alzubair
04-08-2005, 03:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
سأروي لكم من نبض قلبي ما جرى في أول خطوة لي حيث رجعت إلى بلدي لأتعلم من الحياة وآخذ دروسا فيها كمن كان يريد أن يأخذ بعد طول امتناع ويرتوي بعد طول ظمأ...
ليست من نسج خيالي ولكن من واقع حياتي وقد جرت معي فيما لا يزيد عن الأيام المعدودة ...
أنا شاب لم أتجاوز الثامنة عشر من عمري أذهب كل سنة إلى وطني الذي تغربت عنه وابتعدت عنه ولكن كان ذلك ما فرضه علي الزمن وجرته علي الأيام ... أنا أخوكم الزبير عشت تلك اللحظات التي أحكيها لكم بدمي لأني حزين ليس فقط على حالي ولكن لى حال وطني ... لن أشرع الآن في الكلام عن التفاصيل ولكن كل ما أود أن أقوله مجرد أنني لا أعرف الكثير عن وطني وعن شعبه ولكني عرفت عنه الكثير خلال أيام معدودة لأنها كانت قاسية بالنسبة لي ولا أدري لماذا قضى الله عز وجل في تلك الأيام بالضبط ولكن كل ما علي هو ان أؤمن بالقضاء والقدر ... وها أنا آمنت بذلك ورضيت به ولكن يجب أن احكيها لكم وأحكي لكم ماذا تعلمت من الحياة بشكل عام ..
لقد هبطت أرض بلادي ثم أردت أخذ سيارة أجرة وعندما أنزلني السائق سألته عن الأجر فطلب ضعف الأجر المعتاد ما يقارب الست أضعاف ولم تكن المشكلة هنا فالنقود تأتي وتذهب ولكن إنظر إلى ذلك الشعب الذي عانا حتى أتته الضغوط ليقوم بالاحتيال على أبناء جلدته ... ولكني عندما أوضحت له أني لن أدفع له طلبه وأنني سأدفع فقط السعر الذي يعادل ضعفا واحدا للسعر الطبيعي ... ورفضت أن أرضخ لطلبه ولكنه بدأ بالتصرف الخاطئ والمعاملة الخاطئة معي وانا ما زلت طوع إرهاق السفر ثم بدأ برفع يده والتهديد اللفظي وبشكل شديد ... فقمت بانتحال شخصية أخرى غير شخصيتي الهادئة ورفع يدي لأقوم برد يده التي ارتفعت ظلما لأخذ ما ليس بحقها ... وهذا ما طلبه عز وجل منا ... أن لا نسكت عن طلب الحق مهما كان صغيرا ... وحتى تلك اللحظات لم أشعر أنني في مشكلة ولكن ظهرت المشكلة عندما أخرج ذلك السائق سكينا من سيارته وتقدم بها نحوي وبشكل جاد جدا ... حتى رؤيتي للسكين كان هناك عقل يعمل بين أكتافي ولكن عندما رأيتها أيقنت أنني بدأت أتعامل مع شخص يعاني في حياته ويسعى ورا لقمة عيشه كالذئاب ليتخلص من هذه الحياة الصعبة وقد وضع مستقبله وهو شاب في مقتبل العمر في قفص الخطر ... وهناك قمت باستخدام القوة لرد هذه اليد وحمدا لله نجحت ولكن بشكل مؤقت لأقوم بإرضائه وإعطائه طلبه والتخلص من هذا الموقف بنفسية مرهقة جدا ... وصدقوني أنني أحسست بشعور يجتاح فؤادي برغبة لعمل أشياء تنفس عن كربي وعن الظلم الذي وقعت فيه ولكني وجدت القرآن يناديني فأخذته ليرتاح خاطري ويطيب فؤادي ... وبعد هذا الموقف قمت بالحديث مع أحد أصدقائي وكان ذو عقل راجح ... فنصحني بأن أقوم فقط بكتابة عشر أشياء استفدتها من هذا الموقف ... وها هي أمامكم....
1- أن الحق يحتاج لقوة تنصره كما للباطل قوة تطغيه .
2- أن الإنسان إذا سلب الحق ومنح الظلم بات كالسمكة خارج الماء.
3- في الدنيا أناس ظلموا ممن فوقهم فمارسوا حريتهم على حساب من دونهم.
4- الشجاعة والجرأة والإقدام هي رأس القوة.
5- الدنيا تحتاج مني أن أتزود وأتعلم لأخوضها.
6- إذا اطمئن قلبك بالعودة إلى الله فاعلم أنك ما زلت بخير .
7- الإنسان يجب أن يملك شخصيات متعددة يوظف كل منها في موقفها ومكانها المحدد .
8- العاطفة شيءيجب أن لا يحتل جميع المواقف التي يعيشها الفرد بل يجب أن يكون صاحب العاطفة الجياشة أقوى من مشاعره في بعض المواقف .
9- الحياة قطار مليء بالأخطاء يجب أن نسعى ونحن في مواطن دعوة إلى إصلاحها .
10- أنا إنسان أملك مواهب وقدرات إبداعية يجب أن أستغلها في كل حركة في حياتي.
حتى النقطة آخر كلامي لن تنتهي المعاناة ... ولكن تابعوا معي ما حصل في بلدي التي كنت أظنها ومخدوع بها تخاف علينا وتريد مصلحتنا ... أردت الخروج من وطني للعودة حيث أهلي وغربتي فرددت على الحدود لحجج صدقا واهية ولا تحمل معنى واضحا .. وبدأت رحلة التشريد لمدة يوم كامل لأستطيع العودة إلى مدينتي ... خرجت الساة الخامسة والنصف صباحا من مدينتي قاصدا الكويت لأعود إلى مدينتي الساعة الحادية عشر مساءا وكانت المسافة من مدينتي حتى الحدود 750 كيلومتر وهذه المسافة إذا ضربناها في 2 تصبح 1500 كيلومتر خلال يوم واحد ودون استراحات أي أنني لو كنت قاطعها إلى الكويت لوصلت ... ولكن هذا هو وطني الذي يبغي ذل لشعبه حتى يصبع كسائق سيارة الأجرة الذي أصبح ذئبا في الحياة يبحث عن لقمة عيشه ... فأصبح الكل مثله وليس هناك من ينصب عليه سوى من هو مثلي ولم يعرض بعد لكل تلك الضغوط ... ولكن لن يغير ذلك من شخصيتي وسنسعى للتحسي وسنبدأ من أنفسنا ... لم تنتهي بعد المعاناة ... بل في جعبتي الكثير ولكن سأحكي لكم فقط موقفين حصلوا مع أخي والذي هو نصف مني ... أخي يدرس في جامعة بلادي وكان في الكويت يحصل على 95 بالمستوى الطبيعي له ... ولكن قام الدكاترة المتعلمون المثقفون بترسيبه وإضاعة سنة من عمره لأنه لم يرضخ لتيار الرشوة ولم يقم بالدفع كمن دفع ليعطوه شحنة من اليأس والفراغ والضياع ... هذه هي بلادي ... وأذكر لكم أخيرا موقفا له عندما أراد دفع البدل في خدمة العلم (العسكرية) وهي معاملة بسيطة وليس بها أي تعقيد ولكن عندما وصل إلى العقيد الذي من المفترض أنه يحمي البلاد ويرد عنها كيد الكائدين ... رأينها يكدي لنا ... فقام بطلب رشوة كبيرة جدا مدعيا أن معاملتن صعبة جدا ومعقدة ... ولكن الحمدلله قمنا بعمل اللازم حيث نعرف من هو أكبر منه ... ولكن تساؤل هنا .. ماذا يفعل من لا يعرف أحدا ولا يملك شيئا؟؟؟ أنا أرى أنه بالتأكيد سيكون الجميع كسائق التاكسي سالف الذكر ... هذه هي بلادي للأسف ... ووالله ثم والله لا أذكر لكم كل هذا لأخفض قيمة وطني ولكن أحكي لكم من حرقتي وألمي ... هذه هي الحقيقية وهذا هو الواقع ...
وهم بأنفسهم وألسنتهم يقولون لي لا تعد إلى هذا الوطن وكن غريبا طوال مسيرتك في حياتك ...
هذه هي قصتي مع وطني الذي لم يدعني أشعر أنه وطني ولا أنه ملجئي إذا منع عني الملجأ ...
وأعتذر لكم على الإطالة ...
أخوكم الزبير ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
سأروي لكم من نبض قلبي ما جرى في أول خطوة لي حيث رجعت إلى بلدي لأتعلم من الحياة وآخذ دروسا فيها كمن كان يريد أن يأخذ بعد طول امتناع ويرتوي بعد طول ظمأ...
ليست من نسج خيالي ولكن من واقع حياتي وقد جرت معي فيما لا يزيد عن الأيام المعدودة ...
أنا شاب لم أتجاوز الثامنة عشر من عمري أذهب كل سنة إلى وطني الذي تغربت عنه وابتعدت عنه ولكن كان ذلك ما فرضه علي الزمن وجرته علي الأيام ... أنا أخوكم الزبير عشت تلك اللحظات التي أحكيها لكم بدمي لأني حزين ليس فقط على حالي ولكن لى حال وطني ... لن أشرع الآن في الكلام عن التفاصيل ولكن كل ما أود أن أقوله مجرد أنني لا أعرف الكثير عن وطني وعن شعبه ولكني عرفت عنه الكثير خلال أيام معدودة لأنها كانت قاسية بالنسبة لي ولا أدري لماذا قضى الله عز وجل في تلك الأيام بالضبط ولكن كل ما علي هو ان أؤمن بالقضاء والقدر ... وها أنا آمنت بذلك ورضيت به ولكن يجب أن احكيها لكم وأحكي لكم ماذا تعلمت من الحياة بشكل عام ..
لقد هبطت أرض بلادي ثم أردت أخذ سيارة أجرة وعندما أنزلني السائق سألته عن الأجر فطلب ضعف الأجر المعتاد ما يقارب الست أضعاف ولم تكن المشكلة هنا فالنقود تأتي وتذهب ولكن إنظر إلى ذلك الشعب الذي عانا حتى أتته الضغوط ليقوم بالاحتيال على أبناء جلدته ... ولكني عندما أوضحت له أني لن أدفع له طلبه وأنني سأدفع فقط السعر الذي يعادل ضعفا واحدا للسعر الطبيعي ... ورفضت أن أرضخ لطلبه ولكنه بدأ بالتصرف الخاطئ والمعاملة الخاطئة معي وانا ما زلت طوع إرهاق السفر ثم بدأ برفع يده والتهديد اللفظي وبشكل شديد ... فقمت بانتحال شخصية أخرى غير شخصيتي الهادئة ورفع يدي لأقوم برد يده التي ارتفعت ظلما لأخذ ما ليس بحقها ... وهذا ما طلبه عز وجل منا ... أن لا نسكت عن طلب الحق مهما كان صغيرا ... وحتى تلك اللحظات لم أشعر أنني في مشكلة ولكن ظهرت المشكلة عندما أخرج ذلك السائق سكينا من سيارته وتقدم بها نحوي وبشكل جاد جدا ... حتى رؤيتي للسكين كان هناك عقل يعمل بين أكتافي ولكن عندما رأيتها أيقنت أنني بدأت أتعامل مع شخص يعاني في حياته ويسعى ورا لقمة عيشه كالذئاب ليتخلص من هذه الحياة الصعبة وقد وضع مستقبله وهو شاب في مقتبل العمر في قفص الخطر ... وهناك قمت باستخدام القوة لرد هذه اليد وحمدا لله نجحت ولكن بشكل مؤقت لأقوم بإرضائه وإعطائه طلبه والتخلص من هذا الموقف بنفسية مرهقة جدا ... وصدقوني أنني أحسست بشعور يجتاح فؤادي برغبة لعمل أشياء تنفس عن كربي وعن الظلم الذي وقعت فيه ولكني وجدت القرآن يناديني فأخذته ليرتاح خاطري ويطيب فؤادي ... وبعد هذا الموقف قمت بالحديث مع أحد أصدقائي وكان ذو عقل راجح ... فنصحني بأن أقوم فقط بكتابة عشر أشياء استفدتها من هذا الموقف ... وها هي أمامكم....
1- أن الحق يحتاج لقوة تنصره كما للباطل قوة تطغيه .
2- أن الإنسان إذا سلب الحق ومنح الظلم بات كالسمكة خارج الماء.
3- في الدنيا أناس ظلموا ممن فوقهم فمارسوا حريتهم على حساب من دونهم.
4- الشجاعة والجرأة والإقدام هي رأس القوة.
5- الدنيا تحتاج مني أن أتزود وأتعلم لأخوضها.
6- إذا اطمئن قلبك بالعودة إلى الله فاعلم أنك ما زلت بخير .
7- الإنسان يجب أن يملك شخصيات متعددة يوظف كل منها في موقفها ومكانها المحدد .
8- العاطفة شيءيجب أن لا يحتل جميع المواقف التي يعيشها الفرد بل يجب أن يكون صاحب العاطفة الجياشة أقوى من مشاعره في بعض المواقف .
9- الحياة قطار مليء بالأخطاء يجب أن نسعى ونحن في مواطن دعوة إلى إصلاحها .
10- أنا إنسان أملك مواهب وقدرات إبداعية يجب أن أستغلها في كل حركة في حياتي.
حتى النقطة آخر كلامي لن تنتهي المعاناة ... ولكن تابعوا معي ما حصل في بلدي التي كنت أظنها ومخدوع بها تخاف علينا وتريد مصلحتنا ... أردت الخروج من وطني للعودة حيث أهلي وغربتي فرددت على الحدود لحجج صدقا واهية ولا تحمل معنى واضحا .. وبدأت رحلة التشريد لمدة يوم كامل لأستطيع العودة إلى مدينتي ... خرجت الساة الخامسة والنصف صباحا من مدينتي قاصدا الكويت لأعود إلى مدينتي الساعة الحادية عشر مساءا وكانت المسافة من مدينتي حتى الحدود 750 كيلومتر وهذه المسافة إذا ضربناها في 2 تصبح 1500 كيلومتر خلال يوم واحد ودون استراحات أي أنني لو كنت قاطعها إلى الكويت لوصلت ... ولكن هذا هو وطني الذي يبغي ذل لشعبه حتى يصبع كسائق سيارة الأجرة الذي أصبح ذئبا في الحياة يبحث عن لقمة عيشه ... فأصبح الكل مثله وليس هناك من ينصب عليه سوى من هو مثلي ولم يعرض بعد لكل تلك الضغوط ... ولكن لن يغير ذلك من شخصيتي وسنسعى للتحسي وسنبدأ من أنفسنا ... لم تنتهي بعد المعاناة ... بل في جعبتي الكثير ولكن سأحكي لكم فقط موقفين حصلوا مع أخي والذي هو نصف مني ... أخي يدرس في جامعة بلادي وكان في الكويت يحصل على 95 بالمستوى الطبيعي له ... ولكن قام الدكاترة المتعلمون المثقفون بترسيبه وإضاعة سنة من عمره لأنه لم يرضخ لتيار الرشوة ولم يقم بالدفع كمن دفع ليعطوه شحنة من اليأس والفراغ والضياع ... هذه هي بلادي ... وأذكر لكم أخيرا موقفا له عندما أراد دفع البدل في خدمة العلم (العسكرية) وهي معاملة بسيطة وليس بها أي تعقيد ولكن عندما وصل إلى العقيد الذي من المفترض أنه يحمي البلاد ويرد عنها كيد الكائدين ... رأينها يكدي لنا ... فقام بطلب رشوة كبيرة جدا مدعيا أن معاملتن صعبة جدا ومعقدة ... ولكن الحمدلله قمنا بعمل اللازم حيث نعرف من هو أكبر منه ... ولكن تساؤل هنا .. ماذا يفعل من لا يعرف أحدا ولا يملك شيئا؟؟؟ أنا أرى أنه بالتأكيد سيكون الجميع كسائق التاكسي سالف الذكر ... هذه هي بلادي للأسف ... ووالله ثم والله لا أذكر لكم كل هذا لأخفض قيمة وطني ولكن أحكي لكم من حرقتي وألمي ... هذه هي الحقيقية وهذا هو الواقع ...
وهم بأنفسهم وألسنتهم يقولون لي لا تعد إلى هذا الوطن وكن غريبا طوال مسيرتك في حياتك ...
هذه هي قصتي مع وطني الذي لم يدعني أشعر أنه وطني ولا أنه ملجئي إذا منع عني الملجأ ...
وأعتذر لكم على الإطالة ...
أخوكم الزبير ...