جالسا فى داره مع غياله فسألوه عما ذكر عنه فقال .. ليس عندى من هذا علم ، وليس من هذا شى ولا هذا من نيتى ، وانى لأرى طاعة امير المؤمنين فى السر والعلانيه ، وفى عسرى ويسرى ومنشطى ومكرهى ، وأثره على، وانى لأدعوالله له بالتسد يد والتوفيق ، فى الليل والنهار ،فى كلام كثير . انتهى
فتأمل اخى هذه الكلمات التى رد بها امام اهل السنه ، ثبتنا الله واياكم على الحق.

للامانه/ منقول

السلفي1
20-07-2005, 11:23 PM
سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله يجيب على مسائل مهمة في الخروج على الولاة
س1:سماحة الشيخ,هناك من يرى أن اقتراف بعض الحكام للمعاصي والكبائر موجب للخروج عليهم ومحاولة التغيير وان ترتب عليه ضرر للمسلمين في البلد والأحداث التي يعاني منها عالمنا الاسلامي كثيرة فما رأي سماحتكم؟
ج1:<بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد:
فقد قال الله عز وجل(ياايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم فان تنازعتم في شي فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا)النساء
فهذه الاية نص في وجوب طاعة أولي الامر وهم الامراء والعلماء وقد جاءت السنه الصحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين ان هذه الطاعه لازمة وهي فريضة في المعروف.
والنصوص من السنه تبين المعنى,وتفيد بأن المراد طاتهم بالمعروف فيجب على المسلمين طاعة ولاة الامور في المعروف لا في المعاصي فاذا امروا فلا يطاعون في المعصيه لكن لايجوز الخروج عليهم بأسبابها لقوله صلى الله عليه وسلم<ألا من ولي عليه وال فراه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره مايأتي من معصية الله ولاينزعن يدا من طاعة>*1*<ومن خرج من الطاعه وفارق الجماعة فمات ,مات ميتة جاهلية>*2*وقال صلى الله عليه وسلم<على المرء السمع والطاعة فيما احب وكره الا ان يؤمر بمعصية فان امر بمعصيه فلا سمع ولاطاعة>*3*.
وسأله الصحابي لما ذكر انه سيكون امراء تعرفون منهم وتنكرون قالوا فما تأمرنا؟قال<أدوا اليهم حقهم وسلوا الله حقكم>*4*قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه<بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا أثرة علينا وان لاتنازع الامر أهله>وقال<الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان>*5*
فهذا يدل على انهم لايجوز لهم منازعة ولاة الامور ولاالخروج عليهم الا ان يروا كفرا بواحاً عندهم من الله فيه برهان وما ذاك الا لان الخروج على ولاة الامور يسبب فسادا كبيرا وشرا عظيما فيختل به الامن وتضيع الحقوق ولا يتيسر ردع الظالم ولانصر المظلوم وتختل السبل ولاتأمن فيترتب على الخروج على ولاة الامور فساد عظيم وشر كبير الا اذا رأى المسلمون كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان فلا باس ان يخرجوا على هذا السلطان لاازالته اذا كان عندهم قدرة اما اذا لم يكن عندهم قدرة فلايخرجوا او كان الخروج يسبب شرا اكثر فليس لهم الخروج رعاية للمصالح العامة والقاعدة الشرعيه المجمع عليها (أنه لايجوز ازالة الشر بما هو اشر منه بل يجب درء الشر يزيله او يخففه>*6* 00000000وأما درء الشر بشر اكثر فلا يجوز باجماع المسلمين فاذا كانت هذه الطائفه التي تريد ازالة هذا السلطان الذي فعل كفرأ بواحا وعندهم قدرة تزيله بها وتضع اماما صالحا طيبا من دون ان يترتب على هذا فساد كبير على المسلمين وشر اعظم من شر هذا السلطان فلا بأس.
اما اذا كان الخروج يترتب عليه فساد كبير واختلال الامن وظلم الناس واغتيال من لايستحق الاغتيال,الى غير هذا من الفساد العظيم فهذا لا يجوز بل يجب الصبر والسمع والطاعة في المعروف ومناصحة ولاة الامور والدعوة لهم بالخير والاجتهاد في تخفيف الشر وتقليله وتكثير الخير هذاهو السوي الذي يجب ان يسلك لان في ذلك مصالح للمسلمون عامة ولان في ذلك تقليل الشر وتكثير الخير ولان في ذلك حفظ الامن وسلامة المسلمين من شر اكثر*7*نسأل الله للجميع التوفيق والهدايه)

1- رواه احمد (6\24.28)ومسلم(1855)وغيرهما من حديث عوف بن مالك الاشجعي رضي الله عنه وأوله<خيار أئمتكم الذين تحبونهم...>وقد مضى.
2- رواه احمد(2\296)ومسلم(1848)من حديث ابي هريرة رضي الله عنه.
3- رواه مسلم(1839)والنسائي(7\160)من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
4- رواه البخاري(7052)ومسلم(1843)من حديث ابن مسعود رضي الله عنه
رواه البخاري(7056)ومسلم(1709)
5- تامل هذا فانه نفيس وذلك ان الشيخ لم يعمل هذه القاعده الا بعد تحقق الشرط الذي ذكره قبلها الا وهو كفر الحاكم بنص الحديث السابق وهكذا صنيع الراسخين في العلم لايردون حديث رسول الله صلى عليه وسلم بقواعد اهل العلم لان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه اصل وقاعدة قال ابن القيم رحمه الله(اما ان نقعد قاعدة ونقول هذا هو الاصل ثم نرد السنه لاجل مخالفة تلك القاعده فلعمر الله لهدم الف قاعده لم يؤصلها الله ورسوله افرض علينا من رد حديث واحد>اعلام الموقعين(2\252-دار الكتب العلميه
6- هذا من باب ذكر الحكمة لا التعليل الذي يدور معه الحكم وجودا وعدما فان قوما لم يفرقوا او لم يحبوا ان يفرقوا بين الحكمه والعلة فراحوا يغرقون الامة الاسلاميه في الدماء لمصلحة تخيلوها في خروجهم ولم يلتفتوا الى عصمة دم المخروج عليه مادام مسلما والامر لله!
نقل عن الشيخ عبد المالك الرمضاني من كتابه فاوى العلماء الاكابر فيما اهدر من دماء في الجزائر

السلفي1
20-07-2005, 11:36 PM
س2:سماحة الوالد:نعلم ان هذا الكلام اصل من اصول اهل السنه والجماعه ولكن هناك للاسف من ابناء اهل السنه والجماعه من يرى هذا فكرا انهزاميا وفيه شيء من التخاذل وقد قيل هذا الكلام ...لذلك يدعون الشباب الى تبني العنف في التغير؟*1*


ج2:(هذا غلط من قائله وقلة فهم ؛لأ نهم مافهموا السنة ولا عرفوها كما ينبغي وانما تحملهم الحماسة والغيرة لاازالة المنكر على ان يقعوا فيما يخالف الشرع كما وقعت الخوارج والمعتزله حملهم حب نصر الحق او الغيرة للحق حملهم ذلك على ان وقعوا في الباطل حتى كفروا المسلمين بالمعاصي او خلدوهم في النار بالمعاصي كما تفعل المتعزله.
فالخواج كفروا بالمعاصي وخلدوا العصاة في النار والمعتزله وافقوهم في العاقبة وانهم في النار مخلدون فيها ولكن قالوا انهم في الدنيا في منزلة بين المنزلتين وكله ضلال والذي عليه اهل النسة هو الحق ان العاصي لايكفر بمعصيته مالم يستحلها.
فاذا زنا لايكفر واذا سرق لايكفر واذا شرب الخمر لايكفر ولكن يكون عاصيا ضعيف الايمان فاسقا تقام عليه الحدود ولايكفر بذلك الا اذا استحل المعصيه وقال انها حلال وما قاله الخوارج في هذا باطل وتكفيرهم للناس باطل ولهذا قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم<انهم يمرقون من الاسلام ثم لايعودون فيه>*2*<يقاتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان>*3*هذه حال الخوارج بسبب غلوهم وجهلهم وضلالهم.
فلا يليق بالشباب ولاغير الشباب ان يقلدوا الخوارج والمعتزله بل يجب ان يسيروا على مذهب اهل السنه والجماعه على مقتضى الادلة الشرعيه فيقفون مع النصوص كما جاءت وليس لهم الخروج على السلطان من اجل معصية او معاص وقعت منه بل عليهم المناصحه بالمكاتبة والمشافهة بالطرق الطيبه الحكيمه بالجدال بالتي هي احسن حتى يتنجوا وحتى يقل الشر او يزول ويكثر الخير.
هكذا جاءت النصوص عن رسول الله , والله عز وجل يقول(فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)ال عمران
فالواجب على الغيورين وعلى دعاة الهدى ان يلتزموا بحدود الشرع وان يناصحوا من ولاهم الله الامور بالكلام الطيب والحكمة والاسلوب الحسن حتى يكثر الخير ويقل الشر وحتى يكثر الدعاة الى الله وحتى ينشطوا في دعوتهم بالتى هي احسن لابالعنف والشدة ويناصحوا من ولاهم الله بشتى الطرق الطيبه السليمه مع الدعاء لهم في ظهر الغيب ان الله يهديهم ويوفقهم ويعينهم على الخير وان الله يعينهم على ترك المعاصى التى يفعلونها وعلى اقامة الحق هكذا يدعو الله ويضرع اليه ان يهدي الله ولاة الامور وان يعينهم على ترك الباطل وعلى اقامة الحق بالاسلوب الحسن بالتى هي احسن وهكذا مع اخوانه الغيورين ينصحهم ويعظهم ويذكرهم حتى ينشطوا في الدعوة بالتى هى احسن لا بالعنف والشدة وبهذا يكثر الخير ويقل الشر ويهدي الله ولاة الامور للخير والا ستقامة عليه وتكون العاقبه حميدة للجميع)


1- اي والله لقد! لقد قالوا ذلك بل سموا احاديث هذا الباب:(احاديث تحذير الشعوب) بل ان من الحركين من يتحاشى تدريس كتب السنن خشية من اطلاع العامة على هذه الاحاديث(وانا الله وانا اليه راجعون) قال ابن تيميه رحمه الله(فلا تجد قط مبتدعا الا وهو يحب كتمان النصوص التى تخالفه ويبغضها ويبغض اظهارها وروايتها والتحدث بها ويبغض من يفعل ذلك كما قال بعض السلف ماابتدع احد بدعة الا نزعت حلاوة الحديث من قلبه)مجموع الفتاوى(20\161_162)
3- بعض حديث اخرجه مسلم (1067)وابن ماجه(1\170)
4- رواه البخاري(3344)ومسلم(1064)وابو داود(4764)والنسائي(5\87)

السلفي1
21-07-2005, 08:43 PM
يرفع من باب النصح في الله لاخواننا