مشاهدة النسخة كاملة : كل يوم نروي فضيلة في أهل البيت
johnniewalker
22-07-2005, 09:56 AM
هذا الباب مفتوح للجميع للمساهمة بذكر فضائل أهل البيت بشكل مستمر
وذلك أن فضائلهم لاتحصى في موضوع واحد أو كتاب واحد أو يوم واحد أو شهر واحد
بل كما قيل ويقال عنهم :
عجبت من رجل أخفى أعداؤه فضائله حسدا و أخفى أولياؤه فضائله خوفا فخرج من بين ذين ما ملأ الخافقين
فنحن هنا سنأتي بشكل يومي نضبط رواية أو تبصرة من قبل العارفين بهم اللازمين لحقهم
فندونها تيمنا وتبركا عسى أن يختص الله هذا المنبر المبارك برحمته
وليعلم الناس من هم أهل البيت الذين ما فتئ غير واحد من مدعي الإنتساب إلى ملة أبيهم يترصد لذكرهم و يميع فضائلهم
ونعم ما وافوا به أحمد أجرا عن رسالته حيث يقول :
قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى .
johnniewalker
22-07-2005, 09:58 AM
في كتاب : طرز الوفا في فضائل آل المصطفى
للعالم المصري : أحمد بن زين العابدين بن محمد البكري الشافعي المتوفى سنة 1048 هجريه ,
من فضلاء الشافعية و شيخ وقته بالقاهرة
الباب الأول : في قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) :-
في الصفحة 69 من مطبوعة مؤسسة دار الكتاب الإسلامي:
و يروى أنه لما نزلت آية : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ,
قيل يا رسول الله : من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟
قال: علي , وفاطمة , وابناهما .
فدلّ على أن المراد بقرابته من ذكر,
وقيل: المراد بالقرابة من ينسب إلى جده الأقرب وهو عبد المطلب ممن صحب النبي أو رآه من ذكر وأنثى,
و قيل : عني بالقربى كل قريب له,
وقيل : أمته الذين أجابوا دعوته !
ولذلك اختلف في إطلاق الآل في قوله تعالى: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
وقال ابن كثير : وهذا معنى ما في الآية نص في دخول أزواجه , أنهن سبب النزول والمسبب داخل قولا واحدا , وحده على قول , ومع غيره على الصحيح ,
وقيل: المراد ذات المصطفى!
و كان عكرمة يقول: من شاء باهلته أنها نزلت في نسائه ,
- وفي التخصيص بُعد لأن ظاهر اللفظ يدل على التعميم وكذلك كثير من الأحاديث ,
و الأظهر من الأقوال ما دل عليه واضح الأخبار , و لائح الآثار من أن المراد بالقربى ثمة وبآل البيت هنا : محمد وعلي وفاطمة والحسنان ,
فقد روي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله : نزلت هذه الآية فسي خمسة: فيّ وعلي وحسن وحسين وفاطمة : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .
و روى الإمام أحمد عن واثلة بن الأسقع , أن رسول الله جاء ومعه علي و حسن وحسين , أخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل فنادى عليا وفاطمة و أجلسهما بين يديه , و أجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهما ثوبه أو قال كساه , ثم تلى هذه الآية: ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ), وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي و أهل بيتي أحق .
و عن أم سلمة , أن رسول الله كان في بيتها إذ جاءت فاطمة ببرمة فيها حريرة فدخلت عليه بها
فقال: ادعي زوجك وابنيك,
قالت : فجاء علي وحسن وحسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة , وتحته كساء ,
قالت : وأنا في الحجرة أصلي فأنزل الله عزوجل هذه الآية : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ,
قالت : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به, ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء,
ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ,
قالت : فأدخلت رأسي من البيت فقلت: وأنا معكم يا رسول الله ؟
فقال : إنك على خير إنك على خير .
-----------------------------------------------------------
هذا الحديث مذكور في أشهر وأصح كتب الفريقين عن أمهات المؤمنين كأم سلمة وعائشة و غيرهما
ومن ادعى أنها نزلت في نسائه خاصة كمقاتل وعكرمة فلايخفى حالهما وموقفهما من أهل البيت
كيف ونساء النبي أنفسهن يذكرن أنها نزلت في الخمسة عليهم السلام
ولم تذكر إحداهن أنها داخلة في هذه الآية
NeYoOn
22-07-2005, 10:10 AM
في كتاب : طرز الوفا في فضائل آل المصطفى
للعالم المصري : أحمد بن زين العابدين بن محمد البكري الشافعي المتوفى سنة 1048 هجريه من فضلاء الشافعية و شيخ وقته بالقاهرة ,
الباب الأول : في قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى )
ورد في الصفحة 106 من طبعة مؤسسة دار الكتاب الإسلامي :
وعن أبي بكر الصديق قال: ( رأيت النبي خيّم خيمة وهو متكئ على قوس عربية , وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين , فقال : معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة , حرب لمن حاربهم , ولي لمن والاهم , لايحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد , ولا يبغضهم إلا شقي الجد رديء الولادة ) .
NeYoOn
22-07-2005, 10:11 AM
في كتاب : تفضيل الأئمة (عليهم السلام) على الأنبياء (عليهم السلام)
__________________
الأنبياء هم الأفضل
الله تعالى جعل الناس درجات
الأنبياء - الصديقين - الشهداء - العلماء (الدعاة) - ثم الناس حسب أعمالهم فيقول تعالى
{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا }
و إصطفى من بين كل الخلق محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم
و طبعا الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم فيهم الشهداء و العلماء و الدعاة لذلك هم أفضل الناس بعد الأنبياء عليهم السلام و على نبينا وآل بيته أفضل الصلاة والسلام
اتمنى ان تكون وصلت المعلومه
ابوخالد
NeYoOn
22-07-2005, 10:16 AM
كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال , للمتقي الهندي
الحديث (957) :
(( إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي كان قبله , وإني أوشك أن أدعى فأجيب فما أنتم قائلون ؟
قالوا : نصحت ,
قال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث بعد الموت حق ؟
قالوا : نشهد ,
قال : وأنا أشهد معكم ألاهل تسمعون فإني فرطكم على الحوض وأنتم واردون علي الحوض وإن عرضه أبعد ما بين صنعاء و بصرى فيه أقداح عددالنجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين , قالوا وما الثقلان يا رسول الله ؟
قال : كتاب الله طرفه بيد الله وطرف بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا والآخر عترتي , وأن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي , فلاتقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ,
من كنت أولى به من نفسه فعلي وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه )) .
(طب عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم).
NeYoOn
22-07-2005, 10:17 AM
اخي الحبيب انا قمت بتزويدك ببعض الفضائل و انتمى ان تدرج لنا موضوع عن فضائل الخلفاء الراشدين
مع اجمل تحياتي
اخوك ابو عبدالله
ابو خالد
23-07-2005, 06:24 AM
علوُّ مكانة أهل البيت عند الصحابة وتابعيهم بإحسان
أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
روى البخاري في صحيحه (3712) أنَّ أبا بكر رضي الله عنه قال لعليٍّ رضي الله عنه: (( والذي نفسي بيدِه لَقرابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ أنْ أَصِلَ من قرابَتِي )).
وروى البخاريُّ في صحيحه أيضاً (3713) عن ابن عمر، عن أبي بكر رضي الله عنه قال: (( ارقُبُوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته )).
قال الحافظ ابن حجر في شرحه: (( يخاطِبُ بذلك الناسَ ويوصيهم به، والمراقبةُ للشيء: المحافظةُ عليه، يقول: احفظوه فيهم، فلا تؤذوهم ولا تُسيئوا إليهم )).
وفي صحيح البخاري (3542) عن عُقبة بن الحارث رضي الله عنه قال: (( صلَّى أبو بكر رضي الله عنه العصرَ، ثم خرج يَمشي، فرأى الحسنَ يلعبُ مع الصِّبيان، فحمله على عاتقه، وقال:
بأبي شبيهٌ بالنبي لا شــبيــهٌ بعلي وعليٌّ يضحك )).
قال الحافظ في شرحه: (( قوله: (بأبي): فيه حذفٌ تقديره أفديه بأبي ))، وقال أيضاً: (( وفي الحديث فضلُ أبي بكر ومَحبَّتُه لقرابةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم )).
عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما:
روى البخاري في صحيحه (1010)، و(3710) عن أنس رضي الله عنه: (( أنَّ عمر بن الخطاب كان إذا قُحِطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب، فقال: اللَّهمَّ إنَّا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنَّا نتوسَّلُ إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقِنا، قال: فيُسقَوْن )).
والمرادُ بتوسُّل عمر رضي الله عنه بالعباس رضي الله عنه التوسُّلُ بدعائه كما جاء مبيَّناً في بعض الروايات، وقد ذكرها الحافظ في شرح الحديث في كتاب الاستسقاء من فتح الباري.
واختيار عمر رضي الله عنه للعباس رضي الله عنه للتوسُّل بدعائه إنَّما هو لقرابتِه مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال رضي الله عنه في توسُّله: (( وإنَّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا ))، ولم يقل: بالعباس. ومن المعلوم أنَّ عليًّا رضي الله عنه أفضلُ من العباس، وهو من قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن العباس أقربُ، ولو كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُورَث عنه المال لكان العباس هو المقدَّم في ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (( أَلحِقوا الفرائض بأهلها، فما أبقتِ الفرائضُ فلأولَى رجل ذَكر ))، أخرجه البخاري ومسلم، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قولُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لعمر عن عمِّه العباس: (( أمَا عَلِمتَ أنَّ عمَّ الرَّجلِ صِنْوُ أبيه )).
وفي تفسير ابن كثير لآيات الشورى: قال عمر بن الخطاب للعباس رضي الله تعالى عنهما: (( والله لإِسلاَمُك يوم أسلمتَ كان أحبَّ إليَّ من إسلامِ الخطاب لو أسلَمَ؛ لأنَّ إسلامَك كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب ))، وهو عند ابن سعد في الطبقات (4/22، 30).
وفي كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم (1/446) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (( أنَّ عمر بنَ الخطاب رضي الله عنه لَمَّا وضع ديوان العَطاءِ كتب الناسَ على قَدْرِ أنسابِهم، فبدأ بأقربِهم فأقربهم نسباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا انقضت العربُ ذكر العَجَم، هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين، وسائر الخلفاء من بَنِي أُميَّة ووَلَدِ العباس إلى أن تغيَّر الأمرُ بعد ذلك )).
وقال أيضاً (1/453): (( وانظر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين وضع الديوان، وقالوا له: يبدأ أميرُ المؤمنين بنفسِه، فقال: لا! ولكن ضَعُوا عمر حيث وضعه الله، فبدأ بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ مَن يليهِم، حتى جاءت نوْبَتُه في بَنِي عديٍّ، وهم متأخِّرون عن أكثر بطون قريش )).
وتقدَّم في فضائل أهل البيت من السُّنَّة حديث: (( كلُّ سبب ونَسبٍ منقطعٌ يوم القيامة إلاَّ سبَبِي ونسبِي ))، وأنَّ هذا هو الذي دفع عمر رضي الله عنه إلى خِطبَة أمِّ كلثوم بنت عليٍّ، وقد ذكر الألباني في السلسلة الصحيحة تحت (رقم:2036) طرقَ هذا الحديث عن عمر رضي الله عنه.
ومن المعلوم أنَّ الخلفاء الراشدين الأربعة رضي الله عنهم هم أصهارٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبو بكر وعمر رضي الله عنهما حصل لهما زيادة الشَّرَف بزواج النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم من بنتيهِما: عائشة وحفصة، وعثمان وعلي رضي الله عنهما حصل لهما زيادة الشَّرَف بزواجهما من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتزوَّج عثمان رضي الله عنه رُقيَّة، وبعد موتها تزوَّج أختَها أمَّ كلثوم، ولهذا يُقال له: ذو النُّورَين، وتزوَّج عليٌّ رضي الله عنه فاطمةَ رضي الله عنها.
وفي سير أعلام النبلاء للذهبي وتهذيب التهذيب لابن حجر في ترجمة العبَّاس: (( كان العبَّاسُ إذا مرَّ بعمر أو بعثمان، وهما راكبان، نزلاَ حتى يُجاوِزهما إجلالاً لعمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم )).
عمر بن عبدالعزيز رحمه الله:
في طبقات ابن سعد (5/333)، و(5/387 ـ 388) بإسناده إلى فاطمة بنت علي بن أبي طالب أنَّ عمر بن عبدالعزيز قال لها: (( يا ابنة علي! والله ما على ظهر الأرض أهلُ بيت أحبُّ إليَّ منكم، ولأَنتم أحبُّ إليَّ مِن أهل بيتِي )).
أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله:
في تهذيب الكمال للمزي في ترجمة علي بن الحسين، قال أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله: (( أصحُّ الأسانيد كلِّها: الزهري، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي )).
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
قال ابنُ تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية:
(( ويُحبُّون (يعني أهل السُّنَّة والجماعة) أهلَ بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتوَلَّوْنَهم، ويحفظون فيهم وصيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خُمّ: (أُذكِّرُكم الله في أهل بيتِي)، وقال أيضاً للعباس عمّه - وقد اشتكى إليه أنَّ بعضَ قريش يجفو بَنِي هاشم ـ فقال: (والذي نفسي بيده، لا يؤمنون حتَّى يُحبُّوكم لله ولقرابَتِي)، وقال: (إنَّ اللهَ اصطفى مِن بَنِي إسماعيل كِنانَةَ، واصطفى من كنَانَة قريشاً، واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم)، ويتوَلَّون أزواجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّهات المؤمنين، ويؤمنون بأنَّهنَّ أزواجُه في الآخرة، خصوصاً خديجة رضي الله عنها، أمُّ أكثر أولاده، وأوَّل مَن آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية، والصدِّيقة بنت الصدِّيق رضي الله عنها، التي قال فيها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (فضلُ عائشة على النساء كفضل الثَّريد على سائر الطعام)، ويتبرَّؤون من طريقة الروافض الذين يُبغضون الصحابةَ ويَسبُّونَهم، وطريقةِ النَّواصب الذين يُؤذون أهلَ البيت بقول أو عمل )).
وقال أيضاً في الوصيَّة الكبرى كما في مجموع فتاواه (3/407 - 408): (( وكذلك آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم من الحقوق ما يجب رعايتُها؛ فإنَّ الله جعل لهم حقًّا في الخمس والفيء، وأمر بالصلاةِ عليهم مع الصلاةِ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لنا: (قولوا: اللَّهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ، وبارِك على محمد وعلى آل محمد كما بارَكتَ على آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ).
وآلُ محمَّدٍ هم الذين حرُمت عليهم الصَّدقة، هكذا قال الشافعيُّ وأحمد بنُ حنبل وغيرُهما من العلماء رحمهم الله؛ فإنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الصَّدقةَ لا تَحِلُّ لمحمَّدٍ ولا لآلِ محمَّد)، وقد قال الله تعالى في كتابه: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }، وحرَّم الله عليهم الصَّدقة؛ لأنَّها أوساخُ الناس )).
وقال أيضاً كما في مجموع فتاواه (28/491):
(( وكذلك أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تجبُ مَحبَّتُهم وموالاتُهم ورعايةُ حقِّهم )).
الإمام ابن القيِّم رحمه الله:
قال ابن القيم في بيان أسباب قبول التأويل الفاسد:
(( السبب الثالث: أن يَعْزُو المتأوِّلُ تأويلَه إلى جليلِ القَدْر، نبيلِ الذِّكر، مِن العقلاء، أو مِن آل بيت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أو مَن حصل له في الأمَّة ثناءٌ جميل ولسانُ صِدق؛ ليُحلِّيه بذلك في قلوب الجُهَّال، فإنَّه من شأن الناسِ تعظيمُ كلامِ مَن يَعظُمُ قدْرُه في نفوسهم، حتى إنَّهم لَيُقدِّمون كلامَه على كلام الله ورسوله، ويقولون: هو أعلمُ بالله منَّا!
وبهذا الطريق توصَّل الرافضةُ والباطنيَّةُ والإسماعليَّةُ والنُّصيريَّة إلى تنفيقِ باطلهم وتأويلاتِهم حين أضافوها إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لِمَا علموا أنَّ المسلمين متَّفقون على مَحبَّتِهم وتعظيمِهم، فانتمَوا إليهم وأظهروا مِن مَحبَّتِهم وإجلالهم وذِكر مناقبهم ما خُيِّل إلى السَّامع أنَّهم أولياؤهم، ثم نفقوا باطلَهم بنسبتِه إليهم.
فلا إله إلاَّ الله! كم مِن زندقَةٍ وإلحادٍ وبدعةٍ قد نفقت في الوجود بسبب ذلك، وهم بُرآءُ منها.
وإذا تأمَّلتَ هذا السَّببَ رأيتَه هو الغالب على أكثر النفوس، فليس معهم سوى إحسان الظنِّ بالقائل، بلا بُرهان من الله قادَهم إلى ذلك، وهذا ميراثٌ بالتعصيب من الذين عارضوا دين الرُّسل بما كان عليه الآباء والأسلاف، وهذا شأنُ كلِّ مقلِّدٍ لِمَن يعظمه فيما خالف فيه الحقَّ إلى يوم القيامة )). مختصر الصواعق المرسلة (1/90).
الحافظ ابن كثير رحمه الله:
قال ابن كثير في تفسيره لآية الشورى بعد أن بيَّن أنَّ الصحيحَ تفسيرُها بأنَّ المرادَ بـ { القُرْبَى } بطونُ قريش، كما جاء ذلك في تفسير ابن عباس للآية في صحيح البخاري، قال رحمه الله: (( ولا نُنكرُ الوُصاةَ بأهل البيت والأمرَ بالإحسان إليهم واحترامِهم وإكرامِهم؛ فإنَّهم من ذريَّةٍ طاهرَةٍ، مِن أشرف بيتٍ وُجِد على وجه الأرض، فخراً وحسَباً ونَسَباً، ولا سيما إذا كانوا متَّبعين للسُّنَّة النَّبويَّة الصحيحة الواضحة الجليَّة، كما كان سلفُهم، كالعباس وبنيه، وعليٍّ وأهل بيته وذريَّتِه، رضي الله عنهم أجمعين )).
وبعد أن أورد أثرَين عن أبي بكر رضي الله عنه، وأثراً عن عمر رضي الله عنه في توقير أهل البيت وبيان علوِّ مكانتِهم، قال: (( فحالُ الشيخين رضي الله عنهما هو الواجبُ على كلِّ أحدٍ أن يكون كذلك، ولهذا كانا أفضلَ المؤمنين بعد النَّبيِّين والمرسَلين، رضي الله عنهما وعن سائر الصحابة أجمعين )).
الحافظ ابن حجر رحمه الله:
قال ابن حجر في فتح الباري (3/11) في حديث في إسنادِه علي بن حسين، عن حسين بن علي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، قال: (( وهذا من أصحِّ الأسانيد، ومن أشرف التراجم الواردةِ فيمَن روى عن أبيه، عن جدِّه )).
شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله:
وأمَّا شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فله ستَّةُ بنين وبنت واحدة، وهم عبدالله وعلي وحسن وحسين وإبراهيم وعبدالعزيز وفاطمة، وكلُّهم بأسماء أهل البيت ما عدا عبدالعزيز، فعبدالله وإبراهيم ابنا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، والباقون علي وفاطمة وحسن وحسين: صهره وبنته صلى الله عليه وسلم وسبطاه.
واختياره تسمية أولاده بأسماء هؤلاء يدلُّ على مَحبَّته لأهل بيت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وتقديره لهم، وقد تكرَّرت هذه الأسماء في أحفادِه.
والحمد لله الذي أنعم عليّنا بمَحبَّة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، وأسأل اللهَ أن يُديم عليَّ هذه النِّعمةَ، وأن يحفظَ قلبِي من الغِلِّ على أحدٍ منهم، ولساني من ذِكرهم بما لا ينبغي،
{ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ }.
جميع حقوق برمجة vBulletin محفوظة ©2025 ,لدى مؤسسة Jelsoft المحدودة.
جميع المواضيع و المشاركات المطروحة من الاعضاء لا تعبر بالضرورة عن رأي أصحاب شبكة المنتدى .