rajaab
25-07-2005, 05:27 PM
نماذج من الفقه
كان الصحابة رضوان الله عليهم عربا فكانت العربية سليقتهم، وكانوا علماء محيطين إحاطة دقيقة باللسان العربي، وكانوا ملازمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان القرآن ينزل وهم مع الرسول. والحوادث يبين الرسول فيها حكم الله على مرأى ومسمع منهم، فكانوا أيضا علماء بالشريعة محيطين بها. فحين كانت ترد عليهم الواقعة التي تحتاج إلى بيان رأيهم الذي استنبطوه من النص، أو من معقول النص. وكانوا كثيرا ما يقتصرون على إعطاء الحكم دون بيان الدليل، ولذلك نقلت أقضية الصحابة بشكل آراء لهم. وهذا ما حمل البعض من الناس على أن يفهم أن الصحابة كانوا يعطون رأيهم في القضايا. والحقيقة أن الصحابة كانوا يعطون الحكم الشرعي الذي استنبطوه بفهمهم من النصوص الشرعية، ولكنهم لم يشفعوه بالدليل، أو يبينوا علة الحكم، أو لم يبينوا دليل العلة. فأدى ذلك إلى إيهام أن هذا الرأي من الصحابة، وأنه يجوز أن يعطي الإنسان رأيه في القضية ما دام عقله مشبعا بالإسلام وعارفا بالعربية.
ولما جاءت العصور التي طرأ الفساد فيها على اللسان العربي صارت العربية تتعلم قواعد لضبط اللسان. ولما تسرب الكذب إلى الرواة، ورويت أحاديث عن الرسول لم يقلها صلى الله عليه وسلم ، صار الحديث فنا يتعلم بأصول. ولذلك صار استنباط الأحكام يحتاج إلى معرفة باللغة العربية والنصوص الشرعية، فصار الحكم الشرعي يصحب بالدليل، وقد يصحب بوجه الإستدلال. فبدأ الفقه يتكون تكونا جديدا في البحث، ويرتب ترتيبا خاصا في التبويب. وعلى اختلاف الأساليب في تبويبه وترتيبه صار لا بد من بيان دليل الحكم الشرعي مع بيان الحكم، ولا بد من بيان وجه الاستدلال حين يكون الحكم مختلفا فيه. وقد عمرت المكتبة الإسلامية بمئات الألوف من المؤلفات في الفقه بأساليب متنوعة من التبويب والعرض. غير أن الكفار بعد أن نجحوا في غزو المسلمين بعد منتصف القرن الثامن عشر الميلادي أخذوا يغالطونهم في العلوم الإسلامية، فكرهوا إليهم كتب الفقه كما يكره السفسطائي الناس بالعسل حين يقول لهم عنه أنه جزء الذباب. فقد وضعوا الفقه الإسلامي في إطار أسود حتى يعرض عنه المسلمون. وإذا أعرض المسلمون عن الفقه فقد أعرضوا عن معرفة أحكام الإسلام، ووقعوا في الجهل في دين الله، وهذا ما حصل بالفعل. ومن أجل ذلك كان لا بد من حث المسلمين على الإقبال على دراسة الفقه بعرض نماذج من الفقه الإسلامي لإثارة الشوق إلى دراسته. فكان مفيدا للناس عرض نماذج من الأحكام الشرعية المتعلقة بالعلاقات العامة وهي ما يطلقون عليها في هذه الأيام الأحكام السياسية، أو الفقه الدستوري، ونماذج من الأحكام الشرعية المتعلقة بعلاقات الأفراد مع بعضهم، وهي ما يطلقون عليها القانون المدني، ونماذج من الأحكام الشرعية المتعلقة بالعقوبات، ونماذج من الأحكام الشرعية المتعلقة بالبينات حتى تكون الصورة الفقهية واضحة تمام الوضوح، فلعلها تثير الشوق لدراسة الفقه الإسلامي في أمهات كتب الفقه المعتبرة.
كان الصحابة رضوان الله عليهم عربا فكانت العربية سليقتهم، وكانوا علماء محيطين إحاطة دقيقة باللسان العربي، وكانوا ملازمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان القرآن ينزل وهم مع الرسول. والحوادث يبين الرسول فيها حكم الله على مرأى ومسمع منهم، فكانوا أيضا علماء بالشريعة محيطين بها. فحين كانت ترد عليهم الواقعة التي تحتاج إلى بيان رأيهم الذي استنبطوه من النص، أو من معقول النص. وكانوا كثيرا ما يقتصرون على إعطاء الحكم دون بيان الدليل، ولذلك نقلت أقضية الصحابة بشكل آراء لهم. وهذا ما حمل البعض من الناس على أن يفهم أن الصحابة كانوا يعطون رأيهم في القضايا. والحقيقة أن الصحابة كانوا يعطون الحكم الشرعي الذي استنبطوه بفهمهم من النصوص الشرعية، ولكنهم لم يشفعوه بالدليل، أو يبينوا علة الحكم، أو لم يبينوا دليل العلة. فأدى ذلك إلى إيهام أن هذا الرأي من الصحابة، وأنه يجوز أن يعطي الإنسان رأيه في القضية ما دام عقله مشبعا بالإسلام وعارفا بالعربية.
ولما جاءت العصور التي طرأ الفساد فيها على اللسان العربي صارت العربية تتعلم قواعد لضبط اللسان. ولما تسرب الكذب إلى الرواة، ورويت أحاديث عن الرسول لم يقلها صلى الله عليه وسلم ، صار الحديث فنا يتعلم بأصول. ولذلك صار استنباط الأحكام يحتاج إلى معرفة باللغة العربية والنصوص الشرعية، فصار الحكم الشرعي يصحب بالدليل، وقد يصحب بوجه الإستدلال. فبدأ الفقه يتكون تكونا جديدا في البحث، ويرتب ترتيبا خاصا في التبويب. وعلى اختلاف الأساليب في تبويبه وترتيبه صار لا بد من بيان دليل الحكم الشرعي مع بيان الحكم، ولا بد من بيان وجه الاستدلال حين يكون الحكم مختلفا فيه. وقد عمرت المكتبة الإسلامية بمئات الألوف من المؤلفات في الفقه بأساليب متنوعة من التبويب والعرض. غير أن الكفار بعد أن نجحوا في غزو المسلمين بعد منتصف القرن الثامن عشر الميلادي أخذوا يغالطونهم في العلوم الإسلامية، فكرهوا إليهم كتب الفقه كما يكره السفسطائي الناس بالعسل حين يقول لهم عنه أنه جزء الذباب. فقد وضعوا الفقه الإسلامي في إطار أسود حتى يعرض عنه المسلمون. وإذا أعرض المسلمون عن الفقه فقد أعرضوا عن معرفة أحكام الإسلام، ووقعوا في الجهل في دين الله، وهذا ما حصل بالفعل. ومن أجل ذلك كان لا بد من حث المسلمين على الإقبال على دراسة الفقه بعرض نماذج من الفقه الإسلامي لإثارة الشوق إلى دراسته. فكان مفيدا للناس عرض نماذج من الأحكام الشرعية المتعلقة بالعلاقات العامة وهي ما يطلقون عليها في هذه الأيام الأحكام السياسية، أو الفقه الدستوري، ونماذج من الأحكام الشرعية المتعلقة بعلاقات الأفراد مع بعضهم، وهي ما يطلقون عليها القانون المدني، ونماذج من الأحكام الشرعية المتعلقة بالعقوبات، ونماذج من الأحكام الشرعية المتعلقة بالبينات حتى تكون الصورة الفقهية واضحة تمام الوضوح، فلعلها تثير الشوق لدراسة الفقه الإسلامي في أمهات كتب الفقه المعتبرة.