المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذهب المسبوك في سيرة القائد يرموك



أبو الفدا مسعود
01-10-2001, 04:58 AM
من هو القائد اليرموك، الذي قاتلوه كما تقاتَل الملوك ؟ كان في منزله ، فأخبر عنه أحد المنافقين الشيشان ، فجاءت حملة روسية من 200 مقاتل ، وتمت عملية الإنزال عند طريق الهيلوكبتر .. حاصروا منزله ، فخرج إليهم وقتل منهم اثنين قبل أن يقتلوه..
سقيناهمُ كأساً سقونا بمثلها ***ولكننا كنا على الموت أصبرا
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا***وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا
ذلك هو البطل يرموك وكنيته أبو عمر ، واسمه منْشط بن عمر بن مقعد الجبيري القحطاني ، من أرض الجزيرة ، وأصل قبيلته من سراة عبيدة ، لكنهم انتقلوا إلى بيشة ، وفي قرية "العطف" ولد يرموك في عام 1391هـ ، وبها نشأ حتى أتم دراسته الثانوية.. وتخرج منها عام 1408هـ
نجح بتفوق ، وقدم أوراقه في كلية الطب ، في العلوم التطبيقية وتم قبوله، ولكنه لم يرغب، ثم قدم أوراقه إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ولكن كان وقت القبول قد انتهى، فدخل إلى شركة أرامكو، وتخصص في الميكانيكا والالكترونيات ، أتقن الإنكليزية في وقت قصير ، كان ذكياً .. تعلم فنون الدفاع عن النفس، ووهبه الله جسداً قوياً ، وهو وريث أبيه في ذلك ، فإن أباه على كبر سنه كان صحيح الجسم وبلغ التاسعة والسبعين وربما صارع بعض أبنائه وأحفاده الأقوياء فغلبهم..
فما يك من خير أتوه فإنما/ توارثه آباء آبائهم قبلُ
وهل ينبت الخطي إلا وشيجه/ وتغرس إلى في منابتها النخلُ؟
أحب ركوب الخيل ، له فرس لا زالت مربوطة إلى الآن ، حتى بعد سفره كان يوصي أقاربه أن يعلموا أبناءهم عليه، حتى قال بعضهم:أحببنا الخيل منه، درب نفسه على الرماية، يرمي قائماً وراكضاً وعلى جنبه..
المحطة الأولى
بيئته صالحة ، أبوه وأمه وإخوته بل حتى أخواله من أهل الخير والصلاح ، كان من صغره محافظاً على الصلوات وصلاة الفجر، وكثيراً ما يجئ مع الأذان أو يؤذن ، فيتعجب منه أهل الحي لأنه كان في أول أمره يأخذ شيئاً من لحيته، وكان كذلك حتى ذهب إلى أرامكو ، وفي إحدى زياراته لأهله كان قد أطلق لحيته، ورآه أحد إخوته فعلم أن شيئاً في حياة أبي عمر "يرموك" قد تغير..!
أي دين ذلك الدين الذي/ حول الأفكار عن كل اتجاهْ
صهر الأنفس حتى لم تعد/ تدرك الأنفس شيئاً ما عداهْ
أحب الدين ، كان أمَّاراً بالمعروف نهّاء عن المنكر، كان إذا ذكرت الغيبة في مجلسه غضب وربما قام، شديداً على الرافضة والنصارى، وكان في عمله رجل نصراني ربما رفع صوته الغناء فلا يقف في وجهه إلا أبو عمر ، حتى عاداه بعض الفاسقين ، وسعوا أن يضعوا في غرفته الخمر ليقع في التهمة، ولكن استمر في طريقه، حتى نُقل لأسلوبه هذا إلى الدوادمي ثم إلى خميس مشيط..
المحطة الثانية
كان ورعاً .. كان رجل من جماعته يملك محل حلاقة فلم يكن يأكل من كسبه، وكان رجل آخر يملك عمالة يسيبهم ويأكل كسبهم ، فكان لا يأكل من طعامه ، فسأله لماذا؟ فأخبره، فتأثر ذلك الرجل وترك ما كان عليه..، كان زاهداً .. إذا أتاه راتبه أخذ ما يكفيه وأنفق باقيه، ربما وضعت له أمه فراشاً من القطن، فينام عليه فإذا خرجت أمه من الغرفة تركه ونام على الأرض ، فعجب أخوه فقال:كيف أنام على الوثير وحال إخوتي في الدين كما ترى.. !؟
لا تفرح النفس الكريمة ***إن رأت أختاً حزينةْ
فابكي مع الباكي ومُدي ***للضعيف يد المعونةْ
كان شجي الصوت حسن الأذان ، كثير الترتيل للقرآن وحفظ كثيراً منه، ربما سمع بعض أصحابه تمتمته فإذا اقترب سمعه يقرأ القرآن، كان كثير النصيحة لأهله وللناس.. يجل العلماء وقافاً عند حدود الله.
لم يكن يحب المدح بل يغضب منه، ربما قام بعمليات فلم ينسبها إلى نفسه، كان يكتب بعض الشعر الشعبي ، وأكثر شعره في الزهد ولم يكن ينشره ، ومن ذلك أبياته بعد مقتل رفيقه أبي ذر الطائفي وقد تأثر لذلك:
مضيت يا بوذر وخليتني ليه*** ماذا بعهدك يا حسين الفعالِ
بانشدك يا يمه كيف جبتيه*** هذا عديم المثل بين الرجالِ
ثم قال مهدداً: والله لأرد الكيل بأطنان وأصليه*** وأجعل عليه الحمر تبكي الليالي!
والحمر هم الروس..
المحطة الثالثة
كانت الحياة مشرعة له ، ولم يكن إنساناً فشل في دراسته أو وظيفته فهرب منها، لكن علم غرور هذا الدنيا ، كاد أن يذهب إلى البوسنة فلم يحصل ذلك ، ولم يذهب إلى الجهاد حتى رضي أبوه ثم رضيت أمه بعد ذلك ، فخرج في 14/11/1416هـ ..، وتوفي أبوه بعد خروجه بثلاث سنين..
تدرب ثم ذهب إلى الشيشان ، في آخر الحرب الأولى ، جاء من طريق جورجيا ، ووقف عند الحدود شهراً كاملاً ، لم يكن هناك طريق سالك ولا بد من دليل ، فكانوا كل يوم ينتظرونه، فكان يصلي بهم ، وفي يوم صلى ورفع يديه ودعا وألح بالدعاء أن يفرج الله عنهم وقال:يا ألله اليومَ اليومَ ، حتى عجب أصحابه، فلما انصرف من الصلاة كان بعضهم يمازحه ويقول:ما شاء الله صرتَ أويس القرني ، فما مضى إلا زمن قصير حتى جاء الله بالدليل ، فكان ذلك الرجل يمازحه يقول:يا مستجاب الدعوة، حتى غضب وقال:أسألك بالله أن لا تقول هذه الكلمة.. فدخلوا الشيشان وقد ركبوا الخيول..
سنمضي وكل يد جذوة***تعانقها أختها في المسيرْ
قطعنا لظى الدرب حتى دنت ***قوافلنا من شذاه النضير
ومهما يكن في بقايا الطريق ***فلا بد مهما عتا أن نسيرْ
دخل الشيشان متدرباً عادياً ، وكان مع المجاهدين العرب، لكن لم يعجبه كثرة حديثهم وصوتهم فانعزل عنهم، فلم يكن يحب كثرة الناس، وبعد انتهاء دورة تدريب تولى مسئولية مستودع الذخيرة ، وكان شديد الدقة والحرص ، فكان يقول مثلاً:لماذا التدرب على 100 طلقة يكفي عشرة ، حتى حدث تعاتب بينه وبين أحدهم لهذه الشدة، فلم يرد أن تزيد المشكلة فترك العمل وسلم المفتاح لغيره، فلما علم القائد خطاب بالأمر قال:هذا الرجل الذي نريده وأمر بإعادته..
المحطة الرابعة‎
تعلم شيئاً في المتفجرات، فكان يعطي المتدربين الجدد بعض الدورات، فأراد أن يطور نفسه، فأصبح يقرأ ويبحث ويجرب، وترك المعسكر العام وتوجه إلى غرفة صغيرة بعيدة منعزلة وسط الغابات كانت مهجورة ؛ فرممها وجعلها مركز تدريبه الخاص، طور نفسه ، كان يأتي بالمواد الأولية فيصنع منها متفجرات، ربما أخذ بعض البراميل وملأها بمتفجراته وجربها في بعض الوديان، وقد طلب قبل وفاته بزمن قصير بإحضار أكثر من 20 ساعة كاسيو ليصنع منها قنابل موقوتة! لعل الله أن يبارك فيها..
كان حريصاً على التربية الإيمانية وتربية النفس، ذكروا عنه كثرة السجود، وفي جبهته علامة، وكان ربما طلب من إخوانه أن يرسلوا له أشرطة ويقول:إن قلوبنا خاوية، وتدرب على يديه عدد من الأوزبك والشيشان فكان من خيرة المجاهدين، ليس سهلاً أن تصنع رجالاً يبيعون أنفسهم، لكن الله أعانه فصنعهم حتى كان في يوم من الأيام وجس نبضهم في عملية خطيرة، فوافقوا فجهز أربعة رجال في أربع شاحنات متفجرة في أربع مناطق، تفجرت في ساعة واحدة وخلَّفت أكثر من ألف قتيل روسي.
رأى رؤيا أن أحد هؤلاء الأربعة وهو عبدالملك الأوزبكستاني كأنه عند العرش فسأله:ما فعل الله بك؟ فقال أنه أكرمه أو غفر له ونحو ذلك، فتأثر "يرموك" من هذه الرؤيا ، وكان يكثر من أن يقول:والله لولا أن الشباب مسَّكونا أعمالاً كنا دخلنا في هذا العمل، لأن القائد خطاب كان يأبى أن يشترك في مثل هذه الأعمال..
المؤمن الفذُّ من ضمت جوانحه ***دينا تؤرقه دوماً قضاياهُ
مهما تطاولت الأيام فهو على***ثباته تزرع الآمال يمناهُ
وإن دعا لجهاد الكفر داعية*** بالروح والمال والإقدام لباهُ
كان الأسرى عنده لطبيعة مكانه..
ومع اشتداد الحرب الثانية كان ربما قاد مجموعات، وقام بعمليات ، حتى إنه في إحدى العمليات زحف الروس بقرب نهر (تيرك) وكان المجاهدون في الضفة الأخرى ؛ وكان العبور يتم عن طريق جسر، فقام بعملية ليلية ولغم الجسر بقنبلة موقوتة وفجره .. ليؤخر تقدم الروس إليهم، مع قرب الروس الشديد من الموقع..
رأى القائد أبوالوليد رؤيا أنه يقرأ سورة يوسف فاتصل على أخته فقصها، فقصتها أخته على أحد المعبرين، فأولها أن 12 رجلاً منهم يحاصرون ويخرجهم رجل أعرابي بطريقة عجيبة، وأوصاها أن تخبره أن يخرجوا مثنى مثنى، ولكن قبل أن تخبره بالتأويل حوصر 12 رجلاً أكثرهم قادة ، ومرت عليهم 3 ليالٍ وأصابهم جوع شديد حتى أكلوا ورق الشجر ، وقتل أحد حرس خطاب، حتى فرج الله عليهم وأخرجهم أبو عمر "يرموك" عن طريق جهاز ماجلان..، ثم اتصل أبوالوليد على أخته فيما بعد فأخبرته بالتأؤيل فأخبرها أن الأمر وقع وأن الله نجاهم..
المحطة الخامسة
كان متوسط القامة أقرب إلى القصر ، وإلى النحافة، فيه سمرة، كث الشعر واللحية حتى في خده وفيها طول ونعومة، وكان أحد شيوخ الصوفية يشبهه فذهب يرموك إليه ورآه!
عيرتمونيَ بالنحول وإنما شرف المهند أن ترق شفارهُ
لم تكن تهمه الدنيا ، كثيراً ما كان يلبس الجاكيت الطويل وكان أشبه ما يكون بالأخياش ، حتى إنه يضحك على نفسه ويقول:إذا جاء المطر لم أستطع حملها لأنها تثقل عليَّ..، وكان ربما الثوب الباكستاني، فلم يكن يحب البنطلونات، حتى كان القائد حكيم إذا رآه ورأى أمثاله قال:فشلتونا يا بني عربان..
وفي مرة قدمت من تركيا ملابس جديدة وأغذية تم إنزالها في المعهد ، فأذن القائد حكيم المدني رحمه الله أن يأخذ كل واحد ما يناسبه منها ، فجاءوا كلهم إلا رجل أو رجلان:أحدهما أبو عمر "يرموك"، يقول صاحبه:فقلت له:لم لا تذهب فتأخذ؟، فلم يستجب، فذهبتُ إلى حكيم واستأذنته أن آخذ بنفسي ليرموك ملابس وأحذية وأغذية ، فأذن لي، فأخذت على مقاسه وذهبت إليه، فأعطيته فأبى، فشددت عليه حتى رضي ، فجئته بعد مدة، فأرى القميص على رجل من أصحابه والنعل على آخر والبنطال على ثالث..
كان يحب العمل، لا يكاد يجلس هكذا ، ولا يكاد سلاحه يفارقه في قيامه وقعوده في مسجده ومطبخه ، حتى في أوقات السلم ، والسلاح حديد ثقيل ربما أتعب البعض فتركه في زمن الحرب.. أما هو فلا..
وصحبت رشاشي ليطـ ـربني إذا اشتد اللقاءْ
فيه يجندل كافر وبه يساس الجبناءْ
ويحمله قد ضقت طعـ ـماً للكرامة والإباء
وبحمله أدحرت من في الدين ناصبني العداء
لن أتقي سبل المنايا لن أعود إلى الوراءْ
سأظل أمضي واثقاً دوماً صعوداً وارتقاء

وقبل أسبوعين من وفاته اتصل على أخيه في مكالمة استمرت 99 دقيقة ، وكان يكثر من أن يقول ادع لي بالشهادة ، حتى جرى عليه أمر الله في 4/1422هـ، وتلقى أهله الخبر بصبر عجيب حتى أمه كبيرة السن، وتوالت على أهله الاتصالات من كل مكان، معزية أو مهنئة..، ولكن:
لفقدك يا يرموك تبكي المدامعُ*** ومن عظم البلوى تقض المضاجعُ
مضيت إلى الشيشان من أجل نصرة*** لشعب أبي بالحروب يروعُ
صموتاً بلا لغو شغوفاً لكل ما*** يقرب للجنات نعم المرابعُ
سلاحك محمول وعزمك ثائر*** للقيا الأعادي تستعد وتزمعُ
تنام على خشن الفراش زهادة*** وتذكر أحوال الملايين جوِّعوا
وتأبى حياة اللهو لا تنثني لها*** فما زال قدس المسلمين يفزعُ
وداعاً أيا يرموك موعدكم غدأ ***جنان جرت فيها الأحبة يجمعوا

mom_com3
01-10-2001, 05:33 AM
مشكور وما تقصر بس فيه شي ما استوعبته....

أبو الفدا مسعود
01-10-2001, 03:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ...

جزاك الله أخي كل الخير ...

و لكن أحب من االإخوان المشاركة بمواضيع مفيدة لنا لعلّ الفائدة تنتشر و يعم الخير ... و إليكم مني هذه المشاركة :

حقيقة العداوة بين المسلمين واليهود


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

فإن الأمة المسلمة تمرّ هذه الأيام بأحوال عصيبة وأحداث مؤلمة ومن أكبرها تسلّط اليهود على المسلمين في أرض فلسطين يقتّلون رجالهم وأبناءهم ويروّعون نساءهم وأطفالهم ويحرقون مساجدهم ويهدمون بيوتهم ويحاصرونهم ويجوّعونهم :

والمسلم ينطلق في رؤيته وحكمه على الأحداث من الكتاب والسنة ، ولنا مع هذه الأحداث الوقفات التالية نذكّر بها أنفسنا ونستبصر طريقنا ونعدّ العدّة لعدونا

لماذا نكره اليهود : نحن نكره اليهود لأجل ربنا ، ونبغضهم في الله لأنهم سبّوا الله وقتلوا أنبياءه وشتموهم .

- فهم الذين أخبرنا الله عنهم في كتابه بقوله : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ .. الآية ) : المائدة 64

- وهم الذين قالوا : ( إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) آل عمران

- وهم الذين ادّعوا الولد لله : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ ) التوبة 30 ، تعالى الله عن قولهم ( لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ( 2 ) .

- هؤلاء أنفسهم الذين قالوا في تلمودهم المزعوم : ليس الله - نستغفره سبحانه - معصوماً من الطيش والغضب والكذب .

- وفي تلمودهم أيضا : للحاخامات السيادة على الله , وعليه أجْراء ما يرغبون فيه .

- ويقولون : يقضي الله ثلاث ساعات من النهار يلعب مع ملك الأسماك .

تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا : ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِين َ(17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ(18) سورة الأنبياء

- وفي تلمودهم : اليهودي أحب إلى الله من الملائكة , فالذي يصفع اليهودي كمن يصفع العزة الإلهية .

- وقد أكذبهم الله فقال : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ(18) سورة المائدة

- ومما قالوه في تلمودهم أيضا : إن الله يستشير الحاخامات على الأرض حين توجد معضلة لا يستطيع حلها في السماء . تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً

وهل يوجد شيء لا يقدر عليه الربّ ؟ سبحانه وتعالى وهو على كل شيئ قدير ، ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(82) سورة يس

- وقالوا في التلمود بوقاحة فاجرة : أن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها أو تغييرها ولو بأمر الله .

سبحان الله وهو القائل عن اليهود : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ) التوبة 31 ، وهؤلاء الذين قال الله عنهم : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) التوبة 34

- هؤلاء اليهود الذين يرون أنفسهم كل شيئا ولا يعدّون غيرهم شيئا ، ومن أقوالهم في غير اليهود كما جاء في تلمودهم :

· نطفة غير اليهودي كنطفة باقي الحيوانات

· يجب على كل يهودي أن يبذل جهده لمنع استملاك باقي الأمم في الأرض لتبقى السلطة لليهود وحدهم .

· لو لم يخلق الله اليهود لانعدمت البركة في الأرض .

· الخارجون عن دين اليهود خنازير نجسة .

· أرواح اليهود عزيزة عند الله , وبالنسبة لباقي الأرواح فالأرواح غير اليهودية أرواح شيطانية تشبه أرواح الحيوانات .

· اليهودي لا يخطئ إذا اعتدى على عرض غير اليهودية , لأن كل عقد زواج عند غير اليهود باطل , فالمرأة غير اليهودية تعتبر بهيمة , والعقد لا يقوم بين البهائم .

· لليهود الحق في اغتصاب النساء غير اليهوديات .

· الزنا بغير اليهود ذكورا كانوا أو إناثا لا عقاب عليه لأنهم من نسل الحيوانات

· ليس للمرأة اليهودية أن تشكوا إذا زنى زوجها بأجنبية في بيت الزوجية .

وليس بمستبعد أن يقولوا هذا الكلام وهم الذين قال الله فيهم : ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) سورة آل عمران

- ومن اعتقادهم في مصير غير اليهود في الآخرة ما نصّوا عليه في تلمودهم :

· النعيم مأوى أرواح اليهود ولا يدخل الجنة إلا اليهود .

وهذا موافق لما ذكره الله عنهم بقوله : ( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) سورة البقرة

- وهؤلاء اليهود هم الذين قتلوا أنبياء الله وسبوهم وشتموهم وقالوا عن عيسى عليه السلام في تلمودهم : إنه ابن زنا وإن أمه حملت به خلال فترة الحيض وأنه مشعوذ ومضلل وأحمق وغشاش بني إسرائيل وأنّه صلب ومات ودفن في جهنم وأنه يعذّب فيها في أتون ماء منتن يغلي .

وقد قال الله تعالى في فريتهم على المسيح عليه السلام وأمه : ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا(156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) سورة النساء

- وهم الذين قالوا في تلمودهم في عداوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : حيث أن المسيح كذاب وحيث أن محمدا اعترف به والمعترف بالكذاب كذاب مثله ، يجب أن نقاتل الكذاب الثاني كما قاتلنا الكذاب الأول .

( لبقية أقوالهم في التلمود ينظر : فضائح التلمود : آي براناتيس ص : 57 وما بعدها وكتاب دفائن النفس اليهودية : محمد الزعبي )

وهاهم اليوم يقولون إن الله ندم على خلق الفلسطينيين ، ويلفّون رأس خنزير في أوراق مصحف مكتوب عليها " محمد " لإلقائها في المسجد الأقصى إغاظة للمسلمين ، ورسموا خنزيرا على جدار وكتبوا عليه اسم نبينا ووقّعوا تحت ذلك بنجمة داود .

- فعداوتنا لهم إذا عداوة عقدية وليست سياسية ، إننا لا نبغضهم فقط لأنهم محتلين بل لأمر قبل ذلك هو أكبر بكثير كما تقدّم ، ثم نحن نبغضهم أيضا لجرائمهم في حقّ بيت الله المسجد الأقصى وقيامهم بإحراقه ومحاولات هدمه وحفر الأنفاق الكثيرة تحته ثم قتلهم إخواننا واستعمال الأسلحة الفتاكة التي تحفر رصاصاتها في رؤوس المسلمين ثم تنفجر داخلها :

- 10 شظايا وجدت في دماغ طفل مسلم ورصاص يُطلق من أسلحة كاتمة للصوت حتى لا ينتبه المسلمون أنّ أحدا من إخوانهم سقط جريحا فيسارعون إلى إسعافه وصواريخ تنفجر في أجساد المسلمين العزّل حتى لا تعرف عائلة أحدهم ملامحه ولا يستطيعون التعرّف عليه وغازات سامة يُزعم أنها لتفريق المظاهرات وهي في الحقيقة تصيب بالاختناق القاتل وإطلاق الرصاص على سيارات الإسعاف وقتلوا بعض رجال الإسعاف وجرحوا آخرين ومنعوا سيارة تقلّ امرأة مسلمة على وشك الوضع من إكمال طريقها إلى المستشفى حتى وضعت جنينها في السيارة وأطلقوا رصاص 500 و800 ورصاص الدمدم ففجّروا رؤوس الضحايا المسلمين : مائة وستون قتيلا وخمسة آلاف جريح ومئات المعوقين وأصحاب العاهات الذين باتوا لا يستطيعون الإنفاق على أسرهم . ومواد كيماوية في خزانات مياه الشرب في فلسطين لتعقيم النساء المسلمات وإصابتهن بعدم القدرة على الإنجاب وتغيير المناهج الدراسية للمسلمين في فلسطين حذفا وإضافة بما يوافق أهواءهم .

- إننا نؤمن أنّه ليس في أفعاله تعالى شرّ محض بل لا بدّ أن يكون في خير بوجه من الوجوه كما هو معتقد أهل السنة والجماعة ، فها نحن رأينا خلال الأحداث الدامية على أرض فلسطين مظاهر إيجابية صدرت من المسلمين تبشّر بمستقبل مشرق ونصر قادم بإذن الله فمن ذلك :

- وجود القناعة العظيمة عند جماهير المسلمين بأنّ الطريق الوحيد لهزيمة اليهود هو الجهاد في سبيل الله فعظمت المطالبة بإقامة هذه الفريضة وذروة سنام الإسلام .

- سقوط الرايات القومية والثورية والوطنية والديموقراطية وكلّ الطّرق الجاهلية وارتفاع رايات لا إله إلا الله بأيدي المسلمين

- وجود الجرأة العجيبة والشجاعة الكبيرة لدى الجموع المسلمة الغفيرة في فلسطين للتصدي لليهود بدباباتهم ومركباتهم وأسلحتهم وعدتهم وعتادهم

- عودة قاعدة الجسد الواحد إلى جموع هذه الأمة وبوادر التطبيق العملي للصورة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر : حديث صحيح

- وقد تجلى ذلك في هذه الصدقات العظيمة المبذولة من المسلمين لإخوانهم ، والبوادر الطيبة في نقل بعض الجرحى لعلاجهم وعيادة المسلمين لهم ، وأدعية القنوت المرفوعة في طول البلاد الإسلامية وعرضها ، وتعبير جموع المسلمين بشتى مستوياتهم عن وقوفهم بجانب إخوانهم ، بل محاولة بعض أطفال المسلمين الذّهاب إلى أرض فلسطين لإلقاء الحجارة على اليهود !!

- وضوح المنطلق الإسلامي للقضية عند الكثيرين من المسلمين وتجلّى ذلك في شعاراتهم المبيّنة لإسلامية القضيّة ومكانة المسجد الأقصى عند المسلمين وكان أشدّ ما آذى اليهود - كما اعترف بعض منظّريهم - شعار : خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود ، وقال أحد اليهود : علينا أن نعي حراجة الوضع الذي نحن فيه ، فهؤلاء لا يقصدون أنّ جيش محمد سيأتي فقط من مدن الضفّة الغربية وقطاع غزّة ، إنهم يقصدون أنّ هذا الجيش سيأتي من كل مكان فيه من يحترم محمدا ويصدّق أنه نبي ، فلا تتحدّثوا بعد ذلك عن السلام .

- توقّف عملية التطبيع مع اليهود أو تباطئها وهي من أشدّ الأخطار على الأمّة ، وخفتت أصوات دعاة السلام مع اليهود وهم يرونهم ينقضون مواثيقهم واتفاقياتهم وعهودهم عهدا بعد عهد ، مصداقا لقول الله تعالى فيهم : ( أَو َكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ(100) سورة البقرة

وإننا بالرغم ما رأينا من المظاهر العظيمة التي تدعو إلى التفاؤل فإننا يجب أن لا ننسى ما يلي :

- أن سبب هذا الذلّ والهوان الذي نعيشه هو حالنا نحن ، وأنّ كلّ ما أصابنا من سيئات فمن أنفسنا ، وإذا أردنا أن يرفع الله عنا الذلّ فلا بدّ من العودة إليه سبحانه : ( إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ) . وأنّ الأمة يجب أن تتوب مما وقعت فيه من الشّرك والبدع والمعاصي والموبقات .

- أنّ هناك غبشا لا يزال عند البعض في طلب النّصرة من المشركين والاعتماد على الكفّار والوقوع في الخلط بين الرايات الإسلامية ورايات أهل الشّرك ، ومن شروط النصر أن يزول هذا الخلط : ( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ) . وأنّ طريقنا يبدأ بكلمة التوحيد حتى يصل إلى توحيد الكلمة بناء على منهج الرسل صلوات الله وسلامه عليهم .

- أنّ بيننا وبين إعداد العدّة التي أمر الله بها بونا شاسعا ، فأين العمل بقوله تعالى : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ(60)

وأخيرا فإننا نسأل الله تعالى أن ينجيّ المستضعفين من المؤمنين وأن يذلّ اليهود والمشركين وأن ينصر الموحدّين ويخرج اليهود من بيت المقدس أذلة صاغرين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه :

محمد صالح المنجد

و تحياتي لجميع الإخوان الجادين و المجدين .....و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .:D