المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التَأَسِّي بِأَفْعَالِ الرَسُولِ عَلَيْهِ الصَلاةُ والسَلامُ



rajaab
29-07-2005, 05:57 PM
التَأَسِّي بِأَفْعَالِ الرَسُولِ عَلَيْهِ الصَلاةُ والسَلامُ







الأَفْعَالُ الَّتِي صَدَرَتْ عَنِ النَبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلهِ وسَلَّمَ قِسْمَانِ، مِنْهَا ما كَانَ مِنَ الأَفْعَالِ الجِبِلِّيَّةِ، ومِنْهَا ما سِوَى ذَلِكَ: أَمَّا الأَفْعَالُ الجِبِلِّيَّةُ كالقِيَامِ، والقُعُودِ، والأَكْلِ، والشُرْبِ، ونَحْوِهِ، فَلا نِزَاعَ في كَوْنِهَا عَلَى الإِبَاحَةِ بالنِسْبَةِ إِلَيْهِ ولأُمَّتِهِ، ولذَلِكَ لا تَدْخُلُ في المَنْدُوبِ.

وأَمَّا الأَفْعَالُ الَّتِي لَيْسَتْ جِبِلِّيَّةً فَهِيَ إِمَّا أَنْ تَكُونَ مِمَّا ثَبَتَ كونها مِنْ خَواصِّهِ الَّتِي لا يُشَارِكُهُ فِيهَا أَحَدٌ، أَوْ لا تَكُونَ مِنْ خَوَاصِّهِ، فَإِنْ كَانَتْ مِمَّا ثَبَتَ كَوْنُهَا مِنْ خَواصِّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وذَلِكَ كاختِصَاصِهِ بإِباحَةِ الوِصَالِ في الصَوْمِ، أَيْ مُوَاصَلَةِ النَهَارِ باللَيْلِ في الصَوْمِ، وكالزِيَادَةِ في النِكَاحِ عَلَى أَرْبَعةِ نِسْوَةٍ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ خَصَائِصِهِ، فَلا يَجُوزُ لَنَا أَنْ نُشَارِكَهُ بِهَا، فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهَا مِنْ خَوَاصِّهِ بالإِجْمَاعِ، ولذَلِكَ لا يَجُوزُ التَأَسِّي بِهِ فِيهَا.

وأَمَّا مَا عُرِفَ كَوْنُ فِعْلِهِ بَياناً لَنَا فَهُوَ دَلِيلٌ مِنْ غَيْرِ خِلافٍ، وذَلِكَ إِمَّا بِصَرِيحِ مَقَالِهِ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ ((صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي)) وَ ((خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ)) فَإِنَّهُ دَلَّ عَلَى أَنَّ فِعْلَهُ بَيَانٌ لَنَا لِنَتَّبِعَهُ، وإِمَّا بِقَرَائِنِ الأَحْوَالِ، وذَلِكَ كَقَطْعِهِ يَدَ السَارِقِ مِنَ الكوعِ بَيَاناً لِقَوْلِهِ تَعَالى }فاقْطَعُوا أَيْدِيهِمَا{، وهَذَا البَيَانُ في فِعْلِهِ بالقَوْلِ أَوْ قَرَائِنِ الأَحْوَالِ تَابِعٌ للمُبَيَّنِ في الوُجُوبِ أَوِ النَدْبِ أَوِ الإِبَاحَةِ عَلَى حَسَبِ دِلالَةِ الدَلِيلِ.

أَمَّا الأَفْعَالُ الَّتِي لَمْ يَقْتَرِنْ بِهَا ما يَدُلُّ عَلَى أَنَّها لِلْبَيَانِ لا نَفْيَاً ولا إِثْبَاتَاً فَهِيَ إِمَّا أَنْ يَظْهَرَ فِيهَا قَصْدُ القُرْبَةِ وإِمَّا أَنْ لا يَظْهَرَ، فَإِنْ ظَهَرَ فِيهَا قَصْدُ القُرْبَةِ فَهِيَ تَدْخُلُ في المَنْدُوبِ يُثَابُ المَرْءُ عَلَى فِعْلِهَا ولا يُعَاقَبُ عَلَى تَرْكِهَا مِثْلَ سُنَّةِ الضُحَى، وإِنْ لَمْ يَظهَرْ فِيهَا قَصْدُ القُرْبَةِ فَهِيَ تَدْخُلُ في المُبَاحِ.

فان دام
29-07-2005, 06:32 PM
جزاك الله خير ..

ابو خالد
05-08-2005, 08:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اخى الكريم
وجعله بميزان حسناتك
ونسئل الله ان يحسن ختاما
وان نكون ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه باذن الله
تقبل تحيتى وسلامى وشكرى
والسلام عليكم ورحمة الله