المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة تائب



Robenhood
21-07-2005, 07:59 PM
كان تاجرا ناجحا تتدفق الأموال من بين يديه ، ويعيش في بحبوحة أسعد بها زوجته وأولاده وبناته ، ولكنه فجأه سقط في براثن المخدرات أثناء سفرياته المتكرره الى الخارج .
فقد أمواله وعمله واستسلم لشياطين الادمان .. فباع عقاراته عقارا اثر عقار ، وهروبا من نفسه وأسرته والمجتمع .. غاب سنوات خارج وطنه ، وفقد الجميع الأمل في عودته الى الديار ، واعتبروه ميتا وهو على قيد الحياة

ولكن شاء الله أن يعود للحياة من جديد تائبا مستغفرا ربه ..
معترفا ونادما على ما ارتكبه في حق نفسه وأولاده وزوجته ، وذلك على يد أحد معارفه الذي اقنعه بالعلاج في احدى المستشفيات ، وظل بجواره يدعمه ويسانده نفسيا ومعنويا حتى أنعم الله عليه بالشفاء والعوده الى زوجته التي طالبته مرارا بالطلاق .
روى ( ع . ف ) قصة خروجه من عالم الادمان بدموع ساخنه وكلمات مؤثره كانت تخرج من فمه متعثره لتأثره الشديد بالسموم التي خطفته سنوات من أهله تاركة لهم الحزن والآلآم .
قال الذي ضيعت عمره المخدرات : أبلغ من العمر ( 47 ) عاما ، وتزوجت قبل ( 27 ) عاما ، وكنت أعيش حياة سعيدة هانئه رزقني الله فيها بالبنين والبنات ، وفتح الله على أبواب رزقه من كل الجهات ، وكنت قريبا منه وأخشاه وأرعى أهلي وأولادي أفضل رعاية ، ولكن في يوم لن أنساه سافرت الى احدى الدول بقصد السياحة ، ومكثت هناك شهرا أنفقت فيه ببذخ شديد على الملذات وما يغضب الله ، وتعرفت على أحد مواطني ذلك البلد .. فجرني الى دنيا
" الفرفشه " كما يطلق عليها بعض الغافلين مثلي .. وعاودت الكره مرارا ، وفي كل مرة كان يزداد انفاقي فلم أترك نوعا من المخدرات والسموم الا وجربته وأصبحت مدمنا لا أستطيع فراق ما تعودت عليه ، وتدهورت حالتي الصحيه ،
وفقدت أموالي ، وأهملت عملي وأسرتي ، وفي كل مرة كنت أعود فيها من ذلك البلد السياحي .. كنت أقوم بتصفية بعض أعمالي أبيعها برخص التراب لأوفر ثمن المخدرات التي سرت في جسدي .
وفي احدى المرات التي سافرت فيها لممارسة ما لا أتمكن من فعله في بلدي .. سرقتني الملذات السوداء من نفسي وعائلتي وعملي ، ومكثت هناك مع رفاق السوء لأكثر من تسعة أشهر ، وفقد أهلى الأمل في عودتي ، ولكن أبناء الحلال الذين صادفتهم هناك أقنعوني بالعودة الى دياري .. فاستجبت لهم بعد أن قاموا بتأمين مصاريف العودة ، وكانت لحظة التقائي بأولادي من أصعب اللحظات التي مررت بها .. حيث تغير شكلي وأصبحت انسانا آخر ، ونسى أطفالي الصغار حتى ملامح وجهي بينما فقد أولادي الكبار ثقتهم بي .. كما وجدت زوجتي عند أهلها ، وشعرت بأنني عالة على أسرتي ومجتمعي ، ولا يرغب أحد في رؤيتي

وأثناء وجودي اكتشفت أن لي عقارا آخر لم يتم بيعه .. فقمت ببيعه وهربت مرة أخرى من وجه أسرتي التي خذلتني .. ففي الوقت الذي كنت أنتظر فيه احتضانهم لي والوقوف بجانبي حتى أفيق وأستيقظ من غيبوبتي رفضوني جميعا حتى ابنتي الكبرى التي وجدتها تزوجت دون علمي .. كانت تخجل من أن يراني زوجها ، ومثلها عاملني ابني بقسوه شديدة ، وأيضا المجتمع .
و لكني وقتها لم أكن أفكر جيدا تحت تأثير المخدرات ، ووصولي الى مرحلة صعبة من الادمان .. فكان قرار هروبي مرة أخرى والعودة الى حيث أتيت .

وهناك سبحت مرة أخرى في بحر الأوهام ، وقضيت بداخله ثلاث سنوات .. حتى جاءني أحد المعارف وأقنعني بامكانية علاجي في أحد المستشفيات .

وفي المستشفى أمضيت عدة أسابيع أقلعت فيها عن المخدرات ، وبدأت صحتي تتحسن تدريجيا ، وطلب مني الأطباء البقاء فترة أطول حتى لا أتعرض لانتكاسه تفسد جميع ما بذلوه معي من علاج واصلاح نفسي .. فاستجبت لهم لرغبتي في الشفاء والعلاج .
وظل هذا الرجل الذي أخذ بيدي الى المستشفى ملازما لي ، وبعد انتهاء العلاج .. بدأ يقنعني بالعلاج الى المجتمع والى أسرتي مرة أخرى .. فتخوفت في البداية ، ولكني استجبت له أيضا ، وكانت أول خطوة لي في العودة الى الطريق السليم هي مجالسة أهل الخير والصلاح ، وكان لهم الفضل بعد الله في اخراجي من الوحل الذي كنت فيه .

واليوم بدأت صحتي تتعافى والحمد لله ، و طلب مني ابني الشاب العيش معه ، وكان طلبه هذا بمثابة ميلادي من جديد , وقد زاد من فرحتي علمي بنجاح ابني في تجارته - وهي نفس التجارة التي كنت أعمل بها - .. وقد قام ابني باعادة المياه الى مجاريها وجمعني بأختيه الكبرى التي أنجبت ابنا وابنه , والصغرى التي على وشك الزواج .... ثم قام بتمهيد الطريق الى أمه (زوجتي) حتى وافقت على عودتها لي رغم طلبها الطلاق واصرارها عليه خلال السنوات الماضية .
وعشنا من جديد حياة أخرى عرفت فيها ولأول مرة طعم السعادة بعد سنوات طويلة مع المخدرات وشياطين الأدمان